Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

جبل المقطم ينهار علي رءوس سكان الدويقة

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
مذبحة أسيوط
عدد الجماعات الإسلامية
الهلوسة الدينية والبرامج الإنتخابية
محمد حسنى مبارك
الإرهاب فى عصر مبارك
إنتخابات 2005م
الأهرام فى 130 سنة
تعديل دستور الجهاد
أنفلونزا الطيور بمصر
سياسة مبارك الخارجية
رجوع البابا شنودة
سجن أيمن نور
الحذاء ومجلس الشعب
إضطهاد الأقلية الشيعية
طرائف مبارك صلعم
أشهر الحوادث والقضايا
كوارث سنة 2006م
شركات توظيف الأموال
قتل وسجن الكتاب والقضاة والشهود
البطالة والفساد ومبارك
المعونة الأمريكية لمصر
مصر مورد لأرهابى القاعدة
أحداث 2008
إهانة الشعب
التعديلات الدستورية
معارضة مصريين لمبارك
السفارة الأمريكية وفقر المصريين
قضية دولية ضد مصر
الهلوسة الإسلامية والحزب الوطنى
أخبار متفرقة
دول النيل وحصة المياة
تقرير دولى عن الألغام
مبارك ونزع الملكية
ممرضات يرتدين الحجاب
عصابات الجهاد الإسلامية
سقوط طائرة وزير الدفاع
مبارك وعائلة السادات
قناة توشكى
أحداث 2007م
الفساد والرشوة
البرلمان الأوربى
قانون مكافحة الإرهاب
مبارك والإساءة للإسلام
الشرطة وتعذيب عماد الكبير
إسرائيل وإقتصاد مصر
سرقات من البنوك بالمليارات
مصر تغزو أوربا سلمياً
مكافحة الفساد
إنتخابات مجلس الشعب الأولى 2010
شهادة ميلاد بأسم الأم
إنهيار المقطم بالدويقة
محمية وادى الجمال
قتل السودانيين الهاربين لإسرائيل
تنظيم الجهاد وإغتيال أبو باشا
كويكب صغير
نقيباً جديداً لأشراف مصر
بيع جثث مصرية إلى ليبيا
الأوسمة والميداليات الدولية والوطنية
مصريون بلا أوراق رسمية
كسوف جزئى للشمس
مبارك والأقباط
مجلس الدولة يرفض تعيين قاضيات
أقتل وأدفع سوزان تميم
مصر وحقوق الإنسان
أخبار متفرقة
دستور متضارب
حلايب المنطقة المتنازع
أزمة القنوات التلفزيونية الإسلامية
ألبوم صور الرئيس مبارك
وعكة صحية للرئيس
الجماعة الإسلامية وإغتيال مبارك
الساعات الأخيرة لمبارك
ثورة الشباب 25 يناير

Hit Counter

 

جريدة البديل 8/9/2008م  [ الدويقة ملف الموت المفتوح منذ 1986م ]

جبل المقطم ينهار علي رءوس سكان الدويقة
تدمير عشرات المنازل والبحث عن مئات المفقودين تحت الأنقاض
مصادر أمنية: من الصعب تحديد عدد الضحايا والمفقودين أو إجراء حصر شامل للخسائر لأن المنطقة عشوائية
البديل- كتبت: نوال علي - منصور جمال - عادل عبد اللطيف - فاطمة عبد الله - محمد أبو الدهب - علي العراقي - ياسر عبد الهادي - ياسمين أبو حباجة - أسامة أبو زيد - رامز صبحي
فيما وصف بأنه كارثة مروعة، انهارت أجزاء ضخمة من جبل المقطم علي رءوس سكان منطقة الجونة التابعة لعزبة بخيت بالدويقة صباح أمس، ودفن ما يزيد علي 500 شخص تحت الأنقاض، ودمر أكثر من 70 منزلاً، وقدرت المصادر الرسمية الضحايا بحوالي 45 مصابًا مشيرة إلي انتشال 35 جثة. وقع الحادث في الثامنة والنصف صباحًا حيث فوجئ السكان بانهيار 8 كتل صخرية وزن الواحدة منها يتراوح ما بين 100 و500 طن، ومساحة الواحدة تصل إلي 15 مترًا طولاً و9 أمتار عرضًا، وتم إخلاء المنازل المجاورة خشية حدوث انهيارات جديدة وبدأت قوات الإنقاذ في انتشال الجثث، وإجلاء المصابين، ودفعت القوات المسلحة بعدد من وحدات الإنقاذ التابعة لها للمساعدة في احتواء الحادث.
وقال د. أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، إن الرئيس حسني مبارك يتابع الحادث لحظة بلحظة، وأمر بسرعة توفير أماكن إيواء للمضارين وصرف التعويضات اللازمة لهم.
بدأ الانهيار - حسب ما قاله شهود عيان - في السادسة والنصف من صباح أمس «السبت» واستمر تدريجيا حتي وصل إلي ذروته في التاسعة والنصف، حيث كان جزء كبير من سكان المنطقة العشوائية نائمين لم يغادروا منازلهم قبل أن تسقط ثماني صخرات علي منازلهم التي يبلغ عددها حوالي 90 منزلاً إلي جانب سبع عمارات سكنية ارتفاع الواحدة منها ثمانية طوابق.
انتقل إلي موقع الانهيار الدكتور عبد العظيم وزير، محافظ القاهرة، ونائبه عن المنطقة الشمالية والقيادات الأمنية. وذكر مصدر أمني أن الانهيار حدث في التاسعة إلا عشر دقائق من صباح أمس، عندما فوجئ سكان عزبة بخيت بانزلاق ثماني كتل صخرية ضخمة تزن الصخرة الواحدة منها 70 طنًا ويبلغ طولها 15 مترًا وعرضها 9 أمتار.
وأضاف مصدر بقوات الإنقاذ والحماية المدنية أن الصخور ضخمة الحجم سقطت علي المنازل من أعلي قمة الجبل الذي يصل ارتفاعه إلي 40 متراً، مما تسبب في تحويل تلك المنازل إلي أنقاض وحطام وسويت بالأرض تماماً.
وذكرت مصادر أمنية أن هناك صعوبة في تحديد عدد المفقودين أو إجراء حصر شامل لهم، معللة ذلك بالطبيعة العشوائية التي تسيطر علي المنطقة التي يقطنها الباعة الجائلون واصحاب الحرف اليدوية، داخل منازل أقيمت بدون تراخيص.
وأشارت المصادر الأمنية إلي أنه تم انتشال 35 جثة من الضحايا و45 مصاباً حتي الساعات الأولي من مساء أمس، تم نقلهم إلي مستشفيات الحسين الجامعي والزهراء وسيد جلال.
ورداً علي الاتهامات التي وجهها أهالي المنطقة إلي المسئولين فيما اعتبروه بطئا منهم في التعامل مع الحادث، قالت المصادر إن أجهزة الانقاذ قامت بانتشال الجثث وإنقاذ المصابين الذين تواجدوا علي أطراف الانهيار في حين تعذر الوصول إلي آخرين اسفل الصخور المنهارة نظراً لضخامتها ولأنها تحتاج إلي أوناش عملاقة.
كان الأهالي قد انتقدوا السياسة البطيئة التي تعامل بها المسئولون مع الكارثة مؤكدين أنهم أبلغوا قسم منشأة ناصر التابعة له المنطقة المنكوبة بسقوط متكرر من الصخور خلال العامين الماضيين ما أدي إلي إصابة العديد ووجود شرخ كبير في الجبل الجيري، واتهم الأهالي المسئولين بالتسبب في وقوع تلك الكارثة.
وقال شهود عيان إن قوات الانقاذ فشلت في التعامل مع الكارثة فور وقوعها لأنها لا تمتلك المعدات الضخمة التي تمكنها من التعامل مع مثل هذه الحوادث. وقال الشهود إن القوات اكتفت فقط بتأمين المنطقة والمشاركة مع الأهالي في عمليات البحث عن ذويهم المفقودين والمساعدة في نقل المصابين إلي المستشفيات.
انتقل إلي موقع الحادث 33 سيارة إسعاف لنقل المصابين إلي المستشفيات والمتوفين إلي مشرحة زينهم، واستخدمت الكلاب البوليسية في محاولة للاستدلال علي أماكن الضحايا المحاصرين تحت الانقاض.
وتم استدعاء أوناش من شركة المقاولون العرب ومحافظة القاهرة للمساعدة في رفع الكتل الصخرية التي سقطت علي البيوت، كما قامت قوات الشرطة ورجال الانقاذ بإخلاء العديد من المنازل المجاورة للحادث خشية سقوط المزيد من الكتل الصخرية. وذكر مصدر مسئول لـ«البديل» أن أحد المقاولين التابع لحي الدويقة كان يقوم بأعمال حفر من أعلي الجبل وربما تكون أعمال الحفر قد تسببت -علي حد قوله- في خلخلة الصخور من مكانها وسقوطها من قمة الجبل علي منازل سكان عزبة بخيت.
ووقعت مشادات كلامية ومشاجرات بالأيدي بين أهالي عزبة بخيت وقوات الحماية المدنية والأمن بسبب رفض قوات الأمن طلب الأهالي توسيع دائرة الانقاذ التي تعمل والتي لم تتجاوز مساحتها 50 مترا خوفامن سقوط أجزاء صخرية جديدة عليهم من أعلي الجبل. أثناء قيامهم برفع الانقاض وانتشال جثث الضحايا وهو ما أدي إلي مصادمات حدثت بين الأهالي وقوات الانقاذ.
من ناحية أخري أمر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بتشكيل لجنة من هيئة البحوث الجيولوجية من وزارة الصناعة لتحديد أسباب انهيار الدويقة بعد فحص التربة وطبيعة المكان، كما قررت النيابة ندب لجنة من الدفاع المدني لاستمرار جهود الانقاذ، وتقوم النيابة حاليا بإخطار الجهة الإدارية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين السكان والمباني بالمنطقة خشية تكرار مثل هذا الحادث.
وقد قام فريق من أعضاء النيابة بإشراف المستشار عمر قنديل بالانتقال إلي مستشفي الحسين الجامعي والزهراء لسماع أقوال المصابين الذين أشارت المعلومات الأولية إلي أن عددهم بلغ أكثر من 25 مصابا.
وقد قررت النيابة ندب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي علي 10 جثث تم انتشالهما بين الأنقاض والتصريح بدفنهما.
وقد أشارت التحقيقات الأولية إلي أن الحادث وقع في التاسعة صباحا حيث انهارت كتلة صخرية وانقسمت إلي أربعة أجزاء نزلت علي المباني العشوائية بالمنطقة فسحقت 20 منزلا. وقد أشارت التحقيقات الأولية إلي أن عشوائية المنطقة ساعدت علي زيادة عدد الضحايا نظرا لأن هذه المنازل عشوائية وأن هذه المنطقة لا تتوافر فيها الظروف الملائمة للإقامة والمعيشة.
وبدأ حي منشية ناصر بناء علي أوامر من جهة سيادية اتخاذ الإجراءات اللازمة لنزع خطوط السكة الحديد والمنازل المجاورة لها بالمنطقة تمهيدا للتعامل مع الصخور المنهارة، وأكد أهالي المنطقة أن الحي سبق أن وعدهم أكثر من مرة بنقلهم إلي مساكنهم إلا أنه لم يتخذ أي إجراءات، وأضافوا أنهم تجمهروا أمام الحي للمطالبة بنقلهم من أماكنهم الحالية منذ شهور وتعاملت معهم قوات الأمن المركزي بعنف ولم يساعدهم الحي
--------------------
المصابون: استنينا الإسعاف كتير وإحنا غرقانين في دمنا.. والناس بتموت ومحدش حاسس بيها
والد الطفلة ميادة: أخدت تاكسي لإنقاذ ابنتي بعد تأخر الإسعاف وفي المستشفي قالوا لي «البقية في حياتك»
كتبت: أميرة أحمد- ليلي نور الدين- فاطمة عبدالله
أعلن الدكتور عادل شطا، إخصائي الطوارئ في مستشفي الحسين الجامعي عن وفاة الطفلة ميادة إيليا يوسف 4 سنوات، وقال شطا إن عدد المصابين وصل إلي 17 حالة، أربع حالات منهم خطيرة.
هم ميادة جمال الدين محمد 5 سنوات مصابة بقطع في الفخذ ونزيف بالجمجمة والحوض، والطفلة سماح خليفة 9 سنوات اشتباه بنزيف داخلي، ومصطفي إبراهيم عوض 6 سنوات نزيف داخلي بالحوض والرئة، ووليد محمد عبدالعظيم 8 سنوات نزيف بالجمجمة وكسر في الحوض، وأشار شطا إلي أن الحالات وصلت الساعة التاسعة والنصف ومعظمها من النساء والأطفال، وهم هانم أحمد محمد 39 سنة وجمال محمد حسين 48 سنة ومصطفي محمد توفيق 5 سنوات ولطيفة عثمان 45 سنة وليلي محمد توفيق 13 سنة وحسام فوزي 26 سنة وعبدالعظيم محمد عبدالعظيم 25 سنة وشيرين جمال محمد 35 سنة وفرج محمد عبدالله 34 سنة وفريال بشارة بشير 26 سنة ومحمد توفيق 47 سنة وهدي رجب عبدالغني 37 سنة.
والتقت «البديل» المصابين بمستشفي الحسين الجامعي، وقالت هدي رجب والدة الطفلة ميادة جمال محمد 5 سنوات: «استيقظت الساعة التاسعة صبحاً علي صوت سقوط البيت، وبعدها أخذت ابنتي النائمة بجواري وحملتها وخرجت بها قبل سقوط المنزل كله، وبعد خروجي تذكرت ابنتي الأخريين، وساعدني الناس في إخراج طفلتي ميادة وهي الآن في حالة خطيرة، وداخل غرفة العمليات لإصابتها بارتجاج في الجمجمة ونزيف داخلي بالحوض والجمجمة، أما ابنتي الأخري فلا أعرف مصيرها حتي الآن».
وقال محمد توفيق، أحد أهالي المصابين، وهو في حالة ذهول من الحادث: «كنت ذاهبا لعملي الساعة التاسعة صباحا، وفي الطريق سمعت صوت انهيار الجبل فرجعت لمنزلي الذي وجدته منهارًا فوق أولادي الثلاثة أحمد 20 سنة وزينب ونسمة ثلاث سنوات، ولم تنج غير زوجتي وهي مصابة ببعض الكدمات والكسور، وواحدة من أطفالي الصغار، وأكد توفيق أنه لم يتعرف علي ابنته بعد أن تشوه وجهها بالكامل، وأضاف توفيق: «ابني أحمد كانت خطوبته علي العيد ملحقتش افرح بيه راح مني في لحظة ولسة مطلعهوش من تحت البيت، هو وأخته ربنا يصبرني علي فراقهم وينتقم من اللي كان السبب».
وقال إيليا يوسف والد ميادة الطفلة التي توفيت فور وصولها مستشفي الحسين الجامعي في الساعة التاسعة صباحا: «شاهدت قطعة من الجبل تنهار، فلم اهتم بالأمر باعتبار أن المنطقة جبلية وهذا الأمر يحدث كثيرا، لكن بعد ثلاث دقائق انهار الجبل كله علي رأسي، أنا وأطفالي، وبعدها أخرجت أطفالي وهم غرقي في الدماء ميادة خمس سنوات دميانة وانتظرنا الإسعاف، لكنها تأخرت فأخذت تاكسي وانتقلت لطوارئ المستشفي وبعد ساعتين قالوا لي البقية في حياتك في ميادة».
وقال حسام، 26 سنة، مصاب بتجلط في الجسم وكدمات: «فين المسئولين اشتكينا كتير إن الجبل هينهار فوق بيوتنا ومحدش رد علينا لحد ما الجبل وقع علينا، الناس بتموت ومحدش حاسس بيها».
وقالت نسرين محمد، والدة سماح خليفة المصابة بنزيف داخلي في الحوض ونزيف في الجمجمة: «بنتي هتروح مني حجزوها وقالوا إن حالتها خطيرة وعندها نزيف مش عارفة لو راحت مني هاخد حق بنتي من مين، وبنتي الكبيرة رحاب 16 سنة محجوزة في مستشفي تاني ومعرفشي حاجة عنها ولا عن حالتها».
وقالت لانا محمد توفيق ،13 سنة، مصابة بكسر في العظام إنها كانت هي ووالداها وأشاقؤها الأربعة بمنزلهم الذي يقع أسفل الجبل مباشرة، سمعوا صوت زلزال وأضافت: «خرجنا من المنزل بسرعة فوجدنا الجبل ينهار، فحاولنا الإسراع بالخروج من الموقع لكن لحقنا انهيار الجبل، ولم أستوعب الحدث إلا وأنا داخل المستشفي ولم أجد أي أحد من أهلي»، وأشارت إلي أنه سبق أن سقطت أجزاء من الجبل علي منزلهم دون أن يتحرك أحد من المسئولين.
وقالت الطفلة سماح خليفة، 9 سنوات، مصابة بكسور في العظام وخدوش في الجسم، إنها كانت نائمة بمنزلهم وبجوارها شقيقتها ووالدها الذي يعمل سائقًا بإحدي شركات الأدوية، ووجدت المنزل ينهار فوقهم وبعد ذلك وجدت نفسها داخل المستشفي.
وأضافت والدتها نسرين محمد، 38 سنة، أنها خرجت لشراء إفطار من السوق وتركت زوجها وأطفالها نائمين وعند عودتها لم تجد المنازل، والجبل منهار ولم تعلم أي شيء عن أطفالها وزوجها.
وقال جمال محمد حسن، 46 سنة، عامل، مصاب إنه سبق أن توجه لرئيس الحي ليوفر لهم مساكن بديلة خوفا من سقوط الجبل في أي وقت، وأضاف أن رئيس الحي وعدهم بنقلهم إلي مساكن النهضة، ولكن لم يحدث شيء، وتابع: اليوم كنت أنام بالمنزل وبجواري زوجتي وبناتي الثلاث وسمعت صوت انهيار، وبعد ذلك لم أفق إلا داخل سيارة الإسعاف التي نقلتني إلي المستشفي ولم أعرف أين زوجتي وأولادي الآن؟!
--------------------
عقيقة مروان انتهت بـ 28 شخصا تحت الأنقاض
كتبت: ياسمين أبو حباجة
قبل أن يتم نقلها من بين الأنقاض إلي المستشفي متأثرة بإصابتها البالغة، قالت لنا أم مروان وهي تغالب آلامها إن، مساء أمس الأول، كان سبوع ابنها مروان. اجتمعت عائلة قرني كلها في منزل واحد وقضوا ليلة سعيدة احتفلوا فيها بالمولود الجديد و ذبحوا عجلا في عقيقته.
وأضافت أم مروان أنهم كانوا 30 شخصا احتفلوا معا وعندما أتي الليل نامت كل العائلة في منزلها. وفي الصباح وقبل أن تستيقظ العائلة انهارت الصخور فوق المنزل، واستيقظت أم مروان لتجد نفسها تحت الأنقاض، وبعد إخراجها لم تجد معها إلا أختها، خالة مروان، بينما لا يزال 28 شخصا هم باقي العائلة ، ومنهم الطفل الوليد مروان، ينتظرون مصيرا مجهولا تحت الأنقاض
--------------------
التضامن الاجتماعي: 5 آلاف جنيه للقتيل ومن 200 إلي ألف جنيه للمصاب
كتبت: آية الحمصاني
أكد محمد صلاح، مدير عام إدارة الضمان الاجتماعي بوزارة التضامن الاجتماعي تشكيل لجنة من الوزارة لزيارة موقع الحادث فور وقوعه لحصر حالات الوفاة والمصابين الذين تم نقلهم إلي المستشفيات.
وأضاف صلاح أن قانون الضمان الاجتماعي ينص «أنه في حالة الكوارث النكبات العامة مثل تعرض الأسرة لحوادث الحريق، انهيار البيوت، الغرق، يتم صرف نوعين من المساعدات أولهما عاجلة في حالة الوفاة، ويصرف 5 آلاف جنيه لأقارب المتوفي من الدرجة الأولي وصرف مساعدة للمصابين تتراوح من 200 إلي 1000 جنيه، وثانيهما مساعدات آجلة في حالة وجود خسائر في الأرواح والممتلكات».
وأضافت سيدة حسن مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالقاهرة أنه سيتم إقامة خيمة في مكان الحادث لتقديم المساعدات اللازمة للضحايا
--------------------
الضحايا يتصلون بأقاربهم من تحت الأنقاض.. والأمن يمنع الأهالي من المشاركة في الإنقاذ
بكاء.. وصراخ.. وسؤال للمسئولين: «معرفوش ينقذوا الشوري هيعرفوا ينقذونا»
كتبت: نوال علي ـ رامز صبحي ـ رضا حبيشي ـ مروان عبدالعزيز
أصيب أهالي وأقارب الضحايا بصدمة مفزعة، وتعرض الكثير منهم للإغماء، والانهيار العصبي، وانخرطوا في نوبات بكاء هستيرية، عندما شاهدوا منازل أقاربهم وهي عبارة عن كومة من التراب، وهم جثث أسفل منها.
وقال فرغلي غريب: «أسرتي كلها ماتت تحت الأنقاض، أشقائي الثمانية كانوا بالمنزل الذي انهارت عليه الصخرة ولم ينج منهم أحد». وأضاف وهو في حالة انهيار عصبي: «بعض الضحايا اتصلوا من تحت الأنقاض بأقاربهم يطلبون النجدة، ومنهم حسام قرني، وهو شاب يبلغ من العمر 18 عاما اتصل بصديق له يدعي عبدالله، وقال له إن منزلهم انهار وأفراد أسرته ماتوا، وهو مازال حيا، واستغاث به لإنقاذه، ولما حاول أصدقاؤه والأقارب الاقتراب من الأنقاض للبحث عنه وانتشاله منعهم الأمن». وأكد غريب أنه علي إثر ذلك وقعت اشتباكات بين الأمن المركزي والأهالي الذين قذفوا الأمن بالحجارة وهم يرددون: «إذا كانوا معرفوش ينقذوا مجلس الشوري هيعرفوا ينقذونا» وفي النهاية سمح الأمن للأهالي بالمشاركة في عمليات الإنقاذ.
ووقف محمد أحمد عبدالسلام فوق أطلال الصخور، وأشار لنا إلي كومة من التراب وقال إن منزل ابن خالتي محمود السيد، 20 سنة، وزوجته أسفل هذه الصخور وهو عريس تزوج فقط منذ شهر، وأضاف أنهم يحاولون منذ الصباح إبعاد الأنقاض عن منزله إلا أنهم فوجئوا بجزء من الجبل ينهار للمرة الثانية فأبعدنا الأمن بالقوة، وكانت هناك فتاة تدعي «منصورة محمدين» تبكي وتلطم خدودها قائلة: إن عائلتها كاملة أسفل الأنقاض، وأن والدها الضرير ذو الستين عاما كان يبيع بعض الخضروات صباحا ليعود إليهم بقوت يومهم وكان حريصا علي ألا يعمل أولاده لأنهم بنات وجميعنا في عمر الزواج، وقالت: والدي كان يفضل الخروج للعمل بنفسه علي أن نخرج نحن إلا أنه سقط أسفل الأنقاض قبل أن يستطيع توفير مكان لنا نعيش فيه بعيدا عن هذا الجبل، كما كان يحلم وأخذ معه شقيقاتي الأربع وأمي.
ولفت هشام الشاذلي إلي أنه ليس الانهيار الأول للجبل بل الانهيار الرابع، وقال إن الحكومة كانت تعلم أن المكان علي وشك الانهيار، وتركت أهالينا يموتون تحت الأنقاض، وأضاف أن الانهيار بدأ في الثامنة والنصف صباحا حيث سمعنا دويا هائلا أعقبه غبار كثيف وهرولنا إلي منطقة الانهيار لنجد أن الصخور انهارت بالكامل فوق البيوت، وظللنا أكثر من ساعة ونصف نحاول انتشال الجثث بالجهود الذاتية، ووصلت قوات الأمن والانقاذ في التاسعة والنصف واستطعنا انقاذ 3 أشخاص وإخراج طفلة كانت لاتزال حية إلا أننا لم نجد سيارات إسعاف لإنقاذها ولفظت أنفاسها بين أيدينا.
ووقفت سيدة في العقد الثالث من العمر تدعي مني محمد مرسي، تصرخ مستغيثة وتقول إن شقيقتها وأولادها الثلاثة ووالدها أسفل الأنقاض، وطالبت بسرعة إنقاذهم، وأكدت أن شقيقتها لديها 3 أطفال أعمارهم عام وعامان وثلاثة أعوام جميعهم أسفل الأنقاض، ومعهم طفلتها الصغيرة التي باتت ليلتها مع خالتها، وقالت: «عائلتي كلها بالداخل لماذا يتركونني أنا وحدي، لماذا يتركونني لا أريد الحياة بدون عائلتي».
وذكرت فتاة تدعي مني عزب أن أشقاءها رامي، وسهام وحسين وهبة، وسنية، ووالدتها فقدوا تحت الأنقاض، وإحداهن كانت في انتظار الزفاف في عيد الفطر، وأضافت أن والدتها كانت دائما تريد الخروج من هذا المكان بهم وكانت تخشي علي أولادها، إلا أن و الدها غريب محمد الذي يعمل باليومية لم يكن في مقدوره توفير شقة لهم في أي مكان، وقالت إن الحي وعدهم بإخراجهم من هذا المكان بعد أن جاءهم موظفون سجلوا بياناتهم، إلا أن ذلك لم يحدث ولم يمهلهم القدر لحضور حفل زفاف شقيقتهم التي دفنت تحت الصخور.
مني صادق كانت تجري يميناً ويساراً وتصرخ وتبكي ولا تدري إلي أين تذهب وحين سألناها هل فقدت أحدا من أقاربها وقفت زائغة البصر وقالت لنا إنها وزوجها وأولادها كانوا نائمين حين حدث الانهيار فسارعوا بالفرار قبل أن يسقط المنزل فوق رؤوسهم ولكن لم يستطع أحد أبنائها اللحاق بهم وشاهدوا الصخور وهي تسقط فوق المنزل حتي اختفي أثره تماماً، وظلت تصرخ «ابني عايش- ابني عايش حاولوا تتصرفوا- قولوا لهم يدخلوا ويخرجوه ثم عادت تحكي: المنزل المجاور به شقيقتي وزوجها وابنائها وشاهدناه وهو يختفي أيضاً وجلست ريم نبيل 17 سنة تصرخ وتحتضن جارة لها ولم تستطع الحديث إلينا وذكرت لنا جارتها أنها فقدت عائلتها كاملة في منزلهم المكون من طابقين، وعائلتها مكونة من أشقائها الثلاثة ووالدها ووالدتها وعمها وأسرته وجمعيهم مازالوا تحت الانقاض.
من محبوسة مش عارفة تخرج.. «محمد مات».. «الله ينتقم منهم البعدا».. «حسبي الله ونعمة الوكيل جاين بعد ما الصخرة وقعت فوق رءوسنا».
«يا حبيبي يابني».. «البت سعاد فين».. «يا خراب البيوت يا ربي».. هكذا بدت كلمات الأهالي الذين تدافعوا نحو المنطقة للاطمنئان علي ذويهم، وقالت سهير عزيز إحدي المتضررات وهي تصرخ من شدة الحزن «العائلة كلها ماتت، إخواتي وأبويا وأمي.. منهمالله» وأضافت: «الساعة السادسة والنصف صباحاً انهارت الصخرج علي بيوتنا فخرجنا هاربين منها وتابعت بتوع الحي بقلهم يومين بيكسروا في الجبل بدعوي تهذيبه لحد ما انهار فوق رءوسنا وذكر جمال وليد أحد المتضررين «المياه الجوفية بوشت الجبل والصخرة، كنا متوقعين انهيارها في أي وقت وذهبنا أكثر من مرة للحي وتقدمنا بشكاوي إلا أنهم تجاهلوها» بينما نوه فكري محمد، أحد العمال التابعين للحي بأن مهمتهم هي تهذيب الصخور لأن الزيادات بها قد تنهار في أي لحظة علي القاطنين أسفلها، وأضاف «قبل بدء العمل وجدنا الصخرة تنهار فجرينا خشية سقوطها بنا».
وقال محمود سعيد وهو يبكي «والدي موجود أسفل الصخرة وفرق الإنقاذ عاجزة عن انتشاله والأمن يمنعنا من الدخول إليه وصرح قائلاً هم عايزين يدفنونا أحياء.
طارق شعبان أحد الأهالي كان يحمد الله وهو يبكي أن نجا ابن عمه، الذي لم يبت في منزله هو وأولاده في تلك الليلة، واضاف أنه في حدود الساعة الثامنة صابحاً سقطت كتلة كبيرة من الجبل أعقبتها أجزاء أخري ما أدي إلي انهيار ما يزيد علي 50 منزلاً علي أسرهم، وتصدع باقي المنازل المجاورة وأوضح شعبان أن عمال المجلس المحلي كانوا يحاولون إسقاط الإجزاء البارزة من الجبل منذ شهرين، ولم يتموا عملهم.
وقال أشرف جمعة، صاحب البلوك رقم 97 الكائن فوق حافة الجبل «منذ أكثر من خمس سنوات ونحن نشتكي للحي والمحافظة، ونقول إن الجبل معرض للانهيار فوق رءوسنا وطالبنا بالتدخل قبل وقوع الكارثة لكن دون جدوي، وأكد جمعة أن المنازل الواقعة علي حافة الجبل جميعها في خطر وسكانها ليس لديهم مأوي بديل في حال الرحيل عنها.
وأشار فرج عبدالرازق، أحد سكان المنازل الواقعة فوق حافة الجبل إلي أن الحي علي علم منذ سنوات بهذا الوضع، لكن لم يتحرك أحد فقط عرضوا علينا الانتقال إلي مساكن النهضة لكننا رفضنا، لأن مصدر رزقنا بالمنطقة رغم وجود مساكن في الدويقة الجديدة لكنهم يرفضون تسكيننا بها إلا بعد أن يدفع كل فرد ثلاثة آلاف جنيه كرسوم ونحن لا نملك هذه المبالغ لذلك لم نرحل عن منازلنا، ولفت عماد فتحي صاحب مخزن بالمنطقة إلي أن قوات الانقاذ والحي اخلوا المنازل الموجودة بالمنطقة الواقعة في باطن الجبل دون أن يوفروا مساكن بديلة ولم يقتربوا من المنازل الموجودة علي حافة الجبل.
وقال حسن إبراهيم حسن «80 عاماً» الذي نجا منزله من الانهيار «كان الأمر مروعا انقطعت الكهرباء وسمعنا دويا هائلاً كما لو كان زلزالا، واعتقدت أن هذا المنزل انهار فخرجت ورأيت أن الجبل بأكمله انهار.
وأرسل عشرات من رجال الشرطة وعمال الانقاذ إلي المكان إضافة إلي عربات المطافئ والإسعاف والكلاب البوليسية، ولكن السكان يشعرون بالغضب مما اعتبروه تعاملا غير مناسب مع الحادث.
وقال شهود عيان إن مئات من أفراد العائلات يصرخون ويبكون، وتجمع الجيران حول مكان الدمار وهم ينتقدون السلطات المحلية، وقالوا إن لهم أقارب وأصدقاء تحت الأنقاض وصرخ رجل في رجال الشرطة الذين يقفون في المكان «أنتم لا تفعلون شيئاً».
محمد عبد العزيز السيد «43 سنة» قال، إنه سمع صوت اهتزاز يشبه الزلزال وعندما خرجنا من منزلنا للبحث عن مصدر الصوت فوجئنا وأسرتي بانهيار أجزاء من الجبل فوق المنطقة وسقوطها علي المنازل لتسويها بالأرض.
محمد الخديو محمد «38 سنة» قال، إن الحكومة هي المسئولة عن وقوع الكارثة، فهي تعلم مسبقًا أن المنطقة يداهمها خطر الانهيار في أي لحظة، وأضاف محمد قائلا: «اعتصمنا قبل ذلك اعتراضًا علي الخطر الذي يحيط بنا وتجمهرنا أمام مجلس الوزراء حتي تدخلت السيدة سوزان مبارك وأمرت بإنشاء 200 وحدة سكنية لنا ورغم أن هذه الشقق انتهي العمل فيها وجاهزة للتسكين فإن رئيس الحي رفض تسليمها حتي الآن».
وذكر أحمد راضي «31 سنة» قائلا: «إن المحافظة خصصت وحدات بمساكن النهضة لأهالي عزبة بخيت لإخلائهم خوفًا من وقوع انهيار مفاجئ، ورغم ذلك لم نتسلم هذه الشقق ولم يتحرك أحد من المسئولين حتي وقوع الكارثة».
وقالت شيرين محمد «47 سنة» إنها خرجت من المنزل في الساعة الثامنة وعندما عادت فوجئت بالمنزل منهاراً فأسرعت بنقل نجلتها سماح «9 سنوات» إلي مستشفي الحسين، ورحاب «16 سنة» إلي مستشفي الزهراء ولم أعلم شيئا عن زوجي الذي تركته نائماً بالمنزل مع أطفالنا الأربعة تم إنقاذ طفلين منهم ونقلهما إلي المستشفي.
أما كريم صديق«37 سنة» فقال: «إن جزءاً من الجبل سقط علي منزلي في 15 يونيو الماضي وكانت زوجتي وأطفالي الثلاثة بداخله ولقوا مصرعهم علي الفور، فقررت محافظة القاهرة تخصيص وحدة سكنية بديلة لي، وحتي الآن لم يتم تحديدها وكلما أطلبها من رئيس الحي يقول انتظر قرار المحافظ والكل بيماطل في تسلمي الوحدة».
وأضاف محمد القراشي من سكان منطقة الحادث: «حررنا محاضر بسقوط أجزاء من الجبل أكثر من مرة بقسم الشرطة والحي بعد أصوات انكسار الجبل التي باتت تؤرقنا ونحمل مسئولية الانهيار وضياع أرواح الأبرياء في رقبة حي منشأة ناصر وقسم الشرطة».
واستنكر مجدي أمين موقف الحي وموقف الدولة قائلاً: «رفعوا سعر الأسمنت والحديد وتركونا نواجه المحتكرين بشدون أي مساندة فلم نجد أمامنا سوي العيش في تلك المساكن بدون أي مرفق ملائم للحياة الآدمية».
أما هدي محمد عبدالوارث فقد خرجت الساعة السابعة لزيارة والدتها في أطراف العزبة وبعد رجوعها فوجئت بتجمع الأهالي بالقرب من مسكنها لتكتشف أنها فقدت زوجها وأطفالها الأربعة.. فأصيبت بانهيار عصبي <
كتبت: نوال علي ـ رامز صبحي ـ رضا حبيشي ـ مروان عبدالعزيز
أصيب أهالي وأقارب الضحايا بصدمة مفزعة، وتعرض الكثير منهم للإغماء، والانهيار العصبي، وانخرطوا في نوبات بكاء هستيرية، عندما شاهدوا منازل أقاربهم وهي عبارة عن كومة من التراب، وهم جثث أسفل منها.
وقال فرغلي غريب: «أسرتي كلها ماتت تحت الأنقاض، أشقائي الثمانية كانوا بالمنزل الذي انهارت عليه الصخرة ولم ينج منهم أحد». وأضاف وهو في حالة انهيار عصبي: «بعض الضحايا اتصلوا من تحت الأنقاض بأقاربهم يطلبون النجدة، ومنهم حسام قرني، وهو شاب يبلغ من العمر 18 عاما اتصل بصديق له يدعي عبدالله، وقال له إن منزلهم انهار وأفراد أسرته ماتوا، وهو مازال حيا، واستغاث به لإنقاذه، ولما حاول أصدقاؤه والأقارب الاقتراب من الأنقاض للبحث عنه وانتشاله منعهم الأمن». وأكد غريب أنه علي إثر ذلك وقعت اشتباكات بين الأمن المركزي والأهالي الذين قذفوا الأمن بالحجارة وهم يرددون: «إذا كانوا معرفوش ينقذوا مجلس الشوري هيعرفوا ينقذونا» وفي النهاية سمح الأمن للأهالي بالمشاركة في عمليات الإنقاذ.
ووقف محمد أحمد عبدالسلام فوق أطلال الصخور، وأشار لنا إلي كومة من التراب وقال إن منزل ابن خالتي محمود السيد، 20 سنة، وزوجته أسفل هذه الصخور وهو عريس تزوج فقط منذ شهر، وأضاف أنهم يحاولون منذ الصباح إبعاد الأنقاض عن منزله إلا أنهم فوجئوا بجزء من الجبل ينهار للمرة الثانية فأبعدنا الأمن بالقوة، وكانت هناك فتاة تدعي «منصورة محمدين» تبكي وتلطم خدودها قائلة: إن عائلتها كاملة أسفل الأنقاض، وأن والدها الضرير ذو الستين عاما كان يبيع بعض الخضروات صباحا ليعود إليهم بقوت يومهم وكان حريصا علي ألا يعمل أولاده لأنهم بنات وجميعنا في عمر الزواج، وقالت: والدي كان يفضل الخروج للعمل بنفسه علي أن نخرج نحن إلا أنه سقط أسفل الأنقاض قبل أن يستطيع توفير مكان لنا نعيش فيه بعيدا عن هذا الجبل، كما كان يحلم وأخذ معه شقيقاتي الأربع وأمي.
ولفت هشام الشاذلي إلي أنه ليس الانهيار الأول للجبل بل الانهيار الرابع، وقال إن الحكومة كانت تعلم أن المكان علي وشك الانهيار، وتركت أهالينا يموتون تحت الأنقاض، وأضاف أن الانهيار بدأ في الثامنة والنصف صباحا حيث سمعنا دويا هائلا أعقبه غبار كثيف وهرولنا إلي منطقة الانهيار لنجد أن الصخور انهارت بالكامل فوق البيوت، وظللنا أكثر من ساعة ونصف نحاول انتشال الجثث بالجهود الذاتية، ووصلت قوات الأمن والانقاذ في التاسعة والنصف واستطعنا انقاذ 3 أشخاص وإخراج طفلة كانت لاتزال حية إلا أننا لم نجد سيارات إسعاف لإنقاذها ولفظت أنفاسها بين أيدينا.
ووقفت سيدة في العقد الثالث من العمر تدعي مني محمد مرسي، تصرخ مستغيثة وتقول إن شقيقتها وأولادها الثلاثة ووالدها أسفل الأنقاض، وطالبت بسرعة إنقاذهم، وأكدت أن شقيقتها لديها 3 أطفال أعمارهم عام وعامان وثلاثة أعوام جميعهم أسفل الأنقاض، ومعهم طفلتها الصغيرة التي باتت ليلتها مع خالتها، وقالت: «عائلتي كلها بالداخل لماذا يتركونني أنا وحدي، لماذا يتركونني لا أريد الحياة بدون عائلتي».
وذكرت فتاة تدعي مني عزب أن أشقاءها رامي، وسهام وحسين وهبة، وسنية، ووالدتها فقدوا تحت الأنقاض، وإحداهن كانت في انتظار الزفاف في عيد الفطر، وأضافت أن والدتها كانت دائما تريد الخروج من هذا المكان بهم وكانت تخشي علي أولادها، إلا أن و الدها غريب محمد الذي يعمل باليومية لم يكن في مقدوره توفير شقة لهم في أي مكان، وقالت إن الحي وعدهم بإخراجهم من هذا المكان بعد أن جاءهم موظفون سجلوا بياناتهم، إلا أن ذلك لم يحدث ولم يمهلهم القدر لحضور حفل زفاف شقيقتهم التي دفنت تحت الصخور.
مني صادق كانت تجري يميناً ويساراً وتصرخ وتبكي ولا تدري إلي أين تذهب وحين سألناها هل فقدت أحدا من أقاربها وقفت زائغة البصر وقالت لنا إنها وزوجها وأولادها كانوا نائمين حين حدث الانهيار فسارعوا بالفرار قبل أن يسقط المنزل فوق رؤوسهم ولكن لم يستطع أحد أبنائها اللحاق بهم وشاهدوا الصخور وهي تسقط فوق المنزل حتي اختفي أثره تماماً، وظلت تصرخ «ابني عايش- ابني عايش حاولوا تتصرفوا- قولوا لهم يدخلوا ويخرجوه ثم عادت تحكي: المنزل المجاور به شقيقتي وزوجها وابنائها وشاهدناه وهو يختفي أيضاً وجلست ريم نبيل 17 سنة تصرخ وتحتضن جارة لها ولم تستطع الحديث إلينا وذكرت لنا جارتها أنها فقدت عائلتها كاملة في منزلهم المكون من طابقين، وعائلتها مكونة من أشقائها الثلاثة ووالدها ووالدتها وعمها وأسرته وجمعيهم مازالوا تحت الانقاض.
من محبوسة مش عارفة تخرج.. «محمد مات».. «الله ينتقم منهم البعدا».. «حسبي الله ونعمة الوكيل جاين بعد ما الصخرة وقعت فوق رءوسنا».
«يا حبيبي يابني».. «البت سعاد فين».. «يا خراب البيوت يا ربي».. هكذا بدت كلمات الأهالي الذين تدافعوا نحو المنطقة للاطمنئان علي ذويهم، وقالت سهير عزيز إحدي المتضررات وهي تصرخ من شدة الحزن «العائلة كلها ماتت، إخواتي وأبويا وأمي.. منهمالله» وأضافت: «الساعة السادسة والنصف صباحاً انهارت الصخرج علي بيوتنا فخرجنا هاربين منها وتابعت بتوع الحي بقلهم يومين بيكسروا في الجبل بدعوي تهذيبه لحد ما انهار فوق رءوسنا وذكر جمال وليد أحد المتضررين «المياه الجوفية بوشت الجبل والصخرة، كنا متوقعين انهيارها في أي وقت وذهبنا أكثر من مرة للحي وتقدمنا بشكاوي إلا أنهم تجاهلوها» بينما نوه فكري محمد، أحد العمال التابعين للحي بأن مهمتهم هي تهذيب الصخور لأن الزيادات بها قد تنهار في أي لحظة علي القاطنين أسفلها، وأضاف «قبل بدء العمل وجدنا الصخرة تنهار فجرينا خشية سقوطها بنا».
وقال محمود سعيد وهو يبكي «والدي موجود أسفل الصخرة وفرق الإنقاذ عاجزة عن انتشاله والأمن يمنعنا من الدخول إليه وصرح قائلاً هم عايزين يدفنونا أحياء.
طارق شعبان أحد الأهالي كان يحمد الله وهو يبكي أن نجا ابن عمه، الذي لم يبت في منزله هو وأولاده في تلك الليلة، واضاف أنه في حدود الساعة الثامنة صابحاً سقطت كتلة كبيرة من الجبل أعقبتها أجزاء أخري ما أدي إلي انهيار ما يزيد علي 50 منزلاً علي أسرهم، وتصدع باقي المنازل المجاورة وأوضح شعبان أن عمال المجلس المحلي كانوا يحاولون إسقاط الإجزاء البارزة من الجبل منذ شهرين، ولم يتموا عملهم.
وقال أشرف جمعة، صاحب البلوك رقم 97 الكائن فوق حافة الجبل «منذ أكثر من خمس سنوات ونحن نشتكي للحي والمحافظة، ونقول إن الجبل معرض للانهيار فوق رءوسنا وطالبنا بالتدخل قبل وقوع الكارثة لكن دون جدوي، وأكد جمعة أن المنازل الواقعة علي حافة الجبل جميعها في خطر وسكانها ليس لديهم مأوي بديل في حال الرحيل عنها.
وأشار فرج عبدالرازق، أحد سكان المنازل الواقعة فوق حافة الجبل إلي أن الحي علي علم منذ سنوات بهذا الوضع، لكن لم يتحرك أحد فقط عرضوا علينا الانتقال إلي مساكن النهضة لكننا رفضنا، لأن مصدر رزقنا بالمنطقة رغم وجود مساكن في الدويقة الجديدة لكنهم يرفضون تسكيننا بها إلا بعد أن يدفع كل فرد ثلاثة آلاف جنيه كرسوم ونحن لا نملك هذه المبالغ لذلك لم نرحل عن منازلنا، ولفت عماد فتحي صاحب مخزن بالمنطقة إلي أن قوات الانقاذ والحي اخلوا المنازل الموجودة بالمنطقة الواقعة في باطن الجبل دون أن يوفروا مساكن بديلة ولم يقتربوا من المنازل الموجودة علي حافة الجبل.
وقال حسن إبراهيم حسن «80 عاماً» الذي نجا منزله من الانهيار «كان الأمر مروعا انقطعت الكهرباء وسمعنا دويا هائلاً كما لو كان زلزالا، واعتقدت أن هذا المنزل انهار فخرجت ورأيت أن الجبل بأكمله انهار.
وأرسل عشرات من رجال الشرطة وعمال الانقاذ إلي المكان إضافة إلي عربات المطافئ والإسعاف والكلاب البوليسية، ولكن السكان يشعرون بالغضب مما اعتبروه تعاملا غير مناسب مع الحادث.
وقال شهود عيان إن مئات من أفراد العائلات يصرخون ويبكون، وتجمع الجيران حول مكان الدمار وهم ينتقدون السلطات المحلية، وقالوا إن لهم أقارب وأصدقاء تحت الأنقاض وصرخ رجل في رجال الشرطة الذين يقفون في المكان «أنتم لا تفعلون شيئاً».
محمد عبد العزيز السيد «43 سنة» قال، إنه سمع صوت اهتزاز يشبه الزلزال وعندما خرجنا من منزلنا للبحث عن مصدر الصوت فوجئنا وأسرتي بانهيار أجزاء من الجبل فوق المنطقة وسقوطها علي المنازل لتسويها بالأرض.
محمد الخديو محمد «38 سنة» قال، إن الحكومة هي المسئولة عن وقوع الكارثة، فهي تعلم مسبقًا أن المنطقة يداهمها خطر الانهيار في أي لحظة، وأضاف محمد قائلا: «اعتصمنا قبل ذلك اعتراضًا علي الخطر الذي يحيط بنا وتجمهرنا أمام مجلس الوزراء حتي تدخلت السيدة سوزان مبارك وأمرت بإنشاء 200 وحدة سكنية لنا ورغم أن هذه الشقق انتهي العمل فيها وجاهزة للتسكين فإن رئيس الحي رفض تسليمها حتي الآن».
وذكر أحمد راضي «31 سنة» قائلا: «إن المحافظة خصصت وحدات بمساكن النهضة لأهالي عزبة بخيت لإخلائهم خوفًا من وقوع انهيار مفاجئ، ورغم ذلك لم نتسلم هذه الشقق ولم يتحرك أحد من المسئولين حتي وقوع الكارثة».
وقالت شيرين محمد «47 سنة» إنها خرجت من المنزل في الساعة الثامنة وعندما عادت فوجئت بالمنزل منهاراً فأسرعت بنقل نجلتها سماح «9 سنوات» إلي مستشفي الحسين، ورحاب «16 سنة» إلي مستشفي الزهراء ولم أعلم شيئا عن زوجي الذي تركته نائماً بالمنزل مع أطفالنا الأربعة تم إنقاذ طفلين منهم ونقلهما إلي المستشفي.
أما كريم صديق«37 سنة» فقال: «إن جزءاً من الجبل سقط علي منزلي في 15 يونيو الماضي وكانت زوجتي وأطفالي الثلاثة بداخله ولقوا مصرعهم علي الفور، فقررت محافظة القاهرة تخصيص وحدة سكنية بديلة لي، وحتي الآن لم يتم تحديدها وكلما أطلبها من رئيس الحي يقول انتظر قرار المحافظ والكل بيماطل في تسلمي الوحدة».
وأضاف محمد القراشي من سكان منطقة الحادث: «حررنا محاضر بسقوط أجزاء من الجبل أكثر من مرة بقسم الشرطة والحي بعد أصوات انكسار الجبل التي باتت تؤرقنا ونحمل مسئولية الانهيار وضياع أرواح الأبرياء في رقبة حي منشأة ناصر وقسم الشرطة».
واستنكر مجدي أمين موقف الحي وموقف الدولة قائلاً: «رفعوا سعر الأسمنت والحديد وتركونا نواجه المحتكرين بشدون أي مساندة فلم نجد أمامنا سوي العيش في تلك المساكن بدون أي مرفق ملائم للحياة الآدمية».
أما هدي محمد عبدالوارث فقد خرجت الساعة السابعة لزيارة والدتها في أطراف العزبة وبعد رجوعها فوجئت بتجمع الأهالي بالقرب من مسكنها لتكتشف أنها فقدت زوجها وأطفالها الأربعة.. فأصيبت بانهيار عصبي
--------------------
شقق الحكومة ظهرت بعد وقوع الكارثة والمسئولون يؤكدون: الانهيار لم يكن متوقعاً
محافظ القاهرة: المدة المتوقعة لإزالة الأنقاض لا يمكن حسمها.. وغرفة عمليات لاستقبال المتضررين
الغمراوي: 380شقة عاجلة لإيواء منكوبي الحادث وألف شقة في الطريق
نظيف: الرئيس يتابع الحادث.. وعلي المصيلحي يدرس تعويض المصابين
أعلن د. محمد الغمراوي، نائب الحزب الوطني، عن توافر 380 شقة جاهزة لإيواء منكوبي الحادث بالإضافة إلي ألف وحدة سكنية سيتم توفيرها بأسرع وقت وهي المساكن التي طالب بها سكان المنطقة بدلاً من عششهم غير الآمنة ولم ظهر تلك الشقق إلا بعد وقوع الكارثة.
قال عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، إن اتهام الحكومة بالتسبب في الانهيار نتيجة وجود أعمال إزالة غير صحيح، وأكد أنها تمت بناء علي دراسة قامت بها جامعة عين شمس وأبحاث جيولوجية متخصصة.
وأكد أن إزالة المباني كانت ضرورية حيث قسمت المنطقةإلي 3 مناطق: «الهضبة العليا» وهي المنطقة التي تمت إزالة مساكنها ونقل سكانها إلي مساكن بديلة والمنطقة الثانية «الهضبة الوسطي» التي انهارت فوقها الصخور وكان سكانها يرحلون نهاراً لحين الانتهاء من أعمال تهذيب الصخور البارزة وكانوا يعودون ليلاً للمبيت فيها.
وأكد أن المنطقة كان مقرراً إزالتها لإقامة 10 آلاف وحدة علي مراحل.
وقال المحافظ: إن اللجنة الهندسية أوصت بإخلاء المنطقة أسفل الجبل وأضاف أن المنطقة بالكامل كانت منطقة عشش وليست مساكن مسلحة، وأن عددها وصل إلي 35 عشة. وأكد أن انهيار بهذا الحجم لم يكن متوقعاً ولكن الأبحاث توقعت انهياراً جزئياً بسيطا للصخور.
وقال المحافظ: إنه تم تشكيل غرفة عمليات بالموقع برئاسة نائبه وتشكيل فريق عمليات لاستقبال الأسر المتضررة بمعسكر إيواء بمنشية ناصر، وأكد عند سؤاله عن استخدام وسائل بدائية للتعامل مع الموقف أن ذلك كان ضرورياً لوجود أحياء تحت الأنقاض ودخول معدات ثقيلة يمكن أن يودي بحياتهم، وأضاف أن رفع الأنقاض في تلك المرحلة سيتم بواسطة رافعات يدوية وستتم الاستعانة بالكلاب البوليسية وأجهزة التصنت للوصول إلي الضحايا وسماع أي استغاثة من تحت الأنقاض.
وقال د. عبدالعظيم إن المدة المتوقعة لإزالة الأنقاض لا يمكن حسمها فالحجم الكبير للصخور المنهارة يحتاج إلي تضافر جهود قوات الدفاع المدني، ومديرية أمن القاهرة والقوات المسلحة، وستتم الاستعانة بشركة «المقاولون العرب» لتتفتيت الأحجار ورفعها بطريقة هندسية وعلمية حفاظاً علي الأرواح.
وقالت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» إن الرئيس حسني مبارك تابع حادث الدويقة الذي انهار فيه جزء من الجبل علي مجموعة من المنازل العشوائية بالمنطقة، وأمر بتحرك أجهزة الدولة المختلفة لمساعدة المصابين وانتشال الضحايا.
وقال الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء- في تصريح له أمس- إن الرئيس مبارك يتابع الموقف لحظة بلحظة، وأمر بنقل المصابين إلي المستشفيات القريبة والعمل علي سرعة إخراج الضحايا وتقديم الدعم اللازم لهم، والعمل علي سرعة توفير أماكن إيواء للمتضررين الذين انهارت منازلهم في هذاالحادث.
وأضاف الدكتور نظيف أن الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي يدرس حالياً كيفية تعويض المضارين، وأن الحكومة ستعمل علي تعجيل خطة معالجة العشوائيات للعمل علي الانتهاء منها التي وصفها بأنها تنقسم إلي نوعين الأول مبان سليمة أقيمت علي أسس هندسية ولكن غير منظمة وهي ما نحاول تحسينها أما النوع الثاني فهو عشوائي ويجب إزالته.
وطالب بضرورة توعية المواطنين بعدم إقامة المباني في المناطق الخطرة بجوار جبل المقطم.
وأشار إلي أنه سيعقد اجتماعاً وزارياً بعد قليل لمتابعة الحادث والوقوف علي أسبابه، ودراسة كيفية تعويض المتضررين وتسكينهم في مساكن الإيواء
--------------------
حيدر بغدادي: حذرت المحافظة من الكارثة قبل أشهر
وخطط التطوير تسير ببطء رغم المنح الأجنبية
كتب : حسين متولي
قال النائب حيدر بغدادي إنه أرسل تحذيرات منذ شهر لمحافظة القاهرة، من سقوط صخور تلال المقطم علي مساكن منشية والدويقة بسبب التأخر في تهذيب الصخور وتطوير المنطقة أسفل التل.
وأضاف نائب مجلس الشعب عن دائرة منشية ناصر والجمالية: إن بقاعا سكنية علي طول أسفل الجبل يقطنها 200 ألف شخص مهددون بالموت من، بين مليون وربع المليون نسمة يمثلون جملة سكان المنطقة، وأكد أن خطة تطوير منشية ناصر التي بدأها محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق تسير ببطء شديد جدا بسبب تأخر الاعتمادات المالية لها، رغم أن جهات مانحة عديدة خصصت مبالغ كبيرة لتطوير المنطقة إلا أنها تعطلت بسبب البيروقراطية.
وقال بغدادي إن 300 ألف عقار رصدها التصوير الجوي للمنطقة في عهد المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع السابق، بينما «تخاريف» الجهاز المركزي للتعبئة العام والإحصاء تشير إلي وجود 287 ألف نسمة فقط، كما يتجاهل الجميع اقتصاد الورش الانتاجية العاملة داخل منازل السكان، حيث يملك أصحابها نصف تجارة الألومنيوم والنحاس والبلاستيك ويملكون أكبر المتاجر بوسط القاهرة، كما تضم بين سكانها نصف مقاولي البناء في مصر، بينما إحصاءات الحكومة المضروبة عبر شباب يحصلون علي 150 جنيها لقاء التقارير، لا تحمل أي حقائق مماثلة.
وطالب بغدادي الحكومة بتسكين ضحايا الحادث داخل ألف شقة خالية بمشروع سوزان مبارك لتطوير المنطقة، وتعويضهم ماديا وتدبير بدائل حقيقية لبقية الأسر المهددة بإزالة مساكنها أسفل الجبل، مؤكدا أن خطة «تهجير» السكان التي أثير الحديث عنها قبل سنوات، تواجه عقبات بسبب عدم اعتماد ميزانية حكومية كبيرة لها، وأكد قيامه ومسئولين محليين بتوفير خيام إيواء شامل داخل مركز شباب منشية ناصر، والانتهاء قريبا من حصر الأسر المستحقة
--------------------
الخبراء يتوقعون انهيارات جديدة.. ويؤكدون أن الحكومة تجاهلت خطورة إنشاء مساكن بالمنطقة رغم الحوادث المتكررة
د. مجدي قرقر: تسرب المياه أو أعمال إنشاءات لشركة كبري قرب حافة المقطم سبب الانهيار
كتب: هيثم النويهي- أميرة هشام
أكد خبراء الهندسة الإنشائية والتخطيط العمراني والعقارات أن المساكن المقامة في سفح المقطم كانت علي الدوام معرضة لخطر انهيار الصخور، سواء بسبب تسرب المياه أو الصرف إلي الصخور وتفتيتها أو بسبب عمليات البناء قرب حافة المقطم، مشيرين إلي أن حادثة الدويقة ليست الأولي من نوعها، وأن حوادث أخري من نفس النوع سبقتها في 1992 و1994 وبعد ذلك، واتهموا الحكومة بالتقصير وتجاهل وجود مساكن في مناطق غير آمنة بدون إعداد خطة ودراسة لمواجهة هذا الوضع.
وقال د. مجدي قرقر، الأستاذ بكلية التخطيط الإقليمي والعمراني بجامعة القاهرة، إن المنطقة التي تقع علي سفح جبل المقطم معرضة دائما لحدوث انهيارات جبلية، مشيرا إلي أن حافة جبل المقطم هشة وتوجد بها تشققات كثيرة، وأضاف أن تعرضها لتسرب مياه يسبب انتفاش التربة ويدفع صخور الحافة للانهيار، كما قد تتسبب أي عمليات تكسير أو بناء قريبة منها في انهيارها.
وأشار إلي أن إحدي شركات البناء والتعمير الكبري تقوم بعمليات تكسير واسعة باستخدام معدات ثقيلة بالقرب من هذه المنطقة علي جبل المقطم، مما يساعد علي سرعة انهيار الحافة.
وأكد قرقر أن معايير التخطيط العمراني تفترض في البناء بُعده عن حافة الجبل بما لايقل عن 100 متر وتفرض أيضا عدم البناء أو وجود عشش في سفح الجبل لمسافة لا تقل عن 100 متر.
وأشار إلي أن حادث الانهيار ليس الأول من نوعه في هذه المنطقة، بل سبقه حادث مماثل في سبتمبرمن العام الماضي تسبب في مصرع 11 شخصا وإصابة 32 آخرين إثر انهيار صخرة ضخمة علي 30 منزل في منطقة الدويقة. كما شهدت هذه المنطقة أيضا انهيار كتل صخرية ضخمة عام 1994.
وقال المهندس الاستشاري عبد الله عليوة إن زنة الصخرة الواحدة المفككة تزيد علي 20 طنًا داخل منطقة الدويقة ومنشية ناصر، وأكد تعرض مشروعات عديدة أعلي التلال لمشكلات نتيجة انهيارات أرضية جزئية متكررة أو عدم دقة تقارير التربة، وقال إن منطقة المقطم شهدت حوادث متكررة من هذا النوع بدأت بسقوط صخور في منشية ناصر بعد زلزال 1992، ولكنه أضاف أن أحدا لم ينتبه لذلك أو يتحرك.
وقال د. مصطفي النشرتي الخبير الاقتصادي إن الحكومة تتحمل المسئولية الكاملة عن وقوع هذه الكارثة لأنها لا تتعلم من أخطائها، وأوضح أن غالبية الصخور في مصر تتكون من الحجر الجيري، وأن تسرب مياه الصرف الصحي إليها يحدث خللا في تركيبها وينذر بكوارث في المناطق العشوائية المجاورة لهذه الصخور، وأشار إلي أنه سبق أن حدثت انهيارات في منقطة المقطم في عزبة الزبالين، ولكن الحكومة لم تتحرك ولم تضع خطة أو دراسة لإزالة هذه العشوائيات التي تمددت في غيبة التخطيط العمراني، وبحث بدائلها.
وأرجع د. حسين جمعة، رئيس جمعية الحفاظ علي الثروة العقارية، تكرار الكوارث العقارية إلي تجاهل اشتراطات الأمان وعمل المصريين بنظام "ربنا يستر" وقيامهم بالبناء في المناطق الخطيرة، مشيرا إلي أن الحكومة بدورها تقنن هذه الأوضاع المخالفة وغير الآمنة وتمد المرافق والخدمات من كهرباء ومياه إليها. وأضاف أن الجمعية دعت إلي إنشاء هيئة عليا للثروة العقارية يكون من مهامها حصر وتشخيص حالات المباني غير الآمنة من أجل التوصل لحلول وبدائل لها، ولكنه قال إن أحدا لم يستجب لهذه الدعوة
--------------------
جمال زهران: الحكومة تهتم ببناء الشاليهات
ونسيت الغلابة.. والرئيس يتظاهر بالاهتمام بالفقراء
قال جمال زهران، المتحدث باسم كتلة المستقلين في مجلس الشعب، إن السبب الرئيسي في الحادث هو الإهمال من الحكومة التي تهتم بترميم الشاليهات وأسوار القصور للمسئولين، وتركت الفقراء. الحاكم في مصر يتظاهر بأنه يهتم بالفقراء ولكنه في الواقع بعيد كل البعد عنهم، وجمال مبارك الذي يزور كل يوم قرية من القري الفقيرة يبدو وكأنه يغسل يد النظام من الفقر الذي يحيط بالشعب والاهمال المتراكم، وللاسف تتابع وسائل الإعلام جولات جمال مبارك بكل اهمية وكأنه رئيس للجمهورية. اضاف زهران: طالما لا توجد ديمقراطية فلا توجد مساءلة قانونية فالحكومة أصبحت أكبر من أي سؤال، فالتزوير في الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشعب أدي إلي برلمان ضعيف لا يستطيع مساءلة الحكومة
-------------------
الدويقة.. الحياة علي حافة الموت منذ 22 عامًا
انهيارات منذ التسعينيات وحتي أوائل 2007 وسقوط مئات الضحايا
الحكومة تجاهلت التقارير الجيولوجية التي أوصت بهدم المصطبة الثانية من الجبل
35 أسرة استغاثت بسوزان مبارك من تأثير حفارات المشروع الذي يحمل اسمها في يناير الماضي
رؤساء الحي المتعاقبين اهتموا بتحرير المخالفات وطرد السكان فقط
كتب: وائل السادات
اعتاد سكان منطقة «أرض الملعب» بالدويقة علي اهتزاز الجبل الذي يسكنون فوقه علي فترات متباعدة، ولكن منذ البدء في إنشاء مشروع مساكن سوزان مبارك بالدويقة، يعاني سكان المنطقة من الرعب الشديد بسبب الاهتزازات الشديدة التي تصاحب عمل الحفارات وآلات البناء.
وفي منتصف شهر يناير من العام الحالي استغاثت أكثر من 35 أسرة بالسيدة سوزان مبارك، لإنقاذها من الموت المحقق بسبب تهديد الصخور الجبلية لهما، وهو ما لم يلتفت إليه أحد، لأن الأضواء كانت مسلطة علي مشروع التطوير الخيري والأيادي الكريمة للسيدة الأولي علي المواطنين، حتي حدثت الكارثة.
ومنذ الانهيار الأول عام 1986، الذي راح ضحيته العشرات بين قتيل ومصاب، أطلق الخبراء تحذيراتهم، وأكدوا أن هذه الكارثة مؤهلة للتكرار، خاصة مع التأثيرات الكبيرة لمياه الصرف الصحي التي أغرقت المنطقة بالكامل، وأدت إلي تآكل وانهيار الصخور وتتسبب تسارع عمليتي تعرية وانهيار الطبقات الجبلية.
وأكد الخبراء وقتها أنه لابد من إخلاء هذه المنطقة لأنها غير آمنة، وتوقعوا أن تتكرر هذه الكارثة خلال 20 عاما.
ولكنها انهارت قبل هذه المدة، وعقب زلزال 1992، والانهيارت الصخرية تتوالي علي المنطقة، وسقط العديد من الأطفال والشباب في التشققات والفتحات في الصخور وفي القشرة الأرضية بالمنطقة. وكأن كل تلك الأرواح التي راحت لم تكن إلا مجرد مادة إعلامية، فلم يتحرك أي مسئول بجدية لاتخاذ خطوات فعلية قبل وقوع الكارثة.
ورغم التقارير الجيولوجية المهمة التي طالبت بضرورة هدم المصطبة الثانية من الجبل، والتي تحمل وحدها أكثر من 28 أسرة، ورغم أن المحافظ ورئيس الحي وافقا علي نقل السكان، إلا أن التغير في حدود المنطقة وضمها إلي المنطقه الشرقية حال دون تنفيذ ذلك.
التحرك الوحيد كان عام 2004، عندما أصر حي منشأة ناصر علي إزالة خيام الأهالي لوقوعها في حيز مشروع تطوير المنطقة.
وعندما تم تغيير رئيس الحي كان آخر قراراته قبل الرحيل هو غلق المحال وإخلاء العمارات من السكان في منطقة الدويقة كلها، وتظاهر أصحاب الورش ولم يستجب أحد، وتسلم رئيس الحي الجديد مهام منصبه وتجاهل هذا الملف، مما جعل أصحاب المحال يبادرون إلي فتح محالهم مرة أخري متجاهلين الشمع الأحمر علي أبوابها. وهنا قامت الدنيا ولم تقعد وتحركت قوات الشرطة لوقف المخالفة.
وفي أوائل عام 2007، حدث انهيار كبير في الجبل سقط خلاله العديد من القتلي والجرحي، وفي نهاية يناير من العام نفسه تظاهر العشرات من سكان منطقة الدويقة أمام وزارة الإسكان، احتجاجاً علي رفض جهاز الإسكان بالوزارة تسليمهم الشقق المقررة لهم، تعويضاً عن مساكنهم التي تم هدمها لوقوعها في حيز مشروع تطوير المنطقة، واشترك في المظاهرة عدد كبير من الأطفال، ولم يستجب لهم أحد.
في ذلك الوقت تقدم الأهالي بالعديد من الشكاوي إلي المسئولين، ولم يستجب لهم أحد أيضًا حتي قاموا بتسجيل هذه الشكوي علي موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وقالوا فيها «نحن مجموعة من الأسر نسكن تحت جبل الدويقة والجبل تصدع وأحدث شروخًا وأصبحنا نخاف السكن في بيتنا، وقد حضرت مجموعة من حقوق الإنسان وصوروا كل شي علي الطبيعة، وإلي الآن لم يتحرك أحد. وهذا رقم شكوي في حي منشأة ناصر369 بتاريخ 2 أكتوبر 2007، وتوجد معنا جميع الصور ونرجو الاهتمام. توقيع: خالد عبد الله عبد التواب - أشرف محمد يوسف سيد رزق»

*************************

تاريخ إنهيار المقطم على السكان

الأهرام  14/9/2008م السنة 133 العدد 44477  عن خبر بعنوان [ محافظ القاهرة في مواجهة صريحة حول كارثة الدويقة‏:‏ القـدر سبقنا بخطوة‏!‏ خلافات وراء تأخير المشروع‏..‏ ووزارة الاسكان أبلغتنا بتسليم الشقق قبل الكارثة بأسبوع‏!‏ عقود الدويقة إيجار بحق الانتفاع وتقنين ملكية وضع اليد في منشأة ناصر ] أجري المواجهة‏:‏ عبدالعظيم الباسل - مصطفي إمام
علي الرغم من أن حادث الدويقة لم يكن الأول في سلسلة انهيارات بعض صخور المقطم علي بعض سكان المنطقة‏,‏ فقد سبق وأنذر الجبل بغضبه هؤلاء عندما سقطت صخوره فوق عزبة الزبالين عام‏93,‏ فإن الحادث الأخير كان صدمة للجميع عندما خالف توقعات الجيولوجيين بسقوط بعض الصخور الصغيرة فقط‏..‏ ولكن انفصل جزء من الجبل في التاسعة والربع صباح يوم السبت الماضي‏,‏ وانهارت صخوره الضخمة‏,‏ التي يصل وزنها إلي‏4‏ آلاف طن لتدمر‏35‏ منزلا‏..‏ كانت تقع في حضن الجبل‏.‏
وبرغم الجهود التي بذلت في عمليات الانقاذ فإن التساؤلات حول أسباب ماحدث‏..‏ وتأخر عمليات بناء مساكن مشروع الدويقة لنقل سكان المنطقة إليها لمدة تصل لنحو عشر سنوات‏,‏ وضعت المحافظ الحالي الدكتور عبدالعظيم وزير في مواجهة تداعيات هذه الأزمة منذ ظهورها في أول انهيار حدث عام‏93,‏ علي الرغم أنه ليس صاحب القرار في توفير مساكن لسكان هذه المنطقة‏..‏ ومن هنا كانت المواجهة‏:‏
في البداية سألنا محافظ القاهرة‏:‏ كيف حدث هذا الانهيار لجزء من صخور جبل المقطم علي منطقة الدويقة‏..‏ وهل ذلك لم يكن متوقعا؟
‏-‏ المحافظ‏:‏ حتي نفهم ما حدث في انهيار الدويقة‏,‏ لابد من العودة لحادث انهيار بعض صخور المقطم في عام‏1993‏ في منطقة المحرقة في عزبة الزبالين‏,‏ والذي راح ضحيته‏69‏ مواطنا‏,‏ حيث أدت الحرارة الشديدة الناتجة عن عمليات حرق القمامة إلي انهيار بعض الصخور‏,‏ وكان ذلك بمثابة انذار بعدم ثبات حواف هضبة المقطم المقامة عليها منطقة منشأة ناصر والدويقة‏,‏ وقام الجيولوجيون بعمل فحص ودراسات للمنطقة وتم تقسيمها لثلاثة مستويات للتعامل معها وعلاجها‏,‏ وحددت اللجنة التي تم تشكيلها‏6‏ مناطق في المستوي الأول للتعامل ضمت حارة سلطان‏,‏ وخلف المركز الطبي‏,‏ وخلف مركز الشباب‏,‏ وخلف المدرسة الصناعية‏,‏ ومنطقة المعدسة وشارع حافظ‏.‏
وتم علاجها باخلاء حواف الهضبة للداخل بمسافة تتراوح مابين‏10‏ أمتار إلي‏30‏ مترا فوق الهضبة‏,‏ أما تحت الجبل أو في حضن الجبل ـ كما يقولون ـ تم وضع حد أمان لمسافة‏30‏ مترا عن أسفل الهضبة‏.‏ وفوق حواف الهضبة تم عمل تهذيب للصخور علي شكل مصاطب متدرجة‏,‏ وإقامة سور عند حد الأمان في أعلي الجبل‏.‏
وأنجز المقاول هذه المواقع الستة في عام‏2007‏ تحت اشراف جيولوجي‏,‏ الذي طالب في تقريره بإضافة منطقتين معرضتين للخطر هما منطقة الحرفيين وشارع السلام بالدويقة‏,‏ والذي حدث فيه الانهيار الصخري الأخير‏,‏ وعملية المعالجة تحتاج إلي إجراءات وخطوات‏,‏ حيث لابد أن يحدد الجيولوجي كمية الصخور التي ستزال خلال عملية التقشير ومن أي الزوايا‏,‏ لأن هضبة المقطم من النوع المتقشر‏,‏ أما فوق الهضبة علي حافة الصخور التي انفصل منها جزء من الجبل في شكل كتل ضخمة‏
فتوجد مساكن إيواء قامت ببنائها المحافظة في الستينيات من القرن الماضي‏,‏ هذه المساكن الواقعة علي الحافة‏,‏ والتي تتسرب منها مياه الصرف الصحي كان لابد من إخلائها من السكان‏,‏ وعلي الرغم من أن سكانها لم يتعرضوا للضرر خلال الحادث الأخير‏,‏ فإن تقرير الجيولوجي الذي قدم في شهر فبراير‏2008‏ طالب باخلاء المنطقة أسفل الجبل من سكانها بسبب الخطورة المتوقعة في حالة سقوط بعض الصخور عليها‏,‏ وبالفعل حاول نائب المنطقة اقناع السكان المقيمين أسفل الجبل باخلاء منازلهم والسكن في شقق بمدينة النهضة إلا أنهم رفضوا لارتباط أرزاقهم بهذه المنطقة‏,‏ وطالبوا بأن يحصلوا علي مساكن في نفس المنطقة الدويقة‏.‏

 

This site was last updated 09/14/08