عمرو بن العاص حرق مكتبة الأسكندرية الجزء الثانى
أمر الخليفة عمر بن الخطاب واليه فى مصر عمر بن العاص بحرق كتب مكتبة الإسكندرية فكتب الخليفه عمر بن الخطاب كتابا إليه قائلا : [ إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شئ غير المسطور فى القرآن فهى كعدمها وإذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهى ضاره ومؤذيه لا يجب حفظها إذا فعلى كلتا الحالتين يجب حرقها وإبادتها من الوجود] وأمر عمرو بن العاص بإستعمال هذه الذخائر والنفائس كوقود فى حمامت الإسكندريه (المواعظ والإعتبار فى ذكر الخطط والآثار للمقريزى طبع بولاق 1272هجريه ج1ص159 ) وفى مرجع آخر فكتب عمر الى عمرو يقول له: واما الكتب التي ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى ، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة أليها فتقدم بإعدامها. فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الإسكندرية واحرقها في مواقدها فذكروا أنها استنفذت في ستة اشهر .راجع الغدير 6/301-302 والفهرس لابن النديم ص 334 وكانت طريقة حرق الكتب هو إستعمالها كوقود فى حمامات الأسكندرية وظلت الحمامات تستخدمها كوقود لمده 6 أشهر كامله
ولم تكن مكتبه الأسكندريه هى الوحيده التى حرقها العرب ولم يكن أيضا هو الخطاب الوحيد الذى أرسله عمر لحرق مكتبه , فقد بعث بخطاب آخر الى سعد بن أبى وقاص الذى غزا بلاد الفرس خاص أيضا بمكتبه الفرس قائلا : (إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله باهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله ) قال صاحب كتاب كشف الظنون1/446 :" ان المسلمين لما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شانها وتنقيلها للمسلمين فكتب أليه عمر بن الخطاب :ان اطرحوها في الماء، فان يكن ما فيها هدى ؟ فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه، وان يكن ضلال ؟ فقد كفانا الله تعالى. فطرحوها في الماء وفي النار فذهبت علوم الفرس فيها وقال في 1/25 في أثناء كلامه عن اهل الإسلام وعلومهم: انهم احرقوا ما وجدوا من كتب في فتوحات البلاد وقال ابن خلدون في تاريخه 1/32 :" اورد ابن خلدون الخطابات السابقه فى مقدمته ولم يطلع عمر بن الخطاب على ماتحتويه المكتبات لهذا إستندت هذه الخطابات على اسس خاطئه فكانت النتائج مدمره للعالم كله لأن مكتبه الأسكندريه كانت تحوى تسجيلا كاملا ودقيقا لاسس حضاره العالم ومقوماته الفكريه والثقافيه والعلميه وعند تدمير الأساس ( السجل الحضارى ) إنهارت العلوم ورجعت البشريه قرونا من التخلف الحضارى ثم يعرض لنا أيضاً المؤرخ المسلم العربى الشهير ( المقريزى ) فى كتابه ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) فى حديثه عن عمود السوارى فى ص 159 فكتب يقول ... "... إن هذا العمود من جملة أعمدة كانت تحمل رواق أرسطاطاليس الذى كان يدرس به الحكمة وانه كان دار علم وفيه خزانة كتب أحرقها عمرو بن العاص بإشارة من عمر بن الخطاب رضى الله عنه ... ". * لقد ذكر المستشرق جيبون Gibbon بأن عدد الحمامات التى تغذت على مكتبة الإسكندرية طيلة ستة أشهر كان أربعة آلاف حمام ... فلك أن تتخيل أيها القارئ الكم الهائل من الكتب التى تظل تتغذى عليها أربعة آلاف حمام طيلة ستة أشهر ... كم يكون ؟؟؟ ".
***************************************************
آثار مكتبة ومدرسة الأسكندرية فى كوم الدكة بالأسكندرية الجزء الأول
الصورة إحدى قاعات الدرس فى مدرسة الإسكندرية والتى أصبح بعض مدرسيها بطاركة للكنيسة القبطية وكانت أشهر جامعة فى تاريخ العالم القديم وهذه القاعة (المدرج) واحدة من أكثر من 20 قاعة (مدرج باللغة الحديثة) موجودة فى آثار كوم الدكة بمدينة الإسكندرية حتى هذا اليوم وكان ملحق بها مكتبة ضمت مئات الألاف من المخطوطات قبل الغزو العربى الإسلامى لمصر بقيادة عمرو بن العاص والذى نفذ أمر الخليفة عمر بن الخطاب بحرق الكتب ووتبدأ قصة إنشاء مكتبة الإسكندرية عندما بدأ قدماء المصريين بتسجيل الأحداث على أوراق البردى، كما إحتفظ الفراعنه أيضا بألواح فخاريه وجدت عليها الكتابه المسماريه التى كانت تستعمل فيما بين النهرين مسجل عليها العهود والمواثيق والمعملات التجاريه بينهما وأوراق البردى papyrus تستخرج من نبات كان ينمو على ضفاف نهر النيل reed , papryusوساق النبات تنموا الى إرتفاع 3-10قدم(1-3مترا) كان المصريين يقطعون ساق النبات الى شرائح ثم يضعون الشرائح متقاطعه ويضغطون عليها ويصبح مخطوط scroll يلف المخطوط ويصبح مثل لفه القماش التى نراه اليوم وطول المخطوط يعتمد على كثر او قله الكتابه المكتوبه فيه ويوجد فى المتحف البريطانى مخطوط يدعى Harris papyrus 1 يصل طوله 133 قدم (41مترا) وتعمر اوراق البردى آلاف السنين وأقدم مخطوطات البردى يرجع تاريخه الى2700ق0م اما المخطوط السابق فتاريخه يرجع الى1100ق0م وظلت أوراق البردى الماده المفضله للكتابه عليها من300ق0م- 500 ب0م وظل المصريون يستعملونها حتى 900ب0م ويذكر المؤرخين أن إنشاء مكتبه الإسكندريه بدأ فى عهد بطليموس الاول Ptolemy 1 وبطليموس الثانى Ptolemy 2 جمع البطالمه المخطوطات من جميع بلاد العالم . ويقول العلامة الأستاذ / جمال بدوي عن مقالة نشرت فى جريدة الأخبار بتاريخ يوم ألأربعاء 26/ 7 / 2006 م السنة 55 العدد 16930: كانت مكتبة الاسكندرية بقرار من بطليموس الأول 'سوتر' أول ملوك البطالمة الذين توارثوا حكم مصر بعد وفاة الاسكندر، اما المؤسس الحقيقي للمكتبة وصاحب الفضل في نهضتها وازدهارها، فهو بطليموس الثاني 'فيلادلفوس' الذي حكم مصر مدة تسع وثلاثين سنة من 285 الي 246 قبل الميلاد. وهو الذي وضع نظامها وجلب لها العلماء من العالم الاغريقي، ووفر لها اللغات 'الكتب' من شتي المصادر، وصارت النموذج الذي اتخذته مكتبات عالم البحر الابيض المتوسط مثالا تحذو حذوه، ومن هنا كانت مكتبة الاسكندرية نقطة الانطلاق نحو ديمقراطية العلم، وتيسيره لعشاق المعرفة." ولم تكن المكتبة عند نشأتها مجرد مخزن لتجميع الكتب، وانما كانت تقوم علي مؤسستين اولاهما 'الميوسيوف' أي المتحف، ويقيم فيه العلماء المتخصصون في كل الفنون وثانيهما 'المكتبة' التي تضم لفائف الكتب لتكون تحت بصرالعلماء في كل وقت، ويبدو انها كانت موزعة علي مكانين، الاكبر مجاور للميوسيون والاصغر في معبد 'السرابيوم'. ويمكن ان تري بقاياه عند عمود السواري. ويبدو أن بطليموس الثاني كان علي درجة عالية من الثقافة وحب المعرفة، فنراه يبعث البعوث لجمع الكتب من كل مكان، حتي يتوافر للمكتبة كل روافد العلوم، حتي بلغ مجموع ماتضمه حوالي 750 الف لفافة. وهو الذي حفظ تراث ادباء اليونان العظام، وبعث الي حكومة اثينا يطلب النصوص الاصلية، لمسرحيات 'استخيلوس وسوفو كليس ويوربيوس'، ودفع لليونان رهنا ماليا باهظا، وحين حان وقت ا رجاعها خسر الرهان، لانه بعث بدلا منها نسخا مدونة بخط جميل. ولم يجد بطليموس الأول خيرا من ديمتريوس الفاليرى كى يشرف على إنشاء المكتبة وكان ديمتريوس الفاليرى من زعماء أثينا السياسيين بل والزعيم الأوحد لمدة عشر سنوات ( 317 – 307 ق . م ) وكانت مكتبة الأسكندرية تتكون من المتحف الأصلي في الحي الملكي للمدينة , مبنى إضافي كان يستخدم بصفة عامة لتخزين الكتب، وكان هذا المبنى يقع في الميناء , "المكتبة الابنة" وكانت تقع في السيرابيوم، في موقع معبد سيرابيس، إله العبادات الدينية بالإسكندرية. وكان السيرابيوم يقع في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، المعروف بالحي الشعبي كما ورد فى كتاب بارسون ( مكتبة الإسكندرية : مجد العالم الهيلينى : بزوغها وآثارها ودمارها )الذى حدد فيه أمناء المكتبة كما يلى : 1- ديمتريوس الفاليرى ( حوالى 284 ق. م ) 2- زينودوتسى الأفسى ( 284 – 260 ) 3- كاليماخوس البرقاوى ( 260- 240 ) 4- ابوللونيوس الرودسى ( 240 – 235 ) 5- اراتواسثينس البرقاوى ( 235 – 195 ) 6- ارستوفانيس البيزنطى ( 195 – 180 ) 7- ابوللونيوس ايدوجرافوس ( 180 - 160 ) 8- اريستارخوس الساموتراقى ( 160 – 145 )