صحافيا فوكس: أجبرنا على إشهار الإسلام تحت تهديد السلاح
أعلنت مجموعة فلسطينية تسمي نفسها "كتائب الجهاد المقدس" مسؤوليتها عن خطف صحفيي محطة فوكس نيوز الأمريكية وطالبت بالإفراج عن السجناء المسلمين في السجون الأمريكية خلال 72 ساعة.
واصدرت المجموعة شريط فيديو قال فيه الصحفيان ستيف سينتاني وهو أمريكي والنيوزيلندي أولاف ويج أنهما بصحة جيدة وطلبا المساعدة في الإفراج عنهما، حسب التقارير.
وهذه هي المرة الأولى التي يظهران فيها منذ اختطافهما في الرابع عشر من الشهر الجاري في قطاع غزة، وهي المرة الأولى كذلك التي تطالب فيها جماعة فلسطينية دولة أخرى غير اسرائيل بتنفيذ مطالب معينة.
قال ستيف سينتاني احد صحافيين فوكس نيوز اللذين اختطفا في غزة وافرج عنهما الاحد، انه وزميله "اجبرا" من قبل خاطفيهما "على اشهار اسلامهما تحت تهديد السلاح". وقال سنتاني لشبكة "سي ان ان" الاميركية "كان ذلك شيء علينا ان نفعله لانهم كانوا مسلحين".
وكان مكتب قناة "فوكس نيوز" الاميركية في القدس تلقى شريطا لصحافييها المخطوفين ظهرا فيه وهما يشهران اسلامهما.
وتم الافراج اليوم في غزة عن الصحافيين بعد 13 يوما من خطفهما. وقال مسؤول في "فوكس نيوز" انهما "حران الآن". وافرج عن الصحافيين امام فندق على الشاطىء في غزة، وذلك بعد يوم من انقضاء مهلة حددها الخاطفون وهو الأمر الذي على ما يبدو منع الخاطفين من قتلهما. وبدا كل من مراسل فوكس الاميركي ستيف سينتاني (60 عاما) والمصور النيوزيلندي المولد اولاف ويج (36 عاما) في صحة جيدة.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية أكد اليوم انه متفائل بقرب الافراج عن الصحافيي، موضحا انه "قطع شوط لا بأس به" في عملية البحث عنهما. وقال هنية للصحافيين خلال لقاء مع بيتر وايدر السفير النيوزليندي بحضور وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام "قطع شوط لا بأس به حول عملية البحث عن الصحافيين المختطفين"، مؤكدا تفاؤله بالافراج عن الصحافيين "خلال وقت قريب". واكد هنية انه لا يعرف شيئا عن اشهارهما الاسلام. وقال "ليس لدينا علم بموضوع اعلان اسلامهما".
وكانوزير الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني سعيد صيام أكد ايضا أن الصحافيين بحالة جيدة. وكان الوزير صيام أعلن في تصريح صحافي أن قضية اختطاف الصحفيين الأجنبيين في غزة في طريقها إلى الحل.
حـــــــرب الردة بدأت بعد موت محمد رسول العرب بالسم
العبارة التى قالها أبى بكر وكتبها عثمان بن عفان على أساس أنها آية قرآنية من الله إلاه الإسلام
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ( 3 : 144 )
موت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الزهري : حدثني أنس قال كان يوم الاثنين الذي قبض فيه رسول الله خرج إلى الناس وهم يصلون الصبح فرفع الستر وفتح الباب . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقام على باب عائشة . فكاد المسلمون يفتنون في صلاتهم - فرحا به حين رأوه وتفرجوا عنه - فأشار إليهم أن اثبتوا على صلاتكم قال وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سرورا ، ولما رأى من هيئتهم في صلاتهم . وما رئي أحسن منه تلك الساعة . قال ثم رجع وانصرف الناس وهم يرون أنه قد أفرق من وجعه . وخرج أبو بكر إلى أهله بالسنح . فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى من ذلك اليوم
قال ابن إسحاق : قال الزهري حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر . فقال إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما مات ولكنه قد ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران . فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل مات . ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حين كما رجع موسى ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أنه قد مات . قال وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد . حين بلغه الخبر - وعمر يكلم الناس - فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى في ناحية البيت عليه برد حبرة . فأقبل حتى كشف عن وجهه . ثم أقبل عليه فقبله . ثم قال بأبي أنت وأمي ، أما الموتة التي كتبها الله عليك : فقد ذقتها ، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدا . ثم رد البرد على وجهه . وخرج - وعمر يكلم الناس - فقال على رسلك يا عمر أنصت . فأبى إلا أن يتكلم . فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس . فلما سمع الناس كلام أبي بكر أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله تعالى وأثنى عليه . ثم قال أيها الناس ، إنه من كان يعبد محمدا . فإن محمدا قد مات . ومن كان يعبد الله تعالى ، فإن الله حي لا يموت . قال ثم تلا هذه الآية ( 3 : 144 ) وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين
قال فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ قال وأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم . قال أبو هريرة فقال عمر فوالله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها . فعثرت حتى وقعت إلى الأرض . ما تحملني رجلاي فاحتملني رجلان وعرفت أن رسول الله قد مات
من بدل دينه فاقتلوه
عرض الحديث - 2974
صحيح البخارى - الجهاد والسير - لا يعذب بعذاب الله (1)
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة أن عليا رضي الله عنه حرق قوما فبلغ ابن عباس فقال
لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه
العرب أرتدت وصار المسلمون كالغنم المطيرة
سيرة ابن هشام - الجزء الثانى
افتتان المسلمين بعد موت الرسول ]
قال ابن إسحاق : ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت به مصيبة المسلمين فكانت عائشة ، فيما بلغني ، تقول لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب ، واشرأبت اليهودية والنصرانية ، ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى جمعهم الله على أبي بكر
قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم أن أكثر أهل مكة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم هموا بالرجوع عن الإسلام وأرادوا ذلك حتى خافهم عتاب بن أسيد ، فتوارى ، فقام سهيل بن عمرو ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه فتراجع الناس وكفوا عما هموا به وظهر عتاب بن أسيد . فهذا المقام الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لعمر بن الخطاب إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه .
لولا سيف أبو بكر لهلكت أمة محمد عليه السلام بعد نبيها
الروض الأنف - الجزء الرابع
افتتان المسلمين بعد موت الرسول (1)
قال ابن إسحاق : ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت به مصيبة المسلمين فكانت عائشة فيما بلغني ، تقول لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب ، واشرأبت اليهودية والنصرانية ، ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى جمعهم الله على أبي بكر .
قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم أن أكثر أهل مكة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم هموا بالرجوع عن الإسلام وأرادوا ذلك حتى خافهم عتاب بن أسيد ، فتوارى ، فقام سهيل بن عمرو ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه فتراجع الناس وكفوا عما هموا به وظهر عتاب بن أسيد .
فهذا المقام الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لعمر بن الخطاب إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه
ارتد غالب من أسلم وحصلت فتنة عظيمة
مختصر السيرة (2)
وذلك أنه لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد غالب من أسلم وحصلت فتنة عظيمة ثبت الله فيها من أنعم عليهم بالثبات بسبب أبي بكر الصديق رضي الله عنه . فإنه قام فيها قياما لم يدانه فيها أحد من الصحابة ذكرهم فيه ما نسوا . وعلمهم ما جهلوا . وشجعهم لما جبنوا . فثبت الله به دين الإسلام . جعلنا الله من أتباعه وأتباع ما حمله أصحابه .
قال الله تعالى ( 5 : 35 ) يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله - الآية قال الحسن : هم والله أبو بكر وأصحابه .
********************************************
ذبيحة بشرية أخرى : ذبح كاهن عراقى
فى 22/10/2006 م التيار الوطني الحر - روى كاهن عراقي معاناة كاهن آخر تعرض للخطف في مطلع تشرين الاول الجاري في الموصل شمال العراق وعثر عليه بعد ايام مقطوع الرأس لأنه بحسب قوله "رفض اعتناق الاسلام".
وقال الكاهن نجيب ميخائيل الذي يخدم في دير للرهبان الدومينيكان في الموصل، ان المجنى عليه الكاهن بولس عامر اسكندر "كان متزوجا واباً لأربعة اطفال وقد خطف من احد شوارع الموصل وعثر على جثته بعد ثلاثة ايام مقطوعة الرأس في احد شوارع المدينة".
واضاف في حديث لاذاعة تابعة لـ"الاذاعات المسيحية في فرنسا" حيث يقوم حاليا بزيارة، ان "الاسلاميين المتطرفين الذين قتلوه اتصلوا هاتفيا بزوجته وقالوا لها ان زوجها يستحق الموت لانه رفض اعتناق الاسلام". واكد ان القتلة "عمدوا الى وضع جثة الكاهن في وعاء لئلا يلوث دمه أرض الاسلام".
واعتبر ان قتل الكاهن الارثوذكسي اسكندر "وجه ضربة قاسية" الى المسيحيين في الموصل الذين يعمل المتطرفون على "طردهم من ارض الاسلام".
وكانت السلطات العراقية اعلنت ان خاطفي الكاهن طالبوا في البداية بفدية مقدارها 350 الف دولار في مقابل اطلاقه ثم خفضوها الى 35 ألف دولار قبل ان يقطعوا الاتصال ويعمدوا الى قتله.
واشار ميخائيل الى ان اعمال القتل والتهديدات المتواصلة دفعت الكثير من المسيحيين الى الهجرة، موضحا انه تلقى حتى الان "خمسة تهديدات بالقتل (...) الا انني ما زلت على قيد الحياة". وحمّل القوات الاميركية مسؤولية ما يحصل في العراق، وقال: "قبلا كان لدينا صدام واحد عبارة عن ديكتاتور يحكم البلاد، اما اليوم فهناك الآلاف من امثال صدام حسين يعيشون في العراق، اكانوا من السنة أم الشيعة أم غيرهم وهم حتى اسوأ منه".
وشدد على انه "ليس هناك عراقي واحد لا يزال يرغب في بقاء الاميركيين على ارض العراق. لا احد. لا مسيحي ولا مسلم ولا كردي (...) الا اننا في الوقت نفسه لا نستطيع العيش من دونهم". وخلص الى انه "في حال غادروا العراق ستعم الفوضى والحرب الاهلية. من سخريات القدر ان نصل الى هذا الوضع: لا نستطيع العيش معهم ولا نستطيع العيش من دونهم
=====================================================================
المـــــــــراجع
(1) فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( عن أيوب )
صرح الحميدي عن سفيان بتحديث أيوب له به .
قوله : ( أن عليا حرق قوما )
في رواية الحميدي المذكورة " أن عليا أحرق المرتدين " يعني الزنادقة . وفي رواية ابن أبي عمر ومحمد بن عباد عند الإسماعيلي جميعا عن سفيان قال " رأيت عمرو بن دينار وأيوب وعمارا الدهني اجتمعوا فتذكروا الذين حرقهم علي , فقال أيوب " فذكر الحديث " فقال عمار لم يحرقهم , ولكن حفر لهم حفائر وخرق بعضها إلى بعض ثم دخن عليهم , فقال عمرو بن دينار قال الشاعر : لترم بي المنايا حيث شاءت إذا لم ترم بي في الحفرتين إذا ما أججوا حطبا ونارا هناك الموت نقدا غير دين انتهى . وكأن عمرو بن دينار أراد بذلك الرد على عمار الدهني في إنكاره أصل التحريق . ثم وجدت في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص " حدثنا لوين حدثنا سفيان بن عيينة " فذكره عن أيوب وحده , ثم أورده عن عمار وحده , قال ابن عيينة : فذكرته لعمرو بن دينار فأنكره وقال " فأين قوله : أوقدت ناري ودعوت قنبرا " فظهر بهذا صحة ما كنت ظننته , وسيأتي للمصنف في استتابة المرتدين في آخر الحدود من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال " أتي علي بزنادقة فأحرقهم " ولأحمد من هذا الوجه " أن عليا أتي بقوم من هؤلاء الزنادقة ومعهم كتب , فأمر بنار فأججت ثم أحرقهم وكتبهم " وروى ابن أبي شيبة من طريق عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه قال " كان ناس يعبدون الأصنام في السر ويأخذون العطاء , فأتى بهم علي فوضعهم في السجن واستشار الناس , فقالوا : اقتلهم , فقال : لا بل أصنع بهم كما صنع بأبينا إبراهيم , فحرقهم بالنار " .
قوله : ( لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله )
هذا أصرح في النهي من الذي قبله , وزاد أحمد وأبو داود والنسائي من وجه آخر عن أيوب في آخره " فبلغ ذلك عليا فقال : ويح ابن عباس " وسيأتي الكلام على قوله " من بدل دينه فاقتلوه " في استتابة المرتدين إن شاء الله تعالى .
(2) قتال أهل الردة
وصورة الردة أن العرب افترقت في ردتها . فطائفة رجعت إلى عبادة الأصنام . وقالوا : لو كان نبيا لما مات . وفرقة قالت نؤمن بالله ولا نصلي . وطائفة أقروا بالإسلام وصلوا . ولكن منعوا الزكاة . وطائفة شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . ولكن صدقوا مسيلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه معه النبوة . وذلك أنه أقام شهودا معه بذلك . وفيهم رجل من أصحابه معروف بالعلم والعبادة يقال له الرجال فصدقوه لأجل ما عرفوا فيه من العلم والعبادة . ففيه يقول بعضهم ممن ثبت منهم
يا سعاد الفؤاد بنت أثال ,, طال ليلي بفتنة الرجال
فتن القوم بالشهادة واللـ ,, ه عزيز ذو قوة ومحال
وقوم من أهل اليمن ، صدقوا الأسود العنسي في ادعائه النبوة . وقوم صدقوا طليحة الأسدي . ولم يشك أحد من الصحابة في كفر من ذكرنا ، ووجوب قتالهم إلا مانع الزكاة ولما عزم أبو بكر رضي الله عنه على قتالهم .
قيل له كيف نقاتلهم . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله . فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ؟ قال أبو بكر فإن الزكاة من حقها ، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه .
ثم زالت الشبهة عن الصحابة رضي الله عنهم وعرفوا وجوب قتالهم فقاتلوهم ونصرهم الله عليهم . فقتلوا من قتلوا منهم وسبوا نساءهم وعيالهم . فمن أهم ما على المسلم اليوم تأمل هذه القصة التي جعلها الله من حججه على خلقه إلى يوم القيامة . فمن تأمل هذا تأملا جيدا - خصوصا إذا عرف أن الله شهرها على ألسنة العامة .
وأجمع العلماء على تصويب أبي بكر في ذلك وجعلوا من أكبر فضائله وعلمه أنه لم يتوقف في قتالهم بل قاتلهم من أول وهلة . وعرفوا غزارة فهمه في استدلاله عليهم بالدليل الذي أشكل عليهم . فرد عليهم . بدليلهم بعينه مع أن المسألة موضحة في القرآن والسنة . أما القرآن فقوله تعالى ( 9 : 5) فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم
وفي الصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة . فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى فهذا كتاب الله الصريح للعامي البليد .
وهذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا إجماع العلماء الذين ذكرت لك . والذي يعرفك هذا جيدا : هو معرفة ضده وهو أن العلماء في زماننا يقولون من قال " لا إله إلا الله " فهو المسلم حرام المال والدم لا يكفر ولا يقاتل حتى إنهم يصرحون بذلك في شأن البدو الذين يكذبون بالبعث . وينكرون الشرائع . ويزعمون أن شرعهم الباطل هو حق الله ولو طلب أحد منهم خصمه أن يخاصمه عند شرع الله لعدوه من أنكر المنكرات بل من حيث الجملة إنهم يكفرون بالقرآن من أوله إلى آخره . ويكفرون بدين الرسول كله مع إقرارهم بذلك بألسنتهم وإقرارهم أن شرعهم أحدثه آباؤهم لهم كفرا بشرع الله . وعلماء الوقت يعترفون بهذا كله . ويقولون ما فيهم من الإسلام شعرة .
وهذا القول تلقته العامة عن علمائهم وأنكروا به ما بينه الله ورسوله . بل كفروا من صدق الله ورسوله في هذه المسألة وقالوا : من كفر مسلما فقد كفر . والمسلم عندهم الذي ليس معه من الإسلام شعرة إلا أنه يقول بلسانه " لا إله إلا الله " وهو أبعد الناس عن فهمها وتحقيق مطلوبها علما وعقيدة وعملا .
فاعلم - رحمك الله - أن هذه المسألة أهم الأشياء كلها عليك . لأنها هي الكفر والإسلام . فإن صدقتهم فقد كفرت بما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا لك من القرآن الكريم والسنة والإجماع . وإن صدقت الله ورسوله عادوك وكفروك . وهذا الكفر الصريح بالقرآن والرسول في هذه المسألة قد اشتهر في الأرض مشرقها ومغربها . ولم يسلم منه إلا أقل القليل .
فإن رجوت الجنة وخفت من النار فاطلب هذه المسألة وادرسها من الكتب والسنة وحررها . ولا تقصر في طلبها ، لأجل شدة الحاجة إليها ، ولأنها الإسلام والكفر . وقل اللهم ألهمني رشدي ، وفهمني عنك ، وعلمني معك ، وأعذني من مضلات الفتن ما أحييتني . وأكثر الدعاء بالدعاء الذي صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو به في الصلاة . وهو اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك : إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم