أحداث التجمهر والتجاوز والخروج علي الشرعية والقانون التي شهدتها منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة
الأهرام 6/12/2010م بقلم: عبد الناصر سلامة
أحداث التجمهر والتجاوز والخروج علي الشرعية والقانون التي شهدتها منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة الأربعاء قبل الماضي, تؤكد بما لايدع مجالا للشك ان الدلع والطبطبة والمدادية لابد ان تسفر في النهاية عن مثل هذه الأحداث.فيبدو أن البعض قد فهم المواطنة علي أنها عدم التقيد باللوائح والضرب بالقوانين عرض الحائط, واتخاذ قرارات فردية سواء بالبناء أو الهدم دون الرجوع إلي أي سلطة إدارية أو أمنية في ظل ضعف عام أو خاص أمام سطوة أبناء العم سام!وبخلاف الدهاء في اختيار التوقيت استطيع ان ارصد عدة نقاط مهمة حول هذه الأحداث تتلخص في الآتي:
< ذلك الإعداد المسبق للتجمهر بإشراف رجال دين ونقل الآلاف إلي موقع الحدث بسيارات خصصت لهذا الغرض وغالبيتهم من خارج القاهرة, وتجدر الإشارة إلي أن الشابين اللذين لقيا حتفهم خلالها كانا من محافظة سوهاج.
< استهداف الضباط تحديدا من بين رجال الشرطة في الاعتداءات, علي الرغم من الدور المتميز للشرطة في حماية المنشآت الكنسية بصفة عامة.
< عمليات التخريب التي طالت ـ بخلاف مؤسسات الدولة ـ ممتلكات وسيارات المواطنين الأبرياء, والسؤال المهم الذي اناشد المسئولين عدم تجاهله هو: من سيقوم بتعويض هؤلاء؟.
< العدد الكبير من زجاجات المولوتوف التي تم ضبطها مع المشاركين في التجمهر, وهو أمر يطرح العديد من الأسئلة التي طالها نقاش واسع قبل عدة أسابيع حول وجود أسلحة بالكنائس.
< موقف البابا شنودة من الأحداث الأخيرة بعدم استنكارها يظل يثير الدهشة, ويؤكد ان الأمر أصبح يحتاج إلي حسم, وكفانا مواقف متخاذلة في امور لايجدي معها التخاذل.
وفي هذا الصدد استطيع ان اؤكد ان مصطلحات الطائفية والفتنة الطائفية والمواطنة والاستقواء بالخارج وغيرها لم تتداول علي الألسنة ولم تكن تعرف طريقها إلي وسائل الاعلام حتي اعتلي البابا شنودة عرش الكنيسة المرقسية في عام1791, وألقي خطابه العجيب بالكنيسة بالإسكندرية عام3791 والذي أتي فيه بالبشري لشعب الكنيسة علي حد تعبيره ـ بأن عدد المسيحيين في مصر سوف يتساوي مع عدد المسلمين عام0002 طبقا لخطة شرحها في خطابه.
وفي ذلك الخطاب أيضا دعا البابا شنودة إلي طرد الغزاة المسلمين ـ علي حد قوله أيضا ـ من مصر, وقال ليس في ذلك ادني غرابة, كما دعا إلي أشياء أكثر غرابة أيضا أربأ عن ذكرها هنا.
أعتقد ان الأقباط في عام2010 هم أفضل حالا من1910 و1810, إلا ان الأحداث الدائرة في العالم من حولنا بدءا من ضعف السودان الشقيق وانتهاء بهيمنة الولايات المتحدة تسول لدي النفوس الضعيفة منهم التفكير بغباء والتصرف بلا مسئولية, وهو ماجعل نسبة ليست قليلة منهم تستنكر ذلك وتتبرأ منه, وترفض كل هذه المهاترات, بل ويدعو العقلاء منهم الدولة إلي اتخاذ مواقف حاسمة.
وبالفعل.. الكرة الآن في ملعب الدولة.. وكفانا تخاذلا ودلعا.
البابا شنودة يقاضي صحيفة الأهرام 7/12/2010م أحمد عدلي من القاهرة
قرر البابا شنودة مقاضاة صحيفة الأهرام المصرية، على خلفية المقال الذي نشرته وورد فيه كلام على لسان البابا عن المسلمين لم يقله أبداً.
قال نجيب جبرائيل محامي الكنيسة المصرية أن البابا شنودة "قرر مقاضاة صحيفة الأهرام المصرية، بعد نشرها مقالاً في عددها الصادر أمس الاثنين 6 ديسمبر للكاتب عبد الناصر سلامة، هاجم فيه البابا وزعم فيه أقاويل لم ترد على لسان البابا مطلقاً".
وقال جبرائيل لـ"إيلاف" أن ما ورد في المقال المنشور يندرج تحت تهم السب والقذف، مشيراً إلى أن "البابا لم يقل أن المسلمين غزاة في أحد عظاته عام 1973"، مؤكداً على أن البابا "يكنّ كل احترام للمسلمين، وعلاقته طيبة بشيخ الأزهر ووزير الأوقاف على مر السنين منذ أن جلس على الكرسي الباباوي".
وأشار المحامي إلى أن المقال الذي كتبه عبد الناصر سلامة "وجه إتهامات مباشرة وصريحة للبابا، لو ثبت صحتها لتم تحويله إلى محاكمة عاجلة بتهمة الخيانة العظمى"، مؤكداً أن "البابا لم يقم يوماً بالإساءة إلى المسلمين، وله مواقف وطنية متعددة ويحظى بشعبية كبيرة في الوطن العربي".
وانتقد جبرائيل "إتهام البابا بأنه وراء ظهور مصطلحات الطائفية والفتنة الطائفية والمواطنة والإستقواء بالخارج وغيرها"، لافتاً إلى أن "البابا من أحرص الناس على الوحدة الوطنية وتشهد مواقفه العاقلة في الكثير من الأزمات وحكمته على ذلك".
وأعلن جبرائيل أنه سيتقدم "إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود لإتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصحيفة والصحافي كاتب المقال، بحيث يتم إحالتهم إلى محاكمة عاجلة كما حدث مع الدكتورة مؤمنة كامل"، متوقعاً اعتذاراً من قبل الصحيفة في عددها الصادر غداً، فهو صرح بأنه "تلقى مكالمة هاتفية من رئيس تحرير صحيفة الأهرام أسامة سرايا أعرب فيه عن أسفه على نشر هذا المقال" مؤكدا على أن "البابا غاضب جداً مما نشر لأنه إساءة لشخصه دون أي دليل".
نص اعتذار جريدة الأهرام ورئيس تحريرها لقداسة البابا شنودة الثالث
الأهرام 8/12/2010م كلمة واجبة بقلم: أسامه سرايا
متي تنتهي حكايات الأغلبية والأقلية الدينية في مصر؟ متي نكف عن التفكير بالفئة.. نعمم فيها سلوك أفراد علي مجموعات كبيرة من الناس؟ ومتي ندرك حقيقة التاريخ والجغرافيا,
وهي أن مصر بلد يسع علي أرضه جميع المصريين, بل ومن يحبهم, ويحترم تقاليدهم ودياناتهم وقوانينهم وثقافتهم؟
ليس مصريا خالصا كل من يصنف المصريين علي أساس المعتقد أو العرق أو الجنس, طلبا لفتنة لاتصيبن فقط الذين اجترأوا علي أمن هذا الوطن ومصالحه. مؤامرات خارجية وبقايا قبلية دينية لاتزال تعمل بيننا, تشعل فتيل الأزمات كلما أصابها الرشاد والعقل, وانحسرت إلي مكانها الطبيعي. مقالة قصيرة نشرها أحد الزملاء في الأهرام حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة العمرانية سفحت دماء شابين مصريين. حملت كلماتها بعض تجاوزات جاءت من باب الاجتهاد والخوف أن تتكرر الأخطاء وتشتعل الأزمات
أثارت هذه المقالة بعض إخوة الوطن فتوالت ردودهم غاضبة وشديدة الانفعال. بعضها كان من أجل مصر التي احتضنت أبناءها من المسلمين والمسيحيين منذ أزمان بعيدة, وبعضها راح يجتر مشكلات عالقة, وبعضها وجدها فرصة للتذكير بأحداث كان صانعوها أفرادا أو جماعات صغيرة هنا وهناك.
وأقدر جيدا كل الردود التي تلقيتها. وكنت أتمني لو أن الأمر ظل في حدود ماوقع في شغب العمرانية من أخطاء وخروج علي القانون ومحاسبة الذين أشعلوه, ولكن شيئا واحدا فقط جاء بي إلي الكتابة في هذا الموضوع, وهو ما يتعلق بقداسة البابا شنودة الذي عرفته منذ سنوات طويلة.
سنوات ربطت بين رجل علم وثقافة ودين من طراز رفيع.. وطني يحتل مكانته بين أبرز الوطنيين المصريين المعاصرين, وبين مؤسسة الأهرام التي تعمل من أجل وطن يسع الجميع حبا وتسامحا وسعيا من أجل حياة أفضل لجميع المصريين.. لم تكتف الأهرام يوما بأفكار البابا شنودة تنطلق من صفحاتها إلي القراء في كل أنحاء العالم, وإنما دعته مرات ومرات إلي فعالياتها.. يناقش ويحاور حول قضايا الوطن. في قاعات الأهرام وقف قداسة البابا يتحدث عن مشكلات مصر التي تعترض سبل تقدم المصريين.. تحدث عن خطيئة الأمية في مصر, وهي الأرض التي أهدت البشرية أول أبجديات الكتابة
وفي القاعات ذاتها وقف قداسته يشرح ويناقش مشكلات التكدس السكاني في مصر ويبسط للجميع رؤيته الدينية والاجتماعية والاقتصادية لأبعاد أخطر مشكلات مصر. كان حديثه في كل المرات يفيض وطنية مصرية تسكن أعماقه.
لقد أثبت البابا شنودة في كل موقف أنه أكبر من صفحات يحملها التاريخ القبطي الكنسي, وإنما هو أيضا صفحات في ملحمة الوطنية المصرية حربا وسلاما. وقف ضابطا في ميادين العسكرية المصرية, ومثل كل المصريين درس الشعر وقرضه وأبحر في التاريخ العريض لأمته, وأمسك بأطراف ثقافة بلاده, وعرف ثقافات المحيطين بها. بكل تلك المقومات الثقافية والوطنية ولي أرفع المناصب الدينية القبطية, فكان مدرسة في الوطنية القبطية, رافدا يدعم الهوية الوطنية المصرية. هو أرفع قدرا وأعظم تاريخا من أن ينال منه مغرض. فالرجل بفكره وثقافته وسماحته ووطنيته ملك للمصريين جميعا, وعطاء من عطاءات أرضها للحاضر والمستقبل.
في حرب أكتوبر كان بردائه الكنسي يتفقد جبهة القتال, حيث المصريون وقوف في أشرف معركة, وفي المستشفيات راح يلثم وجوه الجرحي من المصريين, وفي مقره البابوي راح يكرم الذين جاءوا بالنصر من المصريين أيضا. أعلن باسم الأقباط أننا لن ندخل القدس وهي محتلة, وقال قولته الشهيرة علي صفحات الأهرام: من يريد زيارة الأماكن المقدسة فعليه أن يزور مصر التي باركها الله. وقف طوال تاريخه في وجه أي محاولة للتدخل الأجنبي من باب الأقلية القبطية المزعومة.
إن تاريخ ومكانة قداسة البابا شنودة أرفع كثيرا من شغب ينشأ هنا أو هناك بأخطاء نفر قليل من المصريين أيا ما كانت عقيدتهم. ومثل البابا شنودة لايخضع لتقييم فرد مهما بلغ قدره, ومهما كان رأيه, وأحسب أن البابا نفسه يعلم ذلك في ظل الظروف التي نعيشها. فالأجيال العريضة من المصريين هي وحدها التي تقول كلمتها في رجل بمثل قامته. فكم اجترأت أقلام علي رموز دينية إسلامية رفيعة, وكم اتهم الإسلام بالإرهاب والمسلمون هم أكثر ضحاياه. وكم اكتوينا بنيران أطلقها مسلمون بشطط الفكر وظلام التعصب. وبمثل عطاء البابا شنودة سوف نتجاوز مكائد البعض وشطط الآخرين.
الكنيسة الأرثوذكسية تقبل اعتذار «سرايا» لـ«البابا» و«جبرائيل» يقاضى «الأهرام» بتهمة «سب» البطريرك
المصرى اليوم كتب عماد خليل ٩/ ١٢/ ٢٠١٠
قال القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، إن الكنيسة اكتفت باعتذار أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة الأهرام، فى صدر الصفحة الأولى، أمس، عن المقال المسىء لـ«البابا شنودة»، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية.
وأضاف: «إن الكنيسة لن تتخد أى إجراءات قانونية ضد الصحيفة». كان مجمع كهنة القاهرة أصدر بيانا، أمس الأول، ينتقد ما جاء فى مقال رئيس تحرير الأهرام، الذى وصفه بأنه تجاوز فى حق البابا، موضحا أن الأقباط لا يحصلون على «طبطبة ودلع» من الدولة، بدليل ما وقع خلال «أحداث العمرانية». وشدد على كثرة مواقف «البابا» الوطنية.
من جانبه قدم الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، بلاغا للنائب العام، ضد «سرايا» وعبدالناصر سلامة، الصحفى بـ«الأهرام»، والدكتورعبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الصحيفة، بتهمة سب وقذف البابا، والبلاغ الكاذب وتقويض السلام الاجتماعى والحض على الفتنة الطائفية» وطالب بتعويض ٥ ملايين جنيه، تخصص لترميم الكنائس. قال «جبرائيل»، فى بلاغه، الذى يحمل رقم ٢٠٧١٩ لسنة ٢٠١٠:» إن الأهرام نشرت بتاريخ ٦ ديسمبر الجارى، فى الصفحة الثانية عمودا يحمل عنوان «أقباط ٢٠١٠» تضمن اتهامات للبابا شنودة الثالث، بأنه أول من أدخل إلى مصر مصطلحات الطائفية والفتنة الطائفية والاستقواء بالخارج، وأنها لم تكن تعرف طريقها إلى وسائل الإعلام، إلا منذ أن اعتلى البابا شنودة الثالث عرش الكنيسة المرقسية عام ١٩٧١.
وتابع: «الموضوع المنشور يتهم البابا شنودة بأنه ألقى خطابا بالإسكندرية عام ١٩٧٣ دعا فيه إلى طرد من سماهم الغزاة المسلمين من مصر» أضاف «جبرائيل» أن كاتب العمود عبدالناصر سلامة، اتهم الكنيسة بالإعداد المسبق للتجمهر أثناء أحداث العمرانية الأخيرة، وتجميع الأعداد من خارج القاهرة تحت إشراف رجال الدين ونقل الآلاف إلى موقع الحدث، للاعتداء على المال العام والتخريب والإتلاف واستهداف ضباط الشرطة تحديدا» وتابع: «سلامة حرض الدولة على الأقباط بقوله:» إن أحداث العمرانية كانت نتيجة طبيعية لـ«دلع وطبطبة الدولة للأقباط». وأضاف إن الكاتب طالب الدولة بعدم ترك موضوع وجود أسلحة وذخائر داخل الكنائس.