Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

قتل الكتاب والصحفيين فى عصر مبـــــارك

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الأزهر وقتل فرج فودة
سجن عبد الكريم سليمان
قتل قاضى
قبطى وإهانة مبارك
Untitled 133

Hit Counter

 

الأم التى تأكل بنيها

الأم التى أكلت فرج فودة تريد أن تلتهم سيد القمنى

 

 

 قرأنا فى التاريخ أنه فى أيام المجاعات أكلت بعض الأمهات  بنيهن , أنه حقاً مأساه تعيشها مصر أنها حقاً مجاعة فكرية وهلوسة دينية إسلامية إجرامية , أنه من المستحيل أن تاكل أم حقيقية بنيها أبداً الأم مضحية تجوع وتعطى لأبنائها تضحى وتفديهم بحياتها .

ولكن أى أم أنتى يا مصر , رحمة الله عليكى يامصر لأنك تدوسين أبناؤك وتأكليهم , أأعدتم خالد بن الوليد إلى الحياة فى مصر هذا هو سيف الله المسلول الذى قطع رأس مسلم وسلقة وطبخه واكله  , أهذا هو الإسلام ؟ أم أهذا هو أمن الدولة ؟ أم أهذه هى ديمقراطية النظام ؟ , أفيقوا يا اهل الكهف من سباتكم وأعرفوا مكانكم الحقيقى فى العالم , ألا يوجد إلا مصر فى العالم يأتى منها أخبار الإرهاب , إن ما يصلنا من أخبار يدل أنه لا يوجد بلداً أسمها مصر ولكن يوجد فقط شئ أسمه عصابات مصر الإجرامية .

ثم ماذا يفعل أمن الدولة والبوليس فى مصر أهو متفق مع عصابات بن لادن العالمية الإرهابية على سفك دماء المفكر العظيم سيد القمنى , أيكفى ثلاثة من عساكر الأمن الذين اتو من وراء الجاموسة من صعيد مصر على حماية رجل له وزنه الفكرى , ألم يكفيكم يا امن أنكم لم تقدروا أن تحموا المفكر العظيم فرج فودة وقتل أمام أعينكم , ماذا فعلتم عندما ضرب المفكر العظيم توفيق الحكيم الحائز على جائزة نوبل فى رقبته بسكين ؟

حقاً لقد تمخض الجمل فولد فأراً .

إنسيد القمنى يعتبر من كبار المفكرين الذين أنجبتهم مصر إن لم يكن أعظمهم لما فى كتاباته من معلومات كثيرة يفتقر إليها أشباه المتعلمين فى مصر خاصة كتاباته فى التاريخ والتراث والأديان والإسلاميات.

ولد سيد القمنى في مدينة الواسطى محافظة "بني سويف"  عام 1947م ، وحاصل على ماجيستير في الفلسفة من جامعة عين شمس، ثم حصل أيضاً على درجة الدكتوراه ، وله العشرات من الكتب والمؤلفات التي أثارت جدلاً واسعاً في الشرق الأوسط كله هى :  "موسى وآخر أيام تل العمارنة"، ( 3أجزاء) .. و" الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية".. و"النبي إبراهيم والتاريخ المجهول".. و"رب الزمان".. و"حروب دولة الرسول"، وآخر كتبه المنشورة هو "شكراً بن لادن"، كما ينشر مقالاً أسبوعياً بمجلة "روز اليوسف"

توبــــة تحت حـــد السيف

ويعتقد أن كتاباته الأخيرة عن الإخوان المسلمين هى التى حركت جنونها فأفتت بهدر دمه ومن المعروف أنه  يقدر عددهم بمليون عضو فى مصر وحدها كما أنهم يمتلكون نصيب الأسد فى عصابات بن لادن فأوعزوا لها بتدبير هذا العمل الإجرامى ضد الأستاذ سيد القمنى .

ومنذ شهر وتنظيم القاعدة الإرهابى العالمى يرسل خطاباً تلو خطاب بالتهديد والوعيد وفى يوم الجمعة 15/ 7/ 2005م أرسل خطاباً به خريطة لمسكنه وتحركات اطفاله اليومية ومدارسهم غير كثير من البيانات الدقيقة عن تحركاته وأعطته خمسة أيام للأستتابة أى يتوب عما كتب وفى يوم السبت 16/7/2005م نشرت جريدة إيلاف الإلكترونية خطاب إستتابة السيد القمنى فقالت :  في بيانه المثير الذي تلقته (إيلاف) يقول القمني : " تصورت خطأ في حساباتي للزمن انه بإمكاني كمصري مسلم أن أكتب ما يصل إليه بحثي، وأن أنشره على الناس، ثم تصورت خطأ مرة أخرى أن هذا البحث و الجهد هو الصواب، أني أخدم به ديني ووطني، فقمت أطرح ما أصل إليه على الناس متصورا أني على صواب وعلى حق فإذا بي على خطأ وعلى باطل، كنت أقصد الخير ولا أفرض رأيا ولا أتعسف موقفاً، أخذ به من أخذ، ورفضه من رفض، وهاجمه من شاء دون مشاكل" .
ويضيف القمني : "كنت أتصور وأنا مهموم بأمتي في زمن و ظرف استثنائي على كل المستويات، أنني أساعد الناس بهز غفوتهم، وأحيانا كنت أمعن في النقد قصدا حتى يفيقوا، كنت أظن أني نافع أنبه للأخطار التي كثيرا ما تحققت معها نبؤاتي بحكم قراءة الأحداث بحياد وليس عن كثير ذكاء، وكنت أتمني أن أكون عاملا مساعدا للحاق بآخر قوافل الحضارة، وما ظننت أني سأتهم يوما في ديني، لأني لم أطرح بديلا لهذا الدين، ولا أرضى بالإسلام بديلا، ولكن لله في خلقه شئون، ولم يبق لي إلا أن أودع قرائي، وهم أهلي و عشيرتي وناسي وأحبائي من القلب" .
ومضى القمني قائلاً : "أعترف سيكون الموت بكسر الأقلام موتا بطيئا فقلمي هو مناط حياتي ونفسي الذي أتنفسه، لكن إقدامي على هذه الخطوة سيبقي لي من العمر ما يكفي لرعاية من يستحق رعايتي فلذات كبدي، هذا في حال قبول هذا البيان" .
واختتم القمني بيانه المثير بالقول : "من ثم أكرر خلف البيان التحذيري "أنني أعلن براءة صريحة من كل ما سبق وكتبته "ولم أكن أظنه كفرا فإذا به يفهم كذلك، لهذا أعلن ـ كما نص البيان ـ "توبتي وبراءتي" من كل "الكفريات" التي كتبتها في مجلة "روزاليوسف" وغيرها، "براءة تامة صادقة يؤكدها عزمي على اعتزال الكتابة نهائيا من تاريخ نشر هذا البيان" .
وفى الوقت الذى يدفع الأمن بقوات تبلغ 80 ألف جندى للتصدى لمظاهرات سلمية تسير فى شوارع مصر نجد أنه يرسل ثلاثة خفراء لا يعرفون حتى الدفاع عن أنفسهم لحراسة كاتب له وزنه فى العالم كله .

أيها القارئ الكريم .. إذا لم تكن تعرف سيد القمنى وقيمته فى مجال الفكر ؟  فيمكنك أن تقارن بين كلماته السابقة وبيان عصابة بن لادن التالى .. وتحكم بنفسك من هو هذا العملاق المفكر؟ الذى يتعامل مع عصابات بن لادن الإجرامية والإخوان المسلمين الإرهابية لتعرف إلى مدى وصل ضحالة تفكيرهم ولاحظ أيضاً رأيهم فى شرطة وبوليس وأمن الدولة فى مصر بما يعنى أن هذه الأجهزة ورجالها لا شئ بالنسبة لهم  :-

 الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
اعلم ايها الشقي الكفور المدعو سيد محمود القمني ، أن خمسة من اخوة التوحيد وأسود الجهاد قد انتدبوا لقتلك، ونذروا لله تعالى ان يتقربوا إليه بالإطاحة برأسك، وعزموا ان يتطهروا من ذنوبهم بسفك دمك، وذلك امتثالا لأمر جناب النبي الأعظم صلوات ربي وتسليماته عليه ، إذ يقول "من بدل دينه فاقتلوه" .
أيها الدعي الأحمق :
نحن لا نمزح .. صدق ذلك او لا تصدقه، ولكننا لن نكرر تهديدنا مرة أخرى .
لن ينفعك إبلاغ المباحث بامر هذا التهديد، فلن يفلحوا في حمايتك إلا بصورة وقتية وبعدها سيتركوك فريسة لليوث الاسلام، هذا ان حموك اصلاً .
ولن تنفعك أي حراسة خاصة أو اجراءات أمن، فالحارس لن يمسك الرصاصة التي تنطلق من سيارة مسرعة او سطح منزل مجاور، واجراءات الامان لن توقف انفجار القنبلة في سيارتك ... أو أي وسيلة اغتيال أخرى .. فاعتبر بمن سبقوك ممن ارسلناهم إلى القبورمع انهم كانوا اصعب منك منالاً، والسعيد من وعظ بغيره .
وإبراءاً للذمة وامعانا في اقامة الحجة عليك، فإننا نمهلك أسبوعا واحدا لتعلن توبتك وبراءتك من كل الكفريات التي كتبتها براءة صريحة لا مواربة فيها، وتنشر ذلك في مجلة "روز اليوسف" كما نشرت فيها كفرك .
فإن أصررت ايها الجاهل المغرور على ركوب مركب العناد، وأبيت إلا الاستمرار فيما أنت فيه من الردة والإلحاد، ووسوس لك الشيطان اللعين بأنك ستعجز أهل الجهاد، فاعلم حينئذ ان سيوف الموحدين ستنال منك المراد، وانك ميت يمشي على قدميه بين العباد، فابحث لنفسك عن جحر فان المؤمنين لك بالمرصاد .
هذا بلاغ لكم، والبعث موعدنا، وعند ذي العرش يدري الناس ما الخبر .
التوقيع
جماعة الجهاد

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2005/7/76422.htm لمزيد من المعلومات راجع جريدة إيلاف ومقالة نبيل شرف الدين عن سيد القمني يتبرأ من أفكاره بعد تهديده بالقتل

***************************************

الكاتب والمفكر الكبير يحكى الأحداث بعد تهديدة بالقتل

مقالة نشرت بعنوان " يـــا لقـــسوتــك يا وطــــن " بقلم / ســيــــــد القــمــنى نشرت فى الجريدة الإلكترونية " شفاف الشرق الأوسط " إلى
العزيز الأستاذ صلاح عيسى

بعد تردد دام الشهور المنصرمة، كان أمامى عدة خيارات، كان أحلاها مراً: الخيار الأول والمتاح هو أن اظل قابعاً فى بيتى صامتا أتابع الأحداث تجرى من حولى وانا بلا حول ولا قوة، أبتلع لسانى الأخرس ويحترق قلبى مع كل حـــدث، لأنى لا أستطيع أن أصل بكلمتى إلى الناس والتى ربما كان فيها نفعا ولو ضئيلا، ويملأ الكلام حلقى فيخنقنى، ويزدحم صدرى بقهر مكتوم، فلا أجد إلا عالم المكتئبين أجوس فيه دون هدف ولا معنى لأى شىء، لا هو زمان، ولا هو مــكان، لا هو موت، ولا هو حياه، هو عالم من فضاء لا نهائى بلا ملامح ولا معالم .
الخيار الثانى هو أن أرتكب الحماقة وأمسك بالفكرة والقلم فى تحد يائس، وكثيراً ما فعلت ودوما ما كان عيالى يمزقون ما أكتب، أو يخفونه أولاً بأول، لنعيــش أياماً من المناوشات والجدل، فأنــا لهم الأب والأم والعــم والـخال والـصديـق والحبيب، وهم سر إحتمالى الحياة حتى اليوم، فهم من زان حياتى المضطربة وجعل لها مــعنى، وعادة ما كان قرارهــم هو النافذ إزاء ما يتعلق بشئون الأسرة المصيرية، وإحتراماً للمبدأ كنت أحترم الإجــماع حتى لو خالف تقديراتى وخبرتى .
من المفارقات فى أمــرى مع تهديدى بالقتل، هو أن دافعى لكــتابة بيان التوقف عن النشر الذى طلبه الإنذار القاتل، لم يــكن هو الخوف من الموت. وهنا لا أدعى بطولة كاذبة لأن الخوف غريزة إنسانية طبيعية، بل لأن فى المسألة جانباً شخصياً. فأنا أمــوت كل يوم عدة مرات وأذهــب فى غيبوبات تامة نتيجة خــطأ جراحى فى جـذع المخ، وهناك كنت أذوق طعم الموت الــصادق فعرفته عن معاشرة ومباشرة وملامسة، وكان أهم ما خرجت به من تــجربة الموت الــمستمر، نتيجة اعتبرتها مـــعلومة هامة فى تجربتنا الوجودية، و هى أن المــوت ليس فيه أى نوع من الألم ولا الشعور، وليس هناك أى عوالم للعفاريت أو السعالى او الثعابين أو الغيلان أو الملائكة أو الجن، بل هو إنتهاء للشعور بكل الآلام فى راحة أزعم أنــها جميلة وهادئة ..وكثيراً ما تمنيت ألا أعود، لكنى فى كل مرة كنت أعود وأعلم أنى ما زلت حياً عندما أبدأ الشعور بآلام جسدى المعتل. وفى جلساتى مع أصدقائى كنت أحيطهم علماً بهذه المعرفة النافعة والهامة والمبهجة أيضاً، خاصة أن هذه المعرفة نتيجة لتجربة حقيقية نادرة فى نوعها، أمارسها كل يوم مرات وأعــود لأرويها لأصدقائى، فى خلاصة هى: أن الموت لم يعد مخيفاً، وهذا كان غاية ما يشغلنى ويشغلهم فيه كظاهرة لم تعد مجهولة.
هذا ناهيك عن كونى لم أدرب نفسى على حمل البندقية ولا الخنجر، فلا هى أدواتى ولا هى معركتى، فهذه أدوات موت بينما صنعتى وحرفتى هى الحيا ة، فدربت نفسى على حمل القلم وصناعة الفكرة حباً فى وطنى وناسى كــهدف تكتيكى واستراتيجى أوحد، بغض النظر عمن سيرضى أو عمن سيغضب أو عمن يمدح أو عمن يذم. إن السلاح صنع لكى يقتل أما القلم فقد صنع لكى يخلق ويحيي، بمساعدة العقل المنجز، ليصوغ فكرة معادلات أو قوانين أو أفكار أو كلـــمات أو إكتشافات أو إختراعات، من أجل سعادة الإنسان. فإن كانت المعركة بين القلم والرشاش فما أبأسها معركة وما أخسرها موقعة، وما أسوأه مجتمع يقبل بها ويشرعها، وعندما يكون عجز الحجة وضعف البرهان والشعور بالـــعار دافعاً للــرد بالقتل، فما أبأسها شريعة وما أضعفها وسيلة تشرع مثل هذا القانون الخسيس.
بينما عندما يكون الصراع بالكلمة مقابل الكلمة، والبرهان أمام الحجة، والدليل إزاء القرائن، يصبح الصراع صحياً حضارياً منتجاً، وأنا لمثل هذا الصراع يا سيدى، سواء نجحت أم أخفقت، المهم أن تحدث نتيجة فى النهاية يمكنها أن تفعل فى الواقع لترتقى به خطوة... الصراع بهذا المعنى يحل المشاكل ولا يعقدها، يعرضها على الناس ولا يفرضها، يـــضع حلولاً عديدة تترك للناس فرصة المفاضلة والتمييز للإختيار بين البدائل، ويفتح المسا حة لكل الفرص والأفـــكار لتتنافس ليأخذ منها المجتمع ما يراه فى صالحه، فيهزموا ويُهزمون، بدلاً من أن يقتلوا ويُقتلون، ولا يبقى لرأى قداسة ولا عصمة، لأن ما يمكث فى الأرض هو ماينفع الناس.

****

أعود بك يا صديقى الإنسان إلى تلك الأيام منذ عام، وقبلها بحوالى سبعة أشهر، كانت قد بدأ ت تصلنى الرســالة اليومية لقاعدة أنصار الرافدين، ثم بدأت الرسائل تأخذ عناوينا خارجية تحمل لوناً من التهديد المبطن والتحقير، من قبيل (إستمع إلى سيدك أبو مصعب الزرقاوى) وبداخل الرسالة نص خطاب للزرقاوى، أو مثل (نصيحة لوجه الله) وتحمل نصائح بالتراجع عما أكتب ومناقشة لما أكتب من وجهة نظر إسلامية شديدة التعصب والأنغلاق والفجاجة، إلى أن أتت رسالة تحمل عنوان (عقبالك) وبالداخل نص بيان قتل إيهاب الشريف سفير مصر بالعراق، وكل الرسائل كانت بشعار و(بادج) قاعدة أنصارالرافدين، ومع فتح الرسالة تستمع لأنشودة صوتيه إسلامية جهادية ملازمة لكل رسالة، وبــــــعدها وصلتنى الرسالة القاتلة، ولكن بتوقيع (جماعة الجهاد مصر). وتوقفت الرسائل جميعاً بعد ذلك، حتى أعلنت بيان توقفى عن النشر، لتصلنى رسالة أخرى تحمل الغفران وقبول التوبة، موقعة بدورها من جماعة الجهاد مصر، وتوقف كل شئ بعدها. ومن ثم كان لابد أن أربط هذه السلسلة جميعها ببعضها، وأن من أرسل الرسائل السابقة كلها من الـعراق، على إرتباط وثــيــق وتفاهم وعلم متبادل مع من أرسل رسالة التهديد ورسالة الغفران بتوقيع جماعة الجهاد مصر، وأنه من الغباء الفصل بين رسائل انصار قاعدة الرافدين وبين رسائل الجهاد مصر. ومنذ شهور أعلن الرجل الثانى فى القاعدة ( أيمن الظواهرى ) اندماجا علنيا للجماعة الأسلامية بمصر، ولجماعة الجهاد المصرى، بالقاعدة، وبينما أعلنت الجماعة الأسلامية إن صدقا او كذبا عدم موافقتها على بيان الظواهرى، فإن جماعة الجهاد المصرية لم تصدر أى تكذيب حتى الآن .
إشترط الإنذار التهديدى بقتلى خلال أسبوع من وصوله، إن لم أنشر بيان توبة بمجلة روزاليوسف تحديداً، والتى كنت أنشر بها دراساتى أو كما قالوا (كفرياتى)، (وأسميته فى حينه: بيان توقف عن الكتابة والنشر لأنى لازعمت أنى سأتوقف عن التفكير ولا أنى سأتخلى عن مبادئى، أعلنت فقط توقفى عن النشر تحت وطأة التهديد بالقتل، ورددت خلف البيان مطالبه، مع توضيح أن هذا الترديد هو خضوع قهرى لا إرادى). وللصدف غير السعيدة أنه قبل ذلك بأسبوعين كنت قد توقفت عن الكتابة لتلك المجلة، بعد أن أحيل رئيس التحرير الأستاذ محمد عبد المنعم للتقاعد، واستلم محله الشخص الذى كان رقيباً على مقالاتى. وكثيراً ما تدخل هذا الشخص بجـهل أحـمق وحـمق أخـرق فى مناطـق لا يعرفها ولا يفهمها، مما أثار مشاكل مستمرة بينى وبين المجلة، كانت تصل احيانا إلى حد توقفى عن الكتابة لها شهوراً، ليتلفن لى رئيس التحرير مرة أخرى ويعد بعدم التدخل، وهكذا دواليك.. حتى وصل السيد الرقيب إلى سدة رئاسة التحرير، وما كان ممكناً أن أكتب للمجلة بعد ذلك. وبعد أسبوعين من التوقف جاءت الرسالة المنذرة بالقتل تطلب نشر بيان التوبة بالمجلة المذكورة. وهو ما أضطرنى إلى الخضوع راغماً للأتصال برئيس التحرير الجديد (الرقيب سابقاً) وكذلك السيد رئيس مجلس الإدارة الذى كان صديقا ذات يوم للأسف، لمحاولة الوصول إلى تفاهم وإتفاق بين كافة الأطراف، بما يضمن حمايتى بشكل لائق ومناسب، سواء كنت سأنشر عندهم أم عند غيرهم. لكن السادة الذين أصبحوا كباراً فجأة لم يغفروا لى شكواي لرئيس التحرير الأسبق مرات من تدخل الرقيب، كما لم يغفروا لى توقفى عن الكتابة لهم بعد أن وصلوا إلى سدة حكم المجلة.. فلم يرد على أحد منهم بالمرة. فا تصلت بالدكتور وســــيم السيسى وهو صديق وكاتب بنفس المجلة، بإعتباره رجلاً وسطياً ودبلوماسياً، ليتحدث معهم لنتقابل لنتفاهم. ويبدو أن الرجل قد عجز عن فعل شئ، وكنت قد أرسلت لهم الإنذار، وصيغة لبيان توبة لعله يحفزهم، ولكن دون جدوى.
تكتمت الأمر عن أسرتى، وبالطبع أبلغت الأمن العام وأمن دولة المكان الذى أقيم به، وأرسلت رسالة بالفاكس إلى اللواء حمدى عبد الكريم مساعد وزير الداخلية موضحاً كل الملابسات.. وذلك فى شكل بيان توقف عن النشر أستثير فيه النصرة، تنطق كل كلمة فية بطلب نجدة رسمى، حتى لا أضطر لنشرة ومن ثم التوقف بعدها. كنت أنتظر نصرة حقيقية واضحة تشعرنى أن الاستمرار فى المواجهة ممكن إذا أمكن تقليل نسبة المخاطرة، وهو ذات البيان الذي نشرته من بعد على الصحف. وكان رد الجميع كان هو الصمت التام، عدا زيادة نفر من خفر الحراسة الريفيين، الذين لا يعلمون عنى سوى أنى رجل كافر وعميل لإسرائيل وأمريكا. بل أن تليفونات كل هؤلاء السادة أغلقت وخرجت من الخدمة. كانوا يشعروننى عن عمد وعن قصد بالتجاهل والإهمال التام. كان الكل يدفعنى دفعاً للإستجابة لتهديد الاستتابة، بينما الأيام تمضى وانقضاء يوم المهلة يأتى محمولاً.. لا أعلم على قنابل أم سيوف.
منذ أبلغت مكتب أمن الدولة حيث أقيم بالرسالة التى حملت عنوان (عقبالك) كان قد انقضى يومان، ووصل البيان الثانى القاتل، إتصلت بذات المكتب ليرد على بيه آخر من بهوات أمن الدولة، فأخبرته بوصول بــــيان جديد منذ دقائــق، وقلت له: "أدخل النت بسرعة على الإميل الخاص بى"، وكنت قد أعطيت كلمة السر لهم قبلها بيومين، لكن لأكتشف أن هذا البيه لا يعرف ما أبلغت به زميله البيه الأول منذ يومين بالمرة. قال: "أنا مش فلان بيه إللى إنت كلـــمته لأنه فى أجازة". أعطيت البيه الثانى كلمة السر مرة أخرى ورجوته الدخول على بريدى سريعاً فكان رده المبهر الصادق: "أصل أحنا هنا ما عندناش نت"؟! (ولا تفهم هنا لماذا أخذ فلان بية الأولانى كلمة السر: تهدئة لخاطرى أم هى لامبالاة تامة؟). قلت: "يا سيدى أبلغ لاظوغلى وهم يتصرفوا". قال: "طيب قبل ما أبلغ أرسل لى صورا من تلك الرسائل على ورق لأطلع عليها". أجبته بالإيجاب وطالبته بإرسال مندوب عنه إلى بيتى ليتسلمها، فكان رده المبهر: "طيب ملينى عنوانك "؟! سادتنا البهوات بأمن الدولة بعد كل ما حدث يريدون عنوانى؟! هذا بينما كانت "روز اليوســـف" تنزل على النت قبل صدور العدد الورقى، وبها موضوع يؤكد أن كل ما حدث هو فبركة مخترعة من جانبى. ولتأكـــــيد أنها فــبركة استشهدوا بإثنين من أهل الخــبرة والمعرفة، ليس من بهوات بوليس مصر، ولا من خبراء الإنترنت، ولــكن من خبراء الجماعات الإرهابية، منتصر الزيات محامى الإرهاب المعروف، وكمال حبيب المحكوم بقضايا إجرام إرهابى عشر سنين، و سبق له الــحبس فى عمليات إرهابية ضد الوطن، وسبق لى أن هــزمته شر هــزيمة، أو بالأحرى سحقتة سحقا فى برنامج الإتجاه المعاكس بقناة الجزيرة.
هنا أدركت حــجم ودلالة المــثل القائل: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت ". بعد سبع ساعات رفعت المجـلة من على النت فضيحتها المؤسفة المخجلة، لكن بعد ان سجلتها عندى وقرأها الناس، ولكـن فى الأسبوع التالى تم تخــصيص الغـــلاف وكلمة رئيس التحرير ورفاقه أعضاء جماعة "إذا لم تستح" تحت عنوان كبير هو "فيلم سيد القمنى". لتأكيد أنى أفعل كل هذا بقصد الشهرة!! وأنه لا إرهاب هناك ولا هم يحزنون، وأن جماعة الجهاد قد تم القضاء عليها فى مصر منذ زمان ولا وجود لها. وأعادوا الإستشهاد على ذلك كمال حبيب المدان بالقيام بأعمال إجرامية إرهابية، وبمحامي الإرهابيين منتصر الزيات، بينما يعلم رئيس تحرير المجلة (الرقيب سابقاً)، أنى لست بحاجة لهذه الشهرة، فالحمد لله كتاباتى معلومة لدى قرائى الموافقين والمعارضين بجديتها ورصانتها، واحترامها لذاتها وللناس، ولمصالح الناس وللوطن، ومستقبل الوطن، ولم أسع يوماً لأكون رئيس تحرير لأى شئ، ولم أطلب يوماً عضوية فى أى جهة، لا أهلية ولا حكومية ولا حزبية ولا حتى فكرت بتسجيل نفسى باتحاد كتاب مصر، مُصراً على حرية قلمى من أى قيود أو ضغوط، مكتفياً بسعادتى بين أولادى.
المضحك المبكى أنى بأعمل شهرة لنفسى وأنا مقبل على الصمت والتوقف عن الكتابة والنشر، يعنى شهرة للاشيئ؟! شهرة للصمت؟! نكتة سوداء قبيحة تليق بمن أطلقها، وبمن كررها وظل يكررها ممن يزعم الليبرالية و الذى ينــصب نفسة مشيخة اللــيبراليين الـــعرب، دون أن يشعر لحظة بفداحة ما يرتكب على كل المستويات، بما فيها الأخلاقي وهو مناط اعتزازنا نحن الليبراليين .
****

ولد القلق فى الليلة الرابعة على تبليغ جهات الأمن، والتى يجب أن تسألوها ماذا فعلت أكثر من زيادة خفير تم سحبه بعدها بأيام؟ ولماذا لم يقابلنى منهم أحد إلا بعد مرور أكثر من شهر، ودون أى نتيجة ترتبت على هذا اللقاء، رغم قسمهم المغلظ بأنهم سيقبضون على الإرهابيين خلال أيام. و فى الليلة الرابعة السوداء جمعت عيالى حولى وصارحتهم بالموقف وأطلعتهم على ما جاء على بريدى الإلكترونى، وموقف مجلة "روز اليوسف"، وموقف الأمن. لحظة الرهبة ولدت فى تلك الساعة.... كم كان هلع أطفالى وذعرهم وما رأيته فى عيونهم الغا ئمة وراء الدموع، والزائــغة هلعاً على أبيهم ولـــــهفاً عليه... سجـــدوا على الأرض يقـــبلون أقدامى، يستصرخوننى أن أفــعل المطلوب منى، وأنشــر البيــان الذى أرسـلته لروز اليــوسف ولم تنشره، ضربوا رؤوسهم بالأرض وبالـــحوائط حتى أدموها، وأنا متــردد ما بين إشفاقى عليهم وبين خطورة مثل ذلك القرار. هنا وفى حالة إفاقة عصبية هستيرية إتهمتنى طفلتى (نفرتى) بالأنانية و "أنى عايز أجيب أجوان فى الإسلاميين" بغض النظر عن حياتى التى هى عمود أسرتى. حاولت أن أشرح ان الموضوع أكبر من أسرة وإنها ليست أجوانا إنما قضايا مصيرية، لأنها قضية الناس فى هذا الوطن، وأنى لن أتراجع فى نهاية عمرى. قالت (سلوى): وما أشد قسوتها عندما قالت، وهى من كانت الحضن الحنون فى الشدائد: "هوة احنا مش من الناس فى هذا الوطن؟ ما نشبهش الاقباط فى أبحاثك؟ هوة احنا مش من جنس المرأة إللى بتعتبرها قضية ليك؟ ما نصلحش قضية ليك بالمرة؟ هوة انت مش شايفنا خالص؟ كل ما تتكلم تقول فلذات أكبادى!! هل هذة الطفلة الصغيرة إللى لسة محتاجة لرعاية الأب ما تصلحش قضية ليك؟" ثم كانت حجتهم البالغة عندما عادت إيزيس للماضى القريب تذكرنى بما حدث لعمو فرج (تقصد فرج فودة)، و ما حدث لزوجته وإبنه احمد اللذين أصابهما الجنون بعد فقد رب الأسرة، وبعد ما واجهوه من قسوة البشر؟ وولدة الأكبر ياسر الذى لم يحتمل موقف المجتمع منة ومن أبيه فاختار أن يلحق به؟ وكانت الحجة قاطعة فى الموقف وراجحة أمام أى قضية، وولد الخوف..... ساعتها. خوف أن أفجع عيالى فى أبيهم، كما حدث للحبيب الغائب الــحاضر دائماً وأبداَ، عطر السيرة، الصديق الجميل، الإنسان الشفاف كأطفال الملائكة... ( فرج فودة )، ولأسرته المحترمة والجميلة التى دمرها موت عائلها ثم تكفل المجتمع (ويا لقسوتك يا وطن) بالإجهاز عليها من بعده. بينما أقسمت إيزيس أننى عندما أنزل القبر فستكون بصحبتى، أما الأهم، فكان تصورى ماذا سيحدث لهم من بعدى فى هكذا وطن وبين هكذا بشر حتى لو قرروا ان يعيشوا بعد مقتل ابيهم؟ .
وما لم يلحــظه رجال الأمن، أو تجاهلوه، أنه بعد نشرى بيان التوقف عن النشر انفجرت شرم الشيخ، ببيان من جــماعة الجـهاد المصرية تعلن مسؤليتها عن الحدث، وهى الجماعة التى أنكرت روز اليوسف ومحامى الإرهاب الإرهابى منتصر الزيات وزميله الإرهابى كمال حبيب وجودها فى مصر بالمطلق. (علما أن المحكوم بالأرهاب كمال حبيب هو عضو مؤسس فى تلك الجماعة). والسؤال الأخطر هنا هو: هل كان ممكناً أن تنفجر شرم الشيخ، وبعدها مدينة دهب، وبعدها العريش، لو تم الربط بين رسائل الجهاد التى وصلتنى من مصر وبين رسائل القاعدة القادمة من العراق؟ ولماذا لم يتم أخذ الأمر بجدية؟ ويوم كتبت فى روز اليوسف قبل كل هذا بشهور يوم تفجيرات طابا، موضوعاً بعنوان (إنها مصرنا يا كــلاب جـــهنم)، حذرت أن الجهاد الذى أعلن مسؤولــيته عن ضرب طابـــا هو حقيقة، رغم إنــكار الجميع أن يكون موجوداً،ومع إصرارا الداخلية عل أنها قد قضت عليه بالتمام والكمال. وقلت: إن هذا الجهاد هو ذات الجهاد القديم أيقــظته مغامرات القاعدة، وأنة قد أصبح فرعا للقاعدة فى مصر أو حليفا محليا لها، هذا بينما كان الرقيب وزملاؤه من أعضاء جماعة (إذا لم تستح) يؤكدون وفى نفس العدد، أن الجهاد قد قضى عليه فى مصر مع إنكار تام أن يكون فى مصر أى خلايا قاعدية. رغم مايـــحدث من تفجيرات متتالية تحصد الأبرياء حصداً. ولمزيد من الإنكار تحولت الداخلية إلى إتهام بدو سيناء على التعميم، ممـــا يشير إلى إتهام جزء كامل وعزيز من شعب مصر بالعمالة. ولمزيد من التأكيد شنت الداخلية حملات واسعة مهينه على بدو سيناء المهمشين أصلاً، والمهملين طوال الوقت، لتأكيد نظرية أن الجهاد إنتهى بمصر، وأن من يقوم بهذه الأفعال هم بدو سيناء على المشاع.
****
ثم كان الخيار الثالث هو الهجرة، والتى تيسرت لى فوراً لعدة بلدان بعروض كريمة سخية، سعى فيها قراء لا أعرفهم بأريحية كانت البلسم المداوى لجراحى، وهم من يستحقون هنا إمتنانى العظيم وتقديرى لما سعوا فيه، وجهدوا عليه جهداً مــخلصاً وكبيراً ومـــحترماً.
لكن مسأ لة خروجى من مصر مهاجراً، كان يقف دونها ارتباط من نوع خاص بينى وبين مصر، وحالة عشق كانت تتسبب فى إصابتى بما يسمى (هوم سيكنس) فى حال سفرى لبضعة ايام، رغم كل ما فيها من بؤس وكـوارث متلاحـقة تقع على رأس أمثالى تحديدا. بل ان المعاناة اليومية كانت دوما هى القوة الدافعة لعملى وهى المفجرة لطاقاتى، وليس معنى ان نعانى ان نترك الوطن ونهاجر عملا بالنصيحة: ألم تجدوا ارض الله واسعة فتهاجروا فيها، فالمعاناة أدعى للتشبث بالوطن والعمل على تغييرة من اجل رفع المعاناة فيه عن المواطنين وليس الهرب منة الى ارض اللة الواسعة، حيث ستكون الكتابة فى الأرض الواسعة رفاهاً وترفا لا تعيش الواقع فى موطنها ولا تنفعل به. هذا اضافة الى الجانب الشخصى وهو حالتى الصحية والتى لا تحتمل أن أعيش وحـــدى وأرعى نفسى بنفسى، مع ما ينتابنى من غيبوبات تؤدى أحياناً إلى سقوطى متهاويا، مما كسر أضلاعى ومزق كتفى عدة مرات، ومن ثم كانت فكرة الهجرة هى الفكرة المستبعدة من البداية.
واستمر وجع عيالى لما كانوا يقرأونه منشوراً عن أبيهم، حتى وصلوا للتساؤل عن مدى إستحقاق هكذا وطن لكل هذا العذاب؟ وأخذوا يفقدون الثقة بوطنهم وبأى قضية تعلموها، مع الهجوم المريض من الكتاب المحسوبين على الليبراليـــة، بعدما توقفت عن الكتابة. ورغم ذلك فإنى تركت كتبى تباع بالأسواق ولم أسحبها من الموزع أو الناشر، وهى تباع حتى اليوم. وكذلك لم أمنع أى جهة ناشرة سواء شرعية بالإتفاق مع المؤلف، أو غير شرعية بالسطو على أعمال المــؤلف، سواء ورقية أو الكترونية، من نشر دراساتى وكتبى، ولا حتى احتججت على ذلك.
ثم جاءت أخر المواجع من سعادة المستشار، وكم كنـت مزكـيا لهذا الرجل فيما كنت أكتب تزكيه للمبدأ، حتى لو سقط صريع نزوات لا تعنينى. إنتـــــهـز سعادتة زفة مولد تجريس (القمنى) وصمته عن الكلام والكتابة، ليتهمنى غمزٍاً بالتجارة، ولمزاً بالأكل على كل الموائد، إضافة بالطبع إلى جبنى العلنى وفزعى من التهديد، مٌضيفا أنة هو الأسد الهصور الذى لا يهاب، بينما صراخه وعويله على حرسه يمــــلأ الآفاق . المصيبة فى قولة: إنى رغم فزعى فأنا طالب شهرة؟!! فكيف يلتقيان؟ يعنى أنا من فبرك الحكاية طلبا للشهرة، ثم فزعت خوفا من التهديد الذى كتبته بنفسى لنفسى!! هو نفس ما قال شيخ الليبراليين !! رحم اللة الشيخ الحقيقى لليبراليين العرب (فرج فودة) الذى عمد مشيختة بدمه، وهو دم لو تعلمون كم هو عظيم ونظيف، ولم نعهد عنه أبداً إلا الوقوف بعقله وروحه وقلبه مع أنصار الحريات فى ما كانوا يتعرضون لة من محن، لذلك هو دوما طيب الذكر بيننا جميعا .
لقد كان كلام المستشار بالذات هو الصدمة الموجعة لعيالى لكثرة ما زكيته لهم، كـــما سبق وزكيت شيخ الليبراليين (كما يحب أن يوصف) ومدحتة على قناة "الحرة" وأثنيت علية ثناء حاراً. فــكان جــزائى مـنة سلسلة من المقالات كان أولها كما تذكرون (سيد القمنى: بئس المفكر الجبان انت) . رغم ان بيوت سادتى هؤلاء كلها من زجاج او هما بالأحرى رجال من زجاج . وكان المفترض أن اخذ منهما ثأرى هنا، لكنى لا أريد مزيداً من الثغرات بالبيت الليبرالى، وحتى لا أنصرف عن الجهد الحقيقى إلى معارك جانبية، قد تشفى منهم صدرى، لكنها لن تعود سوى بالمضرة على القضية الأسمى.
****
وبعد الترهيب، أبداً لم أخضــع للإغواء والترغيب، ذلك الترغيب الذى بدأه الشـــيخ الدكتور عبد الــصبور شــاهيـن بالتليفزيون علناً فى دعوة مفتوحة، لتسخير قلمى الذى أثنى عليه، من أجل الدعوة الإسلامية، حتى أكسب سعادة الدارين، سعادة الدنيا وسعادة الآخرة. ومثلاً لسعادة الدنيا قال: "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، وهى عبارة للنبى قالـــــــها لعمرو بن العاص الذى تأخر إسلامه حتى بدأت بوادر فتح مكة، فذهب للنبى يقول إنه إنما جاء مؤمنا وليس طامعاً فى مال أو مغــنم. فأرسله النبى فى غزوة وقال له : "اذهب فازغب لك زغبة من المال، نعم المــال الصالح للـرجل الصالح". كانت دعوة الشيخ عبد الصبور رشوة علنية فصيحة، لأزغب لى زغبة من المال أحقق بها سعادة الدنيا، ببلهنية العـيش الطرى وطراوة العيش الهنى، ومن بعدها سعادة الآخرة فى جنة عرضها السماوات والأرض، وأكون قد كســبت بذلــك سعـــادة الدارين. وبعد الشيخ عبد الصبور تتالت الدعوات الســخية من كـــافة الأطراف الإسلامية، تعد بدورها بســعادة الدارين. وهنا أيضا لا تفهم كيف أمكن لهذة العقول على كثرتها أن تتصور توقفى عن النشر تحت الإرهاب العلنى هو انتقال إلى الجهة الأخرى؟!!!!! ورغم عروض زغب المال الصالح لأكون رجلاً صالحاً، فإنى فضلت أن أكون كما أحببت وكما اخترت لنفسى، وأن أشتغل عند نفسى فقط كما كنت دوماً،................. لكن ما حدث بعد ذلك كان هو الأسوأ!! .
فى مغامرة تصورت أنى سأزيــد بها دخلى ببعض المــال الحلال دونما غزو ولا زغب، قمت بوضــع كل ما أملك فى طبـاعة كل أعمالى السابقة، وسلمتها للسيد خالد زغلول صاحب دار مصر المحروسة، كأمانة توزيع بوكالة تعاقدية نظير أجر. كما تعاقدت معه على نشر ثلاث كتب لى، ثم جاءت الأحداث و الإنذار والتوقف عن الكتابة، ليستثمر زغلول الموقف لعــــمل دعاية رخيصة لداره ولنفسه، فى ظل سكوتى ورفضى أى لقاء صحفى أو تليفزيونى. وظل يقابل كل من يطلب كـلامى ليقول هو ما يريد بابتذال أساء لى أكثر، ولم أتمكن من إيقافه حتى حقق مراده. وبعدها بدأت الدفعات المالية المتفق عليها تتبــاعد وتقل حتى توقفت تماماً، وهى دفعات من حقى فى الكتب الثلاث التى نشرها لى، ولم تكتمل حقوقى فيها ولم يـــزل لى فى ذمته مستحقات لم يسددها بعد. أما ما دفعت فيه كل ما أملك أنا وعيالى وسلمته له لتوزيعه، فلم يصلنى منه مليـــم واحد. وفى رحلة استجداء بائسة تعسة سعيت فيها مرات ومرات وراء عشرات الأماكن التى يتواجد فيها، ليهرب مرة، ويلقانى مرة لكن دفتر شيكاته مش معاه، إلــى أن أنـذرنــى هــو بالتوقف عن مطاردته حيث لم تعد لى بعد أى حيثيه استند إليها للضغط عليه، وأنه راجل مسنود وأقاربه فى سلك النيابه وأمن الدولة، وأنى ما ليش عنده ولا مليم، وأعلى ما فى خيلى أركبه، ولما لم يكن عندى خيل لأركب أوطاها ناهيك عن أعلاها، فقد رفعت علية قضية خيانة امانة بمحكمة عابدين برقم5249 ودعوى مطالبة عن مستحقاتى عن عقود نشر 3 كتب برقم 6604، ومن يعلم شؤون التقاضى فى مصر، وما تحتاجه من صرف غير رشيد من محامين وخبراء ورسوم وعمر مديد، يعلم حجم مصيبتى الكارثية.
****
وهكذا توقف أولاً دخلى من الكتابة فى الدوريات داخل مصر وخارجها بعد بيان التوبة، ثم توقف دخلى من مؤلفاتى بعد أن اســتولى عليه خالد زغلــول صاحب مصر المحروسة، حتى أشرفت على هلاك أنا وعيالى، ولــم يبق سوى أن أفكر جديا فى البقاء بأمريكا كمهاجر، بغض النظر عما يمكن أن أعانى فى مشارف الستين بأمراض عضال...... ومن الإنذار القــاتل، إلى شــيخ الليبراليين، إلى الأسد الهصور، إلى مصر المحروسة..... كانت رحلة مفكر مصرى أراد لنفسه الإستقلال ليقول كلمته حرة من أى ضغوط، فكانت محطاتها... من الــذ ل... إ لى الحــا جة............ إلى الــــــهوان. . فإلـــــيــــك يـــــــا وطنـــــــــــى................................................... الـــمــُشـــتـــكــــــــى، إليك شرفى المغدور بادعاءات رخيصة ممن كنت أزكيهم وأحتسبهم العون و الملاذ عند الشدائد، إليك يا وطنى أرفع الشكوى لمعاناة عيالى فى رحلة عذاب طويلة دونما ذنب لهم سوى أنى أبوهم، إليك يا تـــــرا ب مــــــــــصـــــر................................................. أشــــــــــــكـــــــــوك، إليك أيــــها الطــــاهــــــر.........................أرفــع عذاباتى وذلــى وضعــفى وهــوانى عــليك،
سيد القمنى
شيكاغو / أمريكا / فى 10 / 7 / 2006
***
. وبعد قضاء حوالى الشهرين فى أمريكا مع تجربة هى بحد ذاتها محنة لا يعرفها أويكابدها إلا عشاق الوطن، مع ما كان متوقعا سلفا من عدم احتمال جسدى العليل للعيش وحيدا، قررت العودة الى بلادى، مع قرار مغامر وربما كان انتحاريا، بالعودة الى الكتابة والنشر والمشاركة فى قضايا بلادى من داخل بلادى، لأنى مع التوقف عن العمل ازداد انهيار صحتى بتسارع أعلى .
قلت فى بيان التوقف عن النشر أن هذا التوقف سيكون بالنسبة لى موتا بطيئاً فإذ به يأتى سريعا، وأدركت أنى أموت اختناقا، أموت موتا فطيساً ورديئاً. وعقدت لأسرتى اجتماعا شرحت فية حالى الذى كانوا يرونه بأعينهم، مع طرح رغبتى المصيرية بالعودة للكتابة والنشر للمناقشة. واستمر النقاش والأخذ والرد شهوراً أخرى حتى تمت الاستجابة لمطلبى مع تردد وتحفظات قائمة حتى يوم نشر هذا الموضوع.
وهنا لا بد من قول واضح وصريح فى بيان للناس وهو: أنى أعلق دمى برقبة الحكومة المصرية التى عليها أن توفر لى ولأولادى حماية مناسبة كالتى توفرها للسادة من كبار المتنفذين، الذين يتقاضون رواتبهم من جيبى ومن قوت أولادى ضرائب، دونما سبب واحد واضح لتلك الحراسات الكبيرة والمهيبة التى تسبق مواكبهم وتلحقها. بينما شخصى الضعيف هو من أعطى هذا الوطن ما يعلم وما تعلم رخيصا بلا ثمن سوى الوله به، وبالحب وحده، ودون أن اكلفه شيئا سوى أن أعيش فية كريما ما أمكن، و دون مكرمة منانة من أحد، وأن يتوسدنى ثراه الطاهر بعد مماتى ليضم عظامى إلى جوار رفاة أبى وأجدادى،........ لا أن يضعوا لى حراسة شكلية من الحرس الريفيين شبة الأميين، الكارهين، كما هو حادث. والمطلب الملح الآن هو أن يعلن المسؤولون الأمنيون تكفلهم بتوفير هذة الحماية المحترفة المدربة الكفوءة بشكل فصيح وعلنى وواضح بلا إلتباس، مع إعلان مسؤليتهم الكاملة عن حياتى حتى يقضى الله أمره. وهى الخطوات التى لو تمت مبكرا ما اضررت لما حدث، وهوالأشرف لى ولبلادى ولهم، من أن أعيش فى كنف وحراسة بلاد أخرى لمجرد أنها تعرف قيمة الإنسان. فهلا عرفت يا وطنى قيمة الإنسان؟ وهلا رفقت يا وطن لعاشق يهيم بك متيما؟ أم ستظل طارداً لمحبيك قاسيا لا ترحم؟
بهذا الموضوع وبمجرد نشره أكون قد رفضت التهديد الإرهابى وأكون قد ألقيته فى وجه مرسليه مصحوبا بالاشمئزاز والتقزز بل والقرف، مع التحدى أن يكونوا على قدر ما أســوق بوجـوهـهم من منـطق واضح إن كانـوا أهلا لهذا، وأكون قد شرعت قلمى فى
مواجهة فقهاء الظلام مرة أخرى. وإن كان من الموت بد فإنى أعلق دمى برقبة الحكومة المصرية كلها، وبرقبة وزارة الداخلية خاصة، ثم برقبتك أنت أيها المعشوق الأجمل.... برقبتك يا أجمل الأمكنة بين كل الأمكنة...
يا وطـــــن ....
القاهرة / مصر المحروسة أبداً / فى: 30 / 12 / 2006 .
 

*****************************************************

الشعر أصبح جريمة فى مصر

إتهام الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي بالتعرض للذات الإلهية

كتب مجدي رشيد (المصريون): : بتاريخ 15 - 4 - 2007 م تقدم الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري أمس ومعه 18 محاميًا ومهندسًا وطبيبًا ببلاغ إلى النائب العام ضد الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي رئيس تحرير مجلة "إبداع" التي تصدر عن وزارة الثقافة، والشاعر حلمي سالم بسبب تعرض الأخير للذات الإلهية بالإساءة الشديدة في بعض مقاطع من قصيدة "شرفة ليلى مراد" التي نشرتها المجلة المذكورة في عددها الأول لشتاء 2007.
واتهم الشاكون وبينهم أحمد حسين أحمد المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، عبد المعطي وسالم بنشر الكفر والإلحاد في كتب غالية التكلفة رديئة المحتوى تتخطى الحدود الحمراء إلى كفر بالله سافر وعدوان فاجر عليه.
واستشهدوا بأبيات من القصيد تحمل إهانة للذات الإلهية، وأشاروا إلى أن سالم يصور في قصيدته، الله- عز وجل- بأنه عبد مأمور هو والأنبياء عليهم السلام ويستدعيهم الشاعر بأسلوب خلا من الأدب ويتصف بقلة الذوق، كما يصف الذات الإلهية بعسكري المرور الذي ينظم السير في شارع زكريا أحمد، وبالقروي الذي يزغط البط ، حسب تعبيره.
وأوضحوا في بلاغهم أنهم استبعدوا الدكتور ناصر الأنصاري رئيس مجلس إدارة المجلة لأنه قرر وقف توزيع وسحب المجلة من الأسواق بعد طرحها في السوق، بعد أن احتج عمال المطبعة التابعة للهيئة العامة للكتاب التي تصدر المجلة عنها على ذلك.
وأشار مقدمو البلاغ إلى أن هذا الإجراء لا ينفي الجريمة بحق المشكو في حقهما وتحقيق مسئوليتهما عنها بمجرد النشر خاصة وأنه وبعد صدور قرار إيقاف التوزيع صرح المشكو في حقهما للصحف باعتراضهما على القرار ووصف الأنصاري بأنه يدخل في نطاق محاكم التفتيش، وطالب صاحب القصيدة بتوزيع بقية نسخ العدد.
وطالب الشاكون، النائب العام الضرب بيد القانون على أيدي الذين أساءوا للذات الإلهية والأنبياء والتحقيق في هذه الشكوى وتحريك الدعوى الجنائية ضدهم طبقا للمادتين 98 و102 مكرر من قانون العقوبات عن جريمة ازدراء الأديان والتعدي عليها بطريق النشر بالإساءة للذات الإلهية على النحو الوارد في البلاغ حتى يكونا عبرة لغيرهم ممن يتجرأ مرة أخرى على الذات الإلهية أو على ثوابت الدين أو يروج للكفر والإلحاد

http://christian-dogma.com/vb/showthread.php?t=1638 فيديــــــــو نادر جدا:: لجزء من مناظرة شهيد الكلمة فرج فودة.... مع الاسلامين و التى كانت من اسباب اغتياله

***********************************

فى شهر يوليو 2009م المفكر والفيلسوف والعالم والكاتب وأبن مصر البار لأستاذ الكبير/ سيد القمنى يفوز بجائزة الدولة ويهديها لروح شهيد الحق فرج فودة  ويقول :-

* خانة الديانة بالبطاقة الشخصية تحتاج للإلغاء فالعقيدة شأن شخصي بين العبد وربه.
* العلمانيين الحاليين أبناء للعقاد وطه حسين وغيرهم من التنويريين.
* المسجد والكنيسة للعبادة فقط وليس لأي شيء أو نشاط أخر.
* علي المفكرين أن يعيدوا بناء ثقافة المواطن لتواكب الحضارة..
 

This site was last updated 07/15/09