***********************************
نص الخطاب كما جاء بجريدة الأهرام 19/3/2008م السنة 132 العدد 44298 يدور الزمان دورته.. وتمر بنا الذكري العطرة لمولد النبي الهادي.. تلتقي حولها قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. حبا لنبي الاسلام, واعترافا بفضله, وتخليدا لسيرته.
بعث الله محمدا بالهدي ودين الحق.. فكان ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ شاهدا ومبشرا ونذيرا. بلغ آخر رسالات السماء الي الأرض, وأرسي بكلمات ربه وسنته المطهرة ـ دعائم دين عظيم.
يسعدني ونحن نحتفل بمولد النبي الخاتم.. أن أتوجه بالتهنئة الي شعب مصر, وشعوب الأمة العربية والإسلامية, وجالياتها علي اتساع العالم.. داعيا الله ـ عز وجل ـ أن تمنحنا هذه الذكري العطرة زادا متجددا يستلهم سيرة رسولنا الكريم.. وأن يعيدها علينا جميعا.. وعالمنا الإسلامي أفضل حالا وأكثر تضامنا.
الأخوة والأخوات..
تمر بنا ذكري المولد النبوي الشريف.. وعالمنا الإسلامي يواجه رياحا عاتية ومخاطر عديدة.. تتكالب عليه من خارجه ومن بعض أبنائه.
يواجه أزمات وصراعات وتدخلات خارجية.. تنشر الفوضي وتهدد الاستقرار.. تستخف بأرواح ودماء أبنائه وتستنزف ثرواتهم.
كما يواجه عالمنا الإسلامي مخاطر قوي تنتمي إليه.. تنشر نوازع الانقسام والتشرذم.. تتاجر بالإسلام تنفيذا لسياستها الخارجية ومخططاتها.. علي نحو ما تتاجر به قوي مماثلة داخل البلد الواحد.. وبين أبناء الشعب الواحد.
تمر بنا ذكري مولد الرسول.. وقد عادت من جديد افتراءات واساءات.. تتواري وراء حرية التعبير والصحافة.. تتطاول علي نبي الإسلام ومقدساته.. تتحدي مشاعر المسلمين.. وتستهدف جالياتهم بممارسات الكراهية والتمييز والتعصب.
إن ما يعانيه عالمنا الإسلامي من أوجاع, وما يواجهه من تحديات.. يقتضي منا وقفة صريحة مع الآخر.. ووقفة مماثلة في صراحتها.. مع النفس.
وقفة تتحدث بصوت واحد لدولنا وشعوبنا.. تتصدي لمن يتطاول علي ديننا ونبينا, ويستخف بمشاعرنا ومقدساتنا.
نقول لهم كفاكم حديثا عن حوار الثقافات والحضارات والأديان, وكفاكم تذرعا بحرية التعبير والصحافة.. وحاذروا من المضي في طريق سيؤدي بنا وبكم لمنزلقات خطرة.
نقول لهم إن هذا التطاول لن ينال من الرسول الكريم, فلقد تعرض للإساءة في حياته وبعد رحيله.. حاربه الكفار والمشركون.. واستهدفه العديد من المستشرقين.. ولن تنتقص من مكانته ومنزلته الرفيعة محاولات الإساءة اليه من بعض الجهلاء والمتطرفين.. الساعين للشهرة الرخيصة.
ونقول لأنفسنا بمنطق الصدق والمصارحة.. إن هناك من بيننا من أساء للإسلام قبل أن يسئ إليه غير المسلمين.. هناك من بيننا من تجاهل اعتدال الاسلام وسماحته, وابتسر تعاليمه وشوه صورته.. فأعطي الحجج والذرائع لمن يسيئون إليه, ولمن يربطونه ـ علي خلاف الحقيقة والواقع ـ بالتطرف والإرهاب والتخلف.
وما أحوجنا للتمعن في كل هذه المعاني ونحن نحتفل بهذه الذكري الخالدة لرسولنا الكريم.. ما أحوجنا لمراجعة جادة وتحرك فاعل لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين.. وما أحوجنا لخطاب ديني جديد ومتجدد, يؤكد اعتدال ديننا وسماحة تعاليمه.. يواجه السلفية والغلو والتطرف.. ويتأسس علي الفهم المتعمق لمقاصد الشريعة.. وصحيح الدين وجوهره.
إن الحاجة تشتد لخطاب ديني مستنير.. يعلم المسلمين ما ينفعهم في حركة الحياة.. يرتقي بسلوكهم ومعاملاتهم.. يرسخ في نفوسهم قيم العمل والاجتهاد والمثابرة.. ويدفعهم لملاحقة روح العصر وانجازاته.
فرض هذه الحاجة الماسة ما يواجهه عالمنا العربي والإسلامي من أزمات وخلافات.. كما تفرضها المحاولات المستمرة لطمس هويتنا, وتجاهل خصوصياتنا والنيل من مقدساتنا.
لقد كان الشرق الأوسط مهدا للديانات السماوية الثلاث.. فأصبح نهبا للعنف والصراع وإراقة الدماء.. ونوازع الشقاق والانقسام.
****************************************
جريدة الجمهورية الاربعاء 11 من ربيع الاول 1429هـ - 19 من مارس 2008 م عن [ خطاب شامل للرئيس في الاحتفال بذكري المولد النبوي ]
مبارك: وقفة مع الآخر والنفس
عالمنا الإسلامي يواجه تدخلات الخارج وقوي التشرذم بالداخل
إساءات الجهلاء والمتطرفين لن تنال من ديننا
أكد الرئيس حسني مبارك أن العالم الإسلامي يواجه رياحاً عاتية ومخاطر عديدة تتكالب عليه من خارجه ومن بعض أبنائه ويواجه أزمات وصراعات وتدخلات خارجية تنشر الفوضي وتهدد الاستقرار وتستخف بأرواح أبنائه وتستنزف ثرواتهم.. كما يواجه قوي تنتمي إليه تنشر نوازع الانقسام والتشرذم وتتاجر بالإسلام.
وقال الرئيس مبارك في خطابه المهم أمس في احتفال مصر بذكري المولد النبوي الشريف ان ذكري مولد الرسول تمر بنا وقد عادت من جديد إفتراءات وإساءات تتواري خلف حرية التعبير والصحافة وتتطاول علي نبي الإسلام ومقدساته وتتحدي مشاعر المسلمين وتستهدف جاليات المسلمين بممارسات الكراهية والتمييز والتعصب.. وكل ذلك يتطلب منا وقفة صريحة مع الآخر ووقفة مماثلة مع النفس.. تتحدث بصوت واحد لشعوبنا وتتصدي لمن يتطاول علي ديننا ونبينا.
وأضاف الرئيس: نقول لهم كفاكم حديثاً عن حوار الثقافات والحضارات والأديان وتذرعاً بحرية التعبير والصحافة وحاذروا من طريق يؤدي بنا وبكم لمنزلقات خطيرة.. فهذا التطاول لن ينال من الرسول الكريم ولن تنتقص من مكانته ومنزلته الرفيعة محاولات الإساءة من بعض الجهلاء والمتطرفين الساعين للشهرة الرخيصة.. ونقول لأنفسنا بمنطق الصدق والمصارحة: بيننا من أساء للإسلام قبل أن يسئ إليه غير المسلمين.. بيننا من تجاهل اعتدال الإسلام وسماحته وابتسر تعاليمه وشوه صورته فأعطي الحجج والذرائع لمن يربطونه علي خلاف الحقيقة بالتطرف والإرهاب والتخلف.
وقال الرئيس: ما أحوجنا لمراجعة جادة وتحرك فاعل لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين.. ولخطاب ديني جديد ومتجدد يؤكد سماحة واعتدال تعاليم الإسلام ويواجه السلفية والغلو والتطرف