فى يوم 27/12/2005 م أحتفلت جريدة الأهرام بمرور 130 سنة على إصدارها فى مصر وفى عددها الصادر فى 43487 كتب عزت السعدني مقالة بعنوان اطلالة علي تاريخ الأهرام -الشمس والأهرام توءمان لا يفترقان يشرقان علي الدنيا معا خمسة وأربعين ألف صباح من27 ديسمبر1875 إلي27 ديسمبر2005 م 130 شمعة في عمر الأهرام - وهذه بعض أجزاء من مقالته عن تاريخ جريدة الأهرام :
الأهرام ..
وهو دفترخانة الأحوال المصرية وروزنامة الحياة المعاصرة بحلوها ومرها.. مرحها وكئيبها.. فرحها وحزنها.. نجاحها وفشلها.. نصرها وانكسارها.. وهو معنا مع كل طلوع صبح.. يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة.. وسنة بعد سنة
لا يتغير ولا يتبدل علي مدي47450 يوما هي عمر الأهرام الآن من يوم أن كتبوا شهادة ميلاده في مدينة الإسكندرية صباح يوم السابع والعشرين من ديسمبر عام1875.. وحتي صباح السابع والعشرين من ديسمبر عام2005.
يسجل اسمه في تاريخ صاحبة الجلالة الصحافة بوصفه أقدم جريدة ناطقة بلغة الضاد في عالمنا العربي والإسلامي.. بل هو, كما يقول المؤرخون لتاريخ الصحافة العالمية في جامعة أكسفورد بالحرف الواحد: هو بحق أقدم جريدة في العالم كله.. مازالت تصدر كل صباح علي مدي130 عاما متصلة
إلا أن من أنجبوه وصنعوه وأخرجوه إلي الدنيا.. لم يعد لهم وجود بيننا.. حتي الذين شهدوا مولده.. لم يعودوا بين عالم الأحياء الآن.. حتي يحكوا لنا قصة مولده وساعة إشراق شمسه بالخبر وباليقين وبالفكر وبالرأي وبالصورة..
ولأنه لا أحد عاصر مولد الأهرام يحكي لنا ويقص حكايته..
ولم يعد أمامي إلا أن أغرق وحدي وسط ملفات بلا عدد من المعلومات وكتب ومجلات وصحف أصفر لونها وذبلت أوراقها من كبر وهرم.. وكلها تطير العقل وتشتت ما فيك من فكر.. ورحت أسأل نفسي: من أين أبدأ؟
وجدت نفسي والمركبة (مركبة الزمن) في مدينة الاسكندرية.. ركبت من هناك عربة سوارس تجرها أربعة خيول الي مقر جريدة الأهرام الذي ولدت فيه قبل130 عاما في ميدان القناصل امام بنك الرهونات..
وقد اجرى عزت السعدنى حوار تخيلى مع سليم نقلا :
رسالة إلي الخديو!
نحن الآن في يوم السابع والعشرين من ديسمبر1875.. نجلس مع أبو الأهرام جدنا الأول سليم تقلا علي رصيف مقهي بترو الشهير.. ما أجمل الإسكندرية أيامها كأنها مدينة جمعت من رداء التاج الأوروبي.. لنؤجل حديث الجمال والتحضر حتي لا يأخذنا مما جئنا من أجله في رحلة إلي الوراء طولها130 عاما.
سليم نقلا مؤسس الجريدة : ولد في قرية من قري لبنان اسمها كفر شيما في عام1849.. وقد أرسله أبوه في الثانية عشرة من عمره إلي بيروت لكي يتلقي العلم علي يد معلم الأجيال أيامها بطرس البستاني في مدرسته الوطنية المعروفة.. فتفوق علي كل أقرانه.. وعندما تخرج فيها.. اختارته المدرسة البطريركية لتدريس اللغة العربية وآدابها.. وهناك التقي بالشيخ نصيف اليازجي فأخذ منه الكثير وألفت كتبا من بينها كتاب مدخل الطلاب في النحو والصرف.. كان عمره أيامها في السادسة والعشرين..
وهجر سليم نقلا لبنان وذهب إلي مصر لكي تؤسس الأهرام بعد أن علم بما أنشئ بها من مدارس ومعاهد وصحف ونهضة ثقافية وفكرية.. فهاجرت إليها وحدي.. ثم لحق بي فيما بعد شقيقي ورفيق مشواري وعمري بشارة تقلا.
ثم تقدم بطلب لنيل الترخيص إلي الخديو إسماعيل باشا بنفسه.. فإن حاز القبول لدي عظمته صدرت الجريدة وإلا لا حيلة وكتب الطلب وقدمه لنظارة الخارجية لترفعه إلي الخديو اسماعيل.
ولم يطل الإنتظار طويلا وجاءت الموافقة في السابع والعشرين من ديسمبر عام1875. بشرط ممنوع البولتيكا!
يقول الخطاب بالنص إفادة تحت رقم5 ضبطية الاسكندرية:
تقدم إلي الخارجية الخواجة سليم تقلا يلتمس التصريح إليه بإنشاء مطبعة حروف تسمي الأهرام كائنة بجهة المنشية بالاسكندرية يطبع فيها جريدة تسما الأهرام أيضا تشتمل علي التلغرافات والمواد التجارية والعلمية والزراعية والمحلية, وكذا بعض كتب كمقامات الحريري, وبعض ما يتعلق بالصرف والنحو واللغة والطب والرياضيات والأشياء التاريخية والحكمة والنوادر والأشعار والقصص الأدبية وما ماثل ذلك من الأشياء الجائز طبعها.. وحيث انه أخذ علي الخواجة المذكور التعهد اللازم بعدم التعرض للدخول مطلقا في المواد البوليتيقية, وامتثاله لقانون المطبوعات ومعاملته بمقتضاه عند وقوع أي مخالفة منه وعلي أنه يقدم للخارجية نسختين من كل ما يطبعه وأعطيت له الرخصة اللازمة من قلم المطبوعات بالخارجية فاقتفي ترقيمه لسعادتكم للمعلومية وعدم المعارضة للخواجة المذكور في إنشاء المطبعة المحكي عنها علي الوجه المتقدم ذكره أفندم.
في29 ذو القعدة سنة1292 هـ الموافق27 ديسمبر1875 م
ملحوظة من عندى (عزت السعدنى) : كلمة تسمي مكتوبة تسما وهو خطأ لغوي.. وكلمة المواد البوليتيفية تعني ترجمة للكلمةــ الانجـــــليزية بولتيكا..Poletic.. يعني عدم الاقتراب من السياسة حتي قبل130 سنة.. تصوروا كان محظورا تعامل الصحف مع السياسة..
وكانت جميع الصحف إلي ذلك الوقت كانت تصدر أسبوعية وليست لها موارد ولا هي تباع في الطرق أو ينادي عليها في مكان عام, بل كان أكثرها يعتمد علي إعانات الدولة أولا وقبل كل شئ, وكان لها في ذلك غني عن السعي في التوزيع أو زيادة عدد المشتركين, وكانت بعض الصحف تباع للناس عند باعة الطرابيش في حي الموسكي أو بعض أحياء الاسكندرية.
لذلك كثرت متاعب الأهرام لأن الحكومة لم تشجعها بمال , ولأن الناس لم يكونوا قد ألفوا بعد قراءة الصحف , والإقبال عليها, ولأن وسائل الدعاية الصحفية لم تكن ميسرة ولا سهلة!.
فكان يباع قبل130 عاما عند باعة الطرابيش!. وكانت نسخة الأهرام تنقل من الاسكندرية الي القاهرة بقطار الصحافة!.
وكانت الاهرام كان اول صحيفة في العالم تطبع عددا تجريبيا قبل صدورها؟.
فقد حضر من لبنان شقيق سليم تقلا وأسمه بشارة وكان في العشرين من عمره لمعاونة أخيه .. ففكروا في إصدار مثال جريدة الأهرام.. وهو صورة لما سوف تكون عليه الجريدة عند صدورها..
وصدر العدد الزيروا بلغة صحافة اليوم من ورقة واحدة من صفحتين.. وكان في معظمه مقالا واحدا..
وهذا هو المقال : " إن غاية المجد يستطيع أن يبلغها الناس بثلاث وسائل: مدارس, وقاعات للتمثيل, وجرائد ثم يمضي مبينا فوائد المدارس والتمثيل لقد تبين للناس ضرورة إنشاء الجرائد وتسيارها في جميع الأقطار حاملة أخبار الأمم تفصيلا واختصارا, ليعلم المطالع مجمل حوادث الأرض, ويحيي أوقاته باستيعاب الإفادات سواء أكانت سياسية أم تجارية أم علمية, وجعلوا للصحافة الأهمية الأولي والاعتبار الثابت وأطلقوا عليها تسمية لسان الأمم.. لذلك أنشئت الجرائد في جميع بلاد الجنس المتمدن وتسابق أهلها علي إحرازها والانتفاع بها في كل صقع وناد, وبات كل يعرف جزءا من يومه بمطالعة الجرائد مهما كان شغله شاغلا ليكشف أخبار العالم, ويبرهن علي انه منه..
وكانت الجريدة تصدر يوم السبت من كل اسبوع وان حجمها سيكون ضعف هذا المثال وان عنوانها جريدة سياسية وعلمية وتجارية وسأنشر فيها الإعلانات وقد أقمت في جميع الجهات وكلاء وقد كان عدد هولاء اثنين وعشرين وكيلا عدا وكلاء القاهرة, يمثلون اثنين وعشرين بلدا في مصر والشام والعراق وتركيا, وقيمة الاشتراك بالفرنك ثلاثة وعشرين فرنكا في مصر والاسكندرية وسائر البلاد العثمانية, وثمنه في أوروبا والجزائر وتونس وزنجبار وكلكتا ثلاثين فرنكا.
وجاء ميلاد العدد الأول من الأهرام كما وعدت في العدد زيرو في يوم السبت5 أغسطس1876.
وكتب فى جريدة الأهرام اليومي الطالب محمد عبده عندما كان طالبا في الأزهر الذي أصبح فيما بعد الإمام محمد بعد قال فيها:( يالها من جريدة أرست قواعدها في القلوب وامتدت لتكشف الغيوب.. والفارق كبير بين اهرام خوفو واهرام الصحافة.. تلك اهرام واشباح وهذه غذاء للأرواح.. تلك مساكن وأموات وهذه لسان السموات.
وكانت في البداية جريدة اسبوعية تباع بنصف فرنك والفرنك كان يساوي4 قروش.. يعني بقرشين أو20 مليما..
ومن يوم الاثنين3 يناير1881 اصبحت جريدة يومية لأول مرة وكنت تباع بقرش صاغ واحد يعني عشره مليمات!
وفي أول نوفمبر سنة1899 وهو آخر عام من القرن التاسع عشر اصبح للأهرام طبعتان واحدة في القاهرة يومية والثانية في الاسكندرية اسبوعية.
اوبدأت الجريدة بأربع 4 صفحات.. ثم اصبح6 صفحات بعد33 سنة!
الأجازة اسبوعية يوم الجمعة واستمر هذا الحال53 سنة حتي عام1928 اصبحنا بلا اجازات!
كان الأهرام اول صحيفة تنشر صورة فوتوغرافية في صفحته الأولي عندما نشر في عام1891 صورة فرديناند ديلسبس المهندس الفرنسي الذي اشرف علي حفر قناة السويس.. اما أول صورة تنقل بالراديو فكانت يوم31 مايو عام1943 نقلت من لندن لسفير مصر يقابل سفير تركيا.
قلت: يعني أول صورة بعد صدور الأهرام بـ16 سنة.. وأول صورة بالراديو كانت بعد صدور الأهرام بـ68 سنة!
في سنة1879 رأي بشارة تقلا الظلم المحيط بالفلاح المصري فكتب مقالا بعنوان ظلم الفلاح.. لا يزال صداه يدوي في البلاد, فبعث الخديو اسماعيل باشا بعض الجنود للقبض علي أخي سليم فلما علمت بذلك ارسلته إلي الوكالة الروسية وذهبت أنا مع الجنود إلي سراي عابدين وارضها تنتفض جزعا من غضب اسماعيل باشا فدخلت غير وجل ولا خائف والخطر محدق بي, فأمر الخديو بسجني فسجنت ثلاثة أيام وعند خروجي من السجن وجدت الأهرام مقفلا فأصدرت جريدة باسم الوقت!
وفي20 سبتمبر1884 اقفلت الحكومة جريدة الأهرام لأن بشارة تقلا كتب مقالا قال فيه: إن الحكومة المصرية لا تخدم مصر بل انجلترا!
النجوم الزاهرة التى كتبت فى الأهرام وأثرت الحياة الثقافية والسياسية !
** بداية بصاحب نشأة الأهرام سليم تقلا.. فهو صحفي اديب وشاعر وجريء في الحق وقد سجنه الخديو لجرأته, ثم افرج عنه.. ومن بعده بشارة تقلا وشقيقه الذي عاش ايام غزو احتلال الانجليز للاسكندرية وهاجم الحكومة التي تخضع للانجليز.
** أحمد لطفي السيد استاذ الجيل وفيلسوف الحياة المصرية.. ** محمود سامي البارودي شاعر السيف والقلم. ** احمد شوقي امير الشعراء.. ** مصطفي لطفي المنفلوطي صاحب البلاغة وسحر الأسلوب. ** ظريف الظرفاء محمد المويلحي.. ** المدافع عن الحق توفيق دياب فهو استاذ واديب وكاتب لا يباري. ** مقالات طه حسين التي كان الباعة ينادون بها علي الأهرام: اقرأ ياجدع طه حسين بيقول ايه للانجليز.. ** عباس العقاد هو الآخر كان يكتب في الصفحة الأولي للأهرام وكان الأهرام يبيع اكثر عندما يكتب ويهاجم هذا ويدافع عن ذاك. ** مطران خليل مطران ومقالاته رغم انه لم يمكث أكثر من عام في رياسة تحريري.. ** فكري اباظة كان كاتبا عملاقا يبيع الأهرام باسمه وبمقالاته الساخرة. ** سلامة موسي وإبراهيم المصري..** احمد الصاوي محمد في عموده الشهير ما قل ودل..
** انطون الجميل.. الذي نذكر له حكاية طريفة كان انطون الجميل رئيسا لتحرير الأهرام ـ بل هو واحد من اعظم من جلسوا علي كرسي رئيس التحرير ـ وذات يوم قابله صديق له وعاتبه كثيرا علي انه لم يقم بواجب العزاء في فقيد له.. فسأله انطون الجميل: هل نشرت نعي قريبك في الأهرام؟ قال: كلا.. يقول الجميل كلمته المشهورة: يا عزيزي من لم يمت في الأهرام فهو لم يمت بعد!
** محمد حسنين هيكل .. ** الدكتورة بنت الشاطيء .. ** توفيق الحكيم .. ** د. حسين فوزي.. ** يوسف السباعي .. ** احمد بهاء الدين شعلة الفكر التي انطفأت قبل الأوان.. ** د. يوسف ادريس الشعلة المتقدة .. ** د. لويس عوض .. ** د. زكي نجيب محمود .. ** الأستاذ محمد حسنين هيكل صاحب القلم والفكر المتجدد علي الدوام.. ** ثم إبراهيم نافع باني صرح الأهرام واصداراته الرائعة.. ** أسامة سرايا.. الذي ننتظر علي يديه الشيء الكثير. وهو لم يقدم بعد كل ما عنده وهو كثير..
أما اسماء كتاب لهم كلمة ورأي ومكان في قلوبنا وقلوب قراء الأهرام ومريديه: سلامة أحمد سلامة.. ** فهمي هويدي.. ** صلاح منتصر.. ** احمد بهجت.. ** صلاح الدين حافظ .. ** فاروق جويدة .. ** مكرم محمد أحمد.. ** و مقالات د. مصطفي محمود .. ** ابداعات عبدالوهاب مطاوع مع المرأة بوصفه منقذها وحاميها!
المرأة بين الكتاب فى الأهرام
الدكتورة بنت الشاطيء.. ** سناء البيسي .. ** أمينة شفيق.. ** افكار الخرادلي.. ** بهيرة مختار.. ** د. نعمات أحمد فؤاد.. ** د. هالة مصطفي.. ** أهداف البنداري..
ستظل الشمس والأهرام توءمين يطلعان علينا كل صباح.. بلا توقف.. اذا امتنعت الشمس عن الظهور ذات صباح. امتنع الأهرام.
خمسة وأربعون الف اشراقة ويزيد للأهرام في عيد كتابة وثيقة ميلاده فيما بين27 ديسمبر1875, و27 ديسمبر2005, وربنا يزيد وربنا يبارك
*******************
وقد ترأس تحرير الأهرام من يوم صدوره قبل130 سنة بالترتيب:
سليم تقلا ـ بشارة تقلا ـ خليل مطران ـ جبرائيل تقلا ـ داود بركات ـ أنطون الجميل ـ عزيز ميرزا ـ أحمد الصاوي محمد ـ محمد حسنين هيكل ـ علي أمين ـ إحسان عبدالقدوس ـ أحمد بهاء الدين ـ يوسف السباعي ـ علي حمدي الجمال ـ إبراهيم نافع ـ أسامة سرايا.
أما رؤساء مجالس الإدارة فهم: فكري أباظة ـ محمد حسنين هيكل ـ عبدالقادر حاتم ـ إحسان عبدالقدوس ـ يوسف السباعي ـ عبدالله عبدالباري ـ علي حمدي الجمال ـ إبراهيم نافع ـ وأخيرا صلاح الغمري
رؤساء الأهرام
1ـ سليم تقلا1875 ـ1892.
2 ـ بشارة تقلا الكبير1876 ـ1901.
3 ـ خليل مطران1901 ـ1902 رئيس تحرير
4 ـ جبرائيل تقلا1913 ـ1943 صاحب الأهرام
5 ـ داود بركات1901 ـ1933 رئيس تحرير.
6 ـ انطون الجميل1933 ـ1948 رئيس تحرير.
7 ـ عزيز ميرزا1948 ـ1955 رئيس تحرير.
8 ـ بشارة تقلا الصغير1955 ـ1960 صاحب الأهرام.
9 ـ أحمد الصاوي محمد1949 ـ1957 رئيس تحرير.
10 ـ محمد حسنين هيكل1957 ـ1974 رئيس تحرير ثم رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة.
11 ـ فكري أباظة1960 ـ1961 رئيس مجلس إدارة.
12 ـ محمد عبدالقادر حاتم رئيس مجلس إدارة وعلي أمين رئيسا للتحرير1974.
13 ـ إحسان عبدالقدوس1975 رئيس مجلس الإدارة.
14 ـ أحمد بهاء الدين1974 ـ1975 رئيس تحرير.
15 ـ يوسف السباعي1976 ـ1978 رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير.
16 ـ علي حمدي الجمال1975 ـ1978 رئيس تحرير ثم رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير حتي عام1979.
17 ـ عبدالله عبدالباري1979 ـ1984 رئيس مجلس إدارة وإبراهيم نافع رئيسا للتحرير.
18 ـ إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير1984 ـ2005.
19 ـ صلاح الغمري رئيس مجلس إدارة وأسامة سرايا رئيس تحرير.
*************************************
صاحب الأهرام سليم تقلا.. وشقيقه بشارة الذي شاركه في صناعة الأهرام وتقدمه وتطوره.. ومن نسل بشارة جاء جبرائيل تقلا وابنه بشارة تقلا.. الذي شهد عهده تأميم الصحافة المصرية.. وهم آخر سلالة بناة جريدة الأهرام.. !
بلدة كفر شيما فوق جبل لبنان علي بعد بضعة كيلومترات من بيروت العاصمة اللبنانية البلدة التي ولد بها سليم وبشارة تقلا.. من أشهر عائلات البلدة هي عائلات اليازجي والشميل وتقلا .. وهي التي أنجبت شخصيات علمية وأدبية وصحفية فذة.. هاجر معظمهم الي مصر هربا من معارك الفتنة الطائفية.. وهربا من براثن المخابرات البريطانية التي كانت تطارد كل مفكر حر له ميول اشتراكية..
والقائمة طويلة وكانت تضم أيامها في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين:
1 ـ المحامي انطون مارون مؤسس الحزب الشيوعي المصري الذي استشهد في سجن طرة في القاهرة دفاعا عن المعتقلين السياسيين.
2 ـ رفيق جبور الذي طرد من مصر بسبب نشاطه الاشتراكي.. وقد اغتالته المخابرات البريطانية في أحد مستشفيات فلسطين!
3 ـ النقابي فؤاد الشمالي أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني.. وطرده الانجليز من مصر لنشاطه السياسي!
والمؤرخ اللبناني الشهير مسعود ضاهر صاحب أكثر من كتاب وموسوعة الشوام في مصر وفي مقدمتها: الهجرة اللبنانية إلي مصر.. هجرة الشوام..يقول عن عائلة مؤسسى جريدة الأهرام القاهرية : " * كان الأب خليل تقلا علي جانب بسيط من الثقافة ولا يتعاطي التجارة. ليست لدينا معلومات كثيرة عنه سوي زواجه من ندي تقلا, أي الزواج الرحمي أو القائم علي صلة القرابة الدموية لدي الكثير من العائلات اللبنانية, علي اختلاف طوائفها ومناطقها, حتي أواسط القرن التاسع عشر. أنجب الأخوين سليم وبشارة تقلا.
* ولد سليم في كفر شيما في اواسط1849 وتلقي دروسه الابتدائية في مدرستها ثم في المدرسة الوطنية في عبية التي أسسها المعلم بطرس البستاني والدكتور فان ديك الامريكي, تعرضت عبية للأحداث الطائفية الدموية عام1860 فنزل سليم الي بيروت ودخل المدرسة الوطنية فيها, وهي مدرسة المعلم بطرس البستاني المشهورة خلال هذه الفترة.
وبعد إتمام دراسته عين معلما في المدرسة البطريركية في بيروت ثم مديرا لها ثم وكيلا لأعمالها. هاجر الي مصر في عهد الخديو إسماعيل واستقر في الإسكندرية عام1874.
* أما الذي كان يحبب الي السوريين وغيرهم من جالية الإفرنج الإقامة في مصر ما يبذله الخديو اسماعيل في صلاتهم وتنشيط مشروعاتهم خصوصا المشروعات الأدبية. فنظم سليم تقلا قصيدة رنانة مدح فيها الخديو إسماعيل وغادر ربوع الشام قاصدا القطر المصري حتي وصل إلي القاهرة, فرفع قصيدته الي الخديو وبات من المقربين لديه, وقضي سنة يتردد بين القاهرة والإسكندرية يجاهد في الحصول علي امتياز الجريدة. فمنحته الحكومة في النهاية امتياز جريدة الأهرام سنة1875 وأصدرها أولا بالإسكندرية وقال في تاريخها: أنشأت الأهرام وأنا عالم بما يحول دون نشرها من المصاعب فكنت أقضي اليها النهار والليل عاملا بدنا وعقلا.. فكنت أحررها, وأديرها, وألاحظ عملها, وأكتب أسماء مشتركيها.. وأتولي معظم أعمالها مما يقوم به الآن عشرة من العمال.
* وفي عام1882, وإبان تمرد عرابي الشهيرة وقفت جريدة الأهرام ضد التمرد وإلي جانب الخديو , فأحرق الثوار مطابع الأهرام والجريدة, و صدي الأهرام الاسبوعية التي كانت تطبع أكثر من عشرة آلاف عدد توزع علي نخبة واسعة من المثقفين ورجال الأعمال في القطر المصري.
وكانت جريدة الوقت اليومية التي أصدرها سليم تقلا قد توقفت لفترة قصيرة قبل تمرد عرابي.
وكان لأنصار التمرد موقف حازم ضد سليم تقلا ومؤسساته الصحفية فاضطر للعودة الي جبل لبنان, كما فعل كثير من الشوام في الاسكندرية الذين غادروها الي مناطق أخري, في مصر وفي الولايات السورية بسبب مواقفهم السياسية المعادية للتمرد.
وعند استسلام عرابي ورفاقه, وبعد سقوط مصر تحت الاحتلال البريطاني عاد سليم تقلا الي الاسكندرية فوجد مطابع الاهرام محروقة, لكنه أصر علي إصدار الأهرام لفترة غير قصيرة في الاسكندرية الي حين نقلها الي القاهرة حيث مازالت تصدر فيها حتي الآن.
وفي عام1895 كتبت مجلة الهلال بعد ثلاثة أعوام من صدورها علي يد جورجي زيدان عن عودة الأهرام بعد ثورة عرابي.
ومازالت الأهرام تصدر الي الآن وخطتها وطنية عثمانية, منتصرة لفرنسا ومجاهدة بالمقاومة للاحتلال الانجليزي.
وقد أرسي سليم تقلا قاعدة مادية ضخمة لأهم صحيفة شرقية مازالت تصدر في مصر منذ أكثر من مائة عام, وكان زواجه من فتاة دمشقية عام1886 جريا علي عادة الشوام في مصر في هذا المجال, وعندما وافته المنية في مصيف بيت مري ودفن في مسقط رأسه في كفر شيما كانت الأهرام قد خطت بسرعة نحو الشهرة علي يد بشارة تقلا, شقيق سليم.
تحت الحماية الفرنسية؟
* تمتع سليم وبشارة تقلا رسميا بالحماية الفرنسية, وأقام بشارة علاقة وثيقة بكبار الساسة الاوروبيين, خاصة الفرنسيين منهم والانجليز, وبحكومة روسيا القيصرية, وبالسلطنة العثمانية وشاه إيران, لكن علاقة آل تقلا و الأهرام بالفرنسيين كانت متميزة حتي إن الأهرام لم تتورع عن كتابة مقالة عنيفة عام1884 تتهم فيها الحكومة المصرية بالولاء المطلق للانجليز, فأقفلت الجريدة فترة من الزمن عادت بعدها للصدور بضغط من الفرنسيين علي حكومة الخديو.
كانت الأهرام تحظي بتأييد القنصلية الفرنسية في القاهرة كلما اشتدت بها الامور أو نزلت بها ضائقة الإرهاب.. وكانت أول صحيفة عربية اهتمت بالبرقيات التي تصدرها وكالات الانباء العالمية خاصة رويتر وهافاس, ولم تجار الأسلوب الصحفي السائد آنذاك في السجع, بل اعتمدت العبارات الواضحة وكانت من الصحف الاولي التي تنشر المسلسلات القصصية.
وقد امتاز الأهرام بالاعتدال في المسائل السياسية الداخلية ولم تعنف مقالاتها إلا في فترة الثورة العرابية وعقبها, ولم تتول المعارضة العنيفة في مصر غير مدة قصيرة بين1884 و1894 ثم عادت الي سياستها المعتدلة.
وكان بشارة ينصرف الي اجراء المقابلات الصحفية مع رؤساء الحكومات والوزراء وغيرهم, ولم يكن هذا النوع معروفا في مصرت حتي ذلك الحين.
تلك السمات وغيرها جعلت من آل تقلا عائلة صحفية تهيمن علي عدد وافر من الصحف ومصادر الإعلانات, وخلال فترة قصيرة أمن آل تقلا انتشار الأهرام وصدي الأهرام و الوقت و الحال و الوطن ومجلة المنارة, وعلي الرغم من الصدور غير المنتظم لتلك الصحف والمجلات فهي تعبر بوضوح عن الإسهام الكبير للاخوين تقلا في حقل الصحافة والإعلام في مصر.
بتسي زوجة بشارة تقود الأهرام
ولدت بتسي نعوم كبابة تقلا في بيروت عام1869 لأب يعد من كبار تجار حلب. كان عمها بولس كبابة من كبار تجار مانشيستر ولندن. تعلمت في مدارس بيروت ولندن وأتقنت العربية والفرنسية والانجليزية والايطالية والالمانية والتركية, وليس في أسرة تقلا من كان يتقن مثل هذه اللغات مجتمعة.
وقد كان لها الفضل الاكبر في ادارة الاهرام ونقلها من الاسكندرية بعد وفاة زوجها, فانتقل الأهرام الي القاهرة عام1899 بعد أن بنت له بتسي تقلا دار الاهرام المعروفة في شارع مظلوم في وسط القاهرة, وأصدرت نسخة بالفرنسية باسمPyramides الي جانب العربية.
أدارت الأهرام بكفاءة عالية منذ عام1899 منفردة حتي عام1912, ومع ابنها جبرائيل تقلا حتي وفاتها عام1924. نالت أوسمة عديدة منها أوسمة مصرية وأخري أوروبية, وشاركت في النهضة النسائية المصرية في القاهرة والإسكندرية, ودعت علي صفحات الأهرام الي تحرير الفتاة العربية وإطلاق حرية المرأة وحقها في العلم والعمل, ودعت الي التآخي المذهبي ونبذ الأحقاد والصراعات الطائفية.
الابن جبرائيل تقلا
فال المؤرخ اللبناني المعروف مسعود ضاهر كما يقول في كتابه الهجرة اللبنانية إلي مصر: أما الابن جبرائيل تقلا فمولود في القاهرة عام1891. تعلم في مدرسة الآباء اليسوعيين فيها ونال إجازة في الحقوق والعلوم السياسية. أتقن العربية والفرنسية والانجليزية والإيطالية. توفي والده عندما كان صغيرا ومارس العمل الصحفي قبل أن يكمل العشرين من عمره فتولي إدارة الأهرام باللغتين العربية والفرنسية منذ عام1912 بمعاونة والدته بتسي تقلا.
أنشأ أكبر مطبعة في الشرق باسم مطبعة الأهرام وكان أول من جعل للأهرام مكاتب ومراسلين في معظم عواصم العالم في مطلع هذا القرن. انتخب نقيبا للصحافة المصرية بالإجماع عام1919 ونال أوسمة عديدة أهمها وسام الخديوي عباس.
* تزوج جبرائيل تقلا من رينة صباغ, وهي من عائلة لبنانية من الروم الكاثوليك في بيروت وتمتلك بنكا خاصا مشهورا باسمها هو بنك صباغ, وأدارالأهرام حتي وفاته عام1943.
أستطرد المؤرخ الشهير يقول: يقدم تاريخ آل تقلا شهادة في الهبوط المتواصل بين الجد والأب والابن.. فلم يكن جبرائيل تقلا بمنزلة أبيه أو عمه الصحفية والسياسية, ثم جاء من بعده ابنه ووريثه بشارة جبرائيل تقلا الذي لم يهتم كثيرا بالصحافة ولا بالسياسة, فوقع عبء إدارة الأهرام علي أنطون الجميل, وبعد وفاته انتقل العبء إلي نجيب كنعان, ثم الي محمد حسنين هيكل.
وبعد قرارات التأميم, استأذن الحكومة المصرية للسفر إلي الخارج لرؤية والدته فذهب ولم يعد ثم أرسل الي الحكومة كتابا رسميا يعلن فيه رغبته في البقاء خارج مصر إلي جانب أمه.
فأممت الحكومة المصرية الأهرام وكانت, حتي ذلك الحين, تتردد بين التأميم وشكل آخر من الإدارة يضمن لأصحابها بعض الأرباح.
أما جبرائيل تقلا فتزوج امرأة مطلقة من آل جهلان تعود جذورها الي إحدي عائلات الإسكندرية, ولم يرزق أولادا.
هكذا انتهت سيرة تلك الأسرة الصحفية التي تنتمي إلي طائفة الروم الكاثوليك في جبل لبنان,
الشوام.. رؤساء الأقسام!
المؤرخ الشهير يقول: حتي أواسط القرن العشرين كانت رئاسة الاقسام كلها في الأهرام بيد اللبنانيين أو المهاجرين الشوام بشكل خاص, والأجانب بشكل عام, بينما كانت غالبية المحررين من المصريين باستثناء قلة من المترجمين من أصل لبناني أو سوري.
من رؤساء الأقسام علي سبيل المثال: ألبير عمون سكرتير تحرير في الأهرام, وقد هاجر الي مصر منذ سنة1906, وداود بركات, ونجيب كنعان, وأسعد داغر, وإلياس الحويك وغيرهم.
كان مدير الإدارة عام1926 الأستاذ يوسف غسطين مارونيا من منطقة بكفيا في جبل لبنان, وكان ذا ثقافة فرنسية وكان مدير التوزيع الاستاذ جورج السوقي, وكان لبنانيا من الطائفة البروتستانتية ثم نال الجنسية الانجليزية.
ومنذ1934 حل مكانه في إدارة التوزيع الأستاذ فريد شقير ابن الكاتب اللبناني الشهير سعيد شقير وبقي في منصبه حتي عام1947, وكان مدير الإعلانات ارنست بوكس وهو من أصل روماني, وكان مدير المطبعة مهندسا فرنسيا يدعيLeonSalet, وكان مدير الزنكوغراف مهندسا فرنسيا ايضا, ومدير التصوير أرمينيا, ونعوم بحري مديرا عاما وعضو مجلس ادارة+ فريد شقير عضو مجلس ادارة.
أسأل: متي بدأ دخول المصريين إلي داخل الأهرام كمحررين وإعلاميين وإعلانيين ورؤساء أقسام ومديري تحرير؟
المؤرخ مسعود حنا يقول: بعد1948 ظهرت تحولات مهمة في إدارة الأهرام لجهة تمصيرها, فبدأ اللبنانيون يفقدون مراكزهم الحساسة بسبب الوفاة والهجرة والانتقال إلي مراكز أخري وليس بسبب التضييق عليهم من جانب الحكومة المصرية. فأصبح رئيس قسم الألعاب الرياضية, الأستاذ إبراهيم علام مصريا, ورئيس القسم الاقتصادي, الأستاذ محمد كاظم, مصريا أيضا. وحل مكان المهندس الفرنسي في إدارة المطابع الأستاذ روجيه صيقلي, وهو لبناني متمصر ثم هجر مصر وترك الأهرام عام1964.
وخلال سنوات1960 ـ1970 تمصرت كل أقسام الأهرام تدريجيا وكان نجيب كنعان, الذي أحيل إلي التقاعد1968, ويحتفظ بالجنسية المصرية دون سواها, آخر رعيل الشوام في رحلة الأهرام, جريدة مصر الأولي خلال عشرات السنين.