Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 8272
Untitled 8273
Untitled 8274
Untitled 8275
Untitled 8276
Untitled 8277
Untitled 8278
Untitled 8279
Untitled 8280
Untitled 8281
Untitled 8282
Untitled 8283
Untitled 8284
Untitled 8285
Untitled 8286
Untitled 8287
Untitled 8288
Untitled 8289
Untitled 8290
Untitled 8291
Untitled 8292
Untitled 8293
Untitled 8294
Untitled 8295
Untitled 8296
Untitled 8297
Untitled 8298
Untitled 8299
Untitled 8300
Untitled 8301
Untitled 8302
Untitled 8303
Untitled 8304
Untitled 8305
Untitled 8306
Untitled 8307
Untitled 8308

 

هل حقا القيم الإسلامية أعلى من القيم الإنسانية؟

حرق مكتبة الإسكندرية لعلو مكانة وقيمة القرآن

 

السنة واليوم الذى ولد فيه المسيح

إنه ليس 7 يناير كما يعيد مسيحى الشرق والأقباط وبالتأكيد ليس 25 ديسمبر كما يعيد مسيحى الغرب نحن نحتفل بمعنى ميلاد السلام والمحبة بين البشر وبعضهم البعض وبين البشر والرب وليس بتحديد يوم وسنة معينة لهذا يلجأ معظم علماء الكتاب المقدس والمخطوطات والمؤرخين إلى الإفتراض وليس بالتأكيد بالقول أن السنة التى ولد فيها المسيح كانت مابين سنة 6 و 4 قبل الميلاد أى قبل إختراع السنة الميلادية لم يذكر الكتاب المقدس صراحة اليوم المحدد أو حتى السنة التي ولد فيها يسوع. ومع ذلك ، فإنه يوفر العديد من التفاصيل التاريخية التي يمكن أن تساعد في تحديد فترة زمنية تقريبية وُلد خلالها المسيح حيث يصف كل من متى ولوقا الأحداث التى صاحبت ميلاد يسوع. يقول (متى 2: 1)  أن يسوع ولد قبل موت هيرودس الملك (الكبير) الذى مات  في ربيع عام 4 قبل الميلاد  ويشير (متى 2: 16) إلى أن هيرودس أمر بقتل جميع الأطفال الذكور بعمر سنتين فأقل في محاولته لقتل يسوع بعد حساب ميعاد وصول المجوص إلى أورشليم وأضاف العلماء سنتين قبل موت هيرودس فإفترضوا ميلاد يسوع 6 ق. م ثم يقدم لنا لوقا العديد من التفاصيل الإضافية. فيقول (لوقا 2: 1-2) : "1 وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة. 2 وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية. 3 فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. 4 فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته " وفي بحث شيق أعده العلامة الدكتور غالى المعروف بإسم مستعار "هولى بايبل" كتب يقول : [ في تلك الأيام صدر مرسوم من أغسطس قيصر (حكم من 27ق. م - 14 ب. م ) بإحصاء كل ألإمبراطورية الرومانية  وقام بالأحصاء  كيرينيوس هو قائد روماني واحد مشيري اغسطس قيصر واصبح سيناتور حكم سوريا اولا كقائد عسكري قبل الميلاد تقريبا سنة 3 ق م ثم عاد وحكمها مرة ثانية وعين واليا علي سوريا من سنة 6 الي 11 م وهو من الامراء الذين اظهروا براعه في الحرب فرقاة اغسطس قيصر الي رتبة مشير سنة 12 ق م وكان معروف انه حكم كوالي بعد الميلاد ولكن قبل الميلاد كان مشكوك في الي ان ثبت تماما من اللوحة اللاتينية  اكتشفت سنة 1912 م بواسطة رامسي والتي وجدت مشوهة في تيفولي قرب رومة والتي أصلحها علماء آثار من الطبقة الأولى منهم مومسن ورامساي وروس فأظهرت كتابتها أن كيرينيوس كان والياً على سوريا في التاريخ المذكور وهو كان بالاكثر حاكم عسكري وايضا وثيقه اخري اكتشفت سنة 1764 بالقرب من تيبور ويعود زمنها الي 14 م وتتكلم عن كيرينيوس الذي حكم سورية مرتين ووصفته بانه محارب قوي ومشير وهو بالفعل جاء اثناء هيرودس الكبير الي سوريا اثناء حملته العسكرية التي قام بها ضد هومونادينيس التي استمرت منذ سنة 6 الي 3 ق م والتى حدثت في غلاطيه فهو غالبا استمر في سوريا من 6 الي 1 ق م وفي مدة هذه الولاية الأولى جرى الاكتتاب الأول (لو 2: 2). الذي ألزم يوسف ومريم بالحضور إلى بيت لحم. في فترة هيرودس ارخيلاوس  ثم صار اكتتاب ثانٍ سنة 6 م. ذكر في (اع 5: 37) وفي يوسيفوس في كتاب الانتيك الفصل 18 وهذا الاكتتاب الثاني لم يشمل الجليل ولكن اليهودية وهي الفتره التي نزع فيها القضاء من اليهود ومنعهم من تنفيذ العقوبات حسب شريعتهم  كما أثبت السير رمزى ايضاً من البرديات أن الدورة بين كل اكتتاب فى الدولة الرومانية، والاكتتاب الذى يليه، كانت أربعة عشر عاماً (وهناك الكثير من السجلات عن هذه التعدادات منذ عام 20 م وما بعدها)، ويقول أن الاكتتاب الأول جرى بأمر أوغسطس فى السنة الثامنة قبل الميلاد ، وكان مأذوناً لهيرودس – كملك تابع للقيصر- أن يجريه حسب العوائد اليهودية ، وليس حسب العوائد الرومانية ، والأرجح أن الاكتتاب تأخر بضع سنوات فى الولايات، وهكذا ثبتت دقة لوقا وأمأنته بصورة رائعة] أ. هـ حاول البعض الآخر استخدام الدورات الكهنوتية للعهد القديم لتاريخ ميلاد يوحنا المعمدان وبالتالي يسوع إلى خريف عام 5 قبل الميلاد. هذا ممكن ، لكن من المستحيل تحديده على وجه اليقين. ركز آخرون على "النجمة" التي رصدها الحكماء من الشرق في محاولة لتحديد تاريخ ميلاد المسيح بشكل أكثر تحديدًا. ومع ذلك ، فإن حقيقة أن هؤلاء الرجال قد زاروا يسوع في "منزل" بدلاً من المذود ووصولهم بعد أيام أو أسابيع من ولادته تجعل من المستحيل تحديد التسلسل الزمني على وجه اليقين. يسعى البعض الآخر إلى حساب ولادة يسوع بناءً على "70 أسبوعًا" في دانيال 9 ، لكن مجموعة متنوعة من العوامل تجعل هذه النتائج غير مؤكدة.ومما سبق يرجح أن المسيح ولد سنة 6 قبل الميلاد ولكننا مع هذا قد يكون قبل هذا بسنة أو بعدها بسنة لأن تحديد السنة بدقة يكون أكثر صعوبة بناءً على الأدلة المتاحة.  فإن التاريخ الدقيق لميلاده غير معروف   ومع ذلك ، فإن ولادة المسيح لها أهمية قصوى وتستحق الاحتفال بعيد الميلاد وكل يوم. لقد جاء ليعيش ، ويموت ، ويقوم مرة أخرى ليثبت نفسه على أنه المسيح ، ابن الله الوحيد (يوحنا 3:16).

****************************

تنبيه

حول اللقاء الصحفى الذى تم فى العاصمة الفرنسية باريس فى 7/12/2020م بين الرئيس المصرى السيسى والرئيس الفرنسى ماكرون  حيث قال السيسى : " أن القيم الدينية أعلى من القيم الإنسانية!!!"   كتبنا تعليق قاله : أ . مجدي خليل وهو : كاتب ومؤلف ومحلل سياسي وناشط حقوقي رئيس منتدى الشرق الأوسط للحريات فى حديث تلفزيونى مع الأستاذ رشيد  ونرجوا من القارئ أن يقرأ كل كلمة لأنه حيث يكون الدين افسلامى "أعلى" و "الله أكبر" فهناك بلا شك من يكون الأوطى والأقل والأدنى وهو فكر ديكتاتورى نادى به هتلر بسمو وعلو الجنس الارى عن باقى أجناس العالم وإذا كان أعلن هتلر بعلو الألمان جنسا فهنا يعلن السيسى بعلو العرب جنسا وبعلو الإسلام دينا  وبسبب هذا الفكر الديكتاتورى الدينى الإسلامى تعانى الأقليات الدينية فى جميع الدول التى ينص فيها الدستور بأن الإسلام دين الدولة وشريعتة المصدر الوحيد للتشريع ويعانى أقباط مصر من التهميش ومعاملتهم من الدرحة الثانثة فلا يتساوى المسيحى مع المسلم أمام قانون الشريعة الإسلامية المطبقة فى مصر قانونيا وعرفيا لأن القيم الدينية الإسلامية ليست أعلى فحسب من القيم الإنسانية بل أعلى أيضا من القيم الدينية المسيحية  ولهذا يمكن القول بكل ثقة أن النصوص المنقوشة على أحجار المعابد الفرعونية وبعض أديان العالم القديم الوثنية عن قيمة الإنسان وكرامته والعدالة والمرأة والحكم فى مصر القديمة أرقى بكثير إذا قارناها بالشريعة الإسلامية .

**************************** 

الست سعاد مثلا للقيم الدينية الإسلامية

 حول كلمات أغنية عفاف راضى "مصر . مصر . مصر . مصر هى أمى .. السماحة روحها والشهامة مصر .. والكرامة هيا " وعلاقتها بالسيدة سعاد التى عروها مسلمين قرية الكرم وزفوها فى الشارع ولتى تعتبر أما للمسيحيين وحكم القاضى ببراءة المتهمين بتعريتها وحرق 5 منازل مسيحيين وجرح ثلاثة والتجمهر والهتاف بمشاعر عدائية ضد المسيحيين  تعليقا كتب فى الفيس بوك : " لما حد يقولك مصر هي أمي قوله امك إتعرت ومحدش جاب حقها " وكلع الكلام عن مصر أكاذيب لا فيها سماحة ولا شهامة والإنسان فى مصر بلا كرامة .. أعاد البعض فى مواقع التواصل الإجتماعى نشر مقطع فيديو بتاريخ 2016م تحدث خلاله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إبان حدوث واقعة تعرية الست سعاد وزفها فى أحد شوارع قرية الكرم بمصر  فقال " لا نقبل الاساءة لسيدة مصرية، شوفوا أنا قلت سيدة مصرية ومقلتش سيدة كذا مصرية (يقصد سيدة قبطية مصرية) إاحنا كلنا واحد كلنا مصريين لينا حقوق متساوية وعلينا واجبات متساوية". كل سيدات مصر لهن منا كل التقدير والاحترام والاعزاز والمحبة، "تصفيق من الحضور" الكلام ده مش مجاملة ليهم، لأنه لا يليق ابدا إن اللي حصل ده يحصل في مصر ويتكرر مرة تانية"، وأضاف الرئيس: "أي حد هيغلط مهما كان عدده هيتحاسب بالقانون، أرجو أن السيدة المصرية ما تخدش على خاطرها ولا هي ولا كل سيدات مصر"، ُمضيفًا: "ارجوا انكم تتأكدوا اننا في مصر نكن لكم الاحترام والتقدير، ولا نقبل أن ينكشف سترنا بأي شكل لأي سبب". ومما يذكر أنه قام عشرات من مسلمي القرية بنهب وحرق 5 منازل مملوكة لمسيحيين، وإصابة 3 أشخاص، إضافة إلى الاعتداء على السيدة وتنظيم مسيرات شهدت ترديد هتافات معادية إلى المسيحيين، ولكن حدثت مفاجأة فبعد سنوات فى أروقة المحاكم لقضية تعرية سيدة قبطية وفى يوم الجمعة الموافق ١٨ ديسمبر ٢٠٢٠ م أُعلن التليفزيون المصرى فى نشرة أخبار الساعة الساسة مساءً على القناة الأولىعن براءة المتهمين فى جريمة تعرية السيدة المسيحية بقرية الكرم إحدى قرى محافظة المنيـا ، فى ٢٠ مايو ٢٠١٦ م بعد تعدى من بعض أهل قريتها على منازل أقباط القرية وحرقها وبعد أن حُكم على المتهمين بعشرة سنوات سجن يتحول هذا الحكم إلى البراءة وما زال هؤلاء المتهمين يمارسون الإرهاب لدرجة ان منزل السيدة سعاد ثابت والذي شهد واقعة الاعتداء عليها وزوجها لا يزال كما هو ومهجور لا يستطيع احد الاقتراب اليه بسبب اسر المتهمين . اضافوا ان الاكثر من ذلك كلما حاولت السيدة سعاد بيعه او اقتراب احد لشرائه يتم تهديده للابتعاد عنه حتي اصبح " بيت وقف " لا تستطيع السيدة السكن به او تجديده او حتي بيعه وهذا يتم فى الوقت الذى تفاخر فيه السيد الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى مع الرئيس الفرنسى ماكرون قائلا : " أن القيم الدينية أعلى من القيم الإنسانية" وهل تعرية الست سعاد يا سيادة الرئيس وزفها فى الشارع وهى عارية من أخلاق الإسلام؟  علق الإعلامي والمفكر والصحفي إبراهيم عيسى، على الحكم ببراءة المتهمين بتعرية السيدة سعاد ثابت الشهيرة إعلاميا بـ"سيدة الكرم." وقال "عيسى" في برنامجه "حديث القاهرة" المذاع عبر فضائية القاهرة والناس، هذه السيدة تمت تعريتها في المنيا من قبل الأيدي الطائشة والعقول الصماء، لافتا :" حرقوا بيتها وطردوها، وإذا بالقضية تمتد في المحاكم هذه السنوات الأربع حتى استقر في وجدان المحكمة أن المتهمين بتعريتها أبرياء. مضيفا :" لان ليس هؤلاء الذين عروكي يا أمنا سعاد ثابت، الذين عروكي ربما 30 شخصا أو 300 أو 30 ألفا أو 3 مليون أو 30 مليونا وهؤلاء لا يمكن أن يحبسوا بقفص وتمنعهم قضبان لافتا :"الذين عروكي يا أمنا سعاد ثابت ليسوا أعضاء في جماعات إسلامية دينية ولا في تنظيمات متطرفة أو خلايا إرهابية، الذين عروكي اناس طيبون جدا حتى أنهم لا يعرفون أنهم جهلاء ومتطرفون ومتعصبون وإرهابيون جدا !." مشددا :" الذين عروكي هم أحفاد ثقافة الجهل والتعصب والتطرف والإرهاب، هؤلاء هم الذين عروكي ويبدو أنهم يطلبون بعد أن عروكي وبعد أن صفعوا خدك الأيمن أن تديري لهم خدك الأيسر، فأديري لهم ظهرك ياسيدة سعاد وادعي الرب أن يرحمهم ويرحمنا مما نحن فيه.

 

**********************************

عالمين مختلفين الرئيس يؤذن بمالطة

 كان الديكتاتور القذافى رئيس ليبيا السابق يفضل العيش فى خيمة فكان ينقل خيمته إلى كل بلد أوربى يزوره فنصبها وفى إيطاليا كان ياتى بالفتيات ويعطيهن 50 يورو فى مقابل نطق الشهادتين بالعربى وهن لا يفهمن هذه اللغة إن من يرتبط عقلة بخيمة وبسفينة تسمى سفينة الصحراء هى الجمل لا يمكن أن ينفتح عقلة ويفهم ما هى الإنسانية فيعيش متمتعا بالحضارة والإنسانية ولكنه يرفضها محاولا ان يطبق عاداته القبلية والبدوية والعشائرية وشريعته ظنا منه أنه يمكن تركيبها على هذه الحضارة وهذا ما يحاولة السيسى فى مصر فإنه يرقع قطعا من ثوبا باليا ممزقا بثوب جديدة أى خلط القديم بالجديد وخلط السياسة بالدين مع أنهم خطين متوازيين لا يلتقيان أبدا فغذا على الدين تتلاشى السياسة وتظهر ديكتاتورية الدين ويقول مجدى خليل : أن السيسى قادم من العصور الوسطى فى كلامه وماكرون من العالم المعاصر ومن أرضيتين مختلفتين السيسى من أرضية الدولة الدينية الإسلامية أما ماكرون فمن أرضية الدولة العلمانية الوطنية الحديثة ومن فلسفتين مختلفتين أيضا فلسفة الإظلام الإسلامى وفلسفة التنوير الأوربى وبمفردات ومصطلحات مختلفة مصطلحات خشبية جامدة عفا  عليها الزمن قالها السيسى ومصطلحات ولغة عصرية قالها ماكرون والدلالات التى فى معنى كلام السيسى تشير إلى أنه لا يعترف بالقيم الإنسانة أى لا يوجد شئ إسمه قيم إنسانية لأنه لدى الإسلام قيمه الخاصة النابعة من الإسلام وهذا يعنى فرض الإستثناء الإسلامى على العالم كله (مصطلح الإستثناء الإسلامى ظهر من سنوات طويلة لأنهم غير متوافقين مع الديموقراطية والسيى فى هذا المؤتمر أكد فكرة الإستثناء الإسلامى ) لقد نفذت شريعة القيم الإسلامية فى حوالى 1400 سنة ولم تنجح لأنها شريعة عنصرية متطرفة تغلب المسلم على غير المسلم وتغلب الرجل على المراة وتغلب الغنى على الفقير وتغلب القوى على الضعيف  شريعة بها سيد وعبد بها تعدد زوجات واسوا ما فيها "الشروط العمرية" التى لا يتسع المجال لسردها هنا ويكفى القول أن عمرو بن العاص عندما إحتل مصر بجيش عربى إسلامى خير الأقباط بين ثلاثة أما الجزية أو القتل او القتال  

والشيئ الخطير فى كلام السيسى عندما قال ان القيم الدينية أعلى من القيم الإنسانية معناه أنه بيحرض المسلمين فى فرنسا أن قيمهم الإسلامية أ‘لى من القيم الإنسانية وبالتالى مزيد من التطرف والإنفصالية وهذا كلام خطير ومعناه أيضا أن الدولة الدينية هو الأساس لدينا وأن كل شئ مقيد بالشريعة كما انه يعنى رفض مواثيق حقوق الإنسان الدولية ورفض القانون الدولى المتفق عليه عالميا كما انه يعنى ان المعيار الذى يحكمنا كمسلمين محلى وليس عالمى خاص وليس عام دينى وليس مدنى وسألخص حديث السيسى فى عبارة قالها الأستاذ عادل الجندى مؤلف كتاب السيف قال ان مهدى عاكف مرشد الأخوان المسلمين قال : " طظ فى مصر" أما معنى كلام السيسى هو : " طظ فى الدولة الحديثة كلها" بإختصار معناه أن الإسلام يأتى قبل كل شئ وفوق كل شئ "

******************************

حرق القرآن االأصلى وقتل عثمان "نعثلا"

أتت القيم الدينية والشريعة التى يقول عنها الرئيس السيسى من القرآن فهل القرآن الذى بين ايدى المسليمن اليوم هو القر’ن الأصلى؟ بينما يعتقد المسلمون جميعهم أن القرآن هو الكتاب لا مثيل له يحتوى على كل ما جاء فى التوراة والأنجيل  وكل الكتب العالم أجمع فيكون أعلى منهما  بل أنهم يؤمنون أن فيه جميع العلوم التى أكتشفت والتى ستكتشف حتى يوم القيامة ولا تعليق لنا على هذه الهلوسة الدينية وتحت عنوان "نقد القرآن" ذكرت موسوعة ويكيبيديا العالمية فى شبكة الإنترنت ما يلى : [ أوّل الأشخاص الذين نقدوا القرآن وما جاء فيه كان وثنيو قريش، وقد اعتبروه شعرًا يتلوه نبي الإسلام محمد وإن ليس له أي مصدر إلهي، وقالوا أنه يصله بإلهام شيطان الشعر، حيث كان العرب يتوهمون أن لكل شاعر شيطانًا من الجن يقول الشعر على لسانه. وقال بعض الأشخاص، مثل النضر بن الحارث أن محمدًا كان ينقل أقوال الفرس من قصص ملوكهم وعقائدهم وخرافاتهم ولم يأخذ من الوحي شيئًا.وُصف القرآن، وهو نص مقدس للإسلام، بأنه روايات خيالية من قبل العديد من الباحثين. وقد انتقد العلماء والباحثين نصوص القرآن حول خلق الكون والأرض، وأصول الحياة البشرية، وعلم الأحياء، وعلوم الأرض، وما إلى ذلك، باعتبارها تحتوي على مغالطات غير علمية، ومن المحتمل أن تتناقض مع نظريات علمية متطورة. وقال العديد من العلماء أن القرآن يفتقر إلى الوضوح على الرغم من وصف نفسه كتابًا واضحًا ] أ . هـ ونقول للرئيس السيسى أن أديان العالم كله إبراهيمية ووثنية وملحدين وغيرهم يؤمنون بما آمن به وثنيو قريش ولوجود أخطاء نحوية ولغوية وجعرافية وتاريخية فيه وبالرعم من إيمان المسلمبن بقدسية القرآن إلا أنهم حرقوا نسخه الصلية وكتبوا نسخا غيرها ويجمع المسلمون أن الحليفة عثمان بن عفان جمع القرآن وحرق الأصول القرآنية الأخرى التى كتبت تحت إشراف الرسول صلم نفسه وفى حياته وفى 18/3/2015م فاجأ الداعية الشيخ خالد الجندي الجميع فى حلقة من برنامج “الدين والحياة” المذاع عبر فضائية “الحياة”:قال [ إن سيدنا عثمان بن عفان، حرق النسخة الأصلية من القرآن الكريم، وأوضح الجندي ذلك، بأن القرآن الكريم كان نسخة واحدة في عهد سيدنا أبوبكر الصديق، وفي عهد سيدنا عثمان، كانت النسخة الأصلية مع السيدة حفصة بعدما تسلمتها من سيدنا عمر بن الخطاب بعد وفاته فطلب منها الصحابي الجليل أن يأخذها من أجل نسخها لـ5 نسخ، لتوزيعها على البلدان التي انضمت للأمة الإسلامية، بعد الفتوحات الجديدة”. وتابع الداعية: “بعدما تأكد سيدنا عثمان من إنهاء عملية النسخ بطريقة سليمة، وزع الخمس نسخ على (العراق ومكة والمدينة واليمن والشام)، ومن ثم حرق النسخة الأصلية، لعدم تحريفها، والتشكيك في باقي النسخ التي تم نسخها منه”.أ. هـ   وقتل المسلمين عثمان بسبب حرق المصاحف  وكانت تنادي بقتله وإباحة دمه على رؤوس الأشهاد وتشتمه بنبز قبيح أمامهم وتعاجله بفتوى التكفير، ولا تقبل استتابته أو تسمح بتوبته !!. . تقول عائشة في فتواها وقد حكمت على عثمان : (( اقتـلوا نعثـلاً فقـد كفـر )) !! ولا يخفى أن (( نعثلاً )) اسم لرجل يهودي أحمق وقيل كان كث اللحية (1) جاء في كتاب لسان العرب الجزء الرابع عشر ما يلي: وكان أعداء عثمان يسمونه نعثلا تشبيها بالرجل المذكور آنفا . وفي حديث عائشة : اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا . تعني عثمان وقد نقل ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة ج 6 ص 215 بعض التفاصيل التحريضية التي اتبعتها أم المؤمنين عائشة لإثارة الناس لقتل عثمان حينما أورد : (( قال كل من صنف في السير والأخبار : إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله  لم يبل و عثمان قد أبلى سنته. قالوا : أول من سمى عثمان نعثلاً عائشة، وكانت تقول : اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً )).

المراجع (1) : !.. ويمكن الرجوع للمصادر التالية توثيقاً لمقالة أم المؤمنين : 1 - تاريخ الطبري ج 4 ص 407. 2 - الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 206. 3 - تذكرة الخواص لابن الجوزي ص61 و 64. 4 - الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص 49. 5 - لسان العرب ج14 ص 193. 6 - تاج العروس ج 8 ص 141. 7 - العقد الفريد ج4 ص290.

******************************

وحرق المسلمين مكتبة الإسكندرية

 وقيم الشريعة الدينية المأخوذة من القرآن أعلى من كتب العالم الحضارية فلهذا فالقرآن يكفى للعالم ولا حاجة للكتب الأخرى فقاموا بحرق مكتبة فارس وعن حرق مكتبة الإسكندرية فيقط العالم فى ظلام الجهل ويقول العلامة ابن خلدون فى كتابه ( مقدمة ابن خلدون ) ص 194 : " ... أن للعرب سابقة حرق جميع كتب الفرس بإلقائها فى الماء والنار ... " ... الأمر الذى يؤكد وصمة العاص فى حرق مكتبة الإسكندرية. ثم تأتى الدكتورة سناء المصرى وتقول فى كتابها ( هوامش الفتح العربى لمصر ص 120) .. " ربما كان الحرق أو التهديد بالحرق أكثر وسائل عمرو بن العاص الموجهة ضد مقاومة العزل من سكان المدن.. ".... وأنظر إلى صلاح الدين الأيوبى نفسه عندما أمر بتدمير المكتبات الفاطمية فى مصر سواء بيت العلم أو مكتبات القصور , وكيف أن جنوده كانوا ينزعون جلود الكتب ليصنعوا منها نعال وأحذية لهم , ونفس صلاح الدين الأيوبى فعل بمكتبات الشام نفس ما فعله بمكتبات مصر , حتى قيل أن المجموعات التى دمرها قد بلغت فى مصر والشام نحو أربعة ملايين مجلد ".  ثم يأتى ابن القفطى وهو مؤرخ مسلم مصرى عاصر البغدادى , وقد ولد فى مصر بمدينة قفط وعاش فى الفترة ما بين ( 565 – 646 هـ. ) وقد تعرض ابن القفطى للحادث بشىء من التفصيل فى كتابه ( أخبار العلماء فى أخيار العلماء ) وهو ما ذكره جورجى زيدان فى كتابه ( التمدن الإسلامى ص 42 – 43 ) ... وكانت البداية عندما علم يوحنا الفراماطيقى وكان هذا أحد علماء الروم القاطنين بالإسكندرية , حيث علم بأن ابن العاص ينوى حرق المكتبة , فتقدم إليه وطلب منه أن يمنحه محتويات المكتبة من لفائف ورقوق. حيث كان يوحنا قد اعتزل الحياة وانكب على الدراسة والمطالعة , وهو الذى يعرف بحق قيمة هذه الثروة العظيمة. فظنه العاص معتوهاً لأنه يبحث عن أوراق بالية. فكتب ابن القفطى يقول ... }} قال يحى النحوى للعاص ( يقصد به يوحنا الفراماطيقى ) ... " انك قد أحطت بحواصل الإسكندرية وختمت على كل الأجناس الموصوفة الموجودة بها , فأما ما لك به انتفاع فلا أعارضك فيه , وأما ما لا نفع لكم به فنحن أولى به , فأمر بالإفراج عنه " , فقال عمرو ..." وما الذى تحتاج إليه ؟ " , قال ... " كتب الحكمة فى الخزائن الملوكية , وقد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتاجون إليها ولا نفع لكم بها ... وهذه الكتب لم تزل محروسة , محفوظة ... " , فقال عمرو ... " لا يمكننى أن أمر فيها إلا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب " , وكتب إلى عمر وعرفه بقول يحى الذى ذكر واستأذنه فى ما الذى يصنعه بها , فورد عليه كتاب عمر يقول فيه ... " وأما الكتب التى ذكرتها فإن كان ما فيها ما يوافق كتاب الله ففى كتاب الله عنه غنى , وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة إليها . فتقدم بإعدامها " , فشرع عمرو بن العاص فى تفريقها على حمامات الإسكندرية وإحراقها فى مواقدها , وذكرت عدة الحمامات يومئذ وأنسيتها فذكروا أنها استنفذت فى مدة ستة أشهر , فاسمع ما جرى وأعجب " {3 - وهذه القصة أيضاً يؤكدها المؤرخ العربى أبو الفرج المالطى فى كتابه ( مختصر الدول ص 180 ) فكتب ...} قال يحى النحوى للعاص ... " لقد رأيت المدينة كلها وختمت على ما فيها من التحف ولست أطلب إليك شيئاً مما تنتفع به بل لا نفع له عندك وهو عندنا نافع " , فقال له عمرو ..." ماذا تعنى بقولك ؟ " , قال يحى ... " أعنى بقولى ما فى خزائن الروم من كتب الحكمة " , فقال عمرو ... " إن ذلك أمر ليس لى أن أقتطع فيه رأياً دون إذن الخليفة " , ثم أرسل كتاباً إلى عمر يسأله فى الأمر , فأجابه عمر قائلاً ... " وأما ما ذكرت من أمر الكتب فإذا كان ما جاء بها يوافق كتاب الله فلا حاجة لنا به , وإذا خالفه فلا إرب لنا فيه . فإحرقها " , فلما جاء هذا الكتاب إلى عمرو أمر بالكتب فوزعت على حمامات الإسكندرية لتوقد بها , فمازالوا يوقدون بها ستة أشهر, فاسمع وتعجب " 4 – ثم يعرض لنا أيضاً المؤرخ المسلم العربى الشهير ( المقريزى ) فى كتابه ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) فى حديثه عن عمود السوارى فى ص 159 فكتب يقول ... "... إن هذا العمود من جملة أعمدة كانت تحمل رواق أرسطاطاليس الذى كان يدرس به الحكمة وانه كان دار علم وفيه خزانة كتب أحرقها عمرو بن العاص بإشارة من عمر بن الخطاب رضى الله عنه ... ".* لقد ذكر المستشرق جيبون Gibbon بأن عدد الحمامات التى تغذت على مكتبة الإسكندرية طيلة ستة أشهر كان أربعة آلاف حمام ... فلك أن تتخيل الكم الهائل من الكتب التى تظل تتغذى عليها أربعة آلاف حمام طيلة ستة أشهر ... كم يكون ؟؟؟ ".ومن الدلائل التى يدعم بها كتابنا فى العصر الحديث هذه الحقيقة كما رآها المؤرخين ما يلى :- 1- يقول د. شعبان خليفة فى كتابه ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء ) ..." إن عمر بن الخطاب يمكن أن يكون فعلاً قد أصدر تعليماته المذكورة بحرق المكتبة والكتب باعتبارها من تراث الوثنية , وقد أراد بحسه الدينى أن يجنب المسلمين كل ما يفتنهم فى دينهم ... " , وقال أيضاً ..." تردد فى المصادر المختلفة حالات إحراق المكتبات على يد المسلمين فى بلاد أخرى غير مصر ... " , كما قال أيضاً فى موضع أخر من نفس الكتاب ..." إن سلوك المنتصر فى كل العصور بعد الانتصار العسكرى أن يأخذ فى تدمير فكر المهزوم حتى لا تقوم له قائمة بعد ذلك أبداً ويكون ذلك إما بإحراق وسحق الكتب والمكتبات أو نقل تلك الكتب إلى بلد المنتصر ". 2 - يقول لنا عبد الخالق سيد أبو رابية فى كتابه ( عمرو بن العاص بين يدى التاريخ ) ..." إن إحراق الكتب كان أمراً معروفاً وشائعاً , يتنقى به كل مخالف ممن خالفه فى رأيه , وذكر بأن عبد الله بن طاهر أتلف فى سنة 213 هـ. كتباً فارسية من مؤلفات المجوس ... ". 3 - ويقول حاجى خليفة فى كتابه ( كشف الظنون فى أسامى الكتب والفنون ) ... " أن العرب فى صدر الإسلام لتعلقهم وخوفهم من تسلط العلوم الأجنبية على عقولهم كانوا يحرقون الكتب التى يعثرون عليها فى البلاد التى يفتحونها ".  وقال أيضاً فى نفس الكتاب ... " إن العرب فى صدر الإسلام لم يقنعوا بشىء من العلوم إلا بلغتهم وشريعتهم ". كما قال أيضاً فى موضع أخر من نفس الكتاب ..." إن المسلمين عندما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم , كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه فى شأنها ... فكتب إليه عمر " أن اطرحوها فى الماء فإن يكن بها هدى فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه وإن يكن ضلالاً فقد كفانا الله تعالى فاطرحوها فى الماء أو فى النار فذهبت علوم الفرس فيها ". * وكما هو معلوم للجميع بأن عثمان بن عفان قام بحرق جميع نسخ القرآن من قبل , وانه استبقى نسخة واحدة.
اعتراض على حرق العرب للمكتبة. وهناك بعضاً من الكتاب المسلمين غير المدققين ممن يعارضون القول بأن العرب هم الذين أحرقوا مكتبة الإسكندرية , مدعين بأن هذه قصة خيالية , لأن يوحنا النحوى كان قد توفى قبل هذا الحادث ... ولكن ابن النديم ( كما يقول د. كمال فريد فى كتابه .. مكتبة الإسكندرية لم نحرق المكتبة ... أثبت بأن يوحنا الذى عاصر حادث إحراق العرب للمكتبة ليس هو ذاته يوحنا الذى توفى قبل هذا الحادث وإنما شخص أخر غيره يحمل نفس الاسم ). " وهكذا طمست بل اندثرت كل معالم المكتبة وخيمت أستار الظلام فى كل أرجاء المسكونة وتلاشى اسم مصر رويداً رويداً حتى كاد أن يمحى عن خرائط العالم "

****************************

مجدى خليل والمؤتمر بين ماكرون والسيسى

تعليق الإعلامى القبطى مجدى خليل والأستاذ رشيد فى فيديو حول المؤتمر الصحفى فى باريس بين الرئيس المصرى السيسىى والرئيس الفرنسى ماكرون ومناقشة موضوع هل القيم الإسلامية أعلى من القيم الإنسانية : كان الحديث معد إعدادا سابق للرئيس السيسى وتم تجهيز السؤال وقبل نهاية اللقاء الصحفى بينهم  طرح سؤال لصحفى من جريدة اليوم السابع المصرية وهى جريدة تتبع المخابرات المصرية حول الرسوم الكاريكاتورية ورد ماكرون الرد المعتاد أن فرنسا ليست مع هذه الرسوم ولا تمثل فرنسا ولا الدولة الفرنسية ولكنها تمثل فقط الرسام الذى رسمها وهو له حرية كاملة فى فرنسا لأننا بلد الحريات وحرية الرأى والتعبير هو حق مكفول للجميع وهنا تدخل السيسى وكان مستعد ووضع السماعة وكان واضح أن الأزهر محضر له كل ما يقوله  فعلق قائلا : " أن القيم الدينية أعلى بكثير من القيم الإنسانية ومن أى شئ آخر لأن القيم الإنسانية من صنع الإنسان ويمكن تغييرها بينما القيم الدينية أصلها سماوى إلهى ومن ثم فهى مقدسة وطالب بإتثناء نقد الإسلام من حرية الرأى  والتعبير "  وكان رد ماكرون عليه وضحا فقال : " قيمة الإنسان تسمو على أى شئ آخر ومن هنا جاءت عالمية حقوق الإنسان التى تأسست عليها شرعية الأمم المتحدة ولا شئ يفوق إحترام الإنسان وكرامة الإنسان " وإستطرد قائلا : " أنه فى عالم السياسة لا يدخل الدين وليس من حق أى دين على الإطلاق أن يعلن الحب بسبب السخرية منه وإذا إعتربنا ان ما هو دينى يعلو على ما هو سياسى فلن تكون أنظمة ديموقراطية بل أنظمة دينية النظام السياسى لا يقوم على الدين أساسا نحن لا نطبق الشريعة الإسلامية فى فرنسا بل نطبق قانون شعب صاحب سيادة إختار ذلك بنفسه ولن أغير القانون لأجلكم

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن "القيم الدينية أعلى مرتبة" من القيم الإنسانية خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أجاب أن "قيمة الإنسان تسمو على أي شيء آخر". كان المؤتمر الصحفي للرئيسين قد قارب نهايته، الإثنين، عندما طرح صحفي مصري سؤالًا على ماكرون حول الرسوم المسيئة للنبي محمد فحواه أن نشر تلك الرسوم أساء للمسلمين في حين أن الجانب الفرنسي لم يقدم اعتذارًا عن ذلك. أعاد الرئيسان وضع سماعات الرأس واستمعا إلى السؤال، ومن ثم اغتنم كل منهما الفرصة لتبادل تصريحات مباشرة بشأن ما الذي يعلو على الآخر، القيم الدينية أم الإنسانية. وكان ماكرون قد شكر السيسي الذي استقبلته فرنسا بحفاوة، على وقوفه بجانب فرنسا ضد حملة الكراهية الدولية التي استهدفتها بعد أن دافع رئيسها عن الحق في نشر الرسوم الكاريكاتيرية بدعوى حرية التعبير. وفي جوابه، كرر ماكرون القول إن الرسوم هي تعبير عن صحافة حرة، وليست رسالة توجهها فرنسا إلى المسلمين. "إن الصحفي ورسام الكاريكاتير يكتب ويرسم بحرية، عندما يكون هناك رسم كاريكاتيري فهو ليس رسالة من فرنسا إلى العالم الإسلامي. إنه التعبير الحر الصادر عن شخص يريد أن يستفز ويسيء للدين. وله الحق في ذلك في بلدي؛ لأننا هنا لا نطبق الشريعة الإسلامية، بل قانون شعب صاحب سيادة، اختار ذلك بنفسه ولن أغيّر القانون من أجلكم". وتابع "لا تأخذوا الأمر على أنه استفزاز من رئيس الجمهورية أو من الشعب الفرنسي… إنه التعبير الحر لرسام كاريكاتير أو كاتب ساخر، وهناك آخرون يردون عليه، وهذا ما تنطوي عليه حقوق الإنسان. هي أنه يمكن للمرء أن يستفز وأن يصدم أحيانًا، وأنا آسف لذلك. لكن يمكن لآخر أن يجيبه، لأنهما يحترمان بعضهما بعضًا ويتحدثان بهدوء". شأن ديني أم عالمي وقال ماكرون: "هذه هي مساهمة فلسفة التنوير والمساهمة الهائلة لحقوق الإنسان في السلم العالمي، وهذا ما يجعلني دائمًا أدافع عنها في كل مكان". اعلان ثم جاء دور السيسي فقال إن "من حق الإنسان أن يعتنق ما يعتنق ويرفض ما يرفض، لكن من المهم ونحن نعبر عن رأينا ألا نقول من أجل القيم الإنسانية تُنتهك قيم دينية؛ فمرتبة القيم الدينية أعلى كثيرًا. أتصور أن التساوي بين القيم الإنسانية -ونحن نحترمها ونقبلها- والقيم الدينية أمر يحتاج منا إلى المراجعة بمنتهى الهدوء والتوازن". وأضاف -وهو يلتفت إلى ماكرون- أن "القيم الإنسانية من صنع الإنسان ويمكن تغييرها، بينما القيم الدينية من أصل سماوي، ومن ثم فهي مقدسة". وتابع "إذا جرحت بحديثك مشاعر مئات الملايين، ووجدت أنه لا يمكن التراجع عن ذلك بسبب قيم فرنسا… يتطلب الأمر مزيدًا من التفكير". عندها طلب إيمانويل ماكرون الذي كان يفترض أن يجري مكالمة مع أنغيلا ميركل من دبلوماسييه الانتظار بضع دقائق إضافية لينهي كلامه، وقال "ولكن، انظروا، هنا بلا شك يمكن أن يحدث خلط بشأن تاريخنا. نحن نعتبر أن قيمة الإنسان هي الأسمى. ومن هنا عالمية حقوق الإنسان التي تأسست عليها شرعة الأمم المتحدة. ولا شيء يفوق احترام الإنسان واحترام كرامة الإنسان". وأضاف "يوجد بالفعل احترام من الإنسان تجاه الآخرين، ولكن في عالم السياسة لا يدخل الدين. وليس من حق أي دين على الإطلاق أن يعلن الحرب بسبب السخرية منه". وتابع "إذا اعتبرنا أن ما هو ديني يعلو على ما هو سياسي"، لن تعود الأنظمة ديموقراطيات، وإنما ستكون "أنظمة دينية.. لا أعتقد أن هذا يؤدي إلى الأفضل". وختم قبل أن يضع الرئيسان قناعيهما الواقيين ويخرجا من القاعة متابعين حديثهما: "النقاش الذي نخوضه هنا مهم جدًا. وعلى الصعيد الدولي، فإن النظام السياسي لا يقوم على أساس الدين، هذه حقيقة". ويزور السيسي فرنسا زيارة رسمية بعد نحو عامين من لقاء جمعه بنظيره الفرنسي، في القاهرة، واختلفا آنذاك حول أوضاع قضايا حقوق الإنسان. المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية

**************************

هل توجد أسباب لعلو القيم الدينية على الإنسانية؟

سؤال من رشيد : عن أى قيم دينية يتكلم السيسى عنها؟   هل هو دين الإخوان المسلمين أم دين داعش أم دين الصوفية  من فيهم الأعلى فداعش تؤمن بسمو القيم الدينية على الأحكاك المدنية والوضعية والإنسانية فلماذا يا سيسى لا تجعل داعش أو الإخوان يحكمون فهم يؤمنون بنفس إيمانك بقيم الإسلام عموما المسلمين لم يتفقوا على نوعية هذه القيم ومن الذى سيطبقها فما هو تبرير السيسى ؟ أجاب: أ. مجدى خليل قائلا : السيسى قال ثلاثة اتبريرات هى القيم الدينية إلهية وسماوية ومقدسة أما القيم الإنسانية من وضع البشر ويمكن أن يغيرها البشر دعنا  نناقش كل كلمة منها لأن كل كلمة خطيرة جدا السيسى متصور ان القيم الإنسانية قيم بشرية ولكن فى الواقع أن البشر نظموها ودونوها فى قوانين ومواثيق البشرر لم يهترعها ولهذا فالإعلات العالمى لحقوق الإنسان يقول يولد جميع الناس احرارا ومتساويين فى الكرامة والحقوق وتسمى هذه المادة فى القانون الدولى : " الحقوق اللصيقة" بعنى أنها نازلة بالإنسان أى حق أصلى أى ولد ومعه الحرية والتساوى والحق فى الحياة وهذا حق إنسانى وإلهى أيضا وهذا ما يسمى بالقانون الطبيعى الإنسان ولد وحر يريد تنظيم مصالحة ومنافعة الشخصية نزل الإنسان وولد بها القيم الإنسانية تتجاوز الخلافات العرقية والدينية والجنسية واللون والتاريخية

وقال السيسى عن القيم الدينية أنها إلهية سماوية مقدسة .. فأى دين وأى إله وأى مقدس والسيسى بلا شك يتكلم عن الإسلام وهو لا يعترف إلا بدينيين فقط المسيحية واليهودية ومسخ إيمانهم وكفرهم "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (سورة التوبة 30) وقال الإسلام أن كتب اليهود والنصارى محرفة وهذا يعنى لا يعترف افسلام بأديان أخرى : " إن الدين عند الله الإسلام" والسيسى يعترف هنا بدين واحد افسلام بقول لهم الدينييين اللى معترفين بيهم حرفوا كتبهم وحرفوا إلههم أى طعن فى إله الدينيين وطعن فى كتبهم

ورد رشيد : السيسى يقول شريعة الإسلام وضعها الله فلذلك تعلوا من قال أنه دين من الله أنت تعتقد أنه من الله ولكن الآخرين وبقية الناس فى العالم أن الإسلام أيضا من وضع الإنسان أنت تفرض إعتقادك على العالم ونحن نعتقد أن قوانين الشريعة مع أن فيها ظلم من البشر ولكن لا تعلوا ونختار أفضل القوانين للناس وهذا يقودنا غلأى أى إله فالآلهة مختلفة هل إله الإسلام مثل إله المسيحية مثل إله البوذية هذه أديان كثيرة فى العالم أى إله يتكلم عنه السيسى وأى مقدس يتكلم عنه الجهاد فى الإسلام مقدس وذبح البشر وغزوهم مقدس هل هذه قيمة دينية تقدمها للعالم السيسى بيتكلم وفى ذهنه الإسلام فقط واثبت بهذا ان خلافة مع الإخوان المسلمين ليس خلافا دينيا ولكن خلافا سياسيا على الحكم واثبت أنه يتبى وجهة نظر الأزهر ولهذا مدح الأزهر فى لقاؤه مع ماكرون وقال ا، الأزهر يمثل الإسلام الوسطى المعتدل والسلفية هى الوسطية المعتدلة

**********************************

الفرق بين القيم الإنسانية والقيم الدينية

وأوضح المفكر مجدى خليل الفرق بين القيم الإنسانية والقيم الدينية فقال : [ القيم الإنسانية قيم عامة يوافق عليها االعالم أجمع ويتفق عليها أما القيم الدينية  فهى قيم خاصة  كل إنسان له قيمه الدينية وتختلف هذه القيم من دين لآخر  .. القيم الإنسانية مشتركة بين جميع البشر أما القيم الدينية فهى مشتركة بين مجموعة من البشر ..  القيم الإنسانية عالمية أما القيم الدينية فهى محلية  .. القيم الإنسانية منضبطة لأنها  مصاغة بشكل منضبط  أما القيم الدينية فهى غير منضبطة فى الصياغات فكل بلد لها قوانينها الدينية وتختلف عن البلاد الأخرى نع انهم يؤمنون بدين واحد  حسب تفسير كل بلد تبعا للفقه الإسلامى  .. القيم الإسلامية تمثل  إلتزاما إنسانيا لجميع البشر  أما القيم الدينية فبها إلتزاما على المؤمنين بها فقط  .. القيم الإنسانية أقدم لأنها وجدت قبل ا، توجد الأديان أما القيم الدينية  فهى الأحدث .. القيم الإنسانية فهى الأشمل أما القيم الدينية   فهى أقل شمولا  القيم الإنسانية تشكل قانونا دوليا أما القوانين الدينية  لا تشكل قانوا دوليا وأخيرا  القيم الإنسانية واضحة ومتطورة  ومفصلة أما القيم الدينية  فهى غيبية ويقينة] أ. هـ  ... القيم الإنسانيى تساوى بين البشر مهما كان لونه وعقيدته وجنسيتة ... ألخ أما القيم الدينية فهى تميز مجموعة معتنقيها وتفضلهم على الآخرين بل أننا نجد فى الإسلاميين يصرون بان الإسلام اعلى من جميع الأديان والمسلمين جنس اعلى من جميع البشر

**********************************

أنظمة الحكم فى الدولة الإسلامية

هو نظام إستبدادى عنصرى ديكتاتورى ويقول أ. مجدى : [ أنه لا يوجد نظام سياسى فى الإسلام وأنه حكم فردى وأن الدولة  الإسلامية منذ نشأتها فى السقيفة (سقيفة بنى ساعدة "ظُلَّةٌ أو تعريشة أى مكان عليه أفرع شجر أو نخيل ) إجتمع المهاجرون والأنصار ولم يحضره بنو هاشم وأهل بيت الرسول فانقسموا إلى فريقين: الأول الأنصار، يطالبون بخلافة سعد بن عبادة ، الآخر وهم المهادرين يطالبون بخلافة أبي بكر بن أبي قحافة، إلا أنه وفي نهاية المطاف تقلد أبي بكر الخلافة وعثر على سعد بن عبادة قتيلا بعدة أسهم وأشاعوا ان الجن قتله ثم قتل الخلفاء الراشدين الأربعة واحدا وراء الاخر ) وإمتدادا للخط الرئيسى لتاريخ للإسلام كله منذ إجتماع السقيفة حتى 2020م بنيت على ثلاثة أسس .. الخلافة والإستبداد والإمام المتغلب من قويت شوكته وجبت طاعته ، وهذا يعنى ان الإسلام قائم على : "القوة " و "الدين" حسموا الجدل طول التاريخ الإسلامى بما يعنى ان القوة للوصول على السلطة وتغيير الحكم والدين يبرر أو بمفهوم آخر أن الدين الإسلامى خادم للقوة فإجتماع السقيفة حضر القوة والدين القوة أبو بكر وقال الخلافة فى قبيلة قريش أى أن الأنصار ليس لهم دورا فى الحكم حتى يلغيها من على بن أبى طالب وقال لا تجتمع الخلافة والنبوة فى بيت واحد قص على هذا طوال التاريخ القوة تحسم الأمر والدين يبرر

**********************************

الأمويين : الحكم بالقوة والدين يبرر

وإنتقل مركز الحكم من المدينة بالجزيرة العربية إلى دمشق فى الشام فى عهد الخلافة الأموية (41-132هـ/661-750م) حيث تعتبر أسرة بنو أميّة بن عبد شمس من قبيلة قريش أولى الأسر الحاكمة في الإسلام تأسست الدولة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان الذى كان والياً على الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ولكن حدث نزاع بينه وبين علي بن أبي طالب بعد مقتل عثمان، وحدثت حروب دموية ومالت القوة لمعاوية فتنازل الحسن بعد مقتل أبيه عن الخلافة لمعاوية. واصبحت الخلافة  مع الأمويون لأنفسهم وهم يعلمون أن أهل البيت أحقّ بها وهكذا قال الفقهاء والعلماء ولكن القوة كانت مع الأمويين والقوة غالبة. وما أن آلت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان عمد إلى الشدة والعنف فحج سنة 57هـ بعد مقتل ابن الزبير ولما جاء المدينة وفيها أنصار أهل البيت خطب فيهم خطاباً قال فيه: (أما بعد فإني لست بالخليفة المستضعف ـ يعني عثمان ـ ولا بالخليفة المداهن ـ يعني معاوية ـ ولا بالخليفة المأفون ـ يعني يزيد ـ ألا وإني لا أداوي هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم بي قناتكم وإنكم تحفظون أعمال المهاجرين الأولين ولا تعملون مثل أعمالهم. وإنكم تأمروننا بتقوى الله وتنسون ذلك من أنفسكم. والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه). وكانت المنابر فى جميع مساجد الخلافة الأموية تنطق بأسمائهم وتعظم أمجادهم فى الفتوحات

 

والمصادر المسيحية لهذه الفترة تؤكد أن معاوية تشبه بملوك البيزنطيين المسيحيين وتقلد تاج الملك وجلس على كرسى الحكم على تلة الجلجثة وكانت كنيسة منفصلة خارج كنيسة القيامة وقتها ومما يذكر ان الأمويين كانوا ينكرون نبوة محمد صلم أما الخليفة عبد الملك هذا كان يرى الشدة ويجاهر بطلب التغلب بالقوة والعنف ولو خالف أحكام الدين. وعندما ولي الخلافة وكان قبلها يتظاهر بالتدين فلما تولاها استهوته الدنيا، ذكروا أنه لما جاءوه بخبر الخلافة كان قاعداً والمصحف في حجره فأطبقه وقال: (هذا آخر العهد بك، أو هذا فراق بيني وبينك) فلا غرو بعد ذلك إذا أباح لعامله الحجاج أن يضرب الكعبة بالمنجنيق وأن يقتل ابن الزبير ويحتز رأسه بيده داخل مسجد الكعبة والكعبة حرم لا يجوز القتال فيها ولا في جوارها فأحلوه وظلوا يقتلون الناس فيها ثلاثاً وهدموا الكعبة وهي بيت الله عندهم وأوقدوا النيران بين أحجارها وأستارها مما لم يحدث مثله في الإسلام. ودخلوا المدينة وهي أحد الحرمين وقاتلوا أهلها وسفكوا دماءَهم ولم يغلق لها باب إلا أُحرق ما فيه حتى أن الأقباط والأنباط كانوا يدخلون على نساء قريش فينزعون خمرهن من رؤوسهن وخلاخلهن من أرجلهن وسيوفهم على عواتقهم والقرآن تحت أرجلهم. ناهيك بمن قتلوه من الصحابة والتابعين وأهل التقوى صبراً وإنما أرادوا بذلك تحقير أمر علي (عليه السلام) وشيعته تأييداً لسلطانهم. ولهذا السبب لعنوه على المنابر وأمروا الناس بلعنه وقتلوا من لم يلعنه. وأول من قُتل صبراً في هذا السبيل حجر بن عدي الكندي في أيام معاوية وظلوا يلعنون علياً على المنابر إلى أيام عمر بن عبد العزيز فأبطل ذلك. الخلافة والنبوة وتوفق بنو أمية إلى عمال أشداء زادوهم استبداداً وشدة بما توخوه من تمليقهم بالتعظيم والتغرير مما يخالف أحكام الدين. وأول من تجرأ على ذلك الحجاج بن يوسف عامل عبد الملك فإنه سمى الخليفة (خليفة الله) وعظّم أمر الخلافة حتى فضّلها على النبوة فكان يقول: (ما قامت السماوات والأرض إلا بالخلافة وإن الخليفة عند الله أفضل من الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين لأن الله خلق آدم بيده وأسجد له الملائكة وأسكنه جنته ثم أهبطه إلى الأرض وجعله خليفة وجعل الملائكة رسلاً) وإذا حاجّه أحد في ذلك قال: (أخليفة أحدكم في أهله أكرم عليه أم رسوله في حاجته؟)، وكان عبد الملك إذا سمع ذلك أعجب به، واقتدى بالحجاج من جاء بعده من العمال الأشداء كخالد القسري عامل هشام بن عبد الملك فقد كان يقول قول الحجاج وخطب الناس في مكة مرة فقال: (أيها الناس أيهما أعظم خليفة الرجل إلى أهله أو رسوله إليهم؟) يعرض أن هشاماً خير من النبي (صلّى الله عليه وآله). وذكروا أن خالداً القسري كان قليل العناية في حفظ القرآن فإذا تلا آية أخطأ فيها وألحن في نطقها فوقف مرة للخطابة فقال وأخطأ ثم ارتج عليه وفشل فنهض صديق له من تغلب فقال: (خفّض عليك أيها الأمير ولا يهولنّك فما رأيت قط عاقلاً حفظ القرآن وإنما يحفظه الحمقى من الرجال). فلا غرو بعد ذلك إذا قيل لنا أن الوليد بن يزيد سكير بني مروان رمى القرآن بالنشاب وهو في مجونه وسكره فقد ذكروا أنه عاد ذات ليلة بمصحف فلما فتحه وافق ورقة فيها: (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ)(1) فأمر بالمصحف فعلقوه وأخذ القوس والنبل وجعل يرميه حتى مزقه ثم قال: أتوعد كل جبـــــارٍ عنيدٍ***فهــا أنا ذاك جبار عنيدُ إذا لاقيت ربك يوم حشرٍ***فقـــل لله مزقنـي الوليدُ فلم يكن همّ بني أمية نشر الإسلام وإنما كان همهم الفتح والتغلّب وحشد الأموال فتوقف نشر الإسلام على عهدهم في الأطراف البعيدة كالسند وتركستان مع رغبة أهلهما فيه وإنما نفّرهم منه شدة بني أمية وجشعهم فكانوا يسلمون ثم يرتدون تبعاً لما يرونه من المعاملة الحسنة أو السيئة.

 

 

قوة الخلافة الفاطمية فى السيف والذهب

وقد وجه الفاطميون أكثر من حملة للاستيلاء على مصر بدءًا من (301- وحتى 350هـ) وفي سنة (358)هـ عهد الخليفة الفاطمي إلى جوهر الصقلي بالجيش لإحتلال مصر وبناء حى القاهرة وعندما وصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة في سنة (362)هـ المعز شك العلماء فى نسبه لقريش والرسول والعرب وسأله بعض العلماء أن يظهر لهم نسبه ، قال : غدا أخرجه لكم ، ثم أصبح وقد ألقى كومـا من ذهب وقال : هذا نسبي ، ثم جذب نصف سيفه من غمده ، وقال : وهذا حسبي ، من هنا اشتهر في الأمثال : ( سيف المعز وذهبه ) .. لطالما درسنا في كتب التاريخ المدرسية ان خلفاء الدولة الفاطمية ينسبون الى فاطمة ابنة االرسول ولكنهم ينسبون في الحقيقة الى عبيد الله بن ميمون القداح كان جده يهوديا من بيت مجوسي ، فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت ، وادعى أنه المهدي الذي بشر به االرسول - وهذه الحادثة تدل على أنه لا توجد قواعد لنظام الحكم فى الإسلام ولكنهم بدبنون لقوة الحاكم وذهبه

 

 

حكم العباسيينن بالقوة الغاشمة وتبرير الدين
عن نشأة الخلافة العباسية ( 132-656هـ/750-1258م) كتب فرج فودة شهيد الحقيقة الغائبة تحت عنوان قراءة جديدة في أوراق العباسيين[ ليست الدولة العباسية في حاجة إلى تقديم ، فقد قدمت نفسها على يد مؤسسها ، السفاح ، أول خلفاء بني العباس ، المعلن على المنبر يوم مبايعته ( أن الله رد علينا حقنا ، وختم بنا كما افتتح بنا ، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح ، والثائر المبير) .

وقد أثبت السفاح أنه جدير بالتسمية ، فقد بدأ حكمه بقرارين يغنيان عن التعليق وأظن أنه ليس لهما سابقة في التاريخ كله ، كما لا أظن أن أحداً بعد السفاح قد بزه فيما أتاه ، أو فاقه فيما فعل :

* أما القرار الأول ، أو القرار رقم (1) بلغة العصر الحديث فهو أمره بإخراج جثث خلفاء بني أمية من قبورهم ، وجلدهم وصلبهم ، وحرق جثثهم ، ونثر رمادهم في الريح ، وتذكر لنا كتب التاريخ ما وجدوه :

فيقول ابن الأثير( الكامل في التاريخ لابن الأثير ) :

(فنبش قبر معاوية بن أبي سفيان فلم يجدوا فيه إلا خيطاً مثل الهباء، ونبش قبر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فوجدوا فيه حطاماً كأنه الرماد ، ونبش قبر عبد الملك بن مروان فوجدوا جمجمته ، وكان لا يوجد في القبر إلا العضو بعد العضو غير هشام بن عبد الملك فإنه وجد صحيحاً لم يبل منه إلا أرنبة أنفه فضربه بالسياط وصلبه وحرقه وذراه في الريح ، وتتبع بني أمية من أولاد الخلفاء وغيرهم فأخذهم ولم يفلت منهم إلا رضيع أو من هرب إلى الأندلس)

ويروي المسعودي القصة بتفصيل أكثر فيقول ( مروج الذهب للمسعودي ) :

(حكى الهيثم بن عدي الطائي ، عن عمرو بن هانئ قال : خرجت مع عبد الله بن علي لنبش قبور بني أمية في أيام أبي العباس السفاح ، فانتهينا إلى قبر هشام ، فاستخرجناه صحيحاً ما فقدنا منه إلا خورمة أنفه ، فضربه عبد الله بن علي ثمانين سوطاً ، ثم أحرقه ، واستخرجنا سليمان من أرض دابق ، فلم نجد منه شيئاً إلا صلبه وأضلاعه ورأسه ، فأحرقناه ، وفعلنا ذلك بغيرهم من بني أمية ، وكانت قبورهم بقنسرين ، ثم انتهينا إلى دمشق ، فاستخرجنا الوليد بن عبد الملك فما وجدنا في قبره قليلاً ولا كثيراً ، واحتفرنا عن عبد الملك فلم نجد إلا شئون رأسه ، ثم احتفرنا عن يزيد بن معاوية فلم نجد إلا عظماً واحداً ، ووجدنا مع لحده خطاً أسود كأنما خط بالرماد في الطول في لحده ، ثم اتبعنا قبورهم في جميع البلدان ، فأحرقنا ما وجدنا فيها منهم ) .

ولعلي أصارح القارئ بأنني كثيراً ما توقفت أمام تلك الحادثة بالتأمل ، ساعياً لتفسيرها أو تبريرها دون جدوى ، مستبشعاً لها دون حد ، فقد يجوز قتل الكبار تحت مظلة صراع الحكم ، وقتل الصغار تحت مظلة تأمين مستقبل الحكم ، ومحو الآثار تحت مظلة إزالة بقايا الحكم ( السابق ) لكن إخراج الجثث .. وعقابها .. وصلبها .. وحرقها .. أمر جلل ..

والطريف أن البعض رأى في ذلك معجزة إلهية ، فالجثة الوحيدة التي وجدت شبه كاملة .. وعذبت ( إن جاز التعبير ) وصلبت .. وحرقت ثم نثر رمادها في الريح هي جثة هشام بن عبد الملك ، وقد رأى البعض في ذلك انتقاماً إلهياً من هشام إذ خرج عليه زيد بن علي بن الحسين ، وقتل في المعركة ، ودفنه رفاقه في ساقية ماء ، وجعلوا على قبره التراب والحشيش لإخفائه ، فاستدل على مكانه قائد جيش هشام ، ( فاستخرجه وبعث برأسه إلى هشام ، فكتب إليه هشام : أن اصلبه عرياناً ، فصلبه يوسف كذلك ، وبنى تحت خشبته عموداً ثم كتب هشام إلى يوسف يأمره بإحراقه وذروه في الرياح ) ( مروج الذهب للمسعودي – ج3ص219 ) .

وإذا فسرنا ما حدث لهشام بالانتقام وبالجزاء من جنس العمل ، فماذا نفسر ما حدث لغيره ، وفي أي نص من كتاب الله وسنة رسوله وجد العباسيون ما يبرر فعلتهم ، وأين كان الفقهاء والعلماء من ذلك كله ، أين أبو حنيفة وعمره وقتها قد تجاوز الخمسين ، وأين مالك وعمره وقتها قد تجاوز الأربعين ، ولم لاذوا بالصمت ولم لاذ غيرهم بما هو أكثر من الصمت ، أقصد التأييد ، والتمجيد ، والأشعار ، ورواية الأحاديث المنسوبة للرسول والمنذرة بخلافة السفاح ومنها ما أورده ابن حنبل في مسنده مثل ( يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن ، يقال له السفاح ، فيكون إعطاؤه المال حثياً ) .

ومثل ما ذكره الطبري من ( أن رسول الله أعلم العباس عمه أن الخلافة تؤول إلى ولده ، فلم يزل ولده يتوقعون ذلك ) .

أو لعلهم كانوا بقصة مأدبة السفاح ، وهي ما أشرنا إليه بالقرار الثاني في خلافته ، وهو قرار خليق بأن في أيامنا هذه في معاهد السينما كنموذج رائع لحبكة الإخراج ، وتسلسل السيناريو وترابطه ، ليس هذا فحسب ، بل أن القرار قد سبقته ( بروفة ) ، أي تجربة حية في نفس موقع التمثيل .

ولن يشك القارئ في أن كل ما حدث كان مرتباً ، وأن الأقدمين كانوا على دراية واسعة بفن التشويق ، وكانوا أيضاً على مقدرة كبيرة في تدبير المفاجأة ، ثم تبريرها بحيث تمر طبيعية ومتناسقة ومتسقة مع سياق الأحداث ، ولنبدأ بالبروفة ولنقرأها معاً كما ذكرها ابن الأثير ( الكامل في التاريخ لابن الأثير – ج4 ص 333 ) ( دخل سديف " الشاعر " على السفاح وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك ، وقد أكرمه فقال سديف :

لا يغرنك ما ترى من رجال إن تحت الضلوع داء دوياً

فضع السيف وارفع السوط حتى لا ترى فوق ظهرها أموياً

فقال سليمان : قتلتني يا شيخ ، ودخل السفاح وأخذ سليمان فقتل )

ومن قراءة ما ذكره ابن الأثير يمكن ترتيب سيناريو الأحداث على النحو التالي :

السفاح يؤمن أحد كبار الأمويين ( نجل خليفة سابق ) – السفاح يبالغ في تأمينه وطمأنته بدعوته إلى الطعام ، وإكرامه – يدخل شاعر على السفاح ويبدو دخوله كأنه مفاجأة – ينطق الشاعر بأبيات تدعو للانتقام من الأمويين وتستنكر معاملتهم بالرفق واللين – يصرخ الأموي قائلاً : قتلتني يا شيخ – ينفعل الخليفة بقول الشاعر فيقتل الأموي – ينتهي المشهد .

والآن إلى القرار أو الحادثة أو الفيلم الكامل لما فعله السفاح بعد ذلك وكرر فيه نفس ما حدث في البروفة ، مع إتقان أكثر ، وتفنن غير مسبوق في التمثيل ( بالأمويين ) ، ولنقرأ معا ما ذكره ابن الأثير :

( دخل شبل بن عبد الله مولى بني هاشم " وفي رواية أخرى سديف " على عبد الله بن علي " وفي رواية أخرى على السفاح " وعنده من بني أمية نحو تسعين رجلاً على الطعام فأقبل عليه شبل فقال :

أصبح الملك ثابت الأساس بالبهاليل من بني العباس

طلبوا وتر هاشم فشفوها بعد ميل من الزمان وباس

لا تقيلن عبد شمس عثارا واقطعن كل رقلة وغراس

ذلها أظهر التودد منها وبها منكم كحر المواسي

أنزلوها بحيث أنزلها الله بدار الهوان والإتعاس ( إلى آخر القصيدة .. )

فأمر بهم عبد الله ( وقيل أنه السفاح ) فضربوا بالعمد حتى قتلوا وبسط عليهم الأنطاع فأكل الطعام عليها وهو يسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعا ) .

والرواية السابقة تبدأ بتأمين السفاح للأمويين الذين زاد عددهم هذه المرة إلى تسعين ، والمأدبة هي نفسها ، وما دام المضيف هو الخليفة فالكرم وارد ، والطمأنينة لا حد لها ، وفجأة يدخل الشاعر ، ويستنكر اكرامهم ، ويدعو للثأر منهم ، فيتغير وجه الخليفة ، ويقوم إليهم ثائراً ، و...

وهنا نتوقف لأن هنا جديداً مفزعاً ، فقد أمر السفاح بضرب رؤوسهم بأعمدة حديدية ، بحيث تتلف بعض مراكز المخ ، ويبقى الجسد حياً ، مصطرعاً بين الحياة والموت ، وما أن يرى السفاح أمامه تسعين جسداً منتفضاً ، تقترب مسرعة من الموت ، وترتفع أصواتها بالأنين ، حتى يأمر بوضع مفارش المائدة فوقهم ، ثم يجلس فوق هذه المفارش ، ويأمر بالطعام فيوضع أمامه فوق الأجساد ، ويبدأ في تناول عشائه بينما البساط يهمد هنا ويهمد هناك ، وبين همود وهمود ، يزدرد هو لقمة من هذا الطبق ، ولقمة من ذاك ، حتى همد البساط كله ، ففرغ من طعامه ، وتوجه إلى الله بالحمد ، وإلى حراسه بالشكر ، وإلى خاصته بالتهنئة ، ولعله قال لنفسه ، أو لخاصته ، والله ما أكلت أهنأ ولا ألذ ولا أطيب من هذا الطعام قط ، فليس أقل من هذا الحديث ما يلائم سلوك السفاح ، ذلك الذي يزدرد اللقيمات على زفرات الأنين ، ويساعده على الهضم صعود الأرواح ، وقد نفهم أن يقتل الحاكم الجديد حكام الأمس ، أو أن يتخلص بالقتل من منافسيه على الحكم ، أو مناوئيه على السلطة ، فقد حدث هذا كثيراً ، وأقرب نماذجه مذبحة المماليك بالقلعة على يد محمد علي ، لكن ما لا نفهمه ، أن يجلس الخليفة فوق الضحايا ، وأن يهنأ له الطعام فوق بركة من الدماء ، وعلى بساط يترجرج مع اصطراع الأجساد ، وعلى أنغام من صراخ الضحايا حين يواجهون الموت ، بل ربما وهم يسعون إليه هرباً من الألم والعذاب ..

نحن هنا أمام تساؤل تطرحه هذه الحادثة، وأمثالها كثير، قبل السفاح وبعد السفاح ، ربما ليست بهذه الروعة في الإخراج ، أو الحنكة في التدبير ، أو السادية في العبير ، لكنها في النهاية تحمل نفس الدلالة وتنقل إلينا نفس الرسالة ، يتساوى في ذلك مقتل حجر بن عدي على يد معاوية أو الحسين على يد يزيد أو ابن الزبير على يد الحجاج أو ( زيد بن علي ) على يد هشام .

والتساؤل عن كنه الخلافة التي يدعون أنها إسلامية وينادون بعودتها من جديد ، هل هي إسلامية حقاً فنزنها بمقياس الإسلام ، فتخرج منه ، وتنبوعنه ، وينتهي الحوار حولها إلى موجز مفيد ، فحواه أنهم ادعوا أنها إسلامية فأثبتنا أنها لم تكن ، وكفى الله المؤمنين شر ( الخلافة ) ، أم أنها كانت حكماً استبدادياً يتستر برداء الدين ، فنثبت عليهم الحجة ، ونلقمهم حجراً علمانياً حين نوضح لهم الفرق بين استبداد الحكم الديني في العصور الوسطى ، عصور الاستبداد والتعذيب والجبروت ، وعلمانية العصر الحديث ، عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام الآدمية .

أحسب أن الأمر لا يخرج عن ادعاء من الادعاءين ، وأحسب أيضاً أن الإجابة واضحة في الحالين ، غير أن ذلك كله يطرح سؤالاً أكثر وضوحاً ، وهو لوضوحه وبساطته لا يحتاج من القارئ إلى جهد أو اجتهاد لإجابته :

ه ل صحيح أن العلمانية هم غرب لا هم شرق ، وأنها مبررة في الغرب باستبداد الحكم بالدين أو باسم الدين ، بينما لم نعرف نحن في الشرق نظيراً لذلك ، أو مثالاً له ؟ ، أحسب أنه لو كان مبرر العلمانية في الغرب هو استبداد الحكم في الكنيسة ، لكان مبررها في الشرق هو استبداد الحكم في ظل ( الخليفة ) ، سلطان الله في أرضه ، القاتل لمن يشاء ، المانح للعطاء ، والمانح للبلاء .

وإذا كان السفاح قد وصف نفسه على المنبر بأنه السفاح المبيح ، فأن رياح بن عثمان والي الخليفة المنصور على المدينة قد وصف نفسه على منبر الرسوم بما هو أنكى حيث قال :

( يا أهل المدينة ، أنا الأفعى ابن الأفعى ) ( اليعقوبي – ج2ص251) .

وإذا تباهى الخلفاء بأنهم سفاحون ، وتباهى الولاة بأنهم أولاد الأفاعي ، أيبقى من يدعي أن الاستبداد باسم الدين هم غرب ، وأن العلمانية كخلاص منه فكر غربي وافد لا علاقة له بواقع الشرق وهمومه ؟

أحسب أن البعض الآن يردد بينه وبين نفسه ، ها هو يصطاد في الماء العكر ، ويتوقف كثيراً عند السفاح حتى ينال مأربه في الطعن في الخلافة الإسلامية ، لكن ردنا عليه يسير ، فليست هناك علاقة بين السفاح وبين الإسلام أو الحكم به ، فليقل عنه ما يشاء ، وليطعن فيه كما يشاء ، وليحاور وليداور ، فليس في هذا كله غناء ، فالمسافة بين حكم السفاح والحكم بالإسلام كالمسافة بين الأرض ، سابع أرض ، والسماء ، سابع سماء ..

ولحسن الحظ – حظي وحظ القارئ – أن الرد على ذلك من أيسر ما يكون ، فلولا الإسلام ، المظهر لا الجوهر ، والرداء لا المضمون ، ما فعل السفاح ما فعل ، لا هو ولا سابقوه ، ولا لاحقوه ، فأي ولاء كان يربط المصري مثلاً بالسفاح في الأنبار ، أليس هو الولاء لخليفة المسلمين ، وللحاكم باسم الإسلام ، وأي دافع لهذا الولاء ، أليس الدافع هو الارتباط بالإسلام ، وجيوش الأحاديث النبوية التي نسبها الوضاعون للرسول حول خلافة بني العباس ، واجتهادات الفقهاء عن طاعة الخليفة ولو كان غاشماً ، وفسق الخارج عن الطاعة ، وكفر المفارق للجماعة ، وأي مدخل ساقه السفاح في خطاب توليته وتناقله الرواة ، وردده الوعاظ ، أليس هو مدخل العدل والتقى والعقيدة ، أليس هو القائل على المنبر( تاريخ الأمم والملوك للطبري – ج16 ص82 – 84) :

( الحمد لله الذي اصطفى الإسلام وشرفه وعظمه واختاره لنا وأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقوام به والذابين عنه والناصرين له وألزمنا كلمة التقوى وجعلنا أحق بها وأهلها وخصنا برحم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته – إني لأرجو أن لا يأتيكم الجور من حيث أتاكم الخير ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح وما توفيقنا أهل البيت إلا الله ) .

ولأنه كان متوعكاً فقد أكمل داود بن علي الخطبة فقال :

( لكم ذمة الله تبارك وتعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وذمة العباس رحمه الله أن نحكم فيكم بما أنزل الله ونعمل فيكم بكتاب الله ونسير في العامة منكم والخاصة بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم – ألزموا طاعتنا ولا تخدعوا عن أنفسكم فإن الأمر أمركم ، فإن لكل أهل بيت مصراً وإنكم مصرنا ، إلا وأنه ما صعد منبركم هذا " يقصد منبر الكوفة " خليفة بعد رسول الله إلا أمير المؤمنين علي وأمير المؤمنين عبد الله بن محمد " وأشار بيده إلى أبي العباس " فاعملوا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج منا حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم )

الحكم بما أنزل الله إذن كان وسيلته إلى قلوب الناس وبيعتهم وولائهم ..

السير في العامة والخاصة بسيرة رسول الله كان ما عاهد عليه الناس وما بايعه الناس عليه .

الحديث المختلق عن خلافة العباسيين حتى يسلموها إلى عيسى بن مريم كان السبيل إلى استسلام الرعية لقدرها ، والانشغال عن ظلم الولاة ، بصدق النبوءة المدعاة ..

هكذا بدأ أمر العباسيين ، وهكذا يبدأ أي أمر للحكم الديني وتحت نفس الدعاوي البراقة ، التي نسمعها كما سمعها الكوفيون بالأمس .. الحكم بما أنزل الله .. السير بسيرة رسول الله .. تطبيق شرع الله .. العدل .. البركة .. وهكذا كان ينتهي الأمر دائماً .. كما رأينا في أول عهد السفاح ثم كما سنرى بعد عهد السفاح ، ذلك الذي لا ينتهي الحديث عنه ، إلا بذكر سنة استنها ، ثم أصبحت قاعدة لمن تلاه من خلفاء بني العباس ، ونقصد بها عدم احترام العهود والمواثيق ، والفتك بالأنصار قبل المناهضين .

وقد فعل السفاح ذلك في واقعتين شهيرتين الأولى حين أعطى ابن هبيرة قائد جيوش مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين ، كتاباً يحمل إمضاءه ويتعهد له بالأمان ، ثم قتله بعد أيام من استسلامه ، والثانية حين قتل وزيره أبا سلمة الخلال أحد مؤسسي الدولة العباسية في الكوفة ، وتعمد أن يتم ذلك على يد أبي مسلم الخراساني ، المؤسس الأول للدولة ، حيث لا يعرف تاريخ الدولة العباسية في عهد السفاح فضلاً إلا لرجلين ، أولهما أبو مسلم الذي أسس الدولة في خراسان وسلم الخلافة إلى السفاح ، وثانيهما عبد الله بن علي عم السفاح وقائد جيوش العباسيين في موقعة الزاب التي انتصر فيها على الأمويين انتصاراً نهائياً ، ويقال أن السفاح كان يسعى لقتل الاثنين ، وهو ما لا نجد دليلاً عليه في كتب التاريخ .

غير أن أبا جعفر المنصور ، ثاني الخلفاء العباسيين ، والمؤسس الحقيقي للدولة العباسية ، والذي يحتل فيها موقعاً مناظراً لموقع معاوية في دولة الأمويين ، قام بذلك الواجب خير قيام ، فسلط أولاً أبا مسلم الخراساني لقتل عبد الله بن علي ، ثم تولى هو بنفسه قتل أبي مسلم ، ولم يشفع له صياح أبي مسلم : استبقني يا أمير المؤمنين لعدوك ، بل رد عليه : وأي عدو لي أعدى منك ؟

وليس للقارئ أن يتعجب حين يعلم أن أبا مسلم لم يفعل للسفاح ثم للمنصور إلا ( كل الخير ) ، وأنه كان صاحب الفضل الأول عليهما وعلى دولتهما ، لكن ذلك بالتحديد كان سبب قتل المنصور له ، فقد دخل عليه ولي عهده ( عيسى بن موسى ) فوجد أبا مسلم قتيلاً ، ( فقال : قتلته ؟ قال : نعم ، قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، بعد بلائه وأمانته ؟ فقال المنصور : خلع الله قلبك ! والله ليس لك على وجه الأرض عدو أعدى منه ، وهل كان لكم ملك في حياته ؟ )

هذا نموذج مثالي لما عرف باسم الميكيافيلية ، نسبة إلى ( ميكيافيلي ) ، والتي نوجز في تبرير الوسيلة بالغاية ، وتفصل في تطبيق ذلك على شئون الحكم وسيرة الحكام ، وتبدو جلية على يد المنصور ، الذي وطأ بأقدامه أعناق الرجال ، وتفرد بأسلوبه المميز في الحكم ، فهو يبدأ أولاً بالتخلص من أصحاب الفضل عليه ثم يتحول إلى المعارضين وهو لا يعرف إلا القتل وسيلة للقضاء على معارضيه ، ولا يعرف للعواطف سبيلاً ، ولا تعرف العواطف إليه طريقاً .

ولأنه قوي لم يحترم إلا القوة ، ولعل هذا ما يفسر إعجابه بهشام بن عبد الملك ، ووصفه له بأنه ( رجل بني أمية ) ، ثم إعجابه الشديد بعبد الرحمن بن معاوية بن هشام ، والخليفة الأموي في الأندلس ، وعلى الرغم من هزيمة جيشه على يديه في أشبيليه ، بل ربما يسبب هذه الهزيمة التي لم تردعه ، ولم تمنعه من محاولة استمالته بالهدايا ، ووصفه قائلاً : (.. اقتحم جزيرة شاسعة المحل ، نائية المطمع ، عصبية الجند ، ضرب بين جندها بخصوصيته ، وقمع ببعض قوة حيلته ، واستمال قلوب رعيتها .. إن ذلك لهو الفتى الذي لا يكذب مادحه ) .

بل يقال أن المنصور هو الذي سمى عبد الرحمن بصقر قريش ، ولما فشل في استمالته بالتودد أظهر وجهاً آخر لأسلوبه السياسي ، وهو الوجه الذي أظهره تشرشل في الحرب العالمية الثانية عندما أعلن أنه مستعد للتحالف مع الشيطان لهزيمة النازية ، وهو نفس ما فعل أبو جعفر ، حين تحالف مع ( شارلمان ) ثم مع ( ببين ) ملكي الفرنجة ، ضد عبد الرحمن الخليفة الأموي المسلم ، وهو التحالف الذي فشل في هزيمة عبد الرحمن ، ونجح في ذات الوقت في اقرار القاعدة المنصورية :

افعل أي شيء .. اسلك أي سبيل .. تحالف مع أعدى الأعداء .. المهم أن تصل إلى غايتك .. وتنتصر على عدوك ، وخلال ذلك كله انس الإسلام ، وتغافل عن أحكام القرآن ، وتجاهل السنة ، وابتعد بقدر ما تستطيع عن سيرة الراشدين ، وتذكر فقط أنك ( سلطان الله في أرضه ) ( وصف المنصور لنفسه في خطبة شهيرة بالمدينة ) ( وظل الله الممدود بينه وبين خلقه ) ( التعبير الأدبي الشائع عند وصف الخلفاء في العصر العباسي الأول ) ، واستند في حكمك إلى حق بني العباس في الخلافة ، وليس إلى حق الرعية في الإختيار .

ولعل هذا المنهج هو ما قاد العلويين إلى مناهضة المنصور ، فما دام النسب هو الفيصل ، فهم أقرب إلى الحكم ، وأحق بالخلافة ، وقد دار حوار طريف بين المنصور من ناحية ، ومحمد العلوي المشهور باسم ( النفس الزكية ) وأخيه إبراهيم من ناحية أخرى ، ومبعث الطرافة أن الحوار كله يدور حول إثبات أحقية الخلافة بالنسب ، مع تجاهل كامل لما يسمى بالشعب ، أو ما كان يطلق عليه وقتها اسم الرعية ، فمحمد ( النفس الزكية ) وأخوه إبراهيم ، يريان أنهما من نسل علي وفاطمة ، وأنهما حفيدا الرسول ، وأنهما بهذا ولهذا أحق ، والمنصور يرى أن العم أقرب من ابن العم ، وأنه بذاك ولذاك أحق ، وأنا – بعد استئذان القارئ – أرى أنها مأساة أن أبايع حاكماً لمجرد أنه من نسل علي ، أو أناصر حاكماً آخر لأنه من نسل العباس ، وأتجاوز فأقول : أنه لو عاش للرسول من نسله ذكور ، ما بايعت حفيداً من أحفاده لمجرد انتسابه إليه ، فالنبوة لا تورث ، والصلاح لا ينتقل بالضرورة للأبناء ، ولا مانع أن يكون ( نوح ) نبياً ، وأن يكون ابنه في ذات الوقت ( عمل غير صالح ) .

غير أن الطريف في حوار المنصور والنفس الزكية ، أنه انتقل إلى الغمز، فالنفس الزكية يرد على عرض المنصور بالأمان بغمزة موجعة حين يذكر ( أي الأمانات تعطيني ؟ أمان ابن هبيرة ؟ أم أمان عمك عبد الله بن علي ؟ أم أمان أبي مسلم ؟ ) ، فيرد عليه المنصور غامزاً في الحسن " جد النفس الزكية " قائلاً : ( ثم كان الحسن فباعها معاوية بخرق ودارهم ، ولحق بالحجاز وأسلم شيعته بيد معاوية ، ودفع الأمر إلى غير أهله ) .

والمنصور يشير إلى مبايعة الحسن لمعاوية أو بمعنى أدق إلى الصلح بينهما ، ذلك الصلح الذي أثار مشكلة بسبب بطء ( وسائل الاتصال ) في تلك الأيام ، فقد أرسل الحسن إلى معاوية يصالحه على شروط مالية . وفي نفس الوقت كان معاوية قد ارسل إلى الحسن صحيفة بيضاء ختم أسفلها وترك للحسن أن يشترط فيها ما يشاء ، ووصلت الرسالتان في وقت واحد ، وطمع الحسن فكتب في صحيفة معاوية شروطاً جديدة طلب فيها أضعاف ما طلب في رسالته ، وعندما التقيا تمسك معاوية بخطاب الحسن وتمسك الحسن بخطاب معاوية ثم تصالحا على خمسة ملايين هي أموال بيت مال الكوفة ( تاريخ الأمم والملوك للطبري، ج4 – ص121 – 125 ) .

ولسنا في مجال تقييم فعل الحسن ، وحسبنا أن نذكر أنه استراح وأراح ، أراح المسلمين من القتال ، وأراح عبد الله بن عباس ( الذي ما أن علم بالذي يريد الحسن عليه السلام أن يأخذه لنفسه حتى كتب إلى معاوية يسأله الأمان ويشترط لنفسه على الأموال التي أصابها فشرط ذلك له معاوية ) .

وسوف يهنأ ابن عباس بما حصل عليه من مال البصيرة حتى نهاية حياته ، فقد قتل علي وتنازل الحسن وسمح معاوية ، وسوف يهنأ أيضاً الحسن بمال الكوفة حتى حين ، فسوف يتخلص منه معاوية بدس السم له حين يرشح يزيداً لخلافته ، ونعود إلى المنصور ، الذي لم يتحمل محاورة محمد طويلاً ، فقبض على أبيه وعمومته وكثير من أهله وحبسهم معذبين حتى الموت ، وهاجم محمداً بالمدينة وقاتله حتى قتله ، ثم هاجم أخاه إبراهيم في البصرة وقاتله حتى قتله ولم يكن المنصور في ذلك كله مدافعاً إلا عن الملك ، فقد ( ذكر أن المنصور هيئت له عجة من مخ وسكر فاستطابها ، فقال : أراد إبراهيم أن يحرمني هذا وأشباهه ) ( مروج الذهب للمسعودي – ج3 ص309 ) .

والشاهد هنا أن أحد الطرفين كان يدافع عن ( النسب ) ، وأن الطرف الآخر كان يدافع عن ( العجة ) ، وإن المسلمين في الفريقين كانوا يعتقدون أنهم يدافعون عن صحيح الإسلام ، دليلنا على ذلك ما حفلت به خطب الفريقين من آيات وأحاديث ووعد بالجنان ووعيد بسقر ، ولم يكن الأمر عسيراً بالنسبة لمحمد وإبراهيم فآيات الحكم بما أنزل الله موجودة وما أيسر أن ينتقل منها إلى الحديث عن شمائل الرسول ، وفضائل علي ، ولم يكن الأمر عسيراً أيضا على المنصور ، فما أكثر الأحاديث عن شق عصا الطاعة ، ومفارقة الجماعة ، وما أيسر الاستشهاد بآيات الإفساد في الأرض ، فقد روي عن المنصور أنه عندما تسلم كتاب انتصار جيشه على إبراهيم ، تلا هذه الآية :

( والقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، ويسعون في الأرض فساداً ، والله لا يحب المفسدين ) . ثم صعد إلى المنبر وقال : السعيد من وعظ بغيره ، اللهم لا تكلنا إلى خلقك فنضيع ولا إلى أنفسنا فنعجز، فلا تكلنا إلا إليك .

وهكذا أقنع أفراد جيش المنصور أنفسهم بأن الله نصر الحق بهم ، وسيجزي الله الشاكرين ، وأقنع من تبقوا من جيش محمد وإبراهيم أنفسهم بأنه اختبار من الله ، وبلاء إلى حين ، وسيجزي الله الصابرين ، وانطلق كل فريق قانعاً بما اعتقد أنه جزاؤه من عند الله ، ولم تنقل لنا كتب التاريخ خلال ذلك كله موقفاً مشهوداً لفقيه ، أو دفاعاً طلياً عن الحق من إمام من أئمة المسلمين ، وما أكثرهم في عهد المنصور ، فقد عاصره أبو حنيفة ، ومالك ، والأوزاعي ، وعمرو بن عبيد ، وسفيان الثوري ، وعباد بن كثير ، وجعفر بن محمد الصادق ، وغيرهم ، وما كان تعذيب المنصور لأبي حنيفة وحبسه وجلده ودس السم له في النهاية إلا لرفضه ولاية القضاء ، وما كان جلد المنصور لمالك وهو عاري الجسد غير مستور العورة تشهيراً به إلا لذكره حديثاً عن الرسول لم يعجبه ، وكلا الموقفين لا يصلحان نموذجاً للجهاد ، أو مثالاً على مناوأة الحاكم إن حاد ، أو دليلاً على أن الحق يعرف بالرجال ، وينصر بالرجال ، وينبري للدفاع عنه الرجال ..

ولا بأس أن ننهي حديث المنصور ، بحديث ابن المقفع الذي أرسل للمنصور كتاباً صغير الحجم ، عظيم القيمة أسماه (رسالة الصحابة ) نصح فيه الخليفة بحسن اختيار معاونيه ، وحسن سياسة الرعية ، وكان في نصحه رفيقاً كل الرفق ، رقيقاً غاية الرقة ، ولعله كان ينتظر من المنصور تقديراً أدبياً ومادياً يليق بجهده ، ولعله لم يتصور أن مجرد إسداء النصح للمنصور جريمة ، وأن غاية دور الأديب في رأي المنصور أن يمدح ، ومنتهى دور المفكر أن يؤيد ، وأن عقاب من يتجاوز دوره كما فعل ابن المقفع ، أن يفعل به كما فعل بابن المقفع ، الذي قطعت أطرافه قطعة قطعة ، وشويت على النار أمام عينيه ، وأطعم إياها مجبراً ، قطعة قطعة ، حتى أكرمه الله بالموت في النهاية ولعله تساءل وهو يمضغ جسده بأمر أمير المؤمنين ، أي أمير وأي مؤمنين ، ولعله أدرك ساعتها ما نتمنى أن يدركه من يتنادون بالخلافة ، ويتغنون بالشورى ، ويهاجمون الحكام ( العلمانيين ) ويتصورون في الدولة الدينية ملاذاً ، وفي الحكم باسم الإسلام موئلاً ورحمة ، وفي التطبيق الفوري للشريعة وحدها عدلاً واستقامة ، وفي الديموقراطية جوراً وحكماً بالهوى ، ولعلنا نذكرهم أن المنصور وإن دخل التاريخ من باب الجبروت إلا أنه تركه من باب رجال الدولة العظماء ، وهو إن جار فبفتوى البعض من الفقهاء ، وخوف البعض وصمت البعض الآخر ، وهو إن قسا فبهدف بناء هيبة الدولة ، وأركان الحكم بمقاييس عصره ، وهو إن أسال الدماء أنهاراً ، فقد بنى بغداد والرصافة وحمى ثغور الدولة الإسلامية ، وأعاد التماسك إلى بنيانها ، وكانت حكمته البليغة نصب عينيه :

" إذا مد عدوك إليك يده فاقطعها إن أمكنك ، وإلا فقبلها " .

وقد كان الرجل من القوة بحيث لم يـُقبـِل يد أحد ، وأورث ولده المهدي رعية مطيعة ، وثغوراً منيعة ، وأورثها المهدي إلى ولديه الهادي ثم هارون الرشيد وأورثها هارون الرشيد لأولاده الثلاثة الأمين فالمأمون فالمعتصم وأورثها المعتصم لولده الواثق ، وبحكم الواثق انتهى ما يعرف بالعصر العباسي الأول ، أكثر عصور الدولة الإسلامية نهضة وحضارة ، وإذا توخينا الصدق لزدنا ( وفقها وطهارة ) وإذا أردنا استكمال الصورة لأضفنا وفسقاً ومجوناً ، وليس فيما ذكرناه مبالغة أو سعي وراء سجع الكلمات أو طنطنة الروي ، وإنما هي الحقيقة لا أقل ولا أكثر ، فقد اجتمع كل ذلك معاً ، ففي النهضة والحضارة يزهو عصر المأمون ويتألق فكر المعتزلة ، وتزدهر الترجمات ويكفي أن نذكر في العصر العباسي الأول من أسماء اللغويين : سيبويه والكسائي ومن أسماء الأدباء والمؤرخين والشعراء :

حماد الراوية والخليل بن أحمد ، والعباس بن الاحنف ، وبشار بن برد ، وأبو نواس ، وأبو العتاهية ، وأبو تمام ، والواقدي والأصمعي ، والفراء وغيرهم .

أما في الفقه والطهارة فهناك : أبو حنيفة ومالك ، والشافعي ، وابن حنبل ، والأوزاعي ، والليث بن سعد ، وسفيان الثوري ، وعمرو بن عبيد ، وأبو يوسف ( الحنفي ) وأسد الكوفي ( الحنفي ) ، والزهري ، وإبراهيم بن أدهم الزاهد ، ونافع القارئ ، وورش القارئ ، وأبو معاوية الضرير ، وسفيان بن عيينة ، ومعروف الكرخي الزاهد ، وعلي الرضي بن موسى الكاظم ، وأحمد بن نصر الخزاعي ، وغيرهم ، أما الفسق والمجون فأبوابهما كثيرة ، وفنونهما شتى ، وهناك في البداية ما يمكن أن نسميه بالمناخ العام ، وهو الإطار الذي يسمح بالفسق ، ولا يستنكف المجون أو ما هو أكثر ، فقد أمتلأت عاصمة الخلافة بالحانات ، وانتشر شرب الخمور والغناء في مجالس الرعية ، ووجد الجميع مخرجاً طريفاً لما يفعلون ، فقد اشتهر عن فقهاء الحجاز إباحة الغناء ، واشتهر عن فقهاء العراق من أتباع أبي حنيفة إباحة الشراب ، فجمعوا بين فتوى الفريقين ، ولخصوا مذهبهم في قول الشاعر :

رأيه في السماع رأي حجازي وفي الشراب رأي أهل العراق

أو في قول ابن الرومي :

أباح العراقي النبيذ وشربه وقال حرامان المدامة والسكر

وقال الحجازي: الشرابان واحد فحل لنا من بين قوليهما الخمر

سآخذ من قوليهما طرفيهما وأشربها لا فارق الوازر الوزر

ولعل بعض القراء يندهشون ، وربما يسمعون للمرة الأولى أن أبا حنيفة قد أباح أنواعاً من الخمور ، بل ولعلي أصارحهم بأن فتوى أبي حنيفة قد أجابت على سؤال حائر كان يدور في داخلي وأنا أقرأ عن الشراب والمنادمة في مجالس الخلفاء : هل وصل بهم التحلل من قيود الدين ، والخروج على قواعد الإسلام ، أن يجاهروا بشرب الخمر في مجالسهم ، دون أدنى قدر من الحفاظ على المظاهر أمام الرعية ؟

ولعل فيما عرضه الأستاذ أحمد أمين في كتابه ضحى الإسلام عن خلاف الفقهاء حول الخمر ورأي أبي حنيفة فيها ما يوضح الأمر للقارئ :

( ذهب الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد بن حنبل إلى سد الباب بتاتاً ، ففسروا الخمر في الآية السابقة بما يشمل جميع الأنبذة المسكرة من نبيذ التمر والزبيب والشعير والذرة والعسل وغيرها وقالوا كلها تسمى خمراً وكلها محرمة ، أما الإمام أبو حنيفة ففسر الخمر في الآية بعصير العنب مستنداً إلى المعنى اللغوي لكلمة الخمر وأحاديث أخرى ، وأدى به اجتهاده إلى تحليل بعض أنواع من الأنبذة كنبيذ التمر والزبيب إن طبخ أدنى طبخ وشرب منه قدر لا يسكر ، وكنوع يسمى " الخليطين " وهو أن يأخذ قدراً من تمر ومثله من زبيب فيضعهما في إناء ثم يصب عليهما الماء ويتركهما زمناً ، وكذلك نبيذ العسل والتين ، والبر والعسل . ويظهر الإمام أبا حنيفة في هذا كان يتبع الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ، فقد علمت من قبل أن ابن مسعود كان إمام مدرسة العراق ، وعلمت مقدار الارتباط بين فقه ابي حنيفة وابن مسعود ، ودليلنا على ذلك ما رواه صاحب العقد عن ابن مسعود من أنه : كان يرى حل النبيذ ، حتى كثرت الروايات عنه ، وشهرت وأذيعت واتبعه عامة التابعين من الكوفيين وجعلوه أعظم حججهم، وقال في ذلك شاعرهم :

من ذا يحرم ماء المزن خالطه في جوف خابية ماء العناقيد ؟

إني لأكره تشديد الرواة لنافيه ، ويعجبني قول ابن مسعود )

كان ما سبق هو المناخ العام أو الأرضية الممهدة للغناء والشراب وما يرتبط بينهما من لهو وقيان وغلمان ، أما اللهو فسمة العصر ، وأما القيان ففارسهم المهدي وولده الرشيد ، وأما الغلمان ففتاهم الواثق ، وسوف يأتي حديث كل منهم في موضعه ، غير إنا نتوقف قليلاً أمام فتاوى الخمر السابقة متأملين ، متعجبين من تشدد المعاصرين .

فالبعض منهم يصر على أن عقوبة الخمر أحد الحدود ، وهو في ظني يتجاوز الحقيقة بحسن النية ، والأرجح في تقديرنا أنها عقوبة تعزيرية ، نشترك في هذا مع رأي الشيخ محمود شلتوت وغيره ، ومن الواضح في فتوى أبي حنيفة ، ومذهب ابن مسعود ، أن العقوبة قاصرة على السكر البين ، أما شرب القليل من أكثر أنواع الخمور فلا عقوبة عليه ، وهنا يبدو منطقياً أن تسقط عقوبة البائع والمشتري والناقل والصانع .... إلى غير ذلك مما اجتهد بشأنه المتشددون وساقوا عليه الأدلة والأحاديث ، ولا بأس ما دمنا نتحدث عن المتشددين أن نذكر إصرارهم على الأخذ بالحد الأقصى للعقوبة وهو الجلد ثمانين ، وهم في ذلك يستندون إلى قياس لعلي ابن أبي طالب حين سأله عمر المشورة فقال :

من سكر فقد هذى ، ومن هذى فقد افترى وحده ثمانون ، ومعنى هذا أن علياً افترض أن من يسكر يفقد عقله وأن من يفقد عقله يسهل عليه قذف الآخرين ، ومن هنا يمكن أن يجلد حد القذف أي ثمانين جلدة ، والغريب أننا لم نناقش هذا القياس أو نراجعه ، وشاع التسليم به وكأنه تنزيل من التنزيل ، بينما هو في تقديرنا قياس أقل ما يوصف به أنه غير دقيق ، فما أيسر أن نسوق على منواله أكثر من قياس وأكثر من عقوبة ، دون أن يملك من سلموا بالقياس الأول أن يعترضوا علينا .

فمثلاً نقول : من سكر فقد صوابه ، ومن فقد صوابه زنى ، أو قتل ، أو سرق ، وحده الرجم ، أو القتل ، أو القطع ، بل نستطيع أن نقول : من سكر فقد صوابه ، ومن فقد صوابه فلا عقاب عليه فيما فعل ، ويسقط القياس والاستدلال من أساسه .

ولعل أغرب ما لاحظناه ، على عكس ما كنا نتصور ، أن السابقين كانوا أكثر تسامحاً ، ربما لأن الحياة كانت معطاءة ، وكان اتساع أبواب الاجتهاد أحد عطاياها ، وقد سقنا في الأمور المشتبهات رخصة التنقل بين فقه الحجاز وفقه العراق ، ونسوق أيضاً ما كان منتشراً حتى عهد أجدادنا القريب ، وهو تعدد الزوجات ، الذي لم ييسره الدين فقط ، بل يسرته أيضاً سبل الحياة ، وتوسع البعض فيه مثل الحسن بن علي ، الذي ذكر أنه تزوج سبعين وقيل تسعين ، وأنه كان يتزوج أربعاً ويطلق أربعاً ، والذي خشي الإمام علي من أن يفسد عليه القبائل بطلاق بناتها ، فكان يبادرهم صائحاً : يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن فأنه رجل مطلاق ( تاريخ الخلفاء للسيوطي 191) .

ولم يسمع أحد كلامه ، فقد طمع الكل أو تطلع إلى نسل ينتسب للرسول ، وبجانب ذلك كان هناك بابان للتمتع بالحياة ، والحياة في المتع ، باب منهما لم يختلف أحد عليه ، وإن جهله بعض المعاصرين أو صعب عليهم تصوره ، وباب آخر أثار ولا يزال يثير كثيراً من الخلاف .









 

 سليم الأول العثمانى سنة 1517 لما إحتل مصر ومكة والمدينة وغيرها وهذا لم يكن فتحا لنه يحتل دول إسلامية فاراد أن يبرر حكمه بالدين فقبض على آخر خليفة عباسى فى مصر فاخذة ليحول الإمبراطورية لخلافة إسلامية وأفتوا له الشيوخ بأن يبايعه الخليفة العباسى بحيث لا يكون خليفة ليهربوا من أن الخلافة لقريش وأسموا الخلافة إسما جديدا هو "سلطان" وصار سليم الأول سلطانا

 

 


صورة وخبر
في عام 1977م كانت فتاة تسير بشارع النبي دانيال مع زوجها وعند تقاطعه مع شارع فؤاد أنهارت الأرض فجأة وابتلعتها!!!!!! وفضل وقتها أهالي الإسكندرية يبحثوا عن الفتاة اللي ابتلعتها الأرض وما بين ضفادع بشرية ومتطوعين بكشافات كهربا للبحث عنها ولكن لم يجدوها والحادث ده وقتها فضل حديث الساعة. شكلها حكاية خيالية لأول وهلة كدا ولكن القصة دي حقيقية تمامًا لأن دكاترة وباحثين آثار في جامعة الإسكندرية تابعوا الموضوع وكتبوا عنهوطلعوا تصريحات أكدوا فيها أن الصهاريج الموجودة تحت مدينة الإسكندرية هي إللي ورا هبوط الأرض بشارع النبي دانيال. والحكاية أن المدينة اتبنت بعيد عن نهر النيل فنظام إمدادها بالمياه قديما كان من خلال ترعة (شيديا) واللي تم حفرها منذ عهد الرومان لتوصيل مياه النيل وكانت مياه الترعة بيتم تخزينها في صهاريج تحت الأرض وده لأن الترعة كانت تفتح لمدة شهر واحد وهو أثناء الفيضان فعندما تصل المياه إلى الإسكندرية تدخل إلي أحواض كبيرة عليها سواقي تدار بالثيران واللي كانت ترفع وتوزع المياه علي 700 صهريج تحت المدينة.!!! وعندما تمتلئ الصهاريج بواسطة المياه خلال شهر الفيضان ترتوي مدينة الإسكندرية طوال العام... و اكتشف أن الصهاريج ليست مجرد أماكن صغيرة لتخزين المياه بل إنها شبكة معقدة من المسارات الغريبة بعضها مغلق وبعضها مفتوح على بعضه وذكرها المؤرخ المقريزى ان الفارس يرمح بحصانه فيها رافعا سيفه وده بيدل علي شدة ارتفاعها تحت الأرض _وقليل منها اكتشف زي: صهريج دار إسماعيل اللي موجود بداخل المستشفى فى شارع شريف وبيتكون من 3 طوابق والصهاريج ده مبني على 45 عمود جرانيت. وصهريج ابن النبيه فى الشلالات وصهريج سيدى عبد الرازق الوفائى أسفل مسجد عبد الرزاق الوفائى وفى شارع فؤاد صهريج صفوان واللي موجود أسفل عمارة توريل والذي استخدم كملجأ أثناء الغارات إلا أن في عام 2010 انهار صهريج مجاور لمسجد النبي دانيال مما نتج عنه إغلاق المسجد لمدة عامين وإزالة العمارة التي بها الصهريج بالكامل.. وده من أحد أسباب الهبوط الأرضي اللي بيحصل كل فترة في شوارع إسكندرية . الآثار إللي تحت الأرض في مدينة الإسكندرية اتعمل عنها مجلدات وأبحاث وكتابات كتير جداااا وللحديث بقية عن أسرار باطن الأرض في مدينة الإسكندر عروس البحر الابيض المتوسط

 



 

This site was last updated 12/27/20