Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أخبار مصرية 1/2013م
أخبار مصرية 2/2013م
صور من الأراضى المقدسة1
صور من الأراضى المقدسة2
صور من الأراضى المقدسة3
صور من الأراضى المقدسة4
صور من الأراضى المقدسة5
صور من الأراض6
صور من الأراض7
نريد توضيح من إيبارشية سيدنى
مخطط لتحويل الكنيسة القبطية
إستقبال أجساد الشهداء السبعة
بقلم مثلث الرحمات قداسة
الذين يدرون ما يفعلون
كيف سـقــــط الجبـــــــــابـــــرة ؟
في وسطـــك حـــــــــرام يا إسرائيل
حياة العذراء مريم
قس يقدم الذبيحة
يهوذا الإسخريوطى
لماذا ترك جند الهيكل أورشليم؟
التقرير النصف سنوى
أحكام القضاة بمصر
أغـــزوا تبوك
محاورة دينية
Untitled 7418
الكنيسة القبطية فى منعطف خطير
الإرهاب الإسلامى والزهور الإسترالية
عيد الميلاد 25 ديسمبر أم 7 يناير
Untitled 7700
السيمونية والغنوصية
أنصاف الحقائق
مصــر تتغطى بالعـــــار
السيسى والدير المنحوت
إنتشار الإسلوب اليهودى
خطف راهب من قلايتة
Untitled 7734
ترميم قبــــر يسوع المسيح
البابا فى الأردن
جهل منظمة اليونسكو
فكر غريب ينتشر فى إيبارشية
التاريخ من خلال الكتاب المقدس
لا لقانون بناء الكنائس
إلى وزارة الهجرة الإسترالية
Untitled 7797
Untitled 7798
Untitled 7799
Untitled 7800
Untitled 7801
Untitled 7802
Untitled 7803
Untitled 7804

ترميم قبــــر يسوع المسيح بكنيسة القيامة بأورشليم

الكشف عن الصخر الذى كان مسجى عليه جثمان المسيح

قبة الصخرة والمسجد ألأقصى

(يوسف زيدان) قال فى خلال حوار له في إحدى الفضائيات المصرية أن المسجد الأقصى الذي أسري منه بالرسول يوجد في منطقة الجعرانة بالطائف! وأن كلمة «بيت المقدس» استُخدمت في عصر الخليفة المأمون، وقبله بمائة عام ونفى (زيدان) أي وجود للدين في الصراع الإسلامي الصهيوني وأن المسجد الأقصى ليست له قدسية دينية لكنه سياسي - وعلى نفس المنوال قال (د.سعد الدين الهلالى) أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر  إنه "لا يجب أن ندافع عن المسجد الأقصى حتى لا ندخل فى حرب دينية مع إسرائيل"، وجاءت أقوال (د. الهلالى) فى مداخلة على قناة فضائية مصرية يقول فيها "من يتحدث عن النخوة فى الدفاع عن الأقصى يجب أن يتحدث الأول عن النخوة نحو الإنسانية، فالإنسان أهم من الكعبة ومن المسجد الأقصى .. أريد أن نرفع اسم المسجد الأقصى، وأى شعار دينى من أى حرب بين الناس وبعضها" ورأى أن "من يتحدث عن نصرة الدين.. هذه مصيبة.. كل شخص ينصر دينه لنفسه لا يوجد ما يسمى انصر دين الله ومن يقول ذلك فهو متاجر بالدين همه جمع الأموال من المتعاطفين" بحسب تعبيره وفى النهاية قال (د. الهلالى) الجملة الهامة  "المسجد الأقصى لم يكن ملكا للمسلمين فى عهد الرسول وإنما كان فى أيدى المسيحيين، فلن نحارب الناس من أجل الدين".

 [تعليق من ص. تاريخ أقباط مصر : هناك بنائين إسلاميين مقامين على جبل الهيكل اليهودى (1) المسجد الأقصى (2) قبة الصخرة "يطلق المسلمين على البنائين إسم  المسجد الأقصى"  وهاذين المبنيين لم يكونا موجودين على أرض الواقع فى عصر رسول الإسلام  بل أنه لم يكن موجودا أى أبنية على الإطلاق على هذه الأرض  منذ ذلك الوقت وحتى بعد الإحتلال الإسلامى للأراضى المقدسة فى عصر  الخليفة عمر بن الخطاب سنة  (634 للميلاد)  بل كانت خرائب حتى بدأ بناء البنائين الخليفة الأموى المسلم عبد الملك بن مروان عام 65 هـ الموافق 685م وإنتهى بناء البنائين فى عهد ابنه الوليد بن عبد الملك حتى عام 96 هـ الموافق 715م وقد بدأ الأمويين  ببناء المبنى الأول وهو "قبة الصخرة" على أنقاض هيكل سليمان الملك اليهودى وهى عبارة عن قبة ذهبية فوق الصخرة التى بنى أبو الآباء إبراهيم اليهودى مذبحا ليقدم إبنه إسحق اليهودى ذبيحة على جبل المريا والتي تمثل أعلى نقطة في جبل البيت المقدس أما سبب بناء الأمويين البنائين فى هذه ألأرض المملوكة لليهود فقد كانوا لا يعترفون بنبوة رسول الإسلام ولا بالقرآن وهدموا الكعبة وبنوا المسجد ألأقصى وقبة الصخرة حتى يمنعوا المسلمين من الحج للكعبة لأنها كانت مكانا لعبادة الأوثان أما البناء ألثانى أسموه المسجد ألأقصى والغريب  أن المسلمين عندما يصلون أمام المسجد الأقصى تكون ظهورهم متجهه لقبة الصخرة  - ]
**********************

انك تستطيع كل شئ ولا يعسر عليك أمر

حقيقة إختبرتها كثيرا .. أذكر أننى طلبت من يسوع أن يمد فى سنين حياتى حتى أرى نفاذ البترول من الدول الإسلامية عندما دفعت هذه الدول  (السعودية وقطر) الملايين لبث الفتنة الطائفية وإضطهاد الأقباط فى مصر ثم ما فعلته فى سوريا وفى السنين الأخيرة طلبت منه طلبا آخر هو نهاية داعش دولة الإسلام والخلافة الإسلامية (دولة الخرافة والزيف والكذب والإرهاب كما يدعوها التلفزيون العراقى ) لأنهم يستندون إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية وعلى أساسها قطع المسلمون الداعشيون رؤوس الأبرياء وقطعوا ألأيادى والأرجل على خلاف وسبوا النساء والأطفال وباعوهم وإستعملوا النساء كعبيد للجنس وطردوا شعوب من بلادهم مثل المسيحيين واليزيديين والأكراد وغيرهم وشردوا 600 ألف شخص .. سألت وطلبت .. ولم أكن متوقع أن يجيب الرب لما طلبت منه .. واليوم يرينى الرب إنهيار أسعار النفط ووصول سعر البرميل إلى 45$ ويبيعه داعش والأكراد وليبيا وسوريا بــ 25 $  بعد أن كان تعدى 100$ وقامت دول كثيرة بتخزينه وزاد المطروح على الطلب وإنشغلت السعوديةفى حرب فى اليمن  لا طائل منها وأصبح البترول اليوم سلعة رخيصة اوالأمر الذى كان أكثر غرابع هو أننى لم أتوقع الطريقة التى فعلها الرب فى تحقيق ما أتمناه بالنسبة للبترول .. ثم حقق لى الرب الأمنية الثانية بإنهيار داعش بالحملة العسكرية العراقية التى أسموها "قادمون يانينوى" بنحرير آخر معاقل الإرهاب الداعشى فى العراق بإشتراك قوات مكونة من الجيش العراقى والشرطة والحشد الشعبى والبشمرجة (الأكراد)  وكان من نتيجة هذه الحرب أسر العديد من الدواعش فى الصورة أحد الدواعش من مئات الأسرى قبض عليهم الجيش العراقى (مديرية الإستخبارات العسكرية) أثناء تحرير الموصل منهم (وكان بعضهم تخفى فى زى النساء وبعضهم خلق ذقونهم إنخرطوا مع المدنيين والبعض نجح فى الهرب من ميدان القتال) إعترف هذا الداعشى فى التلفزيون العراقى يأن مهمته نقل الأسلحة وإخفائها فى انفاق وتلاحظ أيها القارئ أن الملابس التى يلبسها هذا الداعشى المأسور هو اللون البرتقالى اللون الذى ألبسوه الدواعش فى ليبيا قبل ذبح للشهداء الأقباط  الــ 21 فى ليبيا ولهذا يمكن القول أنه "على الباغى تدور الدوائر" وبالأسلوب المسيحى "لى النقمة يقول الرب" وبالنسبة لى وتحقيقا لماطلبت أقول لقد صدق قول بولس الرسول "ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء!" (رو 11: 33) وأننى أشجع القراء ليتكلموا مع يسوع ويطلبون منه ما يريدون فهو أخونا وأبونا وحبيبنا فلا تستحى منه وعن تجربة شخصية أقول أننى أعتبر نفسى أبنه المدلل لم أسأل يسوع وأطلب منه طلبا إلا وأجابنى ودائما أقول له قبل أن أطلب  ألم تقل لى "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. " (إنجيل متى 7: 7)  فأنا اسألك ومنتظر أن تجيب وأطلب ومنتظر منك أن تحقق الآن عرفت يارب انك تستطيع كل شئ ولا يعسر عليك أمر

*********************************

طلب آخر حققة ربى ومخلصى يسوع

بعد زيارتى لأورشيم فى عيد القيامة كنبت فى هذه الصفحة أخبار هذه الرحلة وبها الفقرة التالية والتى كانت بعنوان "إلى رؤساء الطوائف المسيحية فى العالم .. حرام عليكم منظر كنيسة القيامة" .. قلت فيها [ توجد فى داخل كنيسة القيامة وخارجها حوالى 35 كنيسة أو مكان مقدس لكل طائفة من الطوائف الخمسة مكان أو كنيسة  فى كنيسة القيامة وهناك برتوكول أو إتفاقية بينهم تسمى الأستتسكو : وهى الإتفاقيات بين الطوائف المشتركة فى كنيسة القيامة باورشليم وهى تحدد حقوق كل طائفة ونظام الصلوات وغيرها - وأى تغيير يجب ان يتم بموافقة الستة طوائف التى لها أملاك فى كنيسة القيامة وهم : (Roman Catholic, Greek Orthodox, Armenian, Coptic,, and Syrian) هذه الإتفاقية عطلت أعمال كثيرة جدا لتصبح كنيسة القيامة فى شكل جيد لدرجة أنه إذا أريد ترميم صورة يجب أن يأخذ موافقة المسئولين والمشكلة أن كل طائفة تعتبر نفسها هى الرئيس مع أن يسوع المسيح كان واضحا أنه لم يعين رئيسا أو خليفة أو راعى رعاة من التلاميذ 

إلى رؤساء خاصة وشعوب الطوائف المسيحية  عامة فى اورشليم والعالم : أنظروا إلى بيوتكم كيف هى نظيفة ومجهزة ومزينة بأفخر أنواع البلاط والسيراميك والحوائط نظيفة ومكسوة والثريات النازلة من أسقفها .. أنظروا إلى كنائسكم خارج كنيسة القيامة كم هى فخمة وجميلة وقارنوها بكنيسة القيامة .. أقول لكم حرام عليكم .. الوساخة والقذارة التى على حوائط الكنيسة وأحجارها .. والسواد الذى يغطى الرسومات المتبقية من قرون ماضية على الخوائط والجدران والأرضية المهدمة والباب الثانى المقفول بالطوب يوجد باب واحد عرضة فتحته حوالى 6 أمتار يخرج منه آلاف المصلون دفعة واحدة وحتى مبنى القبر المقدس آيل للسقوط  ومحاط باعمدة حديدية .. إجلسوا معا كل واحد على كرسى وأتركوا كرسيا واحدا فارغا للسيد المسيح وأرونا نتائج لما ستفعلوه فى كنيسة القيامة أقدس مكان مسيحى على وجة الأرض .. عيب وألف عيب وحرام عليكم حال كنيسة القيامة بوضعها الحالى .. يا تلاميذ يسوع رؤساء طوائف المشتركة فى كنيسة القيامة أرونا أعمالكم بإيمانكم فنحن لا نستطيع أن نرى إيمانكم ومنظر وشكل كنيسة القيامة لا يسر وبالمناسبة فرحت عندما ذهبت كنيسة المهد فى بيت لحم على أعمال الترميم وكساء الأعمدة بالرخام وباقى الأعمال الأخرى وسلمت على كاهن الكنيسة وشكرته ] في عام 2015، تم اتفاق الطائفتين الرئيسيتين أخرى فى كنيسة القيامة وقام بطريرك الروم اليونانية في القدس بالإتفاق مع الجامعة التقنية الوطنية في أثينا (التي أدت سابقا مشاريع الترميم في أثينا أكروبوليس وآيا صوفيا) لدراسة Edicule مبنى كنيسة القيامة وحقق لى الرب ما طلبته على صفحتى هذه وقاموا بترميم القبر وباقى أعمال الصيانة فى كنيسة القيامة فى سنة 2017م

********************************

تاريخ كنيسة القيامة أورشليم / القدس
المرحلة الثانية (326 - 614م)

تبدأ هذه المرحلة من إعتناق قسطنطين الكبير المسيحية وهدم المعبد الوثني المشيّد على الجلجثة وقبر المسيح الذى بناة الإمبراطور هادريان واكتشاف القبر والجلجلة والصليب تحته من قبل أمه الملكة هيلانة سنة 326 م . وقامت الملكة هيلانة بتشييد مجمع الكنائس (الصورة المقابلة) بنيت على الطراز البيزنطي ويضم (1) كنيسة على القبر (كان قبر المسيح محفورا داخل كهف "بالقرب من فتحته" يحتوى على قبور أخرى حفرت فى نهاية الكهف وعلى جوانبه ومنها قبر نيقوديموس ويوسف الرامى اللذان مازالا موجودان حتى الآن فى كنيسة القيامة فى الجزء الذى يملكه السريان فيها خلف قبر المسيح وقد أمر الخليفة المسلم الحاكم بأمر الله الفاطمى بهدم الكهف فسقط على قبر المسيح ) وكان هدمها من أسباب قيام الحروب الصليبية. (كتاب أحداث التاريخ الاسلامي بترتيب السنين للدكتور عبد السلام الترمانيني طباعة دار طلاس في دمشق)  (2) ثم  البستان (3) كنيسة الجلجلة (1) كنيسة كهف الصليب  (الصورة الجانبية رسم تحطيطى للكنائس الثلاثة التى بنتها القديسة هيلانة سجلتها خريطة أثرية من الفسيغساء على أرض كنيسة مار جرجس للروم ألأرثوذكس فى مادابا بالأردن ويرجع تاريخها للقرن الخامس الميلادى)  وإنتهى بناء هذه الكنائس سنة 336 م وتنتهى هذه المرحلة بهجوم الفرس واستيلائهم على القدس وتدميرهم مجمع كنائس القيامة هذا سنة 614 م .

******************************************

تاريخ القبر المقدس

تاريخ القبر المقدس هو تاريخ المسيحية الذى بدأ بقيامة يسوع من بين الأموات فى هذا المكان وقد حاول الوثنيين والمسلمين محو وإزالة هذا المكان للقضاء على المسيحية إلا أنهم فنوا وبقيت المسيحية (1) أقام الوثنيين هيكلا وثنيا على هذه البقعة وهدم الفرس الوثنيين كنيسة القيامة التى أقامها قسطنطين (2) أما عن المسلمين فحدث ولا حرج .. أ) أقرأ معى نص الأمر الذي اصدره خليفة المسلمين الحاكم بأمر الله الفاطمى من مصر إلى واليه  بهدم كنيسة قيامة بيت المقدس فكتب الأمر التالى  "قد خرج أمر الإمامة في هدم كنيسة القيامة على أن يصير سقفها أرضاً وطولها عرضاً.  (راجع : المرقصات والمطربات – ابن سعيد الاندلسي ، وأيضا كتاب أحداث التاريخ الاسلامي بترتيب السنين للدكتور عبد السلام الترمانيني طباعة دار طلاس في دمشق) ) وقال المؤرخ جاك تاجر " بكى المسيحيون جميعهم  ونلاحظ انه زيادة في إهانة المسيحيين كان اولياء الامر يدعون كنيسة القيامة بوصف محتقر زيادة منهم في الاهانة والاستصغار إذ يدعونها كنيسة ” القمامة ” .. بدل ” القيامة ” !!! "وقال أيضا  : "ولا بد أن يكون هذا الإجراء أحد الأسباب الهامة لقيام الحروب الصليبية "  ثم نقرأ في كتاب الامام الذهبي (سير اعلام النبلاء) حول ما فعله الخليفة المسلم الحاكم بامر الله بالمسيحيين واليهود والكنائس : وفي سنة اثنتين وأربع مئة حرم بيع الرطب "الزبيب" وجمع منه شيئاً عظيماً فأحرقه ومنع من بيع العنب وأباد الكروم حتى لا يصلى المسيحيين القداس بذبيحة الخبز والخمر حيث أن الخمر مصنوع من العنب وأمر النصارى بتعليق صليب في رقابهم زنته رطل وربع بالدمشقي وألزم اليهود أن يعلقوا في أعناقهم قرمية في زنة الصليب إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه وأن تكون عمائمهم سودا وأن يدخلوا الحمام بالصليب وبالقرمية ثم أفرد لهم حمامات .. وقد هدم الخليفة 30 ألف كنيسة وقتل 30 ألف مسيحى ..  ب) فقد بيت كنيسة القيامة مرة ثانية من قبل الملك قسطنطين الملقب بمونوماخوس سنة 1048 ويستمر الى سنة 1130 م وهدمها المماليك المسلمين أيضا  مما يدل على ان تدمير التراث المسيحي كان عملا ايديولوجيا منظما (راجع المقريزي) (3) كنيسة القيامة الحالية بناها الصليبيون وغيروا فى هندسة بنائها وهى الكنيسة الوحيدة الباقية من عشرات الكنائس التى بنوها فى الأراضى المقدسة حيث إمتدت يدى التخريب والهدم الإسلامى لكل الكنائس هناك وهدموها .. ومما يحزن النفس أن جزء من كنيسة القيامة التى نزورها اليوم إستولى عليه المسلمين وأقاموا مأزنتين فى جوانبه وحولوها جامعا وأسموه "االخانقاه الصلاحية " وما زال فى داخله مقبرتين للصليبيين  حتى يومنا هذا وسطح كنيسة القيامة متصل على هذا المبنى .

******************************************

لحظة تاريخية وفرحة غامرة

الكشف عن الصخرة الأصلية للقبر

يشهد جيلنا اليوم لأول مرة منذ حوالى 500 سنة ترميم القبر المقدس وأثناءها سحبوا حجر المرمر ( قال هيبرت ان بلاطة الرخام هذه لم تُنزع منذ العام 1550.) الذي كان موضوعا لحماية بقايا الصخرة الأصلية  (كان على هيئة مصطبة) الذى كان مسجى عليه جثمان المسيح فى القبر سنة 33 م  وكان موجودا فى كهف هدمة الخليفة المسلم الحاكم وذلك عندما بدأ خبراء من جامعة البوليتخنيون في اليونان عملية ترميم قبر السيد المسيح فى كنيسة القيامة  لإصلاح الأثر والحفاظ عليه  ومما يذكر أن بطريرك الروم للمدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين البطريرك ثيوفيلوس الثالث قد وقع نيسان الماضي مع رئيس جامعة البوليتخنيون في اليونان اتفاقية تاريخية تقضي بإعادة ترميم قبر المسيح في كنيسة القيامة في القدس وكانت المدة التي أعطيت حسب الدراسات الأولية التي أجريت على يد خبراء الإعمار فترة ٩ أشهر لإكمال الترميم التام لمقمورة القبر وهذه المدة تنتهي قبل حلول عيد الفصح المجيد لسنة ٢٠١٧، لكن عند البدء بالعمل تفاجأ المهندسين عند تفكيك الحجر الخارجي لمقمورة القبر بان الصخر الداخلي قد تفتت وأصبح تراب مما جعلهم يخرجون هذا التراب واستبداله بأحجار قاسيه وبعد تنظيف وتلميع الحجر الخارجي يتم إرجاعه إلى مكانه المناسب، هذا العمل قد يأخذ مزيدا من الوقت وقد قام العلماء بفحص السطح الأصلي لما يعتبر تقليديا قبر يسوع المسيح ويقع في كنيسة القيامة في البلدة القديمة من القدس وقال فريدريك هيبرت عالم الآثار في وعضو في الجمعية الجغرافية الوطنية، وهو يشترك في مشروع الترميم " سوف يأخذ التحليل العلمي مدة طويلة، ولكنه لن يكون هناك فرصة لرؤية سطح الصخور الأصلية التي وفقا للتقاليد، وضع عليه في جسد المسيح ".

وحسب إتفاقية (الاستتس كو) Status Quo أى حسب الاتفقات بين الطوائف المسيحية داخل كنيسه القيامة يتطلب الترميم موافقة مختلف الطوائف المسيحية السنة المشتركة فى كنيسة القيامة ومن الصعب جدا الوصول لهذا الإتفاق. فالطوائف الست تحرس بغيرة أجزاء مختلفة من الكنيسة وغالبا ما تعترض على أصغر التغييرات ومما دفعها للإتفاق فيما بينها أنه فى العام الماضي أغلقت الشرطة الإسرائيلية المكان لفترة وجيزة بعدما اعتبرت هيئة الآثار الاسرائيلية انه ليس آمن وقد دفع ذلك بالطوائف المسيحية الست الى اعطاء الضوء الاخضر لإصلاحات بدأت في حزيران الماضي .. ويذكر أنه فى أوائل القرن ال19 كانت السلامة الهيكلية لل Edicule ومعناها بناء صغير قادمة من كلمة لاتينية  aedicule تعنى "البيت الصغير" وباللغة العامية المصرية "الضريح" وكثير من كنائس مصر بنيت على قبور القديسين والشهداء فيبنون مبنى صغير على القبر للزيارة والتبرك داخل صحن الكنيسة  وحتى لا تفقد هذه الأجساد أثناء الإضطهاد وحرق الكنائس قسمت عظام الشهداء وأعطيت لكنائس أخرى حيث يحتفظون بها فى أنابيب من الخشب يسمونها الأقباط "ذخائر" وكان آخر مرة تم بناؤها في عام 1810 من قبل طائفة الروم الأرثوذكس بعد حريق مدمر قبل عامين.(وهو مبنى مكون من غرفتين داخل بعضهما ألأولى غرفة الملاك والداخلية غرفة قبر المسيح المقدس )  وكانت سلامة البناء الهيكلي لل  Edicule  فى أوائل القرن ال19 مصدر قلق لعدة عقود. لأنها تعرضت لأضرار خلال زلزال 1927، وأجبرت السلطات البريطانية لدعم بناء في عام 1947 بعوارض خارجية قبيحة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. أعاقت الصعوبات بين ممثلي الوضع الراهن وعدم وجود موارد مالية إصلاحه.

 قالت أنطونيا موروبولو، وهي مهندسة معمارية في الجامعة التقنية الوطنية في أثينا المشرفة على اعمال التجديد : يريد فريق الترميم ان يسد بإحكام جوف القبر قبل ان يحقن أجزاء من القبر بالطين من اجل التعزيزات وبالتالي لا تتسرب المادة داخل ما يعتبر انه الصخرة المقدسة في غضون ذلك، سيبقى جزء من القبر مفتوحا. الخبراء عمدوا الخميس الى فتح نافذة مستطيلة في أحد الجدران الرخامية للغرفة الداخلية (ةهى النافذة التى كانت مطلة من القبر على كنيسة رأس المسيح القبطية وأغلقها الروم بالحجارة وكان بطريرك الروم يعطى الأقباط النور المقدس من هذه النافذة)  كي يتمكن الحجاج من ان يلقوا نظرة خاطفة، للمرة الاولى، على جزء من الجدار الجيري الذي يعتقد أنه قبر يسوع.
هناك وقف دايفيد غرونيي، وهو الامين العام لمجموعة تشرف على ممتلكات الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في الأراضي المقدسة، مع عدد قليل من الرهبان الفرنسيسكان. وكانوا يشاهدون برهبة العمال وهم يعملون. “ما حصل هنا من الفي سنة غيّر تاريخ العالم كليا”، على قوله. “ان تكون قادرا على الحفر، دعنا نقول، حتى الصخرة التي وضع عليها جسد يسوع … فرحة غامرة”.

 وقام طاقم فيلم “ناشيونال جيوغرافيك” بتوثيق ترميم الموقع في وقت كان رجال الدين يحرقون حولهم البخور في طقس كنسي يومي بعد مغادرة الطاقم تسلق رجلا دين برداءين بنيين مع شرطي إسرائيلي متمركز في الكنيسة للمساعدة في الحفاظ على النظام كومة من أدوات البناء والأسلاك الكهربائية الملقاة على ارض الغرفة الداخلية ثم انحنوا داخلها ملتقطين صورا للقبر بواسطة الهاتف الخليوي وقد علّق الشرطي الإسرائيلى “انها لحظة تاريخية، اليس كذلك؟”،

بالنسبة لكنيسة رأس المسيح القبطية بكنيسة القيامة حتى هذه اللحظة لم يبدأ العمل بها، وذلك لأسباب تقنية حيث وجد المهندسون والمعماريون ان الدرع الايمن للكنيسة اي مقمورة القبر يحتاج الى ترميم ويعد الانتهاء من ترميم هذا الجزء سوف يتم البدء بترميم كنيسة رأس القبر يذكر أن ترميم مقمورة القبر كانت بداية أيضا لترميم كنائس عدة داخل كنيسة القيامة مثلا القسم الخاص التابع لطائفة الأرمن الأرثوذكس في مغارة الصليب يتم ترميمه وبعض من الكنائس التابعة لهذه الطائفة في نفس الوقت . وما زالت المغاوضات تدور حول دير السلطان الذى إغتصبه الرهبان الأحباش من الأقباط وهو واقع فوق سطح كنيسة القديسة هيلانة  حيث طلب الأرمن ترميمه
***********************************

شكرا لملك الأردن
تكلفة المشروع 4 ملايين $. تمت إضافة هذا المبلغ إلى التبرع الملكي من الملك الأردني عبد الله الثاني و1300000 $ أمريكي آخر هدية من ميكا ارتيجون إلى الصندوق العالمي للآثار في دعم المشروع وهى أرملة مؤسس الأطلسي السجلات، وسجل العلامة الأمريكية.

والتقى فريق نورسات الاردن بالناطق الاعلامي للبطريركية قدس الاب عيسى مصلح الذي اشاد بالدور الاردني بالحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والجهد الذي يبذله الملك عبدالله الثاني في صون هذه الاماكن، مجسدا هذه الوصاية مؤخرا بتبرعه من اجل ترميم القبر المقدس.
واضاف بالنسبة للقبر المقدس تكللت جهود صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر اعمال الاردن وفلسطين بالنجاح مع الطوائف الاخرى الفرنسيسكان والأرمن والأقباط والسريان من أجل ترميم القبر المقدس داخل كنيسة القيامة وقام بشكر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه الذي بادر بدعم هذا المشروع بمبلغ سخي وهذا غير مستغرب لدينا بالنسبة للهاشميين فنحن نحيي الاردن ملكا وحكومة وشعبا ونقول لهم إن شاء الله الاردن سوف يبقى دائما بأمن وآمان واستقرار وسوف يبقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هو الراعي والوصي للأماكن المقدسة الأسلامية والمسيحية ونحن بأسم صاحب الغبطة وبأسم ابناء الكنيسة الرومية الأرثوذكسية وبأسم المسيحيين جميعا في الأراضي المقدسة نشكره من اعماق قلبنا على هذا الدعم .
***********************************

الإمبراطور هادريان يقيم هيكلا وثنيا

بعد ثورة اليهود الثانية للتخلص من الإحتلال الرومانى والتى إنتصر فيها الإمبراطور هادريان/ أدريانوس (135م) ، على الثوار وأراد إذلال اليهود فمنعهم من زيارة أورشليم وأقام عدة معابد على الأماكن التى يقدسها اليهود (1) معبد جوبيتر على خرائب الهيكل (2) معبد فيتوس أقيم على الجلجثة والقبر وأمر هذا الإمبراطور بطرد اليهود ومعهم المسيحيين من أورشليم  وأمر بردم المكان لأن اليهود يعتقدون بأن جمجمة آدم فيه وتغطيته بالتراب والحجارة ثم بلطه وبنى فوقه الجلجلة والقبر هيكلين وثنيين ، ونصب فوقهما تمثال المشترى والزهرة ثم حول الأرض بجوارهما إلى بستان "  ولم ينقطع المسيحيين من ألأمم (لأنه مسموح لهم بدخول أورشليم) عن زيارة قبر سيدهم فقد كان البحارة منهم يزورون المعبد الوثنى المقام فوق القبر ثم ييتسللون ويدخلون السراديب تحته وقد رسم هؤلاء البحارة هناك سفينة وكتبوا تحتها عبارة "لقد جئنا لزيارة قبر سيدنا " وما زال هذا الرسم موجودا حتى الآن فى الأثار المتبقية بكنيسة القديسة هيلانة بكنيسة القيامة (3) معبد فينوس أقيم فوق بركة بيت حسدا ..

 بقي القبر المقدس راقداً تحت الهيكل الوثنى الذي أقامه الأمبراطور هدريان وظلت المسيحية تعاني أمرّ العذابات وأفظع الاضطهادات وحرمان اليهود المسيحيين من دخول أورشليم ولكن البحارة المسيحيين من باقى الأمم يقومون بزيارة الهيكل الوثنى ثم يتسللون أسفله ليزوروا قبر المسيح  وما زال هناك فى الأثار المتبقية فى كنيسة القيامة من هذه الفترة رسم لسفينة كتبوا أسفله  "لجئنا لزيارة قبر سيدنا"  حتى اعتنق الامبراطور قسطنطين الكبير المسيحية وجعلها الديانة الرسمية للحكومة فاعتزت به المسيحية وأخذت تقيم شعائر دينها علانية وكان سبب إعتناقة المسيحية هو انتصار هذا الامبراطور كان بفضل الصليب الذي اتخذه شعارا لنفسه ولجنده وأعلاما لفرق جيشه

********************************

إكتشاف القبر المقدس والجلجثة والصليب

+++ فى عام 312م إعتنق الإمبراطور قسطنطين الكبير المسيحية جاعلاً منها ديانة الإمبراطورية الرسمية  ويروي كل من المؤرخين اوسابيوس القيصري الذي كان معاصراً للإمبراطور قسطنطين وهو الذي عمّدهُ والمُلقَّب بحبيب قسطنطين في ك 3 فصل 25 وما يليه، وسقراط في ( ك 1 ف 17) وتيودوروس وسوزمين وسوزومانوس (ك2 ف1) وتوادوريطوس (ك1 ف17) وغيرهم من مشاهير مؤرخى الكنيسة فى القرنين الرابع والخامس الميلادى المعاصرين تلك الحقبة وغيرهم: القديس مقاريوس بطريرك أورشليم وقت إجتماع  مجمع نيقية المجمع المسكوتى الأول (سنة 325م ) هو الذى قال للإمبراطور قسطنطين الكبير أن الأماكن المقدسة مطمورة وقائم عليها هياكل وثنية ، فأسف الإمبراطور وقرر فى الحال إرسال والدته القديسة هيلانة إلى أورشليم (326م) فذهبت إلى أورشليم  وقد ناهزت الثمانين من العمر وعندما وصلت إلى أورشليم ذهبت إلى الجلجلة تُنقِّب عن آثار الصلب أملاً منها بالعثور على آثار وخاصةً على صليب السيد المسيح وقد واجهت مصاعب كثيرة وكان يرافقها مكاريوس أسقف أورشليم الذي كان يقوم بالصلاة والتضرع كان الوثنيون قد أقاموا في مكان صلب السيد المسيح (الجلجلة) هيكلاً للمشتري وتمثالاً للزهرة لكي يمتنع المسيحيون من التعَّبد في المكان الذي صُلب فيه السيد المسيح، فهدمت الهيكل وحطمت الأوثان والأصنام التى أقامها الإمبراطور ادرياننوس وأزالت الأتربة والحجارة فظهرت صخرة الجلجلة بارزة على هيئتها الأصلية [ والجلجلة تعنى جمجمة ويقول المؤرخون أنه إما تعنى (1) أن الصخرة تشبه الجمجمة (2) أنها مكان صلب ووجود كثير من الجماجم هناك (3) وهو الأصح أن أوريجانوس قال أنه دعى ذلك لأن جمجمة آدم مدفونة هناك ]  وفى وسط البستان بدت مغارة / الكهف الذى دفن فيه المسيح وفى هذا المكان بنيت كنيسة القيامة وكانت مستطيلة الشكل مثل كنيسة بيت لحم  وأخيراً اهتديا إلى مغارة فيها ثلاث صلبان صليب السيد المسيح وصليبي اللصين اللذان صُلبا معه فصلَّى مكاريوس إلى الرب وطلب منه أن يعطيه الحكمة ليتعرَّف على صليب السيد المسيح من بين الصلبان الثلاث، وكانت هناك امرأة محتضرة مريضة يئس الأطباء من شفائها فطلب مكاريوس إحضارها ووضع الصليب الأول والثاني على رأسها، فلم يظهر دليل على شفائها وعندما وضع الصليب الثالث انتعشت وفتحت عينها وعات إليها العافية أمام الناس (وفى قصة أخرى أنهم وضعوا الصلبان على نعش ميت فقام غتد وضع صليب المسيح) ، فاندهش الجميع وشكروا الله ووضعت هيلانة جزءاً من الصليب في صوان من الفضة لأورشليم ليتبارك منه الناس والزائرون وأرسلت البقية إلى القسطنطينية إلى ابنها قسطنطين الذي وضعه شاخصاً للعيان في شارع قسطنطين ويؤكد المؤرخ سقراط أن أكثر سكان القسطنطينية شاهدوهُ وقد صاغ قسطنطين من أحد مسامير الصليب ذخيرة له فى مقدمة تاجه الذهبى حتى يذكره بآلام المسيح وما زال بعض الملوك حتى يومنا هذا يضعون قطعة من الحديد فى تيجانهم حتى الآن . ووجدت المغارة التى فيها الصلبان والجلجلة ومكان القبر وأخبرت الأمبراطور فأمر ببناء كنيسة القيامة .

********************************

 

 

كنيسة القيامة والقبر فى العصر البيزنطي
خلال عقد المجمع المسكوني الأول (نيقيا 325) دعا أسقف القدس مكاريوس الإمبراطور قسطنطين إلى تدمير الهيكل الوثني في المدينة المقدسة الذى بناه الأمبراطور الرومانى أدريانوس (117 - 135م) للبحث عن قبر المسيح وهكذا فإن الهيكل الذي كان يهدف إلى القضاء على موقع القبر أدّى في حقيقة الأمر إلى الحفاظ عليه ولم يبن قسطنطين شيئا فوق الجلجلة ولكن في القرن الثامن فقط تمّ بناء كنيسة سميت كنيسة الجلجلة أمّا القبر المقدس فنظف من الأتربة وبنى الإمبراطور قسطنطين الكبير (حوالي 285-337 م) فوقه بازيليك القيامة وقد باشرت الأعمال أمه القديسة هيلانة ثم أضر الغزو الفارسي عام 614 كثيرا بالأماكن المقدسة التي أعاد موديستو الناسك والذي صار فيما بعد بطريركا للقدس إصلاحها وترميمها. يذكر الحاج أركولفو الذي زار القدس عام 670، أي بعد دخول العرب إلى المدينة كيف أن الحجر الذي سدّ به باب القبر قد تحطم أجزاء كثيرة إثر الغزو الفارسي وقد بنيت فوق الجلجة كنيسة وكرست المغارة تحت الجلجلة لآدم وراح يصور لنا بتعابيره الرائعة كيف مدّد إبراهيم ابنه اسحق على خشبة ليذبحه تقدمة للرب.

****************************************

الأثار والأسانيد التاريخية للقيامة فى العصر البيزنطى

دور القيامة الثاني
ويعرف بالعهد الروماني المسيحي

لم يكد خبر اكتشاف القبر والجلجلة ومغارة الصليب يبلغ مسامع قسطنطين حتى كتب الى مكاريوس اسقف اورشليم يأمره بإنشاء ثلاث كنائس الواحدة فوق القبر والثانية فوق مغارة الصليب والثالثة فوق الجلجلة . ولما باشروا البناء اقتضى تمهيد الأرض حتى أصبح على موازاة القبر ولم يبق قائماً على ارتفاعه الا محل الصليب الذي تُرك على حدته فنصب حول القبر على دائرة واسعة عشرون عموداً من الرخام تعلوها الحنايا الشامخة ويحيط بها جدار مستدير ينعطف في جهاته الأربع الى محرابين عظيمين يمنة ويسرة ومحراب ثالث بينهما الى الوراء يقابله المدخل الكبير ويكلّل المجموع قبّة شامخة عظمى وهذا البناء دّعي القيامة . ثم شيدت كنيستان على الجلجلة وعلى مغارة الصليب وكان يحيط بالكنائس الثلاث أروقة جميلة قائمة على أعمدة من الرخام ولا شك في ان هذه الكنائس كانت على جانب عظيم من الجمال ودقّة الهندسة والبناء حتى أنها فاقت هياكل رومية في عظمتها وأصبحت تحفة التحف في العالم كله .
وقد وصف هذا البناء الفخم اوسابيوس المؤرخ الكنسي الشهير وصفاً مطابقاً لوصف الزائرين من بعده . وأيضاً وصفه زوار كثيرون كالقديس كيرلس وثاودوريطس اسقف صور والقديس ايروفوس . ولدينا تفاصيل اخرى عن هذه الكنائس رواها سائح بوردو الذي زار اورشليم في سنة 333 م . بينما كانت أعمال البناء قائمة على قدم وساق فوصف البناء وصف شاهد عيان.
وهنالك آثار ترينا صور الكنائس التي شيدها قسطنطين كما كانت . منها قطعة فسيفساء موجودة اليوم في كنيسة سانتا بودنزيانا في رومية يظن انها نقشت في القرن الرابع أو الخامس تظهر فيها رسوم الكنيستين بوضوح . ويوجد قطعة أخرى من الفسيفساء في مأدبا بشرقي الاردن وهي عبارة عن مصور غير متقن لأورشليم ولأسوارها ولهاتين الكنيستين . وفي متحف ميلانو قطعة من العاج تمثل كنيسة القيامة في أول عهدها ويرجع تاريخ هذه القطعة الى الزمن الذي نقشت فيه قطعة الفسيفساء المحفوظة في كنيسة سانتا بودنزيانا الآنفة الذكر.
وقد استغرق بناؤها ست سنوات وأُكملت سنة 335 فجرى تكريسها بحفلة حضرها اوسابيوس اسقف قيصرية وغيره من الأساقفة والكهنة وعدد لا يحصى من المؤمنين.
وبعد إكمالها زارها حجاج كثيرون من سائر أنحاء العالم منهم سيلفيا الاكويتانية التي زارت اورشليم سنة 385 وخلّفت لنا مذكرات عن رحلتها الشهيرة وصفت فيها الأماكن المقدسة والحفلات الدينية وصفاً دقيقاً ونستنتج من البقعة الفسيحة التي اتخذت لتشييد هذه الكنيسة انها أقيمت لتضم جمهوراً كبيراً كما هو الحال الآن.

قال الراهب تاوفانوس إن قسطنطين لم تكن كنيسة واحدة فى ذلك الموضع ، بل بنى ثلاث كنائس هى :

(أ) كنيسة القيامة (أو كنيسة القبر المقدس) باسيليكا عظيمة مبنى مستدير ( rotunda ) والملقب بـ أناستاسيس ( قيامة ) والذي إحتوى بقايا الكهف/ القبر الذي تبين للقديس الأسقف مكاريوس والقديسة هيلانه على أنه موقع دفن المسيح وقد تم شق الصخرة المحيطة ووضع المسيح داخل هيكل صغير ( معروف بـ edicule ) وسط المبنى المستدير وقد تم الإنتهاء من بناية قبه المبنى المستدير مع نهاية القرن الرابع ولكن قبر المسيح لم يكن جاهزاً يوم تكريس الكنيسة سنه 336م وذلك بسبب الجهد والعمل الهائل الذي يتطلبه شق الجرف الصخري بهدف عزل القبر وقد نجحوا في إنجازه سنه 384م.

(ب) كنيسة الجلجلة (وهى التى عرفه العرب فيما بعد الأقانيون) ، ردهة مطوقة بنيت حول صخرة الجلجثة،

(ج) كنيسة الشهادة (أو المرتريون) وهى متاخمة للجلجة ومحتوية على جزء منها ، وقد دعيت أيضا (كنيسة إكتشاف الصليب) وذلك لأنه لا يوجد تحتها معارة قبل أن الصليب إكتشف فيها .

وكان حول هذه الكنائس أروقة جميلة وساحات واسعة وصفوف من أعمدة مرمرية ، يتألف من مجموعها بناء فخم طولة مائة متر أو يزيد وقد إستغرق تشييد هذا البناء ست سنين

هذه ما عرفناه عن كنيسة القيامة التى بنتها الملكة هيلانة بأمر من ولدها قسطنطين ، وقد تم تدشينها فى الثالث عشر من شهر أيلول 335 م

 
صورة وخبر
حقائق تاريخية: عندما قتل المسلمون العرب طارق بن زياد الأمازيغي فاتح
بعدما دخل طارق بن زياد الأمازيغي الأندلس وبعده موسى بن نصير لم يكن يعرف أنه سيتحول من قائد وزعيم إلى رجل لا يعرف قبره. لقد غزا طارق بن زياد البلدان رفقة جيشه الامازيغي باسم المسلمين والعرب، ولو عرف عندما شد الرحال آخر رحلة له إلى دمشق أنها ستكون آخر رحلة نحو المجهول لبقي في وطنه المغرب.
في سنة 711 ميلادية أرسل موسى بن نصير طارق بن زياد على رأس جيش من الأمازيغ يقدر بحوالي 7000 أمازيغي، وتمكن طارق بن زياد وجيشه أن يعبروا البحر الأبيض المتوسط والمحيط ونزل في شبه الجزيرة الإيبيرية في المكان المعروف اليوم باسم جبل طارق حيث سيطر عليه ونظم جيوشه من هناك لغزو إسبانيا، فتمكن من الدخول إلى مدن عديدة منها الجزيرة الخضراء وقرطاجنة، وواصل الزحف والسيطرة على قلاع كثيرة لكنه سيكتب لموسى بن نصير يدعوه إلى أن يمده ببعض العون والدعم قائلا: إن الأمم قد تداعت علينا من كل ناحية فالغوث الغوث… لكن موسى بن نصير أمره أن يلزم مكانه حتى يلحق به ، وهو ما حدث عندما خرج موسى بن نصير على رأس جيش من 18 ألف مقاتل سنة 712 لمقابلة طارق بن زياد، لكن العديد من المؤرخين يؤكدون أن خروج موسى بن نصير بنفسه لم يكن دعما لطارق، بل لأن ينسب الفتح لنفسه ويحظى بالغنائم.
ولقد كان موسى بن نصير العربي حاقدا جدا على طارق بن زياد الأمازيغي لأنه تقدم أكثر مما توقعه موسى، وبدل أن يهنئه قام بتوبيخه وإهانته وسجنه، وقد ذكر الكثير من المؤرخين واقعة أنه هم بقتله لولا شفاعة مغيث الرومي مولى الملك الوليد بن عبد الملك. يقول المؤرخ ابن حيان وغيره : لما بلغ خبر ما صنعه طارق من الفتوح حسده، وتهيأ للعبور بجيش قوامه ثمانية عشر ألف من العرب والأمازيغ، وقد وصف لقاءه بطارق قائلا : أظهر موسى ما بنفسه من حقد، فقنعه موسى بالسوط ، ووبخه على استبداده…. فطالبه بأداء ما عنده من مال الفيء وذخائر الملوك، واستعجله بالمائدة، فأتاه بها، وقد خلع من أرجلها رجلا، وخبأه عنده، فسأله موسى عنه فقال لا أعلم به.
وقد كان أغرق موسى بن نصير الخليفة بالغنائم، يقول ابن الرقيق أن : موسى بن نصير كتب إلى الوليد بن عبد الملك : صار لك من السبي مائة ألف رأس، فكتب إليه الوليد: ويحك إني أظنها من بعض كذباتك، فإن كنت صادقا فهذا محشر الأمة…
وبعد حوالي سنتين – 95 هجرية – استدعى الخليفة الوليد بن عبد الملك موسى بن نصير وطارق بن زياد لدمشق ، ويقول المؤرخون أن الخليفة استدعاهما للخلاف الحاصل بينهما وأنهما يجب أن يأتياه ليحل المشكلة بنفسه. ذهب طارق بن زياد رفقة موسى بن نصير في موكب من 400 فرد بين أسرة حاكمة وأسرى وعبيد والعديد من الأشياء النفيسة.
وقبل أن يدخلا دمشق، أمرهما ولي العهد سليمان أن لا يدخلا دمشق حتى يتوفى الوليد لينسب الفتح لنفسه ويستأثر بالغنائم، لكنهما واصلا المسير ودخلا دمشق. وبعد أن تولى سليمان الحكم بعد أربعين يوما من وصول قافلة موسى وطارق، عزل موسى وأولاده وقتل ابنه عبد العزيز بن موسى وأرسل رأسه إلى أبيه موسى، رغم أنه حاول استمالته لاحقا.
أما طارق بن زياد الأمازيغي فلم يعرف له أثرا بعد وصوله لدمشق، وتضاربت الأنباء والروايات عنه أنه قتل مباشرة بعد وصوله لدمشق، وبين قائل أنه مات فقيرا جدا لا يجد قوت يومه، يتسول أمام المساجد بعدما كان زعيما تهابه الأمم . لكن الأكيد أنه مات ولا يعرف بموته أحد ولا يُعرفُ له قبر.

 

 

This site was last updated 12/16/16