Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ممرضات يرتدين النقاب - إنهيار حضـــــــــارى يزلزل مستشفيات وزارة الصحة فى مصــــــر

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
مذبحة أسيوط
عدد الجماعات الإسلامية
الهلوسة الدينية والبرامج الإنتخابية
محمد حسنى مبارك
الإرهاب فى عصر مبارك
إنتخابات 2005م
الأهرام فى 130 سنة
تعديل دستور الجهاد
أنفلونزا الطيور بمصر
سياسة مبارك الخارجية
رجوع البابا شنودة
سجن أيمن نور
الحذاء ومجلس الشعب
إضطهاد الأقلية الشيعية
طرائف مبارك صلعم
أشهر الحوادث والقضايا
كوارث سنة 2006م
شركات توظيف الأموال
قتل وسجن الكتاب والقضاة والشهود
البطالة والفساد ومبارك
المعونة الأمريكية لمصر
مصر مورد لأرهابى القاعدة
أحداث 2008
إهانة الشعب
التعديلات الدستورية
معارضة مصريين لمبارك
السفارة الأمريكية وفقر المصريين
قضية دولية ضد مصر
الهلوسة الإسلامية والحزب الوطنى
أخبار متفرقة
دول النيل وحصة المياة
تقرير دولى عن الألغام
مبارك ونزع الملكية
ممرضات يرتدين الحجاب
عصابات الجهاد الإسلامية
سقوط طائرة وزير الدفاع
مبارك وعائلة السادات
قناة توشكى
أحداث 2007م
الفساد والرشوة
البرلمان الأوربى
قانون مكافحة الإرهاب
مبارك والإساءة للإسلام
الشرطة وتعذيب عماد الكبير
إسرائيل وإقتصاد مصر
سرقات من البنوك بالمليارات
مصر تغزو أوربا سلمياً
مكافحة الفساد
إنتخابات مجلس الشعب الأولى 2010
شهادة ميلاد بأسم الأم
إنهيار المقطم بالدويقة
محمية وادى الجمال
قتل السودانيين الهاربين لإسرائيل
تنظيم الجهاد وإغتيال أبو باشا
كويكب صغير
نقيباً جديداً لأشراف مصر
بيع جثث مصرية إلى ليبيا
الأوسمة والميداليات الدولية والوطنية
مصريون بلا أوراق رسمية
كسوف جزئى للشمس
مبارك والأقباط
مجلس الدولة يرفض تعيين قاضيات
أقتل وأدفع سوزان تميم
مصر وحقوق الإنسان
أخبار متفرقة
دستور متضارب
حلايب المنطقة المتنازع
أزمة القنوات التلفزيونية الإسلامية
ألبوم صور الرئيس مبارك
وعكة صحية للرئيس
الجماعة الإسلامية وإغتيال مبارك
الساعات الأخيرة لمبارك
ثورة الشباب 25 يناير

Hit Counter

 

الإنهيار الحضـــــــــارى فى مصــــــر

عن روز إليوسف بتاريخ 15/11/2007 م عن خبر بعنوان [ فضيحة طبية وحضارية: الملائكة ارتــــدت النقاب فى مستشفيات وزارة الصحة ]
يعلم د. حاتم الجبلى - بحكم منصبه كوزير - أن النقاب ضرب أقسام التمريض فى عدد كبير من المستشفيات التابعة لوزارته.. ويعلم الوزير - بحكم تخصصه كطبيب - أن النقاب ضد حقوق المريض وضد كل المعايير الطبية التى تضمن سلامة المرضى.
يعلم وزير الصحة ذلك ويعلم أنها ليست حالات فردية بل وباء جماعى.. يعلم ويصمت عاجزا عن اتخاذ القرار الذى تمليه عليه مسئوليته السياسية وضميره المهنى.. وأغلب الظن أن صمته يأتى تحت ضغط الابتزاز الاجتماعى المقيت الذى يجعل كل من يقترب من هذه المنطقة عدوا للإسلام!! وتحت هذا الابتزاز كم ترتكب من جرائم ! فى مصر لم تكن صدفة أن يكون الاسم الشائع للممرضات هو «ملائكة الرحمة»، الاسم كان يصف - عن حق - طبيعة عمل الممرضة، وهو ليس عملا مجردا، التمريض عمل ورسالة أيضا، الممرضة التى تسهر على راحة مريض، وتراقب مراحل انتقال آخر من الموت إلى الحياة، وتداوى جراح ثالث، وتمنح الدواء لرابع، وتهرع طلبا لنجدة خامس.
الممرضة التى تقوم فى جزء من دورها بدور الأم مع مريض حوله المرض إلى طفل لا حول له ولا قوة، ليست سباكا أو نجارا يؤدى عمله ويرحل، هى صاحبة رسالة إنسانية، وجزء كبير من أدواتها هو الابتسامة فى وجه المريض، ونظرة التفاؤل التى ترمقه بها كل صباح، هذه المقدمة تذكرنا بأمور كانت طبيعية لكنها لم تعد كذلك، والسبب فى ذلك أن لدينا الآن - فى عدد كبير من مستشفيات الدلتا - ظاهرة غريبة، ممرضات يرتدين النقاب بشكل جماعى! ممرضات يتحولن من ملائكة الرحمة إلى وجوه سوداء. كيف يمكن أن يتناول مريض قرص دواء من ممرضة لا يرى وجهها؟! كيف يمكن أن تنام مريضة مطمئنة وتسلم جسدها لممرضة تختفى تحت نقاب يجعل من الصعب تحديد هويتها وما إذا كانت رجلا أم امرأة؟

والأهم هو كيف تدخل ممرضة غرفة العمليات بملابس مثل النقاب دون تعقيم عامرة بالتلوث؟ وهل يعرف مسئولو وزارة الصحة أن الممرضات المنقبات يرفضن خلع «القفاز» لغمر أيديهن فى المحلول المطهر قبل دخول غرفة العمليات؟! والسؤال الأهم كيف تهتم الممرضة بمريض مسجى على ظهره بين الحياة والموت وهى تؤمن أن مجرد رؤية الرجل لوجهها حرام، فضلا عن بقية أشكال التعامل الإنسانى والأدوار التى تفرضها مهنة التمريض. ونحن إذ نكشف ونفضح عبر صفحات هذا الملف هذه الظاهرة الشاذة، نجد أن الواجب يحتم علينا أن نقول أن ارتداء الممرضات للنقاب ليس له علاقة بالتدين بقدر ما له علاقة باختفاء المعايير والضوابط، وسقوط المهنة، وعدم احترام القيم وشيوع حالة من البلطجة المعنوية والفكرية، وجهل بثقافة العمل، ولو كان الموضوع موضوع حرية شخصية لأصبح من حق موظف البنك أن يذهب إلى عمله «بالبيجامة» وأصبح من حق محصل الكهرباء أن يطرق عليك باب بيتك وهو يرتدى ملابسه الداخلية! من العيب أن يقال هذا الكلام، ومن العيب أن تقف وزارة الصحة عاجزة أمام هذه الظاهرة التى تكشفها «روزاليوسف» فى سبق صحفى لم نكن نتمناه لأنه يعكس واقعا مزعجا وعبثيا، ونقولها صريحة واضحة: إذا كان جميع العقلاء يؤكدون أن هذا الزى الشاذ غير الإسلامى غير المصرى يعوق الممرضة عن أداء عملها، ويسلب المريض حقه الإنسانى والصحى فلابد من منعه، ونذكر المسئولين فى وزارة الصحة إن من حق أى جهة عمل أن تلزم موظفيها بارتداء الزى الملائم لمقتضيات العمل، ونقول لوزير الصحة: أصدروا لائحة واضحة تحدد الزى الذى يجب أن ترتديه الممرضة ولا تخافوا فى الحق لومة لائم، فإن لم تفعلوا فأنتم إما منافقون أو موافقون أو خائفون، ونحن لن نسكت عن خوف أو نفاق، وإلى عدد قادم وإنا لمنتظرون.

«روزاليوسف»

********************************************

ممرضات يرتدين النقاب بشكل جماعى!

هدى المصرى - أسماء نصار

انتشر النقاب فى مستشفيات محافظة الشرقية بشكل لافت وبأعداد متزايدة، خاصة بين أعضاء هيئة التمريض، ولم يقتصر غزو المنتقبات على قسم دون الآخر، فكما شاع ارتداؤه فى أقسام الباطنة والنساء والولادة والأطفال والأشعة والتحاليل والاستقبال والعيادات الخارجية، وفى أروقة المستشفى بشكل جماعى، وكأنها موضة انتشرت بين المنتقبات المرتديات الجوارب واللاتى لايظهر منهن شىء مطلقاً عدا العينين، فإنه انتشر أيضاً فى الأقسام المهمة والحرجة الخطيرة، كالجراحة والعمليات والحوادث والمخ والأعصاب والعناية المركزة والعظام والباطنة والكلى والكبد، مما ينفى ارتباطه بأقسام دون غيرها كالنساء والولادة أو الأطفال فقط، لأن المنتقبات القائمات على مهام التمريض فى تلك المستشفيات قررن ألا تقتصر مهامهن على الأقسام الطبية الخدمية أو المساعدة دون غيرها، كما اخترن أيضاً أقساما وعنابر يمتلئ بها الرجال، ولم يكتفين بالأقسام الحريمى فقط.
البداية كانت داخل مستشفى الزقازيق العام التابع لوزارة الصحة ويخضع لإشرافها المباشر، ويقبع فى العاصمة الزقازيق، وعلى حد قول إحداهن - منى محمد عيد- 54 سنة (منتقبة) إحدى الحكيمات، وهى من الممرضات القديمات الأكبر سناً بالمستشفى، وتشرف على قسم الباطنة، فإن أعداد الفتيات اللاتى ترتدين النقاب سواء من الممرضات أو حتى الطبيبات فى تزايد مستمر بالمستشفى، خاصة فى الأعوام الثلاثة الأخيرة، بل إن الأمر لا يرتبط بمسألة زواج الممرضة وإصرار زوجها على ارتدائها النقاب، ولكن معظم الفتيات اللاتى تخرجن من مدارس أو كليات التمريض يقررن ارتداء النقاب بعد استلامهن تكليف العمل بالمستشفى، أو بمجرد التعيين ونسبة منهن يكون وراء ارتدائها النقاب إصرار الزوج، وتضيف منى محمد: إن إدارة المستشفى لا تمانع مطلقاً أو تقف عقبة أمام الممرضة أو الطبيبة المنتقبة، بل بالعكس، وهذا السبب وراء تحفيز أعداد كبيرة منهن، على العكس فى سنوات ماضية كان الأطباء لا يحبذون التعامل مع المنتقبة، أما الآن فالأمر معتاد بالنسبة للأطباء الرجال والمرضى الذين نقوم على تمريضهم.

اختيارى
أمانى محمد ممرضة «منتقبة» وتعمل بقسم الباطنة تقول: أعمل بالقسم منذ أكثر من ثلاث سنوات وأنا ملتزمة بعملى وغيرى الكثيرات من المنتقبات، فهناك أقسام بالمستشفى تمتلئ بنا فى قسم الكلى والعناية المركزة والنساء والولادة والأطفال والمسالك البولية والأشعة والتحاليل، كما أن النقاب لا يعوقنى عن أداء عملى، خاصة أننى تعرضت لمواقف كثيرة مع المرضى، وكنت قادرة على الصمود، وتعاملت مع المرضى من الرجال وكانوا مصابين بأمراض خطيرة، ليس المهم الوجه أو التعبيرات أو التفاعل مع المريض بوجهى لأن أساس العمل هو الأيدى، ولو كانت إدارة المستشفى ترفض عمل المرأة المنتقبة فلماذا تسمح لكثيرات من الطبيبات بارتداء النقاب، أما ديانا طبيبة منتقبة فى قسم النساء والولادة فقالت: ارتداء النقاب اختيارى فى مستشفياتنا لمن أرادت أن تغطى وجهها، فلا توجد قيود علينا، كما أن النقاب لا يعيق عمل المرأة وإنما زى النقاب هو الزى اللائق بها! كما أنه ليس قيداً يقيد يديها أو رجليها كما أنه لا يحجب الرؤية أمامها أو فى طريقها، وكذلك الحركة، فلماذا الاعتراض عليه، والدليل على أن النقاب حرية شخصية فى المستشفى فأنا أعمل بالقسم منذ عدة سنوات ولم تستطع إدارة المستشفى أن تمنعنى من ارتداء النقاب أو تغلق أبوابها فى وجهى، والدليل على ذلك كثيرات من زميلاتى وفى أعضاء هيئة التمريض منتقبات ولا يتعرض لهن أحد بشىء.

وتضيف سماح خيرالله مشرفة تمريض بقسم العناية المركزة: نسبة المنتقبات فى المستشفى فى تزايد مستمر، وهناك أقسام تمتلئ بالمنتقبات خاصة قسم الكلى، وتعمل الواحدة منهن لساعات متواصلة وتسهر، وهناك أكثر من ممرضة فى قسم العناية المركزة تعملن فى ورديات ليلية، والأمر أصبح شائعاً وليس غريباً بالنسبة لإدارة المستشفى حتى لو اشتكى بعض المرضى أو قوبل بعضهن بالاشمئزاز من قبل الأطباء، فالمسألة أصبحت اعتيادية. أما هناء ممرضة منتقبة وتعمل فى قسم الأطفال فتقول: النقاب هو ستر للمرأة وهو شىء أساسى لكل بنت وسيدة ليس من حق أحد أن يفرض على أى إنسان شيئا لا يؤمن به خاصة الملابس، بشرط ألا تتعارض مع الدين والعادات المتعارف عليها، كما أننى لا أحب أن يتحدث معى أى شخص عن النقاب، ولن أسمح له بذلك لأنى أعتبره يتعلق بالدين قبل أى شىء، كما أنه ليس لنا خيار فيه لأنه أمر صارم وواجب التنفيذ لأنه يمس العقيدة. الطالبات أيضا
وفى مستشفى الزقازيق العام والذى يمتلأ بأعضاء هيئة تمريض منتقبات، فهناك أيضاً أعداد من طالبات التمريض تحت التمرين بها يرتدين النقاب عن قناعة كاملة بأنه واجب دينى نافذ، كما ذكرت إحداهن. أما أحد المرضى ويدعى فرج عبدالمنعم فعبر عن رأيه فى مسألة ارتداء بعض الممرضات النقاب بأن مهنة التمريض مهنة إنسانية فى المقام الأول، تستدعى التفاعل الإنسانى بين الممرضة وبين المرضى، لأن الابتسامة فى وجه المريض وملاطفته بالتخفيف من معاناته لهما أهمية فى العلاج النفسى فى بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان، وذلك يأتى فى المقام الأول قبل استخدام الأدوية والوصفات الطبية، فلماذا لا تستطيع الممرضة المنتقبة على سبيل المثال ألا تكشف عن وجهها أمام طفل مريض، أم أن ذلك حرام شرعاً؟! وفى مسستشفيات الزقازيق الجامعية فإن أعضاء الهيئات الطبية سواء من الطبيبات أو الممرضات والمشرفات على التمريض، أو الإداريات أو حتى طالبات التمريض تحت التدريب يرتدين النقاب، حيث تتواجد الممرضات المنتقبات فى جميع الأقسام بحد أدنى ممرضة أو اثنتان من المنقبات، والرقم الشائع هو ثلاث فى كل قسم، وكما يذكر دكتور محمد عادل طبيب بقسم العظام بمستشفى الحوادث بالجامعة، فإن ظاهرة النقاب انتشرت حيث يحجب معالم وجه المرأة كاملة مبقياً العينين فقط، والأغرب أن تختار المنتقبات الأقسام غير المعتادة بالنسبة لهن كأقسام الطوارئ والاستقبال والعيادات الخارجية والإشراف على الأقسام المختلفة، فلدينا بمستشفى الحوادث منتقبات فى تمريض العمليات ومشرفات بالعيادات الخارجية، فالمعادلة الصعبة هنا هى كيف يمكن أن تشارك المنتقبة فى العمليات الجراحية التى تحتاج مهارات خاصة، والوسط الجراحى يحتاج متطلبات معينة.. تعقيما معينا وحركة وسرعة ودقة فى الأداء.

انتحال
ويرى دكتور محمد جمعة - طبيب بقسم الجراحة بمستشفى الحوادث- أن المشكلة التى تكمن فى ارتداء أعضاء هيئة التمريض للنقاب، هى أن النقاب قد يساعد بعض الممرضات على الخروج والدخول إلى عملهن دون أن يستطيع أحد تمييزهن، وما فى ذلك من استغلال هذا الزى ببعض الأعمال أو التواجد فى أماكن لا يستطيع أحد رؤيتها، أو حتى الشك بها، والدخول إلى غرف أو عنابر المرضى والتجول داخل المستشفى دون أن يتمكن أحد من التحقق من شخصية من يدخل ويخرج، وماذا يفعل أو ينوى عمله. ويؤكد محمد زيدان - طبيب بقسم الجراحة - بأنه يتعامل مع كثيرات من المنتقبات، ولا توجد قوانين أو لوائح تقضى بمنع الممرضات من ارتداد النقاب أثناء العمل، فإدارة المستشفى لا تمانع فى ذلك ويضيف: قسم الجراحة يتطلب سد أى ثغرة فى عملية الانضباط فى العمل وعدم خروج الممرضة عن إطاعة الأوامر، والأهم السرعة فى الأداء وخفة الحركة فى ظل طبيعة الحالات وأعدادها المتزايدة، والمعروف أن بعض الممرضات يعزفن عن الالتحاق بهذا القسم بالذات بسبب الضغط المتزايد وتدفق الأعداد والحوادث المتلاحقة، ومع ذلك هناك منتقبات متواجدات بتلك الأقسام. يقول دكتور أحمد عبدالأعلى طبيب عظام أن عدداً من الأطباء الملتحين بالمستشفى لا يقبلون إلا بالتعامل مع الممرضة المنتقبة، بل إنهم لا يرضون التعامل مع ممرضة غير المنتقبة ويفضلونها منتقبة، ويشعرون بالارتياح الشديد إذا كانت الممرضة المعاونة منتقبة، ويرون أن النقاب يجعل الممرضة مختلفة تماماً! «التزام» و«هدوء» و«ربنا يرضى عنها»، وفى رأيى الشخصى أن المعيار الأساسى للحكم على الإنسان هى الشخصية والسلوك، ولا نستطيع أن نحكم على أى شخص من خلال ملابسه، ويضيف أنه يقتضى على من ترتدى النقاب أن تكون جديرة به، كما أننى لست مع من ينظرون لمن لا يرتدين النقاب بغرابة أو العكس، الأهم هو الشخصية والسلوك. ظاهرة ويرى دكتور أحمد فتح الله - طبيب تخدير - أنه فى غرفة العمليات بالذات لا يجب أن يكون النقاب وسيلة للتخفى، ولذلك لا يسمح للمنتقبات بالدخول أو الخروج إلا بعد مرورهن على مشرفة تقوم بكشف النقاب للتأكد من شخصياتهن، كما أن الأطباء يحتاجون لمعرفة من يتحدثون إليها، ومع ذلك فالنقاب أصبح ظاهرة فى مستشفيات الجامعة. وتشكو هبة جمال - ممرضة منتقبة بالعناية المركزة - من سوء معاملة بعض الأطباء الذين قد يتعاملون مع المنتقبة بخوف وحذر شديدين، وقد يعبرون عن ذلك باشمئزاز يضايقها عكس بعض الأطباء الشباب الملتزمين دينياً! وتقول «نصرة جودة» ممرضة منتقبة بمستشفى الولادة بالجامعة أن البعض قد يستغل مشكلة صغيرة حدثت فى مكان ما، ويبدأ فى نسج قصص وحكايات عن منتقبات لا أعترض على ما يتردد بشأن بعض وقائع وجرائم حدثت خلف النقاب قتل وسرقة وإرهاب، ولكن لماذا تضخم الأمور بهذا الشكل؟!

بدون اقتناع
أما بسمة أحمد - ممرضة منتقبة فى قسم العمليات بالمستشفى - ففجأة وبدون سابق إنذار ارتدت النقاب، وعلقت زميلاتها بذات القسم على ذلك بأنهن لا يعرفن ما هى شروط وقواعد ارتداء النقاب، خاصة أن بسمة كانت غير مقتنعة بارتدائه، وتحت ضغوط وإصرار زوجها ارتدت النقاب بعد فترة قصيرة من زواجها بصعوبة بالغة بعد ضغط شديد من والدتها التى أقنعتها بارتدائه حتى لا تخرب بيتها، وهى الآن تمارس عملها بالنقاب فى غرفة العمليات. وتقول إحدى زميلات بسمة: بسمة ارتدت النقاب بسبب إصرار زوجها وإلحاح والدتها، ولا يوجد سبب آخر، فهى غير مقتنعة بالنقاب ، وكل ما يهمها هو تجنب المشاكل مع زوجها، أما أنا فلو فكرت فى ارتداء النقاب فلابد أن أكون مقتنعة بذلك، ولا أسمح لأى شخص أن يفرض رأيه علىَّ بغض النظر عن أى مشاكل أسرية. أما دكتور أحمد عبدالصبور - استقبال طوارئ - فيقول: هناك مشكلة فى ارتداء النقاب فى غرفة العمليات والجراحة، حيث يكون هناك حاجز معنوى بين الطبيب والممرضة التى تساعده، بالإضافة إلى أن المرضة تأتى بنقاب غير معقم، كانت تسير به فى الشارع ويحمل آلاف الجراثيم، وأحياناً يصل الأمر لحدود الكوميديا حيث تتغيب الممرضة المختصة بالعمليات، وتأتى أخرى مكانها والطبيب لايعلم من التى تساعده، وهل هى مدربة على المساعدة فى العمليات أم لا؟ بينما يرى حسنى نظمى «ممرض» بأن تعليق الأطباء على ارتداء النقاب لن يكون موضوعياً، خاصة أن البعض قد يعتبر أن اعتراض الطبيب على ارتداء الممرضة التى تعمل معه فى نفس القسم للنقاب، يعنى بأنه يرغب فى كشف وجهها أو أن تكون وراءه رغبة ذكورية. رضا نصر - أحد المرضى بمستشفى الجامعة - يرى أن النقاب قد يكون ظاهراً فقط، ولذلك يجب على من ترتديه أن ترتديه عن اقتناع ذاتى داخلى، فلا يصح أن ترتدى النقاب، وتسلك صاحبته سلوكاً منحرفاً أو شاذاً لتختفى وراء النقاب قائلاً: لابد أن تكون المنتقبة على درجة إيمانية رفيعة، وأن تكون مخلصة فى عملها، وفى ذات الوقت ينبغى على الممرضات خلع النقاب داخل أقسام الأطفال حتى لا يصابون بالذعر، وكذلك فى أقسام النساء والولادة نظراً لأنها خالية من الرجال، ولا يوجد أى حرج فى خلع النقاب داخل تلك الأقسام.

ليس فرضا
بينما يرى حميدة عبدالرسول (مرافق أحد المرضى) بأنه لا ينبغى أن ننظر للمرأة على أنها دائماً محرك للغرائز، ولا يجوز أن تسيطر فكرة واحدة على عقول الأزواج بأن زوجاتهم معرضات دائماً للفتنة والشبهات، لأن المرأة بسلوكها وتعاملها هى التى تفرض الطريقة التى يتعامل بها الرجال معها، وبالتالى فإن النقاب لا يعتبر وسيلة حماية للمرأة، فالأهم سلوكها وطريقة تعاملها التى تفرض تعامل الآخرين معها وتحدد مسلكهم تجاهها، كما أنه ليس من حق الممرضة أن ترتدى نقاباً أو خيمة سوداء، خاصة أن ارتداء النقاب ليس فرضاً دينياً، ولكنه مجرد عادة وسلوك يتسم بالتعصب فتؤذى به المرضى وتؤلمهم نفسياً، وهى المفترض أن تعاملهم بالرفق والرحمة، خاصة أن هذه المهنة تعتمد على الإنسانيات قبل أى شىء، وللأسف نسبة من المنتقبات ترتدى النقاب عن غير اقتناع لمجرد أن زوجها شكاك وغيور، فما ذنب المرضى كبار السن والأطفال وأصحاب الحالات الحرجة.

غــــزو
سبق لرئيس قسم العظام بمستشفى الجراحة بالجامعة أن عبر عن موقفه تجاه ظاهرة ارتداء أعضاء هيئة التمريض بالقسم النقاب بشكل جماعى، كما أكدت آمال عبدالحميد مشرفة التمريض قائلة: إن الدكتور محمود شلبى رئيس قسم العظام بالمستشفى فوجئ بأن الهيئة التمريضية التى ستتعاون معه جميعها مكونة من فتيات منتقبات - حتى مشرفة التمريض كانت منتقبة - لدرجة استفزت رئيس القسم خوفاً على مرضاه، وتخوفاً من حدوث مشاكل بسبب النقاب. وتروى هدى - مشرفة تمريض بقسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الجراحة مواقف حدثت بين رئيس قسم العظام وعدد من الممرضات المنتقبات، وتقول بأن بداية الموضوع كانت منذ ثلاث سنوات، عندما دخل القسم واكتشف أن جميع الممرضات منتقبات، وكان رأيه أن يخفف عددهن بالقسم، وبالفعل نقل عدد منهن واستبدلهن بأخريات غير منتقبات، وبمجرد أن حلت غير المنتقبات محل المنتقبات، حدثت عملية تبادل الأدوار حيث قررت الفتيات ارتداء النقاب، والآن توجد ممرضتان منتقبتان بالقسم. أما نورا محمد فهى أيضا ممرضة منتقبة اختارت أن يكون عملها بقسم الجراحة، وأن يكون مرضاها من الرجال، وفى نفس القسم توجد هانم إبراهيم ممرضة ارتدت النقاب منذ عام تقريبا بسبب ضغوط من زوجها الذى يعمل (كهربائيا)، وتشكو هانم من سوء معاملة الأطباء وصعوبة وضغوط العمل بهذا القسم الذى وصفته بأنه شاق قائلة: الشغل كتير فى القسم حيث أعمل حوالى 21 ساعة فى اليوم من الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء، بل إن الواحدة منا تجد نفسها مضطرة للتعامل مع 52 حالة بمفردها، كما تلتزم بالمبيت فى المستشفى كل عشرة أيام فى الشهر لمدة ليلة، ولا توجد حجرة لنا أو دورة مياه خاصة بنا، بالإضافة إلى السهر والمعاملة السيئة وعدم المساواة فى المعاملة، فعملى يتطلب القيام بتجديد غيار المريض فى ساعات متأخرة وبشكل متكرر ومعاونة الأقسام الأخرى كالمعامل والأشعة، وتضيف: معاناتى فى قسم الجراحة بسبب عدد الساعات الطويلة التى أقضيها خارج المنزل، صحيح أننا نقوم بخدمات إنسانية جليلة، ولكننا ندفع الثمن، فهناك مشاكل بينى وبين زوجى، حيث أعود إلى المنزل منهكة القوى وعصبية ولايوجد وقت كاف لمراعاة أولادى. أما داليا عبدالمنعم - ممرضة فى الاستقبال بمستشفى الولادة - فتقول: تتزايد أعداد المنتقبات فى المستشفى كل عام، خاصة حديثات التخرج من مدارس التمريض لدرجة أننا نعانى من صعوبة فى التعرف على الواحدة منهن، ولكننا اعتدنا بالتدريج على معرفة كل شخصية من خلال هيئتها وصوتها ولدينا بالمستشفى عدد لابأس به من الممرضات المنتقبات، وكذلك الحكيمات، وتضيف نورا حسين ممرضة بذات القسم: تتواجد المنتقبات فى كل قسم بمستشفيات الجامعة المختلفة سواء الجراحة أو الحوادث أو الولادة أو الباطنة، بل إن العدد الشائع فى كل قسم (ثلاث) ونادرا ما توجد أقسام لا تتواجد بها منتقبات خاصة أن الفتيات تلتزمن قبل الزواج والخطوبة، ونسبة من السيدات متزوجات من زملائهن ملتحين، كما أن الرجال فى المستشفيات يحبذون المرأة المنتقبة سواء من الأطباء أو الممرضين أو حتى الإداريين.

عادة
وبدبلوماسية شديدة مثل باقى أطباء مستشفيات جامعة الزقازيق تحدث دكتور خالد عبدالبارى مدير عام مستشفيات جامعة الزقازيق عن ظاهرة انتشار النقاب بين أفراد الطاقم الطبى مستنكرا أن نطلق على تزايد أعداد المنتقبات (ظاهرة) بل اعتبر الأمر مجرد عادة تقترن بالممرضات الآتيات من السعودية وأتيحت لهن فرصة العمل بمستشفيات الجامعة. بينما أكد دكتور سعد العش عميد كلية طب جامعة الزقازيق بأن نسبة المنتقبات محدودة مقارنة باللاتى ترتدين الخمار. وترى عايدة على عبدالرحيم - رئيس التمريض بمستشفيات الجامعة - أنه لايجوز أن نمنع المنتقبة من ارتداء النقاب، كما أنه ليس من حق المريض أو الأطباء أن يطالبوها بذلك، وتؤكد على خلاف الحقيقة أنهن نسبة محدودة ولاتمثل أى مشكلة، ولم تحدث أى معوقات فى العمل بسبب النقاب.

مظهر
ويعلق دكتور سيد أبوالخير - وكيل أول وزارة الصحة بالزقازيق - على ظاهرة انتشار النقاب فى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بالمدينة قائلاً: إن المصريين يميلون إلى التدين بالفطرة، وإن كان هذا التدين فى حد ذاته لايتعدى كونه مظهرا قد لا ينم عن جوهر ومضمون لأن الإيمان لابد أن يكون داخل الإنسان، وفى نظرى لايوجد سبب يجعل إنسانا يخبئ وجهه ولايظهر منه شيئا، فلماذا التخفى ومسموح للمرأة أن يظهر منها وجهها وكفاها، والنقاب يخفى الوجه وبالتالى تتولد حالة من الشك والريبة والغموض بالرغم من أن الرسول الكريم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، كما أن النقاب يتعارض مع الطبيعة الإنسانية، وقد يصبح عازلا بين الممرضة والمريض، وهذا لايصح إلا فى غرفة العمليات، وللأسف فإن هذه الظاهرة انتشرت فى مستشفيات وزارة الصحة بالمحافظة فى السنوات الأخيرة خاصة مستشفى أبوكبير المركزى، والذى توجد به نسبة كبيرة من الممرضات المنتقبات بالرغم من أن ارتداء النقاب قد يتعارض مع عمل الممرضة فى بعض الأقسام كالجراحة والأطفال والأشعة والتحاليل والأقسام التى تتطلب مزيدا من الثقة والجهد والتركيز بحيث لايصبح النقاب عائقا عن العمل، كما أن الممرضة لابد أن تتعامل مع المريض بإنسانية وعطف وتشعره بأنها تحس بآلامه من خلال تعبيرات الوجه تحاول أن تخفف عنه معاناته بتعامل راقد وتعامل إنسانى بابتسامة لاتفارق وجهها لأنها تراعى المريض وتواظب على إعطائه العلاج والطعام، وجزء كبير من علاج المرضى فى بعض الأمراض علاج نفسى، فكيف نحصل على ذلك بالنقاب.
ويضيف أبوالخير: للأسف لا توجد لوائح أو قوانين تحظر ارتداء الممرضة للنقاب، وإلا طبقت هذه اللوائح تلك بنفسى وأجبرت الممرضات على عدم ارتدائه لأنى أرى النقاب عادة بالية وليس فرضا فى الإسلام، كما أننى اكتشفت أن هناك ممرضات نسبة كبيرة منهن لجأن لارتداء النقاب حتى تصدر قرارات بنقلهن إلى وحدات صحية صغيرة، حيث تقل ضغوط العمل وتخفف الأعباء على كواهلهن، وبالفعل عندما شرعت فى نقل إحدى الفتيات التى ارتدت النقاب كحيلة لنقلها لوحدة صحية صغيرة فوجئت برئيسة التمريض تخبرنى بأن نقل تلك الممرضة سيدفع ويحفز جميع الممرضات لارتداء النقاب حتى أوافق على نقلهن إلى وحدات صحية يخف فيها عبء العمل.

ضوابط
ويضيف: المشكلة أن هناك عدة وقائع حدثت وارتكبت ولم يستطع أحد كشف الفاعل، وجرائم حدثت من بعض الرجال كانوا يتخفون فى زى سيدات منتقبات، ولذلك أتمنى نزع النقاب وكشف الوجه واعتماد ذلك ضمن ضوابط العمل بمستشفيات وزارة الصحة حتى تصبح بيئة آمنة للعمل والإنتاج خاصة أن مهنة التمريض تتعلق بصحة الإنسان وحالته النفسية، وذلك يتطلب أن يكون صاحب هذه المهنة على درجة كبيرة من الاستعداد وأداء واجبه على أكمل وجه دون أدنى استهتار بمشاعر المريض لأننا مع الاعتدال وليس التشدد أو التطرف والمغالاة. وفى محافظة أخرى تبعد عن الشرقية ستجد الوضع مشابها وهو ما يجعلنا ندرك أننا أمام ظاهرة تجتاح مصر كلها لسبب ما.. أصبح نقاب الممرضات ظاهرة منتشرة فى معظم مستشفيات محافظة كفر الشيخ والمراكز التابعة لها وفى أكبرها تحديا فإذا ذهبت لمستشفى العبور فهى أكبر مستشفى للتأمين الصحى فى المحافظة والتابعة للهيئة العامة للتأمين الصحى فرع وسط الدلتا.. ستجد على باب المستشفى عددا كبيرا وملحوظا جدا من المنتقبات يدخلن ويخرجن من المستشفى وقد نعتقد فى البداية أنهن يزرن أقاربهن داخل المستشفى ولكن سرعان ما نتذكر أن الساعة العاشرة صباحا وأن موعد الزيارة يبدأ من الثانية ظهرا فيخمن أنهن موظفات عاديات داخل المستشفى.
ولكن عندما تتحدث مع عدد منهن ستجد أنهن ممرضات واحدة أنهت ورديتها وأخرى تدخل كى تبدأ مهمتها.. ولكن إذا بادرت بالسؤال عمّا يخص النقاب من أسئلة مثل كيف تعمل فى تلك المهنة بالنقاب وهل يضايق ذلك المرضى وهل لديها أى تحفظات كمنتقبة فى التعامل مع الرجال من المرضى وهل تسبب لها النقاب فى مشاكل مع أحد المرضى أو تسبب وجود النقاب مشاكل داخل المستشفى وهل طلبت منها إدارة المستشفى عدم ارتداء النقاب أثناء العمل؟! تجدهن يهربن من الإجابة قائلات تلك مسألة شخصية وإذا ردت عليك أحدهن تقول ليس هناك أى مشكلة فى كل تلك الأشياء ويبتعدن عنك سريعا فهن بالفعل يخشين من التحدث فى هذا الموضوع ويصدرن لك إحساسا أنهن يعرفن أن الوضع غير طبيعى ولكن لم يمنعهن أحد بالفعل. عندما دخلت المستشفى وجلست أنتظر مقابلة المدير وجدت أنه فى الطرقات المجاورة لحجرة المدير وفى الصالات الرئيسية بالمستشفى نسبة كبيرة جدا من المنتقبات المرتديات النقاب والملابس السوداء أو القاتمة يتجولن داخل الحجرات والصالات وبعضهن يدخلن حجرة المدير يخرجن ويودعن زملاءهم من الرجال وتسود بينهم روح طيبة وجو من المرح والحديث وسهولة تدرك أنهن ممرضات من داخل المستشفى لأنهن ينزلن من الدور الثانى الممنوع على أى غريب مثلى أن يقترب منه فى مثل تلك الساعة العاشرة صباحا حتى موعد الزيارة الثانية ظهرا.. ومن خلال حديثهن مع زملائهن أدركت أنه يوجد من هؤلاء المنتقبات مشرفات على الممرضات وأثناء جلوسى فى الدور الأول بعد الأرضى والذى يوجد به حجرة المدير لم أشاهد إلا عددا قليلا من غير المنتقبات والنسبة الأكبر كانت منتقبات ولكن إذا بادرت بالسؤال عن هذا تبدو لك من أن تلك منطقة حساسة لا يحق لك السؤال عنها.

مـئــات
وعندما دخلت للمدير أتحدث معه عن أنى أجرى تحقيقا لمجلة روزاليوسف وكانت فى حجرته سيدتان إحداهما منتقبة والأخرى ليست كذلك وأثناء جلوسى دخلت عليه أكثر من منتقبة فتحدثن معه عن أمور فى التمريض والعمل وكان يبدو أن التعامل مع المنتقبات طبيعى جدا ولا يوجد أى مشاكل أو حساسيات بينهن وبين إدارة المستشفى.. فى البداية رفض تماما وقال لى ممنوع الحديث مع المرضى أو التجول فى الحجرات وهذا قرار نهائى وبعد محاولات وافق بشرط أن آتى له بتصريح من د. محمد نصار مدير هيئة التأمين الصحى فرع وسط الدلتا بطنطا الذى يتبع له المستشفى وبعد أن أتيت له بالإذن قال: الآن استطيع أن أتحدث معك فى كل ما ستسألين عنه ولكن يظل ممنوعا أن تتجولى فى حجرات المرضى أو تتحدثى معهن، فوافقت مبدئيا وطلبت منه أن أتحدث مع بعض الممرضات فأتى لى بممرضتين شابتين غير منتقبتين وجلست وتحدثت معهما عن المستشفى والمرضى والمشاكل التى تواجه رسالتها عن نسبة المنتقبات الكبيرة التى رأيتها داخل المستشفى فقالت إحداهما بتلقائية هم أكثر مما رأيت بكثير، فقلت لها كم يبلغ عددهن تقريبا؟ فقالت نحن 002 ممرضة بينما يبلغ منا حوالى 05 ممرضة منتقبة فسألتها وهل تسبب ذلك فى أى مشاكل داخل المستشفى؟ فردت بتردد لا وعللت ذلك بأن النقاب منتشر فى كل مكان ولم يعد أحد يستاء منه بل بالعكس يعتبره البعض دليلا على تقوى الممرضة وتدينها بينما امتنعت الأخرى فى الحديث تماما فى هذا الشأن.
وعندما تحدثت مع العميد كمال يوسف بكرى المدير المالى والإدارى بالمستشفى سألته عن نسبة المنتقبات بين الممرضات فقال حوالى 52% من نسبة الممرضات بالمستشفى يعنى حوالى 05 ممرضة وعندما سألته عما إذا كان ذلك يتسبب فى مشاكل، قال أنا موظف أمن ولا تدخلينى فى مشاكل وتلك منطقة حساسة جدا لا يمكن التحدث فيها معهن وعندما عدت لمدير المستشفى د. محمد السيد زقزوق وقلت له أنى أثناء وجودى وانتظارى فى مكتبك وجدت نسبة كبيرة جدا من المنتقبات فأنكر وقال: إنهن لا يتعدين عشر ممرضات وقال: إن هذا أمر يخصهن وهذه طبيعة الريف عموما الذى يفضل التدين كما أنه لا يوجد عنده أى تعليمات محددة بمنع الممرضات المنتقبات وأضاف أن المقياس عنده هو العمل والمنتقبات يؤدن عملهن فى المستشفى على أكمل وجه مثلهن مثل غير المنتقبات ولا يمتنعن أى أداء أى عمل تقضيه مهنة التمريض ولا توجد مشكلة ولا تجرؤ أى واحدة أن تمتنع عن أداء جزء من عملها وإذا فعلت لحظتها نستطيع أن نعاقبها ولكن هذا لم يحدث على الإطلاق على حد قوله وعن بداية ظهور تلك الظاهرة قال: إنه مدير المستشفى منذ 5 سنوات وعندما جاء كانت هنا منتقبات ولكن العدد فى تزايد فهناك ممرضات غير منتقبات يرتدين النقاب مع الوقت إلا أن العدد الذى ذكره د. زقزوق من المؤكد غير صحيح لأننى اتفقت معه بعد طول جدل أنى لابد كى يكتمل التحقيق أن أتجول فى المستشفى بحرية فوافق أن أصعد الدور الثانى أن يكون برفقتى العميد كمال بكرى الممثل للأمن وأثناء تجولى وجدت بالفعل نسبة كبيرة جدا من المنتقبات وهو ما جعلنى أتأكد أن النسبة الأولى التى ذكرها لى غير صحيحة على الإطلاق ولكن المنتقبات التى رأيتهن فى حجرات المرضى مختلفات لأنهن يلبسن نقابا وملابس بيضاء لا أعرف ولم أكن أعرف إذا كانت إدارة المستشفى هى التى طلبت منهن ارتداءها أم لا وقد كن يتعاملن مع المرضى بشكل طبيعى أو هذا على مايدل وعندما تحدثت للعميد مرة أخرى وسألته متى بدأت هذه الظاهرة؟ قال لى: من حوالى سنة فأنا موجود هنا منذ فترة طويلة ولم يظهر نقاب الممرضات إلا من سنة واحدة ويضيف أن تلك الظاهرة حديثة جدا فكل واحدة تتزوج ويطلب منها زوجها النقاب تنتقب.

فى زيادة
يضيف أنه لا يفضل هذه الظاهرة ويحاول أن يحجمها ولكنها فى ازدياد وأضاف أنه لو أن هناك إلزاما من الوزارة بمنع النقاب داخل المستشفى لنفذ ذلك ومنعناهن تماما من الدخول بالنقاب داخل المستشفى ولكن ليس لديه أى إلزام كى يمنعهن أو حتى يتحدث معهن كل ما عليه أن يفعله هو المراقبة الجيدة.. وأضاف أن المريض الريفى مسالم كما أنه اعتاد على النقاب فى الشارع والبيت وفى كل مكان فليس فيه ما يفاجئه أو يخيفه فلا توجد مشاكل ولا أحد يعترض وقد بدأ لى كلام العميد صحيحا إلى حد ما فالمرضى هناك يبدوعليهم الفقر الشديد والمرضى وهم مستسلمون تماما لأى حد يدخل ويتعاملون مع الممرضات المنتقبات بمنتهى الاستسلام بل مع الجميع وعندما سألت أحد المرضى عمّا إذا كان ذلك يسبب له مشكلة فقال إنه لم يكن يحلم أن ينام فى مثل تلك الحجرة النظيفة أو يأكل مثل هذا الطعام وهذا كل ما يعنيه، لكن الموضوع ليس بتلك السهولة فهذا المريض له حق آدمى يتمثل فى تهيئة جو لا يمثل أى خطورة عليه وهذا يتنافى مع وجود ممرضة منتقبة وقد لاحظت أن العميد كمال متفهم تماما لخطورة هذا الوضع وقد حاول أن يلمح بذلك لكنه خشى لحساسية وضعه وأكد أنه لم تحدث أية مشاكل، وعندما تحدثت مع إحدى الممرضات المنتقبات وهى الوحيدة التى قبلت الحديث معى فقالت إن هناك شائعة انتشرت فى المستشفى منذ فترة بأن هناك قرارا سينمع أن تكون الممرضات منتقبات ولكن انتهى الكلام دون إلزام أحد بذلك وقد نفى د. زقزوق هذا الكلام أما العميد كمال فقال بالفعل أنهم منذ شهور قالوا أنهم سيفعلون ذلك ولم يصل لنا أى قرار ولم يحدث شىء.

تضارب
أما د. السيد الشرقاوى رئيس قسم الجراحة بمستشفى العبور فقال: إن تلك الظاهرة موجودة منذ عام 0002 وبكثرة وقد زاد عددها بشكل كبير وقد تعجب عندما سألته عن خطورة هذا الوضع وقال هذا شىء ليس بالغريب بالمرة وهن يقمن بكل أعمالهن يدخلن حجرة العمليات بسهولة لأنه فى حجرة العمليات يخفين وجوههن بالكمامات وقد رفض أن يزيد فى هذا الكلام لقد بدا لى أن هناك تضاربا فى أقوال أعضاء المستشفى عن بداية تلك الظاهرة وعددها داخل المستشفى حتى تحدثت مع السيدة (منى أمين) رئيس تمريض مستشفى العبور، الأعلم بالممرضات اللاتى ترأسهن، وقالت لى: إن كل تلك الأرقام غير حقيقية وأن النسبة الحقيقية للممرضات المنتقبات داخل المستشفى هى 08% أى حوالى 061 ممرضة، لأن العدد المسجل لديها حوالى 391 ممرضة وقد بدا لى هذا العدد مناسبا بالنسبة لما رأيته وتقول السيدة متى أنها فى المستشفى منذ فترة طويلة وأن تلك الظاهرة بدأت فقط منذ سنتين، ولكن العدد فى تزايد لأنهن يقنعن بعضهن بارتداء النقاب، كما أن الفتيات عندما يتزوجن يطلب منهم أزواجهن ارتداء النقاب.

خطأ
وتقول السيدة منى حسين رئيسة التمريض فى الهيئة العامة للتمريض (اجتمعت بهن فى القاهرة منذ عدة أشهر وكانت تناقش أنها ستلغى النقاب داخل المستشفيات) ففى الشارع تستطيع أن ترتديه، ولكن فى الست ساعات مدة عملها عليها أن تلتزم بالزى الرسمى للتمريض وأن يكون وجهها مكشوفا وتضيف السيدة منى، لكن هذه المناقشة لم تجد بقرار ولم ينفذ شىء وقد كان ذلك مصدر الشائعة التى حدثتنى عنها إحدى المنتقبات بالمستشفى وتقول أنها كرئيسة تمريض ترى أن للمريض الحق الكامل فى أن يرى وجه من تمرضه، وهى تفضل ألا تكون هناك تلك الظاهرة لأنها قد تتسبب فى أخطاء مهنية وتضيف السيدة منى رئيسة التمريضة بمستشفى العبور - صاحب أكبر نسبة للنقاب فى كفر الشيخ - رغم أنها ترى مهينيا أنه لا يجب أن يكون هناك نقاب، ولكنها لا تستطيع أن تطلب من إحداهن أن تخلع النقاب وترد قائلة: (أنا أعتقد أن هذا حرام فكلنا مسلمون ولا يجب أن أقف ضد تدينهن، وتضيف أنه إذا جاء قرار من الوزارة سنقوم بتنفيذه، ولكن إلى الآن كل ما يعنيها العمل وهن ملزمات بكل عمل يقمن بتأديته، إلا أنه إذا كان هناك حالات يتحرجن منها، يقمن بإدخال رجال لمساعدة المريض. وهذا بالنسبة لمستشفى العبور الأشهر والأكبر فى نسبة الممرضات المنتقبات وفى الحقيقة يوجد فى العديد من مستشفيات كفر الشيخ بعض المنتقبات، ولكن فى تحقيقنا ركزنا على الحالات التى تمثل ظاهرة بالفعل والعدد فيها مرتفع، والأهم أنه فى تزايد مستمر، ففى مستشفى كفر الشيخ العام يوجد عدد من الممرضات المنتقبات، ولكن فى الحقيقة ليست كالنسبة الكثيفة الموجودة فى العبور، فيبلغ عدد المنتقبات أكثر من 03 منتقبة، ولكنهن لافتات جدا للنظر وهن مختلفات عن ممرضات العبور فى أنهن يرتدين نفس النقاب الأسود الذى يأتين به من المنزل والشارع، والذى يمارسن العمل، وهنا تكمن خطورة كبيرة.
وقد حدثنا د/ محمد أبو زيد مدير المستشفى العام بكفر الشيخ عن تلك الظاهرة وقال إنها حرية شخصية كما أنه لا يوجد ما يلزمه بمنعهن من ارتداء النقاب، ويضيف أنها ليست ظاهرة خاصة بالتمريض، ولكنها فى الأساس عادات وتقاليد وزيادة فى الالتزام بالتعليمات الدينية بسبب القنوات الفضائية التى تحث الناس على الالتزام بالمظهر الدينى السليم. وقد افترض مدير المستشفى أن المظهر الدينى المتكامل والسليم فى النقاب وأنه لا يستطيع أن يرفض أبدا التدين والالتزام.. لا أعرف إذا كان هذا على حساب العمل أم لا؟ ثم يعود ويناقض نفسه ويقول إلا أن ظاهرة النقاب فى الأساس سببها التقليد فالنساء ينظرن لبعضهن ويقلدن زميلاتهن، لذلك يزداد العدد بسرعة. وعندما سألته عمّا، إذا كان لا يرى أى سلبيات فى النقاب فأدهشنى برده، إذ قال أن السلبيات تتمثل فى أنه من الممكن أن يتخفى رجل فى زى امرأة ويدخل عنبر الممرضات لأى غرض وأضاف أنه يتوقع حدوث ذلك ! وأضاف أنه يأتى له شكاوى من أفراد الأمن من المستشفى تعبر عن خوفهم من أن يكون هناك رجال أو أناس مجهولو الهوية متخفين تحت النقاب، ويضيف د/ أبو زيد أنه رغم ذلك لا يستطيع أن يأخذ أى إجراءات لأن المقياس عنده أن تكون هناك وقائع مسجلة، وهذا لم يحدث بعد، ولكن عندما يحدث سوف أفكر. لقد كان كلام د/ أبو زيد مدير المستشفى مستفزا بالنسبة لى لدرجة أنه عندما سألته عمّا إذا كان هناك إلزام أو قرار بمنع المنتقبات الممرضات، فرد قائلا حسب نوع الإلزام، فطلب منه أن يوضح فقال لا أستطيع أن أنفذ ما يتعارض مع الظواهر الاجتماعية والتدين المنتشر، فلابد أن أراعى ذلك، وأن يراعى هذا الإلزام ذلك، د. أبو زيد يجزم أنه لن يصدر قرار بمنع الممرضات من ارتداء النقاب أثناء العمل، لأن القرارات غالبا ما تراعى البعد الاجتماعى والدينى ! أما إذا كان هناك إلزام حتمى وواضح فصعب أن أتجاهله، ولكن لا أستطيع أن أنقذه فسأقوم بدراسته وعمل استطلاع مع الأطباء والممرضات حوله. النقاب من وجهة نظر د. أبو زيد له جوانب إيجابية على حد قوله فالنقاب فى رأيه دليل على التدين !!
وهى بالطبع ستكون أكثر إخلاصا ؟ لقد كان كلام د. أبو زيد صارما ومختلفا عن كلام د. محمد زقزوق مدير أكبر مستشفى - عن الممرضات المنتقبات الذى قال لى أنه لو هناك قرار قاطع بمنع المنتقبات سأقوم بتنفيذه فورا، وهكذا قالت لى رئيسة التمريض لديه، أما السيدة أمل من المشرفات ورئيسات التمريض بمستشفى كفر الشيخ العام، اعتبرت أن النسبة بالمستشفى ليست بالكبيرة فهن 23 منقبة بالضبط كما هى مسجلة لديها، وتلك النسبة ليست ثابتة فهناك من تخلع النقاب وهناك من ترتديه على حد قولها، وعندما سألتها عما إذا كان وجودهن يسبب مشكلة فقالت إنه لتفادى المشاكل قامت بعزل الممرضات المنتقبات عن الحجرات التى بها رجال ووضعتهن فى قسم الحريم، كانت تلك هى وجهة نظرها فى تفادى المشكلات التى يترتب عليها النقاب، لأنها ترى أنه من حق المريض أن يرى وجه من تعالجه وتقول أنها سمعت بمسألة التنكر تلك، ولكن ليست فى المستشفى العام بكفر الشيخ، وإنما فى مستشفيات أخرى، أما د. يوسف أبو العينين وكيل مستشفى كفر الشيخ العام فيرى أيضا أن النقاب حرية شخصية ومادامت الممرضة تؤدى دورها، فلا يوجد ما يمنع أن تكون منتقبة، ولكن هناك أماكن يصعب دخولها مثلا العمليات لأن المنتقبة لا يمكن أن تتعقم التعقيم الكامل والآمن داخل حجرة العمليات مما يدل على أن النقاب قد ينقل الأمراض داخل حجرات المستشفى العام، كما أنها لابد أن تشمر عن ذراعها للتعقيم، وأضاف أن تلك المسائل تحتاج إلى قانون ينظمها وتحتاج إلى مناقشات طويلة ليست على مستوى المستشفى، ولكن على مستوى الوزارة.

انزعاج
أما مستشفى قلين العام (فى محافظة كفر الشيخ)، أيضا فيمثل النقاب ظاهرة كبيرة هناك إذ يوجد حوالى 04 منتقبة وهى نسبة تعتبر كبيرة إلى حد ما فى طاقم ممرضات يبلغ عدده حوالى 021 ممرضة وفى مستشفى أقل حجما من مستشفى كفر الشيخ العام.. هذا ما قاله لنا د. خليل منصور مدير مستشفى قلين العام، وقد كان سعد كثيرا بانتباه روزاليوسف لهذه الظاهرة لأنه على حد قوله ينزعج كثيرا من نقاب الممرضات الذى بدأ منذ 6 أو 7 سنوات فى المستشفى بمنتقبة واحدة أو اثنتين حتى أصبحت ظاهرة ومقلقا على حد قوله ولأنه لجأ لجميع الهيئات المسئولة كى يوقف ذلك أو يستصدر قرارا يستطيع من خلاله منع النقاب للممرضات أثناء العمل لجأ لوكيل الوزارة لدرجة أنه طلب فقط ورقة لمنعها من أن توقع بالحضور فى الصباح وهى ترتدى النقاب ولم يستطع. ويرى د/خليل أنها ظاهرة سخيفة جدا لأنه الممرضة من الأساس يفترض فى عملها أن تكون هناك مساحة من الود بينها وبين المريض ويقول إنه لم يكن بيده شىء لكى يمنع ذلك، إلا أن هناك وكيلة تمريض فى المستشفى تنتقب فقام بإزاحتها من مكانها ونزلها لدرجة ممرضة عادية، فهذا كل ما يستطيع فعله، ويقول أن لو بيده سلطات لمنع وجود نقاب للممرضات لأنه ما ذنب المريض الذى يعد حقه الأساسى قبل أى علاج يتلاقاه أن يحظى بابتسامة على وجه الممرضة تهون عليه مرضه وتساهم بشكل كبير فى الشفاء، لذلك فقد منع د.خليل وجود ممرضات فى قسم الكلى لأن مريض الكلى حالته غالبا ما تكون صعبة ويغسل 3 مرات فى الأسبوع ويحتاج ابتسامة تعوضه ويعد ذنبا كبيرا أن يرى أسود فى أسود أمامه وهو غالبا ما يكون فى أيامه الأخيرة، فمنع من هذا القسم تلك الممرضات تماما.. ويرى أن انتشارالنقاب هناك ليس له علاقة بالتدين لأنه يعرف هذا المجتمع جيدا وإنما له علاقة إلى حد كبير بالتقليد.. ويؤكد أنه ليس ضد النقاب فى حد ذاته فتلك حرية شخصية، وإنما من أرادت أن تنتقب فلتجلس فى منزلها ولاتعمل فى تلك المهنة التى تتطلب قدرا من التسامح والتفاهم..

بدون قانون
ويضيف أنه تحدث مع مدير الطب العلاجى بكفر الشيخ ولكن القرار ليس بيده لأنه لايوجد قانون واضح يستند إليه ليساعده فى ذلك.. فتلك تحتاج قرارا وزاريا لأن الموضوع يتزايد بشكل كبير فيقول أنه من أيام قليلة وجد أمامه منتقبة وقالت له ألا تعرفنى أنا فلانة ولقد انتقبت اليوم، وهو يتعرف عليه من بالكاد من الطويلة والقصيرة والبدينة والرفيعة فقط، ويخشى من حدوث أى ملابسات قد لايستطيع الأمن أن ينتبه لها، ويقول إن ما استفزه أن آخر 3 ممرضات جئن إليه من فترة وجيزة منتقبات خريجات بكالوريوس تمريض كلهن طالبات منتقبات وحصلن على التعيين وهن منتقبات، أما السيدة منال أبوسمرة وهى رئيسة التمريض بمستشفى قلين العام فقالت إن ظاهرة النقاب بالمستشفى غير موافية بشروط التمريض لأن النقاب يمنع من الإلتزام بالزى الرسمى للتمريض، كما أنه حق بديهى للمريض أن يعرف من التى تدخل عليه وتقوم بتمريضه، وترى أن هناك تهاونا شاملا كبيرا فى موضوع نقاب الممرضات فى كفر الشيخ، وقد قامت هى كرئيسة للتمريض بتحويل بعض المنتقبات للتحقيق فلم يستطع المحقق فى الشئون القانونية أن يأخذ أى إجراء لأنه لايوجد ما يستند عليه، فهى تخشى أن يقوم النقاب بنقل العدوى، فهناك مشكلة خطيرة فى ذلك المستشفى لاينتبه لها أحد، وهى أن المنتقبات يرتدين نفس النقاب الأسود الذى جئن به من البيت ويقمن بالتمريض به ويخرجن به، فقد ينقل هذا العدوى إلى خارج المستشفى إذا وقعت عليه بقعة دم مثلا أو ميكروب فسينقل إلى باقى الممرضات وإلى باقى المرضى وإلى خارج المستشفى أو حتى إلى منزلها.. فهذا تهاون مع المهنة ومع المستشفى وحتى مع أنفسهن، فماذا لو نقل هذا النقاب فيروسا خطيرا؟ مثل السيدة منال ترى أن تلك الظاهرة قد زادت بنسبة كبيرة من سنتين فقط، ويرجع ذلك - كما تقول - للتقليد وإلى أنهن بعد الزواج يطلب أزواجهن منهن النقاب، كما يأتين إلى إدارة المستشفى كى يتوسلن ألا تسهرن أو تأخذن نبطشية متأخرة وتتعجب قائلة إذا كان زوجها وهو يعرف أنها ممرضة وهذه طبيعة عملها وقد قبل ذلك فلماذا تتحمل المهن ثمن تراجعه وعدم تقديره لخطورة وأهمية تلك المهنة؟ وتضيف أنها جاءت لها إحدى الممرضات بعد أن انتقبت تطلب منها أن تحولها إلى قسم الحريم، ولكنها رفضت لأنها يجب أن تعرف مهامها وأن لتلك المهنة آدابا وهى مهنة إنسانية فى المقام الأول ويجب أن تخدم المريض وتعتنى به من الألف إلى الياء وهذا النقاب يتنافى تماما مع طبيعة مهنة التمريض الإنسانية المتسامحة وتؤكد مثلما قال د.خليل أن المرضى خاصة من لديهم غسيل كلوى يحتاجون أن يتحدثوا معها وأن تبتسم فى وجههم وأن تخفف من آلامهم وأن تبعث فيهم التفاؤل وتكون جريمة أن تجلس أمامهم بنقاب أسود لايعرفون إذا كانت تضحك فى وجوههم أم لا.. وأضافت أنها سافرت إلى السعودية وتعاقدت فترة هناك والنساء فى السعودية يلبسن النقاب فى الشارع، ولكن ما أن دخلت الممرضة المستشفى ممنوع وجود نقاب داخلها على الرغم من أن داخل المستشفى هناك أطباء وموظفون رجال ولكن هذا هو الطبيعى وهو ما يحقق رسالة المستشفى بشكل آمن.

إنحياز
بعد أن عرضنا لأكثر المستشفيات التى تنتشر فيها تلك الظاهرة بكفر الشيخ كان علينا التوجه لـ د.سمير عبدالرحمن مدير مديرية الشئون الصحية والطب العلاجى بكفر الشيخ وكيل وزارة الصحة بالمحافظة والذى رأى فى الظاهرة شيئا عاديا جدا وطبيعيا والغريب أنه لايرى أن هناك أى مشكلة فى أن ترتدى الممرضة النقاب طالما ذلك لايعوق عملها ولايخل بالتزامها بأصول التعقيم وأصول مكافحة العدوى متجاهلا تماما الجانب الأمنى والسلبى فى الموضوع، بل إنه بدا منحازا للظاهرة إذ قال لنا أنه عندما يمر على المستشفيات ويسألهن أسئلة علمية يجد المنتقبات مستواهن جيد جدا ويرى أنه لايوجد أى خطورة أمنية فقط لأنهن يعرفن بعضهن فى المستشفيات، فلذلك لاخطورة أو مخاوف أبدا من دخول غريب بينهن، وقد يحدث ذلك فى قصر العينى مثلا لكن كفر الشيخ مجتمع مغلق يعرف القيم والأصول جيدا.. متجاهلا فى كلامه هذا أنه يحدث فى الريف جرائم أكثر خطورة من المدينة وأنه لابد أن يكون فى كل مكان منحرفون، وأضاف أنهم أناس «بتوع ربنا» ومظهرهم هذا دليل على تدينهم وأنهم ذو ضمير.... فكيف نعترض على التدين؟ ولقد غالى د.سمير فى ذلك لدرجة أنه قال إن منع المرأة المنتقبة يعد تعديا على حرية المرأة وضد الديمقراطية التى ننادى بها جميعا، فى خلط شديد من جانبه بين الحرية وبين الالتزام والواجب وأضاف أنه متأكد خلال علاقته وخبرته ومعرفته بالسياسة وتفكير القيادات وأمن الدولة أنه يستحيل أن يصدر قرار من جهة حكومية بمنع النقاب داخل المستشفيات لأن ذلك يثير مشكلة كبيرة، قد يحدث ذلك فى العيادات والمستشفيات الخاصة حيث صاحب المستشفى هو المتحكم فيمن يعمل وعلى الرغم من ذلك يقول د.سمير إنه يرى فى تلك المستشفيات الخاصة بعض الممرضات المنتقبات، ولكن بنسبة قليلة، أما بالنسبة لوزارة الصحة التابعة لها كل المستشفيات التى عرضنا لها فنرى أن ذلك مستحيل ويرى أن المريض لايعانى أبدا فى الريف من المنتقبات الممرضات لأن هذا هو المجتمع الذى يعيش فيه فزوجته وأخته وبنته منتقبات.

*********************************

 المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٥١ عن مقالة بعنوان [ ممرضات يرتدين «النقاب» يطلبن صورة تذكارية مع وزير الصحة ]
وزير الصحة في لقطة تذكارية مع الممرضات وبينهن منتقبات خلال الزيارة
أثناء زيارته لوحدة طب الأسرة بقرية المقلة، التابعة لمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة أمس الأول، فوجئ الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة، بممرضات الوحدة يطلبن التقاط صورة تذكارية لهن معه، واللافت أنه كان من بينهن أكثر من ممرضة ترتدي النقاب، ولم يملك الوزير سوي الاستجابة للطلب.. تم التقاط الصور، وظهرت الممرضات المنتقبات بجوار الوزير، الذي يؤكد أنه سوف يصدر قراراً في فبراير المقبل لتحديد زي موحد للممرضات، ومن تخالفه تتعرض للمساءلة، بهدف إنهاء الجدل الذي تزايد في الفترة الأخيرة حول زي الممرضات.
كان الجبلي قد تفقد في جولته ٨ وحدات طب أسرة بمحافظتي كفر الشيخ والبحيرة، وشاهد سير العمل في إنشاء وتطوير الوحدات الجديدة، مؤكداً أن جميع الوحدات سوف تنضم إلي مشروع قانون التأمين الصحي الجديد، وأنه في غضون ٣ سنوات، سوف تنتهي عملية تحديث وإنشاء ٢٥٦٩ وحدة علي مستوي الجمهورية، دخل منها الخدمة بالفعل ٣٥٥ وحدة، وهناك ٤٢٩ وحدة أخري تدخل العام الجاري.
ورغم أن الجبلي قرر أن تكون زيارته للمحافظتين هذه المرة بشكل معلن، وليس بصورة مفاجئة مثل المرات السابقة، فإن الواقع الصحي المتردي بدا واضحاً في بعض الوحدات الصحية بالقري. وقال عدد من المواطنين في «محلة موسي» و«القن»: «لا نصدق أن الوزير بيننا، فلم يزر قرانا أي وزير من قبل، وشكا معظمهم من استحالة الوصول إلي المحافظ.
كما استنجد مواطنون في قري «ميت الديبة وشالما والفقهاء القبلية في كفر الشيخ» به لإنقاهم من مياه الشرب الملوثة، مؤكدين اختلاطها بمياه المجاري، مما يجعلهم معرضين للإصابة بالأمراض الخطيرة. وبدوره وعدهم الجبلي بنقل شكواهم إلي وزير الإسكان.

**********************************************************************

المــــــــراجع

 

 

This site was last updated 09/10/08