كان يوليوس أسقف روما قد أرسل فى بداية صيف (مايو) سنة 339 م رسولين هما هلبيذيوس وفيلوكسينوس (1) إلى الأريوسيين يدعوهم لمجمع فى روما , ولكن أظهروا خبثاً وإحتجزوا مبعوثى روما حتى يناير متحدين أسقف روما حتى يفوتوا على يوليوس ميعاد عقد المجمع وهو (ديسمبر) وقد سجل يوليوس أسقف روما هذا الحدث فى خطاب  , وإضطر يوليوس أن يؤجل ميعاد إنعقاد المجمع إلى الخريف سنة 340 م كما هو وارد فى خطاب يوليوس أيضاً .

وحدث أن عاد مارتيروس وحزقيوس فى أوائل الربيع يحملون خطاباً من أساقفة الشرق وبه توقيعات اليوسابيين المجتمعين فى أنطاكية فى يناير سنة 340 , وكانت لهجة الخطاب تحتوى على عناد ومحاورة وعدوانية , فقد عنفوا يوليوس بشدة على قبوله اثناسيوس فى الشركة ولاموه على لهجة خطابه التى بدت لهم :-

** أنه يتكلم من مستوى أعلى أو أكبر منهم .

** أنه كتب الدعوة لبعض الأساقفة بصفته الشخصية .

** حصر الدعوة فى شخص يوسابيوس فقط .

أسقف روما يرد على خطاب الأريوسيين
وكان خطابهم شديد اللهجة وخارج عن لياقة المراسلات بين ألاباء فتحفظ يوليوس على هذا الخطاب فى السر وكان يأمل أن يحضر بعضهم إلى روما وحينئذ يحفظ الخطاب نهائياً فى مخازن المكاتبات بحيث لا يعرضه ولا يقرأه أحداً حتى لا يثير أحداً ولكن لم يحدث ما توقعه يوليوس ,

ميعاد إنعقاد مجمع روما

إجتمع مجمع روما فى خريف سنة 340 م لأنه لما مل يوليوس من الإنتظار بدون جدوى قام بدعوة أساقفة كل إيطاليا للأنعقاد فإجتمع أكثر من 50 اسقفاً ] (3) وإنعقد مجمع روما فى خريف سنة 340 م بعد  18 شهراً من وصول البابا اثناسيوس إلى روما كما ورد فى خطاب يوليوس أسقف روما إلى يوسابيوس طائفته من الأريوسيين : [ وقد ظل أثناسيوس مقيماً هنا سنة وستة شهور مترقباً وصولكم ومن تختارونه للمجئ معكم , وبحضوره إلى هنا قد وضع كل إنسان موضع خجل , لأنه لا يمكن أن يحضر بنفسه إلى هنا إلا لكونه واثقاً من قضيته ! ولكنه لم يأتى من ذاته وإنما بدعوة منا فى خطاب كما سبق وكتبت إليكم  ] (4)

 ماذا حدث فى مجمع روما ؟

هذه تعليقات البابا أثناسيوس على مجمع روما : [ فلما ذهبت إلى روما , وكتب يوليوس إلى يوسابيوس وأتباعه كما هو متبع , وارسل أيضاً أثنين من كهنته هلبيذيوس وفيلوكسينوس , فهؤلاء ( اليوسسابيون ) لما سمعوا بخبر وصولى إلى روما وقعوا فى حيرة وإرتباك لأنهم لم يكونوا يتوقعوا ذهابى إلى روما , فإعتذروا ورفضوا المجئ إلى هذا المجمع , وأعطوا أعذاراً واهية لأمتناعه عن الحضور , ولكنهم فى الحقيقة كانوا خائفين لئلا تدور عليهم الدوائر , وهذا بالضبط ما أعترف به أورساكيوس وفالنس (5)

وبالرغم من ذلك إجتمع أكثر من 50 أسقفاً فى روما فى الكنيسة التى تدعى كنيسة " الكاهن فيتو" وتولوا الدفاع عنى وأعطونى التأييد ... تأييد الشركة معهم وتأييد المحبة .

 ومن ناحية أخرى أفصح المجمع عن سخط بالغ ضد يوسابيوس وأتباعه .

وترجى المجلس يوليوس لكى يكتب خطابات لكل الذين كتبوا إليه لتكون قرارات المجمع معروفة ونافذة المفعول - وقد كتب يوليوس ذلك بالفعل بناء على توصيات المجمع وأرسل الخطابات بيد الكونت جابيانوس ] 

 =================

لمــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  156 -

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3) Ibid. I.

(4)  Apolog. contra. Arian., 29.

(5) Apol. contra. Ar.,56