الشيخ سيد إمام الشريف، أمير الجهاد السابق ومؤسس التنظيم فى مصر

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تاريخ ونشأة عصابات الجهاد الإسلامية

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مذبحة أسيوط
عدد الجماعات الإسلامية
الهلوسة الدينية والبرامج الإنتخابية
محمد حسنى مبارك
الإرهاب فى عصر مبارك
إنتخابات 2005م
الأهرام فى 130 سنة
تعديل دستور الجهاد
أنفلونزا الطيور بمصر
سياسة مبارك الخارجية
رجوع البابا شنودة
سجن أيمن نور
الحذاء ومجلس الشعب
إضطهاد الأقلية الشيعية
طرائف مبارك صلعم
أشهر الحوادث والقضايا
كوارث سنة 2006م
شركات توظيف الأموال
قتل وسجن الكتاب والقضاة والشهود
البطالة والفساد ومبارك
المعونة الأمريكية لمصر
مصر مورد لأرهابى القاعدة
أحداث 2008
إهانة الشعب
التعديلات الدستورية
معارضة مصريين لمبارك
السفارة الأمريكية وفقر المصريين
قضية دولية ضد مصر
الهلوسة الإسلامية والحزب الوطنى
أخبار متفرقة
دول النيل وحصة المياة
تقرير دولى عن الألغام
مبارك ونزع الملكية
ممرضات يرتدين الحجاب
عصابات الجهاد الإسلامية
سقوط طائرة وزير الدفاع
مبارك وعائلة السادات
قناة توشكى
أحداث 2007م
الفساد والرشوة
البرلمان الأوربى
قانون مكافحة الإرهاب
مبارك والإساءة للإسلام
الشرطة وتعذيب عماد الكبير
إسرائيل وإقتصاد مصر
سرقات من البنوك بالمليارات
مصر تغزو أوربا سلمياً
مكافحة الفساد
إنتخابات مجلس الشعب الأولى 2010
شهادة ميلاد بأسم الأم
إنهيار المقطم بالدويقة
محمية وادى الجمال
قتل السودانيين الهاربين لإسرائيل
تنظيم الجهاد وإغتيال أبو باشا
كويكب صغير
نقيباً جديداً لأشراف مصر
بيع جثث مصرية إلى ليبيا
الأوسمة والميداليات الدولية والوطنية
مصريون بلا أوراق رسمية
كسوف جزئى للشمس
مبارك والأقباط
مجلس الدولة يرفض تعيين قاضيات
أقتل وأدفع سوزان تميم
مصر وحقوق الإنسان
أخبار متفرقة
دستور متضارب
حلايب المنطقة المتنازع
أزمة القنوات التلفزيونية الإسلامية
ألبوم صور الرئيس مبارك
وعكة صحية للرئيس
الجماعة الإسلامية وإغتيال مبارك
الساعات الأخيرة لمبارك
ثورة الشباب 25 يناير

 

 

جماعة «الجهاد» ظهرت علي يد الدكتور أيمن الظواهري

جريدة المصرى اليوم  تاريخ العدد الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٥٠ عن مقالة بعنوان [ «الجهاد» من النشأة إلى المراجعة]  كتب - أحمد الخطيب:
وحسب الرواية شبه المتفق عليها، فإن أول مجموعة «جهادية» تأسست عام ١٩٦٧، علي يد الظواهري في حي المعادي الذي كان يقطنه وضمت طلبة في الثانوية، كانوا يذهبون إلي المسجد معاً، كونهم يعرفون بعضهم البعض من المدرسة، وحسب ما يقول الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية والقيادي السابق في «الجهاد»، والذي يعيش في لندن كلاجئ سياسي، في روايته لقصة تنظيم «الجهاد» لصحيفة «الحياة» اللندنية: «ظهرت جماعات جهادية عدة بدءاً من حقبة الستينيات، لكن جماعة «الجهاد» تحديداً ظهرت علي يد الدكتور أيمن الظواهري، وقد سمعت ذلك منه شخصياً، سألته ما الذي أثر فيك لتكوين هذه الجماعة وما الذي دفعك إلي تأسيس هذه المجموعة وقد كنتم لاتزالون فتياناً في الثانوية العامة في مدرسة المعادي؟
فقال لي: إنه تأثر بكتابات سيد قطب وحادثة الحكم بإعدامه عام ١٩٦٦، وتأثر بمشروع هذا الرجل من خلال القراءات والكتابات البليغة والوضوح في تشريح الواقع، ووصف الظواهري سيد قطب بأنه مثل الطبيب الشرعي، الذي يشرح الجثة بمهنية وتقنية عالية وكأنه يعرفها بأدق تفاصيلها».
ويتابع السباعي: «بدأ تأثر الظواهري بعد كتابات سيد قطب بالذهاب إلي مكتبة جده شيخ الأزهر الأحمدي الظواهري، ليقرأ في الكتب القديمة ومن خلال قراءته تعمقت عنده روح التدين وساعده علي ذلك ثراء أسرته، فكان يستطيع أن يشتري كتب سيد قطب وكان للبيئة الثقافية التي نشأ فيها بالغ الأثر في تكوين ثقافة دينية واسعة، وكان يحب جده لأمه عبدالوهاب عزام، الذي كان سفيراً لمصر في باكستان وكان يتكلم عنه كثيراً بحب وشغف».
وفي كتابه «أيمن الظواهري الذي عرفته»، يقول منتصر الزيات إن الظواهري كوّن خليته السرية دون أن يكمل السادسة عشرة وقتها وتضمنت ١٣ عضواً، وكان يتولي إمارة ذلك التنظيم وأنه اضطلع بالإشراف الثقافي علي بقية الأعضاء بما يضمن تثقيفهم فكرياً ووضع الأسانيد الشرعية لتكفير نظام الحكم، ويتم تداولها بصفة سرية بين الأعضاء.
في نفس السياق يقول هاني السباعي: «قال لي الدكتور أيمن إن تأسيس المجموعة رسمياً حدث في عام ١٩٦٨» بحيث أصبحت مجموعة كأي تنظيم بعد مرحلة التكوين عام ١٩٩٧، وأنهم كانوا يذهبون في تلك الفترة إلي مسجد «الكخيا»، في منطقة عابدين بالقاهرة، وكان هناك مسجد لجماعة أنصار السُنة وهي جماعة تركز علي التوحيد وتهتم بالعقائد وتحارب البدع والقبور والطواف حولها.
وكنا نلتقي في مسجد أنصار السُنة، حيث نستمع إلي الدروس الدينية وحلقات التجويد وكانت هذه بدايتنا، نقرأ القرآن ونتعلم التجويد علي يد أحد المشايخ، ثم من يحترف من بيننا القرآن وتجويده يعلم الباقي، ثم قراءة كتب التفاسير وبعد ذلك بدأنا نقرأ في مكتبة المسجد، التي تحوي الكتب السلفية مثل كتب ابن تيمية الذي أثرت فينا فتاويه كثيراً».
ويضيف السباعي: «كانت تلك الجماعة «جماعة الظواهري»، بسيطة لا يتجاوز منظورها كيف النظر في أمر الدين وكيف يحصل الخلاص وكانت هزيمة ١٩٦٧، بداية تعزيز الاقتناع لدي أعضاء المجموعة بضرورة العمل من أجل التغيير، فقد قال لي الظواهري عن هذه الفترة إنهم شعروا خلالها وهم لايزالون في سن الشباب بالخجل والعار علي هذه الفضيحة، وكانوا يقرأون لبعض الناس الصالحين الطيبين، الذين قالوا إن السبب في كل هذه الخسارة هو غياب الشريعة عن الحكم، وكل هذه العوامل أثرت تأثيراً كبيراً في اتجاه تبني مشروع إسلامي، لكن كيف يتم تنفيذ هذا المشروع في ظل هذه الدولة المتوحشة الكبيرة التي لها مؤسسات وجيش وقوات أمن ولم يكن ذلك قد تبلور بعد».
ويواصل السباعي روايته عن قصة تنظيم «الجهاد» لصحيفة «الحياة» اللندنية: «كانت وفاة عبدالناصر بمثابة الانطلاقة للتيار الإسلامي والفرج الذي أتي بالإخوان المسلمين، الذين كانوا يعانون محنة السجون، وبعد وفاته بدأت فترة اصطلح علي تسميتها «الانفتاح»، وكانت فعلاً فترة انفتاح عام في السبعينيات، وبدأ الإخوان المسلمين بالعمل علي التحكم في كوادر المجتمع والتغلغل في الجامعات والنقابات وألفوا كتباً في التنديد بعبد الناصر وكشف مصائب نظامه وبدأت مظاهر الشارع تتغير، فقد كانت الستينيات فترة «الهيبز» والجو الفوضوي.
لكن فجأة بدأ ظهور الحجاب والنساء المنتقبات واللحي والقمصان البيض للرجال، وقاد الإخوان المد الإسلامي في تلك الفترة، لكن السادات - يقول السباعي - كان واضحاً في أنه لم يرد أن يدخل الإخوان إلي الجامعات المصرية بوصفهم جماعة الإخوان المسلمين، لذلك اخترعوا اسماً جديداً هو «الجماعة الإسلامية»، لدخول اتحاد الطلاب لتكون مقبولة للنظام ولا يصطدموا به».
وحول مجموعة الظواهري في ذلك الوقت وتلك الأحداث يقول هاني السباعي: «كانت مجموعة «المعادي» منشغلة في التدريس وتجنيد الأفراد وتوسيع العضوية وهم كانوا في تلك الفترة يركزون علي الجيش ويبحثون عن الضباط، لأنهم يعرفون أن الجيش هو أسهل ورقة للتغيير بدون إهدار دماء وفي هذا الإطار تعرف الظواهري علي عصام القمري».
ويشير السباعي إلي أن «هناك ضباطاً إسلاميين دخلوا إلي الجيش كضباط عاديين، ولكن حصل لهم تحوّل إسلامي بعد دخولهم القوات المسلحة، أما عصام القمري فإنه يختلف عن هؤلاء، فهو نجح في الثانوية العامة بمجموع عالٍ، لكنه قال لوالده إنه يريد أن يدخل الكلية الحربية ليقتل رئيس الدولة ويخطط للقيام بانقلاب ودخل الجيش من أجل هذا المشروع».
وبدأت «مجموعة المعادي»، تعمل بشكل تنظيمي بعد أن جمعت العديد من الضباط وكانت هي أول مجموعة أو فصيل لتنظيم «الجهاد»، الذي يعتمد في عمله الشكل الأفقي وليس الرأسي علي غرار جميع التنظيمات.
ورغم كل ما سبق فإن الدكتور أيمن الظواهري في حوار أجرته معه صحيفة «العربي» بتاريخ ٢٢ نوفمبر عام ١٩٩٣، وقام بنشره المكتب الإعلامي لجماعة «الجهاد» بمصر، يقول عن نشأة تنظيم «الجهاد» و«مجموعة المعادي» بالتحديد: «كانت بدايتي في الحركة الإسلامية في هذه الجماعة التي أتشرف بالانتماء إليها، وكان ذلك في حوالي سنة ١٩٦٦، عندما تكونت النواة الأولي لهذه الجماعة، بعد مقتل الشهيد سيد قطب رحمة الله، وكان من أعضاء هذه المجموعة الشهيد يحيي هاشم، الذي كان رئيساً للنيابة العامة والأخ إسماعيل الطنطاوي والأخ نبيل برعي، ثم نمت هذه المجموعة إلي أن وصلت إلي الحجم الحالي للجماعة».
ويضيف الظواهري «انضم إلينا في فترة لاحقة الأخ عصام القمري رحمه الله وبدأ حينئذ في النشاط داخل الجيش، ثم مرت أحداث الفنية العسكرية واستشهاد الأخ يحيي هاشم وقضايا الجهاد في عام ١٩٧٧ و١٩٧٨، واستطعنا بفضل الله تجنب هذه الضربات، وفي النصف الثاني من سنة ١٩٨٠، وأوائل عام ١٩٨١، قمت بالسفر إلي أفغانستان للاطلاع علي الأوضاع من قرب هناك، واكتشفت الإمكانات الهائلة التي يمكن أن تستفيد منها الحركة الإسلامية في ساحة الجهاد الأفغاني، وكل هذا والجماعة تنمو في صمت في الميدانين العسكري والمدني».
ورغم عدم التحقق من الحوار والاختلاف اليسير في الروايات حول التأريخ الفعلي لنشأة مجموعة المعادي، هل هو عام ١٩٦٦ أم ١٩٦٧، والخلاف علي وجود بعض الشخصيات، مثل وجود يحيي هاشم، تبقي هذه المنطقة تنتظر «حسماً تفصيلياً» للنشأة.
الظواهري جهاد عمره ٤٠ عاماً ورأس بـ٢٥ مليون دولار
كتب - أحمد شلبي:
أيمن الظواهري مولود في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة في ١٩ يونيو ١٩٥١، وهو ثاني أبرز قياديي منظمة القاعدة بعد أسامة بن لادن وزعيم منظمة الجهاد الإسلامي العسكرية المصرية، رصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدر بـ٢٥ مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلي القبض عليه، بعد أن كانت المكافأة ٥ ملايين دولار.
كان حفل زفافه في عام ١٩٧٩، في فندق الكونتننتال، درس الطب وحصل علي ماجستير جراحة من جامعة القاهرة عام ١٩٧٨، ثم تابع الدراسة في باكستان ليحصل علي درجة الدكتوراه، كان عضواً في خلية سرية تكونت عام ١٩٦٨، وظهر لدي القبض علي،ه في ٢٣ أكتوبر ١٩٨١، أنه وصل إلي درجة أمير التنظيم ومشرف علي التوجيه الفكري والثقافي لحركة الجهاد والجماعة، وبحلول عام ١٩٧٩، انضم الظواهري إلي منظمة الجهاد الإسلامي وانتظم فيها إلي أن أصبح زعيم التنظيم ومن المسؤولين عن تجنيد الدماء الجديدة في صفوف التنظيم، وحينما اغتال خالد الإسلامبولي الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، نظمت السلطات حملة اعتقالات واسعة، وكان الظواهري من ضمن المعتقلين إلا أن الحكومة لم تجد للظواهري علاقة بمقتل السادات لكنه أودع السجن بتهمة حيازة أسلحة غير مرخصة.
قضي أيمن الظواهري ثلاثة أعوام في السجن، وعقب القبض عليه في ٢٣ أكتوبر عام ١٩٨١، انتقلت زوجته للإقامة مع أسرتها أنجبت خلالها ابنتهما الكبري.. وفي ٢٣ أكتوبر ١٩٨٤، أفرج عنه وعاد إلي زوجته، أسابيع قليلة قضاها في مصر، ترك بعدها عيادته الشهيرة ومهنته السامية وعائلته العريقة في القاهرة، وسافر إلي السعودية عام ١٩٨٥، للعمل في مستوصف ابن النفيس الطبي، ولم يصطحب زوجته وابنته معه لحين ترتيب أوضاعه هناك وأرسل إليها بعد وصوله بثلاثة شهور، عاشت معه زوجته بالسعودية حتي منتصف ١٩٨٦، أنجبت خلالها ابنتهما الثانية قبل أن ينتقلوا جميعاً إلي مدينة بيشاور الباكستانية، وتنقلوا بين العديد من الدول، منها باكستان وأفغانستان واليمن والسودان، وأنجبا خلال تلك الفترة ابنهما الوحيد محمد وابنتيهما الرابعة والخامسة.
في أفغانستان كانت الفرصة سانحة لإعادة بناء تنظيم الجهاد من جديد، ولكن هذه المرة خارج الأراضي المصرية، التقي بالمصريين الذين سبقوه إلي أفغانستان، عقد العديد من الاجتماعات مع أعوانه، واتفقوا علي إعادة تأسيس تنظيم الجهاد، وأسندوا إمارته إلي الدكتور سيد إمام عبدالعزيز، وأطلقوا عليه لقب الدكتور «فضل»، أو عبدالقادر عبدالعزيز.
وهكذا أعاد الظواهري لجماعة الجهاد صفوفها علي أرض أفغانستان، حيث أسسوا أول تنظيم جهادي في الخارج عام ١٩٨٧، وبالرغم من اختيار الدكتور «فضل» أميراً للتنظيم، فإن الظواهري كان هو الأمير الفعلي للتنظيم، وكان لأسامة بن لادن دور واضح ومباشر في المساهمة في التأسيس، حيث استقبل الأعضاء في معسكرات إيواء وتدريب إقامها لهم، وتولي الإنفاق عليهم، وحاصرهم بعدد من قدامي المجاهدين لتثقيفهم دينياً وسياسياً وتدريبهم عسكرياً.
ذاع صيت الظواهري في العالم كله، وبات يحلم بجيش يستخدمه في أي حرب كما يشاء، وبالفعل نجح في إقناع صديقه أسامة بن لادن بضرورة الاستفادة من الحرب الأفغانية السوفيتية، وفي ٢٣ فبراير عام ١٩٩٨ فوجئ العالم بالظواهري وبن لادن يعلنان معاً «الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين»، حيث كانت بداية تحول فكر الظواهري لمواجهة أمريكا، وضرب مصالحها في الداخل والخارج، ثم أعلنا معًا إنشاء تنظيم القاعدة، أكثر من ١٨ ألف مقاتل ينتشرون في ٦٠ دولة من بينها أمريكا نفسها، حسبما جاء في تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن عام ٢٠٠٤.
من هم الـ ١٣ عضوًا بمجموعة المعادي؟
يكشف منتصر الزيات في كتابه عن أيمن الظواهري، أسماء الـ ١٣ عضوًا الذين ضمتهم «مجموعة المعادي» أولي مجموعات تنظيم الجهاد وهم: ١- أيمن الظواهري أمير المجموعة.
٢- الدكتور سيد إمام عبد العزيز، وعرف بعدها بسنوات وأثناء وجوده في أفغانستان باسم الدكتور فضل أو عبد القادر عبد العزيز، وكان من المقربين إلي الظواهري وحضر معه لقاءات حاسمة بينها لقاء مع عبود الزمر بعد حادث اغتيال السادات في ٦ أكتوبر عام ١٩٨١ لإقناعه بعدم تطوير الاغتيال ووقف أي عمليات أخري يخطط الزمر لها، وخرج سيد إمام من مصر عقب اغتيال الرئيس السادات مباشرة، علي أصح الروايات إلا أن الزيات يقول في كتابه إن إمام خرج عام ١٩٨٥، وهو العام نفسه الذي رحل فيه الظواهري عن مصر، وفي بيشاور تولي سيد إمام إمارة أول جماعة للجهاد وضعت لبنتها في معسكرات الجهاد هناك سنة ١٩٨٧.
٣- نبيل البرعي الذي أصبح فيما بعد صاحب مكتبة بحي المعادي.
٤- أمين الدميري وعمل فيما بعد دكتورًا صيدلانيا وتولي المساهمة في تمويل المجموعة من إيراداته الخاصة التي توفرها له صيدليته بالإضافة إلي قيامه بإلقاء بعض الدروس الدينية.
٥- المهندس محمد عبد الرحيم الشرقاوي، وكانت مهمته مباشرة مهام تجنيد الأفراد وضمهم للتنظيم وأسس ورشة خراطة في منطقة الجمالية وسط القاهرة، لتكون نواة اقتصادية تدر ربحًا من أعمالها للتنظيم وأيضًا لتستغل في تصنيع بعض أجزاء الأسلحة وهي الورشة التي استغلها فيما بعد عصام القمري كمخبأ له بعد هروبه من الجيش في مارس ١٩٨١.
٦- خالد مدحت الفقي، والذي استغل شقته فيما بعد في حي المعادي كمخزن للأسلحة والذخيرة الخاصة بالتنظيم واتهم عام ١٩٨٨ بالاشتراك في عملية هروب عصام القمري وخميس مسلم ومحمد الأسواني من سجن طره، كما نسب إليه قيادة مخطط لحماية الجهاد عام ١٩٩٩ مع المهندس محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري لتنفيذ عمليات داخل مصر.
٧- خالد عبد السميع، كان أول خيط يدل علي أيمن الظواهري والمجموعة عندما تم ضبطه أثناء سيره علي كورنيش النيل بالمعادي عقب اغتيال السادات وكان يحمل معه حقيبة بداخلها قنابل.
٨- يوسف عبد المجيد، عضو عادي.
٩- عصام هنداوي، عضو عادي.
١٠- محمد الظواهري، شقيق أيمن، ويعمل مهندسًا مدنيا، دفعه أيمن للسفر خارج البلاد عام ١٩٨١ ليدبر للتنظيم موارد مالية، وحين وقعت حادثة اغتيال السادات كان يعمل في إحدي دول الخليج واتهم غيابيا وحصل علي حكم بالبراءة، كما اتهم أيضًا غيابيا عام ١٩٩٨ في القضية المعروفة إعلاميا بالعائدين من البانيا وصدر ضده الحكم بالإعدام وقامت الإمارات العربية بتسليمه إلي مصر عام ٢٠٠٠.
١١- عصام القمري، كان ضابطًا في القوات المسلحة وأحد القيادات المهمة المحرك للأحداث فيما بعد.
١٢- مصطفي كامل، مصطفي عضو عادي.
١٣- عبدالهادي التونسي، عضو عادي.

***********************************

جريدة المصرى اليوم  تاريخ العدد الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٥٠ عن مقالة بعنوان [ قيادات الجهاد تترقب مراجعات «الدكتور فضل» ورموز الخارج تؤيده ] كتب أحمد الخطيب
أكدت مصادر إسلامية، قريبة من الشيخ سيد إمام الشريف، أمير الجهاد السابق ومؤسس التنظيم في مصر، أنه يتلقي تأييداً متواصلاً من قيادات الخارج لمراجعاته، قال الدكتور هاني السباعي، مدير مركز «المقريزي» للدراسات التاريخية في لندن، إن جميع قيادات وكوادر التنظيم تنتظر «مراجعات الدكتور فضل».
وأضاف: «من الممكن أن نختلف معه، لكن سيد إمام في النهاية هو المنظر والمفكر للجهاديين، ويجب علينا احترامه وتقديره والثقة فيه، لأنه الرجل الذي كتب (العمدة في إعداد العدة)، وهو نفسه الذي كتب هذه الوثيقة (ترشيد العمليات الجهادية)». وأكد السباعي أنه يعرف، كما يعرف الآخرون من رموز الجهاد، أن سيد إمام كتب مراجعاته هذه دون إكراه، ولن تكون مثل مراجعات «الجماعة الإسلامية».
وقال أسامة صديق، أحد أعضاء اللجنة التشريعية لتنظيم الجهاد في بيشاور، المقيم الآن في ألمانيا، كلاجئ سياسي، في اتصال هاتفي لـ«المصري اليوم»: «أؤكد تأييدي وتأييد جميع الإخوة من جماعة الجهاد في أوروبا للمراجعات الفقهية التي يقودها الشيخ العلامة سيد إمام».
وكشف صديق عن أن إمام بعث له مراسلات عن طريق وسطاء ولعدد من قيادات الجهاد في الخارج، تضمنت الخطوط العريضة للمراجعات، وقال صديق: «أرسلنا موافقتنا إليه داخل السجن، وأعلنا تأييدنا التام لما يقوم به من جهد لصالح الإسلام والأوطان».
وأضاف: «لا أحد يستطيع أن يقول كلمة بعد سيد إمام، ولا حتي الظواهري نفسه»، مشيراً إلي أن كل الأوساط الجهادية في العالم تكن للرجل عظيم الإقدام، باعتباره المرجعية العلمية.

***********************************

 المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٥١ عن مقالة بعنوان [«الفريضة الغائبة».. كتاب عبدالسلام فرج الذي أسس لفكر التنظيم ] كتب عمر عبدالعزيز الشحات ١٧/١١/٢٠٠٧
وضع محمد عبدالسلام فرج أحد مؤسسي تنظيم الجهاد كتاب «الفريضة الغائبة» الذي كان بمثابة الرافد الفكري والأساسي للتنظيم، وهذا الكتاب مثل البنية الأساسية التي قامت عليها كل عمليات العنف التي قام بها التنظيم.
وفي كتابه، انتقد فرج إسقاط فريضة الجهاد وإهمال علماء العصر لها، و تجاهلها كاشفا عن أن طواغيت هذه الأرض لن تزول إلا بقوة السيف. وقد استشهد بالحديث المروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم «القائل ـ بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتي يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل الله رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار علي من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم».
وأكد ضرورة إقامة الدولة الإسلامية وإعادة الخلافة التي بشر بها رسول الله صلي الله عليه وسلم، فضلا عن كونها من أوامر المولي عز وجل، وأن كل مسلم بذل قصاري جهده لتنفيذها، وقد بني فرج ذلك علي الحديث المروي عن الرسول «صلي الله عليه وسلم»: «إن الله زوي لي الأرض فرأيت مشرقها ومغربها وإن أمتي سيبلغ ملكها مازوي لي منها»، رواه مسلم وأبوداوود وهو مالم يحدث حتي الآن حيث إن هناك بلاداً لم يفتحها المسلمون في أي عصر مضي إلي الآن.
ورد «فرج» علي أقاويل اليائسين من قيام الدولة الإسلامية والذين يستندون إلي حديث الرسول صلي الله عليه وسلم «اصبروا فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتي تلقوا ربكم»، بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم :«أمتي مباركة لا تدري أولها خير أم آخرها»، وشدد فرج علي أن الآية القائلة «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً والله لا يخلف الميعاد»، تؤكد أن حكم الله سوف يرجح ويسود.
وأوضح أن قيام الدولة الإسلامية مرتبط بتطبيق شرع الله، واستشهد بالآية «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون»، وأن قيام الدولة الإسلامية علي المسلمين، لأن مالم يتم الواجب إلا به هو واجب، «وعلي ذلك فإذا كانت هذه الدولة لن تقوم إلا بقتال فقد وجب علينا القتال»، ولذا أورد فرج إجماع علماء المسلمين علي ضرورة إقامة الخلافة الإسلامية، مذكراً المسلمين بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية».. فالمقصود من البيعة هنا «بيعة الخلافة».
وتساءل فرج عن ماهية الدولة التي نعيش فيها وهل هي دولة إسلامية أم لا؟..مؤكداً أن من شروط الدولة المسلمة أن تعلوها أحكام الإسلام، حيث أفتي الإمام أبوحنيفة بأن دار الإسلام تتحول إلي دار كفر إذا توفرت فيها ثلاثة أشياء، أولها أن تعلوها أحكام الكفر والثاني ذهاب الأمان عن المسلمين واستشهد «فرج» بفتوي شيخ الإسلام ابن تيميه عندما سُئل عن بلد تسمي ماردين كانت تحكم بحكم الإسلام ثم تولي أمرها أناس أقاموا فيها حكم الكفر، فهل هي دار حرب أم سلم؟ فقال إنها ليست بمنزلة دار السلم التي يجري عليها أحكام الإسلام، ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، وإنما يعامل المسلم فيها بما يستحق ويعامل الخارج علي شريعة الإسلام بما يستحقه، وقد وقف عبدالسلام فرج علي هذه النقطة الأخيرة، وعليها بني موقفه من النظام الحاكم، فقال إن الدولة تحكم بأحكام الكفر بالرغم من أن أغلب أهلها مسلمون.
واستشهد بالآية التي تقول «أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون»، واعتبر «فرج» أن حكام هذا العصر في ردة عن الإسلام وقد تربوا علي موائد الاستعمار سواء الصليبية أو الصهيونية فهم لا يحملون من الإسلام سوي أسمائهم، وقد اتفق علماء المسلمين علي أن أي طائفة إن امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها وإن تكلمت بالشهادتين.
ورفض فرج في كتابه الآراء التي تري إمكانية إقامة الحكم الإسلامي دون جهاد، وذلك بأن ننشغل بطاعة الله وتربية المسلمين والاجتهاد في العبادة، وسخر «فرج» ممن يظن أن هذا القول ناسخ لفريضتي الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معتبرا أن من يقول ذلك يهلك نفسه، لأنه يهمل أعلي درجات الطاعة وهو الجهاد الذي اعتبره الرسول ذروة سنام الإسلام، حين قال «من لم يغز أو يحدث نفسه بالغزو مات ميتة الجاهلية»، أو علي شعبة من نفاق.
كما رفض فكرة قيام أحزاب إسلامية معتبرا أن إنشاءها وسيلة لبناء «دولة الكفر» حيث أنهم سيشاركون في الآراء ويشتركون في عضوية المجالس التشريعية التي تشرع من دون الله.
وانتقد من يقول إن الإسلام لا يمكن تطبيقه علي الناس دون تهيئتهم لذلك، معتبرا أن قولهم هذا يعد توجيه اتهام للإسلام بأنه ناقص وعاجز، موضحا أن الدين صالح للتطبيق في كل زمان ومكان وأنه دين قادر علي تسيير المسلم والكافر والفاسق والصالح، رافضا الحديث عن إقامة الدولة الإسلامية بالهجرة إلي بلد آخر وإقامة الدولة الإسلامية هناك ثم العودة مرة أخري كفاتحين. وأكد فرج في كتابه أن الدعوة إلي الانشغال بطلب العلم عن فريضة الجهاد غير سليم متسائلا كيف نترك فرض عين من أجل فرض كفاية، وحتي لو تحدثنا عن ضرورة العلم فهل ينكر العلم الإسلامي قدر فريضة الجهاد وأن الله قد كتب علينا القتال، فتأخير الجهاد بحجة طلب العلم هي حجة من لا حجة له فهناك مجاهدون منذ بداية دعوة النبي صلي الله عليه وسلم في عصور التابعين وحتي عصور قريبة لم يكونوا علماء وفتح الله علي أيديهم أمصاراً كثيرة ولم يحتجوا بطلب العلم أو معرفة الحديث وأصول الفقه. حيث رأي أن السلاح يتمثل في قوله تعالي «قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين».
واستند فرج في كتابه علي قول القاضي عياض «أجمع العلماء علي أن الإمامة لا تنعقد لكافر وعلي أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل» للخروج علي الحاكم، وأنه يجب قتال كل من خرج عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة باتفاق أئمة المسلمين وإن تكلمت بالشهادتين. واعتبر فرج أن قتال العدو القريب أولي من قتال العدو البعيد، رغم وجود مقدسات تقع تحت الاحتلال.
وأبطل فرج مقولة أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف و أن الجهاد شرع للدفاع فقط، ورد علي ذلك بقول الرسول صلي الله عليه وسلم حين سئل عن أفضل الجهاد فقال «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله»، مفسرا ذلك بأن القتال في الإسلام هو لرفع كلمة الله في الأرض في وجه أئمة الكفر الذين حجبوا الإسلام عن البشر وبعد ذلك لا يكره أحد ولذا يجب علي المسلمين أن يرفعوا السيوف في وجوه القادة الذين يحجبون الحق ويظهرون الباطل.
وتحدث عن آية السيف وهي التي يقول فيها الله عز وجل «فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد»، وساق فرج تفسير الحافظ بن كثير الذي قال فيه إن هذه الآية نسخت كل عهد بين النبي وبين أحد من المشركين، كما أورد قول العرفي عن ابن عباس في هذه الآية حين قال: «لم يبق لأحد من المشركين عهد ولاذمة منذ نزلت براءة».
كما أورد قول الحسين بن فضل في هذه الآية، وهي أن الآية نسخت كل آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر علي أذي الأعداء، ولذا فمن العجب أن يستدل بالآيات المنسوخة علي ترك القتال والجهاد. وذكر فرج أن الأمر المتفق عليه هو أن المسلمين كي يجاهدوا لابد لهم من قوة ولكن كيف تتحقق هذه القوة ونحن معطلون لفرض الجهاد والله تعالي يقول «ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم» كما أن الرسول -صلي الله عليه وسلم-، قال: «إذا ضمن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة، وتركوا الجهاد في سبيل الله، وأخذوا أذناب البقر أنزل الله عليهم من السماء بلاء فلا يرفعه عنهم حتي يراجعوا دينهم».
ورأي أن العدو الآن يقيم في ديار الإسلام بل أصبح يمتلك زمام الأمور وذلك العدو هو هؤلاء الحكام الذين انتزعوا قيادة المسلمين ومن هنا فجهادهم فرض عين.
وتعرض فرج لمسألة مراتب الجهاد وكذلك مراحله، حيث أوضح أن الجهاد مراتب ولذا فليس من حق أحد أن يتحجج بأنه يحتاج إلي تربية نفسه وأنه مازال في هذه المرحلة ثم سينتقل لمرحلة أخري بعد ذلك، واعتبر فرج هذا الترتيب خاطئاً حيث أوضح أن السيرة ذكرت أنه عندما ينادي منادٍ بالجهاد كان الجميع يخرج في سبيل الله حتي مرتكبو الكبيرة وحديثو العهد بالإسلام، وضعف فرج الحديث القائل بأن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس. موضحا عقوبة ترك الجهاد حين أورد الآية الكريمة «إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئاً والله علي كل شيء قدير».

**************************

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد السبت ١٧ نوفمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٥٢ مقالة بعنوان [ عنف الجهاد من «الفنية» إلي إسلام آباد] اعداد أحمد شلبى
صورة من الأرشيف لمحاكمة أعضاء تنظيم الجهاد
بداية تنظيم الجهاد مع العنف المسلح في مصر كانت عام ١٩٧٤ تقريبًا، وبالتحديد مع عملية الفنية العسكرية التي قادها صالح سرية الفلسطيني الجنسية.. التي خطط فيها لاقتحام مبني الاتحاد الاشتراكي والوصول إلي منصة الرئيس السادات وإجباره علي التخلي عن الحكم.. لكن أخطر هذه العمليات علي الإطلاق تلك التي شهدها شهر أكتوبر ١٩٨١ بداية بعملية اغتيال السادات علي يد خالد الإسلامبولي ورفاقه يوم ٦ أكتوبر.. ثم أحداث أسيوط التي راح ضحيتها المئات من القتلي والجرحي.
لكن التنظيم واجه الفشل في عمليات أخري لعل أشهرها محاولتا اغتيال الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري عام ١٩٩٣ الذي كان وزيرًا للإعلام وقتها.
في أسيوط.. «الجهاديون» اقتحموا مديرية الأمن وقسمي الشرطة يوم العيد
بعد يومين فقط من حادث «اغتيال السادات»، كانت محافظة أسيوط علي موعد مع حادث منظم ومدبر من أعضاء تنظيم «الجهاد»، حادث راح ضحيته ٦٦ شرطيا و٢١ مواطناً، وأصيب ٢٣٧ آخرون، منهم ٢٠٥ شرطيين و٣٢ مواطناً، إنه حادث اقتحام مديرية أمن أسيوط وقسمي أول وثان أسيوط ومباحث التموين.
الموعد كما حدده أعضاء التنظيم كان أثناء خروج المصلين من صلاة العيد يوم ٨ أكتوبر عام ١٩٨١، فقبل موعد الصلاة بنصف ساعة تقريباً، انتشرت قوات الأمن وتفرقت علي مساجد المدينة، لتحقيق الأمن والسلام للمواطنين بعدما أصابهم القلق والفزع بعد حادث اغتيال رئيسهم أنور السادات. أصوات المآذن كانت ترتفع معلنة عن صلاة العيد في كل مكان والأطفال والكبار يتبادلون تهاني يوم العيد، الساعة كانت السادسة وخمس دقائق، الهدوء يسيطر علي المكان، سيارة بيجو تحمل اللوحات رقم ١٢٦٠٠ - ملاكي القاهرة بيضاء اللون تقف علي بعد ١٥ متراً من مسجد «ناصر» في مدينة أسيوط.
صوت الطلقة الأولي لفت الأنظار إلي السيارة، المشهد يبدو كالتالي، ٦ أشخاص يقفون في عرض الطريق يوجهون طلقاتهم تجاه رجال الشرطة من الذين وصل عددهم في هذا الموقع إلي ١١٢ جندياً، يقودهم ٤ ضباط الأمن المركزي. سمع اللواء حسن علي سليمان، نائب مدير الأمن صوت الطلقات النارية أثناء وجوده داخل المسجد، انضم إلي أفراد الشرطة وأمسك ببندقية أحد الجنود، وتبادل الطلاقات النارية مع الشباب حتي أجبرهم علي الانسحاب من أرض المعركة.
وقبل أن ينقل مدير الأمن جرحاه إلي المستشفي، جاءه في اللاسلكي بأن هجوماً مسلحاً آخر وقع علي مبني مديرية الأمن، وقبل أن يصل إلي المبني جاءه عبر اللاسلكي للمرة الثانية أن هجوماً ثالثاً وقع علي رجال الشرطة في شارع «النميس» وللمرة الثالثة اللاسلكي يخطره بخبر هجوم رابع علي مبني مباحث التموين وقسم ثان أسيوط.
اتصل مدير الأمن وقتها باللواء عبدالرؤوف سلطان قائد الأمن المركزي بأسيوط، وطلب منه إحضار القوات اللازمة لتطهير مبني المديرية.. حضرت القوات.. وحاصرت المبني من شرقه وغربه وخلفه وركب مدير الأمن سيارة أمن مركزي مصفحة ليقتحم المبني، ولكنها تعطلت بسبب إطلاق النيران عليها.
استمر تبادل إطلاق الرصاص حتي الحادية عشرة صباحاً، وعندما أيقن الشباب أن رجال الأمن مصرون علي تطهير المبني، هربوا في سيارة لوري شرطة كانت تقف أمام المبني، تاركين السيارة البيجو التي حضروا بها في أرض المعركة. ودخل رجال الأمن المبني بعد هروب جميع الجناة حيث كان المشهد مؤثراً، جثث القتلي من الجنود والضباط وآثار طلقات الرصاص علي السلم والحوائط.
ثم توجه الضباط والجنود إلي باقي المواقع التي تدور فيها الأحداث، مجموعة الجناة اقتحموا القسم، قاومهم بعض الضباط بأسلحتهم إلا أن أسلحة الجناة أنهت علي الضباط، لكن عدداً من الجنود والضباط الذين انضموا إلي القسم تمكنوا من إصابة السيارة التي أتوا بها، وتمكنوا من قتل أحد أفراد الجماعة وإصابة اثنين، لكنهما اختبآ في أحد المنازل المجاورة للقسم، وانضم إليهما عدد من أفراد الجماعة. واستمر الضرب لأكثر من ساعة، وانتهت بقفز الجناة داخل سيارة «جيب» وتابعهم رجال الأمن وألقوا القبض عليم، وتكرر المشهد أيضاً أمام مبني مباحث التموين.
انتهت المعركة بسقوط عميد شرطة و٣ ضباط برتبة ملازم أول و٦٢ جندياً و٢١ شخصاً من الأهالي لفظوا أنفاسهم الأخيرة في موقع الحادث، وأصيب ١٥ ضابطاً و١٩٠ جندياً و٣٢ مواطناً، كما أصيبت أسيوط بالقلق والرعب وفقدان الأعصاب.. فسجنت وراء الجدران.. وأغلقت الأبواب والشبابيك خوفاً من هجوم جديد.
الفنية العسكرية.. أول قضية يلجأ فيها تنظيم الجهاد إلي «السلاح»
قضية «الفنية العسكرية».. ربما تكون هي القضية الأولي التي يستخدم فيها «من فريق يتبني فكر الجهاد» الأسلحة، وخطط لها الدكتور صالح سرية، وهو فلسطيني ارتبط بحزب التحرير الإسلامي الذي أنشأه تقي الدين النبهاني عام ١٩٥٠.
كون سرية تنظيمًا خاصًا من طلبة الكلية الفنية العسكرية وطلبة جامعتي القاهرة والأزهر.
يقول صالح سرية في تحقيقات النيابة عن تفاصيل خطة الاقتحام: «كان المقرر خروجنا من مبني الكلية العسكرية صباح الخميس ١٨ أبريل ١٩٧٤ لنستقل سيارات أوتوبيس الكلية المخصصة لنقل الخبراء الأجانب العاملين بها بقيادة بعض أعضاء التنظيم الذين يجيدون القيادة، ونتوجه إلي قاعة اجتماع اللجنة المركزية بالاتحاد الاشتراكي وتقف بنا السيارات أمام الباب الخارجي الذي يفتح علي كورنيش النيل، ثم ننزل منها، ويقول بعض أعضاء التنظيم للحرس الموجودين علي الباب بأن هناك متفجرات بالقاعة مكان الاجتماع. وأنهم قدموا لإزالة هذه المتفجرات،
وفي أثناء هذا يكون الباقون قد اندفعوا بسرعة إلي القاعة معتمدين علي أمرين، أولهما ذهول المفاجأة، وثانيهما خشية الحراس من إطلاق النار علينا في وجود الرئيس السادات، ومادمنا قد دخلنا القاعة يسهل علينا السيطرة عليها، وكان الترتيب الذي خططت أنا شخصيا له. أنه بمجرد دخولنا القاعة تسرع مجموعتان إلي منصة رئيس الجمهورية ونعتقله علي الفور. وفي هذا التوقيت، سيكون هناك مجموعتان أخري ان تتجه إحداهما إلي يمين القاعة والأخري إلي يسارها لتأمين المنصة والسيطرة علي القاعة ومجموعة علي باب القاعة وبقية المجموعات علي الأبواب الخارجية،
ثم أتقدم إلي الرئيس بمطلب التنازل عن الرئاسة بالقوة المسلحة، وأن يذيع بنفسه علي الشعب بيانًا بالتخلي عن الرئاسة فإن رفض، أمرنا وزير الإعلام أو غيره من المختصين في الإذاعة تحت ضغط القوة المسلحة بإعلان وقوع ثورة مسلحة استولت علي الحكم في البلد، وسيطرت علي الموقف واعتقلت كل المسؤولين وعلي رأسهم رئيس الجمهورية، وكنت أعددت هذا البيان فعلاً ومزقته في الصباح الباكر في يوم الخميس ١٨ أبريل ١٩٧٤ بعد أن فشلت العملية» ليسقط سرية وأعوانه في يد الأمن.
الطفلة «شيماء».. ضحية محاولة اغتيال عاطف صدقي
كانت الحصة الأخيرة في مدرسة المقريزي بمصر الجديدة قد انتهت، وبدأ التلاميذ في الخروج من باب المدرسة.. عندما استقرت شظايا الانفجار في جسد نحيف يحمل اسم «شيماء».. تلك الطفلة التي راحت ضحية محاولة أعضاء من تنظيم «الجهاد» لاغتيال الدكتور عاطف صدقي، رئيس الوزراء الأسبق في ٢٦ سبتمبر ١٩٩٣.
بعد سلسلة من عمليات تنظيم الجهاد في مصر، جاء الدور علي الدكتور عاطف صدقي، رصده أعضاء التنظيم، وكانت تحركاته تحت منظار التنظيم. خط سيره من مجلس الوزراء إلي منزله بشارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة كتاب مفتوح لهم.
زرع المتهمون متفجرات وأنابيب غاز داخل سيارة كانت تقف أمام المدرسة، التي يمر من أمامها موكب رئيس الوزراء، وما إن مر الموكب حتي انفجرت السيارة، دون وقوع إصابات في الهدف أو حراسه، فقد أخطأ المتهم في تقدير الموعد وكان الضحايا ممن لا ذنب لهم، حيث لقيت الطفلة «شيماء» مصرعها، متأثرة بجروحها من شظايا الانفجار، وأصيب ١٤ آخرون من زملائها بالمدرسة والمارة في الشارع.
الجميع عرف بالحادث وظهرت صورة السيارة المفخخة علي شاشات التليفزيون، وكان من بين المشاهدين صاحب معرض سيارات، فزع عندما شاهد السيارة، فهي تلك السيارة التي باعها قبل أيام من الحادث لشخصين، أبلغ المشاهد المباحث بأوصافهما، وبعد أيام شاهد أحدهما يستقل «تاكسي»، فتعقبه وأمسك به، ليدخل الحادث في سلك القضاء، ويترك الأحزان والألم لأسرة الطفلة «شيماء».
.. وفشلت عملية اغتيال صفوت الشريف بـ«آلي وموتوسيكل»
علي الرصيف الأيمن في شارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة، كان هناك «موتوسيكل» يجلس عليه أحد الشباب، ويقف إلي جواره زميله ينظر يميناً ويساراً كانت الأمور تسير علي مايرام، السيارات تمر مسرعة في الشارع، والمارة علي الرصيف غير أن عددهم كان قليلاً.
السيارة الخاصة لوزير الإعلام السابق صفوت الشريف كانت في انتظاره أمام المنزل لتقله إلي مقر عمله، ركب السائق بعد أن فتح الباب للشريف وتابعهما الحرس الخاص، تركت السيارة كعادتها كل يوم تلف في إحدي الفتحات في شارع الخليفة المأمون لتتحرك إلي وسط القاهرة.
هدّأ السائق من سرعته ليلف في الإتجاه المعاكس، وعلي الرصيف كان سائق الموتوسيكل، أدار دراجته البخارية، وجلس خلفه زميله يمسك بسلاح آلي وفاجأ سيارة وزير الإعلام عند فتحة الشارع، دون أن ينزل من أعلي الدراجة البوخارية، أمطر سيارة الوزير بالرصاص وقبل أن يتعامل معهما الحرس الخاص، هربا من المكان وفشل الحرس في ملاحقتهما يوم الحادث.
وعادوا إلي الوزير ليجدوه مصاباً بجرح في الذراع ولكنها كانت طفيفة، وبعد أيام من الحادث ألقت أجهزة الأمن القبض علي أحد المتهمين في محافظة المنصورة.
تفجير سفارة مصر في باكستان.. قتل في إسلام آباد وأحزان في القاهرة
«السفارة المصرية في باكستان».. كانت تحمل الهدف رقم «٤» لتنظيم الجهاد.. ولولا قلة الأموال المتاحة لأعضاء التنظيم، ما كان الخراب سيحل بهذا المبني الذي أسفر عن سقوط القتلي وبينهم القنصل المصري.
في كتاب «فرسان تحت راية النبي» والذي يعد بمثابة الوصية الأخيرة لأيمن الظواهري، وهو الكتاب الذي تم تسريبه من أفغانستان، قال الظواهري إنهم قرروا تفجير السفارة المصرية في إسلام آباد عام ١٩٩٥، بعد أن تبين أن ضرب السفارة الأمريكية فوق إمكانات المجموعة المكلفة.
وأضاف أن التنظيم قرر الرد علي ما سماه نقل الحكومة المصرية معركتها ضدهم خارج مصر بمساعدة الأمريكيين والحكومة الباكستانية، وشكل مجموعة كلفت بضرب السفارة الأمريكية في إسلام آباد، وإن لم يتيسر، فليضرب أحد الأهداف الأمريكية، فإن لم يتيسر، فلتضرب سفارة دولة غربية مشهورة بعدائها للمسلمين، فإن لم يتيسر، فلتضرب السفارة المصرية، وفي النهاية استقر الأمر علي السفارة المصرية، رغم أنه قبيل التفجير أرسلت المجموعة المنفذة تخبر الظواهري عن إمكانها القيام بضرب السفارتين المصرية والأمريكية معاً، إذا دبروا لها مبلغاً إضافياً، ولكن الجماعة كانت قد قدمت ما معها للمجموعة، ولم تستطع تدبير المزيد، وهكذا ركزت المجموعة علي نسف السفارة المصرية.
كان مبني السفارة علي موعد مع ليلة سوداء في شهر سبتمبر من عام ١٩٩٥، اقتحمت سيارة مفخخة مدخل السفارة، وهي الطريقة التي اعتاد تنظيم الجهاد تنفيذ عملياته بها، انهار جزء من المبني وتحولت السفارة إلي خرائب، وعادت النعوش إلي القاهرة بجثامين الضحايا المصريين.
 

 

This site was last updated 05/18/11