Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير وشرح إنجيل متى ألإصحاح السادس والعشرون  (مت 26: 47- 75)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير / شرح إنجيل متى ألإصحاح السادس والعشرون   (مت 26: 47- 75)

تقسيم فقرات  الإصحاح  الساس والعشرون من إنجيل متى  (مت 26: 47- 75)
9. القبض على السيِّد (مت 26: 47-56)
10. المحاكمة الدينيّة (مت  26: 57-68)
11. إنكار بطرس (مت  26: 69-75)
ذكر متّى في هذا الأصحاح أربعة أمور جهَّزت الطريق لصلب المسيح، وهي
 إنباء المسيح عن موته (ع ١، ٢)، ومؤامرة الرؤساء عليه (ع ٣ - ٥)، ودهن مريم إياه لتكفينه (ع ٦ - ١٣)، وتعهُّد يهوذا بتسليمه (ع ١٤ - ١٦). ولم يذكر متّى هذه الأمور حسب ترتيب وقوعها.

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

القبض على يسوع (متى 26: 47- 56)

القبض على يسوع

تفسير (متى 26: 47)
: وفيما هو يتكلم ، اذا يهوذا احد الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوفٍ وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ذكر البشيرون الأربعة القبض على المسيح، وقد كان متّى ويوحنا من التلاميذ وشاهدوا ذلك . ولعل مرقس نقل الخبر عن خاله بطرس الذي هو شاهد عينٍ. والذي أورده لوقا أكثر اختصاراً مما ذكره غيره. ويوحنا وحده ذكر سقوط الجنود الذين قبضوا عليه إلى الأرض. ( لوقا ٢٢: ٤٧ الخ)  وبينما هو يتكلم اذا جمع والذي يدعى يهوذا - احد الاثني عشر - يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله. " ( يوحنا ١٨: ٣) 3 فاخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين  (مرقس ١٤: ٤٣ الخ ) وللوقت فيما هو يتكلم اقبل يهوذا واحد من الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ.
1) " وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّم " كان يتكلم يسوع مع تلاميذه وأيقظهم من نومهم. أي عند وصول الجنود والشعب أعداء يسوع
2) " إِذَا يَهُوذَا " يَهُوذَا أي الإسخريوطي وهو واحد من تلاميذ يسوع الأثنى عشر ، وكان يعرف ذلك الموضع الذي اعتاد المسيح أن يجتمع فيه بتلاميذه (يوحنا ١٨: ١). قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه. "
3) " أَحَدُ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ" ذُكر مكانته من ضمن التلاميذ ليبين فظاعة خيانته، فمع أنه من رسل المسيح الذين أعطاهم سلطان لفعل المعجزات وإخراج الشياطين إلا أنه سقط فى خطية الخيانة بسبب محبته للمال وللسلطة وكالكلب يرجع إلى قيئة فقد كان مأسورا بمحبته للمال وباع سيدة من أجل حفنة من الفضة فإذا كانت الخطية خاطئة جدا فما هى فظاعة الخيانة  ذهب وأقنع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب أن يمسكوه في وقت العيد على غير قصدهم الأول الذى كانوا يريدون الإمساك به ولكن ليس فى العيد حتى لا يكون شغب فى الشعب
4) " وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ"  بستان حثيسمانى على سفح جبل الزيتون الجبل الذى شهد الجموع تفرش قمصانها تحت ارجل الجحش الذى يركبه يسوع وتمسك باغصان النخيل والزيتون وتصرخ وتهلل قائلة مبارك الآتى بإسم الشعب شهد جمعا يخرج على يسوع ليلا بسيوف وعصى ليقبضوا عليه
جَمْعٌ كَثِيرٌ كان هذا الجمع مؤلفاً (١) من الجند المعين لخدمة الهيكل (يوحنا ١٨: ٣ ) (لوقا ٢٢: ٥٢). وكان هؤلاء يهوداً. وذُكروا أيضاً في ٢ملوك ١١: ٩ ويوحنا ٧: ٢ وأعمال ٤: ١ - ٣ وأتوا حاملين عصياً و(٢) من فرقة عساكر الرومان مشاركين لأنهم كانوا الوحيدين الذين يستطيعون أن يحملوا سيوفاً قانوني.(يوحنا ١٨: ٣، ١٢) أرسلهم بيلاطس للقبض على المسيح، خاصة بطلب من مجلس السبعين، أو لخدمة ذلك المجلس خدمة عامة في مدة العيد. وهذا يوافق قول بيلاطس لأهل ذلك المجلس «عندكم حرَّاس» (متّى ٢٧: ٦٥) وكان رجال ذلك المجمع متسلحين بسيوف قصيرة. (٣) من عبيد وخدم رئيس الكهنة الذين أتوا للمشاورة أو للمساعدة أو للشماتة بمصاب خصم سيدهم كما أظهروا بعد ذلك (ع ٦٧ ومرقس ١٤: ٦٥) (٤) من بعض أعضاء المجلس من الكهنة والشيوخ (مت 27 : 47 و 51) الذين أتوا بأنفسهم ليشاهدوا القبض عليه (لوقا ٢٢: ٥٣). ويحتمل أنه كان مع هؤلاء لفيف ممن اعتادوا أن يجتمعوا في المدينة أو من أقارب ومعارف مجلس الستهدربن  إذ علموا أن فرقة من العسكر تذهب للقبض على أحد منهم. والظاهر أن رجال الجمع كانوا كثيرين كأنهم كانوا يتوقعون مقاومة عنيفة. وربما قصد الرؤساء بجمع أولئك الكثيرين أن يوقعوا الشبهة فإذا كانت أورشليم ترتج من تهليل الشعب على جبل الزيتون فى يوم الشعانين فقاموا بجمع شعب كثير ليهاجموا يسوع ومن معه فى بستان جثسيمانى فلم يجدوا مقاومة إلا بسيف بطري . وأخذ ذلك الجمع مصابيح ومشاعل، مع أن القمر كان يومئذٍ بدراً بغية أن يفتشوا عن المسيح في مخابئ ذلك البستان، سواء في كهف أو ظل شجرة لظنهم أنه يختبئ فيه. وكان قدام هذا الجمع كله الخائن يهوذا.
5) " مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ ٱلشَّعْبِ"  مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَة الخ أي من عند مجلس السنهدرين "السبعين" .

تفسير (متى 26: 48) : والذي اســلمه اعطاهم علامة قائلاً : “ الذي أقبله هو هو . امسكوه “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  وَٱلَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً:" تعنى العَلامَة فى اللغة : "سِمَةٌ أو أمارة أو شعار تعرف به الأشياء   "
أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً ليعرفوه أي عيَّن لهم قبل الوقت أى أتفقوا على إشارة معينة للقبض على المسيح حتى لا يقبضوا على غيره . وهذا ما كان يحتاج إليه الذين خرجوا ليقبضوا على يسوع ، ولا سيما الجند الروماني ليميزوا بينه وبين تلاميذه.(أعمال ١: ١٦.) 16 «ايها الرجال الاخوة، كان ينبغي ان يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود، عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع، "
2) " الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ."  أُقَبِّلُهُ القبلة علامة المحبة والصداقة والأمانة (خروج ٤: ٢٧ و١٨: ٨ و١صموئيل ٢: ٤١ و٢صموئيل ١٥: ٥) ولنا من عادات اليهود والمسيحيين الأولين إن التلاميذ كانوا يقبّلون معلمهم مثلما كان المؤمنون يقبل بعضهم بعضاً إكراماً وسميت قبلة مقدسة (رومية ١٦: ١٦ ) رو 16: 16سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة. كنائس المسيح تسلم عليكم "  ( ١تسالونيكي ٥: ٢٦).سلموا على الاخوة جميعا بقبلة مقدسة." وسميت أيضا قبلة محبة (1بط 5: 14)  سلموا بعضكم على بعض بقبلة المحبة. سلام لكم جميعكم الذين في المسيح يسوع. امين. "  ويذكر العهد القديم كيف قتل يوآب عماسا أثناء قبله وهو يقول له "با أخى" (٢صموئيل ٢٠: ٩) فقال يواب لعماسا اسالم انت يا اخي.وامسكت يد يواب اليمنى بلحية عماسا ليقبله. 10 واما عماسا فلم يحترز من السيف الذي بيد يواب فضربه به في بطنه فدلق امعاءه الى الارض ولم يثن عليه فمات.واما يواب وابيشاي اخوه فتبعا شبع بن بكري. "
3) " أَمْسِكُوهُ." . بحرص هذا دليل على أن يهوذا كان يتوقع مقاومة شديدة أن يحاول تلاميذ المسيح أن يخلصوه. أو أن المسيح يستعمل قوته في الدفاع عن نفسه. أو أن يتوارى عنهم كما كان يفعل سابقاً حين أحاط الأعداء به ليوقعوا به الضرر (لوقا ٤: ٣٠ ويوحنا ٨: ٥٩ و١٠: ٣٩).
كان هناك كثير من النقاش بين المفسرين وقراء الإنجيل على دوافع يهوذا. ولكن يبقى الأمر مبهما وغير مؤكد  حول افجابة على سؤال ما هو سبب قبله يهوذا ليسوع؟ (مت ٢٦ :٤٩ ) وقد حول المفسرين ألإجاابة فقالوا إما (1) أنها علامةً  للجنود والجمع الذين خرجوا وهم لا يعرفون شكل يسوع وأن هذا هو الرجل الذي يجب أن يقبضوا عليه  ( مت٢٦ :٤٨ ) أو (2) تؤيد النظرية الحديثة التي تقول أنه كان يحاول أن يجبر يد يسوع على القيام بثورة ضد الجنود الرومان ، (مت ٢٧ :٤ .) (3) مقاطع أخرى من الأناجيل تقول أنه كان سارقا وأن سبب خيانته هو طمعه فى المال  (يو 12: 6) وغير مؤمن من البداية  (4) كانت هذه علامة احترام وتحية بين الرابيين. في مت ٢٦ :٤٩ يهوذا يدعو يسوع " ّرابي" ("معلمي"

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
القبلة عادة كل البشر وزادها اليهود عند رؤية بعضهم بعد فراق وقتي انظر ( لو 7 : 45 ) . واما الآن فقد جعلها يهوذا علامة بينه وبين اليهود لالقاء القبض على المسيح . وقد ظن يهوذا انه بالقبلة يغش سيدنا فكأنه قال اذا رآني أقبله يظن ان ذلك من محبتي له مع كونه يعرف ان سيدنا يعلم الخفيات وعلاوة عليه ان اتيان الشرط واليهود وعلامة يهوذا والجمع الكثير لم تكن تمنع المسيح لو أراد ان يختفي عنهم لان له القدرة ان يترآءى في كل حين كالشكل الذي يختار ومتى أراد ان يكون غير معروف فما كان يعرف لا من صوته ولا من رؤيته كما فعل مع المجدلية يوم قيامته من القبر وبعدد ذلك عرفها نفسه بواسطة صوت لهجته المعهودة لديها لما دعاها مريم ( يو 10 : 16 ) والظاهر من قوله ( من تطلبون يو 18: 4 ) وجوابهم يسوع الناصري انهم ما عرفوه فربما غير شكله وكان يمكنه ان يتوارى عنهم لو أراد ولكنه أظهر نفسه لهم وقال انا هو وقد سر اليهود اتفاق يهوذا معهم على تسليمه لتكن لهم حجة للقول ان المسيح لو لم يكن شريراً ما أسلمه تلميذه .
 

تفسير (متى 26: 49) : فللوقت تقدم الى يسوع وقال له : “ السلام يا سيدي ! “ وقبله .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 ٤٩ فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: ٱلسَّلاَمُ يَا سَيِّدِي! وَقَبَّلَهُ».
1) "  فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ:"   َلِلْوَقْتِ تَقَدَّم أي يهوذا أى أنه يقود الجنود والجمع ليعرفهم من هو المسيح قبل كل الجمع.
2) " وَقَالَ: ٱلسَّلاَمُ يَا سَيِّدِي! وَقَبَّلَهُ"  ٱلسَّلاَمُ يَا سَيِّدِي! مما زاد فظاعة إثم يهوذا رياءه باتخاذ تحية السلام والقبلة علامة الصداقة فى الشرق الأوسط وتحية المودَّة وسيلة إلى خيانته القاسية بلا خوف ولا حياء. وهذا يذكرنا بقبلة يوآب الخادعة لعماسا (٢صموئيل ٢٠: ٩، ١٠).

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
رضي المسيح ان يقبله يهوذا لانه صبر عليه ليرجع عن شره . ثم نقول ان السلطان الذي اعطاه اياه ليشفي به المرضى ويقيم الموتى ويعمل الآيات نزعه عنه وعراه من الهبة الالهية والسلطة الرسولية عندما قبله قبلة الخيانة .

تفسير (متى 26: 50) : فقال له يسوع : “ يا صاحب، لماذا جئت ؟ “ . حينئذٍ تقدموا والقوا الايادي على يسوع وامسكوه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
مزمور ٤١: ٩ )  ايضا رجل سلامتي الذي وثقت به اكل خبزي رفع علي عقبه  ( مز ٥٥: ١٣) 12 لانه ليس عدو يعيرني فاحتمل.ليس مبغضي تعظم علي فاختبئ منه 13 بل انت انسان عديلي الفي وصديقي
1) " «فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: يَا صَاحِبُ،" يهوذا كرس حياته للسير مع يسوع والتبشير به وصار تلميذا بل دعاه يسوع بعتاب بكلمة يا "صاحب" يما يعنى أنا كنت أعتبرك صديق فهل أعتبرتنى صديقك وماذا تفعل الآن بصديقك
صَاحِبُ أي رفيق
أى ملازم له فى رحلاته التبشيرية لا حبيب وقد وردت كلمة صاحب بمعنى مالك "صاحب الكرب أى "مالك الكرم" (مر 12: 9) و (لو 20: 3) و(مت 21 : 40) متى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل باولئك الكرامين؟» أو صاحب فندق ( لو 10: 35) أو بمعنى صديق (متّى ٢٠: ١٣ ) فقال لواحد منهم: يا صاحب ما ظلمتك! اما اتفقت معي على دينار؟ (مت ٢٢: ١٢). فقال له: يا صاحب كيف دخلت الى هنا وليس عليك لباس العرس؟ فسكت.
2) " لِمَاذَا جِئْتَ؟ حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا ٱلأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ" لِمَاذَا جِئْتَ؟ لم يجهل المسيح غاية مجيئه لأنه قال له قبلا ما انت تريد أن تفعله فإفعله بسرعة ولكن سأله لينبه ضميره ويجعله يتأمل في مدى الشر الذي ارتكبه بتسليمه سيده ومعلمه بل وبصاحبه بقبلة . وزاد لوقا على ذلك قوله «يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟» (لوقا ٢٢: ٤٨) وفي ذلك الوقت حدثت المخاطبة المذكورة في يوحنا ١٨: ٤ - ٨ بين المسيح وقادة العسكر.
***
كان هناك خلاف في الرأي حول معنى هذا المصطلح اليوناني. "لِمَاذَا جِئْتَ؟ " لقد كان يمكن أن يشير إلى
1- سؤال (NKJV)
2- توبيخ (TEV)
3 - مصطلح يعني "افعل ما جئت لأجله"JB NRSV,NASB ,
Version Standard American وترجمة Williams تتفقان على أنه تصريٌح يدل على مجاز أو التورية أو تصريح مقصود أو تصريح ملغز. ولكن
     king James و Version Standard Rيرونه سؤالاً، وأيضاً تورية محتجبة. استخدام كلمة "صاحب" ربما كانت محاولة لتذكير يهوذا بنقاشاتهم وأنه وضعه فى مكانة قريبه منه فى العشاء الربانى أو قد يكون مصطلحا يدل على التهكم  (مت ٢٠ :١٣؛ ٢٢ :١٢)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان معنى قول السيد له يا صاحب اي لست الآن تلميذي لكنك مقاوم ومضاد بل لك معلم أخر هو الشيطان والصالبين وأراد بذلك نصحه عساه يرعوي . وسماه باسمه يهوذا ( لو 12: 48 ) ليذكره بالرتبة والتعليم والالفة والدالة التي كانت له عنده لكي يرجع عن شره . ولما كان المسيح قد اكمل كل سياسته ولم يبق له الا الآلام والموت والقيامة فسلم نفسه لاعدائه

تفسير (متى 26: 51) : واذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة ، فقطع اذنه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ" وَاحِد أي بطرس ، كتب يوحنا الإنجيل بعد خراب أورشليم حين زال الخطر عن أتباع المسيح إذا ذُكر اسم أحدهم وهو بطرس حتى لا يتعرض لانتقام الحكام.
(يوحنا ١٨: ١٠، ١١).10 ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف، فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع اذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس. 11 فقال يسوع لبطرس:«اجعل سيفك في الغمد! الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها؟».
2) "  وَٱسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَب"  ٱسْتَلَّ سَيْفَه لم يكن مع الرسل سوى سيفين (لو 22: 38) فقالوا: «يا رب هوذا هنا سيفان». فقال لهم: «يكفي!».كان أحدهما مع بطرس وفق ما يُنتظر من صفاته في الشجاعة والتسرُّع.
3) " عَبْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِط ذكر يوحنا أن اسم هذا العبد كان ملخس(يو 18: 10) ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف، فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع اذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس."  وقد يكون ذلك العبد كان فى مقدمة الشعب الذين يريدزن  إلى القبض على يسوع.
4) " فَقَطَعَ أُذُنَهُ " أي الأذن اليمنى كما ذكر يوحنا. كان التلاميذ قد سألوا المسيح قبلاً: أيضربون أم لا؟ (لوقا ٢٢: ٤٩) فلما راى الذين حوله ما يكون قالوا: «يا رب انضرب بالسيف؟» فلم يصبر بطرس إلى أن يسمع الجواب، فتسرع فى إشهار سيفه والضرب بسرعة. والدليل على ذلك أن سيفه أخطأ المقتل ولم يبلغ سوى أُذن العبد.  من الواضح، أن التلاميذ أساءوا فهم المعنى الحقيقي لكلمات يسوع المتعلقة بالسيوف وقد أثبت بطرس أنه كان على استعدا ٍد كامل لأن يموت من أجل سيده وربّه في هذه اللحظة . في مواجهة الجمع الكبير، سحب أحد سيفيه. ولكن من جديد، تضحية بطرس وشحاعته فى الدفاع عن سيده كانت نتيجة للإندفاع وعدم فهم ما كان يشير إليه المسيح فى تسليمه وصلبه وموته ودفنه وقيامته عموما إندفاع بطرس ورد فعله السريع في أعماله كان يميز شخصيته.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اراد بطرس ان يقطع عنق العبد لا أذنه لان الذي يريد ضرب العنق فيضرب بالسيف يمين عنق المضروب لكن العناية الالهية أمالت السيف فقطع الاذن دلالة على ان الانبياء نادوا كثيراً في اذان الشعب اليهودي ليؤمنوا بالمسيح فرفضوه وسدوا آذانهم عن صراخ الانبياء وأخيراً قطع مسمعهم .

تفسير (متى 26: 52) : فقال له يسوع : “ ردّ سيفك الى مكانه . لان كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون ! 

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: رُدَّ سَيْفَكَ "
أمر المسيح بطرس هو أمر إلهى بعدم إشهار السيف قائلا : " رُدَّ سَيْفَكَ" لأن السيف كان مسلولاً بيده. وهذا الأمر بعد إستعمال السيف دليل واضح على أنه لم يُريد أن يحارب تلاميذه عنه.
2) " إِلَى مَكَانِهِ " أي إلى غمده.
3) " لأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلسَّيْفَ بِٱلسَّيْفِ يَهْلِكُونَ" كُلَّ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلسَّيْفَ الخ هذ
ه الآية تقال كمثل دارج وقد وردت بصورة أخرى فى العهد القديم عندما كان قايين مطاردا من الناس لأنه قتل أخاة هابيل (تكوين ٩: ٦ ) 6 سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه. لان الله على صورته عمل الانسان. " وجَّهه المسيح هذه العبارة أولاً إلى بطرس، وقصد به أن وقف مقاومته للجمع االذين أتوا ليقبضوا عليه كان من الممكن أن يشهر الجنود سيوفهم ويقتلون المسيح وكل التلاميذ وتنتهى المسيحية ، رفع السيف يجلب الخطر على التلاميذ. وكان سيشاع أن يسوع قد قُبض عليه كمجرم معروف. وتلاميذه كان يُنظر إليهم أيضا الذين يحملون سيوفاً. وأنهم لصوص وقطاع طريق وسارقون وهنا قام يسوع بإصلاح الخطأ الذى وقع فيه بطرس بقطع أذن ملخس عبد رئيس الكهنة  بشفائه أذن ملخس التي لو بقيت مقطوعة لأقاموا الدعوى عليه. ولكن إبراء المسيح إياها منعهم من إقامة الدعوى خوفاً من إذاعة نبأ المعجزة. وكان يجب أن المشاهدين كلهم يتخذون تلك المعجزة برهاناً على أن يسوع شخص إلهيٌ. وأن هذه المعجزة دليل على صدق رسالته  وقصد المسيح من قوله لبطرس ما ذُكر، تنبيه تلاميذه على أن مقاومتهم للجند تُعرضهم للقتل. ومعناه عموماً أن الغاصبين يُغصبون والمعتدين يُعتدى عليهم  (رؤيا ١٣: ١٠) 10 ان كان احد يجمع سبيا، فالى السبي يذهب. وان كان احد يقتل بالسيف، فينبغي ان يقتل بالسيف. هنا صبر القديسين وايمانهم." والذي ينطبق على شخص ينطبق على الأمة. فإذا أعلنت الأمة الحرب على أخرى وأشهرت سيوفها   للهجوم أشهرت الأمة الأخرى سيوفها  للدفاع. وسيف العصيان يجلب على من يستله سيف الانتقام. وتتعلم الكنيسة من ذلك أن ربها لا يريد أن تحمي نفسها أو تنتصر على غيرها بالأسلحة الجسدية (٢كورنثوس ١٠: ٣، ٤)  لاننا وان كنا نسلك في الجسد لسنا حسب الجسد نحارب. 4 اذ اسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون.  " لأن أسلحتها روحية، وهي كلام ألإنجيل الإلهى والصلاة والصبر. وترك الانتقام للرب لا لها (رومية ١٢: ١٩) لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء، بل اعطوا مكانا للغضب، لانه مكتوب:«لي النقمة انا اجازي يقول الرب ولكن ذلك لا يمنع على الإطلاق استعمال السيف لأن الإنجيل يجيز ذلك في بعض الأوقات للدفاع عن النفس وللحكام الذين يطبقون العدل والحق (رومية ١٣: ٤). لانه خادم الله للصلاح! ولكن ان فعلت الشر فخف، لانه لا يحمل السيف عبثا، اذ هو خادم الله، منتقم للغضب من الذي يفعل الشر.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
توبيخ سيدنا لسمعان كان تعليماً لنا على انه يجب التسليم لمشيئة الله ولكن بما ان سمعان لم يكن قد حصل على موهبة الروح ضرب بالسيف وارفاقه ساعددوه بانواع أخر . لكن لما كمل بالروح اهين وضربولم يغضب ولا اغتاظ . قال الذهبي الفم ان العبد الذي قطع أذنه بطرس هو الذي لطم المسيح على خده واياه يسمي يوحنا ملخوس . وقال ( ان من يأخذ بالسيف بالسيف يهلك ) اي كما ان اليهود جاءوا بسيوفهم وعصيهم فهكذا سيأتيهم اسباسيانوس وتيطس بسيوفهم فيقتلونهم وقال آخرون انه بعد ان صلب بطرس منكس الرأس قطع رأسه وكمل فيه كلام سيدنا . وبقوله ( الكأس التي اعطاني الآب ألا اشربها يو 18: 11 ) منع بطرس من القتال مع الاعدداء . فكأنه يقول لو كنت اريد قتالهم لحاربتهم الملائكة وفعلت بهم كما فعلت بأهل سدوم .

تفسير (متى 26: 53) : أتظن اني لا استطيع الآن ان أطلب الى أبي فيقدم لي في الحال أكثر من اثنتي عشرة جيشاً من الملائكة؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ " معنى الظن لغويا "ظنَّ الشَّيءَ/ ظنَّ الأمرَ : أى علمَه بغير يقينٍ ومعنى ظَنَّ الرَّجُلُ : شَكَّ " ووهذه الآية إمتدادا لتعليمه  حتى وهو فى أشد حالات الألم والضيق كيف لبطرس الذى سار على الماء ورأى يسوع يبكم ويسكت الرياح يحامى عن المسيح بسيفه بطع أذن عبد مأمور ينفذ أوامر سيدة رئيس الكهنة 
أَتَظُنُّ قال ذلك تنبيهاً لإيمان بطرس ليتذكر ما رآه من قوة المسيح، لأن إندفاعه فى إشهار سيفه  دلَّ على أنه نسي قدرة المسيح على المعجزات وأنه يحمى المسيح بسيفه ، وأنه شكَّ في عناية الرب بابنه وظنَّه أنه قد تركه . ويؤكد رد فعل بطرس وإشهار سيفه أنه فيما يبدوا كان معتقدا أن المسيح سيعلن الحرب على الرومان وأنه حان وقت الحرب  وكان رد المسيح هذا على بطرس يؤكد أن المسيح ما قاله سابقا أثناء تبشيره  لبطرس وسائر الرسل أن تسليمه تمَّ باختياره لا رغماً عنه.
2) "أَسْتَطِيعُ " أي أقدر إن أردت مقاومة الأعداء.
3) " ٱلآنَ " المعنى اللغوى ، إِلآنَ: (اسم) ظَرْفُ زَمَانٍ يَدُلُّ عَلَى الوَقْتِ الحَاضِر الَّذِي أَنْتَ فِيهِ " أي في وقت قبض الأعداء عليَّ. والملخص أنه لو أراد المقاومة وطلب من الرب إمداده بجيش لأرسل الآب السماوي له في الحال المعونة الكافية.
4) " أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ؟" ويتعزَّى المسيحيون بمعرفتهم أن تحت أمر المسيح دائماً جيشاً من الملائكة هذا عدده، وأنه صاحب السلطان مع الآب، وأنه شفيعهم.الذى تخدمة الملائكة ( دانيال ٧: ١٠) 10 نهر نار جرى وخرج من قدامه.الوف الوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه.فجلس الدين وفتحت الاسفار."  هوذا النبى إليشع كان وراؤه جيشا من الملائكة فما بال المسيح الصانع الملائكة (٢ملوك ٦: ١٧ ) 17 وصلى اليشع وقال يا رب افتح عينيه فيبصر.ففتح الرب عيني الغلام فابصر واذ الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول اليشع. "
ٱثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً لعله ذكر هذا العدد من جيوش الملائكة وفقاً لعدد تلاميذه في الأصل، فكأنه قال: لي عند الآب بدلاً من اثني عشر شخصاً ضعفاء وأحدهم خائن، اثنا عشر جيشاً من الملائكة المقتدرين قوة. والجيش هنا في الأصل اليوناني «لجئون» أو فيلق،
ولكن الكلمة كانت أيضاً مصطلحا يشير إلى عدة ألاف  وهو القسم الأكبر من أقسام الجنود الرومان وعدد رجاله عندهم ستة آلاف. وذكر هذا العدد العظيم ليبين قوته بالنسبة إلى تلك الفرقة الصغيرة التي أتت لتقبض عليه. ويحتمل أنه لم يقصد بذلك سوى عدد لا يُحصى من الملائكة. فإذا كان ملاك واحد ضرب في ليلة واحدة ١٨٥ ألفاً من جنود الأشوريين (٢ملوك ١٩: ٣٥) وكان في تلك الليلة ان ملاك الرب خرج وضرب من جيش اشور مئة الف وخمسة وثمانين الفا.ولما بكروا صباحا اذا هم جميعا جثث ميتة " فما قولك باثني عشر جيشاً ينقضّون على تلك الفرقة الصغيرة!
يسوع كان يعرف من هو وماذا سيفعل وما هى رسالته وما سيقابله فى المستقبل وأنه جاء ليصلب ويموت ويقوم  (يو ١٣ :١ )  1 اما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب، "
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي لكل سبط من اسباط اسرائيل جوقة والجوقة عشرة آلاف فيكون مجموع الجوقات مئة وعشرون الفاً ملاكاً وقال ( اسأل من أبي ) اولاً لاجل ضعف السامعين لانه لم يكن له عندهم شأن يذكر لاسيما وانهم قبل قليل رأوه يحزن ويكتئب ورأوا فيه ما يدل على انه لا يقدر ان يهلك الصالبين لذلك قال اسأل .

تفسير (متى 26: 54) : فكيف تكمل الكتب : انه هكذا ينبغي ان يكون ؟ “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 هذه الاية في (مت ٢٦ :٥٤) لها علاقة بنفس ألاية في (مت ٢٦ :٥٦ ) فعندها يكون هذا أمرا بأن كل هذه الأحداث قد جرى بحسب مخطط إلهي محدد مسبقاً (لو٢٢ :٢٢؛ أع ٢ :٢٣؛ ٣ :١٨؛ ٤ :٢٨ ) .(نعلم أن يوحنا رافق يسوع خلال المحاكمات ً في الصلب وأن بطرس تبعه عن بعد (مت ٢٦ :٥٨ .(ولذلك، فإن هذه إشارة عامة ترجع إلى (أش ٥٣ :٦) .كان يسوع يعرف أن الأحداث كانت تسير لتحقيق هدف االرب من تنفيذ مخطط الفداء

1) " َكَيْفَ تُكَمَّلُ " فَكَيْفَ تُكَمَّلُ أي كيف تكمل إذا سألتُ الآب المساعدة ولم يتم الصلب والموت والقيامة أى لن يتم الفداء  فقال المسيح لتلميذى عمواس (لوقا ٢٤: ٢٥) فقال لهما: «ايها الغبيان والبطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء
2) " ٱلْكُتُبُ" هي التي تنبئ بآلامه وموته (مزمور ٢٢ ) (إشعياء ص ٥٣ ) ( دانيال ٩: ٢٦ ) وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها.  ( زكريا ١٣: ٧).استيقظ يا سيف على راعي وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود.اضرب الراعي فتتشتت الغنم وارد يدي على الصغار
فالمسيح سلم نفسه إلى
من يريدون قتله بلا مقاومة لكي تكمل هذه النبوات وغيرها، ويعد الخلاص للعالم. وتلك النبوات تظهر مشيئة الرب وقصده لنه أنبأ أمة اليهود المختارة بما سيفعلوه مع المسيح . وكان من العدل أن يضع الرب خطايا العالم على يسوع ألإنسان البار إلا وهو راضٍ بذلك. وقال ذلك تعزية للتلاميذ وتقوية لإيمانهم، لأنه أكَّد لهم أن كل تلك ألحداث  المحزنة قضى بها الآبُ في سابق علمه. فهي لم تقع على المسيح بغتة، فعل كل هذا حتى لا يعثر تلاميذه أو اليهود . من يؤمن به خلص ومن لم يؤمن به يدان
3) "َكَيْفَ تُكَمَّلُ ٱلْكُتُبُ:"  لو 24: ٤٤، ٤٦)وقال لهم: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير». 45 حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. 46 وقال لهم: «هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث  "

4) " انه هكذا ينبغي ان يكون"  تشير إلى آلام يسوع التي كان من قبل قد أنبأ / أخبرعنها التلاميذ عدة مرات (أولاً في مت ١٦ :٢١ -٢٨ ) وبخصوص الآلام والمسيا المرفوض (تك ٣ :١٥؛ مز ٢٢؛ أش ٥٣؛ زك ٩؛ ١٢ )

تفسير (متى 26: 55) : في تلك الساعة قال يسوع للجموع : “ كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني ! كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل ولم تمسكوني .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ:" 
لِلْجُمُوعِ أي لرؤساء الكهنة وقادة جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه (لوقا ٢٢: ٥٢).52 ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه: «كانه على لص خرجتم بسيوف وعصي! "
2)  " كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! "  السيوف كان يحملها الجنود الرومان والعصى كان يحملها جنود الهيكل والجموع 
كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ : تشير كلمة لص إلى شخص عنيف خارج عن القانون (لو ١٠ :٣٠ ) استخدمت فيما بعد في كتابات Josephus للإشارة إلى العاصي الثائر المسلخ (مت ٢٧ :١٦ -١٧ّ) مثل باراباس
 لم يعترض المسيح على قبضهم عليه بل على طريقته ووقته، لأنهم قبضوا عليه كما يُقبض على اللصوص وقطاع الطرق  وكما قبضوا على باراباس (يوحنا ١٨: ٤٠) كأنهم توقعوا أن يقاومهم مقاومة عنيفة لا كمعلم هادئ محب للسلام. وطريق القبض عليه كما ذُكر زاد عار تسليمه إلى الموت. وما ذكره متّى ليس كل العار الذي وقع عليه حينئذٍ، لأن االجنود والقائد والخدم أوثقوه أيضاً (يو 18: 12) طثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه،"
3) " كُلَّ يَوْمٍ " أي عدة أيام متوالية في ذلك الزمان، ومراراً في أثناء ممارسته وظيفته. يعنى فى النهار كنت فى الهيكل امامكم ولكنهم خرجوا عليه ليلا ليلا للقبض عليه أمرا كان غريبا والسبب أنهم خافوا من ثورة الشعب عليهم
4) " أَجْلِسُ مَعَكُمْ " أَجْلِسُ هادئاً لا أؤذي أحداً، ولا أظهر شيئاً من التمرد التي ينبغى أن أكون متهما حتى تأتونى بسيوف وعصى  أعمالكم واستعدادكم إلى أن تمسكوني.كأنه يقول قول داود النبى لجليات الجبار أنت تأتينى بسيف ورمح ( 1 صم 17: 45) فقال داود للفلسطيني انت تاتي الي بسيف وبرمح وبترس.وانا اتي اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيرتهم." ( 1 صم 17: 47) وتعلم هذه الجماعة كلها انه ليس بسيف ولا برمح يخلص الرب لان الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا." ودار السيف الذى أستخدموه ضد المسيح دورته فأهلك اليهود وخرب الهيكل ودمر الأمبراطورية الرومانية
5) " أُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَل"ِ أي علنا وأنتشرت تعاليمى بين الناس  حتى لا يكون لكم اسبابا لكى  تتهموني بها وتحتاجون إليها لتقبضوا عليَّ سراً، ولأن علة دعواكم عليَّ هي كلماتي. فلماذا لم تمسكوني وأنا أُعلم أمامكم؟!
6) "وَلَمْ تُمْسِكُونِي" كأنه يقول علمت علانية وتقبضون على فى السر أنا لا أخاف منكم ولكنكم تخافون منى ومن تعاليمى لذلك تريدون أن تقتلونى هذا دليل على أنكم لم تجسروا على ذلك علانية، وأنه لا حجَّة لكم تبرركم أمام الناس بقبضكم عليَّ (متّى ٢١: ٤٦). واذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا من الجموع لانه كان عندهم مثل نبي. " يسوع يوضح تماماً مؤامرة رجال الدين (مت ١٢ :١٤؛ يو ١١ :٥٣ ) لقد كانوا يتحينون فرصة ليقبضوا عليه بعيداً عن جموع الحجاج وأتباعه  ّ . مثل باراباس (مت ٢٧ :١٦ -١٧

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي ان افعالي ليست كأفعال اللصوص والسراق لتمسكوني ليلاً لاني بالنهار كنت اعلم بينكم . وليكن عندكم معلوم اني لو لم ارد تسليم نفسي لكم فسيوفكم وعصيكم لا تستطيع امساكي .
 

تفسير (متى 26: 56) : وامّا هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الانبياء “ . حينئذٍ تركه التلاميذ كلهم وهربوا.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَأَمَّا هٰذَا كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ ٱلأَنْبِيَاءِ." كُتُبُ ٱلأَنْبِيَاءِ أي الكتب الموحى بها فى العهد القديم وفيها سجل الأنبياء الوحى بنبوات عما سيحدث للمسيح من جهة مجيئة وولادته وصلبه وآلامة وموته وقيامته مرورا بحياة المسيح كلها بما فيها تفاصيل دقيقة عن حياته بما فيها خيانة يهوذا والظلم الذى واجهه لم يكونا إلا بمقتضى قضاء الرب الأزلي. فكرر لهم هنا ما قاله قبلاً لتلاميذه (ع ٥٤) وأظهر به لهم أنهم لم يكونوا معينين له مساندين له فى صلاته فى الجسثيمانية فلا يعتمدوا على أيديهم ولا عصيهم ولا سيوفهم ولا رُبطهم، بل مجرد إرادته، وكان ذلك إتماماً لمقاصد الرب المكتوبة في كتب الأنبياء ولكنهم لم يفهموا مقاصده ولم يدركوا هدفه من الفداء (مراثي إرميا ٤: ٢٠ ) نفس انوفنا مسيح الرب اخذ في حفرهم الذي قلنا عنه في ظله نعيش بين الامم
2) "  حِينَئِذٍ تَرَكَهُ ٱلتَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا" ( يوحنا ١٨: ٥) اجاب يسوع:«قد قلت لكم: اني انا هو. فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون».
 أى أن المسيح طلب من الجند والجمع ألا يقبضوا على التلاميذ حينئذ ( مرقس ١٤: ٥٠ ) فتركه الجميع وهربوا. والظاهر أن اثنين منهم (وهما يوحنا وبطرس) عندما رأيا أن لا أحد لحق التلاميذ ليقبض عليهم، رجعا وتبعا المسيح من بعيد.
حِينَئِذٍ تَرَكَهُ ٱلتَّلاَمِيذُ لأنهم خافوا من
المفاجأة وصدموا من هجوم الجند عليهم ليلاً، وبسبب خيبة آمالهم بالقبض على المسيح الذي لم يظهر شيئاً من قوته لإنقاذ نفسه. ولأن كلامه للجند  أنه عزم أن يسلم نفسه إلى أيدي أعدائه ليفعلوا به ما قضى الرب به. فخوفهم وخيبة آمالهم أنسياهم وعدهم أنهم لا يتركونه (ع ٣٥) فهربوا. ولا شك أن هربهم زاد كأس المسيح مرارة «لأنه داس المعصرة وحدهُ، ومن الشعوب لم يكن معه أحدٌ، ونظر ولم يكن له معين وتحيَّر إذ لم يكن له عاضد» (إشعياء ٦٣: ٣، ٥)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
بقوله ( لتتم كتب الانبياء ) لم يترك حجة لليهود ولا عذر برفضهم اياه لانه كمل الناموس وتمم اقوال الانبياء . ثم ان اليهود لما أمسكوا المسيح لبث التلاميذ عنده يدافعون عنه لكنهم لما رأوا انه هو باختياره اسلم ذاته فكروا ان بقائهم معه زائد لذلك هربوا . وتمت فيهم نبوة زكريا القائلة . أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية ( زك 13: 7 ) .
 

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

المحاكمة أمام المجلس اليهودي (متى 26: 57- 68)

المحاكمة أمام المجلس اليهودي

ليلة المحاكمة ليسوع أمام السنهدرين (مت ٢٦ :٥٧ -٦٨ )  
     The Night Trial of Jesus Before the Sanhedrin (Matt. 26:57-68
 

أ- ما كانت تُعقد ليلاً جلسات محكمة كبيرة أو فيها حكم إعدام. ةهذا الوقت كان بين عشاء الفصح وبين نهار الفصح والناس نيام
ب- المحاكمة التي فيها حكم بالموت وتنفيذ العقوبة يجب ألا يحدثا في نفس اليوم.
ج- ما من محاكم كانت لتُعقد في يوم عيد أو عشية عيد.
وخاصة عيد الفصح
د- هذا الصباح المعين صباح عيد الفصح كان مخصصاً
لتلاوة تمائم وصايا وصلوات معينة (انظر تث ٦ :٨؛ ١١ :١٨ )  فى الوقت الذى من المفروض أن يقدموا صلوات أفتوا بأت يقتلوا المسيح رجلا بريئا
هـ- كان هذا الصباح أيضاً صباح عيد الفصح هو وقت التقدمات في الهيكل (خر ٢٣ :١٥
). وفى الوقت الذى من المفروض يقدوا ذبائح جيوانية لمغفرة خطاياهم قدموا المسيح ذبيحة بشرية

تفسير (متى 26: 57) : والذين أمسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة ، حيث اجتمع الكتبة والشيوخ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
حُوكم المسيح أمام القضاة والحكام ست مرات:
ثلاثاً محاكم دينية : قدام قضاة من اليهود، واحدة أمام حنانيا رئيس الكهنة وأثنتين امام قيافا ومجلس السنهدرية بالكامل وهو أ‘لى سلطة دينية عند اليهود فى ذلك الوقت
وثلاث مدنية : اثنتين أمام بيلاطس، وواحدة أمام هيرودس أنتيباس الذى أمر بقطع رأس يوحنا المعمدان بسبب هيروديا الراقصة .. واستُهزئ به أربع مرات. وبُرّئ ثلاث مرات. وحُكم عليه مرتين. وأول محاكمة جرت عليه كانت أمام حنان رئيس الكهنة السابق، وبقي يُسمَّى برئيس الكهنة بعد أن عزله الرومان من منصبه لأن اليهود لم يعترفوا بعزله فكان أمام الشعب اليهودى رئيس الكهنة حنان وأمام السلطة الرومانية الرئيس هو قيافا ِ، وبقيت سلطته الجبرية كما كانت قبل ذلك لتقدمه وفرط ذكائه. ولو أن متّى اقتصر على ذكر اجتماع المجلس والحكم وقتئذٍ (متّى ٢٧: ١). وفي أثناء تلك المحاكمات أنكره بطرس. ولا فرق بين ذكر إنكاره قبل ذكر المحاكمة وذكره بعدها. فاستحسن لوقا ذكره قبلها، واستحسنه متّى ومرقس بعدها، واستحسن يوحنا ذكره في أثناء كلامه على المحاكمة.
1) " وَٱلَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ: إِلَى قَيَافَا أي إلى قصر قيافا على جبل صهيون بأورشليم الذى ما زالت أثاره موجودة حتى يومنا هذا تشهد على كبر المكان وكان واسعاً معداً لرئيس الكهنة، يشتمل على ساحة واسعة تحيط بها المخادع والغُرف. والأرجح أنه كان لكل من حنان وقيافا موضعاً خاصاً في ذلك القصر. وكان هناك إيوان (أو بيت كبير) ترتفع أرضه عن أرض الساحة عند المدخل (مرقس ١٤: ٦٦) كان يجلس فيه أعضاء مجلس السبعين أحياناً. (لوقا ٢٢: ٥٤ الخ) فاخذوه وساقوه وادخلوه الى بيت رئيس الكهنة. واما بطرس فتبعه من بعيد.
وأوقف المسيح أمام قيافا ليسمع الدعوى عليه ثانية، لأنه وقف أمام حميه حنان (يوحنا ١٨: ١٩ - ٢٣). وقُصد بالمحاكمة الليلية السرية أن لا تعرف بها الجماهير التي تحب يسوع فتحاول تخليصه من أيديهم، بينما هم (أي الرؤساء) يريدون هلاكه لا خلاصه.
وقيافا صدوقي كحنان (ع ٣) تولى رئاسة الكهنة عشر سنين، من سنة ٢٧ - ٣٧م، وهو الذي قال قبل ذلك: خير أن يموت المسيح (يوحنا ١١: ٥٠).
من (يو 18: 12- 13) ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه، 13 ومضوا به الى حنان اولا، لانه كان حما قيافا الذي كان رئيسا للكهنة في تلك السنة." مما ورد فى الأناجيل عن القبض على يسوع فى عيد الفصخ والمحاكمات تدل على ان كان مخططا له بتجميع مجلس السنهدرين بالكامل فى بيت قيافا حيث كان يقيم حماة حنان فى نفس البيت حسب عادة أهل الشرق الأوسط وما زال حتى اليوم العائلات تعيش فى بيت واحد
المحاكمة الأولى أمام حنانيا : وفي هذه المحاكمة لم يُطلب شهود، وكانت المحاكمة الأولى فحصاً استعدادياً وتحقيقا ولم يذكرها سوى يوحنا (يوحنا ١٨: ١٣ - ٢٣).ندرك أنه كان قد أخذ أولاً إلى مكان إقامة حنانيا، (مرقس ١٤: ٥٣ الخ ) فمضوا بيسوع الى رئيس الكهنة فاجتمع معه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة. "الذي كان فعليا لسلطة الفاعلة وراء المنصب. من الواضح أن حنانيا وقيافا كانا يعيشان في نفس البيت.
المحاكمة الثانية : أمام قيافا ومجلس السنهدرين بالكامل : والمرة الثانية أمام قيافا، وذكرها متّى في هذا العدد و(مرقس ١٤: ٥٣ - ٦٤.) وكانت الثانية لإبراز الشهادات عليه من فمه ومن غيره، وحكموا عليه فيها ليلاً، وذلك لم يكن شرعياً.
أثناء محاكمة حنان للمسيح توافد على بيت قيافا أعضاء مختارون من السنهدرين وتجمعوا هناك. وفي أثناء محاكمة حنانيا جاء وتجمع الأعضاء إلى المجلس في نحو الساعة الثانية بعد نصف الليل، على ما يُظن.
عبارة "الكتبة والشيوخ" مع رئيس الكهنة، تصف الدلالة الكاملة لمجلس للسنهدرين المكون من سبعين من قادة اليهود وطوائفهم
المحاكمة الثالثة : أمام قيافا ومجلس السنهدرين بالكامل : والثالثة أمام المجلس صباح يوم عيد الفصح ، وذكر وقوف المسيح فيه وما جرى حينئذٍ لوقا وحده (لوقا ٢٢: ٦٦ - ٧١)، وكانت الثالثة للحكم بالموت عليه شرعاً.
2) " حَيْثُ ٱجْتَمَعَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلشُّيُوخُ"
ٱلْكَتَبَةُ وَٱلشُّيُوخُ كان اجتماعهم، اجتماع المجلس الكبير الذي يسمَّى مجلس السبعين، بغتةً. وكان لا يُحسب الاجتماع شرعياً ما لم يكن عدد المجتمعين ثلاثة وعشرين فما فوق. وكان من قوانينهم أنهم مهما حكموا في ذلك المجلس ليلاً فإنه لا يُعد شرعياً ما لم يكرر نهاراً. ويُحتمل أنهم اجتمعوا سابقاً، وكانوا يتوقعون رجوع الفرقة التي ذهبت للقبض على المسيح. والمرجح أن قيافا دعاهم بعدما عرف أنه قُبض على المسيح.

 تفسير (متى 26: 58) : واما بطرس فتبعه من بعيد الى دار رئيس الكهنة ، فدخل الى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيد "  أشتهر بطرس بالشجاعة والإندفاع بمشاعرة والتكلم بدون تفكير بما يحس به وكان بطرس يتبع يسوع َلأمرين:
(أ) محبته الشخصية للمسيح،"فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ خِرَافِي»."... (يو 21: 15-25)
و(ب) رغبته وفضوله في مشاهدة ما يحدث.
2) " إِلَى دَارِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ"  أي إلى ساحة الدار حيث أضرم الخدم ناراً للاصطلاء (لوقا ٢٢: ٥٥) وسبق بطرس تلميذ آخر هو يوحنا، كان يوحنا معروفا لرئيس الكهنة وكان الجميع يعرفونه هناك فسهل دخول بطرس لدار رئيس الكهنة  وأدخل بطرس (يوحنا ١٨: ١٥، ١٦).وكان سمعان بطرس والتلميذ الاخر يتبعان يسوع، وكان ذلك التلميذ معروفا عند رئيس الكهنة، فدخل مع يسوع الى دار رئيس الكهنة. 16 واما بطرس فكان واقفا عند الباب خارجا. فخرج التلميذ الاخر الذي كان معروفا عند رئيس الكهنة، وكلم البوابة فادخل بطرس. 17 فقالت الجارية البوابة لبطرس:«الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان؟» قال ذاك:«لست انا!»
3) " فَدَخَلَ إِلَى دَاخِلٍ وَجَلَسَ بَيْنَ ٱلْخُدَّامِ"  وَجَلَسَ بَيْنَ ٱلْخُدَّامِ جلس بعض الوقت كما هنا ووقف وقتاً آخر يصطلي كما ذكر يوحنا (يوحنا ١٨: ١٨) 18 وكان العبيد والخدام واقفين، وهم قد اضرموا جمرا لانه كان برد، وكانوا يصطلون، وكان بطرس واقفا معهم يصطلي. " والظاهر أنه ظن أن لا أحد يعرفه من العبيد والخدم ولا يلتفتون إليه.
4) " لِيَنْظُرَ ٱلنِّهَايَةَ " يدل هذا على أن رغبة بطرس في مشاهدة ما سيحدث هنالك كانت سبب مجيئه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
كان سمعان يخاف ان يتقدم . ولم يهرب من كثرة محبته . ودخل وجلس لينظر ماذا تكون نتيجة محاكمته .
 

تفسير (متى 26: 59) : وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي ليقتلوه

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)"«وَكَانَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ»." ومعنى هذه الاية أن َٱلْمَجْمَعُ كُلُّهُ أي كل من حضر المجلس من الأعضاء. والأرجح أن يوسف الرامي ونيقوديموس كانوا موجودين لأنهم من أعضاء ذلك المجلس ولم يوافقا على إتهام المسيح (لوقا ٢٣: ٥١ )  هذا لم يكن موافقا لرايهم وعملهم وهو من الرامة مدينة لليهود. وكان هو ايضا ينتظر ملكوت الله. (يوحنا ٧: ٥٠، ٥١ و١٩: ٣٩).قال لهم نيقوديموس، الذي جاء اليه ليلا، وهو واحد منهم: 51 «العل ناموسنا يدين انسانا لم يسمع منه اولا ويعرف ماذا فعل؟» 52 اجابوا وقالوا له:«العلك انت ايضا من الجليل؟ فتش وانظر! انه لم يقم نبي من الجليل». 53 فمضى كل واحد الى بيته. " (يو 19: 39)ثم ان يوسف الذي من الرامة، وهو تلميذ يسوع، ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، سال بيلاطس ان ياخذ جسد يسوع، فاذن بيلاطس. فجاء واخذ جسد يسوع. 39 وجاء ايضا نيقوديموس، الذي اتى اولا الى يسوع ليلا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا. 40 فاخذا جسد يسوع، ولفاه باكفان مع الاطياب، كما لليهود عادة ان يكفنوا. 41 وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان، وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه احد قط. 42 فهناك وضعا يسوع لسبب استعداد اليهود، لان القبر كان قريبا. "   قرروا قتله وهم الآن يحاولون تلفيق تهمة للمسيح بشهادة زور بدليل أنهم كانوا يبحثون عن شاهدين يمكن أن يتفقا على تهمٍة ما لأن العهد القديم كان يتطلب شرعيا وجود شاهدين لإدانة شخص(عد٣٥ :٣٠؛ تث ١٧ :٦؛ ١٩ :١٥ ً .(  ).(مت ٢٦١٤ :٥٩
)

تفسير (متى 26: 60) : فلم يجدوا ، ومع أنه جاء شهود زور كثيرون ، ولم يجدوا . ولكن أخيراً تقدم شاهدا زور .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ ، لَمْ يَجِدُوا. " ويعتقد أنه توجد خطة سابقة من رؤساء الكهنة بترتيب أمر شهود الزور (مز٣٥: ١١ )  شهود زور يقومون وعما لم اعلم يسالونني " .ليقدموهم إلى مجلس السنهدرين والذى طلب شاهدين من هؤلاء الشهود بحيث تكون شهادتهم متفقة حسب الشريعة الموسوية  ومن المرجح أنه تم تلقين الشهود الزور فلم تكن شهاتهم متطابقة (تثنية ١٩: ١٥)  لا يقوم شاهد واحد على انسان في ذنب ما او خطية ما من جميع الخطايا التي يخطئ بها.على فم شاهدين او على فم ثلاثة شهود يقوم الامر. "  كما لم يجدوا شهادة يستطيعون أن يبنوا عليها الحكم بقتله «لأَنَّ كَثِيرِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ زُورًا، وَلَمْ تَتَّفِقْ شَهَادَاتُهُمْ»
2) " وَلٰكِنْ أَخِيراً " وسلم يسوع نقسه غلى هؤلاء المتضايقيين منه والحاقدين عليه بسبب إنتشار تعليمه وإنحسار سطوتهم على الشعب (مزمور ٢٧: ١٢ )  لا تسلمني الى مرام مضايقي.لانه قد قام علي شهود زور ونافث ظلم. " أي بعد المحاورات عبثاً.
3) " تقدم شاهدا زور  " (أعمال ٦: ١٣ )  واقاموا شهودا كذبة يقولون:«هذا الرجل لا يفتر عن ان يتكلم كلاما تجديفا ضد هذا الموضع المقدس والناموس" شهود أثنين هذا أقل عددٍ تقوم به الشهادة شرعاً (عدد ٣٥: ٣٠ وتثنية ١٧: ٩ و١٩: ١٥) ولكنهم حتى أثنين  لم يستطع السنهدرين أن يجد شهادتين متوافقتين ضد يسوع  (مت 26: 60 - 61) 

 

تفسير (متى 26: 61) : وقالا : “ هذا قد قال : “ اني اقدر ان انقض هيكل الله ، وفي ثلاثة أيام أبنيه “ .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَقَالاَ: هٰذَا قَالَ" كان المسيح يذهب للهيكل فى أورشليم فى مناسبات الأعياد مثل عيد التجديد وكان يقضى أسبوع عيد الفطير والذى قبله يوم عيد الفصح ومدته يوما واحدا وحدث أن  المسيح قال لليهود قبل القبض عليه على ما يزيد عن سنتين قبل ذلك (يوحنا ٢: ١٩، ٢١) اجاب يسوع وقال لهم:«انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة ايام اقيمه». 20 فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟» 21 واما هو فكان يقول عن هيكل جسده.  "  وشهدوا عليه هنا بأنه قال ذلك عن الهيكل الحقيقي . مع ان شرط ما قاله أن على اليهود ينقضوا الهيكل وهذا لن يحدث وعندما يتم ذلك يقيمة مرة ثانية فإستغلها مجلس السنهدرين وقدموها تهمة وبين شهادتهم وقول المسيح فرق عظيم، لأنه قال إنه يقيمه في ثلاثة أيام إذا نقضوه هم. وهم شهدوا أنه قال: أنا أقدر أن أنقضه. وما قاله على جسده مجازاً قالوه على هيكل أورشليم حقيقة. وحتى عندما صلب كاانوا يسخرون منه (متّى ٢٧: ٤٠ ) قائلين: «يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك! ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب!»
وأيضا هذه الشهادة الكاذبة لم تنفعهم شيئاً لأن الشهود اختلفوا فيها. ولو أثبتوا عليه أنه هدَّدهم بأن يخرب الهيكل لحكموا عليه بالتجديف (أعمال ٦: ١٣). واقاموا شهودا كذبة يقولون:«هذا الرجل لا يفتر عن ان يتكلم كلاما تجديفا ضد هذا الموضع المقدس والناموس " على أن أعضاء المجلس كلهم كانوا يعلمون ما أراد المسيح بالهيكل كل المعرفة، ودليل ذلك قول المجلس لبيلاطس «تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ» (متّى ٢٧: ٦٣).
2) " إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ ٱللّٰهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ"  وأخيرا وجدوا شهادتين متشابهتين (مر بالتصريح الذي كان يسوع قد أبداه بالتصريح عن تدمير الهيكل (يو ٢ :١٩ )  اجاب يسوع وقال لهم:«انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة ايام اقيمه». " كان هناك عدة عناصر غير قانونية في هذه المحاكمة الليلية أنه لا يجب ان تقام المحاكمات ليلا ولا فى أيام الأعياد .. ألخ هؤلاء رؤساء اليهود كانوا  يبررون قتل برئ هذا بتضحية رجل واحد لأنهم يريدون مسيحا للحرب والإستقلال ولما جاء مسالما أنكروه فى سبيل غرضهم السياسى والإستقلال عن الرومان ولو بشكل غير شرعي أتوا بشهود زور حتى يرروا خكمهم عليه بالقتل أى فبركة قضية( مرقس ١٤: ٥٥، ٥٦ ) وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا 56 لان كثيرين شهدوا عليه زورا ولم تتفق شهاداتهم"
مرقس ١٤: ٥٦، ٥٩). لان كثيرين شهدوا عليه زورا ولم تتفق شهاداتهم. 57 ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا قائلين: 58 «نحن سمعناه يقول: اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام ابني اخر غير مصنوع باياد». 59 ولا بهذا كانت شهادتهم تتفق " هذه تلميح إلى تصريح يسوع بخراب الهيكل الثانى الذى بناة هيرودس وقد قامت ثورة اليهود الأولى ضد الإحتلال الرومانى والتى ادت إلى تدمير الهيكل وهدمه وحرقة الذى حدث سنة  ٧٠ على يد القائد الرومانى وجيشه تيطس وجسد قيامته الجديد (مت ١٦ :٢١؛ ١٧ :٢٣؛ ٢٠ :١٩ ،وبالتالى فتح نهاية وخراب الهيكل الطريق للعبادة لشعب الرب فى العهد الجديد . نظام الذبائح يحل محله ذبيحة المسيح التي جرت مرة واحدة وإلى الأبد (العبرانيين). واصبح كل من يؤمن بالمسيح هو هيكلا للرب   (1كو 3: 16)  أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟ " ويحل الرروح القدس  في كل من يؤمن بالمسيح بدلا من حلول اروح الرب فى هيكلا واحدا لليهود فى اورشليم (2كو 6: 16)  وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟ فإنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله: «إني سأسكن فيهم وأسير بينهم، وأكون لهم إلها، وهم يكونون لي شعبا. "  وسواء أمان يسوع قال هذا مجازا عن هيكل جسده أو هدم الهيكل فعلا فقد تحقق القول فعلا من الجهتين
التركيز المحوري في القبول والعبادة قد تبدّل. يسوع هو الهيكل الجديد (يو ٢ :١٩ - ٢١) وكذلك أيضا  أتباعه ( 1كو 3: 16- 17) (2كو 6: 19)

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
دعي شاهدا زور لان السيد قال ذلك هن هيكل جسده اذا نقضوه هم لا اذا نقضه هو والشهود شهدوا انه قال ذلك عن هيكل الحجارة . وان قال قائل ان الشهود لم يكونوا عارفين بمراد المسيح والتلاميذ أيضاً ما كانوا عارفين حتى قام من القبر وعليه فالشهود معذورون ؟ الجواب ان شهادتهم تظهر زوراً من أمر واحد فقط وهو تحريفهم قول سيدنا . فانه له المجد لم يقل انه هو ينقض الهيكل ويقيمه بل ان نقضوه هم أي يقتلون المسيح ويدفن وبعد ثلاثة أيام هو يحيي جسده ويقيمه وعليه فهم شهود زور .

تفسير (متى 26: 62) : فقام رئيس الكهنة وقال له : “ اما تجيب بشيء ؟ ماذا يشهد به هذان عليك ؟ “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)" «فَقَامَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هٰذَانِ عَلَيْكَ؟»." وردت هذه الآية فى (مرقس 14: 60) فقام رئيس الكهنة في الوسط وسال يسوع: «اما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هؤلاء عليك؟» سؤال رئيس الكهنة هنا نتيجة عجزه عن أن يجد علة للشكوى ضده، فحاول أن يستدرج المسيح على أن يشتكي على نفسه أى يشهد على نفسه . وإستدراج إنسانٍ أن يشتكي على نفسه إذا لم تثبت الدعوى عليه ينافي قوانين العدل. ومعنى السؤال: هل شهادة هذين الشاهدين عليك من جهة نقض الهيكل صادقة أم كاذبة؟ وقيام رئيس المجلس في مثل تلك الحال ليخاطب المدَّعى عليه دليل على أنه محتدٌّ لأنه عجز عن أن يجد علة على المسيح.

تفسير (متى 26: 63) : وأما يسوع فكان ساكتاً . فأجاب رئيس الكهنة وقال له : “ استحلفك بالله الحي ان تقول لنا : هل انت المسيح ابن الله ؟ “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً."  فَكَانَ سَاكِتاً وتحققت النبوءة التى وردت فى (أش ٥٣ :٧ )  ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. " ولعل المجلس أيضاً بقي ساكتاً منتظرا الجواب من يسوع. وكان سكوت المسيح إتماماً لنبوة إشعياء (إشعياء ٥٣: ٧) وأيضا وفقاً لشهادة بطرس الذى رأى المحاكمة (١بطرس ٢: ٢٣).الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا، واذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل. "  سكت لأنه كان يعرف مسبقا أن مجلس السنهدرين قرر قتله، وأن كلامه لن يؤثر فيهم ولن يحكموا بالعدل أو الرحمة. وحتى لو فسر ما قصده من كلامه عن نقض الهيكل ما قبلوا تفسيره ولا تعليمه. مع أن قولة عن هدم الهيكل الذى بناه هيرودس الكبير من المستحيل  أن يحدث لأنهم لم يهددموه ليجربوا هل يستطيع ألمسيح أن يقيمه مرة أخرى فى ثلاثة أيام أم لا أى أن إقامته للهيكل مسروط بهدمه
2) " فَسَأَلَهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ: أَسْتَحْلِفُكَ بِٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ"  أَسْتَحْلِفُكَ بِٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ هذا هو القسَم العادي في الشريعة اليهودية  (لاويين ٥: ١ )  واذا اخطا احد وسمع صوت حلف وهو شاهد يبصر او يعرف فان لم يخبر به حمل ذنبه " ومثل حلف اللعنة (عدد ٥: ١٩، ٢١ ) 19 ويستحلف الكاهن المراة ويقول لها ان كان لم يضطجع معك رجل وان كنت لم تزيغي الى نجاسة من تحت رجلك فكوني بريئة من ماء اللعنة هذا المر. 20 ولكن ان كنت قد زغت من تحت رجلك وتنجست وجعل معك رجل غير رجلك مضجعه. 21 يستحلف الكاهن المراة بحلف اللعنة ويقول الكاهن للمراة يجعلك الرب لعنة وحلفا بين شعبك بان يجعل الرب فخذك ساقطة وبطنك وارما. ( يشوع ٧: ١٩) فقال يشوع لعخان يا ابني اعط الان مجدا للرب اله اسرائيل واعترف له واخبرني الان ماذا عملت لا تخف عني "
3) " بِٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ" لا يوجد أسم الله فى الكتاب المقدس المترجم لجميع لغات العالم إلا فى الترجمات العربية التى ترجمت أسم يهوه أو يلوهيم إلى الله الإله الإسلامى
ومعناه هنا : أسألك أن تحلف بـ يهوه أن تشهد بالحق كله، كأنك واقف في حضرة الإله الحي.
الإدانة الذاتية باتخاذ قسم كان أمراً غير شرعي
ولكن مؤثر، لأن يسوع لم يسكت في وجه قسم باسم الرب. الاسم "يهوه"، من خر ٣ :١٤) 14 فقال الله لموسى اهيه الذي اهيه.وقال هكذا تقول لبني اسرائيل اهيه ارسلني اليكم " كان من الفعل العبري "يكون"، والذي يعني "الله الحي أبداً والحي الوحيد" (مت ١٦ :١٦ .(لقد كان اسم إله العهد لإسرائيل. هؤلاء الرؤساء عرفوا أن يسوع على الأقل، من كلماته وأفعاله، كان يزعم أنه المسيا الموعود (لاحظوا كيف استخدم اللقبان "المسيا" و"ابن يهوه"). لقد رأوا فيه أحد المسحاء الكذبة العديدين لأنه لم يلتزم بالتقاليد الشفهية وسلطتهم.
3) " أنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ؟ ٱبْنُ ٱللّٰهِ»."
هَلْ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ؟ لا علاقة لهذا السؤال بشهادة الشاهدين، فظهر منه الدافع الحقيقي أنه جدف على الرب . فلم يكن حكم الإدانة بسبب كلام المسيح عن الهيكل، ولا أنه يهيج الفتنة بين الناس كما شهدوا عليه أمام بيلاطس (لوقا ٢٣: ٢)   وابتداوا يشتكون عليه قائلين: «اننا وجدنا هذا يفسد الامة ويمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا: انه هو مسيح ملك». بل يدينونه لأنه وهو إنسان فقير ادَّعى أنه المسيح المنتظر.
ٱبْنُ ٱللّٰهِ يظهر من بشارة لوقا أن السؤال الواحد هنا هو مجموع سؤالين، أي «هل أنت المسيح؟» و «هل أنت ابن الله؟». ولم يفرِّق أنبياء العهد بين مضموني هذين السؤالين لأنهم اعتقدوا أن المسيح هو ابن الله (مزمور ٢: ٧ و٤٥: ٦، ٧ وإشعياء ٧: ١٤ و٩: ٦ وميخا ٥: ٢). وأما اليهود في أيام المسيح فالمرجح أنهم اعتقدوا أن المسيح
المسيا النبى الآتى وملك وفاتح منتصر. وسبب ذلك السؤال كله هو أن يجدوا ما يشتكون به على المسيح من تجديف ضد الرب وضد الملك الأرضى الذى هو الإمبراطور الرومانى قيصر . ولم يكن يسوع مضطراً إلى الإجابة، فتكلم لا ليتخلَّص منهم، بل لئلا يستنتجوا من سكوته أنه رجع عن دعواه أنه المسيح ابن الرب. وكان في وسعه أن ينجو من دعواهم أنه جدف إما بأن ينكر قوله إنه المسيح ابن العلى، وهذا محال، وإما أن يعترف به ويبرهن صحته. لكنهم لم يسمحوا له بإقامة البرهان.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
استخدم رئيس الكهنة هذا القسم بمكر ليقضي على المسيح ومراده اذا سمع المسيح هذا القسم وسكت فيبكته ويشكوه كأنسان مذنب سمع قسم الله ولم يعتد به بل سكت . وان قال هو فيشكوه ويدينه من فمه بلا شهود لانه جعل نفسه ابن الله وهو انسان . وعلى فرض المستحيل ان المسيح انكر وقال اني لست ابن الله فيعرف انه مضل وكذاب فيحكم عليه بالموت .
 

تفسير (متى 26: 64) : قال له يسوع : “ انت قلت ! وأيضاً اقول لكم : من الآن تبصرون ابن الانسان جالساً عن يمين القوة ، وآتياً على سحاب السماء “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنْتَ قُلْتَ!" تكرر هذا المصطلح التوكيدي نفسه  في (مت ٢٦ :٢٥)  .لقد كان غامضاً نوعاً ما. ربما كان يسوع يقول "نعم، أنا هو المسيا، ولكن ليس بالمعنى الذي تظن" ومما يؤجد ذلك ما ورد فى (مر ١٤ :٦٢ ) فقال يسوع: «انا هو. وسوف تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا في سحاب السماء».
أَنْتَ قُلْتَ هذا كقولك «نعم». يعنى أنا موافقك فى قولك بمعنى أن يسوع هنا قال إنه هو المسيح وإنه يهوه وهذا ما وضحه
(مر ١٤ :٦٢ ) وكذا فهم المجلس. ولم يقل لهم ما يدل على أنهم أخطأوا الفهم. ولنا من ذلك أنه يجب علينا أن نتكلم إذا فُهم من سكوتنا إنكار حقائاق إيماننا . وجواب المسيح على طلب الحلف يثبت أن القَسَم في المحاكمة يجوز إذا كانت الدعوى حقيقية وذات شأن.
2) " وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ ٱلآنَ تُبْصِرُونَ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ مِنَ ٱلآنَ تُبْصِرُونَ أي الذي أخبركم عنه الآن بالكلام ستكتشفون صحته بالعيان. فالذي قاله المسيح فى هذه المحكمة إعلانا على صدق دعواه، وإنذارٌ لهم وإخبارهم بنبوة عن الدينونة.كلمة أيضا فى الأصل اليونانى pghn  يفضل ترجمتها "لكن" وهكذا تكون إجابة المسيح : " أنت قلت هذ، ولكن من الآن تبصرون أبن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء " وكأن المسيح يقول له أنكم لم تفهموا رسالة المسيا الحقيقى لذلك ستقتلونه بأيديكم ، ولكن بقتلكم لى ستكملون رسالة القداء التى تجسدت لأجل إتمامها والتى ستكتمل فى السناء ولما كانت السماء هى كرسى الرب فسوف آتى على السحاب كما أخبركم دانيال عن رؤياة  
3) " جَالِساً عَنْ يَمِينِ ٱلْقُوَّةِ " أي عن يمين الرب ، واليمين تعنى القوة فالآب خلق اكل حى بقوة كلمته  ولما كان المسيح هو كلمة ألاب وهو المنوط به العمل والتعامل مع البشر وفى هذا يقول المرنم وذلك مكان الشرف والوقار والقضاء والملك (مزمور ١١٠: ١ ) لداود.مزمور.قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. ( دانيال ٧: ١٣، ١٤). كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه. 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة.سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " وبهذا نسب يسوع إلى نفسه النبوات التي أنبأ بها داود ودانيال بالمسيح. وبهذه الكلمات أشار بقوله إنه ابن الإنسان إلى الفرق العظيم بين حال تواضعه وهو واقف يحاكم موثقاً كمذنب قريباً أن يموت مهاناً، وحال ارتفاعه حين يصير المحكوم عليه حاكماً والحاكمون محكوماً عليهم. وهذا هو التبدبير الإلهى والخطة الموضوعة منذ خلق آدم الرب الذى يحول الشر خيرا ومن الجافى تخرج حلاوة
4) " وَآتِياً عَلَى سَحَابِ ٱلسَّمَاء" ِ وقد ذكر يسوع هذه ألاية عندما أ‘لن عن ما سيحدث يوم القيامة  (متّى ٢٤: ٣٠.)  وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير."  كان الرؤساء قد طلبوا أن يُريهم آية من السماء   ( مر 8: 11) فخرج الفريسيون وابتداوا يحاورونه طالبين منه اية من السماء لكي يجربوه." وكان رده أن ألاية التى ستعطى لهذا الجيل هو آية يونان النبى وكانوا يطلبون آيات ليتفرجوا عليها فرجة إعلامية (يو 2: 18) فاجاب اليهود وقالوا له:«اية اية ترينا حتى تفعل هذا؟»(يو 4: 54) هذه ايضا اية ثانية صنعها يسوع لما جاء من اليهودية الى الجليل." وكان المسيح يصنع آيات وعجائب (يو 6: 14) فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا:«ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم!»( يو 6:) 30) فقالوا له:«فاية اية تصنع لنرى ونؤمن بك؟ ماذا تعمل؟(لو 11: 16) واخرون طلبوا منه اية من السماء يجربونه.
 ولكنه الآن وعدهم بتلك الآية وهي مجيئه الثاني ليدين العالم. " ولعله أشار أيضاً إلى غرساله الروح القدس لبحل فى تلاميذة والمؤمنين به ، وهو رمزٌ إلى مجيئه يوم الدين العظيم. وسؤال رئيس الكهنة عن أمرين: كون يسوع هو المسيح، وكونه ابن الله. فأجابه يسوع بالإيجاب، وزاد على المطلوب بقوله إنه ديان العالم.
هذه المصطلحات التوكيدية الكتابية العبرية
تؤكد على فهمه لذاته. أن يكون إلى يمين قوة ال ّرب كان هذا تلميحا (مز ١١٠ :١)  إلى دا ً . المجيء على سحاب السماء كان تلمحيا (دا 7: 13) (مر 13: 26) (يوحنا ١٣: ٣١ ) فلما خرج قال يسوع:«الان تمجد ابن الانسان وتمجد الله فيه. (أعمال ٧: ٥٥ ) واما هو فشخص الى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فراى مجد الله، ويسوع قائما عن يمين الله. (متّى ١٦: ٢٧ )  فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. (مت ٢٤: ٣٠ ) وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.  ( لوقا ٢١: ٢٧ ) وحينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحابة بقوة ومجد كثير.  (يوحنا ١: ٥١ ) وقال له:«الحق الحق اقول لكم: من الان ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان». ( رومية ١٤: ١٠ )واما انت، فلماذا تدين اخاك؟ او انت ايضا، لماذا تزدري باخيك؟ لاننا جميعا سوف نقف امام كرسي المسيح،   (١تسالونيكي ٤: ١٦ )  لان الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولا. ( رؤيا ١: ٧) هوذا ياتي مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الارض. نعم امين.  "   مع هذه ألايات من العهد القديم، يسوع كان يؤكد بشكل واضح تماماً مسيانيته الكاملة والإلهية أى أنه المسيا النبى الاتى) . لقد كان يعرف أن هذا سيؤدي إلى موته بسبب التجديف (الزعم بأنه مسا ٍو ليهوة)

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أجابه المسيح بحكمة فانه لم يسكت سكوتاً غير مكترث بالقسم ولا أجاب كما اراد ولا انكر شيئاً . بل اجابه ( انت قلت ) اي آمن وصدق بما قد قلت اني انا هو المسيح ابن الله . وبقوله ( جالس عن يمين القدرة ) بيّن انه مساوٍ لابيه في الجلوس . فكأنه يقول لست ابن الله فقط بل الديان المزمع ان ياتي ويدين المسكونة بالعددل .

تفسير (متى 26: 65)  : فمزّق رئيس الكهنة حينئذٍ ثيابه قائلاً : “ قد جدف ! ما حاجتنا بعد الى شهود ؟ ها انتم قد سمعتم تجديفه !

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  فَمَزَّقَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ" فَمَزَّقَ... ثِيَابَهُ هذه هي العلامة اشائعة تعبر عن الصدمة والحزن والمذلة للرب عند اليهود (تك 37: 29) ورجع راوبين الى البئر، واذا يوسف ليس في البئر، فمزق ثيابه.(تك 37: 34) فمزق يعقوب ثيابه، ووضع مسحا على حقويه، وناح على ابنه اياما كثيرة." (يش 7: 6) فمزق يشوع ثيابه وسقط على وجهه الى الارض امام تابوت الرب الى المساء هو وشيوخ اسرائيل ووضعوا ترابا على رؤوسهم." (قض 11: 35) (٢ملوك ١٨: ٣٧ ) فجاء الياقيم بن حلقيا الذي على البيت وشبنة الكاتب ويواخ بن اساف المسجل الى حزقيا وثيابهم ممزقة فاخبروه بكلام ربشاقى  ( 2 مل 19: 1) فلما سمع الملك حزقيا ذلك مزق ثيابه وتغطى بمسح ودخل بيت الرب." وقصد رئيس الكهنة مزق ثيابه الكهنوتية علامة على ان ما سمعه من المسيح هو البعد والإلحاد عن يهوه اوبهذه الطريقة  عبر بها رئيس الكهنة عن أسفه واقشعراره من فظاعة التجديف في حضرته. وكان هذا إغراءً للمجلس ليحكم على يسوع كما حكم هو عليه. وكان كل ما أظهره من الانفعالات رياءً لأنه فرح بسماع إقرار يسوع الذي سيتذرَّع به ليحكم عليه. على أنه بموجب شريعة موسى لا يجوز لرئيس الكهنة أن يمزق ثيابه (لاويين ١٠: ٦ )  وقال موسى لهرون والعازار وايثامار ابنيه لا تكشفوا رؤوسكم ولا تشقوا ثيابكم لئلا تموتوا ويسخط على كل الجماعة.واما اخوتكم كل بيت اسرائيل فيبكون على الحريق الذي احرقه الرب.  ( لا ٢١: ١٠).  والكاهن الاعظم بين اخوته الذي صب على راسه دهن المسحة وملئت يده ليلبس الثياب لا يكشف راسه ولا يشق ثيابه " ولعله نهي الشريعة عن تمزيق ثيابه يختص بحزنه الخاص عند فقدان أحد من بعائلته( 2 صم 13: 31) فقام الملك ومزق ثيابه واضطجع على الارض وجميع عبيده واقفون وثيابهم ممزقة."  لا في الحزن العام.
2) " َقائِلاً: قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ!»." كان هذا الحكم مسبقا والعجب من سرعة هذا الحكم مما يدل على تواطؤ المجتمعين من أعضاء مجلس السنهدرين ، الذين انتظروا مجرد كلمة يقولها المتهم أمامهم ليحكموا عليه كالغوغاء التي لا تعرف العدالة ولا الإنصاف بدون أن يستفهموا أو يفهموا ما قاله المسيح فى المحكمة
قَدْ جَدَّفَ لأنه ادَّعى لنفسه بعد أن حلَّفه الصفات المختصة بـ يهوه وحده. ولا شكَّ أن المسيح بجوابه ساوى نفسه بالآب. فلو كان مجرد إنسان لكان جوابه تجديفاً، ولكان القضاء عليه عدلاً حسب الفهم القاسر لمجلس السنهدرين (يوحنا ١٠: ٣١ - ٣٣).31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه. 32 اجابهم يسوع:«اعمالا كثيرة حسنة اريتكم من عند ابي. بسبب اي عمل منها ترجمونني؟» 33 اجابه اليهود قائلين:«لسنا نرجمك لاجل عمل حسن، بل لاجل تجديف، فانك وانت انسان تجعل نفسك الها»  ولكنه لم يكن مجرد إنسان، ولم يتكلم بغير الحق، فهو لم يجدف. فكان على أعضاء المجلس أنيبحثوا في دعواه ليعلموا أحقٌ هي أم لا، خاصة بعد معجزاته وأقواله وتعاليمه لكنهم صرفوا أذهانهم عما يثبت دعواه من البراهين القاطعة، وافترضوا بدون أدنى دليل أنه خادع.

تفسير (متى 26: 66) : ماذا ترون ؟ “ . فأجابوا وقالوا : “ انه مستوجب الموت “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " مَاذَا تَرَوْنَ؟" بمعنى ما هو حكمكم .. أو أعطونى رأيكم ، أو قولوا قراركم .. طلب بهذا حكم المجلس باعتباره رئيساً
2) "  فأجابوا وقالوا : “ انه مستوجب الموت " إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتِ «الجميع حكموا عليه» بذلك (مرقس ١٤: ٦٤) وقولهم «إنه مستوجب الموت» صورة الحكم حسب الشريعة الموسوية  التي اعتادها اليهود في حكمهم على المدَّعى عليه بالقتل عندما كان لهم السلطان على إجراء ذلك.(لاويين ٢٤: ١٦ ) ومن جدف على اسم الرب فانه يقتل.يرجمه كل الجماعة رجما.الغريب كالوطني عندما يجدف على الاسم يقتل." ولكن الرومان منعوهم عنه (يوحنا ١٨: ٣١) فلم يبقَ لهم إلا صورة الحكم ويرفعوها للرومان ( يوحنا ١٩: ٧) اجابه اليهود:«لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب ان يموت، لانه جعل نفسه ابن الله». الذين يعيدون محاكمة الشخص مرة أخرى ويقررون ما إذا كان يقتل أم لا
وحكموا على المسيح بما ذُكر  في شريعة موسى التي أمرت برجم المجدِّف (لاويين ١٤: ١٠ - ١٦ )  وخرج ابن امراة اسرائيلية وهو ابن رجل مصري في وسط بني اسرائيل وتخاصم في المحلة ابن الاسرائيلية ورجل اسرائيلي. 11 فجدف ابن الاسرائيلية على الاسم وسب.فاتوا به الى موسى.وكان اسم امه شلومية بنت دبري من سبط دان. 12 فوضعوه في المحرس ليعلن لهم عن فم الرب 13 فكلم الرب موسى قائلا 14 اخرج الذي سب الى خارج المحلة فيضع جميع السامعين ايديهم على راسه ويرجمه كل الجماعة. 15 وكلم بني اسرائيل قائلا كل من سب الهه يحمل خطيته. 16 ومن جدف على اسم الرب فانه يقتل.يرجمه كل الجماعة رجما.الغريب كالوطني عندما يجدف على الاسم يقتل.  ( تثنية ١٨: ٢٠).واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم الهة اخرى فيموت ذلك النبي. "
 وكان يمكن لأعضاء المجلس أن يأمروا الناس برجم يسوع بالرغم من الحكام الرومان، فهكذا فعلوا باستفانوس الشهيد المسيحي الأول وكما أرادوا أن يفعلوه برجم الزانية ، كما كان يمكنهم أن يستأذنوا بيلاطس في ذلك. ولكنهم لم يفعلوا هذا خوفاً من أن كثيرين من الشعب يدافعون عن يسوع ويعملون على إنقاذه، فففضلوا أن يطلبوا بيلاطس أن ينفِّذ حكمهم بأن يقتله. وكان القتل عند الرومان في مثل هذه الحادثة بالصلب، وهذا علة صلب يسوع دون رحمة. وكان أعضاء ذلك المجلس يعتبرون حكمهم نهائياً. لكنهم اضطروا أن يجتمعوا أيضاً ليجعلوا هذا الحكم شرعياً، لأن تلمودهم منع المحاكمة ليلاً. فاجتمعوا ثانيةً بعد طلوع الفجر وكرروا طلب الحكم عليه (متّى ٢٧: ١ ) ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه  ( لوقا 22: 66). ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب: رؤساء الكهنة والكتبة واصعدوه الى مجمعهم  " وهذه نهاية استماع الدعوى على يسوع ثانية أمام قضاة اليهود مجلس السنهدرين السبعينى أعلى هيئة دينية ويمثلون جميع فئات الشعب اليهودة وقادته الدينيين والعلمانيين منهم
مثل يوسف الرامى ونيقودبموس
وما حكموا به عليه لم يكن شرعياً بموجب كتاب التلمود (وهو من أقدس كتب اليهود) لأن التلمود لم يُجز للمجلس أن يفحص ليلاً عن دعوى جنائية يمكن أن يحكم على من تثبت عليه بالموت. ومنع أن يُحكم على المدَّعى عليه بالموت في نفس اليوم الذي يُحاكم فيه. ومنع أن يُحكم عليه بذلك بمجرد شهادته على نفسه. فإذا كان الناس حكموا على ذلك البار واهب الحياة بأنه مستوجب الموت، فهل غريب إذا حكموا على أحد عبيده ظلماً؟ أو يحق لذلك العبد أن يتذَّمر؟

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم تكن الثياب عادية بسيطة بل كانت ثياب الكهنوت لانه كان عيد الفصح وكان لابساً ليخدم الخدمة الكهنوتية . وقد تم هذا الامر بتدبير الهي حتى يرفض من الكهنوت . كانت العادة عند اليهود انه متى جدف أحد على الله فيما بينهم شقوا ثيابهم على المجدفين . وهذه لم تكن مفروضة في الناموس لان يوئيل النبي قال قلوبكم لا ثيابكم ( يؤ 2: 12 )

تفسير (متى 26: 67) : حينئذٍ بصقوا في وجهه ولكموه ، وآخرون لطموه 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ما ذكره البشيريين من تعذيب فى بيت قيافا بين المحاكمة الثانية والثالثة هو ما شاهدوه أثناء المحاكمة التى كانت فى العراء أمام مدخل البيت من تعذيب من مجلس السنهدرين والعسكر ولكن التعذيب استمر 3 ساعات فى كهف أسفل بيت قيافا وكل من يزور هذا البيت يرى مكان التعذيب من حبال وأربطه يربطون بها المحكوم عليه وحفر فى الصخر يضعون فيها الخل حتى يطهروا السياط التى فى ىخرها قطع من العضم أو الرصاص
1) " حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ" (أش٥٣: ٣ ) محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به " ما بين المحاكمة أو التحقيقات الأولى التى أجريها حنان والمحاكمة الثانية كانت أمام مجلس السنهدرين الذىى يتكون من سبعين شخصا  والفترة التى كانت ما بين المحاكمة الثانية التى تمت ليلا والمحاكمة الثالثة التى تمت نهارا قام أعضاء المجلس بالأستهزاء بالمسيح وإذلاله نفسيا حينئذٍ بصقوا في وجهه ولكموه ، وآخرون لطموه ولم يكن هم فقط من قام بذلك
وذكر إنجيل لوقا  ( لوقا ٢: ٦٣ )  والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه  64 وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسالونه: «تنبا! من هو الذي ضربك؟»  65   واشياء اخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين" وهكذا تحققت النبوءة التى وردت فى ( إشعياء ٥٠: ٦). بذلت ظهري للضاربين وخذي للناتفين.وجهي لم استر عن العار والبصق  "  .
حِينَئِذٍ بَصَقُوا كان البصق، ولا يزال، غاية الإهانة، وعلامة الكره الشديد وعن مريم التى تكلمت على موسى (عدد ١٢: ١٤ ) فقال الرب لموسى ولو بصق ابوها بصقا في وجهها اما كانت تخجل سبعة ايام.تحجز سبعة ايام خارج المحلة وبعد ذلك ترجع.  (أي ٣٠: ١٠ )  يكرهونني.يبتعدون عني وامام وجهي لم يمسكوا عن البسق.   وكان الذين بصقوا هم غير رجال الشرطة القساة وحراس الهيكل وخدَم رئيس للكهنة (مرقس ١٤: ٦٥ ) (لوقا ٢٢: ٦٣). والأرجح أن أولئك العسكر ورفقاءهم أخذوا يسوع من المحكمة إلى دار الولاية حيث كان بيلاطس يحكم . وفيما هو خارج من بيت قيافا تمكن المسيح من مشاهدة بطرس وسمع كلامه باللعنات والأقسام (لوقا ٢٢: ٦١) 61 فالتفت الرب ونظر الى بطرس فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له: «انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات». والتفت إليه. ونظرته تلك أبكت بطرس بكاءً مراً. وكان من عاداتهم يومئذٍ أن يسلموا المحكوم عليه بالموت إلى العسكر ليهينوه ويهزأوا به كما شاءوا. وذهب أعضاء المجلس وهم يقودون العسكر والمسيح معهم مكبلا بالقيود ليسلموا يسوع  إلى بيلاطس فى دار الولاية فى قلعة أنطونيا التى كانت بجانب الهيكل وتشرف عليه  والأرجح أن وقت انصرافهم كان نحو الساعة الثالثة بعد نصف الليل، فيكون المسيح قد احتمل إهانة أولئك القساة وتعذيبهم نحو ثلاث ساعات.
2) " ولَكَمُوهُ أ" ي ضربوه بجمع الكف ليظهروا بغضهم وإهانتهم وغيظهم
لأنه أهان الذات الإلهية وجعل نفسه مساويا لليهوه وهذا تجديف.
3) " وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ" لَطَمُوهُ أي ضربوه براحة اليد وهذه طريقة أخرى لتعذيبه
وإهانته  وقد أنبأ إشعياء بكل هذه الإهانات منذ سبع مئة سنة قبل وقوعها (إشعياء ٥٠: ٦ ) بذلت ظهري للضاربين وخذي للناتفين.وجهي لم استر عن العار والبصق  " (أش ٥٣: ٣، ٧). محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به 4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. 5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. 7 ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه"

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يبصق اليهود بوجهه ولم يضربه العبد بما انه اله لانه عال بطبعه عن الآلام والسخرية بما انه صار انساناً .

تفسير (متى 26: 68) : قائلين : “ تنبأ لنا ايها المسيح من الذي ضربك ؟ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "«قَائِلِينَ: تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا ٱلْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟»." ذكر إنجيل مرقس وإنجيل لوقا إنهم غطوا وجهه ولكموه وقالوا له تنبأ إلخ (مرقس ١٤: ٦٥ )  فابتدا قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له: «تنبا». وكان الخدام يلطمونه. ( لوقا 22: 64) وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسالونه: «تنبا! من هو الذي ضربك؟»  وفعلوا ذلك هزءاً وسخرية بادِّعائه أنه النبى الآتى الذى هو المسيا لأن النبي يقدر أن يعرف ضاربه وإن كان وجهه مغطى. ولأن المسيح صبر على ذلك ولم يجبهم بشيء اتخذوا ذلك دليلاً على أنه لا يستطيع أن يعلم من ضربه وأنه نبيا كذاب ولكن للأسف كان مجلس السنهدرين مكون فى أغلبهم من قوم قساة الرقاب وغير مختونين فلم يفهموا ان الذى أقام الموتى وأن اليدين اللتين أرجعتا  أذن ملخس عبدرئيس الكهنة واللتان أبكمتا الأرواح وسكَّنتا البحار والرياح وتكلمتا بكلمة الحياة صارتا عرضةً لقساوة أولئك الأشقياء نحو ثلاث ساعات! ولم يفهما لماذا هو ساكن وساكت متحملا رذائلهم وسخريتهم وتهزيئهم له فقط لأنه أخلى ذاته وصار فى صورة عبد حاملا كل الآثام لأجل محبته لكل من يؤمن به
فما أعظم الفرق بين ما صار إليه المسيح وما يليق أن يكون فيه. فإن المنقذ هنا صار موثقاً، والديان مشكواً عليه، ورئيس المجد مهاناً، والقدوس البار محكوماً عليه بالذنب، وابن
ألاب وكلمته محسوباً مجدفاً، والذي هو القيامة والحياة مسلَّماً للموت، ورئيس الكهنة الأزلي مديناً من رئيس الكهنة الوقتي.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اوضح مرقس هذا بانهم غطوا وجهه ولكموه ( 14 : 65 ) . وبما انه عرف افكارهم ونياتهم مرات شتى فاستهزأوا به قائلين ما دمت تعرف الخفايا تنبأ لنا من الذي ضربك .

تفسير انجيل متى الاصحاح السادس والعشرون

fطرس ينكر يسوع  (متى 26: 69- 75)

بطرس ينكر يسوع
قصة إنكار بطرس من الأناجيل الأربعة

( مت 26: 58 و69- 74)  69 اما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار فجاءت اليه جارية قائلة: «وانت كنت مع يسوع الجليلي». 70 فانكر قدام الجميع قائلا: «لست ادري ما تقولين!» 71 ثم اذ خرج الى الدهليز راته اخرى فقالت للذين هناك: «وهذا كان مع يسوع الناصري!» 72 فانكر ايضا بقسم: «اني لست اعرف الرجل!» 73 وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: «حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك!» 74 فابتدا حينئذ يلعن ويحلف: «اني لا اعرف الرجل!» وللوقت صاح الديك "
 (مرقس 14: 66- 72 ) 66 وبينما كان بطرس في الدار اسفل جاءت احدى جواري رئيس الكهنة. 67 فلما رات بطرس يستدفئ نظرت اليه وقالت: «وانت كنت مع يسوع الناصري!» 68 فانكر قائلا: «لست ادري ولا افهم ما تقولين!» وخرج خارجا الى الدهليز فصاح الديك. 69 فراته الجارية ايضا وابتدات تقول للحاضرين: «ان هذا منهم!» 70 فانكر ايضا. وبعد قليل ايضا قال الحاضرون لبطرس: «حقا انت منهم لانك جليلي ايضا ولغتك تشبه لغتهم». 71 فابتدا يلعن ويحلف: «اني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه!» 72 وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع: «انك قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات». فلما تفكر به بكى.
 (
لوقا 22: 54- 62 )54 فاخذوه وساقوه وادخلوه الى بيت رئيس الكهنة. واما بطرس فتبعه من بعيد. 55 ولما اضرموا نارا في وسط الدار وجلسوا معا جلس بطرس بينهم. 56 فراته جارية جالسا عند النار فتفرست فيه وقالت: «وهذا كان معه». 57 فانكره قائلا: «لست اعرفه يا امراة!» 58 وبعد قليل راه اخر وقال: «وانت منهم!» فقال بطرس: «يا انسان لست انا!» 59 ولما مضى نحو ساعة واحدة اكد اخر قائلا: «بالحق ان هذا ايضا كان معه لانه جليلي ايضا». 60 فقال بطرس: «يا انسان لست اعرف ما تقول». وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك. 61 فالتفت الرب ونظر الى بطرس فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له: «انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات». 62 فخرج بطرس الى خارج وبكى بكاء مرا.
 (
يوحنا ١٨: ١٦، ١٧، ٢٥) 16 واما بطرس فكان واقفا عند الباب خارجا. فخرج التلميذ الاخر الذي كان معروفا عند رئيس الكهنة، وكلم البوابة فادخل بطرس. 17 فقالت الجارية البوابة لبطرس:«الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان؟» قال ذاك:«لست انا!». 18 وكان العبيد والخدام واقفين، وهم قد اضرموا جمرا لانه كان برد، وكانوا يصطلون، وكان بطرس واقفا معهم يصطلي. 25 وسمعان بطرس كان واقفا يصطلي. فقالوا له:«الست انت ايضا من تلاميذه؟» فانكر ذاك وقال:«لست انا!». 26 قال واحد من عبيد رئيس الكهنة، وهو نسيب الذي قطع بطرس اذنه:«اما رايتك انا معه في البستان؟» 27 فانكر بطرس ايضا. وللوقت صاح الديك.

هذه الصورة للساحة التى أمام كنيسة صياح الديك على جبل صهيون فى أورشليم وهى الساحة التى أنكر فيها المسيح يسوع وفيها بكى بطرس عندما رأى المسيح خارجا ومحكوم عليه بالموت ونظر إليه يسوع ليتذكر أنه فى هذا المكان أنكره ثلاثة مرات

 

الحوارات الثلاثة  االتى دفعت بطرس إلى إنكار علاقته بالمسيح


حوار الإنكار الأول : الموقف الذى تعرض له بطرس وأدى إلى إنكاره الأو للمسيح وكان سؤالا سئلته جاريه   : وكان بعد أن أدخلته الجارية من بوابة دار رئيس الكهنة قيافا وكان بعض العبيد يصطلون أمام النار فوقف معهم بطرس  لأنه كان يوما باردا  وسألته الجارية أربع أسئلة كلها بمضمون واحد ورد عليها بأربعة إجابات بمضمون واحد أيضا
 1- أتفقت الأناجيل الأربعة أن الذى سأل بطرس جارية (مت26: 69 ) (مر14: 66 ) (لو22: 56 ) (يو18: 17 )
 2- لم يذكر إ. متى زمن سؤال الجارية بينما ذكرت الأناجيل الثلاثة أنه عندما كان بطرس يستدفىء مع الخدام (مر14: 67) ( لو22: 55 ) ( يو18: 18 )
 3-  ذكر إ. متى أن المكان كان خارجاً فى الدار مع الخدام (مت26: 58 ) وذكر إ. مرقص أنه أسفل دار رئيس الكهنة (مر14: 66 ) وذكر إ. لوقا  في وسط دار رئيس الكهنة (لو22: 55 )    وذكر إ. يوحنا   لمكان عندما كان يصطلي فيه خدام وعبيد رئيس الكهنة (يو18: 18)
4- أما عن صيغة السؤال ألأول كررته الجارية بعدة طرق وإختلفت نهايته فى كل مرة فى بدايتة عبارة "أنت كنت" ونهايته قذكرت مرة "مع يسوع الجليلى " فى إ. متى  "وانت كنت مع يسوع الجليلي" (مت26: 69 ) وأنهته فى  مرقص بعبارة "مع يسوع الناصري" إ. مرقص "و أنت كنت مع يسوع الناصري" (مر14: 67 ) وذكر إ. لوقا " و هذا كان معه (لو22: 56 ) وفى يوحنا أنهت الجارية سؤالها ذكر إ. يوحنا " الست أنت أيضا من تلاميذ هذا الإنسان" ( يو18: 17) 
5-  أما عن صيغة جواب بطرس لسؤال الجارية  فذكر إ. متى " فانكر قدام الجميع قائلا لست ادري ما تقولين "( مت26: 70 )  وذكر إ. مرقص وذكر إ. لوقا . وذكر إ. يوحنا
بعد أن دخل بطرس من البوابة جلس بحوارها مع عبيد آخرين لرئيس الكهنة ويذكر أ. يوحنا أن الجارية التى كان عملها بفتح وغلق  بوابة بيت رئيس الكهنة سألت بطرس «الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان؟» (يوحنا 18: 17)  17 فقالت الجارية البوابة لبطرس:«الست انت ايضا من تلاميذ هذا الانسان؟» قال ذاك:«لست انا!» ويذكر إ. متى ( مت 26: 58 و69- 74)  69 اما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار فجاءت اليه جارية قائلة: «وانت كنت مع يسوع الجليلي». 70 فانكر قدام الجميع قائلا: «لست ادري ما تقولين!»

حوار افنكار الثانى : وهو الحديث الذى تم بين بطرس والعبيد - تحرك بطرس من مكانه مع العبيد الواقفين أمام بوابة دار قيافا الخارحية ( دار رئيس الكهنة هو مجمع من عدة مبانى وحجرات فيه بيت قيافا وأولاده الأربعة بساؤهم وصهره  وكان فيه بيت حنان  وحجرات كثيرة للخدم والعبيد وساحات ومكان لمجلس السنهدرين)  وفى الموقف الثانى لإنكاره  وقف فى الدهليز الذى ككان قريبا باب بيت  قيافا فى دار رئيس الكهنة ووقف بطرس  مع عبيد آخرين يصطلون أمام النار وفى هذه المرة (الموقف) جائت جارية أخرى وأشارت لبطرس وقالت " وهذا كان مع يسوع" "أن هذا منهم"  ثم سمع عبد كلام جارية فشارك فى الحديث وأيده  وسأل بطرس مباشرة فقال : " وأنت منهم" وهنا شارك جميع العبيد والخدام الواقفين أمام النار فى الحديث وقالوا لبطرس   «الست انت ايضا من تلاميذه؟»
1- يخبرنا القديس متى أن فى إنكار بطرس الثانى الذى سأل بطرس هو جارية أخرى غير التى سألته السؤال الأول ولكن سؤالها موجهة كلامها للجميع الذين يصطلون حول النار قائلة " وهذا كان" (مت 26: 71)  ثم اذ خرج الى الدهليز راته اخرى فقالت للذين هناك: «وهذا كان مع يسوع الناصري!»  ويتفق معه أيضاً القديس مرقس  (مر 14: 69) 69 فراته الجارية ايضا وابتدات تقول للحاضرين: «ان هذا منهم!» ولكننا نجد القديس لوقا يخبرنا غير ذلك فالسائل عند لوقا لم يكن نفس الجارية بل كان رجلاً (لو 22: 58) 58 وبعد قليل راه اخر وقال: «وانت منهم!» فقال بطرس: «يا انسان لست انا!» وهنا يظهر وللوهلة الأولى إنه فعلاً يوجد تناقض فمتى ومرقس يقولان جارية بينما لوقا يقول رجل
ولكن يحل لنا هذه المشكلة القديس يوحنا عندما يخبرنا أن الذى قام بسؤال بطرس الثانى كان مجموعة من الناس (يو 18: 25)   18 وكان العبيد والخدام واقفين، وهم قد اضرموا جمرا لانه كان برد، وكانوا يصطلون، وكان بطرس واقفا معهم يصطلي. 25 وسمعان بطرس كان واقفا يصطلي. فقالوا له:«الست انت ايضا من تلاميذه؟» فانكر ذاك وقال:«لست انا!»  وهنا تتضح لنا الصورة ويُحل الإشكال ونفهم أن الجارية نبهت العبيد مشية إلى بطرس وقالت " وهذا أيضامان مع يسوع " ورآه رجلا فوجه كلامه لبطرس وقال "أنت منه"م  وهنا سألت مجموعة الناس   بطرس   «الست انت ايضا من تلاميذه؟»
2- أتفق البشيرين الأربعة تماماً فى تحديد زمان الإنكار الثانى لبطرس ولم نجد بشير قال شىء وبشير آخر قال عكسه حتى نحكم بالتناقض بل نجدهم يكملون بعضهم البعض حتى تظهر الصورة كاملة لنا , فالقديس لوقا أخبرنا أن الإنكار الثانى لبطرس تم بعد الإنكار الأول بزمن قليل عندما خرج إلى الدهليز (لو22: 58) كما أخبرانا القديسان متى (مت26: 71 )  ومرقس (مر14: 68 ), وكان يصطلى كما أخبرنا القديس (يوحنا يو18: 25), وهكذا تتضح لنا جميع تفاصيل إنكار بطرس الثانى بإتفاق تام بين الأناجيل 
3-  ولا يوجد أى تناقض بين البشيريين فى تحديد المكان الذى تم فيه الإنكار الثانى فالقديس لوقا لم يذكره أما القديسان متى ومرقس أخبرانا بالمكان وهو الدهليز ( مت26: 71 ) (مر14: 68) (والدهليز هو مساحة الأرض الفارغة بين البوابة والدار)) , والقديس يوحنا حدد البقعة التى تم فيها الإنكار الثانى وقال عند باب دار رئيس الكهنة (يو18: 16) وبالطبع باب دار رئيس الكهنة كان فى الدهليز وهكذا يكون القديس يوحنا متفق تماماً مع القديسان متى ومرقس . ويصطلي في الدهليز لان الفكر في هذا الزمان كان يشعل نيران في عدة براميل ويجتمع كل مجموعه من بضعة افراد يتدفون حول احدهم  وبطرس غير مكانه ولكنه لا يريد ان يغادر الدار لانه يريد ان يعرف ماذا سيحدث لسيده الرب يسوع المسيح 
4- أيضاً البشيريين الأربعة أتفقوا فى السؤال الثانى الذى وُجه لبطرس فالقديس متى  أخبرنا أن الجارية بعدما سألت بطرس السؤال الأول وأنكر ((قالت للذين هناك و هذا كان مع يسوع الناصري) ( مت26: 71 ) ويؤيده فى هذا القديس مرقس إذ قال أن الجارية بعد إنكار بطرس الأول ((أبتدأت تقول للحاضرين إن هذا منهم) ( مر14: 69 ) ويوضح لنا القديس لوقا أن الجارية بعدما أخبرت الحاضرين بأمر بطرس سأله رجل منهم وقال له ((وأنت منهم) ( لو22: 58 ) ثم فى النهاية يجمل لنا القديس يوحنا الأمر ويقول أن الحاضرين بما فيهم الجارية و الرجل سألوا بطرس (( ألست أنت أيضاً من تلاميذه ) (يو18: 25 ) . فكما ترى أيها المعترض الكريم البشائر الأربعة تكمل بعضها بعضاً  بشكل عجيب والفضل فى ذلك يرجع للروح القدس
 5- أيضاً البشيريين الأربعة أتفقوا تمام الإتفاق فى رد بطرس على السؤال الثانى الذى وُجه له وكل بشير كلمنا عن جانب معين فى رد بطرس متفقاً مع البشيريين الثلاثة الآخريين دون تناقض أو إختلاف , فالقديس مرقس أقتصر رد بطرس فى الإنكار الثانى عندما سمع الجارية تُخبر الحاضرين بأمره وقال ((فأنكر أيضاً ) ( مر14: 70 ) والقديس متى أورد لنا رد بطرس بالكامل عندما سمع الجارية تٌخبر الحاضرين بأمره فقال ((فأنكر ايضا بقسم اني لست اعرف الرجل)( مت26: 72 ) ونفهم من هذا أن القديس مرقس أورد  رد بطرس ملخصاً والقديس متى أورده مفصلاً , أما القديس لوقا أخبرنا برد بطرس لسؤال وُجه له مباشرة من رجل كان ضمن الحاضرين الذين أخبرتهم الجارية عن أمره  فذهب لبطرس شخصياً وقال له ((وأنت منهم)( لو22: 58 ) فرد عليه بطرس وقال ((يا إنسان لست أنا) ( يو18: 25 ) , و القديس يوحنا أتفق مع غيره من البشيريين وأورد رد بطرس الإجمالى لجميع الحاضرين بقوله ((لست أنا)) .
 
حوار الإنكار الثالث :
1- ورد فى إنجيل متى أن الذين سألوا بطرس هم "القيام" (مت26: 73 9 أى الواقفين وورد فى ومرقس "الحاضرون". (مر14: 70 )  ويوضح لنا القديس لوقا أن الذى بادر بالكلام منهم وسأل بطرس شخص آخر كان عابرا فيما يبدوا وسمع الكلام غير الشخص الذى سأله فى الإنكار الثانى "رجل آخر (لو22: 59), ثم يحدد لنا القديس يوحنا هوية هذا الشخص ويخبرنا إنه كان عبد لرئيس الكهنة وكان نسيب ملخس الذى كان أيضاً عبد لرئيس الكهنة و قام بطرس بقطع أذنه فى البستان ساعة القبض على السيد المسيح "عبد رئيس الكهنة نسيب ملخس الذى قطع بطرس أذنه " ( يو18: 26 ).
2- البشيريين أتفقوا فى تحديد زمن الإنكار الثالث لبطرس فالقديس يوحنا لم يذكر الزمن , بينما الإنجيلى متى ذكر أنه كان "بعد الإنكار الثاني بقليل " (مت26: 73 ) ومرقس أيضا وافقه فذكر أنه " بعد الإنكار الثاني بقليل" (مر14: 70 ) ,ويحدد لنا القديس لوقا هذا الزمن القليل ويخبرنا إنه كان حوالى ساعة واحدة .فذكر أنه كان " بعد الإنكار الثاني بنحو ساعة واحدة" (لو22: 59 )
3- أما بالنسبة للمكان الذى تم فيه الإنكار الثالث لبطرس فلم يذكره أى بشير صراحة ولكن من سياق الكلام فى بشارة معلمنا لوقا أستطعنا أن نحدد المكان بسهولة إذ يقول النص أن بعد إنكار بطرس الثالث وصياح الديك (( فالتفت الرب ونظر إلى بطرس ، فتذكر بطرس كلام الرب ، كيف قال له إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات)) (لوقا 22: 61 ) أى والجنود يقتادون المسيح وهو خارج من بيت قيافا فهذا النص صريح وواضح ونفهم منه أن إنكار بطرس الثالث تم بعد رجوع بطرس من الدهليز ودخوله منزل رئيس الكهنة مرة أخرى ومشاهدته لمحاكمة المسيح .
4- أيضاً البشيريين الأربعة أتفقوا فى صيغة السؤال الذى وُجه لبطرس فى إنكاره الثالث فإنجيلى متى ومرقس يتفقان فى السؤال فورد فى متى "حقا أنت أيضا منهم فان لغتك تظهرك" (مت26: 73 ) وفى مرقص " حقا أنت منهم لأنك جليلي أيضا و لغتك تشبه لغتهم " (مر14: 70 ) أوردوا لنا مُجمل كلام الحاضرين فأخبرنا القديس متى أن الحاضرين سألوا بطرس ((حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك )) وأيده فى هذا الكلام القديس مرقس بصيغة أخرى إذ قال أن الحاضرين قالوا ((حقا انت منهم لانك جليلي ايضا و لغتك تشبه لغتهم)) , أما القديس لوقا فركز على شخص معين كان ضمن الحاضرين فأورد لنا أن هذا الشخص أيد كلام الحاضرين ولم يوجه السؤال لبطرس  بقوله ((بالحق ان هذا ايضا كان معه لانه جليلي ايضا )) ( لو22: 59 ) ووضح القديس يوحنا أن هذا الشخص بعدما أكد كلام الحاضرين وجه سؤال مباشر لبطرس وهو (( أما رأيتك أنا معه فى البستان)) ( يو18: 26 ) وفى هذه اللحظة ومع كثرة الإتهامات التى وُجهت لبطرس على المستوى الجماعى والمستوى الفردى وظن بطرس أن هذه المرة سيُقبض عليه لا محالة لأن الشهود هذه المرة بينهم شخص رآه فى البستان رؤى العين حينئذ ومن شدة الخوف أبتدأ بطرس يلعن ويحلف إنه لا يعرف المسيح وفى تلك اللحظة صاح الديك فنظر الرب لبطرس فتذكر بطرس كلام الرب إنه قبل أن يصيح الديك سينكره ثلاث مرات فخرج خارجاً وبكى بكاءاً مراً.
5- أيضاً البشيرين الأربعة أتفقوا على رد بطرس فى  الحوار بينه وبين الإنكار الثالث فكل بشير تكلم عن جانب معين فى إتفاق تام مع البشيريين الثلاثة الآخريين فبالنسبة للقديس لوقا أورد لنا رد بطرس على سؤال مباشر مُركز يحتاج لإجابة مباشرة مركزة فالسؤال كان فيه إتهام لبطرس إنه كان مع يسوع فرد بطرس وقال للعبد الذى سأله (( ياإنسان لست أدرى ما تقول)) (لو22: 60 )  , حينئذ أبتدأ جميع الحاضرون ينهالوا على بطرس بالإتهامات فوجد من يتهمه بأنه منهم (من أتباع المسيح)) ووجد من يتهمه بأنه جليلى مثله ووجد من يتهمه إنه يتكلم بنفس لغته ولما كانت كل هذه الإتهامات خطيرة ولكي ينجو بحياته من هذا الموقف أبتدأ يلعن ويحلف إنه لا يعرف المسيح وهذا ما أورداه لنا القديسان متى ومرقس فيقول القديس مرقس أن رد بطرس هو ((فابتدا يلعن و يحلف اني لا اعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه)) (مر14: 71 ) ويؤيده القديس متى ويضيف أن فى هذه اللحظة صاح الديك ((فابتدا حينئذ يلعن و يحلف اني لا اعرف الرجل و للوقت صاح الديك)) (مت26: 74 ), أما القديس يوحنا فأورد لنا مضمون الموقف كله من أوله إلى أخره وقال (( فأنكر بطرس أيضا )).(يو18: 27 )
****************************************
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
راجع الحوار الذى حدث بين الجارية وبطرس والذى إندفع بطرس لينكر المسيح ليبرئ نفسه من تهمة أتباعه للمسيح التى أتهمته بها الجاريه  
1) " أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي ٱلدَّار"  ورد فى إنجيل لوقا أن الجند وعبيد رئيس الكهنة وآخرين قبضوا على يسوع فى بستان جسثيمانى وساقوه إلى بيت رئيس الكهنة على جبل صهيون ( لوقا 22: 54- )54 فاخذوه وساقوه وادخلوه الى بيت رئيس الكهنة. واما بطرس فتبعه من بعيد. "  وفيما يبدوا ان التلميذين يوحنا وبطرس تبعا يسوع إلى بيت رئيس الكهنة وكان بطرس يتبعه من بعيد لأنه كان كبير فى السن أما يوحنا فسبقه ودخل مع الجمع الذي يقودون المسيح إلى داخل البيت وأقفلوا بوابة البيت ووصل بطرس متأخرا ووقف على البوابة " (يوحنا 18: 16)  واما بطرس فكان واقفا عند الباب خارجا. فخرج التلميذ الاخر الذي كان معروفا عند رئيس الكهنة، وكلم البوابة فادخل بطرس." ويذكر إنجيل متى أن بطرس أنه عندما دخل جلس مع العبيد ( مت 26: 58 )  58واما بطرس فتبع
 من بعيد الى دار رئيس الكهنة فدخل الى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية.
فى (مت 26: 58) ذكر دخول بطرس من بوابة بيت رئيس الكهنة قيافا "

أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً ذكر دخول بطرس دار رئيس الكهنة في ع ٥٨ وإن خدَم البيت أضرموا ناراً في ساحة الدار ليصطلوا. والاصطلاء كان حينئذٍ مقبولاً لأنه كان ليل، وأورشليم عالية، وكان الشهر نيسان العبراني، فدخل بطرس بينهم ليصطلي. ونتعلم من هذا أنه من الخطر على تلاميذ المسيح أن يخالطوا أعداءه، ولو لأسباب جائزة بنفسها.
2) " فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً:"  جَارِيَةٌ أي إحدى إماء قصر رئيس الكهنة وهي البوابة (مرقس ١٤: ٦٦ ويوحنا ١٨: ١٧)
3) " وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ ٱلْجَلِيلِيِّ"  وَأَنْت أي أنا أعرف أن يوحنا تلميذ يسوع (١٨: ١٦) ولابد أنك أنت كذلك. وهذه الجارية سألت بطرس قبل هذا أو بعده قائلة «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟» (يوحنا ١٨: ١٧).

تفسير (متى 26: 70) : فانكر قدام الجميع قائلاً : “ لست ادري ما تقولين ! “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
راجع حوار الإنكار الأول فى قصة إنكار بطرس أعلاه
1) " فَأَنْكَرَ قُدَّامَ ٱلْجَمِيعِ قَائِلاً:"
فَأَنْكَرَ هذا إنكاره الأول وكانت علتهُ حياؤه وخوفه، كما أن إيمانه بالمسيح ضعُف وهو يرى المسيح ضعيفاً كل الضعف عند القبض عليه.
2) "  لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ" لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ هذا تجاهل أظهر به أعظم الاستغراب من اتهامها إياه أنه من تلاميذ يسوع، وزاد على هذا قوله «لست أنا» (يوحنا ١٨: ١٧). وقوله «لَسْتُ أَعْرِفُهُ يَا امْرَأَةُ!» (لوقا ٢٣: ٥٧).

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يكن سؤال الجارية لبطرس في معرض كلام جار صدفة أو اتفاقاً بل بتدبير من الله . وكأن لسان حالها يقول كيف لم تكن معه وكيف لا تدريه ففي الحالتين انت كاذب لانك كنت معه وتدريه وانت رفيقه .

تفسير (متى 26: 71) : ثم اذ خرج الى الدهليز رأته أخرى ، فقالت للذين هناك : “ وهذا كان مع يسوع الناصري ! “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
راجع حوار الإنكار الثانى أعلاه فى قصة إنكار بطرس
1) "
ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى ٱلدِّهْلِيز" وخَرَجَ إِلَى ٱلدِّهْلِيزِ اعتزل بطرس ضوءَ النار وذهب إلى ظلمة الدهليز ليتجنب التفاتهم وأسئلتهم وحتى لا يتعرفوا عليه ، فإنه خاف على حياته. ولا شكَّ أن ضميره كان يؤنبه ويزيده خوفاً.
قال مرقس إنه في أثناء ذلك صاح الديك أول مرة (مرقس ١٤: ٦٨) ولم يكن ذلك الهزيع المعروف عندهم «بصياح الديك» لأن ذلك كان قرب الفجر، وإنكار بطرس الأول كان في بدء محاكمة يسوع نحو نصف الليل أو بعده بقليل.
2) " رَأَتْهُ أُخْرَى" فَقَالَت الخ غير الجارية الأولى وإن الجارية الثانية قالت ذلك أمام آخرين. ويظهر مما قال لوقا ويوحنا أن آخرين صدقوها بالخبر والاستفهام (لوقا ٢٢: ٥٨ ويوحنا ١٨: ٢٥).
3) "
فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: وَهٰذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ" أى أنها لم توجه السؤال مباشرة لبطرس بل للعبيد والخدم الذين يصطلون النار معه

 
 تفسير (متى 26: 72) : فانكر ايضاً بقسم : “ اني لست أعرف الرجل ! “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
راجع حوار الإنكار الثانى أعلاه فى قصة إنكار بطرس.
فَأَنْكَرَ أَيْضاً هذا إنكاره الثاني.
1) " فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ:" بِقَسَمٍ أتى ذلك إثباتاً لصدق ما قال ودفعاً للريبة والشبهة والإتهام عنه خاصة فى الوقت الذى يحاكم فيه المسيح . فنرى من ذلك أن سقوط بطرس كان متسارعاً منذ بدئه، وقد نسي ما قاله المسيح عن خطية الحلف (متّى ٥: ٣٤) وزاد ذلك الإثم على كذبه.
2) " إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ ٱلرَّجُلَ "هذا مصطلح يوناني كان تصريحاً محتجبا  يدل على الازدراء هذا قوله للجارية، وأما ما خاطب به الآخرين الذي صدَّقوها بسؤالهم فقوله «لست أنا» (يوحنا ١٨: ٢٥).
.تفسير (متى 26: 73) : وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس : “ حقاً انت أيضاً منهم ، فان لغتك تظهرك ! “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
راجع حوار الإنكار الثالث  أعلاه فى قصة إنكار بطرس

1) وَبَعْدَ قَلِيلٍ" حدد لوقا المدة أي بعد نحو ساعة (لوقا ٢٢: ٥٩).
2) " القيام وقالوا لبطرس" ٱلْقِيَامُ وَقَالُوا كان بين أولئك القيام نسيب ملخس الذي قطع بطرس أذنه (يوحنا ١٨: ٢٦).
3) " حقاً انت أيضاً منهم ، فان لغتك تظهرك ! “
لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ أرادوا بذلك أن لهجته تدل على أنه جليلي.
وحدث ذلك ايضا عندما خارب جلعاد أفرايم وهزمهم فكان يعرف ينى أفرايم من لهجته (قضاة 12: 6)  كانوا يقولون له قل اذا شبولت فيقول سبولت ولم يتحفظ للفظ بحق " ومن جملة ما يميز أهل الجليل عن أهل اليهودية أن الجليليين كانوا يفرقون في نطق السين والثاء. وكان يمكن تمييزهم من خلال الفروقات في لهجتهم ولفظهم للأصوات الحلقية واللغة الآرامية. والمسيح قضى أكثر الوقت في الجليل فلذلك سُمِّي جليلياً. وكان أكثر تلاميذه الأولين من هناك، فنسبوا كل تلاميذه إلى الجليل (مرقس ١٤: ٧٠ ولوقا ٢٢: ٥٩ وأعمال ٢: ٧).

تفسير (متى 26: 74) : فابتدأ حينئذٍ يلعن ويحلف : “ اني لا اعرف الرجل ! “ وللوقت صاح الديك .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
راجع حوار الإنكار الثالث  أعلاه فى قصة إنكار بطرس
1) " فَٱبْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:" يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ أي يسأل الرب أن يعاقبه إن كان كاذباً. ولعل القسم هنا كان أشدَّ مما سبقه من أقسام.وهو مأساوي في أنه استخدم اسم الرب ليؤكد هذه الأكذوبة. لو كان أحد يستحق أن يُدان، لكان ذلك هو بطرس، في وجه هكذا محبة، ومغفرة، ونبوءة ومعجزات، لقد أنكر، ثلاث مرات مع حماسة متقدة وحلف، ذاك الذي ادّعى أنه يحبه. بما أن بطرس يمكن أن يخلص، فإن كل شخص يمكن أن يخلص. الفرق الوحيد بين بطرس ويهوذا كان أن يهوذا لم يرجع إلى يسوع في إيمان.
2) " إِنِّي لاَ أَعْرِفُ ٱلرَّجُلَ! " كرر بطرس من جديد كلمة الرجل متجاهلا أسمه حتى لا يظهر أنه يعرفه وكان هذا مصطلحا يعكس الازدراء الذين اتهموه كثيرون، وأنه كرر الإنكار بأقوال مختلفة متوالية في وقت قصير بدليل تنوع أنباء الإنجيليين الأربعة. والأمر الجوهري إن بطرس أُتهم ثلاث مرات متميزة، وأنه أنكر المسيح ثلاث مرات كذلك. والأرجح أنه في كل مرة من هذه الثلاث كانت الاتهامات من الحاضرين كثيرة ومتنوعة، وكانت إنكاراته كذلك. فذكر بعض البشيرين بعضها وذكر البعض بعضاً آخر. ومما يقوي ذلك أنه يبعد عن الظن أن لا يكون في مدة الساعات الثلاث التي جرت فيها المحاكمة وبطرس بين أعداء المسيح سوى ثلاثة أسئلة وثلاثة أجوبة. والخلاصة أن عدد مرات السؤال والجواب كانت ثلاثة كما ذُكر، ولكن الأسئلة والأجوبة في كلٍ منها كانت متعددة أنه كانت حوارات وأسئلة لبطرس

3) " وَلِلْوَقْتِ صَاحَ ٱلدِّيكُ"  صَاحَ ٱلدِّيكُ أشار متّى بذلك إلى صياح الديك المعتاد في مثل ذلك الوقت، ولذلك سُمي الهزيع الثالث «صياح الديك» وأوله الساعة الثالثة بعد منتصف الليل (مرقس ١٣: ٣٥) ولم يلتفت متّى إلى عدد مرات ذلك الصياح، ولكن مرقس ذكر أن هذا الصياح هو الصياح الثاني (مرقس ١٤: ٧٢). .

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
خرج الى الباب لئلا يرى فرأته أخرى . ولما امسك به هؤلاء الرجال وقالوا له وانت أيضاً منهم ازداد نكراناً وأقسم بلعنات انه لا يعرفه . زعم قوم ان بطرس انكر ان المسيح انسان ولكنه عارف به انه اله . وهذا الزعم باطل اذ لو صح لكان تانس المسيح خيالاً . لان بطرس ما اعترف به انه ذو جسد متنفس فقط بل كذب ايضاً انباء سيدنا القائل له انك تنكرني والحقيقة هي انه كفر وجدف حقاً لخوفه من الموت لان الموت كان وقتئذٍ صعباً جداً . وعلة كفره ترك المسيح اياه لحريته ليظهر انه حر في كفره ليس مرغماً ولكي يختبر ضعف نفسه ولكي لا يتكبر فيما بعد عند صنعه العجائب الباهرة . ان الفضيلة تقوم من شيئين من ارادتنا ومن معونة الله وعليه فلا يجوز ان نلقي كل شيء على الله ولا ان نتكل على قوتنا وارادتنا في تكميل الفضائل بل علينا ان نبتدي قاصدين اتمامها ومن الله القوة والعون
ذكر متى ومرقس ولوقا ان بطرس انكر سيده في بيت قيافا وذكر يوحنا ان كفر بطرس للمرة الاولى كان في بيت حانان . اما نحن فنقول ان كفره المثلث كان ما بين بيت حنان لبيت قيافا . ثم ان متى يقول ان بطرس سئل من الجاريتين ولوقا يقول انه سئل من الجارية الواحدة ومرقس يقول انه سئل من الجارية الواحدة مرتين . ثم ان متى ومرقس يقولان انه سئل في المرة الثالثة من الذين كانوا واقفين . ولوقا يقول انه سئل في المرة الثالثة من آخرين ويوحنا يقول انه سئل في المرة الاولى من الفتاة الجارية وانه في المرة الثانية سئل من آخرين والمرة الثالثة سئل من احد عبيد رئيس الكهنة نسيب الذي قطع بطرس اذنه . أما نحن فنقول ان لفظة آخرين تطلق احياناً على الفتاة اي الجارية. وعليه فان قول لوقا ويوحنا الذين قالا انه قيل له من آخرين هو الذي ذكره متى ومرقس اذ قالا انه في المرة الثانية سئل من الجارية . وكذلك قول يوحنا انه قيل له من العبد هو الذي ذكره متى ومرقس اذ قال انه سئل من اولئك الواقفين . ويتضح من قول لوقا ( ان المسيح التفت ونظر الى بطرس ) ان بطرس نسي انباء سيدنا اياه بالانكار حتى ان صياح الديك لم يذكره ولكن التفات المسيح عندما نظر اليه جعله يتنبه ويبكي وكأن لسان حال ذلك الالتفات يقول له تذكر ما انبأتك به فانه قد تم فعليك ان تفوز بنفسك وتتوب .

تفسير (متى 26: 75) : فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له : “ انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات “ . فخرج الى خارج وبكى بكاءً مراً .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
،نعلم أن يسوع نظر إلى بطرس. هذا يدل على أن حنانيا وقيافا كانا يعيشان في نفس البيت وأن يسوع أمكن
1)"
«فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ ٱلَّذِي قَالَ لَهُ: إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً»." فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ صاح الديك الذى أصبح علامة لإنكاره سيده في نفسه ولكن الروح جعله واسطة لتنبيه ضمير بطرس. وقال لوقا «إنه عندما صاح الديك التفت المسيح ونظر إلى بطرس» (لوقا ٢٢: ٦١). وكان ذلك كان عند نهاية المحاكمة الدينية للمسيح وهو خارج من مجلس السنهدرين فى دار  قيافا وتسليم يسوع إلى الجند ليقتادوه إلأى دار الولاية التى فى قلعة أنطونيا بجانب الهيكل . وقصد المسيح بنظره إلى بطرس حينئذٍ أربعة أمور:
أ. أن يذكره بإنبائه له أنه سينكره، ووعد بطرس له بالثبات.
ب. إظهار حزنه على أن أحد أحبائه أنكره.
جـ. تبكيت بطرس لتنبيه ضميره.
د. إظهار شفقته على بطرس ومحبته له. ولم يكن في تلك النظرة شيءٌ من الغضب. وتأثير صياح الديك مع نظر يسوع ذكَّر بطرس بالحوار السابق بينه وبين المسيح (ع ٣٣ - ٣٥) وأقنعه بفظاعة إثمه وقاده إلى التوبة.
ع ٣٤ ومرقس ١٤: ٣٠ ولوقا ٢٢: ٦١، ٦٢ ويوحنا ١٣: ٣٨
2) "  فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً" خَرَجَ إِلَى خَارِجٍ الخ أى خرج خارج دار قيافا فبقاؤه لم يعد يجدى فائدة فقد تم نبوئة المسيح بإنكاره ويساق المسيح مثلل المجرمين إ بعد الحكم الدينى عليه بالموت ولم يكن خروجه هرباً من الخطر، بل لفرط حزنه الذي حبَّب إليه الانفراد. وبكى لخجله وأسفه على ما كان من ضعفه وخوفه وكفره بالنعمة، وإثمه بأنه أنكر المسيح بأقسام بعد افتخاره بشجاعته وثباته. والحق أن إثمه كان عظيماً جداً لأنه ارتكبه بعد أن كان تلميذاً للمسيح ثلاث سنين، سمع أثناءها تعاليمه وشاهد معجزاته، وكان واحداً من الثلاثة المتميِّزين على غيرهم، وتعشى معه منذ بضع ساعات، وسمع تحذيره له من هذا الإثم، ووعده قائلاً «ولو متُّ معك لا أنكرك». وكانت دواعي هذا الإنكار قليلة لأن أحداً لم يهدده ولا اعتدى عليه. وشاهد يوحنا هناك، ويوحنا معروف أنه من تلاميذ المسيح، ولم يصبه شيءٌ.. غير أن أسف بطرس لم يكن كأسف يهوذا، لأن أسف يهوذا كان أسف اليأس، وأسف بطرس أسف التوبة الحقيقية. والدليل على ذلك انفراده وشدة ندمه ودوام تأثيره. فكانت توبته كتوبة داود (مزمور ٥١). فالفرق بين المرائي والمسيحي أن الأول يسقط ولا يقوم، والآخر يسقط ويقوم تائباً متواضعاً متجدد الحياة الروحية. وما قيل عن بطرس هنا آخر ما لنا من خبره إلى صباح يوم الأحد حين ذهب مع يوحنا إلى القبر.
كان بطرس يحقق النبوءة بنكرانه ويعطي أ
ملا للمؤمنين جميعاً الذين أنكروا يسوع بلسانهم، أو حياتهم أو أولوياتهم. هناك رجاء لكل من يرجع إليه في إيمان (يو ٢١
وفي هذه الحادثة خمس فوائد:
ضعف الإنسان في عمل الصلاح. فبطرس الرسول رفيق المسيح سقط، والذي كان أول معترف أن المسيح ابن الله صار أول منكرٍ أنه يعرف الرجل. والذي سُمي بالصخرة ظهر في وقت التجربة أنه قصبة مرضوضة. فمن من الناس يستطيع أن يتكل على نفسه؟ إن أشد العزم وكثرة النذور لا يكفلان الإنسان من السقوط ساعة التجربة.
إذا دخل المسيحي بين أعداء المسيح ولم يُعلن أنه من أصحابه يُخشى عليه بعد قليل أن يُعتبر من أعدائه.
خطوة واحدة في سبيل الإثم تقود إلى ثانية، والثانية تقود إلى ثالثة، وهلم جراً، كما كان من أمر بطرس. فخطوته الأولى كانت الاتكال على ذاته كما ظهر من قوله «إن شك فيك الجميع فأنا لا اشك أبداً». والثانية الكسل الروحي، فإن المسيح أمره أن يسهر ويصلي فنام. والثالثة أنه ترك المسيح وهرب خوفاً. والرابعة معاشرته الأشرار دون أن يضطره أحدٌ لذلك. وهذه الخطوة قادته إلى الخامسة، وهي إنكار المسيح ثلاث مرات باللعن والحلف.
يُظهر السلوك بعد التوبة الحقيقية صدق التوبة وعمقها. والسلوك هو الشرط الضروري لنوال المغفرة لا سببه، لأن سببه هو دم يسوع وشفاعته.
المسيحي الحقيقي عرضة للسقوط في الخطية كغيره من الناس، لكنه لا يخطئ عمداً بارتكاب ما يعلم إنه خطية. ومتّى سقط في شيء من ذلك تاب وعاد إلى مقاومة الإثم.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يسأل البعض لماذا قال مرقس انه قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات ؟ الجواب ان صياح الديك الاول كان بعد نكران بطرس الاول وصياحه الثاني كان بعد نكرانه ثلاث مرات . لان كل ما يصيح الديك يصيح صيحتين أو ثلاثاً . فقال القديس متى انه قبل ان يصيح الديك المرة الاولى أي ويكمل كل صيحاته تنكرني ثلاث مرات . وكيفية ذلك انه لما انكره سمعان المرة الاولى صاح الديك وقبل ان يكمل صياحه للمرة الثانية من الصيحة الاولى أنكر سمعان المسيح المرة الثانية والثالثة . فعلى هذا المنوال اتفق الانجيليون . قال آخرون انه في تلك الليلة صاح ذلك الديك مرتين الاولى طبيعية والثانية خلافاً لعادته . وذلك بتدبير رباني سبق وجعله ان يصيح أولاً لكي يمنع بطرس من الكفر به مع ان ذلك لم يفده شيئاً بل ازداد اثماً وكفر مرتين أخريين وكل ذلك من خوفه وحينئذٍ صاح الديك . وقد سمى مرقس وحده هذه الصيحة ثانية نسبة للاولى التي كانت بالهام السيد المسيح لانه كتب عن كفر معلمه بالتفصيل لان بطرس كان قد اوصاه ان يكتب عن الخوف والكفر بالتدقيق لاجل ذلك كتب عنه كما حدث فسمى هذه الملهمة أولى وتلك الطبيعية ثانية . اما متى ولوقا ويوحنا فذكروا المرة الطبيعية فقط . وأراد المسيح ان يعترف سمعان بضعفه ويتوب راجعاً اليه فلم يتب لا بصياح الديك كعادته ولا بصياحه خارجاً عن عادته المالوفة . ولم يخجل من نفسه عما أتاه من النكران الى ان التفت اليه السيد المسيح فحينئذٍ خرج خارجاً وبكى وببكائه فتح باب التوبة للتائبين وبقوله بكاء مراً اوضح انه من كل قلبه يبكي . وكما قلنا آنفاً كفره صدر عن خوفه وعن سماح ربنا وليس من شره أو بغضه للمسيح . وبكاؤه برهن شدة محبته أمانته لسيده .



This site was last updated 01/10/21