البطاركة الهراطقة السيمونيين بالكنيسة القبطية ج1
السيمونية: قصة البابا زخارياس الأول وإبن الرجا
إنتظروا فى العدد القادم إكتشاف جديد فى تفسير الأمثال لم يتطرق إليه أحد من قبل
************************
هل كسر الرهبان الأقباط نذورهم؟
الراغبين فى الإنعزال عن العالم من الأقباط (رجالا ونساءا) يدخلون الأديرة ويعيشون حياة نسكية يتفرغون فيها للعبادة يسمون رهبان .. وما الرهبنة إلا نذرا فهم ينذرون أنفسهم وحياتهم لله وتقضى الطقوس أنه قبل رهبنتهم يتلون تعهدا لله مكون من 30 بندا يجب عليهم ألا يخالفون أحدها أمام الله فى حياتهم الرهبانية وتعريف النذر عامة هو ما يقدمه المرء لربه أو يوجبه على نفسه من صدقة أو عبادة أو نحوهما والنذر نوعين 1- التعهد بفعل شيء حبا للرب أو 2 - عندما نتعهد بفعل شئ إذا تحقق أمرٍ ما ولما كان تحقيق ذلك الأمر بيد الله، فالنذر هو تعهد وعهد مع الله وأمامه وعلي الناذر أن يحقق تعهده وإلا فإنه يغش الله ومن يستطيع العيش يعد أن غش الله . ولذلك وضع الكتاب شروط واضحة للنذور عند العبرانيين (اليهود) (عد 6: 2-21 ومز 116: 14). وفي الكتاب المقدس ذكر لنذور كثيرة. أولها نذر يعقوب الذي تعهد به عندما هرب إلى فدان ارام (تك 28: 20-22 و31: 13) وآخرها نذر بولس على نفسه بأن يقص شعر رأسه (اع 18: 18). ومن النذورات أيضًا نذر بني إسرائيل (عد 21: 2) ويفتاح (قض 11: 30) وحنة (1 صم 1: 11) وشاول (1 صم 14: 34) وداود (مز 132: 2) والرهبنة هى موت عن العالم (1يو 2: 16) لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم" وبعض الرهبان الأقباط عندما يرسمون أساقفة أو باباوات يكسرون نذورهم وقانونها (1) الفقر الإختيارى) (2) البتولية (3) الطاعة .. وما يهمنا هنا هو الفقر الإختيارى ووالأساقفة والبابوات ألأقباط ينظر إليهم الشعب بأنهم صورة للمسيح الذى فى تجواله مع تلاميذه الأثنى عشر والرسل السبعين لم ينزل فى قصر أو فندق وما الرهبان إلا صورة طبق الأصل من يوحنا المعمدان ونقرأ أن يسوع يقول للجموع عن يوحنا ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا أقصبة تحركها الريح. لكن ماذا خرجتم لتنظروا اإنسانا لابسا ثيابًا ناعمة هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في قصور الملوك (متى11: 7-11) - (لو24:7-28) ونفاجأ أن البابا تواضروس إشترى قصرا .لهذا يمكن القول أنه كسر نذره الرهبانى بالفقر الإختيارى فى أمريكا أى لم يعد راهبا أو يمت للمسيح وتنتفى عنه صفة الباوية وقصر البابا فى شمال كاليفورنيا فى اغنى منتجعات سان فرانسيسكو, " منتجع روبى هيل كومينتى " أو مجتمع الاثرياء واغنى الاغنياء حيث تعاقدت الكنيسة القبطية فى سان فراننسيسكو , ممثلة فى القس انطونيوس باقى ابن عم البابا تواضروس الثانى , على شراء " قصر" ليكون مقرا للبابا تواضروس الثانى ليقيم فيه بضعة ايام خلال رحلته المرتقبة الى كاليفورنيا والتى تبدا من يوم 14 أكتوبر المقبل والقصر البابوى الجديد , ثمنه الاجمال 8 ملايين دولار , أى مايساوى اليوم بالعملة المصرية 60 مليون جنيه مصرى , وسيسدد قيمة القصر , وفق النظام العقارى الامريكى باسلوب الدفع الشهرى , ومايسمى هنا " المروجدش" أو " القرض الشهرى " بمبلغ شهرى 40 ألف دولار , تدفع شهريا , أى مايعادل مصريا أكثر من 300 الف جنيه مصرى أنه تم فرض "مبلغ شهرى على كل كنيسة من كنائئس سان فرانسيسكو ال 6 , بحيث تدفع كل كنيسة 6000 دولار شهريا أى 45 الف جنيه مصرى , شهريا , وباجمال 36 ألف دولار على ان تجمع ال 4000 دولار من الاقباط بشكل منتظم هذا القصر يا ساده يمكث فيه البابا عدة أيام فقط كل عدة سنين عند زيارته لأمريكا ويقيم فيه بصفة دائمة إبن عم البابا القمص انطونيوس باقى وكيل البابا لكنائس سان فرانسيسكوا وفى 1/6/2018م قابل إبن عم البابا فيه السفيرة لمياء مخيمر قنصل عام جمهورية مصر العربية فى كاليفورنيا والمبعوثة الحكومية للتأكد من شراء البابا لقصر ….. كما رأينا فى أستراليا عتد زيارة البابا أنه نزل فى فنادق فخمة لا ينزل فيها إلا النجوم وكبار رجال الأعمال فقد كسر نذره الرهبانى حينما زار أستراليا فى الفترة من 13 سبتمبر - 30 أغسطس 2017م والمفروض عند زيارة الأسقف أو البابا "لأنه أساسا راهب" أن ينزل عند أقباط وفى بيوتهم كما فعل يسوع وبولس أو فى مبنى كنسى أو فى دير .. ويوفر المال للفقراء لأن الفنادق لا تليق بصاحب قداسة لأن بها حمامات سباحة وخمور .. وأيضا كسروا نذورهم عندما يرى الشعب ملابسهم الناعمة الملوكية التى يتعدى ثمنها 20 ألف جنيه وليس طقم واحد بل كل عيد يلبسون ملابس جديدة الصور الجانبية ملابس الأساقفة والبابا تواضروس بالمقارنة بملابس القديس الأنبا آبرآم 1829 - 1914م .. ونرى أيضا تيجانهم الذهبية المرصعة والصلبان والسلاسل الذهبية المدلاة من أعناقهم زينة بينما صليب يسوع كان من الخشب وقد رأيت بعينى كمية الذهب المهولة التى يلبسها الأنبا دانييل أسقف سيدنى بأستراليا فى أول زيارة للكنائس عندما كان يرأس قداس لكنيسة مارينا فى قاعة مستأجرة مؤقته غير مكيفة الهواء قبل شراء الأرض الحالية فكان يلبس منطقة ثقيلة حول وسطه من الذهب وسلسلة ثقيلة وصليب ذهبى كبير أكبر من حجم الكف وتاجا وكان الحر شديد فكان كلما يشعر بالحر وثقل الذهب يخلع إحداها وما أن وصلت صلوت القداس إلى نهايته حتى كان قد خلع كل الذهب الذى يلبسة وكأن الرب يسوع يذكره .. وعصا الرعاية الذهبية التى يمسكها بعض الأساقفة الأساقفة وكانت عصا التلاميذ فرع من شجرة والعصا موسى أعظم انبياء العهد القديم التى إستعملها فى المعجزات لم تكن أيضا إلا فرع من شجرة وعصا القديس مار أفرأم لم تكن إلا فرع شجرة جاف من اشجار سوريا وحدث أن تذمر منه شيوخ برية شهيت لأنه كيف يكون شابا ويمسك عصا مثلهم فطمرها فى الرمل فأصبحت شجرة زهورها تنقغ فى الماء ويشريه زوار الدير مثل الكركدية .. وأيضا الكرسى الذى يقعد عليه الأسقف شبيه بكراسى الملوك والفرق أنه مذخرف بأشكال ورسوم مسيحية .. هل كان التلاميذ يا رهبان يلببسون هذه الملابس وهذا الذهب ويجلسون على كراسى الملوك أو يسكنون القصور من يفعل هذا ينحرف عن طريق يسوع .. وقد ننسى طيران الأساقفة والبابا فى رحلات ترفيهية التى لم يرى مثلها بولس الرسول نذكر منها فسحة البابا والانبا كاراس فى زيارة سياحية لشلالات نياجر فى ذروة احداث أقتحام قرية سمالوط وضرب الاقباط على خلفية أختطاف سيدة جبل الطير بسمالوط .. وأخيرا إلى الأساقفة والبابا الذين كسروا نذرهم بالفقر الإختيارى نقول " خير لك أن لا تنذر , من أن تنذر ولا تفى " ( جا 5 : 5 ) «أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء، إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس. (إنجيل متى 5: 13) من يفعل هذا يفقد إحترام الشعب ويصبح عثرة إرجعوا إلى عهودكم مع الله وتمسكوا بنذوركم ولا تنقادوا وراء العالم لأنه فى يد الشرير (1 يو 2: 16): لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم. " وتضيق بنا هذه الصفحة للمرور على المخالفات التى يكسر فسير فيها الرهبان (أساقفة وبابا) نذورهم إذا فحصنا تطابق سلوكهم مع تعهدهم الثلاثين بندا بندا الذين تعهدوا به أمام يسوع المسيح
************************************
قصة المنتصر:الواضح بولس إبن الرجا
بابا قديس وقع فى السيمونية
(أم7: 26) لأنها طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء. .. البابا زخارياس الأول (996-1024)أجمع الكل على علمه وأدبه وتقواه فاتفق رأيهم على تقدمته بطريركًا وقد قاسى شدائد كثيرة، ولقد ألقاه الحاكم بأمر الله للأسود الجائعة فلم تؤذه فحاول مرة أخرى فلم تؤذه فاعتقله ثلاثة أشهر توعده فيها بالقتل والطرح في النار إن لم يترك دينه فلم يخف البابا... أخيرًا أطلق سراحه بوساطة أحد الأمراء... فذهب البابا إلى وادي هبيب وأقام هناك تسع سنين لحق الشعب في أثنائها أحزان كثيرة وهدمت كنائس عديدة وفى هذه السنين التسعة رشح الرهبان البابا المنتصر الواضح بولس إبن الرجا لنوال رتبة القسوسية ومسكوه قهراً وبغير رضاه ورسموه قساً فطالبه تلاميذ البطرك بدنانير ( هى عادة السيمونية أو الشرطونية السيئه ييطلب الأساقفه من القسوس بثمن رسامتهم بوضع يدهم ونواله هذا منصب القسوسية وكان ذلك أمام البطرك زخارياس ولم يتفوه ) فصعب عليه ذلك جداً (أى كيف يحصلون دراهم لقاء موهبة الرب) ولم يكن معه شئ فرآهم بعض الأراخنه يضايقون الراهب القديس الذى أصبح قسا فقاموا بدفع الدنانير المطلوبه منه .
************************************
الواضح إبن القاضى يرى منتصرا يستشهد
حدث أن شاباً مسلماً من أهل مصر ( القاهرة) إسمه الواضح ومهنته شاهد المعدلين ( وظيفته حضور مجلس قاضى والشهادة بالحكم تعادل المحلفين الآن) وابوه رجلاً شاهداً يعرف بابو الرجا وكان تعلم فى كتاب ومدارس المسلمين وحفظ القرآن عن ظهر قلب ونشأ وتربى تربية إسلامية منذ حداثته وفى يوم من الأيام كان الواضح يتمشى على ساحل البحر عند مكان يباع فيه حطب وبوص وإسم المكان بركة رميس فسمع هرج ومرج وناس يجرون إلى مكان فذهب ليرى فرأى إنساناً وقد أمسك به جند الخليفة وقد أعدوا الحطب والبوص لكى يحرقوه وتزاحم حوله الناس لكى ينظروا مسلماً تحول إلى دين المسيح فكانها عجيبه من عجائب الزمان أن يحب إنساناً المصلوب .. فتقدم إبن أبى الرجا وإخترق صفوف الجند وقال مستعطفاً ذلك الذى تحول عن دين الإسلام : " يا إنسان ما الذى دفعك لهلاك نفسك بسبب دين تكفر بالله فيه بالله وتشرك به آخر فتستعجل بهذه النار فى الدنيا لتذهب إلى نارجهنم فى الآخرة لأنك تجعل الله ثالث ثلاثة وهو واحد لا يشبهه شئ وتقول أن لله ولداً والآن إسمع منى ودع عنك هذا الكفر وعود إلى دينك وانا أجعلك أخ ويكرمك كل واحد " فأجاب المقبوض عليه من وسط الجند : " لا تنسبنى إلى الكفر والشرك بالله تعالى ونحن لا نجعله ثلاثة إنما نعبد إله واحد هو الآب والأبن والروح القدس وليس الإبن غريب عن الرب الإله لأنه كلمته وكذلك الروح هى روحه فلا يمكن أن تفصل روح الرب وكلمته منه وسر ديننا عجيب مخفى عنكم لأن عقولكم لا تفهمه ولا تعقله ولا تتحمله وأنت الآن يا هذا قلبك مظلم لم تضئ روح الأمانة فيه بعد وأنا أرى أنك بعد مدة قليلة سوف يدنوا منك النور ويضئ قلبك بهجه حب المسيح وتجاهد عن الذى أنا أجاهد عنه وعلى إسمه أبذل نفسى وجسدى للألم والموت وستقبل أنت أيضاً هذه الآلام التى أنا فيها وتقاسى العذاب مثلى " فلما سمع إبن ابى الرجا قوله حنق عليه وإغتاظ منه وقال إسمعوا مايقوله هذا الضال الكافر وقال بصوت عال : " أترى إننى سأكون ضال وكافر مثلك وتتمنى لى أيها الكافر الكفر مثلك " ثم خلع نعله من رجله ولطمه به على فمه ووجهه ورأسه وآلمه باللطم جداً وجرح وجهه وسالت دماءه وظل يردد وهو يلطمه بدون وعى : " إننى لن أكون كافراً مثلك ولن يكون هذا أبداً أيها المرزول " ولكن رد الرجل المضروب : " سوف تتذكر كلامى هذا ! " ولم يغتاظ منه وقاد القديس إلى السياف وأمره أن يقطع رقبته .
ثم قطع المسلمين عنقه ووضعوا عليه حطب كثير وبوص كثير حتى صار مثل قصر (بيت) عالى واشعلوا فيه النار وظن الناس أن جسده إلتهب من عظم النار وعلوها وصار رماداً فلم يقدر أحد أن يقترب منها لشدة حرارتها وبقيت النار مشتعله لمدة ثلاثة ايام حتى خمدت وكان جنود الخليفة يحرسوه ليلاً ونهاراً وبعد ذلك ازاحوا بقايا الحريق والرماد فوجدوا جسده مثل الذهب لم يحترق منه شيئاً فأخبروا المعز لدين الله الفاطمى فأمر بدفنه .
************************************
الواضح يحج إلى مكة للحج
شاهد الشاب حرق المسلم الذى إرتد واصبح مسيحياً ورجع إلى بيته يفكر فيما قاله الرجل قبل أن يحرق ونام تلك الليله وهو حزين لأجل ما قاله لشهيد المسيح فلم تطلب نفسه الأكل أوالشرب بل كان جالساً شارد الذهن ولما رآه أبوه وإخوته حزينا متوجع القلب قالوا له : " ما الذى جعلك ساهم الفكر شارد العقل " فقص عليهم ما رآه وما قاله شهيد المسيح فقالوا له : " لا تفكر عما قاله ذلك الضال الكافر " ومع ذلك لم ينسى الشاب ما فى قلبه وظل الفكر متشيثاً فى عقله ووجدانه . وذات يوم رأى الشاب جماعة من أهل القاهرة يعدون أمتعتهم ليقصدوا العراق للحج فقال لأبواه : " اريد ان احج مع الناس " ففرح ابوه بذلك ليزيل عنه همة ويسرى عنه بسفره ودفع له مائة دينار وسلمه لصديق له من المسافرين لمكة وقال له : " هذا هو ولدى قد سلمته لك تراعيه مثل ولدك إلى أن تعيده إلىٌ سالماً ولا تتركه يغيب عن عينيك ولو لحظة " وإشترى لأبنه كل ما يحتاج فى سفره ولما سارت القافلة ونام أبصر الشاب فى منامه فى بعض الليالى : ان شيخ راهب منير جداً وقف أمامه وقال له : " اتبعنى تربح نفسك " فلما إستيقظ قص حلمه على صديق والده فقال له : " يا ولدى يوفقك الله فإن الراهب هو الشيطان يريد أن يجربك فلا تجعل فكرك فيه ثم ظهر له الراهب الشيخ فى حلم مرة ثانية فى اليوم التالى وفى اليوم الثالث أى أن ذات الحلم تكرر ثلاث مرات وقال له الشيخ كما قال له أول ليلة بلا زيادة أو نقصان
************************************
الواضح يتوه فى الصحراء
وذهبوا إلى حجهم وعادوا قاصدين مصر ومشت القافله ستة أو سبعة أيام وهم فى طريق العودة نزلوا عن جمالهم ليلاً ليشربوا ماء ويملأوا جرارهم به ثم ركب الرجل صديق والده جمله وتأخر الشاب قليلاً فَتاهْ فى الصحراء وجرى يسعى خلفهم ولم يرى أحد فى الظلام واصبح وحيداً وتعب ولم يجدهم فجلس وهو خائف من ثعابين الصحراء ووحوش البرية . وإذا شاب راكب فرس بلباس مزين بحلى من ذهب وقف قدامه وقال له : " من أنت ؟ وكيف تهت فى هذه البرية وحدك " .. فقال الشاب : " نزلت عن جملى أشرب الماء فتركتنى القافلة " فقال راكب الفرس المنير : " إركب خلفى الفرس " فلما ركب طار بى الفرس فى الجو فلم أدرى أنه فى سماء أو أرض حتى صار فى لحظه أمام كنيسة القديس أبو مرقورة بمصر القديمة فإنفتح له الباب وحده من غير أن يفتحه أحد ودخل معه وهم راكبين الفرس إلى باب الإراديون ( الهيكل ) فأنزله هناك وإختفى من أمامه فوقف منزهلاً كأنه فى منام عجيب ثم رجع إلى نفسه وقال : " ما هذا الذى حل بى , ما هذا ؟ أهذه كنيسة للنصارى هل أنا يقظ ؟ أم انا فى حلم " ونظرت حولى فرأيت القناديل منيرة ورأيت الصور , فقال أليس فى تلك الساعة كنت فى البرية فوقف داخل الإراديون فنام هناك إلى أن أصبح الصباح .
************************************
الواضح فى كنيسة أبى سيفين
وفى الصباح دخل أمنوت الكنيسة ( قيم الكنيسة أو خادم الكنيسة ) وظن أنه لص وصاح قائلاً : حرامى .. حرامى فأشار أبو الرجا إليه بيده ليسكت ويتقدم إليه فلما دنا منه قال الشاب : " ما هذا المكان ؟ " قال له : " كنيسة أبو مرقورة بمصر القديمة " فقال له : " أ أنا فى مصر ؟ " قال له : " نعم , وأنا اراك أمامى طايش العقل مجنون الفكر فعرفنى من أنت ؟ وما حدث لك ؟ " فحينئذ هدئ روع الشاب وقال له : " كيف لا يضل عقلى وأنا فى هذه الليلة كنت فى صحراء العربية وأنا لا أعرف كيف وصلت هنا الله هو العالم بذلك " فلما سمع الأمنوت المكان القادم منه الشاب قال : " ألم أقل أنك طايش العقل وأنك تهذى ولا تدرى ماذا تقول ؟ أنه بين هذا المكان وبين الموضع الذى ذكرته مسافة سفر شهر وإثنى عشر يوما وأنا فى ظنى أنك لص وقوة الشهيد أمسكتك بهذا المكان وأنت الآن تتحجج بهذه الحجة الواهية والتى لا يعقلها إنسان حتى تهرب من وجودك هنا ودخولك كنيسته " فقال أبو الرجا : " ومن صاحب هذا المكان " فقال أمنوت الكنيسة : " هو القديس أبو مرقورة الجليل " فرد أبو الرجا : " أبو مرقورة نبى " قال القيم : " لا ولكنه شهيد قوى لأنه ترك مجد هذا العالم الفانى وطلب الآخرة وأستشهد ومات وهو على إسم المسيح لأجل إيمانه وقد أظهر إسم المسيح أمام ملوك هذا العالم وقاسى من جراء ذلك آلام وعذاب شديد لأجل السيد المسيح وعوقب بأصناف وألوان شتى من عقوبات حتى أخذه الرب إليه وقبله فى ملكوت السماوات الدائمة , وبنيت هذه الكنيسة وكنائس أخرى على إسمه فى مواضع كثيرة لتمجيد الرب لنسبح إسم الرب فى الكنائس التى على إسمه , وله عند الرب شفاعة مقبوله يشفع فى الناس فيشفع فيهم ويظهر الرب عجائب كثيرة على إسمه المبارك " قال ابو الرجا : " صفه لى وما هى صورته ؟ " فقال القيم : " هو يشبهك وكان فى سنك أيضاً " ثم اخذه وذهب به إلى مكان صورة الشهيد بالكنيسة فلما رآه الواضح قال : " حقاً هذه صورة للذى ظهر لى ورأيته فى صحراء العربية وحملنى على ظهر فرسه هذه التى أراها فى هذه الصورة وهذه المنطقه كانت من ذهب التى رأيتها فى وسط كهيتها , والآن أنا أقول لك وأعرفك إننى رجلاً مسلم من أهل مدينة القاهرة وقد إقتنعت بعد هذه الأعجوبة التى جرت لى أن أصير مسيحياً نصرانياً " أخبر الواضح القيم بما حدث له بالتفصيل وقال له : " أنا إبن رجا الشاهد , وأنا لا أقدر أن أظهر لئلا يعرفنى أحد من المسلمين فيحرقوننى بالنار وتحرق الكنيسة بسببى ولكننى أريد أن تصنع معى معروفاً وتأخذ أجره من السيد المسيح وتخفينى فى مكان بحيث لا يرانى فيه أحد إلى أن أدبر وأفكر فيما أنا سوف أفعله بعد ذلك وإحضر بكاهن فاضل تقى فهيم يعلمنى أصول الديانة المسيحية ومذهبهم وفرائض الشريعة ويثبتنى فى الإيمان فإن قلبى قد مال إلى هذا الدين "
***********************************
الواضح يدرس المسيحية
إقتنع القيم بما قاله وأخذه عنده فى مكان خفى فى الكنيسة وذهب إلى شيخ قس عالم تقى فاضل فأعلمه كل ما فى الديانه المسيحية وكان يتعلم منه وهو فرح واجابه القس عن كل أسئلته وأبان له كل ما أخفاه عنه المسلمون وأوضح له حقائق اللاهوت , وراح الشاب ينهل من ينبوع المعرفه المسيحية وكلما نزل إليها ليرتوى من مياهها الحلوه أراد أن يدخل إلى العمق فطلب الأناجيل المقدسة ليقرأها وأراد أن يتعلم من كتب الكنيسة القديمة والمكتوبة باللغة القبطية وكان الشيخ يفسرها له باللغة العربية وأصر الشاب على قرائتها بنفسه وقال فى إصرار : " اريد ان أقراها وأفهمها وأعرفها ليثبت عندى صحة الأيمان بأساس قوى لأن الآلام التى أنا مقبل عليها لا تحتمل إذا كان إيمانى ليس قوياً " فأحضر له القس الإنجيل وكتب الأنبياء وجميع الكتب القديمة والحديثة التى تشرح الإيمان الأرثوذكسى ووحدانية الرب فى الثلاثة أقانيم أى الآب والأبن والروح القدس وسبب تجسده وموته المحيى وقيامته من بين الأموات وحلول الروح القدس البارقليط على الرسل فقال الواضح بعد أن قراها : " مبارك هو الذى سلك فى هذا الطريق شاول المسمى بولس الذى سمع صوت الرب يقول له شاول شاول لماذا تناصبنى العداء , ثم أنقذه من ضلالته الناتجه من عدم المعرفة هكذا أنا أسأله أن يهدينى وينعم على بغفران ما فعلت ضده لأظهر إسمه بين الأمم " وظل مده طويله يبحث ويدرس فى الكتب القديمة والمخطوطات التى حفظها المسيحيين بعيداً عن أعين المسلمين .. حتى أنار الرب قلبه وفهم أسرار المذهب المسيحى وبنى إعتقاده على أساس صخرى قوى لا يهتز وأراد قبول الأيمان وقال ابو الرجا : " من الآن يارب لن يفرقنى أحد عن محبة المسيح ضيق أم سبى أم جوع أم نار أم سجن ...ألخ" وكان قلبه قد تقوى وطلب من الشيخ القس أن يعمده فخاف القس لئلا تكون هذه ضربة من الشيطان فاشار عليه أن يذهب إلى وادى هبيب (النطرون) ومن كثرة محبته لقبول الإيمان ألح عليه إلحاحاً شديداً وعمل له مطاونات كثيرة وقال له : " ربما لا أعيش حتى أصل إلى هناك " وظل يبكى ويتوسل إليه حتى عمده وسماه بولس ويقول ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين عنه عندما تحول إلى المسيحية فلما لبس نور حله ( ثياب) المعمودية ذهب إلى السوق وإشترى ثياب ذريه ( رثه) ولبسها وطلب أن يصلى القس عليه وخرج ولم يعرفه أحد لتغير زيه وسحنته ( شكله) من كثرة صومه وصلاته وإجتهاده ووقوفه لقراءة الكتب التى كانت قرائتها عنده حلوه كالشهد ومثل العسل فى الطعم "
***********************************
قافلة الحج تصل للقاهرة
وكانت العاده الجارية فى ذلك الوقت أن ترسل قافله الحجاج عند إقترابها من مصر شخصا ينادى بوصولها فى شوارع القاهرة , فخرج أهل الحجاج يركبون خيولهم مسافة يومين لإستقبالهم من بعيد , ولما خرج إخوته مع جميع الناس للقائه ودوروا عليه فى القافلة وفتشوا عنه فلم يجدوه وذهبوا إلى صديق أباهم وسألوه عنه فبكى وعرفهم أن أخاهم تاه فى صحراء العربية ليلاً وقال لهم : " وقفت طويلاً أنتظره فلم يجئ , وخشيت أن أفقد القافلة فلحقت بأعقابها وسرت بغير إختيارى وحال الليل بينى وبينه , وظننت أنه ربما يكون قد سبقنى فى أول القافلة , فلما كان الصباح طفت طول اليوم أسأل عليه فى القافلة كلها فلم أستدل على وجوده فعلمت أنه فقد من القافلة وأكلته وحوش البرية " فلما سمعوا ذلك شقوا ثيابهم حزناً على أخيهم وعادوا إلى أبيهم وأخبروه فأقام مناحة وجنازة عظيمة وظل حزيناً مده طويلة وعرف الجميع بموت أبو الرجا وكان شاب من اصدقاؤه ساكن بجوار كنيسة الشهيد مرقورة فرآه فى يوم قد خرج من الكنيسة وعاد إليها وكان يلبس ثياب صوف وعليه زنار (كان المسلمون يزدرون بالأقباط فالزموهم بلبس هذه الملابس ملابس الأقباط)) فقال : " حقاً إن الناس متشابهين لو لم يكن الواضح قد مات لقلت أنه هذا " وفى نفس اليوم تصادف أن قابل ابوه وأخوته فقال لهم : " أردت اليوم أن أمسك إنسان نصرانى عند كنيسة أبو مرقورة وقلت أنه ولدكم لولا علمى بموته لقلت أنه هو لأنه يشبهه فى الشكل والمظهر والطول حتى مشيته ولكننى شككت فى ما رايت لأنه يلبس الصوف والزنار الذى يلبسه المسيحيين " فلما سمعوا منه هذا تجدد البكاء الحزن فى قلبهم .
***********************************
أهل الواضح يكتشفان أنه أصبح مسيحيا
وإشتهى إخوته أن يريان هذا الشخص وأن ينظرا من يشبه أخوهما وفى العشاء تنكرا ولبسا زياً رثاً وإختفيا فى ركن عند باب الكنيسة ووجها أنظارهما على من يدخل ومن يخرج من الكنيسة وكان وقت صلاة الغروب فلما فرغ الأقباط من صلاتهم خرج الشاب معهم فعرفوه وتبعوه إلى الساحل فلما أصبح فى مكان بعيداً عن الناس أمسكوه وبكيا وضربا وجوهما ( لطما) وقالوا له : " ما هذا الذى فعلته بنا يا أخونا ؟ " .. فقال لهما : " الذى بى لا تعرفانه " فقال أحدهما للآخر ما هذا الكلام لئلا يكون دخله شيطان فنفتضح بين الناس فامسكاه برفق وذهبا إلى بيتهما فتجدد الحزن بين أهله لما رأوه على هذه الحالة وأمر أبوه وأمه أبناؤهما الآخرين وقالوا لهما : " لا تتكلموا معه أنتم حتى نكتشف نحن ما به وماذا أصابه لئلا نصبح فضيحه " ثم اغلقوا جميع الأبواب وإنفردوا به فلما رأوه قالوا له : " أ أنت ولدنا ؟ لقد فضحتنا يا واضح بدخولك ديانه الكفر ومرغت شيخوختى فى العار وسأحنى رأسى وأنا سائر بين أعيان وشيوخ المسلمين " قال لهم : " انا بولس " فقال أبوه لقد فضحتنا ياولدى وفضحت شيخوختى بين القضاة والشهود ولعلك فعلت هذا لأنى لم ازوجك وقد كنت أفكر أن أزوجك إذا رجعت من الحج وتكون الفرحه واحده بدلاً من أنفق فى عرسك مالاً كثيراً " فقال أنا لست كافراً لأنى إهتديت إلى دين الحق وأرجوا أن يهتدى به كل مسلم وقد تبعت الإنجيل الذى يأمر القرآن بإتباعه وليس فى ذلك عار بل كل شرف ومجد " فقال أبوه : " لقد ضللت وإستحوذ على عقلك التيه والغرور أنا ابوك آمرك أن ترجع إلى دين الإسلام وأشفق على شيخوختى بين الناس " فقال الواضح : " أنا أحبك ولكن المسيح يقول من أحب أماً أو أباً أكثر منى فلا يستحقنى فإننى أطيع يسوع لمحبته فى درجه أولى ثم طاعتك ومحبتك " وظلوا يلحوا عليه طالبين منه ألا يفضحهم وسط الناس أو يخزيهم فى هذه المدينة وظلوا طوال الليل يتكلمون معه وهو يقول لهم : " لا أعرف " ولما باءت جميع طرقهم بالفشل وضعوه فى حجرة مظلمة ثلاثة أيام بلا طعام أو شراب ولم يقدروا على إثناء عزمة وإرجاعه عن مسيحيتة , أما أمه فقد كانت حزينه عليه وتبكى بكاء مراً حتى أنها لم تذق الطعام مثله فأخرجوه وقدموا له طعام فلم يأكل منه شئ ويقول إبن المقفع عنه : " وكان كأنه خرج من حفلة أو وليمة غير محتاج إلى طعام ولا إلى شراب كما قال أشعياء النبى : إن الذين عقولهم عند الرب تبدل قواهم ولا يجوعوا ولا يعطشوا "
***********************************
الواضح يذهب لوادى النطرون
ولما أعياهم أمره تشاوروا على قتله لئلا يفتضحوا بإعتناقه الدين المسيحى ولكن قلوبهم رقت عليه وأخرجوه سراً وذهبوا به إلى الجيزة وقالوا له : " إبعد عنا نستريح من فضيحتك " فذهب إلى وادى هبيب (النطرون) وأقام هناك عند راهب فعلمه طريق الرب ورهبنة فلما مضت أيام قليلة قال له بعض من لا يفهم من الرهبان : " إن الرب لا يقبل نصرانيتك إلا أن تذهب إلى القاهرة وتشهر نفسك بحيث تعرف " .. فأطاعهم وعاد إلى القاهرة وذهب إلى منزل أبوه وقد عزم على الإستشهاد على إسم المسيح فلما رآه أبوه بزى الرهبان ضج وصرخ وإغتاظ منه وقال له : " ما هذه الفضيحة , ذهبت وجئت بطرطور صوف ( يعنى القلنسوة المقدسة التى يلبسها الرهبان التى هى بيضة الخلاص)" ثم أخذه وحبسه فى مطمورة مظلمة يطرح فيها كناسة التراب والرماد ووسخ الدار والزبالة وقفل عليه بابها من أعلى وأقسم على كل من فى الدار ( البيت فى القرى ) ألا يعطوه خبزاً ولا ماء ومن يعطيه شئ سيعاقبه وامر غلمانه وخدمه أن يلقوا عليه كل ما يكنسوه من تراب ورماد ووسخ الدار وغسيل القدور وظل هكذا ستة ايام وامه باكية عليه وهى حزينه على إبنها وكانت تدلى له الخبز والماء بحبل فلا يذوق منه شئ , ولما تمت الستة أيام ضعفت قوته وكان ملازم الصوم والصلاة ليله ونهاره وظهر له فى اليوم السابع الراهب الذى كان ظهر له أولاً وهو فى طريقه إلى مكة وفى يده خبز نقى فظن أنه خيال فلم يأكل منه شيئاً فقال له الراهب : " أتعرفنى " قال له : " نعم أنت الذى رأيتك فى المنام ثلاث مرات فى الطريق إلى مكة " فقال الراهب الشيخ : " نعم أنا ذاك , وأنا مقارة أب وادى هبيب والآن فقد أرسلت إليك من قبل الرب لأقويك فأصبر لأن لك مجازاة عظيمة " ثم غاب وإختفى من أمامه فأخذ الخبز الذى تركه وأكل بعد ان صلب عليه فقويت نفسه , وأخيراً أخرجه ابوه من ذلك المكان وتعجب كثيراً من عدم تغير وجهه بالرغم من بقاؤه هذه المده بغير طعام ولا شراب , وتكلم معه لترك الدين المسيحى والعوده إلى الإسلام فلم يجاوبه بشئ ولما تعب منه لم يقدر عليه بمناقشته .
***********************************
جد يقتل حفيده لأن ابنه أعتنق المسيحية
وكان من عاده ذلك الزمان أنه عندما يترك الأبن مرحله الطفولة ويصبح شاباً يعطيه أبيه سريه أو خادمة هدية يمارس معها الجنس وكان أبوه قد أعطاه سريه ورزق منها ولداً ( وحسب الشريعة الإسلامية تصبح حرة ويتزوجها ) وذلك قبل ذهابه إلى مكة بمدة فأحضر بولس أمامه كما طلب من أخوه الكبير أن يحضر هذه السرية ولما حضرت أمر أخيه الكبير أن يجامعها قدامه (يمارس الجنس مع أم إبنه قدامه) ففعل أخيه الكبير هذا الفعل المشين وكان ولد بولس من الجارية يتعلم العوم فقال أبوه له : " إن لم تطيعنى وترجع عما أنت وترجع إلى الإسلام عليه سأغرق إبنك الذى تحبه قدامك " فرد بولس على ابيه : " نعم أنا أحبه لأنه إبنى ولكننى أننى أحب الرب أكثر منه " فأحضر العوام الذى يعلمه العوم سراً ودفع له دينارين وقال له : " إنزل الصبى معك فى العشية لتعلمه العوم وغرقه " وأنا أحضر لأنظره وأتعرف عليه " فوافقه العوام على إتمام هذه الجريمة وفى العشية أخذ أبو الرجا الشاهد إبنه الراهب أبو الصبى ( حفيده) وذهب به معه إلى النيل ونزل الصبى مع معلمه إلى البحر والصبى لا يدرى ماذا سيحدث له وبدأ يعومه ولما أصبحا وسط النيل غطسه لحد رقبته ودعوا والده ليسلم فإغرورقت عينا الواضح وبكى وصرخ من الألم وقال : " إنى أحبه أحبه يارباه إنه ولدى من جسمى ومن دمى ولكن كما قدم إبراهيم الخليل إبنه إقبل إبنى ذبيحه طاهره نقيه فى معمودية الشهادة وإنى أقدمه لك عنواناً على محبتى الفائقه لك وكما قبلت أطفال بيت لحم الذين قتلهم هيرودس أمام أمهاتهم وآبائهم إقبله من أجل إسمك " وإلتفت إلى العوام وصرخ بأعلى صوته وقال له :" أنا مسيحى أنا مسيحى" غرقه العوام وابوه الراهب ينظر إبنه يغرق أمام عينيه والطفل يضرب الماء بين يدى العوام حتى إختنق وأصعده ميتاً ووضعه أمامه وعادوا جميعاً إلى الدار وحبس أبو الرجا إبنه الواضح فى مكان آخر .
***********************************
أبو الواضح يسلم إبنه للحاكم
وكتب رسالة إلى السلطان وكان الخليفة فى ذلك الزمان الحاكم بأمر الله ويقول إبن المقفع" كما قال الإنجيل يسلم الأب إبنه للموت " فأمر الخليفة بحضور الراهب مع ابيه عند قاضى القضاة والشهود يناقشونه فإذا أدين فى أى عمل يقتل وإذا لم يدين يطلق سراحه فلما إجتمعوا بحضور واسطة خير( شخص عين للصلح بينهما) عينه الحاكم بأمر الله فلم يثبت أبوه عليه حجة يعتقد أن الذى فعله أبوه بقتله طفلاً مسلماَ الذى هو حفيده كان حجه ضده وقال إبن المقفع " كما قال السيد المسيح إنى اعطيكم نطق وحكمة لا يقدر أحد أن يقاومها " فإنصرفوا خائبين خجلين , ولم يرجع أحد أن يخاطبه فأمر الحاكم بإطلاقه يذهب حسب ما يشاء
***********************************
الواضح يبنى كنيسة
فذهب إلى رأس الخليج وإبتدأ فى بناء كنيسة هناك ما بين بركة الحبش وبنى وايل على إسم الملاك الجليل ميخائيل وأتم بناؤها وكان قوم فى القاهرة يعرفوا بإسم الرمادية ذهبوا ليلاً وسرقوا الخشب من هذه الكنيسة فلما كان الصباح رأى القديس إبن الرجا بعضهم فى تلك المنطقة فقال لهم : " لقد عرفت أنكم أخذتم الخشب ليلاً وعرفت المكان الذى أخفيتموه فيه , فأعيدوه إلى مكانه وإلا شكوتكم لوالى القاهرة " فأنكروا ذلك وقالوا : " نحن لم نأخذ شيئاً " قال لهم : " سأمضى إلى الحاكم وهو إن شاء الله يطالبكم بأخذ الخشب من حيث أخفيتموه فيه وسوف يأذيكم " فخافوا وأعادوا الخشب إلى الكنيسة بكامله وكان القديس إبن الرجا قد سمى نفسه الواضح وصار صديقاً لرجل عالم فاضل هو الأنبا ساويرس المعروف إبن المقفع وكان ساويرس الأسقف والواضح ابن الرجا القديسين يتذاكرا أكثر أوقاتهما ويفتشا كتب الرب لينور عقولهما وكتب الواضح إبن الرجا كتابين باللغة العربية أحدهما سماه الواضح والإعتراف وكشف فيهما عرى المخالفين – وبهذين الكتابين شرح ما غمض وما كان غير مفهوم وخصمهم كان من دينهم ويقول إبن المقفع " كما فعل شمشون الجبار لما أشعل النار فى أذناب الثعالب وأطلقها فى زرع أعدائه فأحرقة وكتب فيهما شرح لحياته " ولكن جاء فى دائرة المعارف القبطية : " أنه كتب أربع رسائل ( كتب) لا إثنين وعنوان الرسالة الثالثة هو ( هتك المحجوب) والرابعة ( سيرتة الخاصة) كذلك بنى كنيسة الملاك ميخائيل فى راس الخليج " وبعد أن أتم إبن الرجا بناء كنيسة الملاك ميكائيل فى رأس الخليج عاد إلى وادى هبيب (وادى النطرون) وظل هناك سنتين يمارس الصلوات والطلبات والصوم والنسك الشديد ولما رأى الرهبان ما هو عليه من العبادة والعلم الغزير فقاموا ومسكوه قهراً وبغير رضاه ورسموه قساً فى إسكنا بنيامين المقدسة فطالبه تلاميذ البطرك بدنانير ( هى عادة السيمونية أو الشرطونية السيئه يطالبون من القساوسه أو الأساقفه بثمن رسامتهم ) فصعب عليه ذلك جداً ( أى كيف يحصلون دراهم لقاء موهبة الرب ) ولم يكن معه شئ فرآهم بعض الأراخنه يقلقون الراهب القديس فقاموا بدفع الدنانير المطلوبه منه .
***********************************
كاتب البطرك يكتب قصته
أما أبوه المسلم عندما علم بأن إبنه صار قساً إغتاظ فى قلبه وأرسل دنانير إلى بعض العربان الذين يقطنون ويسكنون تلك البريه التى بجوار الدير ليقتلوا إبنه القس وسمع بعض الرهبان بنيه العرب بقتله فقالوا لأبن الرجا : " لقد فعلت ما يجب وأظهرت إسم المسيح فى المكان الذى يتمجد فيه إسمه والآن لا تسلم نفسك للموت ولكن إمضى إلى الريف وإخفى نفسك فيه " وذهب كاتب السنوديقا ( يكتب الأحداث والأوامر الباباوية) بكرسى مار مرقس البشير إلى سندفا وهو شماس إسمه تيدرا إبن مينا من أهل منوف ودخل إلى كنيسة الشهيد تادرس فوجد القديس بولس إبن الرجا طريح الفراش ومريض بحمى شديدة فضرب له بولس مطاونه بالرغم من شده مرضه وقال له : " لا تفارقنى حتى توارينى التراب وتأخذ البركه فلم يبقى لى فى العالم إلا يومين فإذا أنا مت فقم بدفنى قبل أن يعلم المسلمون فيأخذوا جسدى ويحرقوه بالنار " وكان قوله هذا فيه روح نبوة ولما مر اليومين مات القديس فأذاع الشيطان خبر موته فى المحله وسندفا فركب أهل المحله المراكب وإنتقلوا إلى سندفا وفى أقل من ساعه تجمع أهل المدينتين وأحاطوا بالكنيسة ولم يدعوا الداخلين يدخلون أو الخارجين يخرجون وتحير الشماس وفكر فى نفسه : " ماذا أفعل ؟ " وفيما هو حائر ويمشى فى أرجاء الكنيسة زلقت رجله تحت عتبه من الحجر فرفعها فوجد تحتها فراغ يسع جسد إنسان ومكان حسن نظيف , فأنزل جسد القديس بولس إبن الرجا فيها وردم التراب وأعاد البلاطة الحجر كما كانت عليه وأصلح الموضع كما يجب وفتح الباب فدخل المسلمين الذين يطلبون جسده فلم يجدوه وطافوا بأرجاء الكنيسة فلم يعثروا عليه فخرجوا هم وشيطانهم فى خزى شديد .
***********************************
ثلاثة أشياء أقلقت الواضح إبن الرجا
والشماس تيدرا إبن مينا وكيل البطريرك هو الذى ذكر أحداث هذا القديس وروى تاريخ حياته لميخائيل المؤرخ أسقف صان الحجر ( مديرية الشرقية) (18) وقال : " أن القديس بولس إبن الرجا أقلقه ثلاثة أشياء :- 1. عندما أمر أبيه أخوه الكبير بمجامعه سريته ( إمرأته وأم إبنه ) أى ممارسه الجنس معها أمامه . 2. عندما أغرقوا إبنه أمامه ... 3. والأمر الذى أقلقنى بالأكثر عندما رايت البطرك يرانى وتلميذه يطالبنى بالدنانير على قسمته لى قسيساً وهو ساكت لا يمنعه ولا يردعهم ويعتقد أن هذا كان فى أيام البطرك فيلاتاوس .وقال أبو المكارم فى مخطوطه :" صندفا من الغربية كنيسة للشهيد تادرس فأطاعهم وذهب إلى سندفا وأقام فيها لمده سنتين حتى صار قيم كنيسة الشهيد تادرس ملازما لخدمتها ليلاً ونهاراً وإنزعج الشيطان من خدمته كما حدث فى الأماكن السابقة التى تواجد فيها ودخل الشر فى قلب قوما من المسيحين فأذاعوا قصته فى سندفا والمحلة وكان ذلك قبل وفاته بيومين .. وفيها جسد يؤنس المعترف بالمسيح الذى إختار الآخرة عن الدنيا الفانية وتدين بالإمانة الأرثوذكسية وكان معروف بإبن الرجا وصار قسيساً إسكنا بنيامين بدير القديس أبو مقار وهو المعروف بوضع كتاب يعرف بالواضح وهذا البار المنتخب مدفوناً فى مطمورة تحت القبة التى للارديون الهيكل وألف يؤنس كتب كثيرة منها كتاب نوادر المفسرين , وكتاب غلط المتأولين , كتاب إنحراف المخالفين , كتاب كشف الحجاب , سيرته لنفسه – والكنيسة المذكورة خارج البلد ويعيد له فى العشرين من أبيب يوم عيد القديس تادرس ويجتمع إلأى هذا العيد شعب كثير من أهل البلاد "
************************************************************************************************************
قصة واقعيه لخادمة
اقروها عشان تعرفوا ان ربنا موجود اتعزمنا انا و جوزى من يومين فى فرح فى مصر الجديده مع أكبر مقاول في البلد و اغنى أغنياء مصر مشفتش ولا هشوف زى الراجل دا . هما ٥ اخوات رجاله بجد ....الكبير الأستاذ و البركه كلها المعلم ادوارد...الراجل دا كان خاطب لابنه و كان عايز يعمل ليله بجد ليله محترمه مليانه بالقديسين .دعا مرنمين و قسس عشان هما إللى يحيوا ليله ابنه ...مفكرش انه يجيب راقصه ولا مغنى مع انه يقدر....ولما واحد سأله قاله يا اخويا انا ناقص اكون سبب عثره لغيري و اخد ذنبه كفايا ذنوبى..... المهم انا شفت ناس كتير عمالق البلد و سكرتير نجيب ساويرس و ناس كتير جدا و كان عامل اكل غريب لحوم فقط و ٣ خرفان بيتشوى ع النار مع ان عدد المعزومين ما يستحقش كل دا .....دا غير الترابيزات إللى معموله بشكل رائع لناس معينه انا افتكرت للناس إللى شفتها و سكرتير نجيب ساويرس كان قاعد معانا على نفس التربيزه طب الترابيزت دى لمين . الاكل اتحط قدامنا و قدام كل واحد ٣ كاسات واحد للميه و واحد عصير و واحد نبيت بعد ماخلصوا الترانيم اللي عيشتنا في السماء شوفنا المسيح بجد. دخلوا اكتر من ١٠٠ شخص فى منتهى الغلابه ناس كانوا فرحنين قوى لما وصلوا صاحب الفرح و ابنه العريس و اخوات صاحب الفرح سأبوا الناس و جريوا كلهم على البوابه عشان يستقبلوا اخوه الرب الناس الغلابه اللي قعدهم على افخم الترابيزات و خدمهم بنفسه قمت انا و جوزى و روحنا نخدم معاهم لاقينا السكرتير بيقول هو فى كده رد جوزى وقاله و اكتر من كده لما تقوم انت بنفسك و تخدمهم . المهم إللى حصل كل ما نقدم طبق لاخوه الرب ايديهم تنور لغايه اخر شخص قدمتله الطبق وكان من حظى و لما اخد الطبق منى و قالى شكرا يا بنتى انا بصيت له و ذهلت لما شفته لسه هنده على جوزى و ااقوله تعالى بسرعه لاقيت صاحب الفرح عمو ادوار بيقولى بلاش متقوليش لأحد خليها بركه جواكى قولتله انت عارف هقول ايه بص مين إللى قاعد هنا فجاه وانا بتكلم و بتلفت ملقتش الراجل الغلبان. رد عليا صاحب الفرح و قالى هو على طول كده يجىء و يمشىء بسرعه. صدقونى موقف غريب ولى انا دانا مستهلش جسمى اترعش و بكيت من الفرحه واد ايه الراجل دا عجبنى ساب كل الناس المهمين و اهتم بالغلابه وانا بغباء مكنتش عايزه اروح على اساس ان كان عندى مناسبه فى العيله.....ساعتها قلت لجوزى لو اتصلوا بيا هنروح سوا لو ماتصلوش هنروح الخدمه بتاعتك اتفقنا قالى ماشي....و فعلا روحنا الخدمه وكانت اجمل خدمه سمائيه وأجمل محبه و ناس متواضعه و بسيطة اليوم دا اتقابلنا مع ربنا......كنت متردده اكتب إللى حصل بس لازم كلنا نعرف سبب دخولنا السما الناس الغلابه.
*****************************************