Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 8272
Untitled 8273
Untitled 8274
Untitled 8275
Untitled 8276
Untitled 8277
Untitled 8278
Untitled 8279
Untitled 8280
Untitled 8281
Untitled 8282
Untitled 8283
Untitled 8284
Untitled 8285
Untitled 8286
Untitled 8287
Untitled 8288
Untitled 8289
Untitled 8290
Untitled 8291
Untitled 8292
Untitled 8293
Untitled 8294
Untitled 8295
Untitled 8296
Untitled 8297
Untitled 8298
Untitled 8299
Untitled 8300
Untitled 8301
Untitled 8302
Untitled 8303
Untitled 8304
Untitled 8305
Untitled 8306
Untitled 8307
Untitled 8308

 

عقوبة الصلب في التاريخ

مكونات الصليب والتعذيب بنزف الدماء على الصليب

 

حاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا

 قال بولس الرسول " واما من جهتي، فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم "(غلا 6: 14) كل الكنائس الكاثوليكية والبروتستينية والأرثوذكسية يرتفع الصليب على كنائسهم .. الشئ الوحيد الذى أتفقوا عليه هو الصليب .. كل العالم المسيحى رمزه الصليب .. يلبسون الصليب حول اعناقهم والأقباط يدقون وشم الصليب على أيديهم وتوقفنا عند هذا الحد ماذا يعنى بولس بالإفتخار بالصليب؟ إن معنى كلمة الإفتخار فى اللغة العربية : التفاخر والتباهى كما نفعل . لكن ما هو معنى الصليب؟ .. إن معناه فى مفهوم بولس هو التبشير بمافعله المسيح على الصليب من تضحية وفداء والمسيح هو الذبح العظيم الذى تم كضحية فدمها يسوع عن البشرية للرب لغفران خطاياها وليس التبشير هو الذهاب للأمم وتعميدهم فقط التبشير هو إعلان عمل المسيح الكفارى على الصليب والإسلام أراد أن يمحوا قصة الصلب وقال ما قتلوه وما صلبوه لأن هذا هو أساس المسيحية أما كهنة اليهود عندما أبلعهم جنود الرومان بقيامة المسيح من الموت قالوا قولوا أننا كنا نياما وتلاميذه سرقوا جسده  إن افتخار بولس هنا كان قصده أن موت المسيح على الصليب يعقبه القيامة لهذا فالتبشير بالمسيح المصلوب هو علامة الغفران بالدم المسفوك على خشبة الصليب . لا بد أنه رأى في الصليب مجدا لا يراه الآخرون وأنه لا توجد علامة تضاهيه أو رمزا يفوقه فى المعنى والقوة  .. لماذا قال بولس الرسول أنه لا يوجد شئ يفنخر إلا بصليب ربنا يسوع .. لماذا حصر بولس فخرة فى الصليب ؟ ونقرأ عن بولس أنه حصل فى حياته على المكانة والمركز والعلم والجنسية الرومانية ألا يستطيع بولس أن يفتخر باى منهم ومع هذا فضل الإفتخار بالصليب  نشأ بولس وتعلم فى مدينة طرسوس وهو مركزًا من مراكز التهذيب العقلي. وكثرت فيها معاهد العلم والتربية وكانت مركزًا للفلسفة الرواقية درس وتعلم فيها حتى أصبح من أعظم المتعلمين فى عصره ومع ذلك لم يفتحر بعلمه .... كما كان بإستطاعته أن يفتخر بانه يتكلم بعدة لغات بطلاقة ولكنه لم يفتخر .. وكان حاصلا على الجنسية الرومانية منتسبا للدولة التى تحكم العالم (أع 22: 25-29) والتى من الصعب الحصول عليها ولكنه لم يفتخر بإنتمائه لدولة أرضيه بل كان فخرة بصليب ربنا .. كان يمكن أن يفتخر بديانته اليهودية لأنه نال من شرف ونفوذ في السنهدريم وبين القادة اليهود (أع 9: 1 و2 و22: 5 وفي 3: 4-7) لكنه لم يفتخر بمكانته الدينية وأفتخر فقط بصليب ربنا  .. تعلم تحت رجلى غمالائيل (أع 23: 3 ) من أشهر معلمي الناموس ومفسّريه ولكنه لم يفتخر  .. وصل بولس إلى ما وصل إليه من هذه المكانة عندما كان له من العمر 20 أو 22 سنة وذهب إلى أورشليم في صغر سنه (أع 26: 4) ولكنة لم يفتخر بما حققه من إنجازات هناك فى شبابه وأقتخر بالصليب .. ما الذى جعل بولس يفتخر فقط بصليب ربنا يسوع المسيح؟ .. لا يوجد أدنى شك أن الإفتخار ناتج عن الإيمان بالمسيح المصلوب الذى رآه بولس فى قصة موسى منذ القديم وسجلة فى العبرانيين "بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة. " (عب 11: 24- 26) بولس الذى ترك إنجازاته ومكانته الإجتماعية  لم يكن الوحيد الذى أفتخر بصليب الذل والعار والمهانة بل سبقه الكثيريين وهذا هو موسى الذى تعلم بكل حكمة المصريين وصار إبن إبنه فرعون ومرشحا ليحكم مصر ولكنه ترك الإقتخار بتعليمه ومكانتة ورآستة وغناة وأفتخر فقط بالذل هذا هو طريق المسيحية صليب المشقة والإضطهاد والذل والعار والموت عن ملاذ العالم ومشتهياته لأنه بعد الموت قيامة لأنه بالصليب صلب العالم لى وأنا للعالم

********************************************

وحيد الجنس على الصليب

المسيح رجل يهودي ولد بطريقة إعجازية لم تحدث فى تاريخ البشرية وقد ولد من العذراء بمريم طريقة إعجازيّة لهذا يطلق عليه باللغة القبطية  " أومونوجينيس إيوس" الذى يعنى "أالابن الوحيد الجنس " معنى الوحيد أن المسيح هو الوحيد كلمة الله مولود من الآب قبل كل الدهور الكلمة فى الآب وتجسد  ولأنه لا يوجد هناك آخر بنفس جوهر الآب وطبيعته الإلهية هو الوسيط الوحيد بين البشرية والرب   وهذه الولادة الفريدة فى نوعها تعنى ولادة إنسان فريد فى نوعه قام بأعمال عجزت البشرية القيام بها ، وكانت حياته كلها عجائبية فعل عجائب ومعجزات خارقة ولا يمكن حصرها شفى مرضى الجسد فتح أعين العمبان أقام موتى إلتف حوله الفقراء والمساكين والمعوزين والمرضى أخرج شياطين كان معلما دينيا لشعبه وما زالت أقواله تنتشر حتى اليوم  وأهتم بجوع الناس الذين يستمعون له وكانوا عدة ألاف فأطعمهم  بخمسة أرغفة وسمكتين  والأغرب أنه كان يتحكم فى الطبيعة فأسكت الرياح العاتية والأعجب أنه سار على الماء ولم تقتصر قوته فى شفاء الجسد وجعله كاملا صحيا بل أمتد إلى شفاء الروح أيضا فكانت له القدرة على غفران الخطايا التى كانت تغفر بتقديم ذبيحة دموية لهذا يطلق عليه لقب "مشرع شريعة الكمال جسدا وروحا" لهذا صار أعظم معلم ظهر فى تاريخ البشرية أسست اقواله إصلاح المجتمع البشرى فى جميع العصور وبنى الغرب حضارته على تعاليمه وكان الوعظ عن ملكوت الله أحد أبرز مفاهيمه ومحور عمله. كان ممكن ليسوع أن يفتخر بكل هذه الأعمال وهرب من الناس عندما أرادوا أن يقيموه ملكا ولكن مجده كان على الصليب فقد ملك على خشبة لأنه أحب البشرية صار ذبيحة لأجلها  لماذا؟ .. لقد كان الصليب أقسى عقاب عرفته البشرية فى تاريخها لأن المتهم المعاقب يعلق على الصليب ليموت ببطئ على الصليب لعدة أيام حتى ينزف كل دمائه عوقب المسيح بعقاب المجرمين بل عقابه كان أشد من عقابهم لأن القاننون الرومانى يمنع صلب المجرم إذا عوقب بالجلد وبيلاطس عاقب المسيح بالجلد أملا فى إطلاق سراحه (لو 23 : 16) جلد المسيح بالسوط الرومانى وهو سوط رهيب للغاية يتكون من ثلاثة سيور جلدية كل سير ينتهى بكرتين ( قطر 12مم) من الرصاص أو أكثر من العظم.  ولك أن تتصور أيها القارئ فى كل مرة ينزل السوط الثقيل بكراته الستة على جسد السيد المسيح فيمزقه ويحدث به نزيفآ دمويآ فى الشعيرات والأوردة الجلدية ثم فى الأوعية الشريانية الموجودة بالعضلات. جلد الرب جنود رومانيون لا يتبعون معه القانون اليهودى ( الشريعة اليهودية حددت ألا يزيد العدد عن أربعين جلدة ولكى يطمئن اليهود إلى هذا كانوا يكتفون بتسع وثلاثين جلدة تاركين واحدة لاحتمال الخطأ فى العدد ) لأنهم كانوا يخافون أن يسهوا فى جلده فتزيد الضربات عن 40 وبهذا يكونوا قد خالفوا أمر الشريعة ( تث 25 : 2 - 4 ). ولكنه بعد جلد بيلاطس المسيح لم يستطع أن يطلقه بسبب إصرار اليهود على صلبه وقد حاول أن يثنيهم مرة تلو الأخرى ولكن دون جدوى  وهدده كهنة الهيكل وأتباعهم بيلاطس بأن إطلاق المسيح لا يعنى سوى خيانة قيصر رئيسه " إن أطلقت هذا فلست محبآ لقيصر . كل من يجعل نفسه ملكآ يقاوم قيصر" ( يو 19 : 12). وقالوا أصلبه أصلبه وكمجرم ساقوه الرومان حاملا صليبه فى أزقة أورشليم وطرقها  وضعف المسيح وهو يحمل الصليب وسقط تحته عدة مرات فأجبر الرومان رجلا أفريقيا يدعى سمعان القيروانى من ليبيا ودقوا المسامير فى يده ورجليه وصلبوه على تلة الجلجثة فى وسط أثنين من المجرمين خارج من أحد أبواب أورشليم ليراه كل الداخلون والخارجون  من المدينة حدث هذا فى موسم الفصح لأن الهيكل كان قبلتهم  وكان معظم الشعب اليهودى يحج لورشليم (حوالى 750 ألأف يهودى) جمهور من اليهود المارين سخروا من المسيح وضحكوا عليه وهو على الصليب وقالوا «خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها! إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به! " (مت 27: 42) ووضعوا شرطا بما يعنى أفعل معجزة واحدة فقط لنؤمن مع انهم رأوا معجزاته وسمعوا كلماته ولم يؤمنوا به فقد إنتهى وقتهم وحان هو وقت خلاص المؤمنين به  لأنه يريد أن يفدى ويخلص الذين آمنوا به وحفظوا كلامه "  فقلت لكم: إنكم تموتون في خطاياكم، لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم». (يو 8: 24) هؤلاء اليهود الذين رأوا المسيح وسمعوا تعاليمه

هم موتى فى الخطية وكذلك المسلمين الذين سمعوا الإنجيل وعرفوا أن المسيح صلب ولمكنهم صدقوا القول لم يصلب هؤلاء اصابهم الموت  الروحى
********************************************

الصليب فى علم الآثار
وفي سنة 1968، عُثر، بالقرب من أورشليم، على بقايا رجل في العقد الثالث من العمر، يُدعى يوحنان بن حزقيال، تبيَّن أنّه مات صلبًا، في الفترة التي سبقت احتلال أورشليم في العام 70م. وبالإضافة إلى هذه البقايا، عُثر على مسمارٌ طويلٌ استُعمل في صلبه، مغروز في قطعة صغيرة من الصليب، تبيّن أنّها من خشب الزيتون، التصقت بالمسمار لَمّا نُزع عن الصليب لتحرير المصلوب بعد موته. وقد استطاع العلماء، من خلال معاينتهم آثار احتكاك المسامير باليدين والرجلين، أَن يكوِّنوا صورةً عن وِضعَة جسم المصلوب، على الصليب، مكتشفين بذلك بعض التفاصيل الهامّة في عمليّة الصلب. وتجدر الإشارة، أيضًا، إلى شهادات العديد من الناجين من مخيّمات الموت الهتلريّة في أَوشفيتز Auschwitz وداخاو Dachau ، حيث كانت تجري عمليّة صلب بعض المعتقَلين.
********************************************

تركيب خشب الصليب ومكوناته
في سنة 1940، تمّ اكتشاف لوحة من المرمر، في مدينة بوتسوالي Pozzuoli الواقعة جنوبيّ إيطاليا، تعود إلى القرن الأوّل قبل الميلاد، حُفرت عليها قواعد عمليّة الصلب، مع واجبات «متعهّد الصلب» وعمّاله وأجورهم ومعدّاتهم و... أُطلق عليها تسمية Tabula Puteolana . تلاها، عام 1965، إكتشاف لوحةٍ أُخرى، في مدنية كومو Como الواقعة شماليّ إيطاليا، أُطلق عليها تسمية Tabula Cumana . ثمّ عُثر، لاحقًا، على مخربشات graffitis تمثّل الصلب، في عدّة مدنٍ إيطاليّة، في بوتسوالي ذاتها، وفي بومباي Pompei ، يعود تاريخها إلى القرن الميلادي الأوّل. كان الصليب مكونًا من عدّة اقسام، منها الأساسيّة الواجب وجودها، ومنها الثانوية التي يُمكن الاستغناء عنها. أولا : الأساسيّة هي: 1) عارضة عمودية stipes crucis طولها عادة متران crux humilis لكن كانت تتعدى هذا الطول أحيانًا crux sublimis تكون ثابتة في مكان الصلب. .. 2)  عارضة أفقية Patibulum يحملها المحكوم عليه ويمشي بها من المحكمة إلى مكان تنفيذ الحكم وقد تكون العارضة طويلة وتثبت على أعمدة العمودية ليصلب عليها الكثير من المجرمين أو المتمردين
ثانيا : الثانوية فهي: 1)  كرسي الجلوس Sedile وهي نتوءة أفقية كانت تضاف أحيانًا كي يجلس المحكوم عليها لإطالة عذابه. . 2) كرسي القدمين Suppedaneum وهي لوحة أفقية أو عرضية لوضع القدمين.. 3)  رقعة الحكم Titulus حيث يكتب عليها اسم المحكوم عليه وجريمته.
وكان يتمّ التثبيت على الصليب بطريقتين مختلفتين: إمّا التسمير أو الربط بالحبال، وكانت الطريقة الأوّلى هي الأكثر استعمالاً. وبسبب طرطليانس (القرن الثالث) الذي كتب: «وحده صلب بهذه الطريقة المميزة»، كانت الرسوم المسيحية غالبًا ما تظهر المسيح مسمّرًا بين مصلوبَين مربوطين بالحبال.
******************************

الصّلب في الإمبراطورية الرومانية
لدى الرومانيين، كان الصلب مخصّصًا للطبقات الدنيا، مثل المتمردين والعبيد واللصوص والغرباء... والصلب هو الاكثر قساوة بين العقوبات المعتمدة، يليه الحرق، ثمّ قطع الرأس، فالرمي للحيوانات المفترسة. بعد ثورة سبارتاكوس، صَلب كراسوس (115-53 ق. م.)، أحد حكام روما الثلاثة، ستة آلاف أسير على الطريق بين روما وكاپوا. واستنادًا إلى المؤرّخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس (37-100 ب. م.) فإنّ القائد الرومانيّ تيطس (39–81) كان يقوم بصلب خمسمائة يهودي في اليوم الواحد، أبّان حصار أورشليم في العام 70: «أُلقي القبض على يهوديّ في أثناء غارة، فصلبه تيطس مواجهًا للسور، لأنّ الآخرين سيفزعون من هذا المنظر... وحين كانوا (اليهود) على وشك السقوط (في أيدي الرومان)، كانوا يُجبَرون على الدفاع عن أنفسهم. وبعد المعركة يفوت أوان طلب العفو، فيُجلَدون، ويَخضعون قبل الموت إلى جميع أنواع التعذيب، ثمّ يُصلبون مواجهةً للسور. لا شكّ أنّ آلامهم أثارت الشفقة في نفس تيطس. ولكن، بما أنّ عددهم كان كبيرًا جدًّا، وقد بلغ حتى الخمسمئة في كلّ يوم، ومن الخطر إطلاق سراحهم أو الاحتفاظ بهم، ترك جنوده يتصرَّفون كما يشاؤون، خصوصًا وأنّه أَمِلَ بأنَّ مشهد الصلبان الرهيب سيحثّ المحاصرين على الاستسلام. وجعل الجنود يهينون الأسرى من شدّة غضبهم وحقدهم، فيصلبون كلّ واحد في وضعيّة مختلفة. وبسبب العدد الكبير، لم يبقَ أماكن للصلبان، ولا صلبان للأجساد».كانت الألسن تتداول أخبار المصلوبين، فتناولَها المؤرّخون الرومان في أعمالهم، والأدباء في مسرحيّاتهم (كان يقوم بدور الضحيّة مجرم حقيقيّ يُصلَب في آخر المسرحيّة)، أمثال تيطُس ليفيوس (59 ق.م.-17 م)Tite-Live ، وتاقيطس (55-120) Tacitus ، وبلاوتوس (254 ق.م.– 184 ق.م.) Plaute ، وشيشرون (106ق.م.–43 ق.م.)Ciceron الذي هاله شناعة الصليب وفظاعته، فكتب في أحد مؤلفاته: «لو هَدَّدونا بالموت، فَلنَمُت أحرارًا على الأقلّ. أجل، فليبتعد الجلاّد والحِجاب على الرأس وحتّى ذكرُ الصليب، لا عن الرومانيّين وحسب، بل عن أفكارهم وعيونهم وآذانهم. لأنّ في هذه العذابات، ليست مسألة الإعدام هي التي لا تليق بمواطن رومانيّ وبإنسانٍ حرّ، بل طبيعتها والانتظار فيها وحتّى اسمها».
القديس أوغسطينس، الذي علم بعمليات الصلب الرومانية، قال: «ما من موت عنيف أرهب من الموت على الصليب»  المواطنون الرومان كانوا مُحصّنين ضد الصّلب إلا إذا كانوا مدانين بالخيانة العظمى، لكن في أوقاتٍ لاحقة من عهد الأمبراطورية كان يتم إعدام بعض المواطنين الوضيعين لجرائمٍ محددة. في المقاطعات كان يتم معاقبة ما سماهم الرومان بالناس “الجامحين” اللذين يدانون بالسرقة وجرائم أخرى.

******************************

 موقع المسامير وطريقة الصلب
فكرة أن المسامير تثقب وتمر عبر راحة كف الضحية هي الفكرة المشهورة على صورة الصّلب، وقد أخذنا هذه الصورة من الرسامين والنحاتين الّذين أعادوا تصوير صلب يسوع. اليوم، نحن نعلم أنّ المساميرعبر راحة اليد لاتستطيع حمل وزن الجسم وستتجرد على الأغلب إلى الخارج من بين الأصابع. لهذا من المحتمل أنه كان يتم ربط الأطراف العلوية للضحية بحبالٍ على العارضة الأفقية لتأمين دعمٍ إضافي.هناك على كل حال حلٌ أبسط، يمكن تثبيت المسامير بين عظميّ الزند والكعبرة في الساعد بدلاً من الكف. العظام والأوتار في الساعد قويةٌ لدرجةِ أنّها تستطيع أن تحمل وزن الجسم.المشكلة الوحيدة مع ثقب الساعد هي أنّه يُعارض وصف جروح يسوع في الإنجيل. على سبيل المثال، في يوحنا 24: 39 يُذكر أن يديّ يسوع كانتا مثقوبتَين. ومن المرجح أنهم ربطوا ساعد المسيح بالحبال فى خشبة الصليب ثم دقوا المسامير فى كفه  نُشرت في مجلة الاستكشاف الإسرائيلية تحليلات عظام ضحايا الصّلب  أظهرت طريقةً جديدةً للصّلب نادراً ما صُوِّرَت باللوحات الفنية أو ذُكرت في المصادر التاريخية وكانت إصابات العظام توضح أن المسامير اخترقت عظمة الكعب من الجوانب. بعكس الوضعية التقليدية للأرجل التي نراها في تصوير ضحايا الصلب، الدراسة تقول أن : “رجلي الضحية تتدلى على العارضة العامودية للصّليب، كل رِجلٍ على جهة، مع المسامير اللتي تخترق عظام الكعب”.وتسند الاقدام بقطعة خشبية لاسناد القدمين عليها كي لا تتمزق اليدين من ثقل الجسم ، يسقى المصلوب مزيجا من المر والخل لتخديره وتقليل الامه الفضيعة . هذه الدراسة تفسر أيضاً سبب وجود مساميرٍ مع بقايا ضحايا الصّلب أحياناً، حيث كما يبدو، كانت تجد عائلة المُدان أنه من المستحيل إزالة المسامير، التي كانت غالباً تنثني بسبب الطّرق، من دون تدمير عظمة الكعب. “هذا يمنع حدوث ضررٍ اضافيٍّ للكعب مما يؤدّي إلى دفن الضحية والمسامير لا تزال المسامير في عظامه، وهذا بدوره أدّى إلى الاكتشاف النهائي للصلب”.
******************************

الطريقة الرومانية
اشكال الصليب : قد يكون الخشب الذى يصلب عليه المدان على شكل حرف x أو على شكل حرف v مقلوبة او 8 و الاشهر على شكل حرف T أو على شكل + .. الصلب عند الرومان لم يكن هناك طريقةٌ معينةٌ لإجراء الصلب العملية بشكلٍ عام في العالم الروماني لا تنفذ عقوبتان إما الجلد أو الصلب  تقول بعض  المصادر الأدبية أن المُدان لم يكن يحمل الصليب كاملاً، لكن توجّب عليه فقط حمل العارضة الأفقية لتي يصل وزنها 30 كغم تقريبا ،إلى مكان الصّلب، ويمشي بها من قاعة المحكمة الى موقع الاعدام خارج المدينة ، اما العارضة الرأسية فتثبت في موقع الاعدام .كان الرومان يسوقون المجرم يسير عاريا حامل الصليب  ولكن الرومان كان يعرفون أن  الشعوب الشرقية ملتزمة من هل ناحية كان يسمحولوا يلبس قطعة قماش حول حقوية ويقيمون لوحٌ من الخشب طويلٌ مُثبتٌ على الأرض والذي كان يُستعمل لعمليات إعدامٍ عِدة، كانت هذه العملية فعالةً واقتصادية، لأنه وحسب المؤرخ اليهودي جوزيفوس، الخشب كان سلعةً نادرةً في أورشليم وجوارها في القرن الأول بعد الميلاد، بعد ذلك كان يتم تثبيت المُدان بالعارضة الأفقية بواسطة المسامير والحبال. العارضة كانت تُسحب بحبالٍ حتى ترتفع الرِّجلان عن الأرض، وأحياناً يتم تثبيت الأقدام بالحبال والمساميرأيضاً إذا تمكن المُدان من تحمُّل التعذيب لزمنٍ طويل، يقوم الجلادون بكسر أرجله لتسريع الموت. إنجيل يوحنا 19: 33-34 يذكر أن جندياً رومانياً طعن خاصرة يسوع بينما كان على الصليب للتأكد من أن المُدان قد فارق الحياة.
******************************
 تشخيص أسباب الموت على الصليب
في بعض الحالات كان من الممكن أن يفارق المُدان الحياة في مرحلة الجلد، خاصةً عندما تُضاف القطع العظمية والرصاص إلى السوط. إذا أُقيم الصّلب في يومٍ حار، فإن فقدان السوائل من التعرق بالإضافة إلى خسارة الدم من عملية الجلد والإصابات، قد يؤدي إلى الموت بصدمةٍ من نقص الدم. وإذا جرى في يومٍ بارد، قد يموت المُدان بسبب انخفاض حرارة الجسم.ليست الرضوض التي تحدث نتيجة جروح المسامير ولا النزيف هما المسببان الرئيسيان للموت. وضعية الجسم أثناء الصلب تسبب عملية اختناقٍ تدرجيةٍ ومؤلمة. عضلة الحجاب الحاجز والعضلات الوربية التي تدخل في عملية التنفس تصبح ضعيفةً ومرهقة. بمرور الوقت الكافي، يصبح الضحية ببساطةٍ غير قادرٍ على التنفس كسر الأرجل كانت طريقةً لتسريع هذه العملية. وموت الشخص الي على الصليب يكون على الاغلب بعد 24 ساعه ( او عن طريق كسر اجرية ؟؟) المسيح ظل ما يقارب 3 ساعات أو أزيد بقليل (متل ما بينقال ب قداس الرم الاورثكذس انو توفي بعد 3 ايام و 3 ساعات )
المسيح كان مع التلاميذ و تركون و صار يصلي

******************************
الصلب عند الفرس
استخدم العديد من الحكام على مر التاريخ الصلب لإيصال رسالةٍ للرعية للتنويه على الأمور التي لا يجب أن يفعلوها. خلال فترة حكم الملك الفارسي “داريوس الأول” من 522 حتى 486 قبل الميلاد، رفضت مدينة بابل السلطة الفارسية وثارت ضدها في 522-521 قبل الميلاد، داريوس شنَّ حملةً لإعادة السيطرة على مدينة بابل، وضرب حصاراً حول المدينة، صمدت أبواب وجدران بابل لتسعة عشر شهراً قبل أن يتمكن الفرس من كسر الدفاعات ودخول المدينة قال بعدها المؤرخ هيرودوتوس أن داريوس حطم جميع الجدران، وأزال جميع أبواب المدينة. المدينة أُعيدت للبابلييّن، لكن داريوس قرر إيضاح أن الثورات لن تُسامح، وذلك بصلب ثلاثة آلاف شخصٍ من نخبة البابليين.

******************************
الصلب عند اليونان
عام 332 قبل الميلاد، احتل الاسكندر العظيم مدينة صور الفينيقية بعد حصارٍ دام من كانون الثاني حتى تموز، وكانت تُستعمل هذه المدينة كقاعدةٍ بحريةٍ من قبل الفُرس.بعدما تمكن جيش الاسكندر من كسر الدفاعات، تمت هزيمة جيش صور. وتقول بعض المصادر القديمة أنّ ستة آلاف رجلٍ قد قُتل في ذلك اليوم حسب المصادر اليونانية، قال الكاتبان الرومانيان ديودوروس وكوينتوس كورتيوس أن الاسكندر أمر بصلب ألفي شخصٍ من الّذين تسمح لهم أعمارهم بالالتحاق بالجيش على طول الشاطئ.

******************************
ثورة سبارتاكوس
سبارتاكوس هو عبدٌ رومانيٌّ من أصلٍ ترواقي (حضارة تراقيا)، هرب من معسكر تدريب مجالدين في كابوا عام 73 قبل الميلاد، وأخذ معه حوالي ثمانية وسبعين عبداً اّخرين سبارتاكوس ورجاله استغلوا التركيز الكبير على الثروة والظلم الاجتماعي في المجتمع الروماني في تجنيد الاّلاف من المعوزين والمظلومين والعبيد الاّخرين من الريف. وفي النهاية بنى جيشاً تحدى اّلة الحرب الرومانية لسنتين أنهى الجنرال الروماني كراسوس الثورة، التي كانت أساس قيام أحد أشهر عمليات الصّلب الكبرى في التاريخ الروماني قُتِل سبارتاكوس وهُزِم رجاله، وتم إعدام الناجين على طول طريق فيا آبيا (بين روما وكابوا)، والذين بلغ عددهم أكثر من ستة آلاف شخص.

******************************
الصّلب في اليهودية
لم يكن الصلب شائعًا عند اليهود، إذ كانوا يستعملون الرجم حتى الموت؛ وفي بعض الأحيان كانوا يعلّقون المرجوم على شجرة: «وإذا كانت على إنسان خطيئة تستوجب الموت، فقتل وعلّقته على شجرة، فلا تبت جثته على الشجرة، بل في ذلك اليوم تدفنه، لأنّ المعلّق لعنة من الله» (سفر تثنية الاشتراع 21 : 22-23). وهذا ما حصل مع الربّ يسوع، ويذكرنا به بولس: «إنّ المسيح افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنة لأجلنا، فقد ورد في الكتاب: ملعون من علّق على الخشبة. ذلك كيما تصير بركة إبراهيم إلى الوثنيين في المسيح يسوع فننال بالإيمان الروح الموعود به» (غلاطية 3 : 13-14).أما في الأدب العبري المتأخر فتمّ تفسير هذا بأنه عرض الجثة بعد قتل الشخص.
لكن وجهة النظر هذه تعارض ما كُتِبَ في مخطوطات معبد قمران (البحر الميت) التي تقول أن الإسرائيلي الذي يقترف خيانةً كُبرى يجب أن يُعلّق كي يموت. التاريخ اليهودي يحوي عدداً من ضحايا الصّلب. أكثربا جذباً للانتباه ربما هي التي ذُكرت من قِبل المؤرخ اليهودي فلافيوس جوزيفوس في مخطوطاته “آثار اليهود” حيث قام ملك اليهود الكسندر جانايوس(126-76) قبل الميلاد بصلب ثمانمئة عدوٍ سياسيٍّ لليهود بعد أن اتُّهموا بالخيانة العظمى.
******************************
الإمبراطور قسطنطين يلغى الصلب
تحت حكم الرومان، تعرضت المسيحية لتحوّلٍ مدهش. بدأت كفرع من الديانة اليهودية، تحولت إلى عبادةٍ خارجةٍ عن القانون، لتصبح تعبيراً دينياً مسموحاً، لتتطور إلى ديانة ٍمدعومةٍ من الدولة، وفي النهاية أصبحت الدين المهيمن على الإمبراطورية الرومانية في فترتها الأخيرة. الإمبراطور الروماني قسطنطين العظيم(272-337) ميلادي أعلن مرسوم ميلان في 313 ميلادي، معلناً السماح للديانة المسيحية ومعطياً المسيحيين كل الحقوق الشرعية. هذه الحركة الحاسمة ساعدت المسيحية لتصبح ديانة الدولة الرومانية الرسمية بعد قرونٍ من استعمال الصّلب كوسيلة تعذيبٍ وإعدام، ألغاه الإمبراطور قسطنطين عام 337 ميلادي بدافعٍ من تبجيله ليسوع المسيح

******************************

الرومان والروم والإسلام والصلب
تختلف عقوبة الصلب عند الرومان والروم عن عقوبة الصلب فى الإسلام فعقوبة الصلب عند الرومان والروم هو أن يصلب الإنسان حياً ويموت على الصليب مع عدم التمثيل بالجثة بل أنهم كانوا يسرعون بموته على الصليب بكسر رجليه وينزلونه ويدفنونه ربما السبب فى ذلك حتى لا يمكث على الصليب وتتعفن جثته وتنتشر الأمراض (الصورة الجانبية لصلب أحمد بن عضيب بن عسكر الشملاني فى السعودية بقتله ثم تعليقه" كما ترى وإذا قرأت أيها القارئ فى كتب التاريخ الإسلامية أن الرومان أو الروم قتلوا إنساناً ثم صلبوه تمثيلاً لجثته تعرف فى الحال أن هذا المؤرخ كاذب ومدلس وهذه الأكاذيب تجدها بكثرة فى كتبهم التاريخية لأن هذه الطريقة من العقاب لم يكن أسلوبا رومانيا (لأن الرومان الوثنيين كانوا يصلبون الإنسان حياً) ولا رومياً (لأن البيزنطيون المسيحيين كانوا قد أبطلوا الصلب ) فالعقاب بالقتل ثم صلب الجثة تمثيلاً بها هى طريقة ورثها الإسلام من العرب الوثنيين وطبقت فى الإسلام ومع أنّ الصلب توقّف في الغرب خلال القرن الرابع، بشكل كبير، وبأمر من الإمبراطور قسطنطين، لكنّ بعض الملوك والأمراء المسلمين ، بخاصّة في الشرق، استمرّوا في ممارسته على أعدائهم. يذكر التاريخ تعذيب الحلاَّج وصلبه سنة 922 ، ويروي صلاح الدين السيوطي في كتابه «المَرْج النَّضِر والأَرَج العَطِر» قصّة صلب عبد تركيّ، في دمشق، سنة 1247.ونذكر الخليفة العباسى السفاح كيف أخرج جثث خلفاء بنى أمية وجلدهم وصلبهم فيقول
لمؤرخ المسلم ابن الأثير (الكامل فى التاريخ لابن الأثير): (فنبش قبر معاوية بن أبى سفيان فلم يجدوا فيه إلا خيطًا مثل الهباء، ونبش قبر يزيد بن معاوية بن أبى سفيان فوجدوا فيه حطامًا كأنه الرماد، ونبش قبر عبدالملك بن مروان فوجدوا جمجمته، وكان لا يوجد فى القبر إلا العضو بعد العضو غير هشام بن عبدالملك فإنه وجد صحيحًا لم يبل منه إلا أرنبة أنفه فضربه بالسياط وصلبه وحرقه وذراه فى الريح، وتتبع بنى أمية من أولاد الخلفاء وغيرهم فأخذهم ولم يفلت منهم إلا رضيع أو من هرب إلى الأندلس).

 
صورة وخبر
يحتفل المصريون عذا الإثنين 2 أيار/ مايو بعيد 'شم النسيم'، وهو موروث ثقافي قديم، حيث احتفل فيه قدماء المصريين من الأسرة الفرعونية الثالثة، وتوارثته الأجيال إلى يومنا هذا. ويعود بدء احتفال الفراعنة بـ'شم النسيم'، إلى عام 2700 ق.م، أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، ويرجح بعض المؤرخين أنه كان معروفا ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة 'أون'، وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات وجاء اسم شم النسيم اشتقاقا من الاسم الفرعوني 'شموش'، أي بعث الحياة، حيت آمن الفراعنة أن الربيع هو مبعث الحياة وبدأ الخلق
ويخرج المحتفلون بعيد 'شم النسيم' في جماعات إلى الحدائق والحقول والمتنـزهات، ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، وقد اعتادوا أن يحملوا معهم أطعمة ومشروبات خاصة من مواريث هذا العيد، ويقضوا يومهم في الاحتفال بالعيد ابتداء من شروق الشمس حتى غروبها، وكانوا يحملون معهم أدوات لعبهم، ومعدات لهوهم، وآلات موسيقاهم، فتتزين الفتيات بعقود الياسمين 'زهر الربيع'، ويحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور، فتقام حفلات الرقص الزوجي والجماعي على أنغام الناي والمزمار والقيثار ودقات الدفوف، تصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع، كما تجري المباريات الرياضية والحفلات التمثيلية ويستمر الاحتفال بالعيد بعد عودتهم من المزارع والمتنـزهات والحقول إلى المدينة، ليستمر حتى شروق الشمس سواء في المساكن حيث تقام حفلات الاستقبال، وتبادل التهنئة أو في الأحياء والميادين والأماكن العامة حيث تقام حفلات الترفيه والندوات الشعبية وكان لـ'شم النسيم' أطعمته التقليدية المفضلة، وما ارتبط بها من عادات وتقاليد أصبحت جزءا لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد نفسه، والتي انتقلت من الفراعنة عبر العصور الطويلة إلى عصرنا الحاضر وتشمل قائمة الأطعمة المميزة لمائدة شم النسيم: (البيض والفسيخ والبصل والخس والملانة) وتوارث المحتفلون بأعياد الربيع في دول الغرب والشرق مظاهر عيد شم النسيم ونقلوها في أعيادهم الربيعية ويعتبر البيض الملون من أهم مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، واصطلح الغربيون على تسمية البيض 'بيضة الشرق' وبدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع 'شم النسيم'، مع بداية العيد الفرعوني نفسه أو 'عيد الخلق' حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد 'أخناتون الفرعوني' وهكذا بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أو عيد شم النسيم عند الفراعنة والسمك المملح 'الفسيخ' من بين الأطعمة التقليدية في عيد الأسرة الفرعونية الخامسة، عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل، أو 'الإله حعبى' كما أطلق عليه الفراعنة، حيث ورد في متونه المقدسة عندهم أن الحياة في الأرض بدأت في الماء، ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع، حسب اعتقادهم أما البصل فقد ظهر ضمن أطعمة عيد شم النسيم في أواسط الأسرة الفرعونية السادسة، وارتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير منف القديمة، التي تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد، وأصيب الأمير الصغير بمرض غامض أقعد الأمير الصغير عن الحركة، وعجز الأطباء والكهنة عن علاجه وأمر أحد الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير، بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ، ثم شقها عند شروق الشمس في الفجر ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها، ليشفا بذلك الأمير، وتعلق رزم البصل على مداخل البيوت، وتعتمد رسميا كأحد مأكولات شم النسيم الأساسية والخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد عرف ابتداء من الأسرة الفرعونية الرابعة حيث ظهرت صوره من سلال القرابين التي يقربونها لآلتهم، بورقه الأخضر الطويل وعلى موائد الاحتفال بالعيد وثمرة الحمص الأخضر، وأطلق عليه الفراعنة اسم 'حور بيك'، أي رأس الصقر لشكل الثمرة التي تشبه رأس حور الصقر المقدس عندهم. واعتبروا الفراعنة أن نضج 'ثمرة الحمص' وامتلاءها إعلانا عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم الملانة أو الملآنة.

 

This site was last updated 04/13/20