الكاهن سمعان: المسيح ضاع بين قديسى الكنيسة
التماثيــــل تغزو الكنيسة فى عصـر البابا تواضروس
عندما تغادر الروح الشخص والمكان
فى 9/8/3023م نشر واحد من الأهل والعشيرة القبلية فيديو للمدعو أسقف سيدنى بعنوان : "رسالة قوية وهامة لشعب ابروشية سيدنى وكل العالم " تكلم المدعو عن الأرق وعدم النوم فقال : " خلى الحاجات الروحية تنومك إقرأ الإنجيل وقصص القديسيين ومعجزات البابا كيرلس وبستان الرهبان ولكن لا تدع الحاجات الغلط تنومك ، أنتم تفهمون قصدى " وظهر المدعو أثناء عظته بالكنيسة بنظرات شاردة فهل كان يصف الأرق من تفكيره فى الأخطاء التى فعلها وأدت لعدم نومه من خبرته الشخصية؟ وهل هذا الأرق من تانيب ضميره !!!! وعموما يعمل ضمير الإنسان على تقييم الفرد لنفسه بالحكم على أفعاله من خلال ما قام به من أعمال في الماضي فقط بل عن الحاضر والمستقبل. والسؤال الذى يطرح نفسه .. هل يواجه المدعو اسقف سيدنى مشكلات إجتماعية أو إدارية أو صحية أو نفسية تسبب له الأرق وعدم النوم ؟ ويمكن القول أن الإنسان عموما وبصفة عامة.. كما ان له القدرة على التمييز بين النور والظلمة له القدرة أيضا على التمييز بين الخير والشر هذه القدرة تسمى الضمير وهو إستعداد نفسى فطرى يفرق بين الخطأ والصواب، أو بين الحق والباطل. وينتاب الإنسان شعور بالرحة من فعل الخير وفى المقابل ينتابه إستقباح ونفور وضيق من عمل الشر والخطية ويخبرنا الكتاب المقدس بعهدية عن عمل الضمير فى الإنسان وهو شعور بعذاب أو ندم .. وظهر هذا الشعور واضحا فى عبارة قالها قايين بعد أن قتل أخاه هابيل "فقال قايين للرب: «ذنبي أعظم من أن يحتمل." (تك 4: 13). بينما منع ضمير يوسف من الوقوع فى خطية الزنا ورفض فعلها وقال : «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله» ( تك 39: 9 ). وبعد ما أنكر بطرس تلميذ المسيح معرفته بالمسيح ثلاث مرات وكان المسيح قد تنبأ بأنه سينكره (مت 26: 34): قال له يسوع: الحق أقول لك: إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات " وأيقظ صياح الديك ضمير بطرس وصف الإنجيل حالته بعد "تأنيب الضمير" بقوله : " فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاء مرا." (لو 22: 62) وتأثير "عذاب الضمير" أو "وَخْز الضمير"فى حالة أخرى أنهى يهوذا تلميذ المسيح حياته بالإنتحار لأنه لم يستطع العيش بعذاب الضمير بعدما باع يهوذا سيده بثلاثين من الفضة لكهنة اليهود الذين تآمروا عليه وسلموه لبلاطس ليصلبه وندم يهوذا على فعلته : "قائلا: قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا " (مت 27: 4) وتخلص يهوذا من هذا العذاب بالإنتحار " فطرح الفضة في الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه." (مت 27: 5).
وعن تسجيل المدعو أسقف سيدنى مستندات وتقارير وفايلات لكل الأحداث والأشخاص فى الإيبارشية قال : " درس تانى إكتب كل حاجة فى حياتك سجله يوم كذ حدث كذا لأنك سيجئ يوم يطلب منك شئ لازم ترجع للمستندات وأنا قاصد بقول إيه!!! أنا أحب أطمنكم أنا عمرى 63 سنة الإنسان قليل الأيام ولكن بعد أن تخلص أيامى إبروشيتكم بها مستند لكل شئ
well organized planed filling system with proper documentations for everything
وأنا أشكر كل الذين تعبوا معى فى إيبارشية سيدنى ... أنا لم أذهب إلى مكان معين بكتب تقرير مثلا ذهبت لمصر وفعلت كذا وحدث كذا وتوصيات التقرير والتقرير محفوظ " لقد قام المدعو بجمع هذه المعلومات عن طريق إبن عمه وأربعه نساء من الأهل والعشيرة الذين وضعهم فى مركز سلطة ويتسائل البعض هل هذه المستندات والأحداث والمواقف عن كل شخص بالإيبارشية إدارية أم شخصية لأن البعض يخاف من أن تكون هذه التقارير تحتوى على إعترافات ادلوا بها للكهنة التابعين له؟ ولم تكن هذه المرة الأولى التى يظهر فيه خبر هذه التقارير فقد ذكرت من قبل عندما حدث حريق فى الإيبارشية وقالوا أن الحريق لم يمس المستندات ففى 8/9/2014 نشرت جريدة مصراوى خبرا بعنوان : " حريق بإيبارشية الكنيسة المصرية في استراليا دون إصابات بشرية" وقال القمص تادرس سمعان - وكيل عام المطرانية في بيان له : " شب الحريق بالجانب الأيسر من المطرانية وأحدث تلفيات بالغة بالمباني وأبلغ الشرطة ورجال الإطفاء واستطاعوا إخماد الحريق وأوضحت المطرانية أن الآباء جميعهم بخير وجميع المستندات لم تمس"ويتسائل البعض ما هى أهمية هذه المستندات فى الحياة الروحية بالإيبارشية ؟ لم يجمع بطرس الرسول والتلاميذ تقارير عن الشعب ؟ وذكر الإنجيل أن تقارير التلاميذ للمسيح كانت عن الخدمة التبشيرية " فرجع السبعون بفرح قائلين: «يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك!»" (لو 10: 17)
وعن التوقيع بسرعة للمستندات قال المدعو : " والنقطة الثالثة لا توقع على مستند بدون أن تسأل لماذا وقع الملك أحشويرش عميانى (بسرعه بدون تدقيق) لهامان ودرس آخر أى إنسان يقولك كلام قل له أفكر ثلاثة ايام واصلى واصوم لا توقع وحتى لو وقعت بالخطأ من إنسان خدعك لا توجد مشكلة لو إنسان جاء ليصلح صلح حربونا الخصى صلح فكر أحشويرش قال له هذا التوقيع خطأ وأعان الله مردخاى وأستير وكل الشعب اليهودى" وكما ترى أيها القارئ ان كلام المدعو مفكك مشوش الفكر لا يفهم منه شئ مما يقصده وكان يجب أن يبدأ بسرد قصة الملك أحشويرش وأستير أولا ثم يستخلص النتائج كما يلى[ استولى الفرس على ملكة بابل وكانت بها الشعب اليهودى مقيم فى أرض السبى ومن بينهم فتاة يتيمة رباها عمها مردخاى وحظيت أستير بإستحسان الملك احشويرش فتزوجها وجعلها ملكة ولكن لم يعلم أحدا أنها يهودية وكان للملك مستشارا أسمه هامان جعله المتحكم الأول فى المملكة وحدث أن إغتاظ هامان من مردخاى لأنه لم ينحنى له لأن عادة اليهود ألا يسجدون إلا للرب وكره هامان اليهود كلهم وأعد هامان خطة لإبادتهم فقال هامان للملك احشويروش انه موجود شعب ما متشتت ومتفرق بين الشعوب في كل بلاد مملكتك وشريعتهم مغايرة لجميع الشعوب وهم لا يعملون بقوانين الملك فلا يليق بالملك تركهم. فاذا حسن عند الملك فليكتب ان يبادوا فنزع الملك خاتمه من يده واعطاه لهامان عدو اليهود وقال الملك لهامان لتفعل به ما يحسن في عينيك "أى أن الملك احشويرش وقع لهامان بدون تدقيق" .. إلى آخر القصة ] فهل يشبه المدعو نفسه بالملك احشويرش أم بمردخاى ؟ وهل يشبه اليهود بالأهل والعشيرة؟
***********************************
تمثال لمريم على كنيسة قبطية
فى 31/7/2023م حضر الأنبا يؤنس رفع أضخم تمثال للسيدة العذراء على قاعدته التى تحتضن كنيسة صغيرة أطلق عليها إسم "الملكة" أو " ملكة جبل أسيوط" ويقود إليه درجٌ (سلم) لولبيّ. ويشرف التمثال الضخم على مجموعة من الكنائس بدير السيدة العذراء مريم بجبل أسيوط الغربي بقرية درنكة والدير هو الذي احتمت داخله العائلة المقدسة أثناء هروبها من الأراضى المقدسة إلى مصر من بطش الملك هِيرودُس الذي كان يسعى لقتل السيد المسيح وحرص آلاف الأقباط علي حضور احتفالية التدشين للمجسم وذلك تزامنًا مع قرب الاحتفال السنوي بذكرى رحلة العائلة المقدسة داخل الأراضى المصرية والتي يحتفل بها الأقباط كل عام فى الفترة من 7 وحتى 21 أغسطس وقال الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس ورئيس دير السيدة العذراء مريم بجبل درنكة : "إن فكرة تصميم تمثال للسيدة العذراء مريم يشبه إلى حد كبير إلى تمثال سيدة حاريصا الشهير بدولة لبنان؛ مضيفًا: "زرت لبنان حوالي 15 أو 16 مرة، وكنت أشعر بالتأثر في زيارة المكان هناك " وأضاف أسقف أسيوط: "كانت تراودني فكرة تصميم التمثال منذ مجيئي لمحافظة أسيوط منذ 9 أعوام وفكرت كثيرًا في ذلك وبدأت أجمع معلومات عن تمثال حريصا بلبنان وعرفت أنه مصنوع من مادة لا تتغير وهي مادة البرونز؛ مضيفًا: "تحدثت مع الدكتور جرجس الجاولي أستاذ النحت الميداني والفراغي ورئيس قسم النحت السابق بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا وقام بنحته وتنفيذه من الفوم وقام الأخوين العراقيين المسلمين أنس وصهيب الألوسى بسبك التمثال من البرونز فى أكبر مسبك برونز فى مصر والذى يصل وزنه إلى 10 أطنان وطوله ٩ أمتار وعرضه 4 أمتار، وتم نحته فى 3 شهور ووضع الآن فى دير درنكة" "طول المبني 25 مترًا التمثال 9 متر ويعلو قاعدة بارتفاع 15 مترا،ولم يتم الانتهاء من تشطيب المبنى وسيعقبه استكمال عمليات التشطيب وسيتم عمل لاند سكيب مميز يتناسب مع تنشط السياحة الدينية في هذه المنطقة الهامة"، موضحًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي مهتم بالسياحة الدينية ورحلة العائلة المقدسة، ولذلك قمنا بنحت وسكب هذا التمثال من البرونزمؤكدًا أنه قام بنحت النموذج الأصلى من خامة الفوم على جزئين وتم تقطيعه لأكثر من 3 جزءًا واستغرق نحته ثلاثة أشهر وتمت الاستعانة في نحته بثلاثة مساعدين هم عاملين وطالب، واستهلكت أكثر من خمسين مترًا مكعبًا من الفوم، وأكثر من 200 من الفوم السائل؛ مشيرًا إلى أن تمثال السيدة العذراء مريم يشبه إلى حد كبير إلى تمثال سيدة حاريصا الشهير بدولة لبنان وأشار إلى أنه الصعوبة وجدها أثناء نحت التمثال هي تجميعه على جزئين بدقة شديدة؛ قائلًا:" الحمدالله ربنا كرمني وقدرات أخرجه بهذا الدقة خصوصا أنه ضخم جدا ويحتاج الى مهارة شديدة من أجل إخراجه بهذا الشكل".
فى 21/8/2023م قال الإعلامى القبطى جرجس بشرى : "[ لاول مرة في تاريخ الكنيسة القبطية الارثوذكسية يخون اسقف التعهد الذي تعهد به امام مذبح الله عند رسامته اسقفا بالحفاظ على تعاليم وتقاليد وقوانين الكنيسة ... في سابقة ستسطر بكل الخزي والعار يشرعن الانبا يؤانس اسقف اسيوط التماثيل في الكنيسة المقدسة ويساوم على تقاليد كنيسته ويدهسها لإرضاء عيون روما .ولاجل مكاسب زمنية رخيصة واضعا معثرة امام شعب الكنيسة .. الاسقف يؤانس يطوف مع مجموعة من الخدام العصاة
الاسقف الكنيسة حاملين تمثال العذراء وينفذ البسطاء اجندته في الكنيسة باخذ بركة التمثال بل وإمعانا في جرجرة البسطاء لهذه الخطية زعموا ان التمثال ينضح زينا ...للعلم الكنيسة القبطية الارثوذكسية طيلة تاريخها كان حريصة على عدم إدخال التماثيل في الكنيسة حتى لا يقال ان ابناء الكتيسة يعبدون الاوثان والتماثيل ، ولكي لا ينخدع البسطاء ويلتمسون بركتها وهو ما حدث الآن بعد شرعنة الاسقف للتماثيل والصلاة امامها بملابس الخدمة الكهنوتية صلاة التسبحة امامها ومناشدة الناس بالنظر إليها بروحانية لاخذ بركتها ...!!!]
**********************************
إعتراض على إقامة تمثال فوق الكنيسة
إعترض معظم الأقباط على إقامة تماثيل داخل وخارج الكنئس لأن هذا الأمر غير مقبول فى الكنيسة القبطية .ونحيط علم القراء إن جميع الصور وتماثيل المسيح والتلاميذ والعذراء والقديسيين هى إما من تخيلات الفنانيين أو رسم ملامح أمراء أوربية لملوك وأميرات أوربا على أنها المسيح أو العذراء أو غيرها لهذا لا نجد صورتين للمسيح بشكل واحد ومما يؤكد إختلاف شكل العذاء مريم فى الصور أنه عندما تزور كنيسة البشارة التابعة للاتين الكاثوليك فى الناصرة بإسرائيل سترى بها أكثر من 130 صورة مختلفة للعذراء قدمت هدية للكنيسة من 130 دولة كل دولة ترسم العذراء بلون بشرة وبملامح مواطنيها وبالملابس الوطنية المحلية التى تشتهر بها كل بلد فتجد صورة للعذراء ذو ملامح يابانية وأخرى صينية وأثيوبية وكينية وإيطالية وأسيوية وغيرها ومما يذكر أن مصر أهدت صورتين معلقتين فى هذه الكنيسة أهداهما مثلث الرحمات الأنبا باسيليوس لهذه الكنيسة وتحتها إسم مصر باللغة الإنجليزية وبالرغم من أن يسوع أتى لخاصته أى الشعب اليهودى بملامح يهودية وملابس يهودية إلا أنه أمر تلاميذه بالذهاب وتبشير العالم أجمع ولهذا فالشعوب التى إعتنقت المسيحية وأحبت يسوع أحبت أيضا أن تكون ملامحه وأمه يطابقان ملامحهم وهكذا رسموهم بملامح أهل بلادهم يلبسون ملابسهم الوطنية (صورة العذراء مقدمة من دولة اليابان بملامح اليابانيين وملابسهم الوطنية أحدى صور العذراء التى قدمتها الدول هدية لكنيسة البشارة الكاثوليكية فى الناصرة ) والمشكلات التى أحدثها إقامة تمثال العذراء بأسيوط هى :
١- مكانه أعلى قبة كنيسة حيث ينبغى ان يكون الصليب رمز الخلاص حسب الطقس والتقليد القبطى والمسيحى عامة و لكن تم أستبدال الصليب بتمثال سيدة لبنان حريصة الكاثوليكي الذي يخلد عقيدة بدعة الحبل بلا دنس ما الغرض من هذا التمثال تحديدآ الذي يخلد عقيدة بدعة الحبل بلا دنس
٢- الإشكالية فى كونه شبيه لتمثال العذراء حريصة الذى دشن تذكارا و تخليدآ لبدعة حبل العذراء بلا دنس من أبويها و ليس حبلها لشخص المسيح بلا دنس،
٣- الإشكالية أنه على غير الطراز و الفن القبطي الذي يبتسم بوجود هالة فوق الرأس و تحمل السيد المسيح الطفل (أيقونة الملكة) فالملكة العذراء تكون بجانب الملك المسيح حسب قول المزمور " قول المزمور "قامت الملكة عن يمينك أيها الملك" ( مز 45 : 9)
٤- الإشكالية هي التبرك من التمثال بدون ميرون على خلاف الأيقونات التى تدشن بالميرون فالبركة الروحية تكون من الميرون المقدس فى الأيقونات بينما التماثيل لا تدشن بحسب قوانين الكنيسة .
*********
لماذا رفضت الكنيسة القبطية التماثيل؟
غزت التماثيل الكنيسة القبطية فى عصر البابا تواضروس أقيم عدة تماثيل بالأديرة منها تمثال للبابا شنودة صنعه ميشيل حنا زكريا ابن قرية البرشا بمركز ملوى جنوب المنيا وضع فى فى مضيفة دير الانبا بيشوى بوادى النطرون أما تمثال للأنبا آبرام فقد قام نيافة الحبر الجليل الانبا إبرام الاسقف الامين على الوديعة بإزالة التمثال من دير الأنبا آبرآم وذلك احتراما لتقاليد الكنيسة القبطية الارثوذكسية وحتى لا يتجرأ الناس على اخذ اي بركة من تماثيل لا ترى ولا تسمع وايضا كي لا يعطي الفرصة لبعض المذاهب غير الارثوذكسية والمسلمين بمهاجمة الكنيسة القبطية الارثوذكسية بإتهامها بعبادة الأصنام عملا بالاية الإنجيلية التى تقول "لذلك إن كان طعام يعثر أخي فلن آكل لحما إلى الأبد، لئلا أعثر أخي." (1 كو 8: 13) فإذا كانت التماثيل تعثر البعض فلا داعى لإقامتها
هذه الفقرة مصدرها القس مارتيروس جمال الذى كتب تعليقا على إدخال لتماثيل فى الكنيسة القبطية فقال:
في العشرين قرنا الماضية لم تضع الكنيسة القبطية تمثالا واحدا داخلها او في محيطها للأسباب التالية ..
١- رفضا للوثنية : رفض الأقباط كل ماهو متعلق او متشبه بعبادات الماضي للتمماثيل والخشب والحجارة والكائنات الحية والنجوم والكواكب وغيرها والاقباط في ذلك كاهل افسس الذين احرقوا كتب السحر بعدما قبلوا الخلاص على يد القديس بولس.(اع ١٩: ١٩)
٢- ادراكا للهوية : تمسك الأقباط بكل ما هو مسلم لهم من مار مرقس رسول المسيح لمصر فجعل إيمانه بالمسيحية أساسا لهويته وجعل مصر وطنا للمسيحية فقد باركها المسيح وعائلته فى هروبه من بطش هيرودس كان االأقباط مرجعا في كل معضلة لاهوتية، مكتفيا بتراثه وثقافته عن كل ماهو غريب، لم يكن محتاجا ان يتسول او يتبنى فن او ثقافه غريبه عنه. كانت ايقوناته وموسيقاه والحانه وملابس الخدمة كلها تنضح بالثقافة والهوية المصرية،
٣- فكر الابدية : على مدار القرون الطويلة كانت الكنيسة تدرك ان مسئوليتها هي اعداد اولادها للحياة الابدية، لذا رأت في التمثال المجسم ثلاثي الابعاد، صورة من زمنية ومحدودية ومادية الارض، على خلاف الايقونة بفنها القبطي ذي الخطوط المستقيمة والدوائر الكاملة والوجوه المشرقة والعيون المفتوحه، التي تنقل العقل من حدود الزمن الى رحابة الروحانية والابدية. وهكذا رفضت التمثال، وتبنت الايقونة.
٤- فقط ما للبنيان : رغم ان الكنيسة تعرف ان كل الاشياء تحل، لكنها تعلمت من كلمة الله ان ليست كل الاشياء تبني (١ كو ١٠: ٢٣ ) فاهتمت فقط بما هو يبني فاكتفت بابسط الامكانيات والتجهيزات، نظرة بسيطة الى كنائسنا القديمة سترى كم هي بعيدة عن المغالاة والبذخ والبهرجة، فما كل هذا الا ورق تين، لكن الاهم هو ما يبني: التعليم والصلاة والرعاية، وما التمثال الا بهرجة وافتخار ومنظره. لذا لم يكن في كنائسنا تماثيل.
٥- اتقاء للعثرة : عثرة من ؟ عثرة الذين هم من داخل سواء كان هذا في العصر القبطي او فيما بعده فيعثر الانسان البسيط ويستدرج الى عبادة وثنية، وعثرة الذين هم من خارج، فينظر الى المسيحي كعابد وثن، وللكنيسة كخادمة للاصنام، فاذا كان القديس بولس في (كو ١٤) تخوف ان توصف الكنيسة بالاستهزاء جراء الممارسة غير المنضبطة لموهبة الالسنة، فما بالك لو دخل هؤلاء ووجدوا الكنيسة مفعمة بالتماثيل الا يصفونا بعبادة الاصنام .
٦- ليست من البدء : لم يجرؤ جيل من اجيال الكنيسة على استحداث التماثيل فيها ، لانه لم يتسلمها ممن سبقوه، فنحن لم نستلم من ابائنا الايمان والعقيدة فقط، بل تسلمنا طقس وهوية وممارسة، فما استلموه سلموه دون حذف او نقصان ١كو ١١: ٢٣، وهنا انا الضعيف اسأل كل من وضع تمثالا في ديره او كنيسته ، اذا كنت قدسك لم تتسلم الكنيسة بتمثال ، كيف تجرأت واضفت ما لم يكن من البدء مت ١٩: ٨
٧- حفظا للوصية : تقول الوصية "لا تصنع لك تمثالا منحوتا ، ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الارض من تحت . وما في الماء من تحت الارض " خر ٢٠: ٤، وهنا يقول البعض ان التحريم مشروط بالسجود والعبادة، وهنا اقول لو احتمال ان ينجر احد البسطاء الى عبادة التمثال هو واحد في المليون. فهذا يكفي لتحريم اقامتها لان نفس هذا الانسان ثمينة جدا استحقت ان يهرق من اجلها دم المسيح.
٨- التابوت المخفي : وان كانت هذه النقطة ليست من الاجابة . لكنها ردا على من يقول ان من حرم صنع التمثال امر بصنع كاروبان مظللان غطاء تابوت العهد، لكن لا ننسى ان تابوت العهد كان في قدس الاقداس، لايراه احد من الشعب نهائيا ، يراه شخص واحد فقط هو رئيس الكهنة وفي يوم الكفارة فقط ، وكان من يلمسه يموت (٢صم ٦: ٧ ) فلم يأمر الله بوضع تمثال الكاروبيم في صحن الهيكل او في محيطة كما هو حادث الان.
٩- كنيسة على الكفاف : لم تدخل الكنيسة في الماضي في بهرجة ورفاهية التماثيل التي تتكلف الكثير من المال والجهد. لانها عاشت فقيرة، مكتفيه بقوتها وكسوتها، وفي احيان كثيرة كان البابا يطوف البلاد مترجيا اولاده ليكملوا له مقدار الغرامة المفروضة عليه من سلطان مسلم او وال ظالم، وكثيرا منهم كان يودع السجن الى ان تسدد عنه الغرامة، لم تكن ارصدتهم بالملايين، ولم يكونوا منطلقي اليد في الصرف دون محاسب او مراجع.
١٠- لا مجال للمحاباة : يقول القديس يعقوب لايكن لكم ايمان ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة، (يع ٢: ١) فان كنت ادرك اني عندما اتصرف خلافا للتقليد والتسليم المستقر في الكنيسة، سأخضع للمراجعة والمساءلة، سافكر الف مرة قبل الاقدام على شئ، وتاريخ الكنيسة مفعم بالعديد من الامثلة التي تمت فيها مراجعة البابا نفسه في امر ما، اما وقد انتشرت المحاباة، فليفعل كل ما يحسن في عينيه، هذا يحذف، وهذا يضيف، وليكن الله في عون الشعب المسكين.
هل لم يقرأ الاسقف الجليل الانبا يؤانس أن الله عندما امر موسى النبي بصناعة تمثال على شكل حية نحاسية لكي ينظر بني إسرائيل إليها فيشفون من لدغات الحيات في البرية انجر بعد البسطاء على مر الوقت لطلب بركتها بل وعبادتها !!! ولما ساء الامر في عيني الرب امر حزقيا الملك بسحقها !!!!اما تمثالا الكاروبين الذين كانا على طرفي تابوت العهد لم يكن متاحا لكل الشعب رؤيتهما لانهما كان داخل قدس الاقداس الذي يدخله رئيس الكهنة فقط في العام مرة واحدة ... ونطلب من الله ان يراجع الاسقف نفسه لانه ينبغي ان يطاع الله اكثر من الناس
في النهاية فن النحت من الفنون الجميلة التي يظهر فيها عبقرية وابداع وذوق الانسان، ورفض وتحريم النحت جمود وعنصرية وانغلاق، وهنا اقول للفنان الكبير الاستاذ الدكتور جرجس الجاولي وكل النحاتين، نحن نحبكم ونقدر فنكم وموهبتكم، انحتوا ابدعوا دعوا الاحجار تتكلم وتنطق بايات الفن والابداع، ونحن سنأتي الى متاحفكم ومعارضكم، وسنستمتع ونغدى ارواحنا بفنكم، وسنشجعكم ونشد على ايديكم اعجابا بفنكم ، لكن ارفعوا ايديكم عن كنائسنا ، فقد غيرتم وجهها ، واستحدثتم ما لم يكن فيها.
************************
العذراء وبدعة الحبل بلا دنس
إعترض الأقباط على إقامة تمثالل لعذراء لعدة أسباب اهمها : الماثيل مرفوضة فى الكنسة القبطية - التمثال نسخة من تمثال سيدة لبنان حريصة الكاثوليكي الذى يخلد بدعة الحبل والدنس التى أقرّت رسميًا بالكنيسة الكاثوليكية فى عصر البابا بيوس التاسع عام 1854حيث يحتفل الكاثوليك في يوم 8 ديسمبر من كل عام بعيد الحبل بالعذراء بلا دنس الخطية الأصلية، وتنصّ أن العذراء مريم قد ولدت من دون أن ترث الخطيئة الأصلية أي خطيئة آدم وحواء التي يرثها الجنس البشري؛ وذلك ليس بطاقاتها الذاتية بل كما ينص منطوق العقيدة: باستحقاقات ابنها يسوع المسيح، أي أن يسوع قد خلّصها هي الأخرى كسائر المسيحيين إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكلت بها في بطن أمها؛ ولا تشير العقيدة إلى أن الحبل قد تمّ دون وجود اتصال جنسي، لكنها تشير إلى أن الروح القدس قد طهر مريم من الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى التي تشكلت فيها: والهدف من العقيدة هو تبرئة العذراء من أي علاقة بالخطيئة؛ أي أنها طاهرة تماماً ليس لها خطية أصلية أو شخصية منذ اللحظة الأولى التي حبل بها وحتى وجودها كإنسان، نظراً للمكانة التي ستحتلها مريم بأن تكون أماً لله. ويعتمدون على الآية "قدس العلى مسكنه" (مز 45: 5) أي مستودع العذراء لتصبح أهلًا لسكنى الله
* الرد: هناك طريق واحد للخلاص وهو دم المسيح "بدون سفك دم لا تحدث مغفرة" (عب 9: 22) وهذا المفهوم كان حتى موجود في العهد القديم في ذبائح الكفارة فكيف خلصت العذراء قبل سفك الدم وولدت طاهرة من الخطية الأصلية
* إذا كان ممكنا أن يخلص إنسان كالعذراء من الخطية الأصلية بدون تجسد الرب وصلبه وموته وقيامته، فلماذا لم يخلص الله البشر كلهم بهذه الطريقة ؟ ما حاجته أن يخلى الله ذاته ويأخذ شكل العبد وان يصلب ويموت
* هناك الكثير من الآيات الدالة على كفارة المسيح وغفرانه لخطايانا بالصليب : * "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو 3: 24).
* "إن اخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1 يو 2: 1-2).
* "فمن ثم يقدر أن يخلص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله". (عب 7: 25).
* "ليس بأحد غيره الخلاص" (أع 4: 13).
* ثم إذا كانت العذراء قد خلصت من الخطية الأصلية لماذا قالت "تبتهج روحي بالله مخلصي" (لو 1: 47).
فهناك حبل بلا دنس وقت الحبل فقط ... بعد الحلول الأقنومي على السيدة العذراء مريم في فترة الحبل فقط.
* عصمة مريم:
* يؤمن أخوتنا الكاثوليك كذلك بان مريم كانت ثابتة في الصلاح والبر من وقت أن حبل بها وان الله منحها العصمة طوال حياتها وهذه هي الفضيلة التي انفردت بها العذراء عن سائر القديسين، ويقول البابا بيوس التاسع أن العذراء مريم كانت منذ أول دقيقة من الحبل بها معصومة من الخطيئة وذلك بإنعام إلهي خاص.
* الرد: إن العذراء مريم كانت هيكلًا للإله ولم تكن إلهًا. العذراء مريم هي قديسة الأجيال وكل الدهور ولكن ليس قداستها معناها إنها كانت معصومة من الخطأ.
فليس هناك امرأة في الأرض قبلها أو بعدها تساويها في القداسة ليس عن عصمة وإنما عن قداسة مصدرها حلول الروح القدس عليها والنعمة التي حلت عليها والتي أعطتها قوة تفوق الوصف لأنها تحمل قدوس الله.
* ولو كان قداسة العذراء عن عصمة كان يمكن أن ينال هذا الأنعام أي من القديسات اللائي سبقنها في الزمن والتاريخ.
* هذا تقليل من قيمة العذراء إذ نرجع الفضل في قداستها لله الذي انعم عليها بالعصمة من الخطية وليس لجهادها في طريق القداسة.
* مريم والغفرانات:
* الغفرانات هي منح يمنحها الباباوات لِمَنْ يتلو تلاوات خاصة أو يزور أماكن معينة في أوقات معينة والعذراء قد نالت من هذه الأنواع الثلاث كثيرًا.
* غفرانات لأوقات معينة: بالنسبة للعذراء مريم شهر مايو يعتبره الكاثوليك الشهر المريمي وقد صادق عليه البابا بيوس السابع وحتى يشجع المؤمنين على ممارسته منح غفران 300 يوم عن كل يوم يحضره المسيحي أو يحتفل به في أي مكان وغفرانا كاملا لكل الذين يحتفلون بالشهر كله.
* وبالمثل شهر مارس هو شهر القديس يوسف الصديق خطيب مريم العذراء.
* غفرانات لصلوات معينة: غفران 300 يوم لكل من يقول يا يسوع ومريم – غفران 7 سنين و7 أربعينات لكل من يقول يا يسوع ومريم ومار يوسف.
* غفرانات لاماكن معينة: مثال الذين يزورون أي كنيسة أو مكان لعبادة العذراء مريم يوم 8 ديسمبر أو أيام أعياد ميلاد العذراء وبشارتها ودخولها إلى الهيكل وانتقالها إلى السماء.
* الرد: شرط الغفران هو التوبة.
* "فتوبوا وارجعوا تمحى خطاياكم" (اع 3: 19).
* "فإذا رجع الشرير عن جميع الخطايا التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقًا وعدلًا فحياة يحيا لا يموت كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه, في بره الذي عمل يحيا" (حزقيال 18: 21-22).
* "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو 13: 3).
* "ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه" (أش 55: 7).
* صلاة الفريسي كانت أطول من صلاة العشار ومع ذلك خرج العشار مبررًا فالعلاقة بيننا وبين الله -كالصلاة- ليست تلاوة فالكتبة كانوا يطيلون الصلوات وانتقدهم الرب في ذلك، المهم هو نوع الصلاة والكلام الذي أقوله فيمكن أن أقول كلمة واحدة وأنال بها الفردوس مثل اللص اليمين أو العشار. المهم هو الانسحاق والخشوع والفهم أما أن تكون التلاوات محددة بأرقام وأيام للمغفرة فهذا الكلام ليس له أي سند.
* بأي حق وعلى أي أساس كان الباباوات يعطون هذه الغفرانات هذا 300 يوم وهذا 30 سنة وهذا 7 سنين هذا الكلام ليس له أي سند في الكتاب المقدس أو تعاليم وأقوال الرسل ❗‼
* العذراء سيدة المطهر:
* إن كنا نؤمن بالكنيسة المجاهدة على الأرض والكنيسة المنتصرة في السماء فهناك عند الكاثوليك كنيسة أخرى هي الكنيسة المتألمة في المطهر، ويؤمنون أن العذراء مريم تستطيع أن تساعد وتسعف أبنائها في المطهر بان تنتشلهم منه أو تخفف عنهم وطأة العذاب وهي تستطيع أن تستعمل سلطانها وسلطتها في الكنيسة المنتصرة أو المجاهدة أو المتألمة حيث يمتد سلطانها إلى حيث يصل سلطان ابنها ويؤمنون أن العذراء تظهر للأنفس التي في المطهر لتعينها على العذاب وان المطهر قد يفرع في أعياد العذراء المجيدة مثال السجون التي يطلق المساجين منها في الأعياد وعند العفو الملكي.
* أيضًا عندما تمنح زوائد فضائلنا العذراء فهي تنقلها للأنفس المعذبة في المطهر لتخفيف مدتها.
* (بين عقيدة زوائد فضائل القديسين والغفرانات: هناك ارتباط بين هاتين العقيدتين, بمعنى أنه قد يتحصل إنسان ما على غفران 50 سنة ويموت بعد 30 سنة فيكون لديه فائض غفران 20 سنة كرصيد يمكن أن يتصدق به على غيره من الأحياء أو الأموات في المطهر أو يهبه للعذراء لتوزيعه على من تشاء من الخطاة ❗‼)
* الرد أصلا على موضوع المطهر طويل ولكن نذكر بعض النقاط: هل دم المسيح غير كاف للخلاص إن كان غير كافٍ فباطل هو إيماننا أما إذا كان كافيًا فما لزوم المطهر.
* هل هناك خطايا يغفرها دم المسيح وخطايا أخرى يغفرها العذاب في المطهر
* في كل قصص الغفران في الكتاب المقدس يكون غفران الله كاملًا لا تجزئة فيه ... إن الذين كان على الواحد منهما خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون يقول الكتاب إن الله ... إذا لم يكن لهما ما يوفيانه سامحهما جميعًا (لو 42:7) فالخطية التي للموت (مثال 500 دينار) والخطية العَرَضّية (مثال 50 دينار) سامحهم كلهم.
* (توضيح: يؤمن الكاثوليك فيما يخص عقيدة المطهر أن هناك نوعان من الخطايا كقول الكتاب هناك خطايا للموت وخطايا ليست للموت فالخطايا التي للموت يغفرها دم المسيح, أما الخطايا التي ليست للموت -العَرَضّية- فيذهب الإنسان إلى المطهر ليدفع عنها الحساب, ولكن الواضح في هذا المثل الذي قاله المسيح أن السيد سامح العبدان كليهما وأن العبدان لم يكن لهما ما يوفيانه سواء ال500 أو الـ50 دينار).
* اللص اليمين قال له المسيح اليوم تكون معي في الفردوس معناها انه دخل الفردوس في يوم وفاته دون أن يعبر على هذا المسمى المطهر.
******
الحرب ضد التماثيل والأيقونات
إعداد الأغنسطس : كيرلس بشرى.
دبلوم اللاهوت معهد الدراسات القبطيِّة بالقاهرة ماچستير العلوم اللاهوتيِّة وماچستير اللاهوت الأرثوذكسيّ جامعة ڤيننا.
8 يناير 2020م.
تذكار عيد الميلاد مُخلصِنا ربنا يسوع المسيح بالجسد.
"حرب الأيقونات" هي حرب ونزاع حدث في الإمبراطورية البيزنطية، أي داخل الكنيسة البيزنطية فقط، ولكن وأمتد أثره إلى الغرب أيضًا، استمر لمدة حوالي قرنين من الزمان، في القرن الثامن والتاسع الميلادي. ولا علاقة لكنيسة إسكندرية وكنيسة أنطاكية بذلك النزاع، لأن الكنيستين ابتعدتا منذ القرن الخامس الميلادي عن الغرب والكنيسة البيزنطية.
مصطلح "تحطيم الأيقونات" (Iconoclasm) جاء من الكلمة اليونانية (εἰκονοκλασία) (آيكونوكلاسيا) (eikonoklasia)، وهي كلمة من مقطعين (εἰκών)، والتي تُعني "أيقونة" والمقطع الثاني (κλάω) بمعنى "يكسر أو يحطم".
هو يُشير إلى الجماعة المسيحية داخل الكنيسة البيزنطية، التي تأثرت بأفكار الإحتلال الإسلامي ومعتقداته عن الله. فقد شنت شرارة تلك الحرب داخل دمشق بأمر الخليفة "يزيد بن عبد الملك" سنة 723م، بأن تُحطم جميع الصور والأيقونات والآثار في الكنائس.
فترة حرب الأيقونات تنقسم إلى مرحلتين خلال القرنين الثامن والتاسع:
المرحلة الأولى: فترة "تحطيم الأيقونات" منذ سنة (726م حتى سنة 787م).
المرحلة الثانية: فترة "إعادة تحطيم الأيقونات" منذ سنة (813 – 843م).
أيقونة تحطيم الأيقونات البيزنطية.
المرحلة الأولى: فترة تحطيم الأيقونات (726 – 787م)
المرحلة الأولى تبدأ من سنة 726م من عصر الإمبراطور البيزنطي "ليون الثالث"، الذي شن حربه على تكريم الأيقونات، وتنتهي سنة 787م بإنعقاد المجمع المسكوني السابع "نيقية الثاني"، والذي أكد على القيمة اللاهوتية للأيقونات في الكنائس.
الأمبراطور ليون الثالث (717 - 741م)
في سنة 726م حطم الأمبراطور "ليون الثالث" أيقونة السيد المسيح، التي كانت فوق باب قصره في القسطنطينية، بعد أن ألتف حوله جماعة من الأساقفة مقاومين للأيقونات.
في المقابل هذا الفعل الأهوج من الأمبراطور ليون، اعترض الشعب على هذا التصرف الأحمق، كما احتج البطريرك "جرمانوس الأول" (715–730م) بطريرك القسطنطينية، المتصدي الأول لمحطمي ومقاومي الأيقونات، وكتب قائلًا:
[من أجل ذكر أبدي لحياة ربنا يسوع المسيح بالجسد وآلامه وموته الخلاصي وفدائه للعالم الناتج عن موته، تسلّمنا تقليدًا بأن نرسمه بشكله البشري، هذا يعني بظهوره الإلهي المرئي، يستنتج من هذا أننا هكذا نبرز تواضع الله الكلمة] [1]
البطريرك جرمانوس الأول من القسطنطينية مع أيقونات الملائكة.
في سنة 730م صدر "فرمان قيصري" ضد الأيقونات وتكريم الرموز الدينية والتماثيل، كما نص على تقليص مدة الصوم والقداس الإلهي، والتأكيد على اختيار القيصر للأسقف. ولكن هذا لم يُقبل من الشعب والكنيسة سواء في الغرب أو في الشرق.
وفي الغرب أقيم مجمعًا سنة 731م في روما يُدين تحطيم الأيقونات. وفي الشرق ظهر المدافع الثاني عن الأيقونات وهو: القديس "يوحنا الدمشقي"، الذي عاش في دير القديس سابا في فلسطين، وكتب ثلاثة مقالات ضد مقاومي الأيقونات، [2] حيث استند في مقاله الأول، على تكريم الأيقونات استنادًا خريستولوجيًا، لأنه في رأيه أن الله صار مرئيًا لأنه قبل الوجود المادي، مما أدى إلى تغير مفهوم المادة في الفكر المسيحي: [رسم الرب غير المنظور ليس نسبة إلى أنه غير مرئي، بل بالقياس إلى أنه صار منظوراً حين شاركنا اللحم والدم] [3]
كما يقول القديس يوحنا الدمشقي أيضًا:
[في العهد القديم لم يكن لله جسد ولا شكل فلم يكن يستطاع تمثيله ولا بأية طريقة. ولكن اليوم، منذ أن ظهر الله بالجسد وعاش بين الناس، فأني أقدر أن أرسم ما هو مرئي في الله ” Tó őpατου τοữ εοữ ” فأنا لا أكّرم المادة ولكني أكرم خالق المادة. الذي صار مادة لأجل محبته لي. الذي تحمّل وتقبّل الحياة بالجسد فأكمل مصالحتي عبر المادة.] [4] القديس يوحنا الدمشقي المدافع عن الأيقونات.
كما لجأ البطريرك "جرمانوس الأول" إلى البابا "غريغوريوس"، بابا روما في ذلك الوقت، طلبًا تدخله ورأيه في الحرب ضد الأيقونات، ومنذ ذلك الوقت دخلت الكنيسة الغربية في ذلك الصراع.
وحين كتب الأمبراطور إلى البابا "غريغوريوس" بأن يقبل المنشور الجديد، ردَّ عليه البابا بدفاع مطوَّل عن الأهمية اللاهوتية للأيقونات، كما لام تدخل الأمبراطور في شئؤون الكنيسة.
مما أغضب الأمبراطور جدًا، لدرجة إنه أمر بأسر البابا غريغوريوس، وخرب الأديرة، كما اضطهد الرهبان، وكبار المدافعين عن الأيقونات، وقتل عددًا منهم، وكانت هذه هي "حرب الأيقونات".
إن السبب في حرب الأيقونات غير واضح ولا معروف، وهل هي دينية ولاهوتية وأم هي سياسية. فقد رأى البعض أن هذه الحرب كانت من أجل الإصلاح الديني وتطهير المسيحية من الديانة الوثنية، وإنها خطوة من ضمن الإصلاحات الكنسية، التي قام بها الأمبراطور ليون الثالث ومن بعده قسطنطين الخامس. [5]
عملة ذهبية تم صكها في روما للأمبراطور "ليو الثالث".
الأمبراطور قسطنطين الخامس (741 - 775م)
في عصر الأمبراطور قسطنطين الخامس بلغت ظاهرة "تحطيم الأيقونات" ذروتها، لدرجة إنه ظهر ما يُسمى: "لاهوت تحطيم الأيقونة".
تدمير الأيقونات بأوامر الملك قسطنطين الخامس.
مجمع هييريا المجمع الأول ضد الأيقونات (754م)
في سنة 754م عُقد "مجمع هييريا" (Council of Hieria) في أحدى ضواحي مدينة القسطنطينية، بدعوة من قِبل الامبراطور البيزنطي قسطنطين الخامس، وحضره 338 أسقفًا، لذلك اعتبره البعض مجمعًا مسكونيًا، ولكنه رُفض فيما بعد من الكنيسة الأرثوذكسية.
مجمع هييريا هو المجمع الأول لمحاربة الأيقونات، حيث ناقش موضوع "تحطيم الأيقونات" وأكد محاربته لها. وقرر المجمع ومواجهة الأيقونات وتحريمها، لأنها إنحراف وثني وهرطقة جديدة، لأن تصوير المسيح لا يتم سوى في "الإفخارستيا"، كما حرم المجمع كلًا من "يوحنا الدمشقي" والبابا "جرمانوس الأول". ولكن قد رُفض هذا المجمع من الشعب والرهبان في ذلك الوقت.
مجمع هييريا سنة 754م والدعوة بمنع الأيقونات في الكنائس.
الإمبراطورة إيريني منذ سنة 780م وابنها قسطنطين السادس
كانت واصية على ابنها قسطنطين السادس، وهي تُعتبر "صديقة الأيقونات"، وبمساعدة بطريرك القسطنطنية "طراسيوس" (784 - 806م) عُقد مجمع مسكوني في نيقية سنة 787م، وهو "مجمع نيقية المسكوني السابع". [6].
المجمع المسكوني السابع 787م
حضره 350 أسقفًا، ومن بينهم 136 راهبًا، كما حضر 17 من محاربي الأيقونات، [7] كما حضر ممثّلون عن البابا "أدريانوس الأول" (772 – 795م)، بابا روما، وترأس المجمع البطريرك طراسيوس، بطريرك القسطنطنيّة.
وقد قرر المجمع تكريم الأيقونات، لأنها هي إحياء لذكرى الشخص المُصور، والتكريم في حقيقته يرجع إلى الشخص الأصلي، كما أدان المجمع كل من ينكر تكريم الأيقونات، كما حالل كلًا من "يوحنا الدمشقي" والبابا "جرمانوس الأول". وأن تكريم الأيقونات لا عبادتها هو من صميم الإيمان المسيحي. وأن التكريم بإنحناء الرأس هو من بيان إظهار المحبة والاحترام للشخص، وتذكر لتعبه وجهاده التمثُّل به. كما أعلن رهبان محابي الأيقونات ندمهم وقبلوا قرارات المجمع عن رضا إيماني.
قسطنطين السادس (يمين الصليب) يترأس مجمع نيقية الثاني.
وقد أصدر المجمع تحديده، في بيان أجمل ولخص ما توصل إليه: [إننا بعد بذل كل ما في الوسع من عناية وتدقيق، نحدد أنه لا مانع من أن تُرفع إلى جانب الصليب الكريم المحيي، الأيقونات المكرمة المقدسة، مدهونة بالألوان أو مصنوعة من الفسيفساء أو من أية مادة أخرى، ولا فرق في أن تعلق في كنائس الله المقدسة، أو تُرسم على الأواني أو الملابس الشريفة، أو على الجدران أو الألواح الخشبية في المنازل أو في الشوارع. ونعني بالأيقونات صور ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، ووالدته الكلية الطهارة والفائقة القداسة، وصور الملائكة المكرمين، وجميع القديسين، لأن النظر المتواتر إلى هذه الأيقونات يبعث في الناظرين إليها الرغبة في تذكر من رسموا عليها، ويوقظ فيهم المحبة والاحترام لأشخاصهم، على أنه يجب أن يقدم لهذه الأيقونات الإكرام والسجود، دون العبادة المختصة بالجوهر الإلهي وحده. كما أنه يمكن تقديم البخور وإيقاد المصابيح والأنوار أمام هذه الأيقونات للإكرام، كما هو الحال في تقديم سجود التكريم للصليب المقدس والإنجيل الشريف وغيره من الأشياء والأواني المقدسة. وهذا كله يتفق والتقليد الذي جرى عليه السلف الصالح. لأن كل إكرام يقدم للصورة، إنما يعود على شخص المرسوم عليها. وكل سجود لهذه الصورة، هو سجود إكرامي لمن تمثَّله. هذا هو تعليم الآباء القديسين، وهذه هي تقاليد الكنيسة الجامعة.] [8]
مجمع نيقية المسكوني السابع 787م.
ومن الجدير بالذكر هنا أن المذهب الأنجليكاني لا يؤمن بتكريم الأيقونات، لذلك يرى الكثيرون منهم أن هذا المجمع ليس مسكونيًا. ولكن ليس كل البروتستانت ينكرون هذا المجمع بل من أمثال هؤلاء في القرن السادس عشر "ريتشرد فيلد" (Richard Field) المستشار الروحي للملكة إليزابيث (Elizabeth I)، الذي يرى أن المجمع مسكونيًا لأنه يُناقش قضية إيمانية وسلوكية. [9]
المرحلة الثانية: فترة إعادة تحطيم الأيقونات (813 – 843م)
الأمبراطور لاون الخامس (813 - 820م)
هذا القيصر الذي أعاد محاربة الأيقونات مرة أخرى، حيث رفض قرارات مجمع نيقية الثاني المناصر لتكريم الأيقونات، وحارب مؤيدي تكريم الأيقونات وقتل وعذب الأساقفة والكهنة والعلمانيين منهم، واستبعد البطريرك أنسيفوروس عن كرسيه.
مجمع آيا صوفيا المجمع الثاني ضد الأيقونات (815م)
وفي سنة 815م عُقد مجمع "آيا صوفيا"، المجمع الثاني والآخير لمحاربة الأيقونات في كنيسة آيا صوفيا بالقسطنطينية، التي أيدَّ فيها قرارات "مجمع هييرية"، المجمع الأول لمحاربة الأيقونات.
الإمبراطورة ثيودوره
بعد اغتيال الملك لاون الخامس في سنة 820م، خلفه "ميخائيل الثاني" (820 - 892م) يخطو خواته في محاربة الأيقونات، ثم خلفه "الملك ثاؤفيلس"، وبموته جاءت الملكة "ثيودوره" (Theodora) زوجة "الملك ثاؤفيلس"، والواصية على ابنها الملك ميخائيل الثالث (842 - 867م)، انتهى عصر محاربة الأيقونات، وفتحت السجون وانطلق مؤيدوا الأيقونات في حرية تامة وبترحيب وانتصار للأرثوذكسية. وفي سنة 843م عُقد مجمًعا يدافع عن الأيقونات ويؤكد قرارات مجمع نيقية الثاني 787م. وفي الأحد الاول من الصوم الكبير الموافق 11 مارس 843م دخلت الأيقونات الكنائس الأرثوذكسية، حتى أصبح ذلك اليوم عيدًا أرثوذكسيًا يًسمى "أحد الأرثوذكسية" أو "عيد الأرثوذكسية".
أيقونة أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر توضح "انتصار الأرثوذكسية" تحت قيادة الإمبراطورة البيزنطية ثيودوره وابنها ميخائيل الثالث على حرب الأيقونات في عام 843. (مجموعة الأيقونات الوطنية 18، المتحف البريطاني).
ملحق (1): المجامع المسكونية السبعة الأولى[10]
المجمع
الغرض منه
مجمع نيقية
سنة 325م في عهد الملك قسطنطين الكبير ضد آريوس وعدد آبائه 318 وأصدر 20 قانونًا، ولم يقبل آريوس أن يتراجع عن موقف، فحرمه المجمع. كما حدد المجمع تاريخ عيد الفصح، وأقرر بثلاثة كراسي بطريركية وهي روما والإسكندرية وإنطاكية.
مجمع القسطنطينية
سنة 381م في عهد الملك ثيودوسيوس الكبير، وأيام البابا داماسوس أسقف روما، ضد مكدونيوس وعدد آبائه 150 وأصدر 7 قوانين. وحدد ألوهية الروح القدس وأكمل قانون الإيمان النيقوي. وكان مجمعًا عامًا شرفيًا ولم يدع إليه البابا ولم يحضره. ولكنه ضم إلى لائحة المجامع المسكونية بفعل الاعتراف المسكوني بالعقيدة التي أقرها.
مجمع أفسس
سنة 341م في عهد الملك ثيودوسيوس الثاني الصغير، حيث دعا إليه، ضد نسطوريوس وعدد آبائه 200 وأصدر 8 قوانين. ولعب القديس كيرلس الدور الأكبر في المجمع.
مجمع خلقيدونية
سنة 451م في عهد الملك ماركانيوس في أيام البابا لاون الكبير، ضد أوطيخا وعدد آبائه 630 وأصدر30 قانونا.
مجمع القسطنطينية الثاني
سنة 553م في عهد الملك يوستنيانوس، وأيام البابا فيجيلوس، ضد ثلاثة مؤلفين كنسيين يعتقدون إعتقاد نسطوريوس، وهم: ثيودوروس الموبسويستي وأعماله، ثيودوريتوس أسقف كورش ضد كيرلس وضد مجمع أفسس، ورسالة ابياس أسقف الرُّها إلى ماريس. وعدد آبائه 150 أسقفًا شرقيًا.
مجمع القسطنطينية الثالث
سنة 680م حيث دعا إليه الأمبراطور قسطنطينن الرابع، أيام البابا اغاثون، ضد أصحاب المشيئة الواحدة وعدد آبائه 170 أسقفًا.
مجمع نيقية الثاني
سنة 787م في عهد الملكة إيريني، في أيام البابا أدريانوس الأول بابا روما، حضره 350 أسقفًا، ضد محاربي الأيقونات، وأقر بإكرام الأيقونات المقدسة، وأصدر 22 قانونا.