| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس م |
أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
الكنيسة القبطية وإساءة إستخدام الحرم الكنسى حرم الإخوة الطوال و أكثر من 300 راهب قبطى
البابا ثاؤفيلس23 والأنبا تاوضروس 118 يعيد التاريخ نفسه فى الكنيسة القبطية حيث يشابه عصر البابا ثاؤفيلس الـ 23 عصر الأنبا تواضروس فالأثنين يستقوون بالحكام ويلعبون سياسة ويستخدمون السلطة المدنية فى تحقيق أغراضعم يقلدون ما فعله قيافا مع المسيح وفى عصرهم أرسلوا قوة عسكرية تهاجم الأديرة الأول على أديرة نتريا والثانى على دير الريان بالفيوم وغيره وتم نفى الرهبان والتنكيل بهم وألإساءة إليهم والأثنين لفقوا تهم للنيل من خصومهم وحرمهم وكسروا القوانين الكنسية الأول وجد كنزا عندما كان يبنى كنيسة على تل اثرى كان فى الأصل معبدا لإله الخمر باخوس بالإسكندرية والثانى يشجع الإستثمار وبناء البروج الأثنين عاشوا كالملوك ووقع الأول فى هرطقة هرطقة أنثروبومورفيزم التى تشبه الرب بتشبيهات إنسانية وأرسل ألأنبا تواضروس سنة 2014 الأنبا مارتيروس نيابة عن الكنيسة القبطية إلى سيول فى كوريا الجنوبية لتوقيع معاهدة عبادة إله واحد من الأديان الأخرى التى تعبد آلهة وثنية وسطية بين الإله والبشر بإعتبار ان المسيح وسيط مثله مثل الآلهة الوثنية هو الآخر " لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح" (1تيم 2: 5) ******************************** المعابد .. العباد .. المعبود يتكون أى دين من هذه الثلاثة عناصر ولكن ا ليست لمسيحية دينا على المسيحيين ولكنها حياة هدفها المسيح الذى هو المعبود .. والعباد هم المؤمنين بحب المسيح يكونون الكنيسة الذين منهم القادة الأساقفة والكهنة الذين يقودون الشعب للمسيح فى خدمة بازلة مضحية وفى عصر الأنبا تواضروس أداروا ظهرهم للمسيح وأصبح هدفهم بناء المعابد وليس العابد وأصبحت الكنيسة القبطية فى عهده دينا إستثماريا لبناء الكنائس والبروج وإمتلكت محطات البترول وادارتها ومزارع وتأجير منازل وشقق مملوكة لأباطرة وملوك هم الأساقفة ولا يعرف أحد ما ماذا كان يملك الأسقف قبل الجلوس على كرسى الإيبارشية وماذا يملك بعد جلوسة حتى نقول له من أين لك هذا؟ ان أملاك إيبارشية سيدنى فى يد فرد واحد هو الإنبا دانييل يصرف منها و كما يشاء يفعل بها كما يريد بدون محاسبة فهو "الوصى الوحيد" (سولوا تراستيه) وبتوقيعه يبيع ويشترى بدون إستشارة أو رقابة وحدود بين الخدمة والإستثمار والكنيسة القبطية ليست فيها عصمة لأحد فالجميع خطائون حتى التلاميذ والرسل ولا يوجد صالح إلا الممسيح وإذا قدر الرب وتنيح الوصى الوحيد فستؤول بعض الأملاك إلى ورثته وكذلك حساباته فى البنوك هذا غير إستخدامه التبرعات فى الحصول على عمة الأسقفية بشهود أراخنة أربعة وكذلك سيامة كهنة يقربون إليه أو من أهله وعشيرته بدون إختيار الشعب مما يثير الشك فى رسامتهم وكان الأنبا دانيال أسقف دير الأنبا شنودة يحضر الرسامات التى يقيمها أسقف سيدنى ولكن منذ مدة إنقطع ولهذا فجميع الرسامات التى قام بها اسفف سيدنى غير قانونية لعدم حلول الروح القدس عموما فى أى عمل كنسى فى صلوات قداس أو إتمام الأسرار المقدسة كالزواج وغيره لأنه أشترى ألأسقفية بالهرطقة السيمونية (سيامته غير عفيفة أى يشوبها الشوائب) سؤال لماذا لا تنشر ميزانية اإيبارشية سيدنى فى جريدة المنارة كاملة كل سنة حتى يطلع عليها الشعب أم أن الميزانية سرا ثامنا أضافه الأنبا دانييل إلى أسرار الكنيسة السبعة . ******************************** الشك فى حلول الروح فى الأسرار الشك يكون مؤذيا إذا وصل لحالة المرض ولكن ليست أنواع الشكوك مؤذية ويظهر احيانا فجأة فى شكل خوف كرد فعل لينقذ الإنسان من خطر يهدد حياته ونراه فى خوف بطرس الرسول من الرياح والزوابع عندما سار على المياةوشك في حماية المسيح له، لذلك قال له الرب: "يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟" (إنجيل متى 14: 31)، فالخوف من الموت سبب له الشك وقلة الإيمان .. وشك التلاميذ فى المسيح لأنهم كانوا يعتقدون أنه سيأتى قائدا محاربا ليحررهم ويطرد المستعمرين الرومان ولكنهم رأوه مهانا يموت على الصليب (مر 14: 27) وقال لهم يسوع: «ان كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب: اني اضرب الراعي فتتبدد الخراف.(مر 14: 29) فقال له بطرس: «وان شك الجميع فانا لا اشك!» ونرى فى إنجيل (يوحنا 20) توما يشك بقيامة يسوع :[اما توما، احد الاثني عشر، الذي يقال له التوام، فلم يكن معهم حين جاء يسوع. فقال له التلاميذ الاخرون:«قد راينا الرب!». فقال لهم:«ان لم ابصر في يديه اثر المسامير، واضع اصبعي في اثر المسامير، واضع يدي في جنبه، لا اومن». وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والابواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال:«سلام لكم!». ثم قال لتوما:«هات اصبعك الى هنا وابصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا». اجاب توما وقال له:«ربي والهي!». قال له يسوع:«لانك رايتني يا توما امنت! طوبى للذين امنوا ولم يروا».] ونحن اليوم فى زمن الهرطقات فإذا شك قبطى من الشعب فى أسقف أو كاهن أنه من الهراطقة السيمونيين الذين دفعوا مالا ليحصلوا على العمة لينال الإحترام أو طمعا فى الكهنوت كمهنة يسترزق منها تقول القوانين الكنسية أنه لإستكمال هذه السيامات والأسرار لعدم حلول الروح القدس فيها أنه يكفى وضع يد أسقف آخر مستقيم الأمانة الأرثوذكسية ليكمل ما فعله المهرطق .. القانون الكنسى يقول : "ولكن إذا ثبت أن أحداً قد عمدة / زوجه / سامه .. ألخ أحد من الهراطقة، فيجب ألاّ يكرّر سرّ الولادة الجديدة أبداً، ولا يُمنح إلاّ ما نقص منه أي أن تُنال بوضع يد الأسقف قوّة الروح القدس." إذا كان يوجد شك فى الأسقف او الكاهن أنه سيمونى لهذا يجب على جميع من زوجهم أو أجرى لهم الأسرار المقدسة أن يستغلوا وجود أسقف زائر من مصر ليضع عليهم اليد لقبول الروح القدس وعلى الشعب القبطى الإمتناع عن التناول من يد الهراطقة الأساقفة أو الكهنة الذين رسموا بالسيمونية لأن هذا يجعلهم أمام الرب تابعين للهراطقة السيمونيين وليتذكر الجميع أن التجديف على الروح القدس خطية لا تغتفر ******************************** من هم الأخوة الطوال؟ البابا ثاؤفيلس والفرعنة يعتمد موقع موسوعة تاريخ أقباط مصر على تقسيم بطاركة الأقباط بالنسبة لأعمالهم إلى ثلاث طبقات العليا : وتشمل عظماء بطاركة الأقباط .. الوسطى : الذين تساوت أعمالهم الجيدة مع السيئة - الطبقة السفلى : وهى فئة البطاركة الذين لم يقدموا للمسيحية شيئاً كما أنهم أسائوا إلى الشعب بتصرفاتهم ,اضاعوا كثيراً من رعيتهم ، ولم يكونوا أمناء فى تبشيرهم بالمسيح ، أو إنهم إنجرفوا نحو إدارة أملاك الكنيسة أكثر من الرعاية أو انهم بنوا المعابد ولم يهتموا بالعابد . إن تاريخ حياة البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 (385- 412م) ملئ بالأحداث وقد سجل المؤرخون جميعهم جوانب مضيئة وجوانب مظلمة فى تصرفات البابا ثاؤفيلس وقد دخل هذا البابا التاريخ من أوسع أبوابه لأنه يرجع إليه الفضل فى القضاء على عبادة الأوثان فى مصر وما كان يصاحبها من تقدمات بشرية أطلق عليه هيداتيوس لقب " أعظم البشر علماً " لأنه فى سنة 387 أصبح الفرق بين العيد المصرى والعيد الرومانى (الكاثوليك ألآن) مدة خمسة أسابيع كاملة وضع البطريرك تقويماً للأعياد لمدة 418 سنة وأعد جدول عيد الفصح تستطيع الكنيسة العمل به لمدة مائة عام ولا تزال صورة هذا الجدول الخاص بأعياد الفصح باقية إلى يومنا هذا .. ولكن أخذ عليه المؤرخون أيضاً تصرفه المشين مع القديس يوحنا ذهبى الفم والأخوة الطوال ولولا هذه التصرفات لأعده المؤرخون من طبقة عظماء بطاركة الكنيسة القبطية فى مصر ولكنهم وضعوه فى الطبقة الوسطى منها وفى تقدير الموقع أن البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 كان عملاقاً وقزماً فى عصره فقد بدأ عملاقاً وقاوم العبادة الوثنية وكان قزماً عندما هاجم الأديرة منطقة نتريا بقوة مسلحة وهدمها وحرقها وحرم وطرد ونفى الأخوة الطوال ومعهم 300 راهب كما إنحاز إلى الإمبراطور والأمبراطورة ضد القديس ذهبى الفم فى نزاع محلى (وحسب قوانين مجمع نيقية المسكونى نيقية لا يجوز لأسقف أن يتدخل في أمور خارج إيبارشيته) وعقد ورأس مجمع السنديانة / البلوط 403م بالقرب من القسطنطينية وهو مجمع محلى كانت نتيجته حرم ونفى قديساً من أعظم قديسى الكنيسة وهو يوحنا ذهبى الفم الذى مات والأصح قتلوه (حيث كانوا يرسلون الأسقف المغضوب عليه للمنغى إلى اماكن بعيدة ويجبرونه على السير بدون راحة فيموت الأسقف من الإجهاد) لطخ البابا القبطى تاريخه بهذا المجمع الذي دعاه بالاديوس "مجمع المتوحشين" إذ صار ثاؤفيلس أداة لتحقيق رغبات الإمبراطورة الشريرة، تجمع حولها طاقات معادية لروح الحق. لقد بدأ هذا البابا بدءاً حسنا وأنتهى بحرم ونفى القديس يوحنا ذهبى الفم الذى ما زالت كلماته تقرأ حتى هذا اليوم وبعد أن مات القديس يوحنا ذهبى الفم محروما منفيا من القسطنطينية رجع جثمانه إليها وأستقبله شعبه إستقبالا حافلا ودفنوه بكل إكرام وتبجيل ويكفى أن نقول أنه لا أحد اليوم يتذكر البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 ولكن جميع المسيحيين فى العالم بما فيهم الكنيسة القبطية يعرفون من هو هذا الذهبى الفم ؟ وأعطوه لقب قديس مع أن بطركهم حرمه ونتيجة لتصرفات هذا البابا القبطى أطلقت الكنائس المختلفة فى العالم على بطاركة الكنيسة القبطية لقب "فراعنة المسيحية" حتى يومنا هذا . ******************************** التجمعات الرهبانية فى الوجه البحرى سكن الأخوة الطوال منطقة التجمع الرهبانى فى منطقة نتريا وهى إحدى التجمعات الثلاث الأكثر شهرة وتاثيرا فى التاريخ القبطى والدراسات الإنجيلية .. كان يعتقد أن أديرة نتريا والقلالى والأسقيط هى ثلاث أماكن تتواجد كلها فى منطقة وادى النطرون ولكن بعد البحث اثبتت الحفريات إكتشاف اثار أن هذه هى منطقة نتريا المشهورة فى التاريخ القبطى المسيحىهى فى جبل برنوج هى تل أثرى مجاور لقرية ما زال يطلق عليها حتى الان قرية البرنوجى فى مديرية (محافظة البحيرة) وهذه المنطقة الأثرية تبعد حوالى 8 كم غرب مدينة دمنهور وقد تأثرت هذه المنطقة من المذابح التى قام بها العرب المسلمون على مختلف العصور وأن أسمها كما قال لنا آباؤنا مشتق من أسمين عربيين هما : الدم + نهور وأندمج الأسمين فيما بعد وأصبحوا أسماً واحدا وهو دمنهور هذا الأسم خلد دماء الأقباط التى سفكت على أرض مصر من أجل تمسكهم بالمسيح ومن أشهر مؤسسى الرهبنة فى هذه المنطقة فيها هو القديس أمونيوس . ويذكر تاريخ الرهبنة فى مصر أن الأنبا أنطونيوس أب الرهبان أثناء زيارته للأنبا امونيوس فى منطقة نتريا شكا له من ضيق المكان وكثرة عدد الرهبان .. فسارا سوياً تاركين نتريا حوالى ثلاث ساعات حتى وصلا إلى منطقة لينشئ فيها ديراً للرهبان وقد أطلق علي هذه المنطقة فيما بعد أسم القلالى أو المنا .خريطة هامة تبين مواقع برية نتريا والقلالى وهى تعتبر أول خريطة ظهرت للعالم وعليها توقيعات محددة جغرافياً لبرية نتريا والقلالى وهى من وضع الأب العلامة متى المسكين وردت فى كتابة القيم دير القديس أنبا مقار - الرهبنة القبطية فى عصر القديس أنبا مقار - الأب متى المسكين سنة 1995 م ******************************** الخلاف بين نتريا والإسقيط وإنحياز البابا ثاؤفيلس تصاعد خلاف حول تفسير الإنجيل بين رهبان نتريا الذين يفسرون الإنجيل بالطريقة الرمزية التأملية التى نشرها العلامة القبطى أوريجانوس وما زالت الكنيسة القبطية تتبعها حتى الآن وبين رهبان افسقيط فى وادى النطرون الذين يقومون بتفسير الإنجيل بطريقة حرفية وموضوع الخلاف بينهما كان الموقف مُشتعلاً بين رهبان الإسقيط من جهة، ورهبان جبل نتريا بقيادة الأب أمون وإخوته الثلاثة (والمعروفين بطول القامة) من جهة أخرى على خلفية تعاليم "أوريجانوس" الذى يأخذون بالتفسير الرمزى المجازى والتأملى وانقسامهم ما بين طرف مؤيد لتلك التعاليم ومُستعد للموت في سبيلها، وآخر مُعارض لها بوصفها بدعاً وهرطقات يجب محوها. وكانت المصيبة الكبرى هو إنحياز البابا للرهبان الذين إعتنقوا التفسير الحرفى للكتب المقدسة وهرطقة تجسيم شكل الإله Anthropomorphism (الأنثروبومورفيزم) وذهبوا إلى الإسكندرية فى أعداد هائلة وهددوا البابا ثاؤفيلس البطريرك بالقتل فخاف منهم وذعن لهم وتملقهم فقال لهم : "أنا أنظر فيكم وجه الإله " ووعدهم بحرم أوريجانوس وكتاباته وكل من يقرأها وهذا ما نفذه بالفعل فى عيد الفصح التالى فلم يوافق جميع رهبان نتريا الذين كانوا يستمتعون بتفسير أوريجانوس وتأملاته فى الكتاب المقدس ، وكان يطلق عليه معلم المسكونة فقد أطلق للعقل حرية الفكر التأملى الرهبانى والسمو بالتفسير المجازى الرمزى فى سماء الروح ، إذاً فلا أحد من أساقفة ذلك الزمان كان يجهل حقيقة الخلاف الذى حدث ، ومن هو أوريجانوس الذى هاجمه رهبان جهلة تمسكوا بالحرف الذى قال عنه الكتاب : الحرف يقتل " وتحيز لهم ثاؤفيلس البطريرك مجاملة لرهبان الإسقيط الذين ساعدوه فى القضاء على الوثنية وكذلك إنتقاماً من الأخوة الطوال وإيسيذوروس ******************************** حرمان أكثر من 300 راهب بنتريا ولم يكن رهبان نتريا يتبنون أى هرطقة أوريجانية وكان الخلاف محصور فى التفسير المجازى والتفسير الحرفى وإنحاز / إعتنق البابا ثاؤفيلس (البطريرك 23) إلى هرطقة الأنثروبومورفيزم ليكسب كثرة وقوة رهبان الإسقيط / النطرون وجاءت رسالتة الفصحية لعام 400م تهاجم الأوريجانية بوصفها بدعة وشملها تهم كثيرة كعادة أهل الشرق الأوسط فى التنكيل والمبالغة بالخصم وزجه فى متاعب لا حصر لها ما آثار حفيظة الإخوة الطوال وبقية الرهبان في جبل نتريا الذين رأوا في تصرف البابا جبنًا واستهتارًا بالعقيدة ومجاملة على حساب الحق، فأضحت البرية البرية المقدسة ساحة للاشتباك بين جبهتين تُستخدم فيها الألفاظ الجارحة وأعمال العنف تأزم الموقف، فعقد البابا مجمعاً بالإسكندرية حكم بحرم الإخوة الطوال والمحيطين بهم أكثر من 300 راهب ، وقابل الرهبان قرارات البابا بمزيد من التحدي واِعتصموا في كنيسة الدير بنتريا، ومنعوا دخول الأساقفة وأوقفت العبادة الجماعية ووجد بعض المُتربصين بالرهبان أن الفرصة قد واتتهم فاستغلوا الموقف رافعين شعارات الولاء للبابا والغيرة على الكنيسة، وأرسل البابا قوة عسكرية للقبض عليهم والهجوم على الإخوة الطوال، ما اضطرهم إلى الهروب والاختفاء في مقبرة وقيل أنهم إختبأوا فى بئر جاف ، وإذ لم يجدوهم أحرقوا الكنيسة قلاليهم وأمتعتم. هرب الإخوة الطوال وبصحبتهم ثمانين راهباً إلى فلسطين، لكن مُلاحقة البابا ثاؤفيلس لهم استمرت، فخرجوا من بلدٍ إلى آخر، يلتجئون من أسقفٍ إلى أسقفٍ، وأخيرًا اضطروا للسفر إلى القسطنطينية في أوائل عام 402م، على أمل أن يُساعدهم البطريرك يوحنا الذهبي الفم في عرض شكواهم أمام الإمبراطور، ليبدأ فصل جديد من فصول الصراع.. مُساندة بطريرك القسطنطينية للإخوة الطوال آحدثت شرخاً واسعاً في العلاقة بينه وبين البابا ثاؤفيلس، وتوالت الرسائل بينهما تحمل انتقاد كل منهما للآخر، وانقسم أساقفة المسكونة ما بين مؤيد لهذا أو ذاك، وتوارت مُشكلة الإخوة الطوال. دخل خصوم البطريرك يوحنا ذهبي الفم على الخط، ووجدت الإمبراطورة أن الفرصة سانحة لتصفية حساباتها مع الرجل الذي أرق مضجعها بكثرة انتقاده لسلوكياتها الغير لائقة، فعُقد مجمعاً كنسياً برئاسة بطريرك الإسكندرية حكم بحرم ذهبي الفم ونفيه عن كرسيه! قبيل انعقاد المجمع مات ديسقوروس -أحد الإخوة الطوال- كما تنيح الأب أمون "الأب الروحي لجماعة رهبان نتريا"، فبكاه البابا ثاؤفيلس وامتدحه قائلًا إنه لم يجد راهبًا نظيره في زمانه، وأثر الأب هيراكس الانسحاب إلى البرية الداخلية يقضي حياته في العبادة، إذ خشي أن يكون كمن وضع يده على المحراث في رهبنته ونظر إلى الوراء، وتمنى الباقين لو أتيحت لهم الفرصة للعودة إلى برية مصر لا ينشغلون بشيء إلا بالحياة الديرية وبنذر الرهبنة. أبدى البابا ثاؤفيلس مرونة كبيرة حيال الرهبان، وأرسل إليهم يقول إنه يفتح ذراعيه لهم، وأنه قد نسى الماضي ولن يفكر أبداً في أذيتهم، وسرعان ما تجاوب الرهبان مع رسالة البابا فحضروا إليه مُعتذرين، فقبل شركتهم وقال إن المشكلة قد انتهت. لم يُطلب من الرهبان أن يعترفوا بصيغة مُحددة للإيمان، ولا أن يتنكروا لتعاليم أوريجانوس، فقد انتهى الجميع إلى أن المشكلة لم تكن حقيقة حول كتابات أوريجانوس وأفكاره، بل لدوافع شخصية. حرم ونفى رهبان نتريا نفى البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 الأباء الرهبان عن مصر ولما خرجوا قاصدين الأراضى المقدسة لاحقهم أينما حلوا فقام بإرسال الرسائل المجمعية بحرمانهم يحذر من يساعدهم فلم يجدوا راحة فتركوا الأراضى المقدسة يجولون من بلد لآخر ويلتجئون من أسقف لأسقف ولم يجدوا مفراً إلا أن يذهبوا إلى القسطنطينية ويرفعوا شكواهم ليوحنا ذهبى الفم بطيرك القسطنطينية وإن لم يوفقوا فليرفعوا شكواهم إلى قيصر أو حتى زوجة القيصر إذا لزم الأمر وكان ذلك فى سنة 402م وهذا هو ما حدث أن المشادة التى وقعت بينهم وبين البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ 23 حول هرطقة تحويل شكل الرب إلى شكل إنسانى فقد أنتشرت فى البلاد حيث أنهم نفوا من مصر وذهبوا إلى أورشليم حيث بقوا هناك مدة وعندما أرسل البابا ثاؤفيلس رسائل إلى جميع اساقفة العالم تقريباً بعدم قبولهم وإعتبارهم هراطقة بنص مجمع محلى عقده البابا المصرى فى الأسكندرية وإنتقلوا من بلد إلى بلد ومن أسقف إلى آخر حتى وصلوا للقسطنطينية وكان هؤلاء الرهبان قديسين أينما حلوا كان الجميع يشعر بالعطف والشفقة عليهم ولكن سطوة البابا المصرى وقوانين المجامع (قانون مجمع نيقية) التى كانت تحرم التدخل فى خلاف داخلى إلا بعقد مجمع مسكونى لحل هذه المشاكل إذا أتضح أن هناك هرطقة ما . رسالة المحبة من يوحنا إلى البابا القبطى فشل ذهبى الفم فى الصلح Anthropomorphism البابا ثاوفيلس يحرم القديس إسيذورس هرطقة أنثروبومورفيزم الهرطقة التى وقع فيها البابا البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 (385- 412م) عبير “أنثروبومورفيزم” لُغويَّاً ينقسم لمقطعين، أنثروبوس (و تعني إنسان و مورفي و تعني هَيئة. يُشير التَّعبير إلى إضفَاء الصِّفات و الأعمَال و الهَيئة الإنسانيَّة على أي كيان غير إنسَانيّ، أو يُمكن تلخيصه بأنَّه تشبيه يضَع كيان لا إنسانيّ في صُورة إنسانيَّة. الأنثروبومورفيزم و التَّشبيه هما من أكثر ما إستخدمه كُتَّاب أسفار العهدين لكي ما يُقدِّموا الله للإنسان بصورة يستطيع الإنسان أن يتقبَّلها فِكريَّاً و حَياتيَّاً. لا يخلو سِفر من الأسفار من هَاتين الأداتين، بدءاً من التَّكوين إلى الرُّؤيا، لا فقط أسفار الكِتَاب بل حضَارَات العَالَم القَدِيم أجمَع. نَقرَأ في سِفر التَّكوين أن الله “قَال” و “رَآي” و “نَظَر” و “إسترَاح” و “نَفَخ” و “سَارَ” و غيرها، بالطبع لا يُمكن أن نعتبر كون الله يستريح و ينفُخ و يَطير (مز 18 : 10) تعبيراً يحتوي مَضمُوناً إيمانيَّاً بحسب ظَاهره، بل علينا أن نَعى المَقصُود الضِّمنيّ لا الظَّاهر الحَرفيّ. كما ينبغي التَّشديد على أنَّه كما أن هذه التَّشبيهات أعانت الذِّهن البشريّ كثيراً كيما يعي ما هو خارج عنه بحسب الطَّبيعة و بالتَّالي خارج المعرفة إلَّا أنَّها قد تقمع رغبة الإنسان في المعرفة الحقَّة بالله، متى أُخرجت هذه التَّعبيرات عن هدفها و وُضِعَت كإيمانيَّات تكون قد ألحقت بالإيمان أضراراً لا تقل كارثيَّة عن أيَّة صورة مُشوَّهة مُستقاه من خارج الكتاب المُقدَّس. بمعنىً آخر، لقد إستخدم روح الله موهبة الإنسان في التَّدوين فأسقط صفات الإنسان على الله كيما يُقرِّب فكر الإنسان من فكر الله، و لكن حينما ينضُج الإنسان فيصير قادراً على الطَّعامِ القويّ لا يعُود اللبن مُشبعاً له، بل يَحتاج أن يُنقِّي أفكارَه من هَذه الإسقاطات كيما يقتَدِر أن يُبصِر بجَلاء سِر الله.
إلقاء القبض على القديس إسيذورس
|
This site was last updated 09/08/19