Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 8272
Untitled 8273
Untitled 8274
Untitled 8275
Untitled 8276
Untitled 8277
Untitled 8278
Untitled 8279
Untitled 8280
Untitled 8281
Untitled 8282
Untitled 8283
Untitled 8284
Untitled 8285
Untitled 8286
Untitled 8287
Untitled 8288
Untitled 8289
Untitled 8290
Untitled 8291
Untitled 8292
Untitled 8293
Untitled 8294
Untitled 8295
Untitled 8296
Untitled 8297
Untitled 8298
Untitled 8299
Untitled 8300
Untitled 8302
Untitled 8301
Untitled 8303
Untitled 8304
Untitled 8305
Untitled 8306
Untitled 8307
Untitled 8308

 

تاريخ عبادة الحجر الأسود إله الشمس ايل جبل  

نقل الحجر الأسود من بيت إيل لحمص لروما لبترا لمكة للبحرين

 

الحجر الأسود والبابا والشيخ الطيب 

فى 25 /12/2020م يعيد الكاثوليك بعيد الميلاد المسيح بينما يعيد الأقباط فى 7/1/2021م وقد حاول البابا تواضروس توحيد يوم العيد بحيث يعيد الأقباط مع الكاثوليك قبل الوحدة فى الإيمان بإصدار أحد التوصيات التى تم طرحها في اجتماع المجمع الأخير من لجنة شئون بلاد المهجر الرئيسية جاء فيها: "في حالة الاحتياج إلى استثناءات لقوانين الكنيسة والتقليد المقدس نتيجة احتياجات رعوية بكنائس بلاد المهجر يجب على الكاهن الرجوع إلى أسقف إيبارشيته ويمكن للأسقف الرجوع إلى قداسة البابا". التوصية هذه أثارت حالة من الجدل في الأوساط القبطية وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن هذا البند قد يكون بابا خلفيا لتمرير أي قوانين أو تقاليد كنسية، دون الرجوع لجميع أعضاء المجمع المقدس، وقد أخذ بعض أساقفة أمركا هذا البند كحجة لعمل قداس عيد الميلاد فى 25/12 مع الكاثوليك وفشل هذا القداس شعبيا لأنه لم يحضره أحد وأستمر القداس فى 7/1  حالة الجدل الخاصة بتوحيد موعد الأعياد تحدث عنها قداسة البابا تواضروس نفسه عندما صرح فى سنة 2017م بأنه "يوجد حوار لاهوتي بين الكنائس المختلفة، وأن هذا الحوار من أجل أن نفهم بعضنا عقائديا وإيمانيا، ولكن هذه المناقشات ليس لها ثمر في الواقع، ومن هنا بدأنا نبحث في فكرة توحيد الأعياد حيث إن كل الطوائف المسيحية تؤمن أن المسيح ولد وكل الطوائف المسيحية في العالم تؤمن أن المسيح صلب وقام وبدأنا في التفكير هل نبدأ من عيد الميلاد ام من عيد القيامة". وساند الأزهر وجهة نظر البابا تواضروس وتأجيج الخلاف الداخلى بالكنيسة القبطية فى كل سنة فكان الطيب شيخ الأزهر يقدم التهنئة للبابا تواضروس فأما فى يوم  25 /12 أو  28/12/ 2017 أو 26/12/ 2019 أو والذى يوافق عيد الميلاد الذى يحتفل به الكاثوليك وعندما لم يجد فائدة هذه السنة فإكتفى بتقديم تهنئة العام الجديد بالتليفون فى 31/12/2020م وكتب تهنننة لعيد الميلاد فى صفحة الأزهر بوبالفيس بوك نشرتها اليوم السابع وجرائد أخرى ونحيط علم شيخ ألأزهر أن تهنئتك فى الفيس بوك للأقباط والبابا رسميا لم تصل للأقباط لأنه لا يوجد قبطى واحد يشترك فى صفحة الأزهر بالفيس بوك فلمن أرسلتها ياشيخ وإنطبق عليك المثل المصرى "شيخ يؤذن فى مالطا"  ولم تصل أيضا للبابا لأن وكالة الأنباء العالمية بى بى سى نشرت خبر فى 3/8/2018م بعنوان " لماذا أغلق البابا تواضروس صفحته على "فيسبوك"؟ بعد مقتل الأنبا أبيفانيوس بدير أبى مقال  قال فيه أن "ضياع الوقت في الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي صارت مضيعة للعمر والحياة والنقاوة". وتابع بالقول: "لأن الطاعة من نذوري الرهبانية التي يجب أن أصونها وأحفظها، لذا أتوقف عن صفحة فيسبوك الخاصة بي وأغلقها، وأحيي كل أخوتي وأبنائي الذين نهجو نفس النهج طاعة لقرارات كنيستي المقدسة" ولمعلومات البابا والقراء الأعزاء أن يوم 25 ديسمبر عيد الميلاد فى الغرب كان فى الأصل عيد إله الشمس والحجر الأسود الساقط منه من السماء وكانوا فى روما يحتفلون كل سنة بوضع الحجر الأسود فوق مركبة تجرها 6 خيول سموها خيول الإله وحولها كانت النساء يسرن عرايا فيما يشبه الطقوس التى كان عرب الجاهلية يفعلوها حول الحجر الأسود وكانوا يعتقدون أنه ساقط من الجنة التى تقع فى السماء فوق مكة وأن هذا الحجر هو يد الله

****************************

ما هي حقيقة الحجر الأسود في مكة؟

علميًا هو حجر من نوع Tektites (التيكتيت) الذي يتميز بلونه الأسود المائل للخضرة أو في بعض الأحيان يميل للون البني أو الرمادي وقد يُعرف هذا الحجز باسمه الثاني وهو الزجاج الطبيعى ينتج هذا النوع من الزجاج عندما يضرب نيزك الصحراء فالصحراء مغطاة بالرمال التي هي في الغالب مكونة من رمال السيليكا أو (رمال الكوارتز). يسبب ارتطام نيزك صغير في الصحراء انفجارًا هائلًا بقوة انفجار هيروشيما النووي أو أكبر ويخلق حفرة كبيرة. لحظة الارتطام تسبب الحرارة الهائلة الناتجة عن قوة الانفجار صهر الرمال وخلق حجر التيكتيت أو الزجاج الطبيعي، في بعض الأحيان يطلق عليها اسم الرمال المحترقة وهذا يفسر عدم القدرة على تشكيل الحجر بالطرق مثل باقى الأحجار التى تشكل بصور كائنات حية لعبادتها فهو يعبد كما نزل من السماء لأنه عندما يطرق بآله حادة ينكسر إلى شظايا ويفسر ايضا أنه يعد نقله من بيت إيل إلى حمص إلى روما ورجوعه لحمص ثم بترا ثم نقلة لمكة وإستيلاء القرامطة عليه ورجوعه لمكة وتعرضه إلأعتداء عليه وتكسيره لم يبقى من بقاياه فى مكة إلا 7 قطع صغيرة قطرها ما بين 2 سم و 1 سم أجريت العديد من النقاشات حول طبيعة الحجر الأسود في الماضي، فقد وُصِف على أنه مجموعة أحجار مختلفة مكونة من البازلت وقطعة من الزجاج الطبيعي ونيزك حجري. نشر بول باتريتش الذي كان مسؤولًا عن الأحجار الكريمة في الإمبراطورية النمساوية المجرية أول تقرير شامل عن الحجر الأسود في عام 1857 والذي قال بأن أصل هذه الأحجار نيزكي. وجد روبرت ديتز وجون ماكهون في عام 1974 أن الحجر الأسود كان في الواقع من السيليكا.

****************************

تاريخ نقل وعبادة الحجر الأسود

إنتشرت عبادة الأحجار فى العالم القديم التى منها المنحوتة لها شكل كائن حى أو أحجار طبيعية تميزت باللون الأسود وهى أحجار نيزيكية وتسمى  "نصب" يقول المغربى محمد المسيح تنطق "المسايح" العلامة فى علم المخطوطات والعملات والاثار  فى حلقات فيديو بعنوان (التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 43 | ما هي رمزية شكل الحجر الأسود؟ قال فيها : [ سميت هذه الأحجار المقدسة في اليونانية بيتيليا Baitýlia وفي اللاتينية بيتيلى Baetuli و في الألمانية بيتيل Betyl و كلها كما نلاحظ تسميات مُشتقة من الكلمة السريانية "بيت إيل" أو "بِت إل" أي (بيت الله) وردت كلمة "بيت إل" فيما يخص عبادة الحجارة لأول مرة ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻋﻨﺪ الفيلسوف والمؤرّخ الروماني (ﺑﻠﻴﻨﻴﻮﺱ ﺍﻷﻛﺒﺮ) ﺍﻟﺬﻱ ﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ [ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ] ﺧﺒﺮﺍً ﻋﻦ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩ ﻣُﺪﻭﺭﺓ كانت ﺗُﻌﺪّ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻭ ﺗُﺮﺗَﺠﻰ ﺷﻔﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴّﺤﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻣُﺤﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭ إﺳﻤﻬﺎ "ﺑﺎﻳﺘﻮﻟﻲ". أن الحصول على الحجر الأسود يعنى الحصول على القوة والسلطان والشرعية الدينية فى الحكم و بيت إيل أول مكان ذكر فيه للحجر الأسود وإنتقل الحجر إلى حمص ومنها إلى روما ثم رجع إلى حمص مرة أخرى ونقلته زنوبيا ‘لى البتراء عاصمة النبطيين ثم نقله إبن الزبير إلى مكة ثم أستولى عليه القرامطة ونقوله إلى البخريين ومن البحرين إلى مكة ] أ. هـ ولكل مكان وجد فيه الحجر الأسود كان له قصة

****************************

1) الحجر الأسود فى بيت إيل

 الحجر الأسود كان فى "بيت إيل" شمال مدينة أورشليم القدس الحالية كان هذا البيت مُخصّصاً لعبادة الكنعانيين الوثنية لهذا الحجر وقد ورد ذكره في سفر التكوين في قصة بناء أب الآباء إبراهيم لمذبح الرّب شرقي مدينة  بيت إيل (تك 13: 3)  (تك 12: 8) 8 ثم نقل من هناك الى الجبل شرقي بيت ايل ونصب خيمته. وله بيت ايل من المغرب وعاي من المشرق. فبنى هناك مذبحا للرب ودعا باسم الرب.  " وذكرت فى (تك 28: 11-19 و31: 13) (قض 1: 22-26) ةقضى فيها تابوت العهد بعض الوقت ( قض 20: 27). ثم قام يربعام فيها العجلين الذهبيين اللذين عملهما (1مل 12: 28-33) ويرّجح أن هذا هو السبب الذي حمل النبي على أن يسمّيها بيت آون آي بيت الأصنام (هو 10: 5 و8)  ولما ملك يوشيا على يهوذا صعد إلى بيت إيل فأخذها من أيدي إسرائيل وذبح كهنة المرتفعات فيها وخرّب أصنامها وهياكلها، وأحرق عظام الناس على مذابحها. ومن ذلك قول النبي عاموس "هلّم إلى بيت إيل" يريد بذلك تمثيل السجود للأوثان عمومًا (عا 4: 4 و5: 5). ويظهر أن قسمًا من نبوة عاموس كان موجهًا بشأن هذه المدينة، فتمّ ما تنبأ به عنها في أيام يوشيا (2 مل 23: 15) والذي يظهر من نبوة عاموس أنها كانت في أيامه دارًا لملوك إسرائيل (7: 10-13) والمعلوم عنها أيضًا أن صموئيل قضى فيها لبني إسرائيل (1صم 7: 16) وأن اليهود سكنوها ثانية بعد رجوعهم من السبي (نح 11: 31) وأن بيكّيدس السوري حصّنها في أيام المكابيين وتدعى الآن "بيتين" وكان الكنعانييين لهم عائلة آلهه هى تقديس الإله عشيرة آلهة الخصب زوجة الإله إيل الإله الكنعانى ( والذى أشتقت منه كلمة إيلوهيم) وعشيرة الدة الإله عشتار وأخيها ألإله بعل هذه الالهة ذكرت فى العهد القديم

****************************

2) الحجر الأسود فى حمص بسوريا

إنتقل الحجر الأسود إلى حمص وإشتهر بإسم حجر (أميسيا) أو حجر "حمص المقدس" ويعتقد أن الحجر نيزك. وكان مخصصاً لعبادة إله الشمس الحمصي إيلا غبالوس / إيل غبال / إل جبل / إله الجبل، (إلى اليوم توجد عائلة في مدينة حمص تحمل كنية شمسي باشا) كان  الحجر الأسود المقدس إيل ـ جبال  Elagabal صخرة سوداء كبيرة تُعبد كإله في حمص بسوريا الرومانية وعندما أصدر الإمبراطور قرار بأن تصبح حمص مدينة رئيسية لها الحق فى إصدار العملات فأصدروا عملات معدنية لإحياء ذكرى هذا الحدث.صدرت هذه العملة النحاسية الرومانية الإقليمية .يُصور الوجه الخلفي الحجر الأسود لإميسا (حمص) التى يظهر على احد وجهيها الحجر الأسود وكان على شكل  مخروطى في إميسا (حمص) بسوريا في عهد الإمبراطور الروماني أنتونينوس بيوس (138-161 م) الذي كان يُعبد في سوريا على أنه إله الجبال.كانت هذه الأحجار مهمة للغاية في الديانة السورية الفينيقية. وكان هذا الحجر يعبد بكثير من الابهة والخلاعة يرافقه الموسيقى والرقص. وكان تم تبجيله كحجر أسود بقاعدة مستديرة وقمة مدببة يظهر الحجر عادة مع نسر ينشر جناحيه فوق القطعة بطريقة وقائية أصدر الأباطرة الآخرون عملات معدنية مماثلة حتى أن المؤرخين أطلقوا على ألإمبراطور اسم إيل جبل. و كان تقديس هذا الحجر الأسود يشكل جوهر العبادة في في معبد إله الشمس (إيل غابال / إله الجبل) في مدينة حمص و أيضاً في معبد بعلبك المجاورة لها (بعل - بك فبعل هو إله شمس ايضاً) و استمرت عبادته و تقديسه حتى القرن السادس الميلادي والطقوس اللاحلاقية وذكرت فى كتب التاريخ الإسلامى وكان يمارسها العرب فى الجاهلية والتى كانت تدور حول الحجر الأسود والختان وعدم أكل الخنزير التي كانت تُقام حوله كانت تركز على تقديس الحجر الأسود بوصفه رمزاً لإله الشمس (عند المسلمين لاحقاً تحول تقديس الحجر الأسود بوصفه رمزاً لإله القمر / إله السماء / الله) وهي عقيدة سورية خالصة كانت تنأى عن تجسيد الإله على شكل بشري هذا الحجر كان في معبد الشمس الكبير أو معبد الجبل أو معبد الإله (بعـل) عند الفينيقيين الوثنيين في مدينة حمص السورية وكانت تجري حوله طقوس ترمز إلى تقديسه بوصفه جوهر الإله وإنتشرت عبادة الشمس كإله فى لبنان وهو الإله الذي تعجب إله القرآن من عبادته، قائلا: {أَتَدْعُونَ (أتعبدون) بَعْلًا وَتَذَرُونَ (تتركون) أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} (الصافات 125)، وهو أيضًا (الزوج والزوجة) أو (رب وربة البيت). { وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا (زوجها) نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا } (النساء 128). ومدينة (بعل - بك) في سهل البقاع في لبنان هي مدينة بعل أو مدينة الشمس.

****************************

  3) نقل الحجر الأسود وعبادته بروما

حكم روما أباطرة من عدة سلالات (عائلات) وما يهمنا هنا سلالة “سيفيرين”، التي حكمت روما لنحو 42 عاماً حيث يحكى المؤرخين أنهم نقلوا الحجر الأسود من حمص لروما تبدأ هذه الأسرة ب سيبتيموس سيفيروس والذى ولد عام 145 في مدينة لبدة شمال غربي ليبيا والده من أصول بونية فينيقية وفي بداية عام 162 انتقل إلى روما وأصبح عضواً في لجنة صيانة الطرق في عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس وفى عام 187اصبح  سبتيموس سفيروس  قائد الحامية الرومانية المعسكرة في حمص وهناك تزوج من إبنة كاهن معبد إله الشمس ويعبدون الحجر الأسود فيه وإسمه شمسي غرام  في حمص جوليا دومنا    ورزق منها بولدين كركلا وغيتا وكان لزوجته الثانية جوليا، الأثر الكبير في تكوين شخصيته، فقاسمته المكانة والنفوذ. عام 191، عُيّن حاكماً لولاية بانونيا العليا، وقائداً أعلى للفيلق البريتوري الـ14. عند اغتيال الإمبراطور كومودوس، ابن الإمبراطور أورليوس عام 192، تنافس على منصب الإمبراطور نحو 5 جنرالات استطاع سيفيروس إخضاعهم وحاز المنصب. وعُرفت جميع هذه الأحداث بسنة الأباطرة الخمسة.و.توج إمبراطوراً على روما وقام بعدة إصلاحات عسكرية، انصرف سيفيروس لقتال الإمبراطورية البارثية (الفارسية)، وتوسع في حدود الإمبراطورية. استهل العام 208 بحملات في الجزيرة البريطانية، هدفت للتوسع شمالاً، لكن اشتداد مرضه حال دون ذلك، وتوفي في مدينة أبوراكوم (يورك-انكلترا)، عام 211. خلفه في الحكم ولداه كركلا وغيتا، ومعهما بدأ حكم السلالة السيفيرية الذي استمر للعام 235.يعتبر سيفيروس من ألمع أباطرة روما وأكثرهم تصميماً وحنكة، فقام بإصلاحات زراعية ونقدية وإدارية واهتم بالعمران والترميم، بنى في روما قوس نصر ضخماً يمجد انتصاراته، وبنى معبداً للإله جوبيتر في مدينة الشمس – بعلبك في شرق لبنان وأولى مدينة حمص اهتماماً جذرياً كما بنى كلية الحقوق - حدث عندما تزوجت منالذي فيما بعد وككاهنة  ظهر تأثيرها بعد استلام إبنها الإمبراطور كاراكلا سدة الحكم بمطابقته بين سيرابيس وإله الشمس وتظهر صورته على العملات تحيط به هالة الشمس ويشير إليها بيده.وهذه الهالة الشمسية وراء الرأس أخذها المسيحيين ووضعوها وراء رأس القديسيين فى أيقونات الكنائس وإستمرت هذه ألسرة فى حكم الإمبراطورية الرومانية فكان منهم الإمبراطور كراكالا 198-217 واخيه غيتا  الذى كان مساعد له فى الحكم ثم ألإمبراطور “إيل جبل” 218-222 ثم الإمبراطور سيفيروس ألكسندر 222-235  وبإغتيال الأخير خفت نجم سلالة “سيفيرين” التي حكم ت روما لنحو 42 عاماً معلنةً عن بدء حقبة سوداء في تاريخ روما عرفت بأزمة القرن الثالث التي انهارت فيها روما كدولة مركزية نهائياً.بعد مقتل الإمبراطور كاراكالا بدأ تقديس هذا الحجر في روما مع وصول كاهن معبد الشمس الحمصي الإمبراطور السوري (ماركوس أورليوس أنطونيوس) إبن الإمبراطورة الحمصية (جوليا سوميا) حفيد الإمبراطورة (جوليا ميسا أو ميزا التي سميت مدينة حمص على إسمها Emesa) أخت الإمبراطورة (جوليا دومنا) إلى الحكم وكان كاهناً أكبر في معبد إيلا غابال / إيل جبل في مدينة إيميسا / حمص (الأرجح أن هذا المعبد كان يقع في مكان الجامع الكبير قرب مدخل السوق المسقوف في بداية حارة الحميدية قرب الساعة القديمة في مدينة حمص حالياً) و يظهر هذا المعبد في بعض العملات الرومانية المصكوكة في تلك الفترة، حيث نجد عدد من العملات الرومانية التي تحمل نقش معبد إيلا غبالوس Elagabalus و هو عبارة عن بيت هو معبد حمص يحتوي على حجر أو صخرة سوداء مقدسة وعلى الوجه الأخر للعملة نجد صورة للإمبراطور السوري الحاكم حينها. تم تنصيب ماركوس إمبراطوراً لروما في سنة 218 م فنقل معه عبادة هذا الحجر للرومانمن معبد حمص إلى روما و بنى له معبد يدعى "إيلا غاباليوم أو إيل جباليوم Elagabalium" على الجانب الشرقي من "تل بلاتين" الذي كان يقع حينها في وسط روما القديمة و قام بوضع حجر معبد حمص الأسود المقدس فيه بعد نقله من مدينة حمص. و نتيجةً لعلاقة هذا الإمبراطور بهذا الإله أصبح يُعرف بلقبه الجديد " إيلا غبال أو إيل جبل" أي إله الجبل على شاكلة بعض الألقاب الشائعة لدينا اليوم مثل "شيخ الجبل" و "أمير الجبل" إلخ ... و كان هذا الحجر عبارة عن نيزك أسود مخروطي الشكل كتب عنه المؤرخ الروماني - السوري هيروديان Herodian قائلاً: "يعبد هذا الحجر كما لو أنه قد اُرسِلَ من السماء حيث اعتبروا أن هذا الحجر مُنزل إليهم و رسولاً لهم من الشمس"

****************************** 

طقوس الخلاعة للحجر الأسود بروما

 كما بيّن هيروديان أن الأمبراطور إيلاغابال أو إيلاغابالوس أجبر أعضاء مجلس الشيوخ الروماني على حضور العروض الطقسية الخاصة بعبادة حجر إيل جبل / إله الجبل الأسود حيث كان الإمبراطور يطوف راقصاً حول المذبح الإلهي على وقع أصوات الأهازيج و قرع الطبول و الصنوج، كما أشار إلى أنه في موعد كل إنقلاب شمسي صيفي كان يُحتفل بهذا الإنقلاب بمهرجان كبير حيث كان يتم وضع هذا الحجر المقدس في عربة مزينة بالذهب والأحجار الكريمة و كانت تجرها ستة خيول بيضاء ضخمة مثالية سميت ب"الخيول الإلهية" و لم يكن يركب مع الحجر الأسود أحد ( الصورة هي للوحة تمثّل دخول الإمبراطور (إيل غبالوس / إلا غابال / إله الجبل) إلى روما للفنان (أوغست لورو) الذي قام برسمها في عام 1,902 م ويظهر فى الرسم نساء عراه كثيرات ترافق مركة الحجر الأسود )  وأضاف هيروديان: "كان الإمبراطور إيلا غابالوس يركض مع الخيول متجهاً إلى الخلف وهو ممسكٌ بلجام الخيول و وجهه متجه بإتجاه الحجر" وقال هيروديان أن هذه الطقوس الإحتفالية التي كان الحمصيون يمارسونها في روما كانت هي نفس الطقوس الإحتفالية التي كان السوريون يمارسونها في إحتفالاتهم بعيد الأكيتو (عيد رأس السنة البابلية)! لقد حاول الإمبراطور / كاهن معبد إله الشمس الحمصي إيلاغبال / إيلاغبالوس خلق وحدة دينية سورية - رومانية تسود خلالها عبادة الإله إيل جبل / إله الجبل الذي جعل منزلته حتى فوق منزلة الإله جوبيتر كبير مجمع الآلهة في البانثيون الروماني و جعل كل من "عشتروت السورية Astarte" و "منيرڤا Minerva"  زوجات له.

****************************** 

4) رجوع الحجر الأسود لحمص بسوريا 

لكن بعد مقتل الإمبراطور ماركوس أوريليوس أنطونيوس في سنة 222 م تم إلغاء هذه المراسم الدينية للحجر الأسود و عادت عبادة الإله إيلا غبال / إله الجبل لتبقى محصورة في مدينة حمص. تم ربط هذا الإله السوري بلقب "ﺳﻮﻝ ﺇﻧﻔﻜﺘﻮﺱ Sol Invictus" و هي عبارة لاتينية كانت تعني "الشمس التي لا تُقهر" أو بمعنى أدق "إله ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﻘﻬﺮ"، و قد ارتبط هذا اللقب بعدد من أسماء آلهة شمسية بالإضافة لإيل غبال أو إله الجبل هذا و هم إله الشمس الفارسي ميثرا و إله الشمس الروماني سول Sol و عبادة الإله سول كانت عبارة عن إعادة إحياء لعبادة إيل جبل على يد الإمبراطور أورليان الذي يعتقد أنه أعاد هذه العبادة من مدينة تدمر في سوريا في أواخر القرن الثالث الميلادي عندما حارب آخر ملكة لمملكة البارثان الملكة السورية زنوبيا. ففي المعركة الفاصلة بين جيشيهما التي جرت بالقرب من مدخل مدينة حمص كادت الغلبة أن تكون لجيش زنوبيا لولا ظهور "تجلّي إلهي" لجنود جيش أورليان زاد من حماستهم و دفعهم للقتال و هزيمة التدمريين و بحسب الرواية فإن أورليان اعتبر أن ذلك التّجلي كان لإله الشمس الحمصي، فبعد انتصاره و دحره للجيش التدمري عاد إلى معبده و قدم له الهدايا و اصطحبه معه لروما و ماثل بالمنزلة بينه و بين الإله الروماني (هليوس) بإسم (سول إنفكتوس) و بنى له معبداً في روما و رفع من منزلة هذا الإله حتى أصبح إلهاً أعظم للإمبراطورية الرومانية و خصّص يوم 25 ديسمبر / كانون الأول للإحتفال بمولد هذا الإله الشمسي و هو يوم كان مخصصاً عند الرومان لزمنٍ بعيد قبل ذلك للإحتفال ب"عيد ميلاد الشمس" في صبيحة يوم الإنقلاب الشتوي 25 ديسمبر و قد كان قبله مخصصاً للإحتفال بميلاد الإله الشمسي ميثرا

****************************** 

25 ديسمبر الحجر الأسود وعيد الميلاد

 بعد إعتناق الرومان  المسيحية رسميا  استمر هذا الإحتفال بعيد إله الشمي إيل جبل والحجر الأسود ولكن غيروه ليحتفلوا بعيد ميلاد يسوع المسيح فىى الموافقة على قانون الإيمان الذي سن في مجمع نيقيا المسكونى عام 325 م، (ملاحظة: كلمة "سول" هي جذر الكلمة اللاتينية" Sol" و هي الإسم الفلكي لشمسنا تميزاً لها عن كلمة الشمس Sun التي تستخدم لتسمية كل النجوم الشمسية الأخرى، و من كلمة Sol أتت كلمة صفة الشمس في اللغة الإنكليزية (شمسي / شمسية Solar) و التي تحدد نجم شمس مجموعتنا الشمسية بالأخص). ثم تم إحياء عبادة هذا الإله للمرة الثالثة على يد الإمبراطور قسطنطين الذي أعلن المسيحية كديانة من الديانات المعترف بها فى الإمبراطورية وأنها مساوية لغيرها من الديانات و سمح لأتباعها بحرية العبادة فأطلق عليه الكهنة المسيحيون لقب (المُساوي للرسل) رغم أنه لم يكن مسيحياً وكان لقبه الرسمي هو "الكاهن الأعلى للأوثان" ولم يقبل العمادة على المذهب أرثوذكسى بل قبل العماد على المذهب الأريوسى الهرطوقى  وهو على فراش الموت وبقي على عبادة إله الشمس الذي لا يقهر سول إنفيكتوس. هكذا جمع الإمبراطور قسطنطين لقب (راعي أو بابا الكنيسة المُساوي للرسل) ولقب (الكاهن الأعلى إله الشمس وحجره الأسود ) وتظهر محاولة توفيقه بينهما في النصب الذي أقامه في بورفيري لنفسه وهو يظهر فيه على صورة إله الشمس حاملاً بيده كرة العالم وفوقها صليب وقد نقشت على النصب عبارة "قسطنطين الذي يُضيء كالشمس" ويظهر بالمصكوكات التي أمر بصكها في عام 324 م والتي تحمل صورة إله الشمس مظللاً لقسطنطين وهو يحمل الصليب بيده، وكانت محاولة التوفيق تلك لتسهيل قبول المسيحية عند مناصري عبادة إله الشمس برؤية الرمز الديني الأقدس عندهم (سول إنفيكتوس) وهو ما زال محتفظاً بقيمته و قداسته مع الصليب المقدس!

******************************

5) إنتقال وعبادة الحجر الأسود فى بترا

 الحجر الأسود المربع ذو الأربع أرجل و قاعدة مذهبة وضع فى معبد فى بترا للإله النّبطي (ذو الشّرى) و الذي كان موضوعاً في معبد (بيت إيل) ونقل منها إلى حمص ونقلته الملكة زنوبيا إلى البتراء فأثناء تولي اليزيد ابن معاوية الحكم، الذي ورثه عن والده معاوية، ليؤسس لأول نظام وراثي في الإسلام عارضه عبد الله بن الزبير الذي تحصن بمكة فأرسل له اليزيد جيشا ليحاربه. وقام جيش اليزيد بقصف كعبة البتراء بالمنجنيق فأصاب الكعبة وشب فيها حريق وهدم جزء منها أعاد الزبير بنائه بعد أن استتب له الأمر وبويع فيها خليفة على المسلمين عام 64هـ .

****************************  

6) عبدالله الزبير نقله من البتراء لمكة

لعب هذا الحجر دورًا رئيسيا في نقل الكعبة إلى مكة وتحوُّل حج المسلمين فيما بعد من البتراء إليها ففي عام 689م كان ابن الزبير قد بدأ في إفراغ البتراء من الأهالي وتهجيرهم مع الجيش نحو مكة المدينة المقدسة الجديدة، هذه الهجرة الجماعية من البتراء إلى مكة اختفت من كتب التاريخ وطالتها يد الرقيب في زمن العباسيين الذين كان يهمهم أن يختفي كل أثر أدبي وتاريخي يدل على البتراء لأسباب سوف نأتي إليها، ومن الغريب والملفت أن الطبري الذي كان يعقد أكثر من فصلين من عشرات الصفحات لكل سنة من السنوات في تاريخه، جاء إلى سنة 70هـ / 689م، ولم يذكر عنها من أحداث سوى خبرين في سطرين، أحدهما عن مصالحة عبد الملك للملك الروماني، والآخر عن قدوم مصعب بن الزبير إلى أخيه.
--لكن هذا الخبر القصير ، تحمل في طياتها دلالات على تلك الهجرة الجماعية من البتراء إلى مكة، يقول الطبري: "وفيها شخص - فيما ذكر مُحَمَّد بن عمر - مصعب بن الزبير إلى "مكة" (البتراء) فقدمها بأموال عظيمة، فقسمها في قومه وغيرهم، وقدم بدواب كثيرة وظهر وأثقال." لم يأت مصعب بالجنود ولا بالسلاح رغم أنه الأمر المنطقي في حالة مدينة تترقب الحصار في أي لحظة من جيش عبد الملك، لكنه في المقابل أتى بدواب كثيرة وظهر (أي ما تحمل عليه الأمتعة) وأثقال (وهي المؤن التي يتزود بها للسفر الطويل)، إنها الدواب والرِّكَاب والمطايا التي استخدمت في تلك الهجرة الجماعية إلى مكة (الحالية)، والتي من دونها تتقطع بالأهالي والجموع سبل بلوغ مقصدهم، لأن المسافة بين البتراء ومكة أكثر من 1600 كم.

****************************

إنتقال وعبادة الحجر الأسود فى مكة

وخلال السنوات من 683 إلى 692م، كان هناك حجان؛ الأمويون الذين كانوا يحجُّون إلى البتراء، توجهوا بحجِّهم إلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى بعد الإنتهاء من بنائهما في عام 72ع - 691م، ولكنهم كانوا يشعرون بان حجَّهم ناقصٌ لعدم وجود الحجر الأسود. وفي نفس الفترة كان ابن الزبير يحج بالناس في مكة، خاصة العراقيين، لذلك نجد الطبري يورد أخبارا متعددة عن حَجَّيْن في سنة واحدة حج الأمويين إلى البتراء وحج أنصار ابن الزبير إلى مكة خصوصا أهل العراق ويذكر أن بعض ولاة بني أمية كان يحجون بالناس حول المسجد، لكنهم لا يطوفون بالبيت (لعدم وجوده)، كما أن فقدان الحجر الأسود يجعل إعادة بناء كعبة في البتراء أمرا شبه مستحيل، لأن الحجر الأسود كان قد أخذه ابن الزبير معه، وأدخله في بناء كعبته الجديدة في مكة كما سبق الإشارة إليه.

****************************

7) إنتقال الحجر الأسود للبحرين

.القرامطة نقلوا الحجر الأسود للبحرين:  نجح القرامطة فى هدم الكعبة بمكة فى موسم الحج لسنة 317 هـ ٩٠٨م عندما جمع أبو طاهر الجنابي جيشه من البحرين وقطر من القبائل الموالية له وتحرك ناحية مكة من الأحساء على أنه واحد من الحجاج حتى يسمحوا بدخوله كمسلم يود إقامة شعيرة الحج  حسب ما جاء فى كتاب "تفسير القرآن العظيم لابن كثير العصر العباسى الثانى" للدكتور شوقى ضيف، حيث كانت الطامة الكبرى حين أقدم أبو طاهر سليمان ابن الجنابى وهو من القرامطة ودخل مكة يوم الترويه وعرى كسوه البيت وأقلع بابه أما جنوده فحملوا باب الكعبة ليضعوه على خيولهم وهم يغنون بصوت عال: أين حجارة سجيل؟ أين الطير الأبابيل ثم يضحكون أمر زعيم القرامطة أن يُهدم مكان الحجر الأسود وضرب بفأسه الحجر الأسود فانكسر شقين ثم حملوه معهم إلى القطيف وبعد أن اقتلع الحجر الأسود أبو طاهر نظر بعدها للحجر الأسود وقال إنه حجر أصم وصنم، وأخذه معه إلى البحرين حيث كانوا يسيطرون عليها ومكث هناك 20 سنة وكان إن أبا طاهر القرمطي اعتبر الكعبة المشرفة والبيت الحرام والطواف به مثل عبادة للأوثان والأصنام، وكان يوبّخ من يقتله من المسلمين بهذا الكلام قبل قتله وفوق ذلك أصعدَ رجلا من أتباعه إلى ظهر الكعبة لينزع عنها ميزاب، ثم نزع عنها لباسها وستارها وقلع باب الكعبة وأخذه، ثم قرر في نهاية الأمر أن يأخذ الحجر الأسود ويقتلعه من مكانه قبل الرحيل  

****************************

8) عودة الحجر الأسود إلى مكة

مكث الحجر الأسود فى البحرين بعيدا غت مكة حوالى 20 سنة وإنقطع الحج عن مكة بسبب عدم وجود الحجر الأسود بجانب الكعبة . وتوفى أبو طاهر الجنابي فى رمضان عام 332هـ،حاول خلفاء كثر جداً أن يرجعوا الحجر الأسود منهم الحاكم بأمر الله الذي هددهم بالقتل وخليفة العراق الذي عرض عليهم ٥٠ ألف دينار، هذا غير محاولات الحرب والغزو التي فشلت كلها لاستعادة الحجر، وفي كل مرة كان يُعرض عليهم أموال ولكنهم كانوا يرفضونها بحجة أنهم اقتلعوه لأن هذا مزاجهم وسيقومون بإرجاعه حينما تهوى أنفسهم. بعد ٢٢ سنة، وحتى يستميلوا الناس، أخذوا الحجر وعلقوه في الأسطوانة السابعة من مسجد الكوفة الخاص بسعد بن أبي وقاص وفي عام 337هـ  استطاع الخليفة المقتدر في النهاية أن يعقد معهم صلحا ويقنعهم بعودة الحجر مقابل فدية سنوية 120 ألف دينار وحتى يتمموا للناس حجتهم، ووقتها كان حاكم القرامطة هو أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسين الجنابي، ابن أبو سعيد، فوافق على هذا المطلب وأمر أحد القرامطة أن يقوم بإرجاعه بنفسه ويأمن روحه عنهم وكان اسمه "محمد بن سنبر القرمطي"، وفعلاً قام بإرجاعه وفرح المسلمون وقتها بهذا الإنجاز، ورجع الحج بعدما كان بيت الله الحرام مهجوراً تماماً طوال هذه السنين ومما يذكر أن القرامطة عندما نقلوا الحجر الأسود للبحرين كانوا يغيرون الجمل الذى يحمل الحجر الأسود فى الطريق لثقلة لأن صنمة الجمل كانت تتهرأ ولكنهم عندما اعادوه فقد كان يحملة جمل واحد ويعتقد أنهم أرجعوا جزء منه وإختفظوا بالباقى 

****************************

لم يتبقى من الحجر الأسود غير 7 قطع

قال المؤرخ والمفسر ابن كثير في كتابه التاريخي الشهير "البداية والنهاية"، عند كلامه عن حوادث سنة 413هـ: "فيها: جرت كائنة غريبة عظيمة، ومصيبة عامة، وهي أن رجلا من المصريين من أصحاب الحاكم اتفق مع جماعة من الحجاج المصريين على أمر سوء، وذلك أنه لما كان يوم النفر الأول طاف هذا الرجل بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود جاء ليقبله فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات متواليات، وقال: إلى متى نعبد هذا الحجر؟ ولا محمد ولا علي مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت. وجعل يرتعد فاتقاه أكثر الحاضرين وتأخروا عنه، وذلك لأنه كان رجلا طوالا جسيما أحمر اللون أشقر الشعر، وعلى باب الجامع جماعة من الفرسان، وقوف ليمنعوه ممن يريد منعه من هذا الفعل، وأراده بسوء، فتقدم إليه رجل من أهل اليمن معه خنجر فوجأه بها، وتكاثر الناس عليه فقتلوه وقطعوه قطعا، وحرقوه بالنار، وتتبعوا أصحابه فقتلوا منهم جماعة. ونهبت أهل مكة الركب المصري، وتعدى النهب إلى غيرهم، وجرت خبطة عظيمة، وفتنة كبيرة جدا، ثم سكن الحال بعد أن تتبع أولئك النفر الذين تمالؤوا على الإلحاد في أشرف البلاد غير أنه قد سقط من الحجر ثلاث فلق مثل الأظفار، وبدا ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة، محببا مثل الخشخاش، فأخذ بنو شيبة تلك الفلق فعجنوها بالمسك واللك وحشوا بها تلك الشقوق التي بدت، فاستمسك الحجر واستمر على ما هو عليه الآن، وهو ظاهر لمن تأمله". وفي عام 1351هـ قام رجل اسمه عبد الستار بن سوف عبد الغفار الأفغاني بسرقة قطعة من الحجر الأسود بعد أن كسرها، كما قص قطعة من أستار الكعبة وسرقها، وقبض عليه، واستردت المسروقات منه، وصدر حكم المحكمة الشرعية بقتله تعزيرا، ثم أقيم حفل حضره الملك عبد العزيز والعلماء والأعيان يوم الأربعاء 28 ربيع الآخر من عام 1351هـ، ووضع الملك بيده القطعة المسروقة في مكانها من الحجر الأسود بعد معالجتها لتلصق من جديد. لم يتبقى من الحجر الأسود غير 7 قطع تبلغ أكبرها 2 سم وأصغرها  1سم وقد تم تثبيتها بواسطة اللبان العربى الشحرى أو الحوجرى وهى المادة التى تملأ التجويف بين قطع  الحجر الأسود السبعة وفى 29/1/2021 نشرت جريدة "العربية مقالة بعنوان "لأول مرة .. شاهد الحجر الأسود" ذكرت فيها أنه فى اليوم التالى من شهر ذى الحجة لهذا العالم ظهر الصائغ فيصل محمد محمود بدر حفيد صانع باب الكعبة الأول فى العهد السعودى وهو يقوم بتثبيت وصيانة الحجر الأسود التى إكتسبها من جده فى هذا العمل والذى إمتد لسنوات طويلة ... كما أن والده هو شيخ الصاغة فى مكة وقد عمل على تجديد الإطار الفضى فى عهد الملك عبد العزيز حيث تم تغييره فى عام 1365 ] أ. هـ

****************************

4 فطع من الحجر الأسود فى تركيا

فى 16/2019م نشرت وكالة الأنباء العالمية نبأ تقرير نشرته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن مسجد يتزين بقطع من الحجر الأسود (الموجود في أحد جوانب الكعبة في مكة وله مكانة خاصة عند المسلمين حيث يعتبر من أحجار الجنة)  وقالت أن يحتضن جامع "صوقوللو محمد باشا" في إسطنبول، منذ قرابة 5 قرون، 4 قطع من الحجر الأسود الموجود في الكعبة المشرفة الذي يعتقد بأنه من أحجار الجنة، وله مكانة خاصة في الدين الإسلامي 

****************************

حجان للمسلمين لكعبتين بترا ولمكة

كما أستقر فى ذهن المسلمين أن حجهم لا يكتمل إلا بالحج لمكة وزيارة قبة الصخرة فى القدس كان فى زمن الأمويين حجان واحد فى بترا والآخر فى مكة ويذكر الطبري أنه فى أخبار حصار مكة الأخير (دام حوالى 8 أشهر) الذي سوف يشهد نهاية عبد الله بن الزبير على يد الحَجَّاج عام 692م، فإنه يورد خبرا ظاهره التناقض إذا قرأنا التاريخ حسب الرواية الرسمية، لكنه يتكامل مع الرأي الذي يؤكد تغيير الحرم من البتراء إلى الكعبة، ففي نفس العام (691م) الذي يحج بالناس ابن الزبير وهو محاصر في مكة، يحج بالناس الحجاج بن يوسف في البتراء «.وحج الحجاج بالناس في هذه السنة، وابن الزبير محصور (في مكة) " (الطبري أحداث عام 72ع)، لكن الطبري يخبرنا بأن الحجاج لم يطف بالكعبة رغم حجه بالناس، وما ذلك إلا لأنه لم يعد لها وجود بعد إذ سواها ابن الزبير بالأرض، في حين يمتنع أحد سفراء عبد الملك هو (طارق بن عمرو) إلى ابن الزبير وأهل مكة، عن الحج وأداء المناسك هناك، بل ويخالف القواعد العامة التي يتحلى بها من دخل المسجد الحرام مثل التخلي عن السلاح، فلم يتخلى عن حمل سلاحه، كما أنه لم يطف بالبيت (كعبة مكة) ولم يصلِّ إليه.
--وفي خبر يورده الطبري عن (بجير بن عبدالله المسلي) يخاطب فيه ابن الزبير ويستشفعه في العفو عنه وعن أصحابه في الكوفة؛ بكونه يتبع نفس القبلة التي يستقبلها ابن الزبير: « يا بن الزبير، نحن أهل قبلتكم (…)، فإن خالفنا إخواننا من أهل مصرنا فإمَّا أن نكون أصبنا وأخطأوا، وإما أن نكون أخطأنا وأصابوا » [الطبري أحداث عام67ع]، فَلَو كانت قبلة ابن الزبير هي قبلة المتأسلمين جميعهم، لما كان لهذه العبارة (أهل قبلتكم) من معنى.
--لقد ظل هذا الإشكال مطروحا طيلة حتى نهاية حكم بني أمية، ورغم مقتل ابن الزبير واجتياح عبد الملك للعراق وقتله مصعب شقيق عبد الله بن الزبير وواليه عليها، وسقوط الكوفة والبصرة وخراسان وفارس بيد الأمويين، وفرار أعداد غفيرة من الزبيريين في الحجاز (الذين سموا أنفسهم بالعباسيين) إلى خراسان في أفغانستان، فإن ذلك لم يثنهم وشيعة أهل البيت من أنصار محمد بن الحنفية وَعَبد الله بن عباس من التوجه في صلاتهم تجاه البلدة التي اختارها ابن الزبير، والتي باتت تضم الهيكل الذي أدخل فيه الحجر الأسود، بدلا عن القبلة التي يستقبلها أعداؤهم من بني أمية قتلة حفيد الرسول.
--كان الصراع بين الفرق الإسلاموية الكبرى في ذلك الوقت يكتسي أبعادا مختلفة سياسية ودينية وعرقية، وما انفكت الساحة تشهد اقتتالا محموما ومتشابكا بين أربعة تيارات تتنازعها أهواء السياسة وأهواء الطائفية وأهواء القبلية أيضا، بنو أمية، والزبيريون، والخوارج، والشيعة، إضافة إلى أهالي البلاد المغلوبة مثل الفرس والترك والديلم الذين كانوا سادة في بلادهم قبل أن يجردهم الأمويون من هويتهم وحريتهم وأموالهم ويصيرونهم عبيدا وموالي لديهم، وتفرض عليهم الجزية والإتاوة، فكان الناس في تلك البلاد عادة ما يدعمون أو ينضمون إلى الثورات الشيعية والخارجية التي تعادي السلطة المركزية في دمشق، وكانوا أول من ناصر دعوة المختار بن أبي عبيد (المتنبي) وإبراهيم الأشتر النخعي [21 - 71 ع / 691- 642م] القائد العسكري والسياسي، الذي قتل عبيد الله بن زياد قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد النبي محمد. ثم دعموا آل العباس التي قضت على حكم بني أمية.
--لقد استتب الحكم إلى حد ما في الفترة التي حكم فيها عبد الملك بن مروان بعد أن انتصر على الزبيريين وهزم ثورات الخوارج وبايعه أهل الكوفة والبصرة، وكان أقوى الحكام على الإطلاق في تلك الفترة، لكنه مع ذلك فشل في توحيد القبلة وظلت المساجد تبنى بعضها يستقبل مكة وبعضها يستقبل البتراء كما سبق وذكرنا، وظل الحُجَّاج يختلفون إلى البقعتين كل حسب اجتهاده، فكان السؤال مُلِحًّا: هل كعبة البتراء أولى بالحج أم الكعبة التي فيها الحجر الأسود؟، بل إن بعضهم اختار الحج إلى المدينتين معا في سنة واحدة حتى يدرأ الشك، كما حدث مع أبان بن عثمان عام 698م، يقول الطبري في أحداث سنة 76ع: « حج أبان بن عثمان وهو واليًا على المدينة بالناس حجتين سنة ست وسبعين»، بل إن هناك أعوامًا لم يُسَجَّل فيها أي ذكر للحج على الإطلاق في التراث الإسلاموي، هي السنوات بين 83 و87ع سواء من قبل الطبري أو غيره. 
--لقد كان الخلاف أنذاك حول القبلة تشوبه آثار الصراع السياسي والقبلي، فإن الشرعية الدينية كانت الهاجس الأول للمختلفين والمجتهدين في ذلك، فقد بنى الأمويون لأول مرة بلاطًا ومسجدًا لهم عام 701ع في عمان الأردن، وكانت قبلته نحو مكة، وهذا البناء هو من أوائل الأبنية التي حصرها الأركيولوجيون التي تتجه إلى القبلة الجديدة (مكة)، إن دلنا هذا على شيء فهو يدل على الحيرة والتذبذب اللذين طبعا تلك المرحلة حتى بين الأمويين أنفسهم. إلَّا أنهم لم يتخذوا أي إجراءات عقابية أو زجرية للمختلفين على القبلة، وتركوا الأمر خاضعا لتقديرات الناس، الذين كان يتزايد كل يوم عدد الذين يؤمنون منهم بكعبة مكة لاحتوائها على الحجر الأسود.
وكما أشرنا من قبل فإن مرحلة التذبذب والحيرة تلك لم تنته تماما إلا في القرن التاسع، حيث تمكن العباسيون الذين أطاحوا بحكم بني أمية من حسم الأمر تمامًا وتوحيد القبلة نحو الكعبة المكية، ومحو أي أثر أدبي أو تاريخي للبتراء في كتب التراث ونقله في المقابل إلى مكة، وقد ساعدهم على ذلك الزلزال التاريخي عام 712م الذي ضرب البتراء ودمر جل ملامحها، والزلزال الآخر الذي هز الأردن وسوريا عام 745م وجعل التركيز يتجه نحو مكة وفقدان أي أمل لدى الأمويين لإعادة الحجر الأسود إلى البتراء. مع الأخذ في الاعتبار الدلالات الدينية والاجتماعية للظواهر الطبيعية العنيفة مثل الزلازل في مخيال العامة، الذي عادة ما يرتبط بسخط الله على المكان وغضبه على العباد والبلاد التي يحدث فيه زلزال ما، إضافة إلى ما كان قد أذاعه ابن الزبير في الناس وهو يحفر أساسات الكعبة الجديدة في (مكة) أنه وجد في أرضيتها حَجَر إبراهيم الذي بنى به أساس البيت الحرام أول مرة، وقد نقل روايته الطبري في أحداث سنة 65ع: يَقُولُ: إِنَّ أُمِّي أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ حدثتني ان رسول الله (صلعم) قَالَ لِعَائِشَةَ: [لَوْلا حَدَاثَةُ عَهْدِ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ رَدَدْتُ الْكَعْبَةَ عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، فَأَزِيدُ فِي الْكَعْبَةِ مِنَ الْحَجَرِ فَأَمَرَ بِهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَحُفِرَ،] فَوَجَدُوا قِلاعًا أَمْثَالَ الإِبِلِ، فَحَرَّكُوا مِنْهَا صَخْرَةً، فَبَرَقَتْ بَارِقَةٌ فَقَالَ: أَقِرُّوهَا عَلَى أَسَاسِهَا، فَبَنَاهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ: يَدْخُلُ مِنْ أَحَدِهِمَا وَيَخْرُجُ مِنَ الآخَرِ".
--ورغم ذلك لم يخلو العصر العباسي من ميلاد حركة تصحيحية تعاملت بطريقتها مع هذا الخطأ التاريخي، وبدلًا من أن يكون التصحيح بِسِن القلم كان بذؤابة السيف، فقد نشأت في بداية القرن العاشر (317ع - 908م) فرقة (القرامطة) الذين اتخذوا من مدينة (هجر) في البحرين عاصمة لهم، وكانت هذه الفِـرْقة تنكر على المتأسلمين توجههم بالقبلة شطر مكة والحج إليها، والخضوع لقدسيتها المصطنعة. وكانوا يصلون نحو شمال الجزيرة جهة البتراء، وما انفكوا يعترضون سبيل الحجاج وينهبون قوافلهم ويقتلونهم ويسبون النساء لمنع المتأسلمين من الحج إلى مكة، وعانى خلفاء بني العباس من ثوراتهم التي كانت تصل إلى شن حملات على حواضر الدولة مثل الكوفة والبصرة وبغداد ودمشق، بل إنهم تمكنوا في عام 929م من دخول مكة واستباحة الحرم واقتلاع الحجر الأسود وحمله إلى منطقة الأحساء التي كانوا يسيطرون عليها، ولم يتمكن العباسيون من استرداده إلا بعد مفاوضات دامت 21 عامًا، وفي عام 950م دفعوا مبلغا كبيرا من المال لاسترداده.
يقول ابن الأثير في تاريخه: « حجّ بالناس في هذه السنة منصور الديلميُّ، وسار بهم من بغداد إلى مكّة، فسلموا في الطريق، فوافاهم أبو طاهر القرمطيُّ بمكّة يوم التروية، فنهب هو وأصحابه أموال الحجّاج، وقتلوهم حتّى في المسجد الحرام وفي البيت نفسه، وقلع الحجر الأسود ونفّذه إلى هَجَر، فخرج إليه ابن محلب، أمير مكّة، في جماعة من الأشراف، فسألوه في أموالهم، فلم يشفّعهم، فقاتلوه، فقتلهم أجمعين، وقلع باب البيت، وأصعد رجلاً ليقلع الميزاب فسقط فمات، وطرح القتلى في بئر زمزم ودفن الباقين في المسجد الحرام حيث قُتلوا بغير كفن، ولا غسل، ولا صُلّي على أحد منهم، وأخذ كسوة البيت فقسمها بين أصحابه، ونهب دور أهل مكّة ». وظل الحج متوقفا طيلة 3 سنوات التي تلت سلب الحجر، وكانت أزمة حقيقية في الإسلاموية، قال القلقشندي في صبح الأعشى: « وتعطل الحج من العراق إلى أن ولي الخلافة القاهر في سنة عشرين وثلثمائة فحج بالناس أميره في تلك السنة »، وفي عام 950م دفع العباسيون مبلغا كبيرا من المال لاسترداد الحجر الأسود، وعندما استلموه، كان مهشَّمًا ومفتَّتًا، ولا يدري أحد إن كان الحجر الأسود الحالي نفسه أم لا، خاصة وقد تم وضعه في إطار من الفضة شكله يثير الشبهات

************************

إمبراطور ورئيس كهنة معبد الحجر الأسود

 الإمبراطور هيجابالوس (204- 222م )  أطلق عليه إسم  إيلجابالوس وهو إسم ينسبة إلى ألإله  إيل جبل الذى هو الحجر الأسود

منذ عهد سيبتيموس سيفيروس ، زادت عبادة الشمس في جميع أنحاء الإمبراطورية. في نهاية عام 220 ، أنشأ Elagabalus Elagabal باعتباره الإله الرئيسي للآلهة الرومانية ، ربما في تاريخ الانقلاب الشتوي. في لقبه الرسمي ، كان عنوان Elagabalus باللاتينية: sacerdos amplissimus dei invicti Soli Elagabali ، pontifex maximus ، lit. "أعلى كاهن للإله غير المنصرم ، الشمس الجبل ، الحبر الأعظم". صدم العديد من الرومان بتكريم إله أجنبي فوق كوكب المشتري ، مع كون الإجبالوس نفسه رئيس كهنة.
كعربون لاحترام للدين الروماني ، انضم Elagabalus إما إلى Astarte أو Minerva أو Urania أو مزيج من الثلاثة إلى Elagabal كقرين. كان من الممكن أن يؤدي الاتحاد بين إل جبل والإلهة التقليدية إلى تقوية الروابط بين الدين الجديد والعبادة الإمبراطورية. ربما كان هناك جهد لإدخال Elagabal و Urania و Athena كثالوث كابيتولين جديد في روما - ليحل محل كوكب المشتري وجونو ومينيرفا.
أثار المزيد من الاستياء عندما تزوج من فيستال فيرجن أكيليا سيفيرا ، كاهنة فيستا الكبرى ، مدعيا أن الزواج سينتج عنه "أطفال مثل الآلهة". كان هذا خرقًا صارخًا للقانون والتقاليد الرومانية ، التي تنص على أن أي فيستال وجد أنه مارس الجنس يجب أن يُدفن حياً.

**************************

الحجر الأسود الإله ألأكبر بروما
فى روما قام ألإمبراطورهيجابالوس ببناء معبد فخم يسمى إيل جباليوم  Elagabalium على الوجه الشرقي لتلة بالاتيون  Palatine لوضع الحجر الأسود فيه وعبادته الذي كان يمثله نيزك أسود مخروطي الشكل حمص وكان يسمى باليونانية بيتيلوس . كتب هيروديان عن الحجر الأسود ما يلى : "يُعبد هذا الحجر كما لو أنه أُرسل من السماء وعليه بعض القطع الصغيرة البارزة والعلامات المشار إليها ، والتي يود الناس تصديق أنها صورة تقريبية للشمس ، لأن هذه هي الطريقة أراهم ".
كتب ديو أن الإمبراطور  من أجل زيادة تقواه ككاهن أعلى لـ إيل جبل على قمة آلهة رومانية جديدة ، ختن إيلجبالوس نفسه وأقسم على الامتناع عن الخنازير. أجبر أعضاء مجلس الشيوخ على المشاهدة بينما كان يرقص وهو يدور حول مذبح الاجبال بمرافقة الطبول والصنج. في كل يوم انقلاب شمسي صيفي ، أقام مهرجانًا مخصصًا للإله ، والذي أصبح شائعًا لدى الجماهير بسبب الطعام المجاني الذي يتم توزيعه في هذه المناسبات.خلال هذا العيد ، وضع إيل جبال الحجر الأسود على عربة مزينة بالذهب والمجوهرات ، وطاف بها في المدينة: حيث حملت عربة من ستة أحصنة الألوهية ، الخيول ضخمة وبيضاء لا تشوبه شائبة ، مع تجهيزات ذهبية باهظة الثمن وزخارف غنية. لم يمسك أحد بزمام الأمور ، ولم يركبها أحد ؛ تمت مرافقة السيارة كما لو كان الإله نفسه هو قائد العربة. ركض الإمبراطور إيل جبالوس إلى الخلف أمام العربة ، مواجهًا للإله ممسكًا بزمام الخيول. قام بالرحلة بأكملها بهذه الطريقة العكسية ، ناظرًا إلى وجه إلهه.
تم نقل أقدس الآثار من الديانة الرومانية من الأضرحة الخاصة بها إلى معبد الحجر الأسود إيل جباليوم   بما في ذلك شعار الأم العظيمة ، ونار فيستا ، ودروع سالي ، والبلاديوم ، بحيث لا يمكن عبادة أي إله آخر إلا بالاشتراك مع اإيل جبال  على الرغم من أن عبادة موطنه سخرت على نطاق واسع من قبل المعاصرين ، إلا أن عبادة الشمس كانت شائعة بين الجنود وتم الترويج لها من قبل العديد من الأباطرة في وقت لاحق. 

******************

 أورشليم قبلة المسلمين لمدة 13 سنة

الهيكل اليهودى فى أورشليم هو قبلة اليهود وتتوافق فيه صفة "بيت الله الحرام" لأنه قبلة اليهود والمسلمين لمدة 13 سنة لأنه مقسم لساخات منها ساحة محرمة لا يدخلها غير المؤمنين وساحاة يمكن أن يدخلها الأممين ويوجد فى متحف إسرائيل نقش اثرى يحذر بأن من يدخل الساحة المحرمة يقتل ولمعلومات القراء أن القبلة هو المكان المقدس الذى يتجه فيه وجه الإنسان أثناء صلاته (مثلا المسيحيين يتجهون نحو الشرق) ويجمع جميع شيوخ المسلمين وعامتهم بلا إستثناء  أن قبلة المسلمين كانت فى إتجاه  بيت المقدس قبل البعثة النبوية أ فى إتجاه " أورشليم / بيت المقدس " الذي كانت اليهود تتوجه إليه في عباداتها ، و ظلّت القدس قبلةً للمسلمين طيلة ثلاث عشرة عاماً يتوجهون إليه في عباداتهم و صلواتهم و ما إليها من الأمور التي يشترط فيها مراعاة القبلة عن علي بن إبراهيم بإسناده عن الإمام الصادق  أنه قال : [ تحوّلت القبلة إلى الكعبة بعدما صلى النبي ( صلم ) بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس و بعد مهاجرته إلى المدينة صلّى إلى بيت المقدس سبعة أشهر " . قال : " ثم و جّهه الله إلى الكعبة ، و ذلك أن اليهود كانوا يُعيّرون رسول الله ( صلم ) و يقولون له أنت تابع لنا تصلّي إلى قبلتنا ، فأغتمّ رسول الله ( صلم ) من ذلك غمّاً شديداً"]

 أُمر القرآن أن يستقبل الرسول والمسلمون بتغيير القبلة {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [(144) سورة البقرة] وهنا نتوقف ان القرآن ذاته أمر بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام ولم يحدد مكانه والقرآن جمعه الخليفة عثمان بن عفان وأحرق باقى المصاحف ثم ولما لم يكن فيه تنقيط ولا تشكيل أعدمت النسخ الأولى التى كانت فى بعض الأقاليم وكتب نسخ أخرى بها تنقيض وتشكيل وأن البخارى ذكر أن المسلمين كانوا يتجهون فى قبلتهم نحو أورشليم  ولكن البخارة كتب  كتابه بعد 200 م من وفاة الرسول وبعد 100 سنة من نقل إتجاه القبلة من بترا فى الأردن  إلى مكة فى زمن العباسيين والبخارى لم يكن شاهد عيان لهذه الـ 200 سنة المفقودة من تاريخ الإسلام بل هو كتب ما تتناقله الألسن فى الوقت الذى كتب فيه البخارى كتابه كان الناس نسوا بترا وأن جدود جدود جدودهم كانوا يصلون فى إتجاه سوريا

ويقول البخارى : " والأمر له -عليه الصلاة والسلام- أمرٌ لأمته، فاستقبِلوها أو فاستقبَلوها امتثلوا هذا الأمر؛ لأن الأصل أن الدين للجميع والأصل الاقتداء والائتساء به -عليه الصلاة والسلام-، وما دام أمر أن يستقبل الكعبة فأمته في حكمه -عليه الصلاة والسلام-، "أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام" يعني إلى بيت المقدس على القبلة الأولى "فاستداروا إلى الكعبة" أي تحولوا إلى جهة الكعبة وهم في صلاتهم، هم في صلاتهم صلوا بعض الصلاة إلى جهة بيت المقدس ثم ائتموها فاستداروا إلى جهة الكعبة،"

ولما لا يوجد دليل آخر اثرى أو مخطوطة واحدة فقط  تفيد أن المسلمين فى الـ 13 سنة الأولى كانوا يتجهون إلى أورشليم غبر ما أورته سابقا فيرجح العلماء المستشرقون أن العرب كانوا يتحهون إلى بترا النبطية

*****
صورة وخبر
أطلق المصريون القدماء على نهر النيل في اللغة المصرية القديمة "إيترو عا" بمعنى (النهر العظيم)، وتشير الأصول اللغوية لكلمة النيل إلى أنها من أصل يوناني، "نيلوس"، بيد أن آخرين تحدثوا عن أصول فينيقية للكلمة اشتقت من الكلمة السامية "نهل" بمعنى (مجرى أو نهر). وذهب المؤرخ اليوناني ديودور الصقلي إلى أبعد من ذلك حين أشار إلى إن النيل أُطلق عليه هذا الاسم تخليدا لذكرى ملك يدعى "نيلوس" اعتلى عرش البلاد وحفر الترع والقنوات فأطلق المصريون اسمه على نهرهم، وتُستخدم "نيلوس" كاسم علم مذكر بحسب عقد بيع مدوّن على بردية يعود إلى العصر الروماني، يحتفظ به المتحف المصري، بين رجل يدعى "نيلوس" وآخر يدعى "إسيدوروس". ويرى العالم المصري رمضان عبده، في دراسته الموسوعية "حضارة مصر القديمة"، ضمن إصدارات وزارة الآثار المصرية، أن كلمة النيل مشتقة من أصل مصري صميم من العبارة "نا إيترو" والتي تعني (النهر ذو الفروع)، كما أطلق المصريون على مجرى النهر اسم "حبت إنت إيترو" (مجرى النهر)، وأطلقوا على فروع النيل في أرض مصر "إيترو نوكيمت" (فروع الأرض السوداء). شير الوثائق التاريخية إلى حدوث اتصال ما بين المصريين القدماء ومناطق تقع في جنوب مصر، بلاد "كوش" و"يام" و"بونت"، الأمر الذي يرجح بعض دراية للمصريين بإقليم بحر الغزال، أحد روافد النيل في جنوب السودان، منذ عصور الدولة القديمة، ونتيجة حرص المصريين على التوغل في النوبة والسودان، ظهر رحّالة ومستكشفون في الأسرة السادسة معظمهم من أمراء أسوان جنوبي مصر. نظم حاكم الجنوب ويدعى "حرخوف" أربع حملات استكشافية إلى أفريقيا بناء على أوامر من الملكين "مر-إن-رع" و"بيبي الثاني" حوالي 2200 قبل الميلاد، وحرص "حرخوف" على تسجيل وقائع رحلاته في مقبرته في أسوان، كما في هذا المقتطف من نص كامل نقلته إلى الفرنسية عن اللغة المصرية القديمة العالمة كلير لالويت في دراستها "الفراعنة في مملكة مصر زمن الملوك الآلهة": "أرسلني سيدي صاحب الجلالة مر-إن-رع، في صحبة والدي، الصديق الأوحد، والكاهن المرتل إيري إلى بلاد يام لاستكشاف دروبها، أنجزت هذه المهمة في غضون سبعة أشهر، وجلبت منها شتى أشكال (الهدايا) الجميلة منها والنادرة ونلت من أجل ذلك المديح كل المديح". لاحظ المصريون فيضان النيل وانحساره في أوقات مناسبة على نحو يمكن استفادة أرض مصر منها، إذ يفيض في الصيف والأرض في أشد الحاجة إلى الماء، يغمرها ويجدد حياتها، وينحسر في وقت يناسب الزراعة، فتُبذر الحبوب، فكانت بداية اهتداء المصريين لفكرة التقويم. وضع المصريون ما يعرف اصطلاحا بـ"التقويم النيلي"، الذي يبدأ ببداية الفيضان، عندما تصل المياه إلى منطقة استراتيجية مهمة، ويعتقد العلماء أنها كانت منطقة تتوسط مدينتي "أونو" و"إنب حج"، كما لاحظ المصريون اقتران الحدث بظاهرة سماوية هي ظهور نجم الشعرى اليمانية. ويقول العالم الفرنسي نيقولا غريمال في دراسته "تاريخ مصر القديم": "كانت نقطة الانطلاق لتحديد بداية العام الجديد هي قياس ارتفاع منسوب مياه الفيضان، وما يُسجل عند مستوى مدينة منف، وهي الأرض التي شهدت توحيد البلاد على ما يفترض، ويتفق تماما مع ظهور نجم الشعرى اليمانية، وفقا للتقويم اليولياني، وتحدث هذه الظاهرة في 19 من شهر يوليو/تموز". أحصى الفلكيون المصريون عدد الأيام بين كل ظهور للنجم فوجدوها 365 يوما، وقسموها إلى 12 شهرا، كما قسموا السنة إلى ثلاثة فصول تحددت بناء على أحوال النيل: "آخت" وهو فصل الفيضان وبذر البذور، من منتصف يوليو/تموز إلى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، و"برت" وهو فصل النمو، ويوازي فصل الشتاء، ويبدأ من منتصف نوفمبر/تشرين الثاني إلى منتصف مارس/آذار، و"شمو" فصل حصاد الزرع، من منتصف مارس/آذار إلى منتصف يوليو/تموز. ساعد النيل المصريين في تكوين مجتمعات صغيرة، يتعاون أفرادها في زراعة ما بها من أراض، وأحيانا كانوا يلجأون إلى توسيع حدودها بالاستيلاء على أراض المجتمعات المجاورة، إلى أن اندمجت هذه المجتمعات وشكلت كيانا أكبر اتحد في عهد الملك "نعرمر (مينا) " فظهر أول شكل مترابط سياسيا واجتماعيا للأراضي المصرية بفضل النيل. عرف المصريون أيضا، إلى جانب الزراعة التي اعتمدت على مياه النيل، صيد الأسماك، فابتكروا القوارب كوسيلة للصيد والمواصلات، وسجّلوا العديد من المشاهد المائية على جدران المقابر، التي كانت توضع بداخلها أسماك النيل لتقديمها قرابين من المتوفى في العالم الآخر

 الرومانية الشهيرة في بيروت.
كركلا 198-217
Caracalla
ولد كركلا في مدينة لوغدونوم (ليون، فرنسا) عام 188، والده الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس، ووالدته جوليا دومنا. كانت العلاقة بين الأخوين كركلا وغيتا، يشوبها العداء والحذر والريبة. فالطموح الجامح لكل منهما في فرض السيطرة، وبسط النفوذ داخل الجيش ومجلس الشيوخ، شملت جميع أراضي الإمبراطورية. عام 211، اغتالت العناصر الموالية لكركلا شقيقه غيتا.
أصدر كركلا مرسوماً سنة 212، قضى بتجنيس جميع الرجال الأحرار وجعلهم مواطنين روماناً. وأصدر عملة جديدة عرفت بعملة الـ”إنتينونيانوس”. وفرض الضرائب على الأغنياء والأشراف، واهتم بالجيش وبرواتبه، وأمضى جل وقته مع جنوده العاديين، يحاكي طريقة عيشهم، منها الملبس والمأكل. على المستوى العمراني بنيت في عهده “حمامات كركلا”، التي يقال إنها كانت قادرة على استيعاب نحو 2000 شخص. انصرف عام 213 لقتال القبائل الجرمانية، تاركاً الحكم وإدارة شؤون الإمبراطورية لوالدته جوليا. عرف عن كركلا هوسه بشخصية الإسكندر الأكبر، محاكياً إستراتجياته العسكرية، وارتكب مجزرة مروعة باتباع مدرسة أرسطو الفلسفية لاعتقاده أن أرسطو مهذب الإسكندر هو من قام بتسميمه وقتله.
عام 217، وبينما كان يعد لحملات عسكرية، وظف القائد ماكرينوس غضب ضابط روماني على كركلا، فقام باغتياله طعناً في مدينه الرها في 8 أبريل عام 217. بعد اغتياله اقتلعت جميع تماثيله وأذيبت، وألغي احتفال سباق الخيل الذي كان يقام بمناسبة عيد ميلاده. لكن لم يتم طمس كل ما يتعلق بحكمه وصوره “دمناتيو ميمورياي” إلا بحالات قليلة نسبية.
غيتا 209-211
Geta
غيتا هو الابن الأصغر للإمبراطور سيبتيموس سيفيروس وشقيق الإمبراطور كركلا. حكم الإمبراطورية الرومانية بالشراكة مع والده عام 209 حتى 211. وعهد له ترتيب ومتابعة الشؤون الإدارية والبيروقراطية داخل الإمبراطورية. ثم اغتيل على يد شقيقه الأكبر كركلا، بعد ازدياد التنافس بينهما على تركة أبيهم والإمبراطورية الرومانية، حاول كركلا قتل أخيه عدة مرات إلى أن نجح أخيراً في 19 ديسمبر في عيد الإله ساتورن، عندما حاولت الوالدة جوليا حل الخلاف والتوسط بينهما، فقد وثب مناصرو كركلا من الحرس البريتوري على غيتا وقتلوه أمام أعين والدته وشقيقه الذي بدأ بحملة تطهير واسعة، قتل خلالها نحو 20 ألفاً، وعمل على إزالة الصور وتحطيم التماثيل، وإذابة النقود المعدنية، التي تحمل صور غيتا وكل ما يتعلق بشقيقه من السجلات الرومانية، وحرمانه من الذاكرة نهائياً.
ماكرينوس 217-218
Macrino
ولد ماكرينوس في شمال إفريقيا في مدينة شرشال الجزائرية، عاصمة ولاية موريتانيا القيصرية، من أصول بربرية عربية. حاز ثقة الإمبراطور كركلا، فعينه قائد فرقة الحرس الإمبرطوري البريتوريا، وأصبح من كبار مساعديه. في أبريل عام 217، حين كان كركلا في مدينة الرها يحضر للحملات العسكرية ضد الإمبراطورية البارثية، دبر ماكرينوس حادثة مقتله، وأعلن نفسه إمبراطوراً من إنطاكيا، التي مكث فيها طوال مدة حكمه. وقّع على عدة معاهدات سلام مع المملكة الأرمينية وداقية وبارثيا، أما على الصعيد المالي، فاتبع ترتيبات سبتيموس سيفيروس المالية، وزاد من قيمة الدينار والفضة. وبسبب الإصلاحات المالية الجديدة التي لم ترق للجيش، كثرت المخططات للإطاحة بماكرينوس.
كانت جوليا ميسا مصممة على استرداد العرش من ماكرينوس، فادّعت بأن حفيدها إيل جبل، كاهن معبد الشمس في حمص، هو ابن كركلا غير الشرعي، ومن حقه استرداد عرش والده، فأُعلن إيل جبل (14 ربيعاً) امبراطوراً في حمص عام 218، معلناً بدء التمرد على ماكرينوس. وهاجمت جيوش إيل جبل بدورها إنطاكيا واستطاعت هزيمة ماكرينوس وقطع رأسه هو وولده البالغ من العمر 10 سنوات.
“إيل جبل” 218-222
Elagabalo

ماركوس أورليوس أنتونيوس، والده السياسي السوري سيكستوس مارسيلوس، ووالدته جوليا سومنيا، ابنة شقيقة جوليا دومنا. عمل “إيل جبل” منذ طفولته كاهناً في معبد الشمس في حمص، اعتلى كرسي الحكم بعد نجاح مؤامرة جدته للإطاحة بالإمبراطور ماكرينوس. تميز عهده بالطيش والاضطرابات الدينية، إلى جانب الفضائح الأخلاقية. عند بداية حكمه قام الإمبراطور الصغير بتخفيض قيمة الدينار الروماني، وعملة الانتونينوس، وسمح لوالدته وجدته بدخول مجلس الشيوخ. وكانتا أول امرأتين تحوزان هذا التميز، فلعبتا ومارستا دوراً ونفوذاً كبيرين.
فرض إيل جبل طقوس عبادة الشمس في روما وأحضر الحجر الأسود من حمص إلى روما متخطية عبادة كبير آلهة الرومان جوبيتر، وما زاد الطين بلة، هو قيام إيل جبل بالزواج من إحدى كاهنات معبد الآلهة فيستا “آلهة النار” الممنوع عليهن الزواج. وذلك يعد خرقاً واضحاً للتقاليد الرومانية. عاش إيل جبل حياة مليئة بالفضائح، وكانت لديه عدة علاقات مثلية. وقد سجل التاريخ الروماني المعاصر لتلك الفترة تصرفات غير مألوفة لإيل جبل، منها التبرج.
زادت نقمة الجيش والعامة على الإمبراطور بعد استفحاله بـ”الفضائح”، فما كان من جدته جوليا ميسا، التي اقتعنت بضرورة إزاحته عن الحكم، إلا أن أقنعته بتعيين ابن خالته الصغير ألكسندر سيفيروس وصياً على العرش وخليفته. اغتيل هو ووالدته، التي شجعته على التغييرات الدينية، ونكل بجثتيهما في روما في مارس عام 222.

 

 

 

بعد اغتيال الإمبراطور (كراكالا) طلب الإمبراطور (ماكرينوس) الذي انتزع حكم روما من العائلة الحمصية الحاكمة لمدة عام واحد، من جوليا ميسا (جوليا ميزا) شقيقة جوليا دومنا التي كانت تعيش في القصر الإمبراطوري أن تعود إلى حمص، حيث كانت تمتلك ثروات هائلة، فعادت هي و ابنتيها جوليا سحيما (سوميا) و جوليا ماميا إلى حمص. و كان لديها حفيدان أحدهما (ڤاريوس أڤيتوس) و الآخر يدعى (باسيان أو باسيانوس)، و كانت عائلة كهنة إله الشمس الحمصي الذي يسمى في فينيقيا إيل غبال (أو إيلا غابال / إيلا غابالوس). و في حمص شيد معبد ضخم لهذا الإله مزخرف بالذهب و الفضة و الأحجار الكريمة، و لم يكن موضع تقديس من عامة الناس فقط بل من حكام و ملوك الدول المجاورة أيضاً. في هذا المعبد لا يوجد تمثال على شكل إنسان، كما هو الحال في المعابد الإغريقية و الرومانية. هو يحتوي فقط على حجر أسود ضخم بنهاية مدببة و قاعدة مستديرة على شكل مخروط. الفينيقيون أهل فينيقيا يقولون أن هذا الحجر سقط من الإله زيوس (بعل شمائين). و أن نحتاً صغيراً يظهره عليه، و يؤكدون أنه هو الصورة الأصلية للشمس. كان رئيس كهنة هذا الإله يرتدي ثوباً بربرياً، و سترة أرجوانية ذات أكمام طويلة مُطرّزة بالذهب و الذي زينت به أقدامه أيضاً، و كان الجلباب مزخرفاً بالذهب أيضاً و قد غطّاه الأرجوان من الورك إلى القدم، و كان رئيس الكهنة يرتدي الإكليل من الأحجار الكريمة الملونة (تماماً مثل لباس رجال الكنيسة الأرثوذوكسية و باباوات الكنيسة الكاثوليكية الفخمة المطرزة و الموشاة بالذهب و المرصعة بالأحجار الكريمة التي لا يزالون يلبسونها إلى اليوم). كان إبن جوليا سحميا أو سوميا ڤاريوس أڤيتوس في ريعان الشباب، و في غاية الوسامة بجسد نضر في زهرة الشباب، و روعة الملابس فجمع قوة التأثير كأنه الإله باخوس في روعة تكوينه. و كان عندما يؤدي مهامه الكهنوتية بالرقص حول المذبح مرتدياً الأزياء البربرية مصحوباً بموسيقى المزامير و النايات و كل أنواع الإيقاعات و الصنوج، كان المواطنون و الجنود ينظرون إليه بذهول. أشاعت جدته جوليا ميسا أنه إبن كراكالا (رغم أن والده كان معروفاً) و أن إبن شقيقتها كراكالا كان يضاجع إبنتها جوليا سحيما (سوميا) في القصر، فأخذه ضباط الحرس الإمبراطوري من الفرقة الرومانية الأنطاكية الموالين لجوليا ميزا (ميسا / إيميسا) مع فرقة من الجنود الرومان و عيّنوه إمبراطوراً على روما بدلاً من الإمبراطور مَاكرينوس الذي قتلوه. ارتدى ڤاريوس أڤيتوس أزهى الملابس و الأقمشة نفسها و الجلباب الأرجواني المطرز بالذهب و القلائد و الأساور و أضاف إليها تاجاً مرصعاً بالذهب و المجوهرات. ظهر تأثير الرداء الفينيقي الأرجواني المقدس جلياً و قال أنه يكره الأزياء الرومانية و اليونانية لأنها كانت مصنوعة من الصوف و هي مادة رديئة في رأيه، و أصر على ارتداء القماش السوري الأرجواني ترافقه المزامير و الطبول، و بدأ بأداء الطقوس الكهنوتية ذات العلاقة بإلهه. و قد حذرته جدته من غضب أعضاء مجلس الشيوخ، و لكنه لم يأبه لذلك! منذ ذلك الحين، اعتاد أعضاء مجلس الشيوخ و الشعب الروماني على رؤيته في هذا الزي، و بدأ يؤدي مهامه الكهنوتية علناً (كان الإمبراطور الروماني هو نفسه أعلى سلطة دينية كنسية)، ثم قام بوضع لوحة في المجلس لإلهه الأصلي فوق تمثال إله النصر الروماني، مصوراً نفسه و هو يقدم له الأضاحي، و قد قبلها أعضاء مجلس الشيوخ الذين كان الفرد منهم يحرق البخور و يريق النبيذ عند دخوله القاعة. و هو الذي شيد معبداً ضخماً و رائعاً لإلهه تحيط به المذابح، و في وقت مبكر صباح كل يوم كانت تذبح هناك عدد كبير من الثيران و عدد من الكباش. و في المباخر كانت تتكوم كميات كبيرة من البخور من كل نوع؛ و وضع أيضاً أمام المذابح العديد من الجرار من أقدم و أجود أنواع النبيذ، حتى يتسنى لتيارات الدم الإختلاط مع تيارات النبيذ. و كان يرقص حول المذبح على إيقاع الموسيقى و الصنوج ترافقه برقصه نساء من بلده يحملن الصنوج و الطبول. و كان أعضاء مجلس الشيوخ و جميع الفرسان يراقبون هذه الطقوس كالمتفرجين في مسرح، إلى أن ينفد البخور و أحشاء الأضاحي. و كانوا يسيرون بالأواني الذهبية على أعلى مستوى، القائد البرايتوري و القضاة الأكثر أهمية، الذين كان الفرد منهم يرتدي الجلباب ذي الأكمام الطويلة مع الشريط الأرجواني الواسع في الوسط، و الجلباب المعقود على أقدامهم كما جرت عليه العادة في بلاد الفينيقيين، و كانوا يرتدون الأحذية الكتانية التي يرتديها المتنبؤون الشرقيون و كان واضحاً أن الإمبراطور (إيل غبالوس / إلا غابالوس / إلا غابال / إله الجبل) كان يكرم أولئك الذين كانوا يمارسون معه تلك الطقوس المقدسة أرفع تكريم"

 


سيفيروس ألكسندر 222-235
Alexander_Severus
ولد في مدينة عرقة في قضاء عكار، لبنان، صعد إلى كرسي الحكم وقد بلغ من العمر 14 عاماً. حاول إحداث تغيير جذري في البلاط الروماني وإصلاح حال الشعب. قام، بتوجيه من جدته، بتعيين أولبيانوس الفقيه (مدينة صور لبنان)، للإشراف على القضاء، كما عين المؤرخ كاسيوس ديو مستشاراً له. وأنشأ مجلساً بلدياً لمدينة روما، مؤلفاً من 14 عضواً لإدارة وترتيب شؤون المدينة. وقام بالتخفيف من حدة الضرائب المفروضة، وكان يتمتع بعقل منفتح على جميع الأديان، وسمح ببناء معبد لليهود في روما.
على الصعيد الخارجي، انشغل الإمبراطور بالحروب مع الفرس، الدولة الساسانية. وعلى الجبهات الغربية الشمالية، برز مجدداً خطر القبائل الجرمانية الدائم، لكن سيفيروس حاول اعتماد الحلول الدبلوماسية مع الجرمان واسترضاءهم، ما أدى إلى نقمة بين صفوف الجيش. فكان هذا القرار ممهداً لإسقاطه على يد جنوده فاغتيل هو ووالدته في مارس عام 235 في مدينة ماينز الألمانية. وأصبح الجنرال ماكسيمينيوس الإمبراطور الجديد.
عاش سيفيروس ألكسندر حياة عادية، كان مقتصداً في المأكل والملبس، ويعد من أوائل أباطرة روما الذين كان لديهم ميل نحو المسيحية أو الدين الجديد. فتلقى العلوم المسيحية على يد أوريغانوس، وهو من آباء الكنيسة المسيحية الأولين.

*************

 

This site was last updated 02/06/21