Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير وشرح إنجيل متى ألإصحاح السابع والعشرون (مت 27 : 45- 66) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير شرح إنجيل متى -ألإصحاح السابع والعشرون  (مت 27 : 45- 66) 

تقسيم فقرات  الإصحاح  السابع والعشرون من إنجيل متى  (مت 27 : 45- 66) 
9. صراخه وتسليمه الروح (مت  27: 45-50)
10. انشقاق الحجاب (مت  27: 51-56)
11. دفن السيِّد (مت  27: 57-61)
12. خِتم القبر (مت  27: 62-66)

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

 يسوع يسلم الروح  (متى 27: 45 - 56)

يسوع يسلم الروح

 تفسير (متى 27: 45) : ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَمِنَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ... إِلَى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ" يبدأ اليوم عند اليهود من مساء (عشية اليوم السابق ) وقسم اليهود ساعات الليل إلى فترات كل فترة ثلاث ساعات بتوقيتنا العالى تسمى كل فترة هزيع وهم الهزيع الأول والهزيع الثانى ووالهزيع الثالث والهزيع الرابع .. كما قسموا ساعات النهار إلى أربع ساعات كل منها ثلاث ساعات ..  الساعة الأولى (  صباحا من 6- 9 بتوقيتنا الحالى)  ثم الساعة الثالثة (من الساعة 9- 12 بتوقيتنا الحالى ) ثم الساعة السادسة (من الساعو 12- 3 بعد الظهر بتوقيتنا الحالى ) ثم الساعة التاسعة (من الساعة 3- 6 بتوقيتنا الحالى)  أي نهاية الساعة الثالثة وحتى نهاية التاسعة من 3- 6 أى أن الظلمة كانت من الظهر إلى العصر.(عاموس ٨: ٩) 9 ويكون في ذلك اليوم يقول السيد الرب اني اغيب الشمس في الظهر واقتم الارض في يوم نور. "  ووردت هذه الاية فى (مرقس ١٥: ٣٣) ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة." وفى (لوقا ٢٣: ٤٤ ) وكان نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة." 
2) " كَانَتْ ظُلْمَةٌ " كانت الظلمة أحد الضربات على مصر  عندما تحدى فرعون كلمات الرب على لسان موسى ورفض إطلاق السعب اليهودى (خر ١٠ :٢١؛) 21 ثم قال الرب لموسى مد يدك نحو السماء ليكون ظلام على ارض مصر.حتى يلمس الظلام. " وفى العهد القديم كانت تتحول إلى لعنة لمخالفة العهد إذا ما لم تحفظ أوامر الرب ووصاياه  (تث ٢٨ : ، ٢٩) 29 فتتلمس في الظهر كما يتلمس الاعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون الا مظلوما مغصوبا كل الايام وليس مخلص " (يوء ٢ :١٠) 10 قدامه ترتعد الارض وترجف السماء.الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها. (عاموس ٨ :٩ ) 9 ويكون في ذلك اليوم يقول السيد الرب اني اغيب الشمس في الظهر واقتم الارض في يوم نور.  " لاهوتياً، كانت الظلمة رمز لترك الآب ابنه وهو يحمل خطايا العالم. هذا الفصل الروحي الشخصي وأيضا ً ليحمل عبء كل خطايا الجنس البشري فى الماضى والحاضر والمستقبل
كانت هذه الظلمة معجزة، لأنه لا يمكن أن تُكشف الشمس إلا والقمر هلال، وكان يومئذٍ عيد الفصح وهو يقع والقمر بدرٌ. وتم الصلب فى النهار ولبست الطبيعة الثوب ألسود ثوب الحداد حزناً وتعجباً من إثم الناس الذين صلبوا بريئا الذي هو نور العالم وشمس البر. وكانت تلك الظلمة
أ ) إشارة إلى مصارعة يسوع قوات الظلمة الروحية.
ب) توبيخاً للمجدفين عليه والمعيريين والمستهزئين به وتسكيتاً موقوتاً لهم عن تعييراتهم، مع أنها لم تؤثر فيهم أكثر مما أثرت الظلمة المصرية في فرعون (خروج ١٠: ٢٢، ٢٧). 22 فمد موسى يده نحو السماء فكان ظلام دامس في كل ارض مصر ثلاثة ايام. 23 لم يبصر احد اخاه ولا قام احد من مكانه ثلاثة ايام.ولكن جميع بني اسرائيل كان لهم نور في مساكنهم 24 فدعا فرعون موسى وقال اذهبوا اعبدوا الرب.غير ان غنمكم وبقركم تبقى.اولادكم ايضا تذهب معكم. 25 فقال موسى انت تعطي ايضا في ايدينا ذبائح ومحرقات لنصنعها للرب الهنا. 26 فتذهب مواشينا ايضا معنا.لا يبقى ظلف.لاننا منها ناخذ لعبادة الرب الهنا.ونحن لا نعرف بماذا نعبد الرب حتى ناتي الى هناك. 27 ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يشا ان يطلقهم. 28 وقال له فرعون اذهب عني.احترز.لا تر وجهي ايضا.انك يوم ترى وجهي تموت
جـ ) إشارة إلى احتجاب وجه الآب عنه وحرمانه من التعزية السماوية. ولكن تلك الظلمة كانت لا شيء بالنسبة إلى الظلمة التي تكاثفت على قلب المسيح وهو يحمل ثقل خطايا الناس، فجعلته يصرخ «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟» (مرقس ١٥: ٣٤). (٤) إظهاراً لاشتراك الطبيعة مع المسيح في آلامه وفزعها من فظاعة إثم قاتليه.
3) " عَلَى كُلِّ ٱلأَرْضِ" قُصد بذلك على كل الأرض وما جاورها من البلاد. ولا نعلم إن كان قد قُصد به كل العالم أو لا. وذكر بعض المؤرخين المسيحيين المصريين حدوث تلك الظلمة، ومنهم ترتيليان وأوريجانوس من آباء الكنيسة. وذكر أيضاً بعض المؤرخين الوثنيين ومنهم فليغون الروماني، فقد قال هذا إن تلك الظلمة حدثت في السنة الرابعة عشرة من ملك طيباريوس، وكانت مما لم يسبق لها نظير في الكثافة، وأن النجوم ظهرت حينئذٍ.
4) " ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَة" نفهم من ذلك أن الظلمة زالت بعد هذه الساعة التاسعة الساعة 6 بعد الظهر بتوقيتنا الحالى وعاد ضوء الشمس مرة أخرى حتى غروبها فى يوم الفصح

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ذلك حتى يفهم اليهود انه هو الذي عمل الظلمة في مصر . فان هنالك صارت الظلمة عندما كان الفصح الموسوي مزمعاً ان يذبح اما هنا فقد حدثت الظلمة عندما ذبح المسيح على خشبة الصليب . وليصير معلوماً ان المصلوب خالق المخلوقات وان الشمس أخفت نورها وحزنت على صلب باريها ولتكمل نبوة عاموس ( ستغيب الشمس في الظهرية 8: 9 ) . كانت هذه الظلمة معجزة لانه لا يمكن ان تكسف الشمس الا والقمر هلال وكان يومئذٍ عيد الفصح وهو يقع والقمر بدر وأعلنت هذه الظلمة عظمة المصلوب وانه رب الانوار . وقد لبست المخلوقات كلها الحزن على خالقها فالشمس لبست لون القطران والقمر لبس لون الدم ولم يكن وقت ظهوره لكن في ذلك الحين تراءى في المشرق وركض بحدة الى المغرب تابعاً للشمس . وجلس اثنانهما حزينين كالعبيد الصالحين المتالمين بألم سيدهم . وقد كتب جميع حكماء اليونانيين والمصريين والكلدانيين الذين في بابل ان واحداً من الثالوث تألم اليوم . وهذا معنى قوله ( قامت ملوك الارض ) اي من كراسيها واندهشوا بالآية التي صارت . وهذه الظلمة تشبه للظلمة التي كانت في ابتداء الخليقة . ثم لا يخفى على القارئ العزيز ان الظلمة التي حدثت وقت صلب المسيح ليست بكسوف لان الكسوف لا يدوم ثلث ساعات ولا يكون على ثلاث ساعات . وملكت على كل الارض ويحدث حينما يكون القمر هلالاً . اما هذه الظلمة فدامت ثلاث ساعات . وملكت على كل الارض . وحدثت حينما كان القمر بدراً وقد تكلمنا مطولاً عن هذه وعن الامانة والطبيعيات المعقولة والمحسوسة في كتابنا المسمى كتاب المختصرات .

تفسير (متى 27: 46) : ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاًً : “ ايلي ، ايلي ، لما شبقتني ؟ “ اي : الهي ، الهي ، لماذا تركتني ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "وَنَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ"  صَرَخَ يتبين أن المسيح بقي ساكتاً في ساعات الظلمة الثلاث.
2) " صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: " (عبرانيين ٥: ٧ ) الذي، في ايام جسده، اذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت، وسمع له من اجل تقواه،
بِصَوْتٍ عَظِيمٍ هذا دليل على شدة الألم
3) " ِإِيلِي إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي ؟" وقول يسوع «إِيلِي إِيلِي» هو القول الرابع الذي نطق به على الصليب، ولم يذكره إلا متّى ومرقس، وهما لم يذكرا غيره مما قاله على الصليب.
إِيلِي إِيلِي يدمج يسوع بين الكلمات العبرية والآرامية من (مز ٢٢ :١)  ِإِيلِي إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟ " متى يترجمها لأجل قراءه، الذين كانوا يتكلمون الآرامية فقط و " إيلى" كلمة عبرانية مكررة اقتبسها يسوع من المزامير (مزمور ٢٢: ١).وقد  أسيء فهمها من قبل الجمع الذي كانوا متجمهرا شاهد الصلب." فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا: «انه ينادي ايليا».(مت ٢٧ :٤٧)

ومرقس يستخدم كلمات مختلفة قليل (مر ١٥ :٣٤)  وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: «الوي الوي لما شبقتني؟» (الذي تفسيره: الهي الهي لماذا تركتني؟)  وكلمة " الوي" التى وردت فى أنجيل مرقس إن المسيح قال «إلوي إلوي» وهذا مثل إيلي إيلي، إلا أن مرقس كتب الكلمة باللغة السرياني (الآرامية) كما نطق به المسيح.

(قال كثيرون من المفسرين إلى أن تفسير قوله «إيلي إيلي.. الخ» ليس في الأصل، بل كتبه أحد الناسخين، لأن متّى إنجيله للعبرانيين وهم لا يحتاجون إلى تفسير الكلمات العبرانية).
4) " أَيْ: إِلٰهِي إِلٰهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" هذه هي أول كلمات من (مزمور ٢٢: ١) لامام المغنين على ايلة الصبح.مزمور لداود.الهي الهي لماذا تركتني.بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري." وكتب داود المزمور الذي اقتبس يسوع منه تلك اللفظة على آلام نفسه، فكانت رمزاً إلى ضيقات المسيح وانتصاراته. وما قاله الرؤساء ورد في ع ٤٣ من ذات المزمور وهزءاً بيسوع مقتبس من مزمور ٢٢: ٨. وإلقاء القرعة المذكور في ع ٣٥ مأخوذ من ع ١٨ من ذات المزمور وهناك عبارات كثيرة فى المزمور 22 الذى يبدأ بإلهى إلهى لماذا تركتنى تشير إلى المسيح فلم يثقب أحد يدى أو رجلى داود الجملة التى اوردها داود فى (مز 22: 16) " ثقبوا يدي ورجلي" ولم يحصى أحد عظام داود (مز 22: 17)  ..باقتباسها يريد يسوع أن يشد انتباه أذهان مستمعيه إلى قرائة المزمور والرجوع إليه بالكامل لأنه يشير إليه بالكامل وجرت العادة فى الكنيسة القبطية فى صلوات السواعى المعروفة بصلوات الأجبية التى يصللى بها الأقباط فى بيوتهم وبها مزامير كثيرة  ، ولكن عندما تصلى فى الكنيسة القبطية يوزع الشماس مزاميرها على واحد بقول أول جملة من المزمور ويذهب لآخر ويقول له أول جملة من المزمور التالى وهكذا حتى تتلى كل المزامير بواسطة الشعب وهذا يظهر تقليد قديم ورد إلينا من التلاميذ والرسل

 يسوع كان يختبر ضعف البشرية الكامل  بدون تدخل إلهى بالرغم من أنه كلمة الآب، هذا غير تحملة أن يكون ذبيحة بشرية مجربا كيف تكون شعور الذبيحة التى تقدم بالذذبح فى الهكل والفرق ليس فى إزهاق الروح ولكن الفرق فى الشعور بحمل الخطية هذه الخبرة الأشد التي يمكن أن يمر بها الجنس البشري الخاطئ (غل ٣ :١٣) 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة». (٢ كور ٥ :٢١ )لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه "  ولكن المزمور نبوئة داود النبى عن ألآم وصلب المسيح بدقة متناهية ووصف كامل ليس فيها أى لبس على الإطلاق .

5) " لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ " لم يقل: لماذا سمحت أن يجلدني العسكر ويسمرني على الصليب، وأن يعيرني الناس؟ لكن قال: لماذا تركتني أنت؟ لأن هذا أقسى من كل ما كان في كأس آلامه. شعر المسيح في شدة آلامه التي احتملها لأجل خطايا العالم بأنه متروك من ألاب الذي حجَب وجهه عنه باعتبار أنه نائب الخطاة مبارك الآب الذى ضحى بأبنه لأجلنا وهذا كان إشارة إلى ما حدث فى القديم من تقديم إبراهيم أبنه إسحق ذبيحة بشرية وفداه الرب بذبح عظيم . أهلك يارب الأشرار الذين يقدمون الأقباط ذبيحة بشرية لإلههم
وعامله الرب كمذنبٍ مثل الخطاء والمجرمين  ليظهر غضبه على الخطية، وحجب وجهه عن ابنه وقتاً قصيراً لكيلا يحجبه عنا إلى الأبد، كما كان عدله يقتضي لو لم يمت المسيح. وكان احتجاب وجه الآب عن ابنه جزءاً من دَيْن عدله على الخاطئ الذي أوفاه نائبنا مؤدياً ثمن فدائنا،(عبرانيين ٢: ٩) 9 ولكن الذي وضع قليلا عن الملائكة، يسوع، نراه مكللا بالمجد والكرامة، من اجل الم الموت، لكي يذوق بنعمة الله الموت لاجل كل واحد. " لأنه ذاق الموت عن كل إنسان خاطئ ولكن كان ينبغى لكلمة الرب اللانهائية والغير محدودة أن تحمل مع جسده حمل اخطايا البشرية كلها الغير محدودة بزماان ومكان الماضية والحاضرة وأيضا التى ستفعلها  البشرية فى المستقبل وتطلب غفرانا عن خطاياها   ولأنه جعل وهو «لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ» (٢كورنثوس ٥: ٢١) وهذا إتمام لقول إشعياء «أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ» (إشعياء ٥٣: ١٠).
ولا ريب أن الشيطان في ذلك الوقت شدد تجاربه بدليل قول المسيح «هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ» (لوقا ٢٢: ٥٣) ولم يصرخ يسوع من آلامه الجسدية بل صرخ من احتجاب وجه أبيه عنه. وإذا كانت نتيجة احتجاب وجه ألاب عن المسيح ذلك الصراخ الذي لم ينتج عن كل آلامه الجسدية، فكم تكون شدة عذاب الهالكين باحتجاب وجه الرب عنهم إلى الأبد. ومع أن يسوع رأى الآب قد تركه فإنه لم يزل واثقاً به بدليل قوله: «إلهي إلهي» لا «الله الله».
والحق أن الله لم يترك يسوع حقيقة، لأنه في ذلك الوقت عينه كان يقوم بالعمل الذي سُرَّ ألاب بأن يضعه عليه، وأحبه باعتبار كونه ابنه ساعتئذٍ أكثر من كل محبته له فيما مضى، لكنه صرف وجهه عنه باعتبار أنه كفيل الخطاة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يقول الاريانيون ان الابن الكلمة صرخ باقنومه الى الله الاب . اما النساطرة والخلقيدونيون فيقولون ان الانسان الذي صلب صرخ بهذا الكلام الى الله الساكن فيه او الى الطبيعة الالهية التي انتقلت عنه في وقت الالام اما نحن فنقول ان يسوع ابن الله الذي كتب عنه مرقس ( بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله ) هو الذي صرخ هذه الكلمة . وهو الذي صرخ الشياطين اليه ( ما لنا ولك يا يسوع ابن الله . فكما انه لم يولد ويعتمد ويجوع ويعطش لاجل نفسه لكن لاجلنا هكذا صراخه الى الآب ( ايلي ايلي ) كان لاجلنا ونيابة عنا . لانه أخذ اقنوم ىدم وجاء ليفي ذنبه . فمن أجله ونيابة عنه وعن ذريته صرخ وتكلم . وذلك واضح من الاية التي تلي قوله ايلي وهي ابعدت عني خلاصي بكلمات جهالتي . ومن المؤكد ان المسيح لم يكن فيه جهل لانه قد قال ( اني غلبت العالم ) ومن منكم يوبخني على خطيئة . وقال اشعيا النبي عنه انه لم يعمل اثماً ولا غشاً . فاذاً لاجلنا ونيابة عنا صرخ . لانه رآنا أذلاء وقد انحط جنسنا الى الحضيض والهوان . ثم نقول انه سأل الآب قائلاً لماذا تركتني ليسمع ما قيل في المزمور كمن اقنوم الآب له ( قد تركتك لتتالم وتصلب ليتذكر ويرجع الى الرب جميع اقطار الارض . وقد قال النبي اننا بجروحاته شفينا . وقد تشبه لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة فانه جاع وعطش وتعب ونام وسأل عن كمية الخبزات وعن لعازر أين وضعتموه كمن يجهل الاشياء مع كونه عارف بكل شيء قبل كونه . ثم نقول انه صرخ الى الآب لبيان ان الابن وحده قد تألم وليس الآب والروح القدس ولا الثالوث اجمع . وقد تألم الابن واحتمل الصليب باقنومه بما انه قد صار انساناً لا بما انه إله . ويقول بعض المضادين كيف ترك الابن من الآب وهو الذي قال انا في الآب والآب فيّ ، الجواب انه في الآب لاجل المساوات في الطبع وفينا لاجل تجسمه منا . كقوله انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد . فالآب لم يتركه فيما يخص الطبيعة لانه غير متألم وغير مائت بطبيعته مثل الآب . اما بما يخص الاقنوم فقد تركه ان يتألم ويموت لكي يكون معنا بهذه . وأيضاً صراخه الهي كان ليظهر شر صالبيه ويتشجع الشيطان والموت على قتله . وقد قال ايلي ايلي على سبيل التعجب والاندهاش لا للفحص والتفسير . ويقول النساطرة ان المصلوب انسان وانه قال الهي الى الله الساكن فيه . فنسألهم قائلين ابإرادته صلب ام مرغماً فاذا كان بارادته لماذا يلام الله الكلمة الذي انتقل منه وتركه حسب هذيذكم . واذا كان مرغماً من الكلمة فحقاً كان يجب ان يندب حظه ويقول للذي تركه لماذا جذبتني الى الآلام والآن تتركني ففي عمل الآيات قد كنت قريباً لي واما في الآلام تتركني صرت خادماً لك بما يتعلق بك ولم تصر لي شريكاً بما يخصني . وبيان ان الله ضعيف وظالم . ضعيف لانه ما احتمل رؤية الصليب بل تركه وهرب . وظالم لانه كان خادماً اياه في العجائب وما أعانه في وقت احتمال المصائب . ويظهر الانسان أشد قوة من الكلمة لانه صبر على الآلام وهو تركه وانتقل . وبيان ايضاً ان الانسان مظلوم لانه كمل التدابير اما عند الآلام والموت لم يعنه احد لكنه ترك . ثم اذا كان المصلوب انسان فقط حسب زعمكم فلم يكن واجباً ان يقر ويعترف بلاهوته لانه أصبح متروكاً منه . فان قالوا قد تركه كونه غير متالم بطبعه . فنجيبهم انه يعرف غير متالم حين صبره على الآلام كحجر الماس التي كلما ضغطت ازداد لمعانها ولا تشعر بالم ولا تكسر والقرميد يعرف غير متألم من الماء حين ما يغطس بالماء . ولم ينحل . والسلمندر يدخل النار ويلعب فيها ويطفيها ولا تؤذيه . ثم نقول اذا كان الملاك لا يخاف من الموت لانه روح . فاحرى كثيراً رب الملائكة . ويعرف ان المتالم هو الله الكلمة من انه اظلم الشمس وشقق الضخور واقام الموتى .
يقول الاريانيون ان الابن هو المتروك من ابيه . فنقول كيف يتركه وهو الذي قال ( انا في ابي وابي فيّ ) والى اين مضى ذاك الموجود في كل مكان والغير المحدود حينما تركه وكيف يترك الآب قدرته وحكمته بارادته فقد قال بولس الرسول ان المسيح هو قوة وحكمة الله الآب ( اكو : 30 ) . كما ان قوله انا عطشان كان اولاً لتكميل النبوة كما قال الانجيليون وثم ليسقينا نحن العطشى مشرباً روحياً وكما انه لما طلب ماء الحياة وذلك معلوم من انها لما ادركت معنى كلامه بدأت تطلب منه ماء الحياة . والكتاب لا يذكر انه شرب من الماء الذي طلب منها كذلك صراخه هنا على الصليب قائلاً انا عطشان كان اولاً لاجل الطبع البشري العطشان لمعرفة روح القدس وثانياً لانه اراد ان يعطينا ماء الحياة . وكما ان سؤاله عند شفاء النازفة الدم كان لتشهر امانتها هكذا سأل قائلاً لماذا تركتني لا لعددم معرفته السبب لكن لكي اذا سمع السامعون فيبحثون عن المسألة ويزدادون علماً ومعرفة انه ليس هو المتروك لكي الطبع البشري اي آدم وذريته . ثم نقول انه دعا الآب اله لانه صار انساناً وكما انه لا يلام اذا تعاطى الالهيات لانه اله كذلك لا يعد حقيراً اذا تكلم بالانسانيات لانه قد صار انساناً .

تفسير (متى 27: 47): فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا : “ انه ينادي ايليا “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَقَوْمٌ مِنَ ٱلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا " صلب المسيح على تلة خحرية تسمى الجلجثة أو الجمجمة وكانت بالقرب من باب فى سور أورشليم أسمه الباب القديم أو باب افرايم أو باب الزاوية وكان الخارجين والداخلين يرون المسيح مصلوبا وكان تحت الصليب أمه وبعض النساء ويوحنا وكذلك أعضاء مجلس السنهدرين والشعب وعسكر الرومان كان هؤلاء القوم من اليهود لأن العسكر الروماني لا يعرف شيئاً من أمر إيليا. وهناك تشابه بين «الوي» و «إيليا» فربما توهَّم بعض السامعين أنه ينادي إيليا. والأرجح أنهم فهموا قوله، ولكنهم حرفوه للهزء بدعواه أنه المسيح، لأن اليهود توقعوا أن إيليا يأتي قبلما يأتي المسيح، وتظاهروا الآن أنهم يتوقعوا مجيء إيليا إليهم.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يشبه اسم ايل لاسم ايليا لان ايل بالعبرانية معناه الله واسم ايليا معناه الهي .

 تفسير (متى 27: 48): وللوقت ركض واحد منهم واخذ اسفنجة وملأها خلاً وجعلها على قصبة وسقاه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَلِلْوَقْتِ" في نحو هذا الوقت قال يسوع أيضاً «أنا عطشان» (يوحنا ١٩: ٢٢). 29 وكان اناء موضوعا مملوا خلا، فملاوا اسفنجة من الخل، ووضعوها على زوفا وقدموها الى فمه.
2) " رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً " جاء أحدهم بالإسفنجة إجابة لقول المسيح. ولعله ركض لأنه أشفق عليه ، لأن العطش ناتج من جفاف الحلق ونتيجة لتعرض جسده لحرارة الشمس وكذلك من علامات شدة الآلام على الصليب (راجع شرح آية ٣٥). أو ركض هزءاً إذ قال هو نفسه «اتْرُكُوا. لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُنْزِلَهُ!» (مرقس ١٥: ٣٦). ومهما كان قصد ذلك الإنسان بما فعله كان عمله سجل فى التاريخ بانه أعطى المسيح خلا حتى يروى عطشه ، هذا الإنسان الذى ركض مسرعا نفذ وصية المسيح (مت 25: 35) لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني." بينما الشيطان المجرب عندما رأى المسيح جائعا أستغل جوعه وقال له (لو 4: 3)   وقال له إبليس: «إن كنت ابن الله، فقل لهذا الحجر أن يصير خبزا». لأنه إذا كان إعطاء كأس ماء بارد لأحد تلاميذ المسيح الصغار لا يذهب بلا أجر، فبالأولى أن نطوب من أعطى المعلم نفسه مثل ذلك.
إِسْفِنْجَةً : الاسفنج هيكل لين ليفي لحيوان بحري من المجموعة التي تسمى باللاتينية Cornacuspongiae ويوجد كثير من الاسفنج على الصخور قرب الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط. ومن أكثر أصناف الاسفنج المعروفة صنف يطلقون عليه في اللاتينية اسم Euspongia officinalis ويستخدم في غسل الجسم. وعندما كان المسيح على الصليب أخذ واحد من الواقفين هناك اسفنجة وملأها خلاًّ ووضعها على قصبة وأمسك بها لكي يسقي المسيح لتخفف حدَّة الشعور بالألم (مت 27: 48و مر15: 36 ويو 19: 29).والكلمة اليونانية هي "سبوجوس" ومنها اشتق معنى الكلمة في اللغات اللاتينية. ولقد عرف الإسفنج منذ أزمنة قديمة، فقد ذكره هوميروس وأسكليوس وأرستوفان وغيرهم من الكتاب القدامى. ومازالت مصايد الإسفنج في شرقى البحر المتوسط من أهم مصايد الإسفنج في العالم. عبارة عن حيوانات أولية بسيطة تلتصق بالصخور أو بأجسام أخرى مما يعيش في المياه. والإسفنج الصالح للعرض في الأسواق عبارة عن كتلة من الألياف الناعمة المتشابكة، هي أصلا هيكل الحيوان الحي  ثم يترك الإسفنج في الهواء ليموت ويتعفن. ثم يغسل جيدا حتى لا يبقى منه شئ سوى الهيكل. الإسفنج الذي له هياكل جيرية أو سيليكونية لا يصلح للإستخدام.

3) " وَمَلأَهَا خَلاًّ " بدأ العساكر الرومان يستهزئون بيسوع (لوقا ٢٣: ٣٦ ) 36 والجند ايضا استهزاوا به وهم ياتون ويقدمون له خلا " ولكن اليهود قدموا ليسوع خلا مرتين المرة الأولى كانت ممزوجة بالمر لأنهم إعتادوا أن يقدموا للمصلوب خلا ممزوجا بمر ويعتبر هذا مسكنا للألام فيغيب عن الوعى فرفض أن يشربها المسيح  لأنه أتى لينال العقاب المفروض أن يناله الخاطئ فخمل العقاب فى جسدة وأراد أن يكون واعيا فى كلماته الأخيرة على الصليب وبعد إكماله قال أنا عطشان من شدة الألم وجفاف الحلق فأعطوه خَلاًّ أي خمراً حامضاً كان يشربها العسكر إطفاءً للعطش. وكان هذا الخل مثل الخل الذي قُدم له أولاً سوى أنه ليس فيه شيء من المر والمخدرات، وهو مثل ما قدم له العسكر هزءاً به (لوقا ٢٣: ٣٦) وهكذا تحققت نبوئة داود النبى التى وردت فى  (مزمور ٦٩: ٢١) 21 ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلا"
4) " وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ " (مرقس ١٥: ٣٦ ) فركض واحد وملا اسفنجة خلا وجعلها على قصبة وسقاه  
عَلَى قَصَبَةٍ من نبات البوض أو الغاب الذى ينموا بريا على ضفاف نهر الأردن (الصورة الجانبية لمنطقة قصر اليهود أو كسر اليهود وتسمى المغطس لأنه فيها تعمد المسيح من يوحنا المعمدان وعلى ضفافها يمكن رؤية نبات البوص أو الغاب القصبة التى وضعوا عليها أسفنجة)  ولا حاجة إلى أن يكون طول تلك القصبة أكثر من ذراع لكي يبلغ بها الواقف على الأرض شفتي المسيح. وسمى يوحنا تلك القصبة «زوفا» لأنها كانت من نبات الزوفا.
5) " وَسَقَاهُ " فشرب (يوحنا ١٠: ٣٠) وتحققت النبوة القائلة «فِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاً» (مزمور ٦٩: ٢١)..

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان الذي أعطاه الخل والمرارة كان يهودياً وذلك واضح من قوله ( ها انه ينادي ايليا ) وقد اعطوه اكثر من مرة خلاً بطريق الاستهزاء فشرب . اما هنا فلم يشرب . وكانوا قد بلوا الاسفنجة بالخل وقدموها الى فمه ليشرب

تفسير (متى 27: 49):  وأما الباقون فقالوا : “ اترك لنرى هل يأتي ايليا يخلصه ! “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " أَمَّا ٱلْبَاقُونَ فَقَالُوا:"  ٱتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ».
ٱلْبَاقُونَ فَقَالُوا: الباقون من اليهود الذين يخدمون المصلوبين يقومون بسقى المصلوبين بالخل لعطشهموكانوا قريبيين من يسوع أعلى تلة الجلجثة قالوا وهم أكثر من أثنين ٱتْرُكْ هذا لا ينافي ولا يناقض  قول مرقس إن ساقيه قال ذلك أيضاً (مرقس ١٥: ٣٦) فركض واحد وملا اسفنجة خلا وجعلها على قصبة وسقاه قائلا: «اتركوا. لنر هل ياتي ايليا لينزله!» ومعناه أنه لا حاجة إلى أن يعطوه شيئاً، لأنه يتوقع إتيان إيليا ليعزيه وينشطه ويقويه. فقال الساقي «إن الذي سقيته يكفيه إلى أن يأتيه حسب توقعه». ويظهر من هذه السخرية أنهم لم يتعظوا من ظلمة الساعات الثلاث الماضية. والأرجح أنهم نسبوها إلى الطبيعية.

هذه العبارة مضافة أخرى من يو ١٩ :٣٤ .إنها غائبة في المخطوطات اليونانية الإنشية القديمة K, D, A والنصوص اليونانية التي عرفها أوريجنس وجيروم وأغسطين ولكنها موجودة في المخطوطات א ، C, Bو L )

  من الصعب أن نحدد أيهما هو أصل هذا المقطع بسبب (١) أنه يبدو تمثلاً من يوحنا (٢) يبدو أنه خارج التسلسل الزمني للأحداث؛ ومع ذلك ّ (٣) هو موجود في عدة مخطوطات جيدة. هل ُطعن يسوع قبل أن يموت؟ ( UBS4)    يعطي النص الأقصر نسبة أرجحية متوسطة. في سرد متى للأحداث  متى، يسوع لم يكن قد مات بعد.

. تفسير (متى 27: 50) : فصرخ يسوع ايضاً بصوت عظيم ، واسلم الروح .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  فصرخ يسوع بصوت عظيم " مرقس ١٥: ٣٧  فصرخ يسوع بصوت عظيم واسلم الروح "

صَرَخَ لم يذكر متّى ما قاله يسوع في صراخه، وهو قوله «قد أُكمل» (يوحنا ١٩: ٣٠).فلما اخذ يسوع الخل قال:«قد اكمل». ونكس راسه واسلم الروح. "  ولم يذكر متّى قوله الآخر وذكره لوقا (لوقا ٢٣: ٤٦). ولعل ذلك الصراخ كان هتاف الفرح لأنه أكمل عمل الفداء. وصراخه بصوت عظيم عند موته دليل على أنه لم يمت ضعفاً وإعياءً بل أنه كان في تمام قوته.
وكانت أقوال المسيح على الصليب سبعة، ثلاثة قبل الظلمة وأربعة بعدها:
الأول: صلاته من أجل أعدائه (لوقا ٢٣: ٣٤)
الثاني: وعده اللص التائب بالفردوس (٢٣: ٤٣)
الثالث: تكليف يوحنا برعاية العذراء (يوحنا ١٩: ٢٧)
الرابع: صراخه إلى الله عند شدة آلامه (متّى ٣٧: ٤٦ ومرقس ١٥: ٣٤)
الخامس: قوله «أَنَا عَطْشَانُ» (يوحنا ١٩: ٢٨)
السادس: قوله «قَدْ أُكْمِلَ» (يوحنا ١٩: ٣٠)
السابع: قوله «يا ابتاه في يديك استودع روحي».ثم تسليمه روحه إلى الآب بكل ثقة واطمئنان ( لوقا ٢٣: ٤٦) 46 ونادى يسوع بصوت عظيم: «يا ابتاه في يديك استودع روحي». ولما قال هذا اسلم الروح."
2) " أَسْلَمَ ٱلرُّوحَ "   بهذه العبارة عبر الإنجيليون كلهم عن موته، أي مات. ووهى عبارة مأخوذة من داود القائلة ( مز ٣١ :٥) 5 في يدك استودع روحي.فديتني يا رب اله الحق " وهى تعني أنه مات اختياراً، وهذا تأكيدا لما قاله سابقا «إني أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها» (يوحنا ١٠: ١٧، ١٨)،وقول النبي «إِنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ» (إشعياء ٥٣: ١٢).ومات في الساعة التاسعة أي وقت تقديم الذبيحة المسائية، بعد ست ساعات من صلبه ونحو ثماني عشرة ساعة من القبض عليه في البستان.
ويندر أن يموت المصلوب بعد وقت قصير كهذا أي في ست ساعات، والغالب أن يموت المصلوب بلا واسطة غير الصلب بعد ٣٦ ساعة. وقد بقى بعض المصلوبين ثلاثة أيام أو أربعة، فظنَّ أكثر المفسرين إنه كان لموته سبب لم يُعهد في المصلوبين. وقال الأطباء إن علة موته سريعاً هو تمزق صمامات القلب بضغط الدم عليها من الصلب والدماء التى نزفت منه من الجلد وشدة الاكتئاب ومما جرى عليه سابقاً من شدة حزنه في البستان والسهر وهزء العسكر به.كما قام جندى رومانى بطعنه بحربة  (يوحنا ١٤: ٣٤) إن عسكرياً طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء. ووجود دم وماء في القلب ينتج من تمزُّق صمامات الدم عن سائر أجزاء القلب لأنه ينفصل بذلك مصل.(مز ٢٢ :١٥) يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي والى تراب الموت تضعني.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اظهر هنا ايضاً انه بسلطانه وباختياره اسلم روحه لا اضطراراً وانها لم تؤخذ قسراً منه كانفسنا التي تؤخذ مّنا قسراً . وقد قيل عنا نحن الخليقة تنزع ارواحها فتموت ( مز 104 : 29 ) . فاذاً هو الخالق وبارادته وبسلطانه اسلمها . ويسأل قوم اي افترقت نفسه من جسده . اما موته فهو افتراق لاهوته من ناسوته فهذا الموت لم يمته ولن ولن يمته ولا يمته . ان نفسه فارقت جسده واما لاهوته فلم يفارق لا جسده ولا نفسه لان لاهوته قد اتحد اتحاداً بغير انفصال مع نفسه وجسده وكان لاهوته متحداً مع الجسد في القبر ومع نفسه مضى الى الهاوية وانذر الانفس المحبوسات هنالك وللواتي لم يكن يخضعن لكرازة نوح ( ابط 3 : 20 ) . وان اللاهوت غير محدود وعليه فكان مع جسده ونفسه وفي كل المخلوقات وخارجاً عنها . وبما انه غير محدود فلا ينحصر في موضع او في مكان لا بالقول ولا بالفكر . ولانه صار انساناً لذلك كان مع الجسد في القبر ومع النفس في الهاوية . ثم ان سيدنا صرخ مرتين وهو على الصليب بصوت عال . الاولى ( الهي الهي لماذا تركتني ) والثانية يا ابت في يديك استودع روحي ( لو 23 : 46 ) . ففي المرة الاولى صرخ نيابة عن آدم الهي الهي . وفي المرة الثانية صرخ من اقنومه الى الآب . فدعاه اباه ليبين انه مساوٍ للاب في الجوهر وان الله بعينه قد صار انساناً . وبقوله ( استودع روحي ) بيّن انه بارادته اسلمها لا ان يأخذها منه غضباً . وقد تعلم استفانس من قول المسيح اقبل روحي ( اع 7: 59 ) ومن آدم الى ان قال المسيح في يديك استودع روحي كانت ارواح الصديقين والاثمة ترسل الى الهاوية ومن بعد قوله هذا حتى المنتهى فانفس الصديقين تكون في يدي الله كقول سليمان اي قريباً منه ومكانهم الفردوس .

تفسير (متى 27: 51) : واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين ، من فوق الى أسفل . والارض تزلزلت ، والصخور تشققت ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَإِذَا حِجَابُ ٱلْهَيْكَلِ" وكلمة حجاب باللغة العربية تعنى : "كلّ ما يحجُب ويغطِّي"
حِجَابُ ٱلْهَيْكَلِ : هو الستارة الداخلية التي كانت تفصل / تحجب بين القدس وقدس الأقداس في خيمة الاجتماع، (خر26: 33) وتجعل الحجاب تحت الاشظة.وتدخل الى هناك داخل الحجاب تابوت الشهادة.فيفصل لكم الحجاب بين القدس وقدس الاقداس." وكان وجوده يعني أن الرب لا يدنى منه، فالطريق إلى الاقتراب إليه مقفول بهذا الحجاب. وقد ذكرت كلمة الحجاب ثلاثًا وعشرين مرة في الكتاب المقدس. كما يطلق أيضًا "حجاب السجف" (خر 35: 12، 39: 34) تمييزًا له عن "سجف" مدخل الخيمة (خر 39: 38) أي الستارة التي كانت تعلق على مدخل خيمة الاجتماع. وكان الحجاب مصنوعًا من أسمانجوني وقرمز وبوص مبروم، ومطرز بصور الكروبيم (خر 26: 31 37، 36: 35). ويقول يوسيفوس إن هذا المزيج من الألوان له تفسيره الرمزي. وكان الحجاب يعلق على أربعة من خشب السنط مغشاة بذهب، بأربعة رزز من ذهب. وكانت قواعد الأعمدة الأربعة مصنوعة من فضة، والأرجح أن الحجاب كان سميكًا ليتناسب مع حجمه الكبير ولكي يحجب ما وراءه تمامًا.

.وكان من إسمانجوني موشى بذهب،( خروج ٢٦: ٣١ )  31 وتصنع حجابا من اسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص مبروم.صنعة حائك حاذق يصنعه بكروبيم. " طوله نحو ٢٨ ذراعاً وعرضه نحو ١٤ ذراعاً. ولم يكن يجوز لأحد سوى رئيس الكهنة أن يدخل إلى ما وراءه، وكان رئيس الكهنة يدخل قدس الأقداس مرة واحدة في السنة «وليس بِلاَ دَمٍ» (خروج ٢٦: ٣١ و٣٠: ١٠ ولاويين ١٦: ٢ - ١٩ وعبرانيين ٩: ٧)
2) " قَدِ ٱنْشَقَّ إِلَى ٱثْنَيْنِ  مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ"  ورد خبر إنشقاق الحجاب فى ( مرقس ١٥: ٣٨ ) وانشق حجاب الهيكل الى اثنين من فوق الى اسفل." وأيضا فى ( لوقا ٢٣: ٤٥)واظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه.  

وأنشق الحجاب في الهيكل الذي بناه هيرودس الكبير، إلى اثنين من فوق إلى أسفل من وسطه وقت صلب المسيح (مت 27: 51، مر 15: 38، لو 23: 45) ومن ثم فإن انشقاق حجاب الهيكل في التاسعة بينما كان الكهنة مشغولين بتقديم الذبيحة المسائية، ووقت تبخير الكاهن في القدس أمام الحجاب...    عند صلب المسيح وتسليمه الروح،

الخلفية اليهودية لإنشقاق حجاب الهيكل بعد تسليم المسيح للروح على الصليب
– التلمود البابلي (תלמוד בבלי) (1)
[الرابي شمعون بن اليعازر قال: الواقف بجانب الذي يموت في ساعة تسليمه للروح واجب عليه أن يقطع (ثيابه)]
بحسب وصية التلمود فإن قطع الثياب وتمزيقها هو واجب عندما ترى شخصاً يموت امامك ، لأن هذا الإنسان خُلِق على صورة الله.
ينظر اليهود لحجاب الهيكل بإعتباره روب الله ذاته ، لإنه يفصل من هو خارج قدس الأقداس عن ماهو بالداخل والذي هو الحضور الالهي من بين الكاروبيم ، وماذا حدث وقت موت المسيح !؟ -انشق حجاب الهيكل الى نصفين وكأن الله قد مزق ثيابه (مجازاً) لأن من مات ليس مجرد شخص ، بل الله ذاته متجسداً.
متى 27: 50-51 “فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)תלמוד בבלי מסכת מועד קטן דף כה/א – מסכת שבת דף קה/ב [רבי שמעון בן אלעזר אומר העומד על המת בשעת יציאת נשמה חייב לקרוע]

ويشير انشقاق ذلك الحجاب إلى ثلاثة أمور:
موت المسيح في ذلك الوقت عينه، ويوضحه قول كاتب رسالة العبرانيين «طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ» (عبرانيين ١٠: ٢٠). فقد انشق في ذلك الوقت حجابان، حجاب جسد يسوع، وحجاب الهيكل.
نسخ النظام الموسوي وإبطال كل الطقوس التي كانت تشير إلى الكفارة. لأن الكفارة الحقيقية تمَّت بموت المسيح لأنه حمل الله الحقيقي الذي ذُبح، ودخل رئيس الكهنة الأعظم إلى قدس الأقداس السماوية بدم نفسه ليشفع فينا (عبرانيين ٦: ١٩،٢٠ و٩: ١٢، ٢٤). وأُقيمت عبادة روحية بدل العبادة الطقسية، فلا حاجة بعد إلى رئيس كهنة أرضي، ولا إلى رش دم في قدس الأقداس، ولا إلى التبخير في الهيكل. قد أُنجزت كل النبوات بالمسيح وأُكمل عمل الفداء.
 إنما هو رمز إلى أن المسيح كرئيس الكهنة العظيم، قد فتح الطريق إلى قدس الأقداس أمام كل المؤمنين ليدخلوا إليه. وهذا هو أساس الحق العميق الذي عبرت عنه الرسالة إلى العبرانيين بالقول: "فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب أي جسده، وكاهن عظيم على بيت الله، لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان" (عب 10: 19 22، انظر أيضًا عب 6: 19 و20، 9: 11 و12)
إزالة كل حاجز بين الله والإنسان، لأن الحجاب كان يرمز إلى أن طريق الإنسان إلى الله مغلق، وكان شقه إشارة إلى فتح طريق حديث حي يصل به الإنسان إلى الله. وقد بطُل أن يكون قدس الأقداس في أورشليم مكاناً خاصاً لحضور الله بين الناس، لأن المسيح وسيطا بين الرب والناس .(1 تي 2: 5) لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح
والذين شاهدوا انشقاق الحجاب هم الكهنة دون غيرهم، فأخبروا الآخرين، لأن كثيرين منهم آمنوا بالمسيح (أعمال ٦: ٧). وكانت كلمة الله تنمو، وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في اورشليم، وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الايمان."  وكان إنشقاق الحجاب وقت الذبيحة المسائية وتسليم المسيح روحه أن مشاهدتهم ذلك أثرت فيهم كثيراً.
3) " وَٱلأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ،" وَٱلأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ لم يذكر هذه الحادثة وما في العددين الآتيين أحد من البشيرين سوى متّى، وهي ليست زلزلة طبيعية بل خارقة الطبيعية، لأنه يقول الصخور تشققت وكانت فى منطقة االتى حدث فيها الصلب  فقط وهي شهادة إلهية بأمور محسوسة تشير إلى أهمية موت المسيح. واعتبرت الزلازل في الكتاب المقدس في الغالب إنها علامة لحضور الله وقوته (قضاة ٥: ٤ و٢صموئيل ٢٢: ٨ ومزمور ٧٧: ١٨ و٩٧: ٤ و١٠٤: ٣٢ وعاموس ٨: ٩ وحبقوق ٣: ١٠). ولم تكن تلك الزلزلة هائلة أو ضارة ليكون لها ذكر في تواريخ العالم، بل كانت إشارة إلى اشتراك إلهى بما فعله  البشر. وكما أن الشمس في السماء حجبت نورها لكي لا تشاهد آلام المسيح، كذلك الأرض ارتجفت من فظاعة إثم سكانها بصلبهم رب المجد. وكأن ذلك كان جواباً لقول الهازئين بالمسيح «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!» (متّى ٢٧: ٤٠).
4) "  وَٱلصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ"  الزائر لتلخ الجلجثة الآن فى كنيسة القيامة يرى تشقق صخورها
وَٱلصُّخُورُ تَشَقَّقَت تشقق الصخور مما يحدث كثيراً وقت الزلزلة. وحدوثه عند موت المسيح كان علامة غضب إلهى ، حتى الصخور تشققت من هول ما حدث من لابشر فى صلب بريئا وما زال فى البشر حتى الآن قلوبا حجرية تريد أن تصلب الآخرين

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
انشق حجاب الهيكل لان الروح القدس الذي كان يحل على اسرار الناموس خرج منه . وقال قوم ان سداه انشقت الى طرف آخر وذلك عجب . وقد انشق الحجاب لانه لم يحتمل آلام خالقه وعلامة لانتقال الروح القدس منه وابطال الذبائح الناموسية وتهيئاً للخراب . وقد زالت الظلمة بعد الساعة التاسعة بياناً ان الاحزان التي دخلت من بدء الزمن بواسطة الخطيئة قد زالت . وتزلزل الارض كان كاهتزاز المهد او كاهتزاز الاناء في الماء وكان ذلك تهديداً للمنافقين وان المصلوب هو الذي أسسها لئلا تتزعزع . ثم ان الزلزلة لا تكون في كل الارض في طرفة عين . أما هذه الزلزلة فكانت في كل مكان وتزلزل كل جسم الارض . والظلمة كذلك كانت على كل الارض لا على جزء منها كالمعتاد الجاري . وقد تشققت الصخور ليعلم ان المصلوب هو الخالق وان الجماد يتألم معه وتوبيخاً للقلوب القاسية التي لم تتأثر من هذا العمل المقوت . ولان الالسنة الناطقة التي كان يجب ان تميز من هو المصلوب لتسبحه أعدمت النطق وابكمت فالحجارة صرخت بالمجد والتسبيح . وهذا معنى قوله ( ان سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ ( لو 19 : 40 ) وقد يؤدب الله احياناً الناطقين بواسطة غير الناطقين كما حدث لبلعام فانه تأدب بواسطة الاتانة . وليوربعام فانه تأدب بانشقاق المذبح وتذرية الرماد ( امل 13: 3 و 5 ) . ولفرعون والمصريين بواسطة العناصر . وهكذا هنا فانه زلزل الارض وشقق الصخور وتوبيخاً لليهود . لانه اراد ان يرجعوا عن نفاقهم فلم يرجعوا .

تفسير (متى 27: 52) : والقبور تفتحت ، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)" وَٱلْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ " كانت القبور يومئذٍ إما حفراً في صخور أو فى كهوف تسد فوهة الحفرة بحجر دائرى بناسب مع الفوهة قد يكون كبيرا أو صغيرايحتاج لفتح  القبر و دحرجة الحجر الدائرى شخص أو أكثر ، فالزلزلة دحرجت تلك الحجارة عن تلك القبور. وفي ذلك إشارة إلى أن موت المسيح سيكون علة فتح كل القبور، وإبطال سلطة الموت وكسر قيوده.
2) " وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ ٱلْقِدِّيسِينَ " ٱلْقِدِّيسِينَ سمى الكتاب المقدس بذلك الذين آمنوا بالمسيح من الأحياء والأموات. والقرينة تبين المعنى هنا. ولم يذكر البشير من هم أولئك القديسون وكم هم، ولا المدة التي عاشوها بعد قيامتهم، ولا كيف انتقلوا من الأرض. فالبحث عن ذلك ليس من ورائه فائدة.
3) " ٱلرَّاقِدِينَ " أي الموتى وعندما يقال رقَد
 رقدته الأخيرة: فهذا يعنى فى اللغة العربية أنه مات ، والرقاد في العهد القديم هو تعبير يشير إلى الموت (أستخدم غالباً في سفر الملوك وأخبار الأيام). هذا ليس دليل نصي على نظرية "رقاد النفوس" االكتب المقدسة يجب تفسيرها على ضوء معنى الكلمات بالنسبة إلى المستمعين/ القراء الأوائل

(١كورنثوس ١٥: ١٨، ٢٠ ) اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا! 20 ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين. "  ووجه الشبه بين موت الأبرار والرقاد هو مثل النوم والراحة بعد التعب والعودة إلى الوجدان في الأجساد الروحانية . فكما يستيقظ الراقدون هنا في صباح الزمني يستيقظ الراقدون في المسيح في صباح القيامة الأبدي. والأرجح أن الذين قاموا يومئذٍ كانوا ممن ماتوا من عهد قريب، وإلا ما عرف الذين شاهدوهم أنهم كانوا موتى وقاموا. والواقع أنهم عرفوهم كذلك.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
جرى ذلك في الساعة التاسعة من يوم الجمعة . ولم يكونوا من الموتى القدم لكنهم كانوا قد ماتوا قبلما يتألم سيدنا بثلاث سنين او اقل . وسماهم قديسين لانهم كانوا قد آمنوا بسيدنا قبل موتهم وكانوا من اهل اورشليم ومدفونين في القبور التي حولها ثم قاموا ودخلوا مدينة اورشليم وعرف هذا اباه وهذا اخاه وهذا امه . ووبخوهم قائلين ما هذا الفعل الشنيع الذي عملتم بصلبكم الحي وواهب الحياة . ومكثوا ثلاثة ايام لم ياكلوا فيها ولا شربوا بل حفظهم الله كموسى وايليا في صيامهم وبالحقيقة قد اتحدت انفس هؤلاء القديسين باجسادهم وبشروا في اورشليم ثلاثة ايام ورجعوا واضطجعوا في قبورهم ولم يذهبوا الى الفردوس ولا تبددوا في الاقطار الخارجية ولا تراءوا لكل الناس بل للبعض وذلك واضح من قول متى ” انهم تراءوا لكثيرين ” وهكذا سيدنا فانه لم يكن يتراءى بعدد قيامته لكل الناس وفي كل حين كالاول لكنه تراءى بعض الاوقات لتلاميذه وللمستحقين قال البعض ان هؤلاء القديسين كانوا انبياء عارفين الكتب المقدسة وقد آمنوا به قبل انتقالهم كما قال القديس اغناطيوس وانهم كانوا يكرزون بقيامة المسيح وبقيامتهم . وبعث الموتى دليل قوي على انه هو الذي بعثهم من قبورهم . وقال يوحنا اسقف دارا ان الموتى الذين بعثوا لم يدخلوا المدينة ليكرزوا حتى قام المسيح . وقال آخرون انهم مكثوا واقفين في قبورهم يمجدون الله . وقال غيرهم انهم اجتمعوا الى جبل الزيتون . وذهب آخرون الى انهم مضوا حالاً الى الفردوس

 تفسير (متى 27: 53): وخرجوا من القبور بعد قيامته ، ودخلوا المدينة المقدسة ، وظهروا لكثيرين .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " خَرَجُوا مِنَ ٱلْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ"  من الواضح أن هؤلاء القديسيين لم يقوموا إلا بعد أن قام المسيح. وظهورهم دليل واضح على أن المسيح غلب الموت وصار باكورة الراقدين وأنه كما أقام الموتى مثل إبن أرملة نايين ولعازر وإبنى رئيس المجمع هكذا ظلت قدرته على إقامة الموتى بعد قيامته  (١كورنثوس ١٥: ٢٠ و٢٣ وكولوسي ١: ١٨). وذكر متّى قيامتهم قبل وقتها ليجمع في مكان واحد كل المعجزات المقترنة بموت المسيح، كعادته في جمع الحوادث المتماثلة بغضّ النظر عن أوقاتها. فانه حدثت زلزلة عند قيامته (متّى ٢٨: ٢) روى لنا نتيجتها مع خبر الزلزلة التي حدثت عند موته
2) " وَدَخَلُوا ٱلْمَدِينَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ،" ٱلْمَدِينَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ أي أورشليم ودعيت مقدسة لأنه كان فيها هيكل الله المقدس، وكانت مركز العبادة. هوالمكان الوحيد لتقديم الذبائخ وقبول الصلوات والهيكل هو قبلة اليهود يصلون تجاهه
3) " وَظَهَرُوا لِكَثِيرِين"َ لأنهم لو ظهروا لاثنين أو ثلاثة فقط لظنَّ الناس أنهم توهموا ذلك، والأرجح أن الذين شاهدوهم كانوا من تلاميذ المسيح. ولا تذكر الأناجيل الكثير عن من قاموا ماذا فعلوا ومتى رقدوا مرة أخرى وقال بعض المفسرين إنهم بقوا أحياء على الأرض مدة الأربعين يوماً التي بقى فيها المسيح على الأرض بعد قيامته، وأنهم صعدوا معه كما قاموا معه.. ولكن لا دليل على ذلك.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يقول البعض انه يراد بالمدينة المقدسة اورشليم السماوية لا اورشليم الارضية ولما صرخ المسيح على الصليب قام هؤلاء القديسون وبقوا احياء في قبورهم كما كان يونان في بطن الحوت وبعد القيامة صعدوا معه خفية الى المدينة المقدسة حينما صعد الى ابيه خفية عن اعين كل الناس . وقال آخرون ان اورشليم الارضية كان رأسها الاعلى مقدساً وكان ساكنوه قديسين كثيرين اما الرأس السفلي فكان نجساً بسبب الغش والنفاق الذي كان فيه . وعليه فيريد بالرأس الاعلى المدينة المقدسة التي دخلوها ووعظوا سكانها المؤمنين الذين كانوا حزانى على موته . وذهب غيرهم الى انه يراد بالمدينة المقدسة اورشليم الارضية التي دخلها القديسون وبشروا فيها . اما عددهم فيربوا على الخمسمئة نفساً وظهورهم لكثيرين كان لكي يمرمروا حياة الذين ما عرفوا ربهم وصلبوه . وقال آخرون انهم تراءوا في أماكن كثيرة اولها كان في الجليل ودخلوا بعدد القيامة لأورشليم وتراءوا لكثيرين ليعلم الناس ان القيامة ليست خيالاً . وقد حدث اربعة عجائب حين صلبه منها في السماء فأظلمت الشمس والقمر . ومنها في الفضاء فانشق حجاب الهيكل . ومنها في الارض فتشققت الصخور . ومنها تحت الارض اذ قامت الموتى . والبعض من هذه العجائب كانت عامة كظلمة الشمس والقمر وتزلزل الارض وبعضها خاصة كتشقق الصخور والحجارة وحجاب الهيكل وقيام البعض من الموتى . نسأل النساطرة والخلقيدونيون من هو المعلق على الصليب اله ام انسان ، فان قالوا انه اله أجبناهم انه يستحيل ان تسمر يداه او الحربة تخرق جنبه لان طبعه فوق هذه الحوادث وان قالوا انه انسان ساذج فنجيبهم انه يستحيل على الانسان ان يعمل هذه الباهرات فيظلم الشمس ويشقق الصخور ويقيم الموتى . اذاً فالمعلق على الخشبة اله متجسد وهو الفاعل كل هذه الامور.

تفسير (متى 27: 54): وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان ، خافوا جداً وقالوا : “ حقاً كان هذا ابن الله ! “ . 


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " َأَمَّا قَائِدُ ٱلْمِئَةِ " هو قائد العسكر وكان يقود ثلاثة جنود تم إختيارهم من مائة جندى تحت أمرته ونستدل على عددهم الذين صلبوا المسيح  لأنهم قاموا بإقتسام ثياب المسيح الأربعة فيما بينهم وأقترعوا على الثوب الخامس وقادوا الثلاثة المحكوم عليهم بالصلب المسيح واللصين وهم حاملين صلبانهم فى شوارع أورشليم قاصدين الجلجثة
2) " وَٱلَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ "   وَٱلَّذِينَ مَعَهُ هم ثلاثة جنود سخروا أولاً بالمسيح وهو على الصليب (لوقا ٢٣: ٣٦)
3) "  َلَمَّا رَأَوُا ٱلزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ"  ألأحداث التى حدثت عندما صلبوا المسيح ، وهي الظلمة، وصبر المسيح وصلاته من أجل قاتليه، ووعده بالفردوس لأحد المصلوبين معه، وصراخه عند موته، مع الزلزلة عندما أسلم الروح.
4) " خَافُوا جِدّاً " لأنهم حسبوا الظلمة والزلزلة من أدلة غضب الإله .
5) "  وَقَالُوا: حَقّاً كَانَ هٰذَا ٱبْنَ ٱللّٰهِ»."  وَقَالُوا الأرجح أن القائد قال ذلك أولاً  وتبعه الآخرون.
هٰذَا ٱبْنَ ٱللّٰهِ : ليس هناك أداة تعريف قبل "ابن". قائد المائة بالتأكيد عرف تهمة يسوع المصلوب لهذا تأثر بكل ما جرى من أحداث . وأّكد على أن يسوع كان "ابن الله". (مرقس ١٥: ٣٩ ) لما راى قائد المئة الواقف مقابله انه صرخ هكذا واسلم الروح قال: «حقا كان هذا الانسان ابن الله!» وقال ايضا " كما أعلن أن يسوع كان "بارا ي الروماني أو "بريئاً ( لوقا ٢٣: ٤٧) فلما راى قائد المئة ما كان مجد الله قائلا: «بالحقيقة كان هذا الانسان بارا!» السخرية هي أن االوالى الرومانى بيلاطس البنطى الوثنى وهذا الجندى الرومانى الوثنى رأى ما لم يره رؤساء اليهود (مت ٢٧ :١٩) ( يو ١ :١١ ) هذه حرفياً هي "هذا الإنسان كان ابن الله".(لو ٢٣ :٤٧ )   . صورة الله في الجنس البشري قد استعيدت. الشركة الحميمة صارت ممكنة من جديد. ولكن غياب أداة التعريف لا يعني تلقائيا أنها ليست معّرفة (مت  ٤ :٣ ,٦؛ ١٤ :٣٣؛ ٢٧ :٤٣؛ و لو ٤ :٣ ,٩ . لقد رأى كثيرين ً ). كان هذا جندياً رومانياً قاسياً لقد رأى كثيريين يموتون إما شارك فى الصلب أو فى الحروب  (مت ٢٧ :٥٤ .) قد يكون هذا هو "المقطع المحوري" في مرقس لأن هذا الإنجيل كان قد كتب بشكٍل محدد إلى الرومان. إنجيل مرقس فيه عدة  كلمات لاتينية وبضعة اقتباسات من العهد القديم. وأيضا العادات اليهودية والعبارات الآرامية مترجمة ومفّسرة. ها هنا قائد مئة روماني يعترف بإيمان ً بثائر يهودي مصلوب. أن عابري السبيل، ورؤساء الكهنة، وحتى بقية المساجين ربما كان مقصودا قد سخروا من يسوع، بيًنما قائد مئة روماني يتجاوب في توكيٍد وخشية.

اتهم المسيح بأمرين: التجديف بدعواه أنه ابن الله، وإثارة الفتنة على الدولة الرومانية، وبرره بيلاطس مراراً من الأمر الثاني. واشتكى الرؤساء عليه إلى بيلاطس بالأمر الأول، ولعل القائد كان حاضراً وقتئذٍ حارسا للمصلوبين وسمع ما قيل فى المحاكمة . ولا شك أنه سمع أيضاً والجنود الذين معه قول اليهود الواقفين يستهزئون «إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب» وظنوا في أول الأمر إن دعوى المسيح باطلة، وإنه كان إنساناً فقط ومذنبا أيضاً. ولكن بعدما شاهدوا حوادث الساعة السادسة ومعجزاتها تحققوا إنه لم يكن مثيراً للفتنة ولا مجدفاً ولا إنساناً عادياً، بل إنه أحد الآلهة، وأنه يستحق اللقب الذي ادَّعى به. وذكر لوقا أن هذا القائد قال أيضاً «إن هذا الإنسان كان باراً» أي غير خادع (لوقا ٢٣: ٤٧). فتكون شهادة لوقا كشهادة متّى، لأنه إذا كان غير خادع فهو صادق بدعواه أنه ابن الله.
أثرت معجزات الصلب في أولئك الوثنيين الذينلم يعرفوا نبؤات العهد القديم عن المسيح ولم يناقشوا المسيح ولم يسمعوا بمعجزاته وبقية أعمال المسيح السابقة وتعاليمه أكثر مما أثرت في رؤساء اليهود الدين حصلوا على وسائط ومعلومات معرفة الحقيقة من جهة المسيح لأنهم كانوا كهنة الهيكل وغيرهم من الطوائف كالفريسيين والكتبة وغيرهم حراس الشريعة الموسوية التى خالفوها ، ونالت امة الرومان المغفرة بينما أدينت الأمة اليهودية لأنهم قالوا دمه علينا وعلى اولادنا فهلكت أمتهم وهدم وخرب هيكلهم بيد القائد الرومانى تيطس ولم يقوموا ببناء الهيكل حتى الآن
وكانت التأثيرات العظمى بعد موت المسيح :

التأثير فى السماء بأنها أظلمت
التأثير في الهيكل بأن شق حجابه
التأثير في الأرض بأن تزلزلت وصخورها تشققت
التأثير في عالم الموت بأن قام الموتى
التأثير الذي يقود للإيمان في قلوب المشاهدين من قائد المئة (لوقا ٢٣: ٤٧) وممن معه من الجند (ع ٥٤) ومن الجموع هنالك (لوقا ٢٣: ٤٨)

 تفسير (متى 27: 55): وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد ، وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه ، 


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ،" هؤلاء النسوة كانوا يرتحلن في رفقة يسوع والإثني عشر. ربما كانوا يدعمون يسوع والتلاميذ ماليا . ً وأيضاً في أن يطبخوا لهم ويسدوا حاجات النسوة الأخريات اللواتي كن يخدمن يسوع والرسل
نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ وكان معهن بعض معارفه (لوقا ٢٣: ٤٩) ومنهم يوحنا الرسول (يوحنا ١٩: ٣٥). وكانت أم المسيح هنالك في أول الصلب. والأرجح أنها لم تستطع أن تحتمل مشاهدة ابنها يتألم، فسمحت ليوحنا أن يأخذها إلى بيته بعد ما طلب منه المسيح ذلك (يوحنا ١٩: ٢٧) لأنها لم تذكر حينئذٍ مع تلك النساء.

ذكر إنجيل متى أن النساء كثيرات أى عدد كبير كن يتبعن يسوع ولم يذكرهن جميعا لأنه قال "وبينهن"  مريم المجدلية ، ومريم ام يعقوب ويوسي ، وأم ابني زبدى (مت 27: 55- 56) : وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد ، وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه ،  وبينهن مريم المجدلية ، ومريم ام يعقوب ويوسي ، وأم ابني زبدى

وكرر مرقس كلمة كثيرات وكرر كلمة "بينهن" أيضا :  مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي وسالومة

(مر 15: 40- 41) 40 وكانت ايضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي وسالومة 41 اللواتي ايضا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل. واخر كثيرات اللواتي صعدن معه الى اورشليم.

وذكر لوقا فى وقت مبكر من كرازة المسيح أن بعض النساء اللائى شفين من الأرواح الشريرة وأمراض كانا يخدمن المسيح باموالهن وذكر أيضا كلمة كثيرات  : مريم المجدلية ويونا وسوسنة (لو 8: 2- 3) 2 وبعض النساء كن قد شفين من ارواح شريرة وامراض: مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين 3 ويونا امراة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة واخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن." وفى النهاية وعند الصلب كان كثير من الذين يعرفون يسوع وكذلك ذكر كلمة "نساء " وتعنى جمع كبير واقفين ينظرن يسوع (لو 23: 49) وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك. "

وذكر إنجيل يوحنا بعضا من اللائى كن واقفات عند السليب وهن : امه، واخت امه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية.

(يو 19: 25) 25 وكانت واقفات عند صليب يسوع، امه، واخت امه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية.

2) " يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ " كان وقوفهن بعيداً إما من شدة الحزن، وإما من الخوف، وإما من دفع العسكر إياهن. وكن في أول الأمر عند الصليب (يوحنا ١٩: ٢٥، ٢٦)
3) " َهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ"  تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ كانوا مع يسوع والتلاميذ فى كرازته تبعن يسوع من الجليل نحو ستة أشهر، وهو يجول في برية شرق الأردن

تفسير (متى 27: 56): وبينهن مريم المجدلية ، ومريم ام يعقوب ويوسي ، وأم ابني زبدى .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وبينهن مريم المجدلية "  مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ ذكرت عدة مرات بالأناجيل في (متّى ٢٨: ٢ ومرقس ١٦: ١٩ ولوقا ٨: ٢ ويوحنا ٢٠: ١ و١١ - ١٨). وكانت من المجدل، وهي قرية على الشاطئ بحر الجليل الغربي، قرب مدينة طبرية. وكان الرب قد أخرج منها سبعة شياطين.
2) " وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي" هي امرأة كلوبا (يوحنا ١٩: ٢٥) وكلوبا هو حلفى (متّى ١٩: ٣)
3) "وأُمُّ ٱبْنَيْ زَبْدِي " هي سالومة (مرقس ١٥: ٤٠) وابناها يعقوب ويوحنا (متّى ١٠: ٢) ولعلها ذكرت هنالك ما سألت المسيح عنه لولديها (متّى ٢٠: ٢٠). وأنه لو أجابها لذلك لكان ابناها مصلوبين بدل اللصين.
وفي نحو ذلك الوقت أتى اليهود إلى بيلاطس وسألوه أن يستعمل الوسائط لتعجيل موت المصلوبين، لكيلا تبقى أجسادهم معلقة على الصليب إلى الغد وكان سبتا . فأمر الجنود بكسر سيقان المصلوبين، فكسروا ساقي اللصين، وطعن أحدهم جنب يسوع لكي لا يبقى شك في موته.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
انظر ايها القاري العزيز لجنس النساء الضعيف كيف ظهر أقوى من الرجال فانهن كن تابعات له حتى الى الآلام والمخاطرات لذلك عاين كل شيء

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

 دفن جثمان يسوع  (متى 27: 57- 61)

 دفن جثمان يسوع

 تفسير (متى 27: 57): ولما كان المساء ، جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف ، وكان هو أيضاً تلميذاً ليسوع .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَلَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ، "  ٱلْمَسَاءُ أي المساء الأول، وذلك نحو العصر قرب العشية (راجع متّى ١٤: ١٥) لأن المسيح مات في الساعة التاسعة من النهار.
2) " جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ ٱلرَّامَة"  جَاءَ إلى دار الولاية بيلاطس.

ٱلرَّامَة " اسم عبري معناه "مرتفعة". كانت قرية صغيرة مبنية على هضبة عالية في نصيب سبط بنيامين (يش 18: 25؛ 1 صم 19؛ مت 2: 18) على بَعد خمسة أميال شمال أورشليم على طريق بيت إيل. وقد بناها بعشا ملك إسرائيل وحصّنها لكي لا يدع أحدًا من شعبه يخرج أو يدخل إلى ملك يهوذا، غير أن ملك يهوذا دبَّر لع مكيدة وانتزعها من يده (1 مل 15: 17-22). وبعد ما خرّب نبوزردان أورشليم، اجتمع اليهود في الرامة (إر 40: 1) ومنها رحلوا إلى السبي البابلي. وإليها عادوا بعد رجوعهم من السبي [عددهم: 621 مع بَنُو جَبَعَ] (عز 2: 26؛ نح 11: 33).ويتحدَّث إرميا النبي عن "صوت سمع في الرامة نوح وبكاء مر، راحيل تبكي على أولادها وتأبى أن تتعزّى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين" (إر 31: 15). ومكانها اليوم (الرام).
رَجُلٌ غَنِيٌّ كان أكثر تلاميذ المسيح فقراء خلافاً لهذا التلميذ. ولا شك أن الغِنى بركة إذا أراد أربابه أن ينفقوه في الخير .
3) " إسْمُهُ يُوسُفُ "  ذكره الإنجيليون الأربعة، وعلمنا منهم أنه كان تلميذًا للسيد المسيح ولكن سرًا، وذلك خوفًا من اليهود. كان يوسف رجلًا بارًا وعادلًا، فإذ كان عضوًا في مجلس السنهدرين لم يقبل أن يشترك في إصدار الحكم على السيد المسيح، لأنه كان يبحث عن ملكوت اللَّه، ويبدو أن المناظر التي عاينها وهو بجوار الصليب أعطته الشجاعة فذهب إلى بيلاطس وطلب جسد المسيح، وعندما أخذ الموافقة على ذلك اشترى كتانًا نقيًا ولف به جسد المسيح، ودفنه في قبر منحوت في الصخر لم يُدفَن فيه أحد من قبل.
تذكر عنه بعض الروايات الغير مؤكدة أنه بينما كان فيلبس الرسول يكرز بالإنجيل في بلاد الغال كان معه القديس يوسف الرامي يصاحبه كتلميذ مخلص له، وأرسل فيلبس إلى إنجلترا 12 من الإكليروس ليكرزوا هناك تحت رعاية يوسف الرامي. لم يؤمن ملك إنجلترا بكرازتهم بالمسيحية، لكنه وهبهم جزيرة ينيسويترين Yniswitrin والتي سميت فيما بعد جلاستونبري Glastonbury، وقد بنيت كنيسة هناك حيث دفن فيها القديس يوسف الرامي فيما بعد.
يُوسُفُ: كان هذا الرجل «مشيراً شريفاً» أي أحد أعضاء مجلس السبعين (مرقس ١٦: ٢٣). وكان «صالحاً باراً» (لوقا ٢٣: ٥٠). وممن ينتظرون ملكوت الله حسب قول الأنبياء (مرقس ١٦: ٤٣ ولوقا ٢: ٢٥، ٣٨ و٢٣: ٥١) وكان مخالفاً عارض أعضاء مجلس السنهدرين الذين حكموا على المسيح بالقتل ولأنهم كانوا غير مسموح لهم بتنفيذ أحكامهم بالقتل فسلموه للرومان بدليل قوله «هذَا لَمْ يَكُنْ مُوافِقًا لِرَأْيِهِمْ وَعَمَلِهِمْ» (لوقا ٢٣: ٥١)
4) " وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ"  تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ قال يوحنا «إنه وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ» (يوحنا ١٩: ٣٨).يوسف الرامى الذى لم يخاف من مجلس السنهدرين أكبر مجلس يهودى دينى وهو السلطة المدنية التى تحكم بالإدانة والموت ولم يخاف ايضا من السلطة المدنية الممثلة فى الوالى الرومانى بيلاطس وذهب ليطلب منه جسد يسوع  أورد العهد الجديد العديد من المعلومات عن يوسف الرامى

1- كان غنياً وتلميذا ليسوع  (مت ٢٧ :٥٧

2- كان عضواً محترماً جداً في السنهدرين (مر ١٥ :٤٣ )

3- -كان رجلاً صالحاً وباراً (لو ٢٣ :٥٠ )

4- كان تلميذا ليسوع بالخفية خوفاًمن اليهود (يو ١٩ :٣٨ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
المساء اي ليلة السبت . سمى متى يوسف غنياً وتلميذاً ليسوع . وسماه لوقا مشيراً وصالحاً وصديقاً . وسماه يوحنا تلميذاً ليسوع . وسماه مرقس مشيراً . وكان واحد من الاثنين والسبعين ومن المشيرين للملوك والسلاطين كما كان أخيتوفل مشيراً لداود الملك اصم 15: 12 . اما الرامة فهي البلدة التي قتل فيها الاطفال بامر هيرودس .
 

 تفسير (متى 27: 58): فهذا تقدم الى بيلاطس وطلب جسد يسوع ، فأمر بيلاطس حينئذٍ ان يعطى الجسد . 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَهٰذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ." كان هذا عملاً شجاعا وجرئياً الذى قام به يوسف الرامى عندما طلب جسد يسوع من بيلاطس البنطى   للأسباب التالية:

1- كانت تهمة يسوع أنه ملك اليهود وهذا ييعنى انه متمرد على السلطة ويريد الثورة على الرومان وهذه تعتبر خيانة وكونه طلب جسد يسوع من بيلاطس يفهم منه انه كان على علاقة بالمسيح وأنه من ضمن أتباعه وأنه مقاوم لقيصر وما عمله يُعتبر اشتراكاً مع المقتول في ذنبه.
2- فى يوم عيد الفصح رفض كل مجلس السنهدرين الدينى دخول دار الولاية الذى يحكم فيه بيلاطس حتى لا يتنجسوا  أما يوسف  الرامى فضل أن يكون نجسا طقسيا وجخل دار الولاية وطلب جسد

 3-  عرض نفسه للطرد من مجلس السنهدرين لأنه طلب جسد يسوع وهم الذين أتهموه بأنه مجدف على يهوه بأنه إبن يهوه وقدر عارض يوسف إتهامهم ليسوع بهذه التهمة ولكن الأغلبية حكمت على يسوع

4- عرَّض نفسه للعار بكونه من تابعي المصلوب الذى أستهزأ به مجلس السنهدرين دينيا وجنود الرومان مدنيا والشعب وهو على الصليب سخر منه
5- إن لمس الموتى نجاسة عند اليهود وخاصة فى عيد من الأعياد الكبرى عندهم ويعتبر  إنه حرم نفسه بلمسه جثة المسيح من كل احتفالات العيد.

6- لم يكن يمكنه أن ينزل جسد المسيح ويدفنه إلا بإذن الوالي، لأن حوله كان حراسا يحرسوه وإنما طلب يوسف ذلك وفقاً لشريعة موسى لأنها أمرت بدفن المعلق على الخشبة في نهار قتله، وحسبت إبقاءه ليلاً بلا دفن تنجيساً للأرض (تثنية ٢١: ٢٢، ٢٣).

7- وكان سبب آخر للرغبة في دفنه نهاراً لأنه كان وقت العيد واليوم الذي صلب فيه كان استعداداً للسبت العظيم وهو أول أيام عيد أسبوع الفطير (يوحنا ١٩: ٣١). واعتاد الرومان أن يتركوا جثث المصلوبين على صلبانهم حتى تفنى أو تأكلها الجوارح، وأما اليهود فاعتادوا أن يطرحوا جثث المصلوبين في حفرة في وادي هنوم جهنم مع بقايا الذبائح المحترقة بالنار ، ولذلك سُمي ذلك الوادي «وادي الجثث» وكانوا يطرحون كل أقذار المدينة هنالك. والأرجح أن جثتي اللصين طرحتا هنالك. ولولا طلب يوسف لطُرح جسد المسيح معهما كما كان قصد رؤساء اليهود أن يصلب وتفنى جثته بالحرق فلا يبقى له أثر .
2) " فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى ٱلْجَسَدُ" أَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ قال مرقس إن بيلاطس تعجب لما سمع أن يسوع مات سريعاً هكذا، فدعا قائد المئة واستخبره عن ذلك (مرقس ١٥: ٤٤). فلما تحقق إنه مات أذن ليوسف أن يأخذه ليدفنه مع أنه عرف أن ذلك يغيظ رؤساء اليهود. وسمح ليوسف بذلك لأنه كان غنياً شريف النفس والوظيفة وكان معروف لديه ولعله جامله فى هذا الأمر  ولعله سمح بذلك طاعةً لضميره أيضاً.
وفي سبق العلم الإلهي أنه سيقوم أناس ينكرون موت المسيح، فكثَّر بعنايته براهين موته، فمنها طعن جنبه بالحربة (يوحنا ١٩: ٣٤، ٣٥)، وإقرار قائد المئة بذلك لبيلاطس (مر١٥: ٤٥). وشهادة رؤساء اليهود أنفسهم في العرض الذي قدموه إلى بيلاطس (ع ٣٦)

تفسير (متى 27: 59): فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَأَخَذَ يُوسُفُ ٱلْجَسَدَ" وأخذ يوسف الجسد: بعد أن أخذ موافقة بيلاطس الوالى الرومانى هرع يوسف الرامى ليعدّ جسد يسوع قبل الساعة ٦ بعد الظهر، الساعة التى ينتهى فيها عيد الفصح وقبل أن يدخل الظلام حيث ان المساء يبدأ يوم السبت العظيم وهو غير السبت الأسبوعى السبت العظيم هو أول أيام أسبوع عيد الفطير  أم الوقت بالتحديد الذي دُحرج فيه الحجر إلى مكانه ليس معروفاً ولكنه بالتأكيد كان قبل الساعة السادسة وقبل غروب الشمس حيث سيبدا المساء وبداية المساء هو يوم السبت العظيم

ولم يكن فى قدرة يوسف الرامى بمفرده إنزال المسيح من على الصليب وغسله ودفنه بل قد يكون ساعدة على ذلك نيقوديموس أو يوحنا او غيرهم وكان نيقوديموس مثل يوسف من أعضاء مجلس السبعين (السنهدرين)   لم يوافق رفاقه في حكمهم على يسوع، لأنه خالفهم قبلاً في عزمهم على مقاومة يسوع (يوحنا ٧: ٥٠ - ٥٢) قال لهم نيقوديموس، الذي جاء اليه ليلا، وهو واحد منهم: 51 «العل ناموسنا يدين انسانا لم يسمع منه اولا ويعرف ماذا فعل؟» 52 اجابوا وقالوا له:«العلك انت ايضا من الجليل؟ فتش وانظر! انه لم يقم نبي من الجليل». 53 فمضى كل واحد الى بيته". .. ونيقوديموس أتى بمئة مناً من مزيج مر وعود.(يو 19: 39) وجاء ايضا نيقوديموس، الذي اتى اولا الى يسوع ليلا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا."

2) " وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ " ولف الجثمان بكتان نقى لا يفعلوه إلا للأغنياء والشرفاء. وكان ذلك الكتان شقة طويلة تحيط بالجسم مراراً. كما كان يفعله قدماء المصريين فى تحنيط المومياء وأخذوها منهم عادة وتقليدا  ولا شك أن الأطياب وُضعت على الجسم تحت اللفافة الأولى. وعملية لف الميت بشريط من الكتان طويل جدا تفسر عدم تحر لعازر بعد أن أقامة يسوع من الموت (يو11: 44)   فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع:«حلوه ودعوه يذهب» 

 تفسير (متى 27: 60): ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ، ثم دحرج حجراً عظيماً على باب القبر ومضى .

قال القديس يعقوب السروجي ان القبر كان ليشوع ابن نون وحفظ الى ذلك اليوم وتوارثه خلف عن سلف من واحد الى آخر حتى اتصل بتدبير الهي الى يوسف . وقال آخرون ان يوسف كان قد نقره لنفسه . أما وضع المسيح في قبر من صخرة لا في قبر من تراب يشير الى البيعة التي لم تتزعزع من امواج الشرير . ووضع وحده فيه ليعلن انه هو وحده ذو جسد غافر الذي يوضع على المذبح ويعطي الحياة لمتناوليه ..


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي ٱلصَّخْرَةِ،" فِي قَبْرِهِ أي القبر الذي أعدَّه يوسف لنفسه أو قبر عائلته الذى يملكه (يوسف الرامى وضع جثمان يسوع فى مغارة وبها قبور وكان فيها قبر نحته لنفسه . لأنه لم يكن للمسيح قبر كما لم يكن له سرير يوم ميلاده، ولا مسكن في حياته الأرضية. وتم بوضعه في ذلك القبر قول النبي «جُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ» (إشعياء ٥٣: ٩). ولعل معنى قوله «جُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ» هو ما قصده رؤساء اليهود لأنهم أرادوا أن يُطرح جسده في وادي هنوم الذى يطرح فيه بقايا الذبائح وتحرق بالنار وكانوا يطرحوا فيه أجساد سائر المصلوبين. ومعنى قوله «وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ» ما قصده الرب إبطالاً لقصد اليهود، بدفن المسيح في قبر يوسف الغني. وكان ذلك القبر في كهف فى بستان قرب الجلجثة أي مكان الصلب (يوحنا ١٩ : ٤١)

2) " ٱلْجَدِيد" كان دفن يسوع في قبر جديد أى لم يدفن فيه أحد من قبل وقد درج لايهود أن يضعوا جثة موتاهم على مصطبه وبعد أن تتحلل يأخذون العظام ويضعوها فى صندوق حجرى ويكتبون عليه أسم الميت ، وقد رتب الرب هذه الأحداث لعدم الشك في قيامته لئلا يقال بعدها إن غيره قام. فكل ما تعلق بدفن المسيح كان من إكرامه الإكرام الواجب له.
3) " نَحَتَهُ فِي ٱلصَّخْرَةِ" كون ذلك القبر منحوتاً في صخرة فى مغارة تحتوى على عدة وكان على باب المغارة صخرة كبيرة دائرية تتحرج فى مجرى ويلزم رجلين أو ثلاثة ليدحرجوا الحجروكان عسكر الرومان كانوا يحرسون باب القبر
4) "ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَراً كَبِيراً عَلَى بَابِ ٱلْقَبْرِ وَمَضَى" كانت الأحجار الدائرية التى تقفل فتحات القبور تتناسب مع صغر او كبر قتحة باب القبر وفيما يبدوا ان فتحة أو مدخل المغارة كان كبيرا وكان هيئة ذلك الحجر كهيئة حجر الرحى نحتوا لها قدام القبر طريقاً يرتفع جانبها الأبعد من القبر قليلاً دفعاً للحجر من السقوط عن القبر، ودحرجوه عن محيطه إلى الطريق المنحوتة أمام القبر لسد بابه تماماً.

 تفسير (متى 27: 61): وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ" المجدلية لقب مريم وهي احدى تلميذات المسيح يسوع (مت 27: 56 و 61 و 28: 1 ومر 15: 40 و 47 و 16: 1 ولو 8: 2 و 24: 10 ويوحنا 19: 25 و 20: 1 و 18). وربما دلّ هذا اللقب على انها كانت من مجدلة ومكانها اليوم المجدل على الشاطىء الغربي من بحر الجليل وعلى بعد ثلاثة اميال شمالي طبرية، انظر "مريم". ولا اثبات للرأي الشائع انها كانت امرأة زانية لأنها كانت ذات ثروة وصيت حسن وإنما كانت قد ابتليت بسبعة شياطين أخرجهم منها المسيح فتبعته (لو 8: 2 و 3). وثبتت إلى المنتهى فكانت معه وقت الصلب (يو 19: 25)، والدفن (مر 15: 47). وكانت من جملة اللواتي أتين إلى القبر لحنطنه (مر 16: 1). وكانت من الأوليات عند القبر مع مريم أم يعقوب (مر 16: 9). وشرفها المسيح بحديثه معها بعد قيامته (يو 20: 11 - 18).

2) " وَمَرْيَمُ ٱلأُخْرَى" ذكرت فى الأنجيل بأسماء : "مريم الأخرى | مريم زوجة حلفى | مريم أم يعقوب " مَرْيَمُ ٱلأُخْرَى هي أم يعقوب ويوسي التي ذكرت في العدد ٥٦ (مرقس ١٥: ٤٦)وهى امرأة حلفى (مت 10: 3)، أو كلوبا (يو 19: 25)، وأم يعقوب (مت 27: 56). وسُمِّيَت "مريم الأخرى" (مت 27: 61؛ 28: 1). وكانت جملة النساء اللواتي ذهبن إلى القبر ليحنطن جسد المسيح (مر 16: 1 - 10). وإذ كانت ذاهبة إليهم بهذا الخبر لاقاها المسيح فسجدت له (مت 28: 1 و9).
3) " جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ ٱلْقَبْر". وكانت هذه مع رفيقتها المجدلية جالستين هنالك لتشاهدا كل ما يحدث، ولم تذهبا إلا بعد ذهاب الجميع. اقتصر متّى على ذكر هاتين المرأتين، وأما لوقا فذكر النساء ولم يعين عددهن ولا أسماءهن وقال «رَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا» بغية اكتمال تحنيطه بعد مضي السبت (لو ٢٣: ٥٥، ٥٦). وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح. 55 وتبعته نساء كن قد اتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وضع جسده. 56 فرجعن واعددن حنوطا واطيابا. وفي السبت استرحن حسب الوصية.

تفسير انجيل متى الاصحاح السابع والعشرون

حراسة القبر (متى 27: 62- 66)

حراسة القبر
هذه الأحداث ينفرد بها متى (مت 28: 2- 44 و 11- 15)

 تفسير (متى 27: 62): وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " َفِي ٱلْغَدِ ٱلَّذِي بَعْدَ ٱلاسْتِعْدَادِ"  ٱلاسْتِعْدَادِ شاع هذا الاسم عند اليهود لليوم  عيد الفصح 14 نيسان القمرى فى التقويم اليهودى لأنه كان استعداداً لليوم الذي يليه وهو السبت العظيم والذى هو أول أيام من أسبوع عيد الفطير والذى يستمر أسبوع أول يوم فيه يعتبر محفل مقدس أى سبت عظيم وهذا يعنى انهم يعتبرونه كيوم سبت ولكنه سبت مميز  فكانوا يعدون فيه ما يلزم من المأكل والمشرب والوقود وغيرها من لوازم أسبوع عيد الفطير . وكان أول يوم فىأسبوع عيد الفطير هو سبت عظيم ( أى محفل أى عيد ويمكن أن يأتى يوم سبت أو فى أى يوم من أيام الأسبوع وترتيبة يعتمد على يوم الفصح 14 نيسان فإذا جاء يوم الفصح يوم أربع فيعتبر يوم الخميس سبتا عظيما وهكذا )

وَفِي ٱلْغَدِ عندما يقال قبل غروب الشمس فى الغد يعنى بعد غروب الشمس أى مساء ذات اليوم لأن اليوم عند اليهود يبدأ من المساء  وقوله «الغد» في هذه الآية يحتمل معنيين. الأول بعد غروب شمس عيد الفصح ، والثاني فى الصباح  ، لأن هذا الغد كان يوم سبت عظيم أى محفل أى عيد وهو أول أيام أسبوع عيد الفطير وهو من مغرب شمس يوم عيد الفصح  إلى مغرب اليوم التالى . ولا شك أن المعنى هنا مساء يوم عيد الفصح ، لأن الرؤساء لم يمكنهم أن يتركوا القبر بلا حراس ليلة واحدة لشدة خوفهم من أن تلاميذه يسرقون جسده.
2) " ٱجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ" ٱجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ الخ أي أعضاء المجلس الكبير السنهدرين وأعضاؤه السبعين وهؤلاء مع أنهم حققوا هدفهم من قتل المسيح لم يزالوا مهتمين بأمره، لأن اجتماعهم في غير وقته أي في يوم السبت وهو يوم عيد وسبتا عظيما دليل على اضطراب أفكارهم.

إنه ليدعو إلى السخرية الشديدة أن (١) أنهم التقوا، (٢) أن ذلك كان سبت أسبوع الفصح؛ (٣) أن الصدوقيون ما كانوا حتى يؤمنون بالقيامة؛ و(٤) أنهم صاروا شهود أقوياء، وإن كانوا غير راغبين على القيامة.

تفسير (متى 27: 63): قائلين : “ يا سيد ، قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي : اني بعد ثلاثة ايام اقوم .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " قَائِلِينَ: يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا "  يخاطبون بيلاطس بكلمة يا سيد بينما هؤلاء الكهنة يتشدقون بالوطنية وأنهم أئمة الدين وحراسة يطلقون على بيلاطس لقب (Kurie) المترجمة "سيد" من قبل هؤلاء القادة اليهود ويطلقون يسوع الرب يدعى "ذلك االمضل". وقد حذر المسيح تلاميذة بدعوه أحد سيد غير المسيح (مت 23: 8) واما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح وانتم جميعا اخوة." ويطلق الأقباط لقب سيدنا على البابا والمكارنة والأساقفة وهذا مخالف لتعاليم الكتاب فلم يرد ى العهد الجديد أن لقب المؤمنون أحد التلاميذ بلقب سيدى أو ياسيد ونحيط علم القراء أن كلمة السيد المعرفة بالألف واللام تطلق  فى الغالب على الرب يهوه

يَا سَيِّدُ : أوضح العهد الجديد أن كثيريين أطلقوا على يسوع لقب سيد

(أ) المرضى كانوا يلقبون المسيح بلقب "سيد" مثل الأبرص (مت 8: 2) واذا ابرص قد جاء وسجد له قائلا: «يا سيد ان اردت تقدر ان تطهرني».والأعميان (مت 9: 28) ولما جاء الى البيت تقدم اليه الاعميان فقال لهما يسوع: «اتؤمنان اني اقدر ان افعل هذا؟» قالا له: «نعم يا سيد»..

(ب) وقائد المائة الرومانى دعاه بكلمة سيد (مت 8: 6)(مت 8: 8)

(جـ ) وتلاميذ يسوع كانوا يلقبونه بـ سيد (مت 8: 21) (مت 8: 25)

(د) والمرأة الكنعانية الأممية نادته بكلمة سيد (مر 7: 28) فاجابت: «نعم يا سيد! والكلاب ايضا تحت المائدة تاكل من فتات البنين».

(هـ ) كما وردت كلمة سيد فى الأمثال لتشير للمسيح وفيما يلى بعض الشواهد على سبيل المثال لا الحصر (مت 21: 30) (مت 24: 45) (مت 24: 46 و48و 50) (مت 25: 11و 18 و19و20و21)
تَذَكَّرْنَا : كان رؤساء الكهنة يناقشون المسيح مباشرة (لو 20: 1-2)  وفي احد تلك الايام اذ كان يعلم الشعب في الهيكل ويبشر وقف رؤساء الكهنة والكتبة مع الشيوخ 2 وقالوا له: «قل لنا باي سلطان تفعل هذا او من هو الذي اعطاك هذا السلطان؟»  أو كانوا يرسلون جواسيس ليراقبوا يسوع ويناقشونه وينقلوا إليهم كل كلمة يسمعونها منه (لوقا 20: 20) فراقبوه وارسلوا جواسيس يتراءون انهم ابرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه الى حكم الوالي وسلطانه.
2) " أَنَّ ذٰلِكَ ٱلْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ:" المضل فى الللغة العربية تعنى :
يَخدع من رآه لا يهتدي ولا يهدى لطريق الحقّ، عكس أرشده مثل السراب  لأَنه يُضِلّ
ٱلْمُضِلَّ : هذه الكلمة (planos) قد تُنقل حرفيا بمعنى "المتجول"، مف ّسرةً الكلمة التي أتت إلى لغتنا بمعنى "كوكب" للإشارة إلى "الأنوار السماوية" السيّارة. كانت تشيرأصلاً إلى فلك الكواكب التي لم تكن تتبع النمط المعياري للأجرام السماوية. الكلمة كان لها دلالة سلبية في اليونانية. لقد كانت تُطبق على الأخطاء أو الأكاذيب.

كان رؤساء الكهنة يتهمونه بأنه يضل الشعب (يوحنا 7: 12).وكان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه. بعضهم يقولون:«انه صالح». واخرون يقولون:«لا، بل يضل الشعب» ومن الغريب أنهم لم يستحوا من ذمِّهم في يسوع بهذه النميمة أمام بيلاطس مع أنهم سمعوا تصريحه مراراً ببراءته. وأتهموه بتهم باطله منها يهيج الشعب ويتمرد على السلطة الرومانية مع أنهم يكرهونها  واتخذوا أمامه عدم إنقاذ الله ليسوع من الموت دليلاً على كذب دعواه.
3) " بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ " : حرفيا  ً هذا مضارع مبني للمجهول. السياق يدل على أن بيلاطس عيّن جنوداً رومان لحراسة القبر. رؤساء اليهود

 الظاهر أنهم فهموا هذا من قول يسوع كانوا يعرفون تنبؤات يسوع (مت ١٢ :٤٠) ( مت  ١٦ :٤ ) وكانوا يخشونها.بينما كان التلاميذ مندهشين من القيامة «انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ» (يوحنا ٢: ١٩). مع أنهم ادعوا في محكمتهم أن معناه غير ذلك. ولعلهم استنتجوه أيضاً من قول يسوع للكتبة «كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ» (متّى ١٢: ٤٠). والأعجب أنهم فهموا هذا المعنى من كلام المسيح لأن النبوة يقال عنها مختومة أآ لا يفهمها احد ساعة قولها بل تفهم بعد أن تتحقق النبوة مع أن الرسل لم يفهموه يوم قاله، وأنهم ذكروه حين كان يوحنا وبطرس قد نسياه.وهذه شهادة من الكهنة بأن المسيح أنبأ قبل موته بقيامته بعد ثلاثة أيام.23 فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فحزنوا جدا.

دار نقاش وسجال كبير بين مجموعتين من المفسرين حول  مدة ثلاثة أيام :

المجموعة الأولى قالوا أنها ليست ثلاثة أيام كاملة وأن يوم الفصح بدأ من مساء الخميس وأنتهى قبل غروب الشممس يوم الجمعة ودفن المسيح قبل غروب الشمس فإعتبروا الجزء الباقى يوما ومن مساء الجمعة ونهار السبت يوما كاملا وبعد غروب شمس مساء السبت وهو جزء من يوم الحد يوما واحدا وقام المسيح فجر الأحد ويؤمن بهذه النظرية الكنائس التقليدية

المجموعة الثانية : وتقول أن المسيح قضى بالقبر ثلاثة أيام كاملة وثلاثة ليال ويقولون أن الفصح كان يوم الأربعاء وقضى المسيح ثلاثة أيام كاملة بلاياليها فى القبر يوم الخميس والجمعة ويوم السبت وقام فى يوم السبت وقبل انتهاؤه فى ما بين الساعة الواحدة والثالثة ظهرا وهناك أدلة هى أن المجموعة الولى تعتقد أن المسيح صلب 33 ميلادية وهذا خطأ للأن السنة الميلادية بدأت بعد موت هيرودس الذى ولد المسيح فى عصره بـ 4 سنين - والدليل الثانى فج نور القيامة يوم السبت من كل سنة ويشاهده الملايين اى قبل إنتهاء اليوم الثالث أى فى اليوم الثالث قام ولكنه كان قد أمضى ثلاثة أيام كاملة 72 ساعة فى القبر أى بعد ثلاثة أيام كانلة قام وقد شدد المسيح على عبارة ثلاثة أيام وثلاثة ليالى فقال "جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ" (إنجيل متى 16: 4)  "هذَا الْجِيلُ شِرِّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نينوى، كَذلِكَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا لِهذَا الْجِيلِ" (إنجيل لوقا 11: 29، 30) فكل الجيال يجب أن تلتفت إلى هذه الاية بالتحديد أى مكوثة ثلاثة أيام وثلاثة ليال فى القبر بإتبار ثلاثة أيام أى ثلاثة نهارا وثلاثة ليالى أى ثالى كاملة

وفيما يلى تصنيف ألآيات التى قالها المسيح فى مجموعات

أ. ثلاثة ايام وثلاث ليال

(مت 12:  40) 40لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال.

ب. في اليوم الثالث يقوم

(مت 16: 21) 21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم" 

(مت 17: 23) 23 فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فحزنوا جدا.

(مت 20: 20) 19 ويسلمونه الى الامم لكي يهزاوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم».

(مر 10: 34) فيهزاون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم"

(لو 9: 22) 22 قائلا: «انه ينبغي ان ابن الانسان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم»

(لو 18: 33) 33 ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم».

(لو 24: 6 و 7) 6 ليس هو ههنا لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل 7 قائلا: انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم».

 تفسير (متى 27: 64): فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث ، لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه ، ويقولوا للشعب : انه قام من الاموات ، فتكون الضلالة الاخيرة أشر من الاولى ! “

حـ .  في ثلاثة ايام
مت 26: 61) وقالا: «هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه».
مت 27: 40) قائلين: «يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك! ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب!».

مر 14: 58) «نحن سمعناه يقول: اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام ابني اخر غير مصنوع باياد».

مر 15: 29) وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: «اه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام!

(يو 2: 20) فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟»

د. بعد ثلاثة ايام

مت 27: 63) قائلين: «يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي: اني بعد ثلاثة ايام اقوم.

(مر 8: 31) وابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم.

(لو 24: 21) ونحن كنا نرجو انه هو المزمع ان يفدي اسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة ايام منذ حدث ذلك.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
في الغد أي يوم السبت . وكان القصد من اجتماعهم ان يعرضوا الى بيلاطس امراً مهماً عن المسيح . وقد سموا بيلاطس أيها السيد . وأما المسيح فكفروا به . وبقولهم ( تذكرنا ) شهدوا على انفسهم انهم عارفون بكل ما قيل منه . ثم تأمل الى تواضع متى الكاتب فانه كتب كلامهم المهين الذي وجهوه نحو المسيح بالافتخار وبغير حياء.
 

 تفسير (متى 27: 64): فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث ، لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه ، ويقولوا للشعب : انه قام من الاموات ، فتكون الضلالة الاخيرة أشر من الاولى ! “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَمُرْ بِضَبْطِ ٱلْقَبْرِ إ"  أى أصدر أمرا بِضَبْطِ ٱلْقَبْرِ أ اختمه ي أغلقه وأختم عليه بالشمع الأحمر كما هى العادة فى المحاكم عندما تصدر أحكاما بغلق مكان والغلق كان بالختم والحراسة بالعسكر الرومانى .
2) " إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِث"  استعمالهم هذه العبارة بدل العبارة التي استعملوها في الآية السابقة وهي قولهم «بعد ثلاثة أيام» دليل على أنهم عرفوا أن المسيح سيقوم بعد ثلاثة أيام يبنى فيها هيكله وفى اليوم الثالث سيقوم ، وقد قصدوا  «بعد ثلاثة أيام» أى ٧٢ ساعة وليس  يوماً كاملاً بين جزئين من يومين. وما قصدوه بذلك هو عين ما قصده المسيح لأو أنهم قالوا ثلاثة أيام لأنهم لا يعرفون بالضبط ساعة قيامته

3) " لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُُ" هذا دليل على نظرية المؤامرة التى ظنوا أن التلاميذ سيفعلونها يأتى التلاميذ ليلا ويسرقون جثمانه أي يأخذوا جسده خفية. ويظهر من قولهم هذا عمى قلوبهم من البغض والحسد والكبرياء، وهم فى هذا لا يصدقون أن له القدرة على إحياء حياته مرة اخرى وقيامته من بين الأموات والحياة إلى الأبد ، وبهذا فهم لم يؤمنوا بمعجزاته القوية وظن هؤلاء البؤساء ختم الوالي وحراسة العسكر يمنعون قيامته .
4) " وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ ٱلضَّلاَلَةُ ٱلأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ ٱلأُولَى"
ٱلضَّلاَلَةُ ٱلأَخِيرَة : قيامته والتبشير بها .. أما الضلالة الأولى هى حياة المسيح وتعاليمه وقوته فى فعل المعجزات والتأثير على الشعب حتى آمن به كثيرون وأنه أبن الآب أى يهوه ولهذا أاتهموا المسيح إنه مضل وأرادوا بالضلالة الأولى قوله «بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ» (ع ٦٣). وبالضلالة الأخيرة قول تلاميذه بعد أن يسرقوه «إِنَّهُ قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَات»وقولهم «ٱلضَّلاَلَةُ ٱلأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ ٱلأُولَى» دليل على أن شهادة الرسل بقيامة المسيح تثبت صحة كل ما ادَّعاه أكثر من كل تعليمه ومعجزاته

تفسير (متى 27: 65): فقال لهم بيلاطس : “ عندكم حراس . اذهبوا واضبطوه كما تعلمون “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " َقَالَ لَـهُمْ بِيلاَطُسُ: عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ."
هذا مصطلح (أمر، وليس دلالة) للسماح للوفد اليهودي بجنود رومان ليحرسوا القبر.

 يتضح لنا من قول بيلاطس أنه كانت فرقة مكونة  من 100 من العسكر تحت أمر رؤساء الكهنة لضبط النظام فى مدينة اورشليم في وقت عيد الفصح وأسبوع عيد الفطير ، فأذن لهم أن يستخدموها لحراسة القبر. أو أنه كتب أمراً بتعيين مجموعة من العسكر يرأسهم قائد مائة لتلك الحراسة وأعطاهم إياها عند قوله «عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ» أي أمرت لكم بذلك. ولا يبعد أن يكون من عينوا لحراسة القبر هم الذين عينوا لحراسة يسوع على الصليب. ومما يثبت أن الذين عُينوا كانوا من الجند الروماني أنهم عندما قام المسيح ذهبوا إلى رؤساء الكهنة وأخبروهم بما كان (متّى ٢٨: ١١) وأنهم مسؤولون لبيلاطس (متّى ٢٨: ١٤).

 2) " اِذْهَبُوا وَٱضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ ""اذهبوا" هي أمر مضارع مبني للمعلوم يتبعه أمر ماضي ناقص متوسط. هناك بعض السخرية والهزء هنا ("كما تعلمون"). هؤلاء الرؤساء الكهنوتيون لم يكونوا أصدقاء لبيلاطس، ولكنهم كانوا يشاركونه الرغبة في المنفعة السياسية.  إن موافقة بيلاطس على طلب الرؤساء تشير  على رغبته في إرضائهم وتنفيذ كل رغباتهم حتى لا يرفعون الشكاوى ضده فى روما ، وأن ضميره لم يؤنبه على تسليم البريء إلى الموت.تفسير (متى 27: 66): فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
طلبوا حراساً لانهم خافوا ان يصدق كلامه أي بعد ثلاثة أيام يقوم . ومن ثم استخدم المسيح الحراس ان يكونوا مبشرين لليهود بقيامته . ثم ان بيلاطس لم يرسل حراساً من عنده ولم يختم القبر بختمة لئلا يعترض عليه انه ارتشى من تلاميذ المسيح فسمح لهم بسرقة جسده .
 

تفسير (متى 27: 66): فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَمَضَوْا وَضَبَطُوا ٱلْقَبْرَ " تشير هذه إلى ممثلي القادة اليهود والجنود الرومان. هؤلاء القادة كانوا يريدون أن يتأكدوا من أن يُختم القبر ويُحرس. الوفد لممثل لهم ربما ساعد حتى في ختم القبر بأنفسهم.  ضَبَطُوا ٱلْقَبْرَ أى قفلوا القبر وشمعوه بالشمع الأحمر وختموا عليه وظنوا أنهم بهذا سيمنعوا سرقة التلاميذ جثمان المسيح ونشر قيامته أى أن رؤساء الكهنة اليهود فعلوا كل ما فى وسعهم لمنع انتشار الخبر الكاذب بالقيامة ولكن بعملهم هذا صار برهانا ثابتا وواضحا على صحة وقوع قيامة المسيح ، لأنه بذلك لم يبقَ محل للخداع، ولا إمكان لظن بوقوعه.
2) " بِٱلْحُرَّاسِ " الأرجح أنهم كانوا ستة عشر، يسهر في كل مخفر أربعة منهم كما كان في سجن بطرس (أعمال ١٢: ٤)..4 ولما امسكه وضعه في السجن، مسلما اياه الى اربعة ارابع من العسكر ليحرسوه "
3) وخَتَمُوا ٱلْحَجَرَ" الأرجح أنهم لصقوا طرف خيط بالشمع الأحمر على صخرة القبر وطرفه الآخر بحجر الباب، وختموا شمع الطرفين. وأن الخاتم الذي ختموا به كان خاتم بيلاطس أعطاه لقائد مائة العسكر. فكان نزع الختم به خيانة توجب القتل على مرتكبها. وعملية الختم بالشمع الأحمر كانت منتشرة بين الشعوب منذ العصور القديمة وحتى الآن حدث مثل هذا يوم وُضع دانيال في جب الأسود (دانيال ٦: ١٧).17 واتي بحجر ووضع على فم الجب وختمه الملك بخاتمه وخاتم عظمائه لئلا يتغير القصد في دانيال "
فالاحتياطات التي اتخذت لمنع الخداع وسرقة الجسد ثلاثة: أي كون الحجر ثقيلاً، ووجود الختم، والحراس.
دفن يسوع فى القبر كما يدخله كل الناس على الرغم منهم. ولكن دخول المسيح إياه جعل ما كان مظلماً منيراً لتابعيه. وما كان ميتا عاش ومكثه مدةً تحت سلطان الموت جزءٌ من اتضاعه ليفدي البشر (رومية ١٤: ٩) لانه لهذا مات المسيح وقام وعاش، لكي يسود على الاحياء والاموات.  و «يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ» (عبرانيين ٢: ١٧).»

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
زعم البعض انهم الصقوا الحراس بالحجر وختموا ارقابهم أو اذرعهم او أرجلهم وقال آخرون انهم أجلسوهم حول الحجر متقابلين ببعضهم وأيديهم ممدودات على الحجر فختموها وقال غيرهم انهم ختموا الحجر بخواتم جميعهم وفقاً لقول دانيال وختموا الجب بخاتم الملك وبخواتم عظمائه دا 6: 17 . فلو لم يختموا الحجر ويقيموا حراساً عليه كان يمكنهم القول انه سرق . لكن احتياطهم هذا كان سبباً لخزيهم .

 

 

 

 

This site was last updated 01/17/21