Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
التقرير النصفى سنوى لسنة 2015م
أسرة من 7 أفراد إعتنقوا المسيحية
القزم الجالس
فتاوى الإجرام الإسلامى
إستشهــــاد أقباط بمصر ونيوجيرسى
التبشيـــر ليس جريمـــة
الهرطقة السيمونية بالكنيسة القبطية
شهداء الخصوص
أتباع الشيطان
الحاكم بأمر الله
التقرير النصف سنوى
الجزء الثانى من التقرير
حركة تمرد
الشعب المصرى يسحق
نبوءة نوستراداموس
ظــن وشــــك يحركان الغرب
صور من الأراضى المقدسة
معلولا تتكلم بلغة المسيح
أمن المنيا له علاقة مشبوهة
رسالة إلى وزارة الهجرة
الإنتهاء من تجميع الأناجيل الأربعة
العثور على جثة إسكندر دوس
تزوير فى دستور مصر
التبشير هو أمر إلهى
مخطط لتحويل الكنيسة القبطية
التقرير الربع سنوى
العالم يحتفل بموت المسيح
نريد توضيح من إيبارشية سيدنى
الوضوء بالدم
الإنجيليين والبروتستانت
إيهاب غطاس أول شهيد
صحيفة  ‫ شارلي ستصدر
حزب النور السلفى
التقرير السنوى
الإسلام هدم كنيسة القيامة
تاريخ العرب الهبــــاب
الشهداء الأقباط إختاروا الموت
بيان غريب وعجيب يصدره البابا
إضطهاد رهبان ودير الريان
Untitled 7502
جولة فى برنامج الفيس بوك
محاولات سلخ الكنيسة القبطية
نيروز الشهداء
هلــــموا بنـا نبشـر
جرائم وإغتيالات الإخوان المسلمين
حرق كنيسة الخمس خبزات
مختارات متفرقة من
حزب النور السلفى
Untitled 7619
ذكـــريات من الزمـــن الجميـــل
اللاجئين المسلمين يغزون الغرب
وزارة التربية والتعليم
Untitled 7638
هل  ضرب الأثيوبيين
قس بروتستانتى يهاجم الكنيسة
التقويم وتحديد عيد ميلاد
ننتظر وعد الرئيس
Untitled 7684

ذكـــريات من الزمـــن الجميـــل

 

أرض لها تاريخ

نشات فى أسرة متوسطة تسكن فى شقة خلف  الكاتدرائية المرقسية بالعباسية الآن وكان جدى يسكن فى نفس المنطقة ولكن شقته كانت تطل على سور الكاتدرائية الخلفى وعشت ألأحداث كلها التى مرت بالمنطقة لأنه بمجرد الجلوس فى الشرفة (البلكونة) أو أطل من شباك أرى كل ما يحدث هناك وكنت أذهب للصلاة فى كنيسة الأنبا رويس وكان بجانبها كنيسة تسمى كنيسة العذراء هدمت ومكانها الآن جزء  سلالم (درجات) الكاتدرائية وأخذوا حامل الأيقونات منها ووضعوه فى كنيسة بإسم العذراء أسفل الكاتدرائية الكبرى .. المهم .. لم تكن وقتها الكاتدرائية قد بنت وكانت مساحة الأرض شاسعة جدا فأرادت حكومة عبد الناصر أن تبنى مدرسة ثانوية فى المكان فقام ابونا إبراهيم لوقا والأنبا غريغوريوس بالصلاة ورش الماء على السور الحجرى كله حتى لا تستولى الحكومة على الأرض وكانت هذه الأرض منطقة مقابر وكل ما أتذكره عن أبونا إبراهيم أنه كان أول قس يحمل شهادة جامعية فقد كان مهندسا وسمعت أن أهله كانوا يبكون ويصرخون عند سيامته لأنهم غير موافقون وكان يخدم معه أبونا فرج الذى كان يسكن هو وأولاده وأولاد أولاده بجانب الكنيسة البطرسية فى بيت  مبنى بالحجارة ومن أملاك البطريركية مكون من ثلاثة طوابق (هدم عند بناء الكاتدرائية) وكان الشعب يتجنب أبونا فرج هذا لعدة أسباب لا داعى لذكرها ومع ذلك كان عنده موهبة إخراج شياطين وكان المسلمين بأتون إليه ممن عليهم الأرواح النجسة وكنت أراه وأنا صغير كثيرا يقوم بهذا العمل وقبل بناء الكاتدرائية كانت المنطقة مكانها  أحجار كثيرة مرصوصة على هيئة مساطب والمبانى التى كانت موجودة والأرأضى الفضاء كان يحيطها سور وكانت المبانى هى : كنيسة الأنبا رويس الأثرية وكنيسة العذراء التى كانت حديثة - مبنى القاعة المرقسية (القاعة اليوسابية) وهى من القاعات الفخمة وبها مسرح حديث جدا وما زال حتى الآن وحجرات كثيرة جدا وكان علية القوم من الأقباط يقيمون أفراحهم فيها وعلى شارع الملكة (رمسيس) كنيسة البطارسة (عائلة بطرس باشا غالى) كنيسة بنيت على النظام الأوربى ذات سقف مثل صقوف منازل أستراليا وأسفل هيكل الكنيسة يوجد مقبرة لهم  وأتذكر أيضا أنه كانت توجد ساقية ومبنيين من الطوب اللبن يسكنها مسلميين وكانوا يزرعون الجرجير والبقدونس وغيرها من الخضروات وكانوا مؤجرين ألأرض التى خلف محطة البنزين الآن وكان جزء من الأرض التى بنى عليها المقر الباباوى مؤجره أتذكر أنه كان جراج وله باب خلفى على شارع وحدة الدمرداش

*******************************

فصل مدارس الأحد والقبر

وما زلت حتى الآن أتذكر الأستاذ لويس مدرسى فى مدارس الأحد لعدة سنين وكان يدرس لنا رسائل بولس وكان فصلنا فى حجرة بجوار الهيكل ونطل منها على الهيكل وعلى قبر الأنبا رويس ومدفون بجوارة أربعة من البطاركة وكان استاذى بتولا وهب حياته لخدمة الكنيسة فكان يضع منضده على باب الكنيسة ويبيع كتب وصور وبالمكسب كون كان يشترى كتب وكون مكتبة كبيرة فى مدارس الأحد وأظن أنهم أخذوا حجرة فى الكاتدرائية وأصبحت مكانا لبيع الكتب وغيرها وقد توفى أستاذى صغير السن مما ترك أثرا عميقا فى نفسى وكان هناك ناديا صيفيا وكنت فى فريق كرة القدم وكنا نتبارى مع فرق تأتى من كنائس أخرى وكان هناك مسابقات للقراءة عن طريق أسئلة وأجبت على الأسئلة وكانت عن أريوس والمجامع وأنا فى الصف الثانى الإعدادى وكنت الأول وقالوا لى عايز جائزة إيه فقلت لهم إنجيل عهد جديد وقديم لأن ليس عندى إنجيل ومرة أخرة فزت فى مسابقة وكنت الثانى وأعطونى جائزة كتب بستان الروح  (ج1 ، ج2) للمتنيح الأنبا يؤنس[ كان الأنبا يؤنس منذ شبابه خادما ملتهبا في مدارس الاحد من جيل البابا شنودة وهما مولودان في نفس العام 1923 وترهبا في وقت متقارب وفي ذلك يقول البابا شنودة ( في الواقع لقد جمعتنا اشياء مشتركة لقد ولدنا في سنة واحدة ودخلنا جامعة واحدة وكلية واحدة وقسما واحدا تخرجنا منه وعشنا في الخدمة معا ...كنا نخدم في بيت مدارس الاحد في روض الفرج وكنيسة الانبا انطونيوس شبرا وترهبنا في دير واحد وترهب بعد رهبنتي بسنة واحدة ] وكان أيامها هناك ثلاث مدارس منهجية كبرى فى الكنيسة القبطية مدارس أحد الجيزة ثم مدارس الأحد الأنبا أنطونيوس ثم مدرسة احد الأنبا رويس المهم من هذه المقدمة أريد أن أوضح أننى تربيت بجانب قبر هذا القديس العظيم الذى صار أسمه يطلق على مكان كاتدرائية الأقباط (بطريركية الأقباط الأرثوذكس بدير الأنبا رويس بالعباسية) وأتذكر أنه بعد بناء الكاترائية كان مثلث الرحمات البابا القديس كيرلس السادس يأتى صباحا حوالى الساعة الخامسة أو السادسة ليصلى القداس فيها  البابا كيرلس وكان كثيرا ما يهتم بالعمال وكانوا بالمئات فيرسل لهم بقرتين كل عدة أيام وكان يزورهم أحيانا وأتذكر حادثة أن أن أحد الشباب وأسمه محمد وكان إبن بواب إحدى العمارات التى تطل على السور إصطحب معه عدد أصدقائه وذهبوا لمنطقة البناء وكان العمال قد إكتشفوا حجرات وبها عظام كثيرة فأخذ هذا الشاب إحدى الرؤوس وكان عليها شعر وبها ذقن ومشوا فى الشوارع يقولون "لا لإله إلا الله النصرانى عدو الله" فخرج العمال وكلهم مسلمين ورائهم بالعصى ومن مسكوه ضربوه ضربا مبرحا وحدث بعد يومين أن زوجة البواب إنفجر فيها وابور الغاز وإشتعلت النار فى ملابسها وإحترقت وإحترق جزء من المنزل وطرد صاحب العمارة هذا البواب وعائلته من هذه المنطقة وصار أهل الحى يتعجبون مما حدث الصورة الجانبية : الكاتدرائية المرقسية  بالقاهرة وضع حجر اساسها البابا كيرلس والرئيس عبد الناصر فى 24/ 7/ 1965م  وافتتحها الأثنين في يونيو 1968 ولم يكن عصر عبد الناصر الافضل للاقباط لكن في عهده تم بناء اكبر كنيسة في مصر والشرق واصبحت مقر الكرازة المرقسية هل نري اياما مثل التي مضت !

*****************************

 

******************************

كنائس أرض دير الأنبا رويس

أرض الأنبا رويس التى بنيت عليها الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة كان يطلق عليها قديما اسم "دير الخندق" يرجع أصل هذا الدير إلي عام 969م عندما شرع جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في تأسيس مدينة القاهرة وبناء قصر كبير بجهة الجمالية ليكون مقرا لإقامة المعز فصادف عند تخطيط القصر ديرا للأقباط في تلك الجهة يسمي "دير العظام" مدفونة به أجساد القديسين فأراد جوهر ادخال هذا الدير ضمن تخطيط القصر فأخذه ونقل الأجساد المدفونة بداخله إلي منطقة الخندق وبذلك عوض الأقباط عن دير العظام أو "دير العظمة" بدير الخندق الذي انشيء في القرن العاشر الميلادي. وكان بالمنطقة عشرة كنائس قبطية فى عصر البابا كيرلس الثانى البطريرك رقم 67 وعندما كان بدر الدين الجمالي  أميرا للجيوش [( مملوك مسيحى أرميني الأصل كان أمير الجيوش في الشام استدعاه الخليفة المستنصر من الشام ليصبح وزيرا (رئيس وزراء على مصر) في عام 1073م) أمر الجمالى الأنبا غبريال أسقف الخندق (دير الأنبا رويس حاليا) بإعطاء السريان كنيسة فأعطاهم كنيسة على إسم الشهيد أبالى إبن يسطس القائد الشهيد وجسده فيها راجع سنكسار 1 مسرى , وكان فى هذا الدير كنيسة أخرى على إسم أبو مقار حولها الأسقف إلى مخزنا لفرط الحبوب وعندما عرف الأرمن أن السريان أخذوا كنيسة من القبط فذهبوا إلى أمير الجيوش وقالوا له : ليس لنا كنيسة نصلى بها وفى دير الخندق عده كنائس لأصحابنا الأقباط وهى مغلقة وقد حول أسقفها أحدثها مخزناً للفرط " فأرسل أمير الجيوش من يتقصى الحقيقة فوجد كل ما قاله الأرمن صحيح فأمر الأسقف أن ينقل الحبوب المفروطه ويعطيها لهم ليعمروها ويصلوا فيها فأخذوها يخدموا ويصلوا فيها وكانت تظهر فيها عجائب ومعجزات على يد شهيده مار جرجس .]  وبمضى الزمن لم يتبقى إلا كنيستين قبطيتين  إحداهما باسم رئيس الملائكة غبريال والثانية باسم القديس مرقريوس وهي الكنيسة التي دفن فيها القديس الأنبا رويس عام 1404 ميلادية وعرفت فيما بعد باسم كنيسة الأنبا رويس أما كنيسة القديس غبريال شيدت بدلا منها كنيسة باسم العذراء شرقي كنيسة الأنبا رويس التي هدمت عام 1968 لتحل محلها جزء من سلالم كاتدرائية مارمرقس الجديدة. أى أن أملاك الكنيسة القبطية هى منطقة دير الخندق آلاف من الأفدنة أى المنطقة  الممتدة من الكاتدرائية الآن إلى دير الملاك البحري إلي العباسية. وأستولت علي أرضها الحكومات المتعاقبة فيما بعد مرة لإنشاء مستشفى الدمرداش ومرة لإنشاء خط السكة الحديد ومرة لإنشاء حدائق ومرة لإنشاء شارع الملكة (رمسيس) الآن وشارع الملك (مصر والسودان) الآن وأستولى بعض المسلمين على جزء من الأرض وبنوا مبانى من عدة أدوار والبعض بنى فى منطقة أخرى عشش وأسموها عرب المحمدى وأحاطوا مبنى لأحد القديسيين المسيحيين يعتقد أنه مار جرجس سموه "أبو النور"  وكانوا يحتفلون بمولده كل سنة وهى المنطقة التى أزالتها الحكومة وحولت المنطقة إلى حديقة  .. وأقيم فى المنطقة المتبقية من الإقتطاعات السابقة العديد من المباني منها أسقفية التعليم وللخدمة العامة من بينها اسقفية العلاقات العامة والخدمات الاجتماعية التي أسسها الانبا صموئيل أول اسقف للخدمات الاجتماعية وكانت من بين الاسقفيات التي انشئت لأول مرة في تاريخ الكنيسة القبطية سنة 1968م. ومبنى الكلية الإكليريكية ومبنى الكاتدرائية ومبنى المقر البطريركى ومكتبة .. ألخ واليوم بجانب قبر الأنبا رويس يسكن باباوات فى المقر الباباوى وفى الجانب الاخر كرسى مار مرقس الذى يجلس عليه باباوات الأقباط فى الكاتدرائية ومنهم مثلث الرحمات البابا العظام البابا شنودة الثاث والآن قداسة البابا تاوضروس الثانى وتحت الكاتدرائية رفاة مار مرقس رسول يسوع للديار المصرية وهناك رفاة الأنبا أثناسيوس الرسولى ورفاة أخرى  كثيريين من القديسيين كانوا أمراء وأغنياء أعطوا ما عندهم ولكن الأنبا رويس من القديسبن الفقراء يمثل المرأة صاحبة الفلسين إن قصة عطاءه فى فقرة يجب أن تكون مثلا وقصته عموما يجب أن تستحق مننا كل تقدير وتكريم وقد سجلت الكنيسة قصة حياته فى السنكسار فى 21 من بابة .. الصورة الجانبية جمهور كبير من الأقباط يحتفلون بذكراه ونرى المبنى الأثرى لكنيسته أمام سلالم الكاتدرائية .. ويبقى لنا أن نتعجب حينما نقرأ قصتة  ونقول ما أعظم أبناؤك القديسيين والشهداء أيتها الكنيسة القبطية        

*******************************

مار مرقس الرسول فى فينسيا

‏بسبب‏ ‏مجمع‏ ‏خلقيدونية‏ ‏سنة‏ 451‏م‏ ‏الذي‏ ‏انقسمت‏ ‏بسببه‏ ‏الكنيسة‏ ‏الجامعة‏ ‏إلي‏ ‏شرقية‏ ‏وإلي‏ ‏غربية‏, وكنيستنا‏ ‏لا‏ ‏تقبل‏ ‏مجمع‏ ‏خلقيدونية‏ ‏كنيسة‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ (القبطية) ‏وكذلك‏ ‏جميع‏ ‏الكنائس‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏الشرقية‏ ‏القديمة‏ ‏ومنها‏ ‏الكنيسة‏ ‏السريانية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏والكنيسة‏ ‏الأرمنية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏والكنيسة‏ ‏الحبشية‏ ‏أيضا‏ ومنذ‏ ‏ذلك‏ ‏التاريخ‏  ولم تقبل‏ ‏الدولة‏ ‏البيزنطية‏ عدم قبول أقباط مصر قرارات مجمع خلقيدونية وتعاملت مع المصريين كأعداء  فبدأت‏ ‏تضطهد‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏وأصبح معظم الوجة البحرى تابعا لهم‏ ‏وفرضوا ‏علي‏ ‏الأقباط‏ ‏بطريركا‏ ‏هو‏ ‏بطريرك‏ ‏وحاكم‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏,‏وبسلطان‏ ‏الدولة‏ ‏يمنع‏ ‏بطريرك‏ ‏الإسكندرية‏ ‏من‏ ‏دخول‏ ‏الإسكندرية‏ ,‏استمر‏ ‏هذا‏ ‏الوضع‏ ‏في‏ ‏الفترة‏ ‏من‏ 451‏م‏ ‏إلي‏ 641‏م‏ ‏وهو‏ ‏العام‏ ‏الذي‏ ‏دخل‏ ‏فيه‏ ‏العرب‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏,‏أي‏ ‏نحو‏ 200 ‏سنة‏ ‏تقريبا‏,‏كان‏ ‏بطاركتنا‏ ‏يعيشون‏ ‏في‏ ‏الأديرة‏ ‏ولا‏ ‏يظهرون‏ ‏في‏ ‏الإسكندرية‏,‏لأن‏ ‏الدولة‏ ‏البيزنطية‏ ‏كانت‏ ‏تفرض‏ ‏علي‏ ‏الأقباط‏ ‏بطريركا‏ ‏وهو‏ ‏الحاكم‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏.‏
وهذا‏ ‏هو‏ ‏ما‏ ‏يعرف‏ ‏بالبطريرك‏ ‏الملكاني‏ ‏ولعلكم‏ ‏تعرفون‏ ‏أن‏ ‏في‏ ‏القاهرة‏ ‏توجد‏ ‏كنيسة‏ ‏يسموها‏ ‏كنيسة‏ ‏الملكانية‏ ‏الكاثوليكية‏,‏الملكانية‏ ‏نسبة‏ ‏إلي‏ ‏الملك‏.‏
كان‏ ‏بطريركنا‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏عند‏ ‏دخول‏ ‏العرب‏ ‏مصر‏ ‏هو‏ ‏البابا‏ ‏بنيامين‏,‏وتعداده‏ ‏الثامن‏ ‏والثلاثون‏ ‏من‏ ‏بطاركة‏ ‏الإسكندرية‏,‏لكن‏ ‏كما‏ ‏قلنا‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏بطريركا‏ ‏آخر‏ ‏تفرضه‏ ‏الدولة‏ ‏البيزنطية‏ ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏عرف‏ ‏في‏ ‏التاريخ‏ ‏باسم‏ ‏المقوقس‏ ‏عند‏ ‏دخول‏ ‏العرب‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏.‏والطلبة‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يدرسون‏ ‏التاريخ‏ ‏كانوا‏ ‏يقولون‏ ‏عنه‏ ‏إنه‏ ‏بطريرك‏ ‏الأقباط‏ ‏ولكن‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏الواقع‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏البطريرك‏ ‏القانوني‏,‏ولكنه‏ ‏كان‏ ‏البطريرك‏ ‏الذي‏ ‏فرضته‏ ‏الدولة‏ ‏البيزنطية‏ ‏علي‏ ‏الأقباط‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏.‏ وبإنقسام الكنيسة فى مصر إلى كنيستين كنيسة تابعة للملك (أى الإمبراطور البيزنطى) والكنيسة الوطنية المصرية (القبطية)  قسموا أيضا رفاة مار مرقس فقد كان رفاته ملكا للأقباط المصريين فإستولوا بالقوة على جزء من الكنيسة التى بها الرفاة ووضعوا فبها الجسد ويقى الرأس مع ألأقباط
فعند‏ ‏دخول‏ ‏عمرو‏ ‏بن‏ ‏العاص‏ ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏غزا‏ ‏مصر‏ (‏المسلمون يسموته فتحا ‏) ‏كان الأقباط‏ ‏يعانون‏ ‏من‏ ‏اضطهاد‏ ‏الدولة‏ ‏البيزنطية‏ ومن‏ ‏صور‏ ‏الاضطهاد‏ ‏للأقباط‏ ‏من‏ ‏الدولة‏ ‏البيزنطية‏ ‏أن‏ ‏الحاكم‏ ‏المقوقس‏ ‏قتل‏ ‏مينا‏ ‏أخا‏ ‏البطريرك‏ ‏بنيامين‏ ‏ووضعه‏ ‏في‏ ‏تليس‏ ‏ورماه‏ ‏في‏ ‏النيل‏, وبعد أن إحتل ‏عمرو‏ ‏بن‏ ‏العاص‏ ‏مصر‏ ‏أرسل ‏إلي‏ ‏البابا‏ ‏بنيامين‏ ‏وكان‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏هاربا في‏ ‏الصعيد‏ ,‏وأرسل‏ ‏إليه‏ ‏ما‏ ‏عرف‏ ‏بالفرمان‏,‏وهو‏ ‏يخول‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يعود‏ ‏ليتسلم‏ ‏عمله‏ ‏في‏ ‏الإسكندرية‏.‏

كان‏ ‏جسد‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏الحكم‏ ‏البيزنطي‏ ‏موجودا‏ ‏في‏ ‏كنيسة‏ ‏الملكيين خارج‏ ‏الإسكندرية‏.‏وسرقه‏ ‏البحارة‏ ‏البنادقة‏ منهم ‏في‏ ‏القرن‏ ‏التاسع‏ ‏الميلادي‏,‏وذهبوا‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏فينيسيا‏ ‏وهي‏ ‏البندقية‏,‏ورحبوا‏ ‏بهذا‏ ‏الجسد‏ ‏وتباركوا‏ ‏به‏ ‏وأقاموا‏ ‏عليه‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏عرفت‏ ‏بالكنيسة‏ ‏الذهبية‏ ‏بنيت على طراز الفن البيزنطى الموجودة‏ ‏الآن‏ ‏في‏ ‏فينيسيا‏ ‏وهي‏ ‏التي‏ ‏يسمونها‏ ‏البندقية‏,‏فى إيطاليا‏,‏لكن‏ ‏وقتها‏ ‏كانت‏ ‏دولة‏ ‏لوحدها‏ ‏أو‏ ‏مملكة‏ ‏لوحدها‏ ‏وجعلوا‏ ‏العلم‏ ‏لها‏ ‏هو‏ ‏أسد‏ ‏مارمرقس‏ ‏المجنح‏ ‏أي‏ ‏له‏ ‏جناحان‏ ,‏وهذا‏ ‏طبعا‏ ‏إشارة‏ إنجيله الذى يرمز له بالأسد  وعندما‏ ‏ذهب ألاباء ‏سنة‏ 1968‏م‏ ‏لكي‏ ‏يتسلموا‏ ‏بعض‏ ‏رفات‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏من‏ ‏فينيسيا‏ سمحوا لهم بالصلاة ‏فوق‏ ‏المذبح‏ ‏نفسه‏ ‏الذي‏ ‏تحته‏ ‏جسد‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏,‏ وقد أخذوا ‏جزءا‏ ‏منه‏ ‏(‏عظمة‏ ‏صغيرة‏) لكن‏ ‏الجسد‏ ‏كله‏ ‏مازال‏ ‏باقيا‏ ‏هناك‏ ‏في‏ ‏فينيسيا‏,‏‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏والتي‏ ‏وضعت‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏الجديدة‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏في‏ ‏العباسية‏,‏وكان .‏بطريرك‏ ‏فينيسيا‏ ‏رفض‏ ‏في‏ ‏مبدأ‏ ‏الأمر ‏أن‏ ‏يعطينا‏ ‏هذا‏ ‏الرفات‏ ولكن البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏ ‏له‏ ‏الشكر‏ ‏طلب‏ ‏من‏ ‏بطريرك‏ ‏فينيسيا‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏إعطه‏ ‏لهم ي‏,‏ولذلك‏ ‏نحن‏ ‏استلمنا‏ ‏الرفات‏.‏من‏ ‏روما‏ ,‏ومن‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏.‏

*******************************

رأس مار مرقس بقيت فى مصر
عندما‏ ‏دخل‏ ‏عمرو‏ ‏بن‏ ‏العاص‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ,‏كان‏ ‏هناك‏ ‏بعض‏ ‏كنائس‏ ‏الإسكندرية‏ ‏مازالت‏ ‏تابعة‏ ‏للكنيسة‏ ‏الملكانية‏, اثناء سفر حملة بحرية إسلامية  لإحتلال ليبيا ‏فواحد‏ ‏من‏ ‏بحارة‏ ‏عمرو‏ ‏بن‏ ‏العاص‏ ‏دخل‏ ‏إحدي‏ ‏هذه‏ ‏الكنائس‏ ‏فوجد‏ ‏‏العلبة‏ ‏التي‏ ‏كان‏ ‏فيها‏ ‏رأس‏ ‏مارمرقس‏,‏وتصور‏ ‏أن‏ ‏بها‏ ‏كنزا‏ ‏أو‏ ‏ذهبا‏,‏فأخفاها‏ ‏في‏ (‏خن‏)‏المركب‏,‏والخن‏ ‏مكان‏ ‏مخفي‏ ‏في‏ ‏المركب‏,‏فلما‏ ‏أمر‏ ‏عمر‏ ‏بن‏ ‏العاص‏ ‏أن‏ ‏يبحروا‏,‏لم‏ ‏يستطيعوا‏ ‏أن‏ ‏يحركوا‏ ‏المركب‏ ‏فرموا‏ ‏كل‏ ‏شئ‏ ‏فيها‏ ‏ليخففوها‏ ‏فلم‏ ‏تتحرك‏,‏عملوا‏ ‏كل‏ ‏الوسائل‏ ‏الطبيعية‏ ‏التي‏ ‏تعمل‏ ‏لتتحرك‏ ‏المركب‏ ‏فلم‏ ‏تتحرك‏,‏فأمر‏ ‏عمرو‏ ‏بن‏ ‏العاص‏ ‏أن‏ ‏يبحثوا‏ ‏في‏ ‏المركب‏,‏فوجدوا‏ ‏هذه‏ ‏العلبة‏ ‏التي‏ ‏فيها‏ ‏رأس‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏,‏فأدرك‏ ‏عمرو‏ ‏بن‏ ‏العاص‏ ‏أن‏ ‏ماحدث‏ ‏بسبب‏ ‏هذه‏ ‏الرأس‏,‏وعندما‏ ‏أخرجوها‏ ‏خارج‏ ‏المركب‏ ‏تحركت‏ ‏المركب‏,‏شاء‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الرأس‏ ‏لا‏ ‏تفارقنا‏ ‏وإنما‏ ‏تستمر‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏بركة‏ ‏لنا‏,‏فتأكد‏ ‏عمرو‏ ‏بن‏ ‏العاص‏ ‏أكثر‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الموضوع‏ ‏كان‏ ‏بسبب‏ ‏رأس‏ ‏مارمرقس‏,‏فأرسل‏ ‏إلي‏ ‏البابا‏ ‏البطريرك‏ ‏يؤمنه‏ ‏وأيضا‏ ‏يطلب‏ ‏إليه‏ ‏أن‏ ‏يأخذ‏ ‏رأس‏ ‏مارمرقس‏,‏وفي‏ ‏الوقت‏ ‏نفسه‏ ‏عمرو‏ ‏بن‏ ‏العاص‏ ‏أعطي‏ ‏مبلغ‏ 10000 ‏دينار‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏لكي‏ ‏تبني‏ ‏كنيسة‏ ‏لهذه‏ ‏الرأس‏,‏ كان‏ ‏هذا‏ ‏في‏ 30 ‏بابة‏,‏ولذلك‏ ‏تعيد‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ 30 ‏بابة‏ ‏باكتشاف‏ ‏رأس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ .‏ عندنا‏ ‏تقليد‏ ‏في‏ ‏كنيستنا‏ ‏أن‏ ‏أي‏ ‏بطريرك‏ ‏يرسم‏ ‏جديدا‏ ‏يذهب‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ويكشف‏ ‏هذه‏ ‏الرأس‏ ‏ويتبارك‏ ‏بها‏ ‏ويقبلها‏ ‏ويغير‏ ‏الغطاء‏ ‏الخاص‏ ‏بها‏ ‏بغطاء‏ ‏جديد‏,‏ويعرضها‏ ‏علي‏ ‏الشعب‏ ‏والشعب‏ ‏يأخذ‏ ‏بركة‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الرأس‏.‏والبطريرك‏ ‏يكون‏ ‏حاضنا‏ ‏هذه‏ ‏الرأس‏,‏كعلامة‏ ‏علي‏ ‏أنه‏ ‏هو‏ ‏خليفة‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏,‏وأصبح‏ ‏هذا‏ ‏تقليدا‏ ‏مستمرا‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏,‏حتي‏ ‏لو‏ ‏رسم‏ ‏البطريرك‏ ‏في‏ ‏القاهرة‏,‏لابد‏ ‏أن‏ ‏يذهب‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ويخرج‏ ‏الرأس‏ ‏ويبارك‏ ‏الشعب‏ ‏وهو‏ ‏يحضنها‏ ‏ويغير‏ ‏غطاءها‏,‏وهذه‏ ‏علامة‏ ‏علي‏ ‏أنه‏ ‏هو‏ ‏البطريرك‏ ‏الذي‏ ‏أصبح‏ ‏من‏ ‏خلفاء‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏. فهذه‏ ‏بركة‏ ‏عظيمة‏ ‏نذكرها‏ ‏اليوم‏ ‏وهي‏ ‏اكتشاف‏ ‏رأس‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏.‏

 

 

راهب بدير وادي الريان : محلب طلب أن تأخذ الدولة المزارع وعيون المياه وتترك لنا باقي الأرضMCN
5/11/2015م
قال أحد رهبان دير الأنبا مقار بوادي الريان بالفيوم، إن "المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء السابق، تفاوض معهم أثناء زيارته الأخيرة للدير حول أن تأخذ الدولة المزارع وعيون المياه، وتترك للرهبان باقي الأرض، ولكن الرهبان رفضوا ذلك تماما"، مؤكدا أنه إذا تم ذلك؛ فلن "يكون هناك دير".
وأضاف الراهب لـ/إم سي إن/: "أنهم فوجئوا في 17 أكتوبر الماضي بزيارة مفاجِئة وغريبة من المهندس محلب. ودار نقاش بينه وبين الرهبان على شق الطريق في منتصف الدير، وقدم الرهبان له أكثر من طريق بديل؛ بحيث لا تحدث أضرار".
وأضاف أن "ما قاله محلب لهم هو ذاته ما قالته لهم الأمانة العامة في يناير الماضي، عندما طلبت من رهبان الدير أن تأخذ الدولة عيون المياه والمزارع، وتسلمهم للسكان المحليين"، وتساءل: "أين السكان المحليون والدير يقع في الصحراء؟ فعلى يمين الدير 61 كيلومترا صحراء، ومن الناحية البحرية له 40 كيلومترا صحراء، ولا يوجد سكان"، مؤكدا أن "الهدف هو خراب الدير".
وأشار أنه "في 12 أكتوبر من الشهر الماضي؛ أي قبل زيارة محلب للدير بأيام قليلة، تم عقد اجتماع بين مسؤولين من الجيش ووزير الآثار ورئيس قطاع الآثار القبطية والإسلامية؛ وكانوا قد طلبوا من الدير قبل الاجتماع بيوم واحد خريطة للمواقع الأثرية وغير الأثرية للدير، وقد قامت وزارة الآثار خلال الاجتماع بتسليمها للجيش، وكذلك جميع الأوراق التي تُثبت الأضرار التي تلحق بالدير من شق الطريق، وخلال الاجتماع قرر الجيش أن يشق الطريق خارج الدير، وأن يتحمل الجيش التكلفة المالية الزائدة من جراء تغيير الطريق إلى خارج الدير، وقد أبلغ البعض من وزارة الآثار رهبان الدير بهذه النتيجة"، لافتا أنهم "فوجئوا بعد هذا الاجتماع بأيام بزيارة محلب المفاجئة لهم، وطلبه لهم، وهو ذات طلب الأمانة العامة في يناير الماضي".
كانت أزمة الدير انفجرت عندما أصدرت وزارة النقل قرارا بإنشاء مشروع طريق بري سريع للسيارات، يربط جنوب الفيوم بالواحات غرب مصر. واعتبر رهبان الدير أن الطريق المزمع إنشاؤه يشق الدير؛ لأنه يتطلب هدم السور، والمرور بين المزارع التابعة له، ومواقع أثرية قبطية، وقرروا رفضه، والتصدي له.
في حين تم التأكيد في أكثر من تصريح صادر عن الكنيسة بأن "الكنيسة قطعت صلتها بتجمع الرهبان في دير وادي الريان، وأن الدير غير معترف به من الكنيسة، ولا من مجمعها المقدس"، ودعت تصريحات الكنيسة الدولة "لتطبيق القانون، واتخاذ ما تراه مناسبا لشق الطريق الدولي".
هذا في الوقت الذي تُصر فيه الدولة على شق الطريق، وشطر الدير إلى نصفين، رغم تقديم رهبان الدير لأكثر من طريق بديلة؛ لعدم شطر الدير إلى نصفين؛ حفاظا عليه، وعلى الآثار الموجودة به".

الأقباط يتجمعون حول كنيسة  القديس الأنبا رويس (فريج) الذى تنيح في

 

مثل هذا اليوم من سنة 1405 ميلادية 1121 للشهداء تنيح القديس فريج المعروف بالقديس رويس ، كان القديس من ضيعة صغيرة بالأعمال الغربية تسمى منية بمين . وكان اسم أبيه إسحق وأمه سارة . ولما ولد سمياه فريج وكان يعمل مع والده في الفلاحة وكان له قعود ( جمل ) صغير يبيع عليه الملح وحدثت ضائقة للمسيحيين فجاء إلى مصر وصار يتنقل من جهة إلى أخرى ولم يكن له مبيت ولا مأوى وكان يقضى أغلب ليله ساهرا في الصلاة والنوح ولم يقتن رداء ولا ثوبا ولا عمامة بل كان عريانا إلا ما يستر به جسمه . وكان مكشوف الرأس ومنظره كسواح البراري ، وعيناه محمرتين من كثرة البكاء ولم يحلق شعر رأسه مطلقا وكان قليل الكلام . وذات مرة ضربه أحد الأشرار بقسوة زائدة فلم يفتح فاه ة وكان حاضرا في ذلك الوقت القديس مرقس الأنطوني فانتهره وفى أخر أيام حياته كان يقول "يا عذراء خذيني ، لأن الحمل ثقيل علي" ، ويعنى بذلك تقل حمل خطايا الشعب التي كثيرا ما كان ينهاهم عنها فلا يستمعون لكلامه وكان معاصرا للقديس البابا متاؤس البطريرك السابع والثمانين والقديس مرقص الأنطوني في زمان السلطان الملبه الظاهر برقوق .  ومن غريب أمره أنه حبس ذاته دأخل محزن صغير عند أحد تلاميذه المدعو ميخائيل البناء بمنية السيرج وأقام تسع سنوات في ذلك المكان حتى تنيح في 21 طوبة سنة 1121 للشهداء ودفن بكنيسة العذراء بالخندق وله عدة عجائب تتضمن أشفية وتنبؤات وإنقاذ كثيرين من ضيفاتهم صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديا أمين .

 

 

كتب المنتصر محمد رحومة

اعجب واروع قصة ايمان في الدنيا .. معجزة ان الشيوخ نصحوا اهلها بتركها تذهب الي الكنيسة والا الجني المسيحي اللي راكبها سوف يحرقهم ! فتاة مسلمة زوجوها طفلة عملا بالسنة ٠ عانت الامرين من زوج ينفذ تعاليم القران بضربها واهانتها والحط من شأنها ٠ مما جعلها تنتقم منه ومن اهلها الذين باعوها وتنكب علي الملذات كل شيء ! صرخت يارب انا رايحة في داهية شافت حلم عجيب الشرطة بتقبض عليها وبعدين يظهر واحد قديس يقولها انا ابونا بيشوي كامل ويطلب من الشرطة تتركها ويقول لهم هي علي الوعد والعهد وقمت من النوم وقررت ابعد عن كل الخطايا وخاضت حروبا مع الشيطان واعوانه لاجبارها للعودة الي الخطية حتي رأت يسوع ٠ وقبلته وتعمدت بسرعة وتناولت وفرحت بيسوع عرف اهلها ضربوها عذبوها ذهبوا للمشليخ وكانت المعجزة الثانية ان المشايخ انفسهم  زوجها واهلها بان يتركوها تذهب الي الكنيسة بحريتها لانها ملبوسة بجني مسيحي سوف يحرقهم ان منعوها ٠٠ المعجزة التالتة اشتكت لبابا يسوع انا مش عارفة احفظ الصلاة الربانية وازاي اصلي ظهر لها يسوع وكانت تجلس تحت قدميه وهو يعلمها ابانا الذي وكيف تصلي ويطمئنها انها مريم وانها بنته  يارب ٠٠٠ لا تترك نفسك بلا شاهد حتي الشيوخ بتوع الاسلام تستخدمهم لمجدك ٠ ما اعجبك ما اروعك

وفى يوم آخر كتب : خلصنا علي البشر وهنطلع القمر الحاجة زينب تصبح كريستين وتتعمد غدا  سمعتها بالتليفون حكت لي ببساطة مدهشة ونعمة غنية كنت زوجة لمسلم دوقني كل العذاب بدون سبب انا مش متعلمة اعمل ايه الاقي مين يساعدني وانا ممنوع حتي اخطي عتبة البيت ٠ صرخت باعلي صوتي : ايه انت ظالم يارب ؟ في الحال ظهر لي يسوع واعطاني تفاحة وقاللي انا مش ظالم يابنتي انا يسوع نور العالم ورشمني بالصليب وقاللي انتي بنتي يااااااه حسيت برد وراحة مالية قلبي وفرح معرفتوش قبل كده وحسيت اني  طايرة في السما ومشيت معاه وهتعمد بكرة  يسوع كلم الكهنة اللي هيعمدوني ووصاهم عليا  فعلا احنا قربنا نعمد كل البشر وبعد كده هنطلع نعمد االي في القمر يااااه علي المجد اللي بتعطيه لنا يارب !

وفى يوم ثالث كتب : نتحدي ان يكذبنا احد 600 متنصر جديد يبحثون عن التعميد !! جاء صوته في التليفون انا المهندس ( عين ) اعمل في مركز مرموق في العراق في ولاية كذا انا تنصرت ٠٠قلت له مبروك النعمة قاللي انا عندي اكتر من 600 متنصر وعاوز اعمدهم رحت بغداد رفضوا وخافوا قلت له خلاص اجي انا عندك ومعايا قسيس نعمدهم قاللي هيدبحوك ويدحوني لاني في ولاية تحكمها الميليشيات المجد لك يارب انتهي الامر ٠٠ الان عرفنا احكامك يارب انت تجعل من نكبة العراق سببا لمعرفتك ما اروعك ! ---- قد وجدنا الحل سنرسمه هو قسا وهو يعمدهم بنفسه لان للضرورة احكام

وفى يوم رابع كتب : كيف عرفت حفيدة شيخ أزهر سابق يسوع ونشر صورتها ؟ وكتب قصتها كاملة وصفحة تاريخ أقباط مصر لن تنشرها حرصا على حياة إبنه شيخ ألأزهر

/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

العزف مع حركة "كتالة" النوبية(4)..

الإخوان هم النسل النقي للهكسوس

مثالى سيد القمني
السبت 01-12-2012| ص
كتب الأستاذ سيد القمنى : كان البدوي العربي الفاتح المسلم لا يعرف معنى الوطن ولا المواطنة، كان بدويًّا متحركًا دومًا وراء البئر والكلأ ليغزو القبائل الأخرى، ويأخذ أهلها عبيدًا، بعد أن يقتل القادرين على القتال منهم، ويستولى على البئر والأنعام والنساء والأطفال غنائم، ثم يتحرك إلى غيرها ليغير عليها، فهو لا يعرف معنى الارتباط بالأرض والاستقرار عليها وإعمارها، فالعالم كله قابل للغزو بالجهاد عند القدرة والتمكين، وطنه الدين المتحرك معه كتحرك الحمى مع القبيلة، ولأنه الغريب غير المواطن فيشغله أن يلغي المواطنة تمامًا وخاصة عن المواطنين الأصلاء، الممتدين بأصولهم التاريخية في عمق التاريخ المصري القديم، وهؤلاء الأصلاء الصرحاء في أصولهم المصرية هم الأقباط والنوبيون. هم الامتداد التاريخي للمصري القديم على أرض الوطن، بحدوده الجغرافية المعلومة من فجر التاريخ، بعد أن تم توحيد القطرين على يد الملك المظفر مينا. وحافظ القبطي سرًّا في كنائسه على اللغة المصرية القديمة ليستخدمها في الأداء الطقوسي كي لا تندثر، ولم يحتسبها العرب لغة إنما أداء شعائري لا يشغلهم، حافظ عليها منطوقة وحافظ عليها مكتوبة بالخط اليوناني، مما ألحق بها بعض التحريف، وحافظ على السلم الموسيقي المصري القديم في تراتيله الكنسية، التي شكلت بعد ذلك مقامات التجويد القرآني عند أعلام مثل “,”مصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد والبنا والشعشاعي“,” الذين تم إقصاؤهم بدورهم مع إعادة فتح مصر ليحل محلهم الحجازي الحذيفي والضبيعي وكل ناهق في البيداء.
كذلك النوبي حافظ على لغته المصرية القديمة، بعد أن لحقها بدورها بعض التحريف، لكنها لم تكن للأسف مكتوبة، ومن هنا فُقدت الأبجدية المصرية القديمة وبقيت اللغة في محاريب الكنائس وبيوت أهل النوبة وبقيت المقامات الموسيقية في قراء القرآن العظام. هؤلاء وأولئك هم من يشكلون الشاهد الحي على الوطن المصري وحدوده وتاريخه، وهم الشاهد الحي على هول ما فعل الغازي العربي بمصر، الذي كان همه الأول هو القضاء على فكرة المواطنة والوطن، وتحويل مصر إلى ولاية تابعة للإمبراطورية الإسلامية، وقضى على تاريخها بهدم ما أمكن هدمه من معمارها واستخدم أحجاره المقلوعة في بناء المساجد والقصور للسادة العرب، وقضى على الأحجار المنقوشة بالكتابة المصرية القديمة البارزة، فكانت أفضل أحجار الرحى للطواحين لحروفها البارزة القادرة على الطحن، حتى زوال اللغة المكتوبة.. وهكذا أمكن القضاء على الهوية المصرية والانتماء الوطني ليحول مصر وشعبها إلى إرث للفاتح ونسله من بعده، لذلك يظل من تمسكوا بمصرهم ومصريتهم هم الأشد مقتًا وكراهة لورثة البدوي الغازي، الذي لا يعترف بشيء اسمه الوطن أو المواطنة.
منذ أن أمسكت القلم وقررت أن أكون كاتبًا وأنا لا أمل التأكيد على أن إسلاميي الهوية والثقافة، الذين لا يعترفون بالهوية والثقافة المصرية ذات الروافد الثلاثة قديمها الفرعوني وأوسطها القبطي ثم حديثها العربي، هم غير مصريين، وليسوا فصيلًا وطنيًّا كما يزعم جهلاء الليبراليين الذين اعتبروهم فصيلًا وطنيًّا، وحاربوا لهم معاركهم ليدخلوهم لعبة الديمقراطية، التي لا تقوم إلا في وطن وفي دولة وطنية، لا يعترف بها الإخوان قبل أي قول.
لم تكن كلمة “,”جالية“,” في خطاب السيد مرسى الرئيس (مشيرًا إلى سكان النوبة) زلة لسان ولا حتى فلقة لسانية، بدليل ما قرره بعدها العريان ثم حسين عبدالقادر. ولم يكن تواري قراء القرآن المصريين مجرد صدفة، وقبلهم قال مرشدهم السابق محمد مهدي عاكف: طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر، وفضل أن يحكمنا ماليزي على مصري غير مسلم، لأن المصري وخاصة الأصيل في مصريته لا يصح أن يكون سيدًا، والسيد لابد أن يكون مسلمًا، لأنه بالضرورة سيكون عربيًّا أو مستعربًا بالذوبان في ثقافة الغازي المحتل المستوطن، هو لا يعرف معنى المصرية ولا استقلال الوطن ولا الدولة الوطنية، هو فقط يعرف الميراث الذي تركه له الفاتحون الأوائل والثقافة الطائفية العنصرية، وبعده قال المرشد الحالي محمد بديع لصحيفة الشروق في 5/5/2011 : “,”لا نقبل أن ترتفع أصوات المواطنة والديمقراطية على صوت الدين والشريعة، الديمقراطية والحرية هي زواج المثليين، والوطنية هي زواج المسلمات من مسيحيين“,”، ولا تعرف أين المشكلة في هذا الزواج مادام كلاهما مصريًّا، هؤلاء عندما هُزمت الدولة المصرية الوطنية أمام البدو العبريين الإسرائليين أبناء عم مرسي والعريان وعبد القادر وعاكف وبديع في 1967، رفعوا الشكر لله سجودًا لهزيمة المشروع الوطني المصري أمام بني عمومة العرب، هم من هللوا وكبروا لهزيمة 1967 المروعة، من الراحل متولي الشعراوي إلى محمد بديع، الذي كتب في واحدة من رسائله الأسبوعية للإخوان: “,”هزيمة مصر في 1956 و1967 هي انتقام إلهي“,”. إنه اعتقاد ليس في رب الإسلام لكن في رب أكثر التصاقًا برب التوراة، رب للبداوة يضرب أرض مصر الوطن منذ بدو موسى والأسباط بتسليط الضربات العشر كالقمل والضفادع والطاعون وهلاك الزروع وتحويل النيل دمًا مُنتنًا في حالة حقد مرعب على المزارع صانع الحياة ... إلخ. لتصبح مصر الوفرة والعلم والفن والرخاء صحراء قفرًا كصحرائهم، رغم كرمها واستضافتها لهم ولكل أنبيائهم أعزة فيها كرامًا، دخلوها بشهادتهم بسلام آمنين، ويظل رب البداوة ناقمًا ليصب غضبه عليها في 1956
و1967 دون سبب واضح سوى الحقد البدوي الكافر على المزارع المنتج المبهج المنجز الذي أخلص لربه بإعمار أرضه ليستحق فيها خلافته.
البدوي لا يملك وطنًا لأنه بدوي متحرك لا يستقر، لذلك استبدل الوطن بمفهوم الحمى (حمى القبيلة) الذي يتحرك معها أينما تحركت، وهي حمى غيبية تعود للأسلاف ولمعبود القبيلة الذي كانوا يحملونه معهم يجتمعون حوله كمعنى لأنه لا شيء يجمعهم، وكانت قبائل بني إسرائيل تحمل ربها يهوه مسترخيًا داخل تابوت العهد، لذلك يصعب على البدوي التعامل مع مفهوم الوطن حتى لو استقر في مكان وتوقف عن الترحال. يوسف القرضاوي كرر في كتابه “,”الإخوان المسلمون“,” ص 19، 20 وفي كتابه “,”ملامح المجتمع المسلم“,” ص 24، 57، 80، وفي حلقة “,”الظاهريون الجدد“,” على قناته “,”الجزيرة“,”، ما لا يمكن احتسابه فلتات لسانية، إنما هو أقوال فلوتة تعبر بوضوح عن موقف الإسلاميين من الوطن المصري، بإنكار مفهوم الوطن بالكلية، يقول ربيب الثقافة البدوية خائن وطنه وبائع شعبه بالدنانير والريالات : “,”إن المواطنة هي رابطة تراب وطين ولا تعلو أبدًا على رابطة الدين“,”، وإنه “,”ليس بمجتمع مسلم الذي تتقدم فيه العصبية الوطنية على الأخوة الإسلامية، ودار الإسلام ليس لها رقعة محددة، والنعرة الوطنية حدثت بتشجيع الاستعمار الغربي كي يحل الوطن محل الدين، ويكون الولاء للوطن وليس لله، وأن يموتوا في سبيل الوطن لا في سبيل الله، بينما الصحيح أن يضحي الإنسان بنفسه من أجل دينه، وأن يضحي بوطنه من أجل دينه“,”. إن مولاهم وفقيه زمانهم يضع الوطن في مصادمة مباشرة مع الله، فإما هذا وإما ذاك، ومعنى أن تعتز بوطنك وتضحى من أجله فأنت في حالة عداء مع الدين ورب الدين، وفي النشيد الإخواني العقائدي الذي وضعه القطب الإخواني عبدالحكيم عابدين يقول مبتداه: “,”وطني الإسلام لا أفدي سواه .... وبنوه أينما كانوا إخواني“,”. وهو ما يفسر لنا الإقصاء المستمر المتعنت والهستيري للأقباط والنوبيين وقراء القرآن، لأنهم هم سكان الوطن والشاهد الحي على امتداده الحقيقي في تاريخه وفنه المصري العريق، والمنكر الحي والمستنكر لمحاولة الغازي المستوطن سلب المصريين الولاء لوطنهم، وتوجيه الولاء إلى بوادي الحجاز شرقي البحر الأحمر.
السؤال المتوتر يفرض نفسه عن سبب اختصاص خصيان الأعراب لأهل النوبة الآن بالإهانة والتبخيس واعتبارهم أغرابًا عن مصر لأنهم ليسوا مواطنين مصريين، ويدهشك هنا حجم الجرأة الهاذية والذهانية بقوم لا يعترفون أصلًا بشيء اسمه الوطن، لكن أبدًا لا يدهشني ذلك لأني أعلم جيدًا الأسباب التاريخية التي لم ينسَها الإسلاميون ورثة الثقافة الحجازية لأهل النوبة المصرية، وهو ما يعود بنا إلى زمن الغزو البدوي الهكسوسي الذي سجله التاريخ كأبشع زمن مر على مصر، ويصفه علم المصريات كأنه ستارة سوداء نزلت على التاريخ المصري، فلا إنتاج ولا إبداع ولا فن ولا معمار بل انقسام وقتال وتناحر بين الفرق حتى عادت مصر أقاليم منفصلة، وذو العلم يخبرنا أن مصر الحقيقية لم تعد للظهور بعلمها وفنونها وتحضرها ورقيها الإنساني إلا في الأسرة السابعة عشرة، التي حررت مصر من الغازي البدوي ومعها عاد انقشاع الستارة السوداء مع طرد الهكسوس من مصر لتعود مصر تعزف للدنيا معزوفة الحياة.
والاسم “,”هكسوس“,” يعيده المؤرخ اليوناني “,”هيرودت“,” إلى كلمة يونانية من شقين ملصقين هما “,”هيك“,” وتعنى الملوك و“,” سوس“,” وتعني الرعاة، وهي كلمة مأخوذة من الكلمة المنطوقة بالمصرية القديمة “,”حجازوت“,” وحرف الواو للإضافة وحرف التاء للجمع، فتكون الكلمة هي “,”الحجازيين“,” التي نقلها اليونان (حجاز) “,”هكاس“,” وأضافوا إليها التصريف اليوناني للأسماء (و“,” س“,” أو U S ) فأصبحت “,”هيكسوس“,”، أو “,”هكسوس“,”، وفي كتابي “,”النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة“,” (ثلاثة مجلدات كبرى) قدمت بحثي عن أصول الهكسوس الذين كانوا ملوكًا بدوًا متحالفين يعودون إلى بوادي الجزيرة الممتدة من المحيط الهندي جنوبًا إلى جبال طوروس شمالًا. وكان بدو هذه المناطق عبئًا دائمًا على المصريين، يكمنون للفلاح في بواديهم لينتظروه حتى يحرث حقوله ويبذر حبوبه ويروى زروعه، حتى يأتي موسم الحصاد، لينزلوا على الحدود الشرقية كالجراد ليقتلوا الرجال ويأخذوا النساء والأطفال ويفروا بالمحصول، ولا تجد فرعونًا واحدًا لم يقُم إبان ملكه بحملة ولو واحدة على الأقل لتأديب “,”الشاسو“,” وهي كلمة تعني “,”المتحركين دومًا“,” أي البدو، وتأديب “,”الحجازوت“,” ومطاردتهم حتى شرقي خليج العقبة الحالى.
ومع بدايات القرن السابع الميلادي جاءت غزوة “,”حجازوت“,” أخرى كبرى لتكتسح بلاد الحضارات شرقي المتوسط، وضمن قوادهم كان ابن النابغة (والنابغة هي أمه وكانت داعرة من صويحبات الرايات الحمر، وكان قد عاشرها أربعة من قريش، اختارت منهم العاص بن وائل السهمي أبًا لمولودها، فسمي عمرو بن العاص). الذي دخل مصر فاتحًا، وطال الزمن بالغزاة ما ينوف على الستة قرون دون أن يتمكنوا من إخضاع الجنوب المصري حصن المصريين التاريخي، فقد ثبت النوبيون للعرب الغزاة وصمدوا، وأطلق عليهم العرب “,”رُماة الحدق“,” لحسن تصويبهم السهام على عيون الجند العربي، ونكاية فيهم أطلق عليهم العرب اسم “,”السودان“,” من لونهم الأسود على وزن فعلان، لتأكيد شرهم وشيطنتهم، وتبخيسًا لهم وتحقيرًا، حتى قال الحافظ بن كثير في التفسير: “,”إن الحبش وسائر السودان فلعمري إنهم إن لم يكونوا من نوع البهائم، فما نوع البهائم عنهم ببعيد/ تفسيره آية 24 / النساء“,”.
لقد تحصن النوبيون المصريون في الجنوب في تكرار لذات المشهد القديم زمن أحمس، حين تحصن المصريون عند الأقصر، وحافظوا هناك على ثقافتهم ولغتهم حتى تمكنوا من قوتهم وطردوا الهكسوس من مصر جميعًا وأسسوا الأسرة السابعة عشرة، وقد تم ذلك بمساعدة الحبش (سكان كوش امتداد النوبة الأفريقي) بحكم العلاقات النسبية والعنصر الأصيل المشترك.
هذا هو الثأر التاريخي الذي دفع مرسي والعريان و عبدالمقصود وغيرهم للإفصاح عن كراهيتهم الدفينة للنوبيين، الذين اضطروا مع مرور الزمن وتكاثر الحرب عليهم ستة قرون وربع القرن لأن يعودوا للوطن الأم ويسلموا ويستعربوا، لكنهم حتى لا يفقدوا هويتهم المصرية احتفظوا بلغتهم القديمة، بينما تمكن العرب الفاتحون من فرض جزيتهم على نوبت/ النوبة/ أرض الذهب اللماع، في شكل عدد من النوبيين يتم تسليمهم ليستخدموا عبيدًا للعرب، حتى صار اسم العبد الدارج في العربية مرادفًا للون الأسود، فنقول عن الأسود عبدًا حتى لو لم يكن كذلك، ورغم أن العبيد تاريخيًّا كانوا من كل لون أبيض وأصفر وأحمر، فقد ظل العبيد هم أصحاب اللون الأسود في الثقافة العربية، وصكوا المثل الذي كرره المتنبي عن ملك مصري لكنه أسود مسميًا إياه بالعبد في قوله “,”لا تشترِ العبد إلا والعصا معه، إن العبيد لأنجاس مناكيد“,”. وكل هذا لأن المصري الأسود كان هو الأصيل في مصر، والأكثر استعصاء على العبودية والإرغام والانقياد، وهو الوحيد بين ألوان العبيد المعروف بأنه “,”يحرن“,” على سيده، أي يواجهه بالرفض والعنف إذا عامله بسوء أو أهان كرامته الإنسانية.

***********************************************************************************

جيهان السادات وتصريحاتها النارية عن الإخوان أمام البرلمان البريطانى:
نشرت بتاريخ 5 نوفمبر، 2015 بواسطة جريدة فكرة الإلكترونية كتب / مدحت مكرم
قالت جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل أنور السادات، إن “جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش وحركة حماس كلها شىء واحد”، موضحة أن الغرب والولايات المتحدة يطلبون التصالح مع الإخوان ودمجهم فى العملية السياسية رغم أن التنظيم عندنا كان فى السلطة كان يسعى لأن تحل ميليشياته المسلحة مكان الجيش الوطنى، وأخرجوا المجرمين من السجون ليتولى الناس بنفسهم حماية منازلهم، ومارسوا الإرهاب ضد الشعب.
وقالت جيهان السادات، فى ندوة أمام مجموعة من أعضاء مجلس العموم واللوردات البريطانى، فى لندن، الثلاثاء:”أنتم لديكم معلومات مغلوطة وانطباع خاطئ عن مصر”، مشيرة إلى أن ألمانيا أقصت فى أعقاب الحرب العالمية الثانية النازية، ومازال النازيون معاقبين حتى الآن، وأضافت أن التنظيمات الإرهابية هى النازية الجديدة”.
واستمر حديث جيهان السادات لنحو ساعتين كاملتين، أجابت خلاله عن جميع أسئلة الحاضرين، وقالت قرينة الرئيس الراحل رداً على سؤال حول إمكانية تصالح السلطة فى مصر مع جماعة الإخوان، بقولها، إنه لا يمكن التصالح مع التنظيم الإرهابى، مؤكدة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى ملتزم بتجديد الخطاب الدينى، وأكد فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى أمام العالم أن الإرهاب ظاهرة دولية ويحتاج إلى جهود دولية شاملة لمحاربته.
الشعب المصرى ودافعت جيهان السادات عن ثورة 30 يونيو ووجود الجيش فى السلطة، مضيفة:”الجيش يحارب الإرهاب بطلب من الشعب المصرى، ونحن لم نطلب منه البقاء فى السلطة للأبد وهو لن يفعل ذلك، لكننا نحتاج للجيش لأننا كنا نعيش فى فوضى، وكان الإخوان يقتلون الناس فى الشوارع ويقتلون أفراد الجيش والشرطة.. وما تمر به مصر الآن هى مرحلة نفهمها لكنها لن تطول طويلا”.
ورداً على سؤال بشأن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، وضرروة أن توفر مصر ضمانات وتطمينات بأن هناك خطوات لحماية الحريات قالت السادات:”نحن نعمل ما بوسعنا فى هذا الصدد، والناس كانوا متعاطفين من قبل مع الإخوان لكنهم أصبحوا ضدهم لأنهم يقتلون الناس فى الشارع، فكيف نتصالح معهم؟”.
وأشارت إلى أن مصر تركز الآن على الشباب، لكنهم يحتاجون إلى أشياء كثيرة، وهم للأسف يعترضون على كل شىء دون تقديم حلول، كما أن مصر ليست دولة غنية وإن كانت ستصبح كذلك بعد 3 سنوات بفضل حقل الغاز الذى تم اكتشافه فى البحر المتوسط، داعية بريطانيا إلى الاستثمار فى مصر ومساعدتها فى توفير فرص عمل للشباب.
واستعرضت “السادات” ما حدث فى مصر منذ ثورة 1952 التى كانت تسعى لتحويل مصر إلى دولة مدنية، وقالت:”كنت أريد أن تتحقق المساواة بين الرجل والمرأة، شعرنا بالأمل والحلم، لكن فى أعقاب نكسة عام 1967 كان علينا استعادة الكرامة والأرض أولا”.
وأضافت أن أهداف ثورة 23 يوليو لم تتحقق جميعها خاصة ما يتعلق بالديمقراطية وتحقيق التعددية الحزبية، مشيرة إلى أنها حاولت عندما كانت السيدة الأولى فى مصر دعم الحقوق والمساعدة فى إصلاح أحوال النساء رغم ما تعرضت له من انتقادات بسبب ذلك. وفيما يخص العلاقات مع إسرائيل والدعوة إلى التعاون بين مصر وإسرائيل وفلسطين قالت:”زوجى كان أول من قاد الدعوة للسلام مع إسرائيل، والتعاون مع تل أبيب يتطلب الآن ألا يكون هناك احتلالاً للأرض، وان تتوقف إسرائيل عن قتل الفلسطينيين، فلا بد من أن تستكمل المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين لإنهاء الاحتلال وعندها سيكون هناك سلام فى المنطقة، وسيختلف الوضع فى المنطقة”.
وأشارت إلى أنها تتحدث أمام البرلمان البريطانى ليس بوصفها زوجة رئيس سابق أو سيدة أولى سابقة بل باعتبارها سيدة مصرية، وقالت :” وقعت فى حب ضابط ثائر ضد الاحتلال البريطانى، ضد رجل ثائر على جزء منى، فوالدتى بريطانية، وتزوجت هذا الشاب الثائر، وأجد نفسى الآن بعد 30 يونيو أصبحت المراهقة التى تقع فى غرام الجيش الذى يخلص البلاد من عدوان الإخوان”، مشيرة إلى أنها وقفت فى “بلكونة” منزلها يوم 30 يونيو تلوح بالعلم المصرى مثلها مثل أى إمرأة مصرية.
البرلمان البريطانى وأشارت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين عندما احتفلت بنصر أكتوبر وهو نفس ذكرى رحيل زوجها الذى حقق النصر، دعت قاتل زوجها السادات ليحضر الاحتفال وقالت (إن الحضور الصادم لقاتل السادات فى احتفالات النصر أكد لى وللمصريين أن حكم الإخوان لابد أن ينتهى وأن هذه ليست مصر التى نريدها). وأضافت:”كنصف بريطانية لا أتخيل أن تدور المناقشات فى البرلمان البريطانى حول تخفيض سن الزواج إلى 9 سنوات أو ضرورة عودة المرأة للمنزل، وكمصرية شاهدت ذلك يحدث فى مصر فى عهد الإخوان المسلمين”، ثم تساءلت:هل يسمح البرلمان البريطانى بذلك ؟.
وقالت جيهان السادات، إن الإخوان غذوا العنف والتطرف وتورطوا فى التفجيرات بالعديد من المناطق لمصر لترويع الآمنين، وأضعفوا عمداً الشرطة المصرية على حساب ميلشياتهم، واستهدفوا رجال الجيش لإحداث فراغ أمنى وفوضى، واصفة فترة حكم الإخوان بـ”الحقبة السوداء”.

 

احسبها صح عام ١٩٦٢ !
 كتب ياسر يوسف فى صفحتة عضمة زرقا - الفيس بوك من طرق التحايل ان لا تذكر الحقيقة كاملة .. تذكر نصف الحقيقة .. تذكر نصف الفكرة .. وأصعب تحايل هو ما يتم استغلاله في جذب أعضاء جدد لطائفتك الدينية .. منذ الثلاثينيات تأسست في مصر جمعيات اسمها خلاص النفوس وهي جمعيات بروتستانتية ولكنها أشاعت انها جمعية لا طائفية هدفها خلاص النفوس وهل احد يكره الخلاص الذي هو غاية إيماننا واستطاعت الجمعية ان تجذب أعضاء من الاقباط وكانت تعتمد علي أشياء كثيرة منها التضليل والقول ان الجمعية لن تمنعك من الذهاب لكنيستك تعال هنا وروح هناك .. كما انها في مرات استطاعت ان تحضر وعاظ اقباط كما انها كانت توزع مساعدات مالية وعينية علي فقراء الاقباط وتاريخ الجمعية معروف  - وحدث في ستينات القرن العشرين كانت هناك هجمات منظمة من البروتستانت لقنص الأعضاء وكان السلاح المستخدم هو اللاطائفية .. وكلنا واحد .. والحب والمحبة .. وتجاهل الكلام عن اي عقيدة او تعليم إيماني .. وقتها انتبهت الكنيسة القبطية وأصدرت كلية اللاهوت القبطية كتب توضح فيها خطورة اللاطائفية وأهمية العقيدة الارثوذكسية للحياة الروحية وكان كاتب تلك الكتب هو الراهب باخوم المحرقي الذي هو المتنيح الانبا غريغوريوس وكتب نيافته عام ١٩٦٢ بيان للشعب الأرثوذكسي عن جمعيات خلاص النفوس البروتستانتية فند فيه اللاطائفية وفضح مخطط الجمعية لمحاربة الكنيسة القبطية  - وما أشبه اليوم بالبارحة  - شيل كلمة جمعية خلاص النفوس وحط كلمة مهرجان احسبها صح .. هو نفس الأسلوب ونفس الهدف .. ونفس المصطلحات  - يقولك المحبة والحب وكلنا واحد والمهم المسيح وتعال عندنا وارجع عندهم وان مفيش حاجة اسمها طوائف والراهب الفلاني قبل ما مات قال كدة والقس الفلاني شاف رؤيا ان احسبها صح في الجنة ونعيمها .. نفس الأسلوب مع التطور مع بعض الميوزيك الميتال والليزر والحركات وإحضار بعض كهنة الكنيسة القبطية للوعظ وبعدها ندس السم في العسل ويكون الشاب تعود علي الشبع النفسي ويجد صعوبة في العودة لكنيسته الام .. نفس اللعبة  .. فقط نريد رد فعل كنسي قبطي لحماية أولادنا من براثن اللاطائفية وشغل العواطف والمشاعر الوقتية ..
لابد من توعية ونشر بيان للشعب القبطي لتحذيره من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم
 .. كما يقول الكتاب  ( ولا تكونوا مائلين مع كل ريح تعليم بخداع الناس بمكر يفضي الي مكيدة الضلال )  ( أفسس ١٤:٤) 

 

الشعب القبطي الذي لم يقبل ان يمس احد ايمانه علي مدي 20 قرن ...هو هو لم يتغير ...
اقباط القرن الاول هم اقباط القرن الحادي والعشرين ...
اقباط 2010 هم اقباط 2015
لا طلاق الا لعلة الزنا ...ولا تصويت علي اضافة نصوص لتعاليم المسيح !
عاوز افكركم بقصة حدثت من نحو 5 سنوات ...لابد ان نتذكر تاريخنا كل يوم .. لا ننساه .. نعلمه لاولادنا .. نحكيه لهم كل وقت تاريخنا البعيد والقريب ...في يونيو 2010 خرجت مظاهرات قبطية من كل الفئات رفضا لتدخل القضاء في امور الزواج القبطي ... الزواج سر .. وفيه حلول الروح القدس .. كيف يكون بحكم محكمة ؟ كان قد صدر حكم قضائي باباحة زواج ثاني بالمخالفة للاسباب التي يقرها الانجيل المقدس .. وتم التحريض علي الكنيسة وعلي قداسة البابا شنودة انه يخالف احكام القضاء ... ولكن البابا اختار ان لا يخالف تعاليم الانجيل ... ووقف معه المجمع المقدس كله داخل وخارج مصر .. وتوالت برقيات التأييد ليس للبابا شنودة ولكن لتعاليم الانجيل وقوانين الاباء منذ عشرين قرن ... وتم عقد مجمع مقدس واعلنوا بالاجماع رفض الحكم القضائي المخالف لتعاليمنا ...مهما كانت العقبات ولكن رد الفعل المدهش الذي لم تتوقعه الصحافة في مصر هو الشعب القبطي الذي حضر بالالاف في اجتماع الاربعاء لقداسة البابا شنودة وقت الازمة .. وخرج في مظاهرات عفوية بالكاتدرائية الكبري بالعباسية تأييدا لموقف البابا شنودة ودعما لوقوفه في وجه حكم قضائي مخالف للانجيل ...خرجوا يهتفوا ويرفعوا اللافتات والايات كان الاعلام يصور ان بمجرد صدور هذا الحكم الذي يبيبح الطلاق والزواج الثاني ... سيفرح الاقباط وينقلبوا علي الكنيسة فقد كان الاعلام يصدر صورة كاذبة ان مشاكل الاقباط الشخصية بعشرات الالاف .. لكنهم وجدوا صورة مغايرة ...يا ليتهم يتعظون ويقولون الحق الكنيسة القبطية لن تتخل عن ايمانها وعقيدتها او انجيلها مهما حدث ...
الاباء الارثوذكسيين موجودين
والشعب موجود لا تنسوه في حساباتكم
‫#‏عضمةزرقا‬
ياسر يوسف·

الشاعر نزار قباني بتنبأ

قصيدة عجيبة وغريبة ألقاها الشاعر نزار قباني في مهرجان المربد الخامس في بغداد عام 1985 م وفيها يتنبأ عن مصير شعوب العراق وسوريا وغيرها من البلاد التى يحكمها الإسلام وقد أحدثت ضجة كبيرة داخل الأوسط الأدبية لجرأتها في حينها وتم التعتيم والتشويش عليها و منعت من الصدور على الصحف العراقية وقنوات الإعلام... وبالرغم من أن القصيدة ألأقيت فى 1985م إلا أنها تنبأت عما يحدث الآن من تدفق المسلمين من بلادهم هربا من الحروب التى تجرى فى بلادهم بإسم الإسلام هذا الواقع المرير اليوم حدث منذ إحتلال الإسلام هذه البلاد وحتى اليوم إنها قصيدة  الواقع المستمر يقول :
مواطنون دونما
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك
ومن وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
ومن عدن الى طنجة
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
و عن سكن
.......
وحولنا أولادنا
احدودبت ظهورهم وشاخوا
وهم يفتشون في المعاجم القديمة
عن جنة نظيرة
عن كذبة كبيرة ...
تدعى
***************
مواطنون نحن فى مدائن البكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعامنا ..شرابنا
عاداتنا ..راياتنا
زهورنا ..قبورنا
جلودنا مختومة بختم كربلاء
لا أحد يعرفنا فى هذه الصحراء
لا نخلة.. ولا ناقة
لا وتد ..ولا حجر
لا هند ..لا عفراء
أوراقنا مريبة
أفكارنا غريبة
أسماؤنا لا تشبه الأسماء
فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا
ولا الذين يشربون الدمع والشقاء
***
معتقلون داخل النص الذى يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين كما "فسره إمامنا
معتقلون داخل الحزن ..وأحلى ما بنا أحزاننا
مراقبون نحن فى المقهى ..وفى البيت
وفى أرحام أمهاتنا !!
حيث تلفتنا وجدنا المخبر السرى فى انتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام فى فراشنا
يعبث فى بريدنا
ينكش فى أوراقنا
يدخل فى أنوفنا
يخرج من سعالنا
لساننا ..مقطوع
ورأسنا ..مقطوع
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
إذا تظلمنا إلى حامى الحمى
قيل لنا : ممنـــوع
وإذا تضرعنا إلى رب السما
قيل لنا : ممنوع
وإن هتفنا .. يا رسول الله كن فى عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقاً
غيروا الموضوع
******************************
يا وطنى المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التى تسير نحو الهاوية
لا أحد من مضر .. أو من بنى ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف
زجاجة من دمه
أو بوله الشريف
لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة
**********
أهداك يوماً معطفاً أو قبعة
يا وطنى المكسور مثل عشبة الخريف
مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا
مهجرون من أمانينا وذكرياتنا
عيوننا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق فى عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا .. ولا رعاع البادية
ولا أبو الطيب يستضيفنا .. ولا أبو العتاهية
إذا مضى طاغية
سلمنا لطاغية
*************************
مهاجرون نحن من مرافئ التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت إلى بحر العرب
لا الفاطميون ... ولا القرامطة
ولا المماليك … ولا البرامكة
ولا الشياطين ... ولا الملائكة
لا أحد يريدنا
لا أحد يقرؤنا
فى مدن الملح التى تذبح فى العام ملايين الكتب
لا أحد يقرؤنا
فى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب
********************
مسافرون نحن فى سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
وشيخنا قرصان
مكومون داخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
كل الجوازات التى نحملها
أصدرها الشيطان
كل الكتابات التى نكتبها
لا تعجب السلطان
*****************
مسافرون خارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم .. وضيعوا متاعهم !!
ضيعوا أبناءهم .. وضيعوا أسماءهم ... وضيعوا إنتماءهم
وضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا .. ولا بنو قحطان
ولا بنو ربيعة .. ولا بنو شيبان
ولا بنو ' لينين ' يعرفوننا .. ولا بنو ' ريجان '
يا وطني .. كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التى تحترف الحرية
فهى تموت خارج الأوطان.

والدة المجند كيرلس ضحية كرم القواديس لـ/إم سي إن/: بعد مرور عام لم نحصل على أي حقوق له
[+] | الحجم الأصلي | [-]
المجند كيرلس حليم، ضحية الهجوم على كمين للجيش في كرم القواديس بسيناء العام الماضي
المجند كيرلس حليم، ضحية الهجوم على كمين للجيش في كرم القواديس بسيناء العام الماضي
الشرقية (مصر) في 25 أكتوبر /إم سي إن/ من إيرين موسى
قالت سلوى فوزي، والدة المجند كيرلس حليم، ضحية الهجوم على كمين للجيش في كرم القواديس بسيناء العام الماضي "إنه رغم مرور عام على مذبحة كرم القواديس لم تحصل على أي حقوق ومستحقات مالية له شأنه شأن المجندين الذين قتلوا معه في ذات الحادث"، مؤكدة "أنها أقامت دعوى ضد وزارة الزراعة بشأن رفضها تعيينها في وزارة الزراعة بالزقازيق حيث إنها تعمل بعقد مؤقت منذ عام 1995، وسبق وأن أرسلت وزارة الدفاع خطاب تذكية لها لوزارة الزراعة على أساس أن يتم تعيينها لأنها والدة شهيد بالجيش ولكن الوزارة لم تستجب وعاملتها معاملة سيئة، ومازلت الدعوى حتى الآن لم يتم النظر فيها".

وأضافت في تصريح لـ/إم سي إن/ "أن الدعوى التي أقامتها ضد وزارة الزراعة شملت أيضًا مطالبتها بحقوق نجلها الشهيد في تخصيص خمسة أفدنه له حيث إن جميع الشهداء الذين كانوا معه في كرم القواديس قامت وزارة الزراعة بمنح أسرهم خمسة أفدنة لكل أسرة شهيد في محافظة الإسماعيلية الجديدة في الوقت الذي لم يتم منح نجلها الشهيد أي شيء غير تغير اسم مدرسة على اسمه بالزقازيق بعد سجال وجدال شديد دام لفترة بين أسرة الشهيد والمسئولين حتى تم تعليق لافتة المدرسة"، وقالت "البلد ما أتغيرتش وزي ما هي وأنا تعبت ومش عارفة أعمل إيه".

يذكر أن أسرة المجند كيرلس شهيد كرم القواديس العسكرية في 24 أكتوبر الماضي قد طلبوا من محافظ الشرقية الدكتور سعيد عبد العزيز أثناء حضوره لتقديم واجب العزاء لهم بأن يتم إطلاق اسم الشهيد على مدرسة أو شارع ورحب المحافظ في ذلك الوقت ولكنه لم يفعل شيئًا إلا بعد أن تحدثت أسرة الشهيد في وسائل الإعلام وقالت إن محافظ الشرقية يفرق بين الشهيد المسلم والشهيد القبطي وإنه سخر من ابنهم الشهيد في حين تم تغيير اسم مدرسة وشارع باسم شهيد مسلم في ذات الحادث بالمحافظة وتم إطلاق اسم كيرلس على مدرسة ولكن بعد معاناة طويلة مع محافظ الشرقية الأسبق.

موسكو / أليتيا (aleteia.org/ar) – رحّبت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية برغبة البابا فرنسيس في توحيد عيد الفصح حتى يحتفل الكاثوليك و الأرثوذكس و البروتستانت بعيد القيامة في اليوم ذاته.
لكن الأب نيكولاي بالاشوف نائب رئيس قسم العلاقات الخارجية في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يرى أن تصريحات البابا فرنسيس كما وردت في وسائل الإعلام ليست كافية لفهم جوهر اقتراحه.

و قال بالاشوف:"أود لو أسمع أولاً التصريحات الدقيقة للبابا فرنسيس عبر وسائل مختلفة لنقل المعلومات", و أضاف:"إن كانت الكنيسة في روما تريد التخلي عن موعد عيد الفصح وفقاً للتقويم الغريغوري الذي بُدء العمل به منذ القرن السادس عشر و العودة إلى التقويم الجولياني القديم الذي استخدم عند اتحاد الكنيسة في الغرب و الشرق، فهذا الاقتراح موضع ترحيب". لكن إن كان الهدف هو "تحديد موعد ثابت غير مرتبط باكتمال القمر لأول مرة في الاعتدال الربيعي، الذي وضعه مجمع نيقية عام 325م لتتبعه الكنائس الغربية و الشرقية، فهذا الاقتراح مرفوض تماماً من الكنيسة الأرثوذكسية"، "و سننتظر إعلاناً من المصادر الرسمية للفاتيكان".

و أوضح ممثل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن القسطنطينية و موسكو على خلاف حول عيد الفصح، على عكس ما يقال في الصحافة، و من المتوقع أن يعقد مجلس عموم الأرثوذكس لإعادة النظر في تاريخ الاحتفال بعيد الفصح. و أقر بالاشوف بأن البابا "أراد أن يخطو خطوة للإمام نحو الأرثوذكس. و هذه بادرة جيدة. لكن هذا الهدف لن يتحقق إلّا من خلال تغيير جذري في التقاليد المشتركة التي تعود إلى الألفية الأولى للمسيحية".

إن الكنيسة الكاثوليكية و الكنيسة الأرثوذكسية تحتفلان بعيد الفصح يوم الأحد بعد اكتمال القمر لأول مرة، لكن الاختلاف يكمن في الجدول الزمني المتَّبع. احتفلت الكنيسة الكاثوليكية بعيد الفصح في 5 نيسان هذا العام، في حين أن الكنيسة الأرثوذكسية احتفلت في 12 نيسان. و في العام المقبل سيتزامن التاريخ الأرثوذكسي و الكاثوليكي ليكون 16 نيسان هو موعد القيامة.

على ما يبدو أن الاقتراح لم يخضع للنقاش في الاجتماع الذي عقد في 16 حزيران في الفاتيكان مع الميتروبوليت هيلاريون رئيس قسم العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو. و وفقاً لمكتب الاتصالات في الكنيسة الروسية فقد ركز الاجتماع على "وضع المسيحيين في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، إضافة إلى الحاجة لاتخاذ الإجراءات لحماية مفهوم العائلة في المجتمع العلماني المعاصر". و كان المتروبوليت هيلاريون قد التقى رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين الكاردينال كورت كوخ قبيل لقائه بالبابا فرنسيس.

****************************************

إكتشاف مخطوطة صلاة لوالدة الإله تعود للقرن الثالث ميلادي ...
عُثر قرب الإسكندرية على أقدم صلاة حتى الآن موجهّة مباشرة ً إلى والدة الإله بعنوان "إلى رأفتك".
وقد كُتبت على ورقة بردي ترقى بحسب علماء متخصّصين إلى القرن الثالث الميلادي.
الصلاة مكتوبة باللغة اليونانية أي باللغة نفسها التي كُتبت فيها الأناجيل والرسائل، وهي كناية عن صلاة تشفعّية صادرة عن المؤمنين المسيحيين أبان الإضطهادات التي كانت تصيبهم لردّهم عن إيمانهم بالله المتجسّد الرّب يسوع المسيح.
ترجمة نص الصلاة المكتشفة إلى اللغة العربيّة :
إلى رأفتك Ὑπὸ τὴν σὴν εὐσπλαγχνίαν نلتجئ، يا والدة الله καταφεύγομεν Θεοτόκε
فعن طلباتنا Τὰς ἡμῶν ἱκεσίας لا تغفلي في الضيقات μὴ παρίδῃς ἐν περιστάσει لكن نجينا من المخاطر
ἀλλ᾽ ἐκ κινδύνων λύτρωσαι ἡμᾶς يا نقيّة وحدك ، يا مباركة وحدك μόνη Ἁγνή, μόνη εὐλογημένη.
هذه الصلاة نفسها ما زلنا نرتّلها في صلواتنا وهي من صلب ليتورجيتنا ولكن بترجمة محدّثة باللغة العربية.
فالمسيحية منذ البدء عرفت الصلوات التضرّعيّة وشفاعة القدّيسين وعلى رأسهم والدة الإله.
صحيح أن العبادة هي للرّب يسوع فقط ولكن تكريم القدّيسين وطلب شفاعتهم هو من صلب الإيمان المسيحيّ. فنحن مدعوون لتحقيق ما أسّسه الرّب يسوع بتجسّده وفدائه على الصليب وقيامته وهو أن نكون جميعنا واحد أحياءً وراقدين متمحّورين حول خالقنا وسيّدنا وإلهنا الرّب يسوع المسيح.
نلاحظ في هذه الصلاة تكرار المناداة لوالدة الإله:" μόνη Ἁγνή, μόνη εὐλογημένη." فهذا يعطي قوّة هذه الصلاة التي تسلّط الضوء على أهميّة ودور والدة الإله ومفهوم شفاعة القدّيسين عند المسيحيين الأوّلين.
أيتّها الفائقة قدسها والدة الإله خلّصينا

 

 

*********************************

 

 

عشر حقائق عن حركة حماس واليهود
مجدى خليل
الحقيقة الأولى: أن هدفها ليس فقط طرد إسرائيل من جميع الأراضى التى تقول أنها فلسطينية من البحر إلى النهر، ولكن هدفها هو إفناء جنس اليهود عن بكرة أبيهم، فهى تعتمد حديث دينى يقول أنه لن تقوم الساعة حتى يقتل المسلمون جميع اليهود، ولهذا لا تعتبر الصراع مع إسرائيل هو صراع حدود ولكن صراع وجود، أى لا بد من طرف أن يخلص على الآخر تماما، مع إيمانها الدينى اليقينى بأن المسلمون هم من سيقضون على اليهود جميعهم.
الحقيقة الثانية:أنها أنهت الكلام تماما عن القضية الفلسطينية كقضية وطنية تخص مواطنيها أو قضية سياسية تحل بأدوات سياسية وأنما أكد ميثاقها الصادر فى أغسطس عام 1988 أنها قضية دينية إسلامية لا تحل إلا بالجهاد. ومن ثم فأن جوهر الصراع وفقا لميثاقها هو صراع دينى بين الإسلام واليهودية واليهود. وكما يقول ميثاقها "فلسطين كلها - من البحر إلى النهر- وقف ديني للمسلمين عبر الأجيال وحتى يوم الآخرة. كل تنازل عن جزء من أجزائها هو تنازل عن ملة الإسلام مثلها فى ذلك مثل كل أرض فتحها المسلمون عنوة"، وهى بهذا لم تنهى فقط على حق أى شخص غير مسلم فى فلسطين وتجريده من أى حقوق فى أرضه، فالأرض هى أرض الإسلام كما تزعم، وأنما أنهت مفهوم الوطن والوطنية من أساسه.
الحقيقة الثالثة:أنها تتماهى مع التراث الإسلامى الذى يصف اليهود بكل القيم السلبية القبيحة ويحملهم مسئولية جميع الكوارث فى العالم، ويعتبرهم متأمرين على البشرية جمعاء وخاصة على الإسلام والمسلمين. وكما جاء فى ميثاق حماس "اليهود هم عدو بشع نازي في سلوكه، وهم الذين أعدو مؤامرة دولية تهدف إلى تدمير المجتمعات والقيم والأهداف وإيصال الأخلاق إلى الحضيض والقضاء على الإسلام. اليهود متهمون باندلاع حربين عالميتين، وهم الذين أسسوا الأمم المتحدة للسيطرة على العالم"!!!!.
الحقيقة الرابعة:أنها خرجت من رحم الاخوان المسلمين المصرية، ففى بيانها الأول الصادر فى 14 ديسمبر 1987 جاء فيه " حركة حماس هى الجناح الضارب لحركة الأخوان المسلمين العالمية"، وفى بيانها الثانى الصادر فى 11 فبراير 1988 قالت ذلك بوضوح "حركة المقاومة الإسلامية حماس تعتبر الساعد القوى لجماعة الاخوان المسلمين التى قدمت إمامها شهيدا فى مثل هذا الوقت من عام 1949" بما يعنى أن هذا البيان صادر فى ذكرى مقتل حسن البنا، وتكرر نفس الكلام فى بيانها رقم 15. وفى ميثاقها الصادر فى 18 أغسطس 1988 كررت نفس الكلام. والحقيقة أن علاقة الاخوان بفلسطين تمتد إلى عام 1945 حيث قام الاخوانى سعيد رمضان،زوج بنت حسن البنا، بفتح مقر لحركة الاخوان بالقدس تحت رعاية المفتى الحاج أمين الحسينى، المتعاون مع هتلر، والذى أتهمه نيتنياهو مؤخرا بأنه المحرض لهتلر على حرق اليهود.
الحقيقة الخامسة:إن ميثاق حماس كما يقول المستشرق العالمى برنارد لويس هو أحد أكثر النصوص المعادية للسامية تشددا في العالم . بل وفى تقديرى هو الأسوأ تاريخيا، حيث لا يوجد اسوأ من إقرار ميثاق جماعة بأن هدفهم هو إبادة جماعة أخرى ومحوهم من الوجود.
الحقيقة السادسة: إن حماس أنهت دور المسيحيين الفلسطينيين فى الدفاع عن قضيتهم، بل وهاجمت رواد النضال الوطنى الفلسطينى من المسيحيين، وأسلمت الأراضى الواقعة تحت سيطريتها، وامتد تأثيرها فى الأسلمة المدمرة إلى الضفة. والأكثر من ذلك أنها كانت سببا رئيسيا لتطفيش المسيحيين الفلسطينيين وهجرتهم خارج بلادهم مما أدى إلى تراجع نسبهم فى غزة والضفة بشكل مخيف.
الحقيقة السابعة: إن إزدهار حماس جاء متزامنا مع بروز ما تسمى بالصحوة الإسلامية وتأثير البترودولار القادمة من السعودية والكويت وقطر وإيران..الخ، ومن ثم فأن سيطرتها على القضية الفلسطينية جاء متماهيا مع سيطرة الصحوة الإسلامية المخربة على الشرق الأوسط.
الحقيقة الثامنة:أن وجود حماس جاء بمباركة وربما بتشجيع من جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى " الشين بين"، كما حدث مع مباركة الأنجليز لظهور الاخوان عام 1928 ، والدور الأمريكى غير المباشر فى ظهور الأفغان العرب عام 1979 والذى تحول إلى تنظيم القاعدة لاحقا. وكما يقول الصحفى السويسرى ريشار لا بيفيار فى كتابه "دولارات الرعب" : أن الشين بين المختص بالأمن الداخلى الإسرائيلى دعم حركة حماس لمواجهة نشاط منظمة التحرير الفلسطينية. ونقل الكاتب عن الجنرال سيقاف الحاكم العسكرى الإسرائيلى لغزة سابقا قوله: نحن نعطى المساعدات المالية لبعض الحركات الإسلامية كما نساعد فى بناء المساجد والمداراس لبناء قوة مضادة للمجموعات اليسارية والقومية التى تساند منظمة التحرير".
الحقيقة التاسعة:إن حماس أثبت نظرية أن الإسلام السياسى يستولى على الديموقراطية بصندوق الأنتخابات ليقضى عليها One man-one vote-one time. فقد حكمت بصندوق الأنتخابات عام 2006 لتقضى تماما على العملية الديموقراطية،بعد أن خططت وأستغلت السلطة للسيطرة على القوة الخشنة ثم الإستيلاء على غزة، وهو ما فعله لاحقا أوردوغان الذى سيطر على القوة الخشنة التركية بعد فوز حزبه العدالة والتنمية لينهى تماما الحقبة الأتاتوركية لصالح الحقبة الإسلامية الأوردوغانية. ولم تسيطر فقط حماس على غزة بالقوة ولكنها أستخدمت كل وسائل القوة الخشنة لقمع خصومها بما فى ذلك القتل الممنهج والتعذيب والخطف والإخفاء القسرى والرمى من العمارات الشاهقة. ففى تقرير صادر عام 2008 عن منظمة هيومن رايتس ووتش ذكر التقرير أن حماس تقوم بقتل وتعذيب مناوئيها فى قطاع غزة، فقد قامت بقتل 32 فلسطينىيا،و49 تسببت فى إعاقات دائمة لهم نتيجة اطلاق النار على سيقانهم، و73 تعرضوا لكسر عظام ارجلهم أو ايديهم،و18 شخص أعدموا بدون محاكمات...الخ.
الحقيقة العاشرة:ان حماس أداة تخريب لقضية الشعب الفلسطينى، اختطفت قضيته لصالح المتاجرة بها مرة مع إيران ومرة مع سوريا ومرة مع حزب الله ومرة مع تركيا ومرة مع قطر ودائما لصالح التنظيم الدولى للاخوان المسلمين ولصالح قادة حماس.......... يا شعب فلسطين أسقطوا حماس أولا قبل الحديث عن قضيتكم العادلة.

********************************

رفضت لجنة التحكيم في مسابقة أمير الشعراء في أبو ظبي، قصيدة للشاعر المصري مصطفى الجزار،وعنوانها (كفكف دموعك وانسحب يا عنترة!!) السبب الذي تعللت به لجنة التحكيم لرفض القصيدة هو "أن موضوعها لا يخدم الشعر الفصيح"..!!!والشاعر بأسلوب رائع صور أن الأمة التي خربت و اواطانها و سلمت مفاتيحها للامريكان و اليهود..
مجلة "المستقبل العربي" قررت نشر القصيدة وهنا نصها:
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَة
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرة
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً!
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة
يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابل مقفرة؟
هـل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه
متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً
نسبوا لكَ الإرهابَ صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
حُمُرٌ ـ لَعمرُكَ ـ كلُّها مستنفِرَة
في الجاهليةِ..كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ..والقنابلُ ممطرة
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
بينَ الدويِّ وبينَ صرخةِ مُجبرَة
هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ
كيفَ الصمودُ؟ وأينَ أينَ المقدرة!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهبباتٍ..والقذائفَ مُشهَرَة
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً، بشقاقِهم
ونفاقِهم ، وأقام فيهم مِنبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَة
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّا..يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه

***************************************

تاريخ حياة الأنبا رويس
ولد‏ ‏قديسنا‏ ‏الشهير‏ ‏في‏ ‏حوالي‏ ‏سنة‏ 1334 م ‏في‏ ‏ضيعة‏ ‏منية‏ ‏يمين‏ ‏بمحافظة‏ ‏الغربية‏ ‏وتوفي‏ ‏في‏ 18 ‏أكتوبر‏ ‏سنة‏ 1404 ‏للميلاد‏.‏فى سن السبعين اسمه‏ ‏الحقيقي‏ ‏بالميلاد‏ ‏هو‏ ‏فريج‏ ‏ومنها‏ ‏جاءت‏ ‏كلمة‏ ‏فرج‏,‏وينطقونه‏ ‏بالقبطية‏ ‏بضم‏ ‏الفاء‏ ‏أو‏ ( ‏فوريج‏) PHOREG ‏كما‏ ‏يسمي‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏المصادر‏ ‏الكنسية‏ (‏الخولاجي‏) ‏باسم‏ (‏تيجي‏) TEGI أى المجنون ‏وهو‏ ‏الاسم‏ ‏االذي‏ ‏أطلقه‏ ‏القديس‏ ‏علي‏ ‏نفسه‏ ‏إنكارا‏ ‏لذاته‏,‏عندما‏ ‏سئل‏ ‏مرة‏ ‏عن‏ ‏اسمه‏.‏
كان‏ ‏رجلا‏ ‏يعيش‏ ‏في‏ ‏الخفاء‏ ‏له‏ ‏روحانيه‏ ‏غير‏ ‏عادية‏,‏لم‏ ‏يكن‏ ‏راهبا‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏كاهنا‏,‏وإنما‏ ‏كان‏ ‏رجلا‏ ‏علمانيا‏ ‏من‏ ‏المؤمنين‏,‏لكنه‏ ‏وصل‏ ‏إلي‏ ‏مراحل‏ ‏روحانية‏ ‏عالية‏,‏وصل‏ ‏للسياحة‏ ‏وإلي‏ ‏الاختطاف‏ ‏العقلي‏,‏ولكي‏ ‏ينكر‏ ‏نفسه‏ ‏أطلق‏ ‏علي‏ ‏نفسه‏ ‏اسم‏ ‏تيجي‏.‏
وأما‏ ‏الإسم‏ ‏رويس‏ ‏فقيل‏ ‏إنه‏ ‏الاسم‏ ‏الذي‏ ‏تنكر‏ ‏تحته‏ ‏بصعيد‏ ‏مصر‏,‏وفي‏ ‏حقيقته‏ ‏هو‏ ‏اسم‏ ‏تصغير‏ ‏باللغة‏ ‏العربية‏ ‏العامية‏ ‏لكلمة‏ ‏رأس‏ ‏وهي‏ ‏رأس‏ (‏القعود‏) ‏وهو‏ ‏الجمل‏ ‏الصغير‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يلازم‏ ‏القديس‏ ‏دائما‏ ‏ويتبعه‏ ‏كظله‏ ‏بالنهار‏ ‏والليل‏,‏والذي‏ ‏من‏ ‏فرط‏ ‏حبه‏ ‏له‏ ‏أطلق‏ ‏اسم‏ ‏رأس‏ ‏الصغير‏ ‏عليه‏.‏
فقد‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏القعود‏ ‏يداعب‏ ‏سيده‏ ‏فريج‏,‏ويغطيه‏ ‏إذا‏ ‏نام‏ ‏بدون‏ ‏غطاء‏,‏كما‏ ‏كان‏ ‏يوقظه‏ ‏في‏ ‏مواعيد‏ ‏الصلاة‏.‏طبعا‏ ‏أشياء‏ ‏غريبة‏ ‏وعجيبة‏ ‏جدا‏,‏كيف‏ ‏أن‏ ‏القعود‏ ‏كان‏ ‏يوقظه‏ ‏لكي‏ ‏يقوم‏ ‏يصلي‏,‏هذه‏ ‏الأشياء‏ ‏الغريبة‏ ‏لا‏ ‏أستطيع‏ ‏أن‏ ‏أقول‏ ‏إنها‏ ‏تخضع‏ ‏للمنطق‏ ‏العقلي‏ ‏ولكنها‏ ‏صورة‏ ‏من‏ ‏صور‏ ‏الصداقة‏ ‏بين‏ ‏القديسين‏ ‏والحيوانات‏.‏
نشأ‏ ‏القديس‏ ‏فريج‏ ‏أو‏ ‏رويس‏ ‏فلاحا‏ ‏كأبيه‏ ‏إسحق‏,‏وكانت‏ ‏والدته‏ ‏تسمي‏ ‏سارة‏ ‏وكان‏ ‏في‏ ‏شبابه‏ ‏المبكر‏ ‏يعاون‏ ‏والده‏ ‏الفلاح‏ ‏بالعمل‏ ‏معه‏ ‏في‏ ‏الحقل‏,‏كما‏ ‏كان‏ ‏يحمل‏ ‏الملح‏ ‏علي‏ ‏جمله‏ ‏الصغير‏ ‏وهو‏ ‏القعود‏ ‏رويس‏ ‏ويبيعه‏ ‏للراغبين‏ ‏في‏ ‏الشراء‏.‏وما‏ ‏لبث‏ ‏أن‏ ‏وهب‏ ‏نفسه‏ ‏لحياةالصلاة‏ ‏التي‏ ‏بلا‏ ‏انقطاع‏ ‏التي‏ ‏قال‏ ‏عنها‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏في‏ ‏تسالونيكي‏ ‏الثانية‏ ‏صلوا‏ ‏بلا‏ ‏اقطاع‏ ‏وكلمة‏ ‏صلوا‏ ‏بلا‏ ‏انقطاع‏ ‏ليس‏ ‏معناها‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏يصلي‏ ‏الصلوات‏ ‏العادية‏ ‏بمواعيدها‏ ‏فقط‏,‏بل‏ ‏يشغل‏ ‏نفسه‏ ‏بالصلاة‏ ‏في‏ ‏أثناء‏ ‏أي‏ ‏عمل‏ ‏يقوم‏ ‏به‏,‏وهو‏ ‏يزرع‏ ‏الأرض‏ ‏يصلي‏ ‏يارب‏ ‏أزرع‏ ‏الفضيلة‏ ‏في‏ ‏وهو‏ ‏يغسل‏ ‏طبقا‏ ‏يصلي‏ ‏يارب‏ ‏اغسل‏ ‏قلبي‏ ‏ونقني‏ ‏من‏ ‏الخطايا‏,‏هكذا‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏عمل‏ ‏يعمله‏ ‏يتخذ‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏العمل‏ ‏فرصة‏ ‏للصلاة‏,‏وبذلك‏ ‏يعيش‏ ‏حياة‏ ‏الصلاة‏ ‏بلا‏ ‏انقطاع‏,‏بل‏ ‏كان‏ ‏الأنبا‏ ‏فريج‏ ‏يقضي‏ ‏أوقاتا‏ ‏طويلة‏ ‏في‏ ‏خلوات‏ ‏روحية‏ ‏كانت‏ ‏تمتد‏ ‏أحيانا‏ ‏إلي‏ ‏شهور‏ ‏يختفي‏ ‏فيها‏ ‏عن‏ ‏عيون‏ ‏الناس‏ ‏وينقطع‏ ‏فيها‏ ‏عن‏ ‏اتصالاته‏ ‏بالمجتمع‏,‏يعكف‏ ‏فيها‏ ‏علي‏ ‏الصلاة‏ ‏والتأمل‏.‏وهذا‏ ‏يعطينا‏ ‏فكرة‏ ‏أن‏ ‏المؤمن‏ ‏العلماني‏ ‏العادي‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يصل‏ ‏إلي‏ ‏درجات‏ ‏القداسة‏ ‏العالية‏ ‏جدا‏,‏لو‏ ‏اهتم‏ ‏بأن‏ ‏يقدس‏ ‏روحه‏ ‏ويعيش‏ ‏هذه‏ ‏الحياة‏ ‏الروحانية‏ ‏العالية‏ ‏من‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يلبس‏ ‏زيا‏ ‏معينا‏,‏ولكنه‏ ‏يهب‏ ‏حياته‏ ‏عمليا‏ ‏للصلاة‏ ‏والتأمل‏.‏
ولقد‏ ‏عاش‏ ‏طوال‏ ‏حياته‏ ‏زاهدا‏ ‏ناسكا‏,‏وكان‏ ‏يقنع‏ ‏بالقليل‏ ‏من‏ ‏الطعام‏ ‏والشراب‏,‏وبالتافه‏ ‏من‏ ‏الملابس‏ ‏الذي‏ ‏لايكاد‏ ‏يستر‏ ‏غير‏ ‏القليل‏ ‏من‏ ‏جسده‏.‏أما‏ ‏الباقي‏ ‏من‏ ‏مساحة‏ ‏بدنه‏ ‏فكان‏ ‏يتركه‏ ‏لحر‏ ‏الصيف‏ ‏وبرد‏ ‏الشتاء‏ ,‏وكان‏ ‏يعلم‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الأمور‏ ‏المادية‏ ‏باطلة‏ ‏وكان‏ ‏يوجه‏ ‏قلبه‏ ‏ووقته‏ ‏وأعصابه‏ ‏للأشياء‏ ‏الجوهرية‏ ‏المهمة‏ ‏وهي‏ ‏التأمل‏ ‏والصلاة‏ ‏والشخوص‏ ‏في‏ ‏الله‏,‏كما‏ ‏كان‏ ‏يمشي‏ ‏عاري‏ ‏الرأس‏ ‏أشعث‏ ‏الشعر‏,‏وذلك‏ ‏ليمارس‏ ‏حياة‏ ‏التجرد‏ ‏المطلق‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏شئ‏,‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏له‏ ‏من‏ ‏قنية‏ ‏غير‏ ‏جملة‏ ‏الصغير‏ ‏رويس‏ ‏وهذه‏ ‏ما‏ ‏يسمونها‏ ‏حياة‏ ‏التجرد‏ ‏من‏ ‏القنية‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏له‏ ‏مكان‏ ‏يسند‏ ‏إليه‏ ‏رأسه‏ ‏فكثيرا‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏يستلقي‏ ‏راقدا‏ ‏علي‏ ‏قارعة‏ ‏الطريق‏,‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏كان‏ ‏يعرضه‏ ‏لكثير‏ ‏من‏ ‏إهانات‏ ‏وضروب‏ ‏السخرية‏ ‏من‏ ‏جانب‏ ‏صبية‏ ‏الشوارع‏ ‏وبعض‏ ‏الغوغاء‏ ‏ممن‏ ‏لا‏ ‏يعرفون‏ ‏قدره‏ ‏فكانوا‏ ‏يضحكون‏ ‏عليه‏ ,‏إذ‏ ‏كانوا‏ ‏لا‏ ‏يدركون‏ ‏أنه‏ ‏يخفي‏ ‏روحانيته‏ ‏بتصرفات‏ ‏غريبة‏.‏
هذا‏ ‏هو‏ ‏منهج‏ ‏التخفي‏ ‏الذي‏ ‏سار‏ ‏عليه‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الأشخاص‏ ‏الروحانيين‏ ‏ليحولوا‏ ‏نظر‏ ‏الناس‏ ‏عنهم‏ ‏ولا‏ ‏يضفوا‏ ‏علي‏ ‏أنفسهم‏ ‏هالة‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏ينالوا‏ ‏مدحا‏ ‏ولا‏ ‏كرامة‏,‏أو‏ ‏يحس‏ ‏الناس‏ ‏أنهم‏ ‏قديسين‏ ‏فبهذه‏ ‏التصرفات‏ ‏الغريبة‏ ‏يصرفون‏ ‏الناس‏ ‏عن‏ ‏تكريمهم‏ ‏أو‏ ‏تمجيدهم‏ ‏أو‏ ‏مدحهم‏ ‏أو‏ ‏احترامهم‏ ‏بل‏ ‏علي‏ ‏العكس‏ ‏ينالون‏ ‏تحقيرا‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏أو‏ ‏سخرية‏ ‏بهم‏ ‏وكانوا‏ ‏يفرحون‏ ‏بهذه‏ ‏الشتائم‏ ‏والإهانات‏ ‏بل‏ ‏أحيانا‏ ‏كانوا‏ ‏يطلبونها‏ ‏فمنهج‏ ‏التخفي‏ ‏هذا‏ ‏ساعد‏ ‏الروحانيون‏ ‏إلي‏ ‏الارتفاع‏ ‏لمراقي‏ ‏الحياة‏ ‏الروحية‏ ‏العالية‏,‏فالحقيقة‏ ‏طوبي‏ ‏للإنسان‏ ‏الذي‏ ‏ينمو‏ ‏والناس‏ ‏عنه‏ ‏نيام‏, ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏قاله‏ ‏سيدنا‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏النبات‏ ‏ينمو‏ ‏والناس‏ ‏نيام‏ ‏وأيضا‏ ‏هؤلاء‏ ‏الروحانيين‏ ‏بمبدأ‏ ‏التخفي‏ ‏يهربون‏ ‏من‏ ‏حسد‏ ‏وحروب‏ ‏ومعاكسات‏ ‏الشياطين‏.‏
كان‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الطراز‏ ‏الذي‏ ‏يحب‏ ‏أن‏ ‏يسخر‏ ‏منه‏ ‏الناس‏ ‏ويضحكون‏ ‏عليه‏,‏ليعطوه‏ ‏فرصة‏ ‏للنمو‏ ‏الباطني‏ ‏وأيضا‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏تحسده‏ ‏الشياطين‏,‏أنا‏ ‏أيضا‏ ‏رأيت‏ ‏راهبا‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏المناهرة‏ ‏اسمه‏ ‏أبونا‏ ‏عبد‏ ‏المسيح‏ ‏المقاري‏,‏وكان‏ ‏الراهب‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الطراز‏ ‏أيضا‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يفرح‏ ‏أن‏ ‏يشتموه‏ ‏ويسخروا‏ ‏منه‏ ‏حتي‏ ‏لاينال‏ ‏كرامة‏ ‏من‏ ‏الناس‏.‏
علي‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏البسيط‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ ‏عاش‏ ‏حياة‏ ‏شظف‏ ‏وقسوة‏,‏لاتوجد‏ ‏فيها‏ ‏نعومة‏ ‏وسهولة‏ ‏الإنسان‏ ‏العادي‏,‏ومارس‏ ‏الأصوام‏ ‏العنيفة‏ ‏التي‏ ‏مارسها‏ ‏من‏ ‏قبله‏ ‏كبار‏ ‏الروحانيين‏,‏فقد‏ ‏كان‏ ‏يصوم‏ ‏يومين‏ ‏يومين‏,‏وثلاثة‏ ‏ثلاثة‏,‏صوما‏ ‏انقطاعيا‏,‏وصام‏ ‏مرة‏ ‏أسبوعا‏ ‏كاملا‏,‏وصام‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏أحد‏ ‏عشر‏ ‏يوما‏ ‏متوالية‏ ‏كما‏ ‏شهد‏ ‏عنه‏ ‏البطريرك‏ ‏الأنبا‏ ‏متاؤس‏ ‏البابا‏ ‏السابع‏ ‏والثمانون‏ ‏الذي‏ ‏عاصره‏ ‏وهو‏ ‏مدفون‏ ‏تحت‏ ‏في‏ ‏كنيسة‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ ‏وكان‏ ‏صديق‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏,‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏البطريرك‏ ‏رجل‏ ‏القديس‏ ‏وكان‏ ‏رجلا‏ ‏روحانيا‏,‏وبلغ‏ ‏من‏ ‏روحانيته‏ ‏أن‏ ‏حاكم‏ ‏البلد‏ ‏كان‏ ‏يستشيره‏ ‏في‏ ‏شئونه‏ ‏الخاصة‏,‏ولذلك‏ ‏كانت‏ ‏حالة‏ ‏الأقباط‏ ‏طيبة‏ ‏جدا‏ ‏في‏ ‏عهده‏ ‏وبسبب‏ ‏قداسته‏ ‏وروحانيته‏ ‏العالية‏ ‏كان‏ ‏يري‏ ‏الملاك‏ ‏ميخائيل‏ ‏والقديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏معه‏ ‏وأمامه‏ ‏في‏ ‏الطريق‏.‏
ومرة‏ ‏أخري‏ ‏صام‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ 26 ‏يوما‏ ‏صوما‏ ‏متواصلا‏ ‏بغير‏ ‏انقطاع‏ ‏هذا‏ ‏فيما‏ ‏عدا‏ ‏المرات‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏يتوصل‏ ‏إلي‏ ‏معرفتها‏ ‏أحد‏,‏فقد‏ ‏كان‏ ‏يختفي‏ ‏كثيرا‏,‏ويمارس‏ ‏في‏ ‏خلواته‏ ‏الطويلة‏ ‏رياضات‏ ‏روحية‏ ‏كانت‏ ‏ترفع‏ ‏عقله‏ ‏وروحه‏ ‏إلي‏ ‏الرؤيا‏ ‏الطوباوية‏ (‏الثيئورية‏) ‏التي‏ ‏قال‏ ‏عنها‏ ‏الرسول‏ ‏بولس‏: ‏آتي‏ ‏إلي‏ ‏مناظر‏ ‏الرب‏ ‏وإعلاناته‏ ‏أعرف‏ ‏إنسانا‏... ‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏الاختطاف‏,‏ففي‏ ‏الرؤية‏ ‏الثيئورية‏ ‏وهي‏ ‏أعلي‏ ‏درجة‏ ‏في‏ ‏درجات‏ ‏الرهبنة‏ ‏التي‏ ‏يصل‏ ‏الإنسان‏ ‏إليها‏ ‏بالتسامي‏ ‏وحصار‏ ‏الروح‏ ‏فيري‏ ‏المكاشفات‏ ‏الروحانية‏,‏والأنبا‏ ‏رويس‏ ‏وصل‏ ‏إلي‏ ‏هذه‏ ‏المرحلة‏ ‏التي‏ ‏فيها‏ ‏يختطف‏ ‏العقل‏ ‏لكي‏ ‏يعيش‏ ‏في‏ ‏السماء‏ ‏وهو‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏.‏
ونظرا‏ ‏لتلك‏ ‏الرياضات‏ ‏الروحية‏ ‏من‏ ‏أصوام‏ ‏وصلوات‏ ‏وتأملات‏ ‏عالية‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏الخلوات‏,‏كان‏ ‏له‏ ‏نصيب‏ ‏وافر‏ ‏من‏ ‏المكاشفات‏ ‏الروحية‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تعزيه‏ ‏وتقويه‏ ‏وتجعله‏ ‏دائما‏ ‏شاخصا‏ ‏في‏ ‏الإلهيات‏.‏ولقد‏ ‏حظي‏ ‏الأنبا‏ ‏فريج‏ ‏برؤياه‏ ‏للمسيح‏ ‏خمس‏ ‏مرات‏,‏كما‏ ‏خاطبه‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏مرة‏ ‏فما‏ ‏لأذن‏.‏ولهذا‏ ‏السبب‏ ‏صار‏ ‏الأنبا‏ ‏فريج‏ ‏يلقب‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏بلقب‏ ‏اختص‏ ‏به‏ ‏بين‏ ‏القديسين‏ ‏وهو‏ ‏ثيوفانيوس‏THEOPHANIOS ‏أي‏ ‏الذي‏ ‏رأي‏ ‏الله‏.‏
هكذا‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ ‏وصل‏ ‏لهذه‏ ‏المرحلة‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏راهبا‏ ‏ولا‏ ‏كاهنا‏,‏وهذا‏ ‏حسن‏ ‏جدا‏ ‏لنا‏ ‏ياأولادنا‏ ‏لأنه‏ ‏يرينا‏ ‏أن‏ ‏طريق‏ ‏الفضيلة‏ ‏وطريق‏ ‏الروحانية‏ ‏مفتوح‏ ‏ليس‏ ‏للرهبان‏ ‏والكهنة‏ ‏فقط‏,‏بل‏ ‏أيضا‏ ‏للعلمانيين‏ ‏والمؤمنين‏ ‏إذا‏ ‏سلكوا‏ ‏بقلوبهم‏ ‏وحواسهم‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏من‏ ‏الحياة‏.‏
ومن‏ ‏بين‏ ‏المكاشفات‏ ‏الكثيرة‏ ‏التي‏ ‏تمتع‏ ‏بها‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏.‏أنه‏ ‏رأي‏ ‏كائنين‏ ‏في‏ ‏صورة‏ ‏رجلين‏ ‏مضيئين‏ ‏بلمعان‏ ‏كالبرق‏ ,‏اختطفاه‏ ‏وحملاه‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏,‏ثم‏ ‏أدخلاه‏ ‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ,‏هناك‏ ‏رأي‏ ‏فيها‏ ‏جمهورا‏ ‏كبيرا‏ ‏من‏ ‏العابدين‏ ,‏وسمع‏ ‏صوتا‏ ‏من‏ ‏داخل‏ ‏يدعوه‏ ‏قائلا‏: ‏أنت‏ ‏جوعان‏ ‏ياهذا‏ ,‏فتقدم‏ ‏وكل‏ ‏من‏ ‏خبز‏ ‏الحياة‏,‏وعندئذ‏ ‏قدمه‏ ‏الرجلان‏ ‏الروحانيان‏ ‏من‏ ‏المائدة‏ ‏المقدسة‏,‏فتناول‏ ‏ثم‏ ‏أعاداه‏ ‏من‏ ‏فوره‏ ‏إلي‏ ‏الموضع‏ ‏الذي‏ ‏أخذاه‏ ‏منه‏,‏ومنذ‏ ‏تلك‏ ‏اللحظة‏ ‏كان‏ ‏يحرص‏ ‏أشد‏ ‏الحرص‏ ‏علي‏ ‏التقرب‏ ‏دائما‏ ‏من‏ ‏القربان‏ ‏المقدس‏,‏وإن‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مرة‏ ‏يتقدم‏ ‏برهبة‏ ‏كثيرة‏ ‏وارتعاد‏ ‏حتي‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏يتراجع‏ ‏كلما‏ ‏تقدم‏,‏مما‏ ‏كان‏ ‏يسبب‏ ‏للكاهن‏ ‏تعبا‏,‏فكان‏ ‏ينتهره‏ ‏ويزجره‏ ,‏خوفا‏ ‏أن‏ ‏تقع‏ ‏منه‏ ‏الجواهر‏,‏أما‏ ‏هو‏ ‏فكان‏ ‏يري‏ ‏بعينين‏ ‏مكشوفتين‏ ‏ما‏ ‏لايراه‏ ‏غيره‏ ‏من‏ ‏البشر‏ ‏بعيونهم‏ ‏المجردة‏...‏كان‏ ‏يري‏ ‏الأسرار‏ ‏مكشوفة‏ ‏علي‏ ‏صورتها‏ ‏الحقيقية‏ ‏كان‏ ‏يري‏ ‏مجد‏ ‏الله‏ ‏علي‏ ‏الأسرار‏ ‏المقدسة‏ ‏في‏ ‏الهيكل‏,‏كما‏ ‏كان‏ ‏يري‏ ‏الكروبيم‏ ‏والسيرافيم‏ ‏متهللين‏ ‏وخاشعين‏...‏كما‏ ‏يقول‏ ‏الشماس‏ ‏ارفعوا‏ ‏أعينكم‏ ‏نحو‏ ‏المذبح‏ ‏تجدون‏ ‏المذبح‏ ‏وجسد‏ ‏ودم‏ ‏عمانوئيل‏...‏والكاروبيم‏ ‏والسيرافيم‏... ,‏فالأنبا‏ ‏رويس‏ ‏كان‏ ‏عنده‏ ‏الشفافية‏ ‏الروحية‏,‏ولذلك‏ ‏عندما‏ ‏كان‏ ‏يري‏ ‏الأسرار‏ ‏يرتعد‏ ‏ولقد‏ ‏أجاب‏ ‏مرة‏ ‏علي‏ ‏من‏ ‏سأله‏ ‏عن‏ ‏سر‏ ‏تراجعه‏ ‏وتردده‏ ‏أثناء‏ ‏التناول‏ ‏بأنه‏ ‏لايستحق‏ ‏التناول‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الأسرار‏ ‏المقدسة‏ ‏إلا‏ ‏من‏ ‏كان‏ ‏جوفه‏ ‏طاهرا‏ ‏نقيا‏,‏كأحشاء‏ ‏سيدتنا‏ ‏الطاهرة‏ ‏مريم‏ ‏التي‏ ‏استحقت‏ ‏أن‏ ‏تحمل‏ ‏المسيح‏ ‏في‏ ‏أحشائها‏.‏
ومن‏ ‏بين‏ ‏تلك‏ ‏المكاشفات‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏مضروبا‏,‏فأدخلوه‏ ‏إلي‏ ‏مخزن‏ ‏فيه‏ ‏مدة‏ ‏سنتين‏ ‏مريضا‏.‏وفي‏ ‏الليلة‏ ‏التي‏ ‏دخل‏ ‏فيها‏ ‏إلي‏ ‏المخزن‏,‏رأي‏ ‏داخل‏ ‏المخزن‏ ‏شبه‏ ‏نار‏ ‏تشتعل‏,‏ورآها‏ ‏معه‏ ‏الذين‏ ‏حوله‏ ‏فجزعوا‏,‏أما‏ ‏هو‏ ‏فطمأنهم‏ ‏قائلا‏: ‏لا‏ ‏تظنوا‏ ‏أنها‏ ‏نار‏...‏إنها‏ ‏نورسيدنا‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏,‏وقد‏ ‏ظهر‏ ‏لي‏ ‏إتماما‏ ‏لوعده‏ ‏القائل‏ ‏في‏ ‏المزمور‏ ‏إنه‏ ‏يعينه‏ ‏علي‏ ‏سرير‏ ‏وجعه‏ .‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏تعزية‏ ‏سماوية‏ ‏له‏.‏
ومن‏ ‏فرط‏ ‏شفافيته‏ ‏كان‏ ‏يري‏ ‏الأحداث‏ ‏البعيدة‏ ‏عنه‏ ‏رؤيا‏ ‏العيان‏ ‏رغم‏ ‏بعد‏ ‏المسافات‏ :‏فقد‏ ‏رأي‏ ‏روح‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الأنطوني‏ ‏صاعدة‏ ‏بعد‏ ‏وفاته‏,‏فأنشد‏ ‏القديس‏ ‏فريج‏ ‏يصيح‏ ‏بصوت‏ ‏مرتفع‏ ‏سمعه‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏حوله‏: ‏يالحسرة‏ ‏أولادك‏ ‏من‏ ‏بعدك‏ ‏يامرقس‏...‏يالخسارة‏ ‏تعاليمك‏ ‏التي‏ ‏سينقطع‏ ‏نورها‏ ‏عن‏ ‏جيلك‏!! ‏وهذه‏ ‏الحالة‏ ‏لا‏ ‏يصل‏ ‏إليها‏ ‏الإنسان‏ ‏إلا‏ ‏لو‏ ‏أعطي‏ ‏الروح‏ ‏الإنسانية‏ ‏التي‏ ‏هي‏ ‏جوهرة‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏وعلي‏ ‏صورته‏ ‏ومثاله‏,‏الغذاء‏ ‏الروحي‏ ‏الكافي‏ ‏والتقدم‏ ‏في‏ ‏الفضيلة‏ ‏والقامات‏ ‏الروحية‏.‏
ولقد‏ ‏وهبه‏ ‏الرب‏ ‏موهبة‏ ‏الاختطاف‏ ‏بالجسد‏ ‏لينتقل‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏مكان‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ,‏لإنجاز‏ ‏بعض‏ ‏المهام‏ ‏الروحية‏, ‏ومنها‏ ‏إنقاذ‏ ‏من‏ ‏يستغيث‏ ‏بصلواته‏ ‏للخلاص‏ ‏من‏ ‏ضيقة‏,‏أو‏ ‏لتحقيق‏ ‏غرض‏ ‏من‏ ‏الأغراض‏ ‏الروحية‏.‏والاختطاف‏ ‏نوعان‏ ‏اختطاف‏ ‏بالروح‏ ‏واختطاف‏ ‏بالجسد‏,‏والاختطاف‏ ‏بالجسد‏ ‏مثل‏ ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏لفيلبس‏ ‏الشماس‏ ‏الذي‏ ‏اختطفه‏ ‏روح‏ ‏الرب‏ ‏من‏ ‏غزة‏ ‏فوجد‏ ‏في‏ ‏أشدود‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏عمد‏ ‏وزير‏ ‏الحبشة‏ (‏أعمال‏ 8:36 ‏ــ‏ 40).‏ومثل‏ ‏ما‏ ‏اختطف‏ ‏الملاك‏ ‏حبقوق‏ ‏النبي‏ ‏من‏ ‏جمة‏ ‏رأسه‏ ‏وأوصله‏ ‏من‏ ‏فلسطين‏ ‏إلي‏ ‏بابل‏ ‏لكي‏ ‏يقدم‏ ‏الأكل‏ ‏لدانيال‏ ‏دلالة‏ ‏عناية‏ ‏الله‏ ‏به‏, ‏ثم‏ ‏أعاده‏ ‏الملاك‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏,‏وهذه‏ ‏مذكورة‏ ‏في‏ ‏دانيال‏.‏وهناك‏ ‏بعض‏ ‏القديسين‏ ‏كانوا‏ ‏يختطفوا‏ ‏بالجسد‏ ‏مثل‏ ‏الأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏والأنبا‏ ‏بولا‏ ‏ومثل‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏.‏
ومن‏ ‏ذلك‏ ‏إن‏ ‏امرأة‏ ‏من‏ ‏شهيرات‏ ‏القبط‏ ‏وكانت‏ ‏تسمي‏ (‏بنت‏ ‏الزهري‏),‏سافر‏ ‏زوجها‏ ‏مع‏ ‏الأمير‏ ( ‏منطاش‏) ‏إلي‏ ‏الشام‏ ‏وانقطعت‏ ‏عنها‏ ‏أخباره‏,‏فاستغاثت‏ ‏بالقديس‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏,‏فقال‏ ‏لها‏ ‏القديس‏: ‏لا‏ ‏يمكنني‏ ‏أن‏ ‏أساعدك‏ ‏مالم‏ ‏أتوجه‏ ‏إلي‏ ‏الشام‏,‏وأقف‏ ‏بنفسي‏ ‏علي‏ ‏أحوال‏ ‏زوجك‏.‏ثم‏ ‏نهض‏ ‏علي‏ ‏الفور‏ ‏وسار‏ ‏في‏ ‏الطريق‏ ‏إلي‏ (‏قناطر‏ ‏الأوز‏) ‏المؤدية‏ ‏إلي‏ ‏الشام‏,‏وغاب‏ ‏نحو‏ ‏ساعة‏,‏ثم‏ ‏عاد‏ ‏إلي‏ ‏المرأة‏ ,‏فلما‏ ‏أبصرته‏ ‏قالت‏ ‏له‏ ‏باكتئاب‏:‏هل‏ ‏رجعت‏ ‏عن‏ ‏رأيك؟‏ ‏ألم‏ ‏تعذبني‏ ‏بالسفر‏ ‏إلي‏ ‏الشام‏ ‏لتطمئن‏ ‏علي‏ ‏صحة‏ ‏زوجي‏ ‏وأحواله؟‏ ‏فأجابها‏ ‏قائلا‏:‏لقد‏ ‏بررت‏ ‏بوعدي‏,‏وكنت‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الساعة‏ ‏بالشام‏,‏ورأيت‏ ‏زوجك‏,‏وأنقذته‏ ‏من‏ ‏أعدائه‏ ‏وهو‏ ‏الآن‏ ‏بأمان‏ ‏فاندهشت‏ ‏المرأة‏ ‏من‏ ‏مقاله‏ ‏ولم‏ ‏تفهم‏ ‏شيئا‏. ‏فلما‏ ‏رجع‏ ‏زوجها‏ ‏سألته‏ ‏عن‏ ‏أخباره‏,‏فقال‏ ‏لها‏ :‏عند‏ ‏عودتي‏ ‏من‏ ‏الشام‏ ‏ثار‏ ‏علي‏ ‏الجنود‏ ‏المنطاشية‏ ‏وأرادوا‏ ‏الفتك‏ ‏بي‏ ‏في‏ ‏الصحراء‏,‏ليستولوا‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏بعهدتي‏ ‏من‏ ‏الأموال‏.‏وإذا‏ ‏بشيخ‏ ‏عاري‏ ‏الجسد‏ ‏مكشوف‏ ‏الرأس‏ :‏كان‏ ‏علي‏ ‏رأس‏ ‏جماعة‏,‏هجم‏ ‏عليهم‏ ‏وبدد‏ ‏شملهم‏,‏ثم‏ ‏رافقني‏ ‏هو‏ ‏وجماعته‏ ‏حتي‏ ‏أوصلوني‏ ‏إلي‏ ‏الوطاق‏ ‏السلطاني‏ ‏عند‏ ‏الملك‏ ‏الظاهر‏ ‏برقوق‏,‏ففرح‏ ‏بي‏ ‏كثيرا‏ ‏وقصصت‏ ‏عليه‏ ‏كيفية‏ ‏خلاصي‏ ‏من‏ ‏الجنود‏.‏فتعجب‏ ‏ثم‏ ‏سألني‏ ‏عن‏ ‏الشيخ‏ ‏العريان‏ ‏ومقره‏,‏فلم‏ ‏استطع‏ ‏أن‏ ‏أدله‏ ‏عليه‏,‏فهتفت‏ ‏المرأة‏ ‏في‏ ‏الحال‏ ‏متهللة‏ ‏وأجابت‏ ‏زوجها‏:‏هذا‏ ‏الشيخ‏ ‏العريان‏ ‏هو‏ ‏أبونا‏ ‏الطوباوي‏ ‏رويس‏,‏وهي‏ ‏الذي‏ ‏شفي‏ ‏بصلواته‏ ‏عيني‏ ‏من‏ ‏الرمد‏,‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏استغثت‏ ‏به‏ ‏عند‏ ‏غيابك‏ ‏الطويل‏ ‏بالشام‏,‏فأنقذك
هذا‏ ‏الرجل‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏كاهنا‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏راهبا‏ ‏إنما‏ ‏كان‏ ‏ينتسب‏ ‏إلي‏ ‏طبقة‏ ‏المؤمنين‏ ‏عامة‏ ‏الشعب‏ ‏الذين‏ ‏نسميهم‏ ‏بالعلمانيين‏ ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏أخذ‏ ‏لقب‏ ‏الأنبا‏ ‏بمعني‏ ‏الأب‏,‏لا‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏كاهنا‏ ‏ولا‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏راهبا‏,‏وإنما‏ ‏لأنه‏ ‏أصبح‏ ‏بالنسبة‏ ‏لكثيرين‏ ‏أبا‏,‏والدا‏ ‏وأصبح‏ ‏له‏ ‏تلاميذ‏ ‏في‏ ‏الروحانية‏ ‏وفي‏ ‏القدوة‏,‏وفي‏ ‏نموذج‏ ‏السيرة‏,‏فسمي‏ ‏بكلمة‏ ‏الأنبا‏ ‏رغم‏ ‏أنه‏ ‏علماني‏.‏فهو‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏كاهنا‏ ‏ولا‏ ‏كان‏ ‏راهبا‏ ‏ولا‏ ‏كان‏ ‏أسقفا‏,‏ولكنه‏ ‏كان‏ ‏بتولا‏,‏وكان‏ ‏طاهرا‏ ‏وكان‏ ‏يحيا‏ ‏حياة‏ ‏العفة‏ ‏الكاملة‏ ‏ووصل‏ ‏إلي‏ ‏هذه‏ ‏المقامات‏ ‏الروحية‏ ‏العالية‏.‏
يكفي‏ ‏هذا‏ ‏للدلالة‏ ‏علي‏ ‏روحانية‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏,‏ونحن‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏نذكره‏ ‏ونترحم‏ ‏عليه‏ ‏ونتشفع‏ ‏به‏,‏ونسأل‏ ‏صلواته‏,‏فإنه‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏صلواته‏ ‏وبركاته‏ ‏أصبح‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏مشحونا‏ ‏بطاقات‏ ‏روحية‏ ‏عظيمة‏,‏وأيضا‏ ‏ببركات‏ ‏كثيرة‏ ‏لخير‏ ‏القبط‏ ‏عموما‏ ‏وخير‏ ‏مصر‏ ‏أيضا‏,‏فببركة‏ ‏قديس‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏تمت‏ ‏هذه‏ ‏الإنشاءات‏ ‏الكثيرة‏,‏وأول‏ ‏ما‏ ‏بدأت‏ ‏بدأت‏ ‏بمبني‏ ‏الأنبا‏ ‏رويس‏ ‏وهو‏ ‏مبني‏ ‏الكلية‏ ‏الإكليريكية‏ ‏ثم‏ ‏مبني‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏سنة‏ 1961‏م‏ ‏ثم‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏سنة‏ 1968‏م‏ ‏ووضع‏ ‏حجر‏ ‏أساسها‏ ‏كان‏ ‏عام‏ 1965‏م‏, ‏وأحضر‏ ‏رفات‏ ‏مارمرقس‏ ‏في‏ 24 ‏يونية‏ 1968‏م‏ ‏وأقيم‏ ‏أول‏ ‏قداس‏ ‏في‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏رأس‏ ‏خدمته‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏واشترك‏ ‏معه‏ ‏البطريرك‏ ‏المتنيح‏ ‏ماراغناطيوس‏ ‏يعقوب‏ ‏بطريرك‏ ‏السريان‏ ‏الأرثوذكس‏ ‏في‏ 26 ‏يونية‏ 1968‏م‏,‏ثم‏ ‏أحضر‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏في‏ ‏مايو‏ 1974‏م‏,‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏بني‏ ‏المقر‏ ‏البابوي‏ ‏والمباني‏ ‏الأخري‏.‏
ونرجو‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏لنا‏ ‏قدوة‏ ‏ومثالا‏ ‏خصوصا‏ ‏للعلمانيين‏ ‏منا‏,‏فنري‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏سيرة‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏العظيم‏ ‏إمكانية‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏وهو‏ ‏علماني‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يصل‏ ‏إلي‏ ‏مرتبة‏ ‏القداسة‏ ‏وإلي‏ ‏الروحانية‏ ‏العالية‏,‏حتي‏ ‏أن‏ ‏عقله‏ ‏يختطف‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏,‏وأيضا‏ ‏ينعم‏ ‏بأن‏ ‏يري‏ ‏المسيح‏ ‏الرب‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏رؤية‏ ‏عيانية‏ ‏حقيقية‏ ‏كاملة‏.‏وأيضا‏ ‏نستفيد‏ ‏من‏ ‏صلواته‏ ‏ودعواته‏ ‏ونطلب‏ ‏شفاعته‏ ‏مع‏ ‏شفاعة‏ ‏القديسين‏.. ‏بركة‏ ‏صلواته‏ ‏فلتشملنا‏ ‏جميعا‏ ‏ولإلهنا‏ ‏الإكرام‏ ‏والمجد‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏ ‏آمين‏.

This site was last updated 11/08/15