Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

مجمـــــع صور 335 م ونفى البابا أثناسيوس الأول 

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناكتفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
النفى الأول لأثناسيوس
قرارات مجمع صور
البابا أثناسيوس فى ترييف

 

هذا المجمع غير قانونى لأنه ضم اساقفه حرموا فى مجمع نيقية ولم يفك حرمهم .

ظل المليتيين والأريوسين على خطتهم لقطع علاقات الأنبا أثناسيوس مع شعبه ومع السلطة الحاكمة , فبعد أن نجح أثناسيوس فى دحض الأتهامات الباطلة التى وجهت إليه أمام الأمبراطور مرتين أتهم مرة اخرة بأتهامات خطيرة وجرائم لا يفعلها إلا المجرمين المحترفين وهى :

*** جريمة قتل قام بقتل الأسقف الميلاتى أرسانيوس .

*** أنه أغتصب عذراء كرست حياتها للرب

*** طلب من وكيله أن يحطم كأس الأفخارستيا الذى كان يستخدمه كاهن يدعى أسخيراس .

*** مع أتهامات أخرى ..

القبض على سكرتير البابا ومجمع صور

 قال لبابا أثناسيوس فى مذكراته : [ وهكذا وكأن المؤامرة قد أنتهت وكأن الميليتينيين قد إرتدوا يغطيهم الخجل , إلا يوسابيوس النيقوميدى وأتباعه لأن الأمر لم يكن يخص المليتينيين , ولكن آريوس والأريوسيين , وهذا كان نصب أعينهم , وكان كل خوفهم هو إبطال حركة المليتيين (فى مصر) لأن هذا معناه أنه لن يتوفر لهم بعد أشخاص يلعبون بواسطتهم الأدوار لكى بواسطتهم ينفذون بهرطقتهم إلى الداخل ... ومن أجل هذا بدأوا مرة أخرى يحركون المليتيين وأقنعوا الإمبراطور بأن يصدر أمره بعقد مجمع جديد فى صور , وكان الكونت ديونيسيوس قد أنفذوه إلى هناك على وجه السرعة ووفروا الحماية العسكرية ليوسابيوس وأتباعه .

وأرسلوا الكاهن مكاريوس ( سكرتير البابا أثناسيوس ) مقبوضاً عليه , والسلسلة فى يده إلى صور بصفته سجيناً تحت حراسة الجنود , وأرسل إلى الإمبراطور أمراً لا يقبل الأخذ والرد بمعنى أنه حتى ولو كنت غير راغب فلا بد على أن أقلع ] (3)

بداية مجمع صور

 فى 11 يوليو الموافق 17 أبيب سنة 335 م , إجتمع فى هذا المجمع 150 اسقفاً , وقد حضر من اساقفة مصر 50 اسقفاً من بينهم الأسقف المعترف بوتامون , والأسقف المعترف بافنوتيوس , وكانا عضوين سابقين فى مجمع نيقية , وكانت نسبة الأساقفة التابعة للبابا أثناسيوس إلى الذين ضده 1 : 3

وترأس المجمع يوسابيوس القيصرى ( مؤرخ تاريخ الكنيسة المشهور ) , ومن وراءه يوسابيوس النيقوميدى , يوجه ويحرك من يشاء , وكان هناك أسماء أخرى معروفه مثل : ناركيسوس ومارس وثيؤجيونس , باتروفيلوس وجورج المصرى أصلاً أسقف لاوديكا - كما تصدر أسقفان صغيران فى السن والعقل بحسب تعبير " جواتكن " المؤرخ المشهور (4)

وقد عومل الأساقفة الخمسين معاملة غير كريمة , وقد أبدوا سخطهم حال وصولهم للمجمع .. لأنه لم تتخذ الأصول فى تقديمهم إلى المجمع بواسطة شمامسة كما هو معتاد فى المجامع المسكونية , وإنما الذى قدمهم هو مسجل الدعاوى والإتهامات الذى هو " حاجب المحكمة "

وأحتج أيضاً البابا أثناسيوس على بعض الأساقفة على أنهم غير أهل أن يكونوا قضاة له فقال :

[ يتدخلون فى قضية لم يشاهدوا شيئاً منها ولا فحصوها ولا حتى من أجلها إجتمعوا أصلاً (5) .... ألم يسجل دائماً ضدهم أن كتاباتهم تفسر تعاليم آريوس , ألم يشهد جميع المعترفين ( الذين تألموا وقت الإضطهاد ) ضد الأسقف يوسابيوس القيصرى فى فلسطين أنه قدم ذبيحة للأوثان ؟ ألم يسقط البابا ألكسندروس " جورج " عن كرسيه ] (6)

وقد قام الأسقف بوتامون - وهو قديس مصرى معترف , فقد إحدى عينيه وقت الإضطهاد , ووجه الكلام ليوسابيوس القيصرى فى وسط المجمع يسأله عما حدث معه داخل السجن أثناء الإضطهاد ؟ ثم يسأله كيف يجلس بعد ذلك قاضياً ليحاكم البابا أثناسيوس !!!

وقد كان بوتامون زميلاً ليوسابيوس القيصرى فى السجن , مشيراً إلى حنثه وتقديمه ذبيحة للأوثان (7) , فمن أنكر الإيمان يسقط حقه فى جلوسه لرئاسة مجمع يحكم فى الإيمان !!

وهذا ملخص لوصف المؤرخ ثيؤدريت لإحدى جلسات مجمع صور ( كتاب 1: 30 )

[  وفى الصبح الباكر حضر أثناسيوس إلى المجمع , وفى هذا اليوم كانت أول قضية قدمت ( ضد اثناسيوس ) قضية امرأة فاسدة بدأت بوقاحة وتهور وصوت عال تقول إنها كانت قد نذرت بتوليتها ولكن أثناسيوس جاء إلى منزلها وأفسد عفتها , وبعدما إنتهت من أتهامها تقدم أثناسيوس وبجانبه شماسه تيموثاوس وهو يستحق المديح حقاً , فلما طلبت المحكمة من أثناسيوس أن يرد الإتهام , صمت أثناسيوس , وبدأ تيموثاوس يتكلم كأنه هو أثناسيوس , وخاطب المرأة قائلاً : " وهل أنا تحدثت معك يا أمرأة أبداً ؟ " وهل دخلت قط بيتك ؟ " فأجابت بوقاحة أكثر وصراخ وهى تشير إليه بأصبعها : " نعم أنت هو الذى سلبتنى بتوليتى وأفقدتنى عفتى " مع ألأفاظ أخرى نابية مما يستخدمها النساء اللائى فقد حيائهن , وهكذا وقع مدبرو هذه المؤامرة فى خزى أما الأساقفة المطلعون على سر المؤامرة فأصابهم خجل بصورة واضحة .

وبينما هم يخرجون المرأة من المحكمة , وإذا بأثناسيوس يحتج أنه ليس من العدل أن يخلى سبيلها هكذا , بل يتحتم أن تسأل هذه المرأة عن الذى دبر معها هذه المؤامرة ؟ وهنا أخذ المتهمون لأثناسيوس بالصياح - كعملية تغطية - إنه لا تزال جرائم أخرى أنكى وأشد وسوف يستحيل عليه مهما كانت مهارته أن يبرئ نفسه منها , وسوف تشترك العين وليس الأذن فقط فى التصديق على جريمته .

وفى الحال قدموا صندوفاً خشبياً وفتحوه , وإذا به ذراع محنطة , فصرخ الأساقفة ( بإفتعال كاذب ) حتى أن البعض صدق أن الإتهام حقيقى , ولكن كثيرون ادركوا المكيدة ( بخصوص مقتل أرسانيوس وتقطيع جثته )

وبعد فترة وجيزة بدا أثناسيوس ( المتهم ) يسأل قضاته هل يوجد أحد بينهم كلن قد رأى أرسانيوس ؟ فأجاب كثيرون معاً أنهم يعرفونه جيداً , وفى الحال أمر أثناسيوس أتباعه أن يحضروا اثناسيوس أمامهم ثم سألهم : " هل هذا هو أرسانيوس ؟ الرجل الذى قتلته ؟ هل هذا هو صاحب الجثة التى قطعوا ذراعها هؤلاء المشتكون على ؟ .. فلما رأوا أرسانيوس أعترفوا لإضطراراً أنه هو أرسانيوس بالفعل , مد أثناسيوس يده ورفع عنه رداءه الخارجى وكشف عن كلتا ذراعيه اليمنى واليسرى ( وبدأ يتهكم على مشتكيه) قائلاً : " لا تبحثوا عن موضوع الذراع الثالثة المقطوعة لأن الإنسان لم يوهب من الخالق إلا ذراعين فقط !! ..

ولكن بدلاً من أن يخزى هؤلاء الأساقفة الملفقون , بدأوا يصيحون ويضجون قائلين : " هذا سحر !! .. إن أثناسيوس ساحر !!

أما الأساقفة المدبرون للعبة مع أرسانيوس المقتول كذباً , فهالهم الأمر وأخذوا يحرقون أسنانهم عليه يريدون قتله بالفعل ! بل ويتمنون أن يقطعوه قطعاً بأيديهم هم ... ]

ولما تأكد البابا أثناسيوس من إيمان أرسانيوس وإلتصاقه بالحق وعدم الحيد عنه جعله أسقفاً رسمياً تابعاً له على إيسيله وهى مدينة شطب الان .

أما الأسقف المليتينى يوحنا أركاف الذى دبر بإحكام مؤامرة أرسانيوس وكان حاضراً فى المجمع أنسحب فى الحال عندما رأى فشل خطته وأقله\ع إلى مصر مع لجنة تقصى الحقائق ( اللجنة المزورة المغرضة ) التى عينها خصوم أثناسيوس مع أن المفروض طبقاً لقوانين المجامع يجب أن تكون بالأنتخاب .

وأستمرت جلسات المجمع وبدأت تزداد عنفاً وتحدياً وتبادلوا الإتهامات , أما ابرز الإتهامات التى وجهت لأثناسيوس هو : أنه عامل خصومه ومعارضيه بطريقة عنيفة قاسية فقد أتهم بضرب وسجن بعض الأساقفة المليتينيين الذين أحتجوا على عدم قانونية رسامة أثناسيوس , وأنه أسقط " غاللينيكوس " اسقف بيلوزيوم ( الفرما قديماً , شرق بور فؤاد ألان , وتسمى الآن باللوظة ) عن كرسيه , لأنه ساند إسخيراس , وأنه أقام بدلاً منه مرقس بقوة الشرطة .

ولم يكن فى يد الأنبا أثناسيوس أن يفعل شيئاً أمام تحيز القضاة , كما ضاعت كل إحتجاجات الأساقفة المصريين لدى رئيس المجمع يوسابيوس القيصرى ولدى ديونيسيوس القنصل العام المسئول عن المحاكمات والعدل والنظام , وضاع أيضا إحتجاج الأسقف الوقور ألكسندروس أسقف تسالونيكى للكونت ديونيسيوس وكشفه لخطوط التآمر الحادث بين الأريوسيين والميليتيين .

وللأسف كان صوت الأريوسيين أقوى وأكثر سلطاناً من صوت الكونت ديونيسيوس (8) 

عودة لقضية إسخيراس

 قضية إسخيراس قضية فحصت مرتين وأقفلت مرة امام الأمبراطور الذى اقتنع بكذبها ومرة أمام 13 كاهن بالأسكندرية وسجلوا أعترافاته وتوبته مكتوبة , ومع ذلك قدموها الأريوسيين والمليتيين فى مجمع صور تحدياً لكل منطق وإمعاناً فى الإستهزاء بالبابا أثناسيوس , وإمعاناً فى التنكيل فقد صور المجمع " الخص / العشة " التى كان يسكنها إسخيراس فى قريته الفقيرة " إيرين " على بركة مريوط على أنه بازيليكا ( على مستوى كاتدرائية ) وأن أثناسيوس قد أعتدى بنفسه على حرمة الكنيسة وكسر كأس الأفخارستيا وقلب المائدة المقدسة الخشبية وأحرق الكتب الطقسية .

ولم يسمع المجمع لأقوال أثناسيوس

** أن إسخيراس لم يكن كاهناً قانونياً ,

** ولا توجد له كنيسة على الإطلاق فى قرية " إيرين "

** ولا توجد كنائس للميليتيين فى مريوط بالمرة

** أوضح أنه لم يذهب لمقابلته والذى ذهب الراهب مكاريوس حيث وجد أسخيراس راقداً ومريضاً فى خصه ( عشته حجرة من نبات الغاب ومعرشة الغاب أيضاً ) وان اليوم الذى قابله فيه مكاريوس لم يكن يوم الأحد وهو اليوم الذى كانت تقام فيه القداسات حسب التقليد الكنسى وقتئذ .

** إعترف إسخيراس بخط يده أنه كذب وتواطأ مع المليتيين .

وتمادى الأريوسيين فى الشغب وأصروا على أن يرسلوا لجنة مكونة من ( ستة من الأريوسيين والمليتيين ومعهم إسخيراس وأستبقوا مكاريوس ) لتقصى الحقائق ( ولكنهم فى الحقيقة يريدون مزيداً من الوقت للبحث والتخطيط لمزيد من أتهامات , أما الكونت ديونيسيوس فقد كان موالياً لهم بالرغم من عدم إستحسانه لهذا الإجراء بسبب مقاومة البابا اثناسيوس لشرعية الموضوع قانونياً , فقد كان كل من مكاريوس وأسخيراس موجودين فى المجمع وكان يكتفى بسؤالهما , والموضوع نفسه كان مضى عليه سنوات .

اللجنة فى الأسكندرية

 وذهبت اللجنة بخطابات توصية لتساعدها قوة عسكرية فإستقبلتها فرقة من الجند رافقتهم مع فيلارجيوس الوالى مع جماعة من اليهود والوثنيين إلى مريوط حيث كان قد سبقهم إلى هناك سراً رسل من المليتيين قبل ذهاب البعثو بأربعة أيام , وذهب إلى هناك أيضاً عده أساقفة وكهنة ورهبان من المليتيين , وتجمهروا فى قرية " إيرين" حتى يثبتوا للجنة أن للميليتيين مكانة كبيرة وكنائس كثيرة , ثم أحضروا شهود زور من اليهود وأدعوا أنهم كانوا موعوظين فى الكنيسة وقت القداس وأنهم شاهدوا كسر الكأس , وكان هناك مسيحيين أجبروهم على إقرار كل التهم الملفقة تحت تهديد الجنود الذين كانوا يشهرون سيوفهم أثناء التحقيق .

وفات على المحققين الملفقين أنه بحسب قانون الكنيسة يستحيل إقامة الذبيحة المقدسة والموعوظون موجودون , فكيف شاهد هؤلاء تحطيم الكأس وقلب المائدة (9) 

وفى المقابل تجمع أساقفة وقسوس إقليم مريوط وأعتبروا ان التحقيق باطلاً لأن القس مكاريوس المتهم لم يحضر التحقيق وقبضوا عليهم وظلوا محبوسين حتى أنتهوا من أخذ أقوال شهود الزور , ولما انتهوا تركوا عليهم الجنود والوثنيين فأهانوهم بشدة , وكان ذلك فى يوم من ايام الصوم , والخطاب الذى حمل إحتجاجهم جاء بتاريخ 10 توت الموافق 8 سبتمبر 335م

وقبل أن تصل هذه اللجنة إلى صور عائدة من الإسكندرية وقبل أن يقطعوا اثناسيوس ويعزلوه عن كرسيه , كان أثناسيوس قد ترك صور صاعداً إلى القسطنطينية ووصلها فى 30 أكتوبر الموافق 2 هاتور سنة 335 م 

وقال البابا اثناسيوس [ فلما رأينا أن الأمور تجرى هكذا إنسحبنا من وسطهم كما من وسط " جماعة خائنين " (10) لأن كل ما كانوا يحلوا له يعملونه (11)

[ فإسخيراس الذى لم يكن له أصلاً كنيسة ولا شعب يتبعه , فغنهم إستطاعوا بعد ذلك أن يقنعوا الإمبراطور أن يرسل أمراً إلى الحارس القضائى فى مصر أن تبنى له كنيسة ( على حساب خزينة الدولة ) .. وأسرعوا فى الحال وجعلوه أسقفاً أيضاً ( وهذا ضد القانون الكنسى أن تصبح قرية مركزاً لأسقفية ]

 نص خطاب الحارس القضائى بالأسكندرية إلى مأمور ضرائب منطقة مريوط ( أمين خزينة الدولة )

[ ... فلافيوس هيميريوس يرسل السلام إلى مامور ضرائب مريوط - القس إسخيراس قد تظلم لدى شفقة أسيادنا أصحاب الفخامة القياصرة لكى تبنى له كنيسة فى منطقة إيرين (قرية إيرين ) بلدة سيكوندارزرزس , وجلالتهم قد امروا ان يجرى ذلك بأقصى سرعة , فيلزم انه بمجرد أن يصلك هذا المكتوب بالمرسوم المقدس المرفق بكل أحترام أعلاه الذى قد صار ترتيبه بمعرفتى , أن تسرع وتوقعه فى دفتر السجلات حتى يصبح ألمر المقدس نافذ المفعول ]

وظل تحقيق لجنة تقصى الحقائق فى مريوط طى الكتمان بسبب التلفيق وإكراه الشهود ثم سلم غلى يوسابيوس القيصرى رئيس مجمع فى صور وكان ذلك فى غيبة أثناسيوس الذى كان فى القسطنطينية , وأرسلت نسخة من التقرير إلى " يوليوس " اسقف روما , وقد اطلع اسقف روما البابا اثناثيوس سنة 339 م بعد عودته من المنفى (12) 

========================

المــــــــــــــــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص 90 -94

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص

(3) Apol. c. Ar. 71.

(4) Gwatkin's note, p. 85: 11; 17.

(5) إجتماع الأساقفة فى صور جاء عرضاً ضمن إجتماع لهم لتدشين كنيسة القبر المقدس .

(6) Apol. contr. Ar.

(7) Epiph., Haer. 68, 7.

(8) NPNF, vol. IV. p. XXXIX

(9) Apolgia contra Ar.11- 14.

(10) أرميا 9: 2

(11) Ibid. 84.

(12)  Ibid.85 ذكر المؤرخ " فيليب شاف أن تاريخ هذا الخطاب كان فى 337م

 
الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF
********************

الكتاب الثانى: الفصل الخامس والعشرون
(مجمع صُور والخلع غير الشرعى لأثناسيوس)
(2/25/1) إن مكائد اعداء أثناسيوس قد اوقعته فى متاعب جديدة وأثارت كراهية الامبراطور ضده، وضمت مفترين عديدين.
(2/25/2) وإذ تعب الامبراطور من إلحاحهم، دعا إلى مجمع فى قيصرية فلسطين، ودعا أثناسيوس للحضور إلى هناك. ولكنه رفض الحضور خشية منه من حِيل يوسيبيوس اسقف تلك المدينة، ويوسيبيوس اسقف نيقوميديا وحزبهما. وأصر رغم الضغط عليه لمدة ثلاثين شهرا على رفضه. ومع ذلك أُجبِر فى نهاية هذه الفترة على الذهاب إلى صُور حيث كان عدد كبير من اساقفة الشرق مجتمعين والذين أمروه بالدفاع ضد التهم الموجهة إليه.
(2/25/3) وكان من حزب يوحنا([214]) كالينيكوس Callinicusالاسقف وشخص ما يُدعى اسخورياس Ischurias قد اتهمه بكسر كأس السرائر وقلب الكرسى الاسقفى، وأنه السبب فى وضعه([215]) فى القيود على الرغم من أنه كان كاهنا وذلك بتهمة زائفة لدى هيجنوس Hyginus حاكم مصر، بأنه ألقى حجارة على تمثال الامبراطور مما تسبب فى إلقائه فى السجن. وعن خلع كالينكوس اسقف الكنيسة الجامعة فى بليزيوم وادعائه أنه سيستبعده من الشركة ما لم يلغ شكوكه بشأن الكأس المكسورة، وعن اسناد كنيسة بليزيوم إلى مرقس وهو كاهن مخلوع ووضع كالينكوس تحت الحراسة العسكرية وتعريضه للتعذيب. وكان من حزب يوحنا اوبلس وباخوميوس واسحق واخيلاس وهرمان الاساقفة. وهؤلاء اتهموه بالضرب وجميعهم اتفقوا على أنه قد حصل على كرامة الاسقفية برشوة أفراد معينين، بينما المنصوص عليه أنه لا يحصل أحد على السيامة، ما لم يستطع أن يثبت براءته من أية تهمة أو جريمة. وأكثر من ذلك، زعموا أنهم وقد انخدعوا فيه، لذلك انفصلوا عن التناول معه ومن ثمة عاملهم بوحشية، وألقاهم فى السجن.
(2/25/4) وأُثيرت مرة أخرى مسألة ارسينيوس. ومثلما يحدث بصفة عامة فى مثل هذه الأحوال اشترك فى المكائد كثيرون ممن كانوا يُعتبَرون أصدقاء له وتحولوا إلى مدعين ضده. وقُرِأ عندئذ مستند يحتوى على شكوى من جمهور الاسكندرية يعلنون فيه أنهم سيمتنعون عن حضور الكنيسة بسببه.
(2/25/5) وإذ أُجبِر أثناسيوس على تبرئة نفسه، حضر أمام كرسى القضاء عدة مرات ودحض بنجاح بعض المزاعم، وطلب تأجيل البعض الآخر لاستكمال الفحص([216])، ولكنه كان متحيرا للغاية عندما فكر فى الاسلوب الذى تأثر به قضاته وبعدد الشهود المنتمين إلى حزب اريوس ومليتيوس، الذين ظهروا ضده وتغاضيهم ازاء المدعين عليه، رغم أنه دحض مزاعمهم ([217])، وخاصة بالنسبة لفرية ارسينيوس الذى زعموا أنه قد قَطع ذراعه لاستخدامها فى اعمال سحرية. وأيضا بالنسبة للفرية الخاصة بالمرأة التى قيل أنه قد دنس طهارتها مقابل هبات معينة، وافسدها ليلا على الرغم من عدم ارادتها. فكلتا الفريتين، قد دحضتا، وثبت سخافتهما وبطلانها التام.
(2/25/6) فعندما أُحضِرت هذه الانثى أمام الاساقفة اقترب تيموثاوس أحد كهنة الأسكندرية من فريق أثناسيوس، منها طبقا لخطة فكَّر فيها سرا، وقال لها: يا إمرأة هل حقا اغتصبتك عنوة ؟. فأجابته، أجل، ألم تفعل ذلك؟. ثم ذكرت المكان والظروف التى أُجبِرت فيها على ذلك. وبالمثل قاد ارسينيوس إلى وسطهم وأراهم يديه الاثنتين وقال للقضاة أن يستعلموا مِن المدعين عن الذراع التى عرضوها لمن تكون. فقد حدث أن ارسينيوس إما أنه قد تحرك بدافع إلهى أو كما قيل قد أخفاه حزب أثناسيوس عندما ظهر الخطر على هذا الاسقف وتم تهريبه ليلا ووصل إلى صُور قبل المحاكمة بيوم واحد.
(2/25/7) وبإختصار، سقطت هذه الدعاوى ولم تعد هناك ضرورة لدفاع، ولم تذكر الاولى فى المداولة. واننى أظن بأكثر احتمال أن كل الأمور كانت تعتبر سخيفة للإدراج. وبالنسبة للثانية جاهد المفترون فى تبرئة أنفسهم بالقول أن أسقفا تحت اشراف أثناسيوس يدعى بلسيان Plusian قد أحرق منزل ارسينيوس بناء على أمر رئيسه وربطه بعمود وشوهه بالسياط ثم قيَّده فى زنزانة. وقرروا علاوة على ذلك أن ارسينيوس قد هرب من الزنزانة من خلال نافذة، وبينما هو يفكر فى البقاء قليلا فى مخبأه حتى لا يظهر افترضوا أنه قد مات كمعترف، ولذا وصل خبره هكذا إلى اساقفة حزب يوحنا. ومن ثمة سعوا بالنيابة عنه إلى رفع الدعوى لدى الماجستريت.
(2/25/8) وعندما تمعن اثناسيوس فى هذه الأمور، أدرك تماما أن أعداءه يخططون لإهلاكه سرا. وبعد عدة جلسات، عندما غُصّ المجلس بالفوضى والهرج وكان المشتكون وجمهور من الاشخاص يصرخون بصوت عال أن أثناسيوس يلزم خلعه كساحر وسافل ولأنه غير مستحق بتاتا للكهنوت، فإن الضباط الذين كان الامبراطور قد عينهم لحفظ النظام أجبروا المُدعَّى عليه على مغادرة قاعة المحكمة سرا لأنهم قد خشيوا أن يقتلوه مثلما يحدث ذلك عادة فى أوقات اندلاع الفوضى. وإذ وجد أنه لا يستطيع البقاء فى صُور بدون هلاك حياته وأنه ليس هناك مجال للحصول على العدالة مقابل المشتكين الغفيرين ضده من قضاة هم أنفسهم متحاملين عليه، هرب إلى القنسطنطينية.
(2/25/9) وأدانه المجمع غيابيا وخلعه من الاسقفية وحظر اقامته فى الأسكندرية لئلا، كما قالوا، يكون مثيرا للقلاقل والانشقاقات. وتم رد يوحنا وأنصاره إلى الشركة بإعتبارهم عانوا من الخطأ بلا عدل، وعاد كل منهم إلى رتبته الإكليريكية.
(2/25/10) ورفع الاساقفة بيانا بإجراءاتهم إلى الامبراطور، وكتبوا إلى اساقفة سائر الأماكن مخبرين اياهم بعدم قبول أثناسيوس فى شركتهم وعدم الكتابة إليه أو تلقى رسائل منه بإعتباره شخص ارتكب الجرائم التى ناقشوها. أما بخصوص هروبه فهذا يدل على أنه مذنبٌ بالدعاوى التى لم يبحثوها. كذلك أعلنوا فى هذا المرسوم أنهم قد اضطروا إلى توقيع هذا الحُكم عليه لأنه عندما أمر الامبراطور فى السنة الماضية بعقد مجمع فى قيصرية لم يذعن لأمر الامبراطور وترك اساقفة الشرق ينتظرونه وضرب بتعليمات الحاكم عرض الحائط. وزعموا أيضا أنه عندما انعقد مجمع صُور، توجه إلى المدينة بحشد كبير بقصد اثارة القلاقل والفوضى فى المجمع، وأنه رفض أحيانا الرد على التهم المثارة ضده وأحيانا أهان الأساقفة كلٌ على حدة، عندما اجتمع بهم. ولم يكن مطيعا فى أحيان أخرى، واعتبر آخرين غير جديرين بالحُكم. كما أعلنوا فى نفس الرسالة بأنه مذنب بكسر كأس سرائرية، وأن هذه الواقعة شهد عليها ثيوجينس اسقف نيقية، وماريس اسقف خلقيدونية، وثيودور اسقف هيراكليا، وفالنتينوس واورساكيوس، ومقدونيوس الذى أُرسِل إلى قرية فى مصر حيث قيل أن الكأس قد كُسِر فيها للتأكد من الحقيقة.
(2/25/11) وهكذا فصَّل الأساقفة كل من المزاعم ضد أثناسيوس على التوالى بنفس الأسلوب الذى يفعله السوفسطائيون عندما يرغبون فى تعليل افتراءاتهم.([218])
(2/25/12) ومع ذلك أدرك كثيرون من الكهنة الذين كانوا حاضرين المجمع عدم عدالة الاتهامات. فقد رُوِى أن آبا بافنوتيوس المعترف والذى كان حاضرا فى هذا المجمع نهض وأمسك يد مكسيموس اسقف اورشليم ليخرجه، كما لو كان المعترفون الذين نُزِعت أعينهم بسبب ايمانهم، ينبغى ألا يشاركوا فى مجمع الأشرار

***************
الكتاب الثانى: الفصل الثامن والعشرون
(خطاب الامبراطور إلى مجمع صُور، ونفى أثناسيوس بواسطة دسائس الحزب الأريوسى)

(2/28/1) وتوجه أثناسيوس عقب فراره من صُور، إلى القنسطنطينية. وعندما جاء إلى الامبراطور قنسطنطين، شكا له ما قد قاساه فى حضرة الاساقفة الذين أدانوه ورجاه أن يُخضع مرسوم صُور للفحص أمام الامبراطور.
(2/28/2) فرأى أن هذا المطلب معقول، فكتب إلى الاساقفة المجتمعين فى صُور ما يلى:
"اننى لا أعرف سبب الفوضى والاضطراب فى مجمعكم، ولكنه يبدو من عدم النظام المزعج أن القوانين التى سُنَّت لم تكن متسقة مع الحقيقة، وأن هياجكم الدائم بين بعضكم بعضا من الثابت أنه قد منعكم من التفكير فيما يسر الله. ولكنه سيكون من العناية الالهية أن تنبذوا الشر الناجم عن هذه المنازعات وأن تُعلنوا لنا بوضوح ما إذا كنتم لم تنقادوا فى احكامكم بدوافع حسد أو صداقة شخصية، لذلك آمركم بأن تحضروا جميعا إلىَّ بدون تأخير حتى يمكننا تلقى بيانا دقيقا بمعاملاتكم.
وسأشرح لكم سبب كتابتى هذه بهذا الاسلوب، وستعرفون مما يلى لماذا جمعتكم أمامى بواسطة هذا المستند. بينما كنتُ عائدا إلى المدينة التى تحمل اسمى، والتى اعتبرها بلدى الخاص، صادفنى وأنا امتطى ظهر حصانى اثناسيوس الاسقف مع لفيف من الأفراد فى عرض الطريق على نحو غير متوقع لدرجة اننى اندهشتُ للغاية عندما شاهدته. إن الله الذى يرى كل شىء شاهدٌ على أننى لم أعرف فى البداية مَن يكون، ولكنَّ بعضا من مرافقىّ أكدوا لى هذه النقطة واعطونى معلومات ضرورية عن الظلم الذى عانى منه. ومع ذلك لم امنحه فرصة المقابلة. غير أنه ثابر على طلب جلسة استماع على الرغم من رفضى لطلبه وكنتُ على وشك اصدار الأمر بطرده من حضرتى.
إلا أنه قال لى بشجاعة أنه لا يسأل معروفا آخر سوى أن استدعيكم إلى هنا لكى ما يشكو فى حضرتكم من الظلم الذى قاساه. وهو مطلب رأيتُه، معقولا وآنيا. لذا وجدتُ أنه من المناسب أن اكتب اليكم على هذا النحو وأن أأمر كل المجتمعين فى مجمع صُور بالإسراع إلى بلاطنا، حتى تعرضون بأعمالكم صفاء وصلابة قراراتكم أمامى أنا الذى تعترفون بأنى خادم حقيقى لله. فبغيرتى فى خدمته تثبَّت السلام فى كل مكان فى العالم وتم التسبيح بإسم الله بين البرابرة الذين كانوا إلى هذه الساعة يجهلون الحق، ومن الثابت أن كل مَن يجهل الحق لا يعرف الله ناهيكم عن أن البرابرة كما هو مسجل عاليه من خلال خدمتى قد تعلَّموا كيف يعرفون الحق وعبادة الله إذ ادركوا أن حمايته حالة علىَّ فى كل مكان وفى كل زمان وهم يبجلون الله بأكثر عمق خوفا من سطوتى. ولكننا نحن الذين يتعين علينا أن نُعلن سرائر الاحتمال (ولن أقول المحافظة عليها) ينبغى ألا نفعل أى شىء يؤدى إلى الكراهية أو الشقاق أو لنقل صراحة، إلى هلاك الجنس البشرى.
فتعالوا اذن إلى حضرتى كما قد قلتُ لكم، وتأكدوا أننى سأفعل كل شىء فى سلطتى للحفاظ على كل ما يخص شريعة الله المعصومة على نحو لا يمكن أن يسمح بأى خطأ أو عدم ارثوذكسية بينما يتخفى أولئك الأعداء للشريعة فى الاسم المقدس ويسعون إلى ادراج تجاديف متنوعة ومختلفة قد تم رذلها جهارا وسحقها تماما وتجاوزها بالتمام".
(2/28/3) وقد أثارت هذه الرسالة خوفا لدى بعض الاساقفة لدرجة أنهم رحلوا قافلين إلى أوطانهم. ولكن يوسيبيوس اسقف نيقوميديا وحزبه ذهبوا إلى الامبراطور، وأعلموه أن القوانين التى سنها مجمع صُور ضد أثناسيوس مبنية على العدالة. واصطحبوا معهم كشهود ثيوجينس وماريس وفالنس واورساكيوس الذين اقروا أنه كسر كأسا سرائريا. وبعد تلاوة افتراءات أخرى كثيرة تغلبوا بإتهاماتهم.
(2/28/4) فما كان من الامبراطور، إما اقتناعا منه بصحة ادعائاتهم([226])، وإما تخيلا منه أنه بإستبعاد أثناسيوس سيُعيد السلام بين الاساقفة([227])، أن نفاه إلى تريف فى غرب الغال([228])، ولذا أُرسِل إلى هناك.([229])

الكتاب الثانى: الفصل التاسع والعشرون
(الكسندروس اسقف القنسطنطينية، يرفض قبول اريوس فى الشركة)

(2/29/1) وبعد مجمع أورشليم، توجه اريوس إلى مصر، وإذ لم يستطع أن يحصل على تصريح بالاشتراك فى التناول مع كنيسة الاسكندرية، عاد إلى القنسطنطينية حيث كان يجتمع فى هذه المدينة بمكر مع كل الذين تبنوا مفاهيمه وأولئك المناصرين ليوسيبيوس اسقف نيقوميديا بغرض عقد مجمع.
(2/29/2) ولذا بذل الكسندروس الذى كان يرأس كرسى القنسطنطينية كل جهده لفض هذا الاجتماع. وإذ ضاعت كل جهوده هباء رفض علانية كل عهود مع اريوس مؤكدا أنه ليس من العدل ولا من قوانين الكنيسة ابطال تصويت أولئك الاساقفة الذين اجتمعوا من كل مكان تحت الشمس تقريبا فى نيقية.
(2/29/3) وعندما ادرك حزب يوسيبيوس أن حُججهم لم تؤثر على الكسندروس لجأوا إلى التهديد بعزله من الكنيسة وتعيين آخر محله يكون مستعدا للشركة مع آريوس، وحددوا يوما معينا لذلك. وانتظر حزب يوسيبيوس ذلك اليوم الذى حددوه لتنفيذ خبثهم. وصلى الكسندروس من أجل منع تحقق كلام يوسيبيوس عمليا. وقد نجم خوفه بصفة رئيسية من حقيقة أن الامبراطور كان مستسلما [لهم].
(2/29/4) وفى اليوم السابق لليوم الذى حددوه طرح نفسه أمام المذبح واستمر طوال الليل فى الصلاة إلى الله لكى يمنع أعداءه من تنفيذ خطتهم ضده. وأخيرا، أصاب اريوس فى وقت العصر فجأة ألما فى معدته اضطره إلى الذهاب إلى مرحاض عام لقضاء الطبيعة. ومر وقت طويل ولم يخرج. فدخل بعض الرجال الذين كانوا ينتظرونه فى الخارج، فوجدوه ميتا وهو ما زال جالسا على المقعد.
(2/29/5) وعندما صار هذا الموت معلوما، لم ينظر كل الناس إلى هذه الواقعة من ذات الجانب. فقد اعتقد البعض أنه مات فى نفس الساعة التى ألمَّ به مرض القلب فجأة، بينما رأى آخرون أنه كان يعانى من سِقم بسبب فرحته بحقيقة أن الأمر يجرى حسب ما فى ذهنه. بينما تصُور فريق ثالث أن هذا الموت على هذا النحو هو كأس القضاء عليه بسبب بدعته. أما الذين تبنوا مفاهيمه فيرون أن موته كان بفنون سحرية.
(2/29/6) ولن يكون خارجا عن الموضوع أن نقتبس هنا ما قد سجله اثناسيوس اسقف الأسكندرية عن هذا الموضوع. فها هى روايته

فيما يلى جزء من كتاب الـتـاريـخ الـكنسـى" للمؤرخ سُقراتيس سكولاستيكوس (ق4م) عـن الفترة 306م - 43 ترجمهُ من اليونانية إلى الانجليزية ايه. سى. زينوس - تعريب الدكتور الأب/ بـولا ساويرس  - مراجعة نيافة الحَبْر الجليل الأنبا/ إبيفانيوس اسقف ورئيس دير الأنبا مقار -
*********
الكتاب الأول: الفصل الثامن والعشرون

(انعقاد مجمع صور)
(1/28/1) كان الإمبراطور قد أمر بحضور مجمع من الاساقفة لتدشين الكنيسة التى أقامها فى أورشليم، وبناء عليه رتب كأمر ثانوى أن يجتمعوا أولا وهم فى طريقهم [إلى هناك] فى صور لفحص الاتهامات الموجهة ضد أثناسيوس لإزالة كل أسباب النزاع هناك قبل أن يحتفلوا بمراسيم التدشين لكنيسة الله. وكان ذلك فى السنة الثالثة عشر من حكم قنسطنطين([98]).
(1/28/2) فإجتمع ستون اسقفا([99]) فى صور من أماكن عديدة، فى حضور ديونيسيوس القنصل. وأُحضِر مكاريوس القس مقيدا بالأغلال فى صحبة عسكرية، بينما كان أثناسيوس غير راغب فى الذهاب إلى هناك، ليس خوفا لأنه كان بريئا من هذه التهم، وإنما كان خائفا من حدوث أية ابتداعات ضد قرارات مجمع نيقية. ومع ذلك، اضطر إلى الذهاب نظرا لخطابات التهديد من الإمبراطور لأنه كتب إليه أنه إذا لم يحضر من نفسه إختياريا، فسيتم إحضاره بالقوة.

الكتاب الأول: الفصل التاسع والعشرون
(ارسينيوس ويده المقطوعة)
(1/29/1) وقادت العناية الإلهية الخاصة ارسينيوس أيضا إلى صور لأنه على النقيض من تحذيرات المدعين الذين رشوه، توجه إلى صور خفية ليرى ما سيجرى هناك.([100])
(1/29/2) وتصادف أن سمع خدم ارخيلاوس حاكم المقاطعة، على نحو ما، بعض الأشخاص فى حانة يؤكدون أن ارسينيوس الذى قيل أنه قد قُتِل مختبىء فى منزل أحد المواطنين. وإذ سمعوا هذا وحددوا الاشخاص الذين اذاعوا هذا الخبر، اعلموا سيدهم الذى أمر بالتفتيش الدقيق عن الرجل فى الحال. ولما عثروا عليه احتفظوا به فى مكان آمن، وأُخطِر أثناسيوس أنه ليس فى حاجة إلى أى دليل لأن ارسينيوس حى وأنه حاضر هناك.
(1/29/3) وفى البداية أنكر ارسينيوس أنه هو شخصيا، ولكن بولس اسقف صور الذى كان يعرفه سابقا، أكدَّ شخصيته. وهكذا قلبت العناية الإلهية الأمور رأسا على عقب.
(1/29/4) وظهر أثناسيوس بعد ذلك بوقت قصير أمام المجمع. وبمجرد أن قدَّم نفسه عرض المفترون اليد وركزوا على الاتهام. فأدار الأمور بفطنة عظيمة، إذ استعلم من الحاضرين وأيضا من المدعين عليه عن الأشخاص الذين يعرفون ارسينيوس. فأجاب عديدون أنهم يعرفونه. فأمر بإدخال ارسينيوس وذراعيه مستتران بعباءة. ثم سألهم مرة أخرى "هل هذا هو الشخص الذى فقد يده"؟. فذُهِل الجميع من هذا الاجراء غير المتوقع، ما عدا أولئك الذين يعرفون مَن ذا الذى قُطِعت يده، لأن الباقين كانوا يظنون أن ارسينيوس قد قُطِعَت يده حقيقة، وتوقعوا أن المدعَّى عليه سيقدِّم دفاعه بطريقة أخرى. ولكن أثناسيوس رفع العباءة عن ارسينيوس من أحد الجانبين وآراهم إحدى يديه. ومرة أخرى، بينما كان البعض يفترض أن اليد الأخرى هى المقطوعة، جعلهم يظلون فى شكهم لبرهة، ثم رفع العباءة من الجانب الآخر، وعرض يده الأخرى. وعندئذ خاطب الحاضرين، وقال هوذا ارسينيوس كما ترون بيدين، وعلى المدعين أن يخبروكم ممن قُطِعَت اليد الثالثة"([101]).

الكتاب الأول: الفصل الثلاثون
(هروب المدعين عليه)
وإذ انتهى أمر ارسينيوس على هذا النحو، وصار المفترون فى حيرة شديدة، انسل آخاب ([102]) المدعو يوحنا أحد المفترين الرئيسين من المحكمة فى اثناء الجلبة وهرب. وهكذا برأ أثناسيوس نفسه من هذه التهمة دون الالتجاء إلى أى التماس إذ كان واثقا أن مجرد ظهور ارسينيوس حيا سيخزى جميع المفترين.

الكتاب الأول: الفصل الواحد والثلاثون
( الاساقفة لا يصغون إلى أثناسيوس فى الدفاع الثانى. لجوءه إلى الإمبراطور )
(1/30/1) ولكن فى دحضه للفرية الزائفة ضد مكاريوس اتخذ الطرق القانونية فاستبعد أولا يوسيبيوس وحزبه كأعداء، واحتج ضد عدم شرعية محاكمة أى شخص بواسطة خصومه. ثم أصر على أن الشاكى اسخيرون لم يحصل حقيقة على كرامة الكهنوت، ومن أجل ذلك هو متهم بالتزييف والتدليس.
(1/30/2) ولكن لما كان القضاة غير راغبين فى قبول هذه الاعتراضات فقد تناولوا قضية مكاريوس. وإذ وجد المدعون الأدلة غير كافية، تم تأجيل مناقشة القضية إلى حين توجه بعض الأشخاص إلى ماريوتس لفحص النقاط المشكوك فيها فى ذات الموقع.
(1/30/3) وإذ رأى أثناسيوس أن نفس الأشخاص المزمع إرسالهم لفحص الأمر هم نفس الأشخاص الذين استبعدهم (لأن المرسلين كانوا ثيوجنيس وماريس وثيودورس ومقدونيوس وفالنس وارسينيوس) تعجب من أن الاجراءات بها غدر وتدليس، لأنه من الظلم أن يُقيَّد مكاريوس القس بالأغلال بينما يُسمَح للشاكى والقضاة الذين هم خصومه بالذهاب ليجمعوا الحقائق من الموقع"([103]). وإذ أعلَن هذا الاحتجاح أمام كل المجمع وأمام ديونيسيوس حاكم المقاطعة، ووجد عدم اهتمام بدفاعه من أىّ أحدٍ انسحب. وأما أولئك الذين أُرسَلُوا إلى ماريوتس بعدما تحروا، زعموا أن ما قد قاله الشاكى صحيح.
الكتاب الأول: الفصل الثانى والثلاثون
(رحيل أثناسيوس. عزل المجمع له)
وعندما رحل أثناسيوس أسرع إلى الإمبراطور، وأدانه المجمع غيابيا. وعندما قُدِّم تقرير الوفد الذى توجه إلى ماريوتس للاستعلام، صوتوا بخلعه، ناعتين إياه بألقاب مشينة فى حكم العزل، ولكنهم صمتوا تماما بالنسبة للهزيمة المشينة التى لحقت بالمفترين فى قضية القتل. وأكثر من ذلك، قبلوا فى الشركة ارسينيوس الذى زعموا أنه قد قُتِل، والذى كان قبلا اسقفا من هرطقة مليتيوس وكان قد وقع على عزل اثناسيوس بوصفه اسقفا لمدينة هبسلوبوليس Hypselopolis.
هكذا من خلال ظروف غير عادية صار الضحية المزعوم اغتياله من قِبل أثناسيوس مشتركا فى خلعه.

الكتاب الأول: الفصل الثالث والثلاثون
(انتقال اعضاء المجمع من صور إلى أورشليم للتدشين. قبولهم لاريوس)
(1/33/1) ووصلت رسائل من الإمبراطور إلى أعضاء المجمع للإسراع بالتوجه إلى "أورشليم الجديدة"([104])، للإحتفال بالتدشين. فتركوا صور فى الحال وتوجهوا بسرعة إلى أورشليم. وبعدما احتفلوا بتدشين المكان، أعادوا قبول اريوس([105]) وانصاره فى الشركة طاعة، كما قالوا، لرغبات الإمبراطور الذى أمرهم فى اتصالاته بهم أنه راضٍ تماما عن ايمان اريوس واوزيوس.
(1/33/2) وأكثر من ذلك، كتبوا إلى كنيسة الأسكندرية([106]) مقررين أن كل حسد قد زال الآن، وتأكد سلام الكنيسة. وأنه إذ عاد اريوس إلى الاعتراف بالحق، فمن الصواب أن يكون عضوا بالكنيسة من الآن فصاعدا، وأنه يتعين عليهم قبوله أيضا، وألمحوا إلى عقوبة أثناسيوس. وفى نفس الوقت ارسلوا إلى الإمبراطور معلومات بما قد تم بعبارات مثل هذه تقريبا.
(1/33/3) ولكن بينما كان الاساقفة منهمكين فى هذه الاجراءات، وردت رسائل أخرى غير متوقعة من الإمبراطور تخبرهم بأن أثناسيوس قد فر إليه طلبا للحماية، وأنه من الضرورى حضورهم إلى القسطنطينية بسبب ذلك. وكانت هذه المراسلات من الإمبراطور كما يلى:

 

This site was last updated 02/12/18