Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا أثناسيوس يعتكف ويكتب خطاباً للشعب والأساقفة والتاريخ 

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
مجمع صــور
تدشين كنيسة القبر المقدس
مجمع أورشليم وقبول آريوس
المصريون يثورون ضد آريوس
مجمع القسطنطينية وموت آريوس
موت الإمبراطور وعودة أثناسيوس
يوسابيوس ينشر الأريوسية
الإسكندرية تستقبل أثناسيوس
القديس أنطونيوس ينزل من الجبل
الموافقة على مجمع أنطاكية
تعين أساقفة على الإسكندرية
الإضطهاد الأريوسى لأقباط مصر
إعتكاف أثناسيوس وخطابه
البابا أثناسيوس فى روما
الخطابات الفصحية
أنطونيوس وباخوميوس والأريوسيين
مجمع روما
مجمع أنطاكية/ التدشين
مجمع أنطاكية الثانى
مجمع سرديكا
الأريوسيين وإساءة سمعة أسقفين
حرومات سرديكا وآثاره
قرارات مجمع أنطاكية الرابع
خطابات الأمبراطور لأثناسيوس
وداع الأصدقاء وخطاب يوليوس
البابا أثناسيوس يقابل الأمبراطور
عودة البابا أثناسيوس للأسكندرية
الفترة الذهبية والمرحلة الأولى
الفترة الذهبية والمرحلة الثانية
مجمع آرل وآخر فى ميلان
إرسال بعثة تهنئة
بعثة قسطنطيوس الخبيثة
قسطنطيوس والإضطرابات الخارجية والداخلية
الإضطهاد والنفى الثالث
مؤلفات البابا أثناسيوس
المجامع الأريوسية
موت الأمبراطور قسطنطيوس
مجمع الإسكندرية
المنفى الرابع والخامس
روحانية‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس

Hit Counter

 

قام غريغوريوس الأسقف الدخيل الذى عينه الأمبراطور ومعه فيلاجريوس الوالى فى أسبوع الألام بالهجوم على كنيسة " كيرينيوس " فأحرقوا معموديتها ونهبوا ذخائرها ونجسوا هياكلها ومذابحها وقد أستخدموا اليهود والوثنيين لهذا الغرض فى يوم الجمعة العظيمة , ثم أتجهوا إلى كنيسة " ثيئوناس " التى كان يحب البابا اثناسيوس أن يقضى فيها أيام الصوم وإحتفالات الأعياد , ثم قبضوا على الشعب المصرى القبطى فى يوم العيد , وكان البابا قد أحس بخطط الأريوسيين للقبض عليه حين وردته أخبار سرية أنهم سيهجمون عليه ليلاً فغادر كنيسة " ثيئوناس " فى يوم 19 مارس أى قبل هجومهم باربعة أيام , ثم اعادوا الكرة مرة أخرى على نفس الكنيسة بعد عيد القيامة على نفس كنيسة  " ثيئوناس " لعلمهم أنه يقيم فيها فى هذه الفترة ولكنه كان قد غادرها أيضاً قبل هجومهم الثانى .

ثم أعتكف البابا أثناسيوس بضعة ايام بعد العيد فى 20 برمودة سنة 339م وكتب رسالته العامة لجميع الأساقفة التالية :

[ إلى الشركاء فى الخدمة فى كل مكان , السادة المحبوبين , يرسل أثناسيوس تمنيات العافية فى الرب ,

إن ألامنا المريعة التى نعانيها قد صارت فوق الطاقة ومن العسير ان نصفها لكم بما يناسبها من تعبير , ولكن لكى تدركوا بصورة واضحة طبيعية هذه الحوادث المريعة التى حدثت رأيت انه من الخير أن أذكركم بما يماثلها بما جاء فى تاريخ الأسفار المقدسة :

لقد حدث لرجل لاوى أسئ أليه فى شخص زوجته , فلما رأى الرجل عظم المصيبة التى تنجس بها - لأن إمرأته كانت عبرانية ( لا غش فيها ) ومن سبط يهوذا - أفزعته الفضيحة التى أقترفت ضده , فما كان منه إلا أنه قام بتقسيم جسد أمرأته - كما يقص الكتاب المقدس فى سفر القضاة - مرسلاً جزءاً لكل سبط فى اسرائيل لكى يعلم الجميع أن إساءة مثل هذه لا يمكن أن تخصه وحده فقط , ولكنها تعم الجميع على السواء , فإن تعاطف الشعب معه فيما حل به من ألام يقوموا ويثأروا له , وإن همو أهملوا النداء ولم يصنعوا يتحملون اللعنة كونهم قد صاروا شركاء ومتهمين فى ذات الجريمة !!

أما الرسل الذين أرسلهم إلى كل مكان فقد اذاعوا الخبر كما حدث , وكل الذين راوا وسمعوا الحادث قالوا : أنه لم يحدث شئ قط مثل هذا منذ اليوم الذى خرج فيه إسرائيل من أرض مصر  , وهكذا أخذت الغيرة كل سبط فى إسرائيل وقاموا جميعاً معاً وكأنهم قد أعتدى عليهم وصاروا شركاء فى الألام وجاءوا إلى المعتدين , وأقاموا حرباً أهلكوا فيها المتسببين فى هذه الخطية وجعلوهم لعنة على كل فم .

على أن الشعب عندما أجتمع لم يقيموا وزناً لرابطة الدم ( لأن المعتدى والمعتدى عليه كانوا جميعاً من بنى أسرائيل ) ولكنهم وضعوا فى إعتبارهم نوع الجريمة التى أقترفت .

وأنتم أيها الأخوة تعلمون التاريخ ودقائق الموضوع والظروف التى أوردها الكتاب , لذلك أرى الا أقص عليكم أكثر من هذا لأنى إنما أكتب إلى أشخاص على علم بكل هذه الأمور , ولكنى مهتم بالأكثر أن اقدم لكم أيها الأتقياء ما يختص بأحوالنا التى هى أسوأ مما أستشهدت به , وكل غايتى من تذكيركم بما حدث فى التاريخ قديماً هو أن تقارنوا ما حدث قديماً بما هو حادث لنا الآن , ولكى تدركوا ما حدث أخيراً لنا يفوق ذاك الذى حدث قديماً فى القسوة , فإن أدركتم هذا ينبغى بالتالى أن تمتلئوا غيظاً وسخطاً , بما يفوق ما أمتلأ به ذاك الشعب قديماً ضد هؤلاء المعتديين ! ... لأن ما حدث لنا يفوق بالعقل كل ما حدث , ولأن مصيبة هذا اللاوى على أى حال صغيرة إذا قورنت بشناعة ما أقترف ضد الكنيسة الآن , لأنه لم يحدث مثل ذلك قط ولا سمع به فى كل مكان فى العالم , لأن فى أمر البلاوى لم يصب بسوء أكثر أكثر من امرأة واحدة , ولم يتألم بالظلم أكثر من لاوى واحد , أما الآن فها كنيسة بأكملها يساء إليها , وكهنوتاً يهان , وما هو أشنع من الكل تضطهد التقوى وتطارد الإستقامة من الذين لا تقوى لهم ولا إستقامة .

فى امر اللاوى تهيجت الأسباط وإمتلأت سخطاً من منظر قطعة وضعت أمامهم لإمرأة انتهكت , ولكن الآن أعضاء الكنيسة كلها ممزقة بعضها عن بعض , وها نحن مرسلوها إليكم ( فى اشخاص الكهنة والأساقفة المرسلين ) هنا وهناك , لكم ولغيركم , حاملين غليكم صورة الإهانات والإساءات التى حلت بهم , عساكم تتحركون بالغيرة , أرجوكم معتبرين ان هذه الإساءات إنما حدثت لكم كما لنا , وليس بأقل , عسى كل واحد منكم يقدم معونة كمن يشعر فى نفسه بنفس الألم لئلا بعد قليل تتلوث الكنيسة فى أيمانها , وقوانينها تنتهك !! لأن الكل فى خطر إذا لم يتدارك الرب الأمر بواسطتكم وبأيديكم يصلح ما فسد !

أتوسل إليكم لا تستهينوا بهذه الحوادث , ولا تسمحوا أن تداس كنيسة السكندرية العظيمة تحت أرجل الهراطقة ! ... ] (3)

[ وباعمال العنف هذه أستولى الوالى على الكنائس وأعطاها لغريغوريوس وللأريوسيين مختلى العقل ] (4)

وعندما سقطت كنيسة  الإسكندرية  فى ايدى الأريوسيين وكانت معقل الأرثوذوكسية فى الشرق وحصنها الحصين لأنه كانت قد سقطت إيبرشيات آسيا وفلسطين وشرق أوروبا فى ايدى الأريوسيين من قبل - حيث نفى الأريوسيين الأساقفة الأرثوذوكسيين الأقوياء أما الضعفاء فتركوهم فى أيبروشياتهم بلا حول ولا قوة .

وإلتفت البابا اثناسيوس للعالم فلم يجد امامه إلا أساقفة الغرب  واباطرتهم لأن الغرب كان بعيداً عن الجدل اللأريوسى والفلسفات اليونانية أو كما يقول المؤرخ جيبون : [ كانت لغتهم الوطنية ( اللاتينية والفرنسية والألمانية ] جامدة لم تستطع ان تسعفهم بمصطلحات مناسبة تقابل المصطلحات اليونانية والكلمات الروحية العميقة التى كانت موضع تقديس من الإنجيل والكنيسة , بحيث تمكنهم من جهة هذا الحوار أن يعبروا بلغتهم هذه عن اسرار الإيمان المسيحى ... لذلك وقد استقوا عقيدتهم من مصدر صحيح ( مجمع نيقية ) ومن ثم حافظوا فى ثبات على المذهب الذى تقبلوه بسهولة , فلما إقترب وباء الأريوسية من حدودهم كان لديهم فى ذلك الوقت ما يقيهم من شره وهو إيمانهم الشديد بـ " الأوموؤوسيون " وحدة الجوهر مع الاب .. ] (5)      

====================

المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  142 - 145

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3) Epist. Encyc. 1,7.

(4) Ibid. 5

(5) المؤرخ جيبون : إضمحلال وسقوط افمبراطورية الرومانية " الجزء الول " الفصل 21 الباطرة والجدل حول مذهب آريوس . 

 

This site was last updated 05/27/08