| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس وفاة الأمبراطور قسطنطين وعودة البابا اثناسيوس إلى الإسكندرية |
هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعاتأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
موت الأمبراطور قسطنطين وعودة البابا أثناسيوس إلى شعبه |
الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D. ********************************************************************************************** الكتاب الثانى: الفصل الرابع والثلاثون (وفاة قنسطنطين بعد عماده، ودفنه بهيكل الرسل القديسين) (2/34/1) وكان الامبراطور قد قسَّم بالفعل الامبراطورية بين ابنائه والذين كانوا يُنعَتون بالقياصرة. فأعطى الأقاليم الغربية لقنسطنطين([240]) وقنسطانس، والأقاليم الشرقية لقونسطانتيوس. وإذ شعر بتوعك المزاج، التمس أن ينال نعمة الحميم فتوجه لهذا الغرض إلى مدينة هيللينوبولس ببثينية. ومع ذلك، ازداد المرض عليه فذهب إلى نيقوميديا وهناك نال المعمودية المقدسة فى إحدى ضواحى المدينة. وبعد الاحتفال شعر بإبتهاج وشكر الله. (2/34/2) وعندئذ أكد تقسيم الامبراطورية بين ابنائه طبقا لتقسيمه السابق، واسبغ مزايا معينة على روما القديمة وعلى المدينة التى دُعِيت بإسمه. ووضع وصيته بين يدى ذلك الكاهن الذى كان مشايعا دائما لاريوس، والذى اوصته عليه أخته قنسطانتيا فى أواخر حياتها بأنه رجل ذو حياة فاضلة، وأمره بقسَمٍ أن يسلمها لقنسطانتيوس عند عودته، لأنه لم يكن معه عند وفاته لا قنسطانتيوس ولا غيره من القياصرة. (2/34/3) وبعد الانتهاء من هذه الترتيبات لم يعش قنسطنطين سوى أيامٍ قليلة، وتوفى عن عمر خمسة وستين سنة، فى السنة الواحدة والثلاثين من حكمه. (2/34/4) لقد كان حاميا قويا للديانة المسيحية، وأول الاباطرة الغيورين على الكنيسة واسبغ عليها المزايا العديدة. وكان الأكثر نجاحا بين سائر الاباطرة فى كل انجازاته لأنه كما اعتقدُ لم يقم بأى إجراء بدون [مشورة] الله. لقد انتصر فى حروبه ضد القوط والساراميين، وفى الحقيقة فى سائر عملياته الحربية. وغيَّر شكل الحُكم طبقا لرأيه بكل سهولة حتى أنه أنشأ سينات senateآخر، ومدينة امبراطورية أخرى اسبغ عليها اسمه، وقضى على الديانة الوثنية فى زمن قصير([241]) على الرغم من أنها سادت لعصُور طويلة بين الامراء والشعب. (2/34/5) وبعد وفاته وُضِع جثمانه فى تابوت من الذهب ونُقِل إلى القنسطنطينية ووُضع فى ساحة معينة من القصر الذى راعى أولئك الذين فيه نفس المراسيم والتكريم الذى كانوا يقدمونه له فى حياته. (2/34/6) وعندما سمع قنسطانتيوس بوفاة ابيه، وكان آنذاك فى الشرق اسرع إلى القنسطنطينية ونقل الرفات المَلكية بأقصى تعظيم وأودعها فى المقبرة التى كانت قد شُيِّدت بأمر المتوفى فى كنيسة الرسل. ومنذ تلك الفترة، جرت العادة على دفن الاباطرة فى نفس مكان الدفن. وهنا كان الاساقفة بالمثل يدفنون لأن الكرامة الكهنوتية ليست فقط تعادل كرامة السلطة الامبراطورية، ولكن فى المواضع المقدسة تأخذ الأولوية. الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D. ********************************************************************************************** الكـتـاب الثـالـث الكتاب الثالث: الفصل الأول (بعد وفاة قنسطنطين هاجم اتباع يوسيبيوس وثيوجينس الايمان النيقاوى جهرا) (3/1/1) لقد رأينا الآن الاحداث التى شاعت فى الكنائس خلال حُكم قنسطنطين. وبعد وفاته خضعت العقيدة التى نصَّ عليها مجمع نيقية للفحص من جديد. فعلى الرغم من أن هذه العقيدة لم تكن مقبولة على نطاق واسع، فإن أحدا ما لم يجرؤ خلال حياة قنسطنطين على رفضها جهارا. ومع ذلك عقب وفاته رفض كثيرون هذا الرأى، وبصفة خاصة أولئك الذين كانوا سابقا محل شك كمخادعين. ومن بين كل هؤلاء بذل يوسيبيوس ويوجينس اساقفة مقاطعة بيثينية كل ما فى وسعهم لكى ما تسود مفاهيم اريوس. ورأوا أن ذلك يمكن أن يتحقق بسهولة اذا ما أمكن منع عودة اثناسيوس من النفى، وبإسناد ادارة كنائس مصر إلى اسقف من رأيهم. (3/1/2) وقد وجدوا نصيرا لهم فى ذلك، ذاك الكاهن الذى حصل من قنسطنطين على تصريح بعودة اريوس. وكان يحظى بتقدير كبير من الامبراطور قونسطانتيوس([242]) بسبب الخدمة التى قدَّمها له بتسليمه وصية أبيه. ولما كان موثوقا فيه، انتهز بشجاعة هذه الفرصة إلى أن صار قريبا من زوجة الامبراطور ومن خصيان جناح مخدع النساء. (3/1/3) وفى هذا الوقت عُيّن يوسيبيوس مشرفا على شؤون الدار المَلكية. وإذ كان ملتصقا بحماس بالاريوسيين حث الامبراطور وكثيرين من الاشخاص المنتمين إلى البلاط على تبنى نفس المفاهيم. (3/1/4) ومن ثم ثار من جديد الجدل الخاص بالعقائد على المستوى الخاص والمستوى العام، وتجددت المنازعات والشقاقات. وكانت هذه الحالة تتفق مع وجهة نظر ثيوجينس وحزبه. الكتاب الثالث: الفصل الثانى (عودة أثناسيوس) (3/2/1) وفى هذه الفترة عاد أثناسيوس من الغال إلى الأسكندرية. وقد قيل أن قنسطنطين([243]) كان ينوى إعادته وأنه أمر بذلك فى وصيته، ولكن الوفاة حالت بينه وبين انجاز نيته. فأعاد ابنه الذى حمل اسمه وكان حاكما آنذاك للغال الغربية، أثناسيوس. وكتب خطابا إلى شعب الأسكندرية بخصوص هذا الموضوع. (3/2/2) وإذ حصلتُ على نسخة من هذا الخطاب مترجمة من اللاتينية إلى اليونانية فإننى سأدرجها باختصار كما وجدتها وهى كما يلى: "قنسطنطين القيصر إلى شعب الكنيسة الجامعة فى مدينة الاسكندرية. لا اظن أنكم لا تقدِرون أن تكونوا غير مُلمين بحقيقة أن اثناسيوس مفسر الشريعة المكرمة كان معرضا لمخاطر على شخصه المقدس من قِبل اعدائه المحبين للدماء والكراهية. لذلك أُرسِل لبعض الوقت إلى الغال، لكى لا يتعرض لأضرار خلال احداث التطرف من قِبل معارضيه الادنياء. ولكى ما تبطل هذه المخاطر، أُنتُزِع من فك أولئك الذين ظلموه، وأُمِر أن يعيش إلى جوارى لدرجة أن المدينة التى أقام فيها كانت تزوده بكل الضروريات، ولكن فضائله كانت مشهورة على نحو غير عادى لأنه موضع ثقة الله، ولكنه وضع جانبا كل ثقل الثروة. إن سيدنا([244]) وابى قنسطنطين اوغسطس المطوَّب الذكر كان قد عزم على إعادة هذا الاسقف إلى وطنه، وأن يعيده بصفة خاصة إلى محبتكم. ولكن لمَّا كان القدر البشرى قد وافاه وتوفى قبل أن يتمم ما قد عزم عليه، فإننى كخليفة له انفّذ عزم الامبراطور ذى الذكرى العطرة. وسوف يُعلِمكم أثناسيوس عندما يرى وجوهكم أى توقير كان يناله منى وليس مدهشا أن أسلك كما سلكتُ معه لأن صُورة رغبتكم ومظهر رجل نبيل كهذا قد دفعنى وأجبرنى على اتخاذ هذه الخطوة. فلتظللكم العناية الالهية يا اخوتى الاحباء". (3/2/3) ونتيجة لهذا الخطاب من الامبراطور عاد أثناسيوس إلى وطنه واستعاد ادارة الكنائس المصرية. أما أولئك الذين التصقوا بالمفاهيم الاريوسية فقد طُرِحوا فى حبس ولم يجدوا سلاما، فأثاروا شقاقا مستمرا وعادوا إلى الدسائس ضده. واتهمه حزب يوسيبيوس امام الامبراطور بأنه شخص مثير للشقاق وأنه ألغى مرسوم النفى ضدا لشرائع الكنيسة[!!] وبدون موافقة الاساقفة، وسأروى فى المكان المناسب كيف نُفِى أثناسيوس ثانية من الأسكندرية بناء على افتراءاتهم. (3/2/4) وفى هذه الفترة مات يوسيبيوس الملقب بامفيلس([245]) وخلفه اكاكيوس فى ايبارشية قيصرية فلسطين. وكان متعصبا ومقلدا ليوسيبيوس لأنه تعلَّم منه الكلام المقدس، وكان يمتلك ذهنا مقتدرا فى التعبير حتى أنه خلَّف كتابات كثيرة تستحق الإلمام بها. (3/2/5) وبعد ذلك بوقت ليس بطويل أعلن الامبراطور قنسطنطين([246]) الحرب ضد أخيه فقُتِل من جنرالاته، وانقسمت الامبراطورية الرومانية بين الاخوين الأحياء فصار الغرب من نصيب قنسطانس والشرق من نصيب قونسطانتيوس |
This site was last updated 11/21/17