Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الخامس (متى 5: 1- 12)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

 فيما يلى تتفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الخامس (متى 5: 1- 12)

تقسيم فقرات الإصحاح  الخامس من إنجيل متى   (متى 5: 1- 12)
1. مقدّمة الدستور (مت 5 : 1-2)
2. التطويبات ( (مت  5 : 3-12)
أ. طوبى للمساكين بالروح
ب. طوبى للحزانى
ج. طوبى للودعاء
د. طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ
هـ. طوبى للرحماء
و. طوبى لأنقياء القلب
هل نُعاين الله بصورة مجسّمة؟
ز. طوبى لصانعي السلام
ح. طوبى للمطرودين من أجل البرّ
ترتيب التطويبات
ترتيب الجزاءات
التطويبات ويسوعنا الداخلي

تفسير انجيل متى - الاصحاح الخامس

الموعظة على الجبل - التطويبات  (متى5: 1-  12)

الموعظة على الجبل 

تفسير (متى 5: 1) 1: ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 (مر 3: 13 و20) 
1)
ٱلْجُمُوع ” كلمة الجموع  ذكرت فى إنجيل متى أكثر من 30 مرة فى آيات عديدة .. وتعنى كلمة الجمع فى اللغة العربية عددا أكثر من 10 أشخاص ولا يعنى بذكر كلمة الجموع فى ايات كثيرة أنهم نفس الأشخاص أى كجيش يتحرك من مكان لآخر ولكن إلتئام الجموع حولة يعتمد على المكان والزمان ومن تكرار هذه الكلمة فى الأناجيل الأربعة يمكن القول بأن عدد جمهور الأشخاض (الجموع) التى كانت تلتف حول المسيح يتراوح عددها من  10 - 25 ألف  شحص كما فى الموعظة على الجبل ومن أعمار مختلفة من الأطفال والنساء والأرامل والشباب والشيوخ ومن فئات مختلفة منهم العاميين والعلماء مثل الكتية والفريسيين وغيرهم ومن وظائف مختلفة صيادى السمك وجباة الضرائب والخدم والأشراف وقائد المائة وغيرهم 

2) ٱلْجَبَل” وحيث أن الموعظة كانت في أثناء خدمته في الجليل ، فمن الطبيعي أن نفترض أن مكانها كان أحد سفوح الجبال المحيطة بالسهل الشمالي. وحيث أن المسيح دخل كفر ناحوم بعد ذلك مباشرة (لو 7: 1، مت 8: 5)، فالأرجح أنه كان بالقرب من تلك المدينة. ويذكر تقليد لاتيني -يرجع إلى القرن الثالث عشر- أنه " قرن حطين " ذو القمتين، الذي يقع إلى الجنوب قليلاً، وهو المكان الذي يأخذ المرشدون السياحيون السائحين إليه. ولكن ليس ثمة ما يجزم بذلك.
وواضح أن الموعظة وُجهت أساساً إلى التلاميذ، فهذا ما نفهمه مما ذكره البشيران (مت 5: 1 و 2 ولو 6: 20).
3) جَلَس الجلوس هي عادة المعلم وقت التعليم الصورة الجانبية للموعظة على الجبل تراها فوق باب كنيسة التطويبات بالقرب من بحر طبرية فى المكان الذى يعتقد أن المسيح ألقى الموغظة على الجبل هناك

4) تَقَدَّمَ إِلَيْه عندما بدأ يسوع تكلم إقنرب منه تلاميذه ليسمعوه لا يفهم من عبارة تقدم إليه أنهم كانوا غير موجودين وإقترب إليه أيضا الجموع ليكونوا قريبيين منه  .

5) تلاميذه. خطابه فى الموعظة على الجبل  لتلاميذه كان مركزا ومخصوصا لتلاميذه ولكن هذا غيرهم من الجموع أن يسمعوا أقواله.

تفسير (متى 5: 2)  2:  ففتح فاه يعلمهم قائلاً :

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فَفَتَحَ فَاهُ " تعبير يُستعمل في استهلال قول كلمات هامة ذي شأن. وحينما يفتح المسيح فاه ليتكلم ينبغي أن نتقدم إليه لنسمع صوته وحينما نسمع صوته فلا ينبغى أن نقسى قلوبنا بل نفتح آذاننا لنسمع... وَعَلَّمَهُم يشير هذا إلى كلام متتابع متميزاً عن الحديث المعتاد الذي هو حوار المتحدثين، وعن الخطاب المتقطع. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

صعد ليبين انه هو الذي نزل على جبل سيناء واعطى الوصايا العشرة ، وليرفع عقول التلاميذ والجموع الى السموات ويعتقهم من الارضيات . وليبين ان تعليمه اشرف من الارضيات لا يقدر الكذب ان يخفيه . وذكر لهم الشهادة المقولة عنه من موسى النبي انه ” سيقيم لكم الرب نبياً من اخوتكم ” ولانه قد صار وسيطاً ما بين الآب وبني البشر كما كان موسى وسيطاً بين الله واسرائيل فتكلم بالنبوات وعلم العشر الوصايا مثل موسى . وكما ان الوصايا العشرة تتضمن التوراة كذلك التطويبات العشرة تتضمن الانجيل . فكيف عدت التطويبات عشراً مع انها تسع ؟ فنجيب ان لوقا قد زاد العاشرة وهي : ” طوبى لكم ايها الباكون فانكم ستضحكون ” ( لو 6 : 21 ) ، ويشير بالبكاء عن الخطايا وعن سقوطنا من الفردوس وعن الذين قد اعتقوا ذواتهم من مسرات هذا العالم وافراحه الزائلة واعداً اياهم انهم سيفرحون في العالم المزمع . فان قيل ان ما قاله لوقا يقرب مما قاله متى ” طوبى للحزانى ” فليعلم انه يوجد طوبى اخرى وهي الاشتراك بجسد ودم المسيح . اذ انه لما اعطى التطويبات لم يكن قد رسم سر القربان الذي شاركهم فيه بعد . لذلك نقصوا واحدة من التطويبات لتكتمل بتناول جسد ودم المخلص . ان الوصايا تسعة وتتلى عشرة وهي :

- انا الرب الهك .

- لا تحلف باسم الرب .

- احفظ يوم السبت .

- اكرم اباك وامك .

- لا تقتل .

- لا تزن .

- لا تسرق .

- لا تشهد شهادة زور .

- لا تشتهي بيت قريبك ولا امرأته .

وقد تتلى عشرة . لان العدد العاشر عدد كامل والكمال ليس في التوراة بل في الانجيل . لاجل ذلك نقص الوصايا حتى يجعل الانجيل كاملاً . فترى ان حرف الياء وهو العاشر من الاحرف الابجدية هو اول حرف من اسم يسوع . ويناسب تعليم التطويبات جميع الناس عموماً لا التلاميذ فقط . وقوله طوبى لكم عنى الناس جميعهم في شخص المخاطبين فمعنى الطوبى يتضمن كل فرح وسعادة . كما ان لفظة الويل تتضمن كل كآبة وحزن .

تفسير (متى 5: 3) : “«طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات..

    

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مز 15: 2 و3) (أم 29: 23 و 66: 2) (لو 6: 20)

1) طُوبَى تعنى طوبى فى اللغة العربية  غبطة وسعادة ، وخيرٌ دائم وهي من الطِّيب ويعنى يسوع يا لسعادة .. ويا لغبطة .. يطوب بمعنى يمدح  كلمة مشتقة من الطيب .. كلمة  طوبى وردت فى إستهلال سفر المزامير وقد وردت كلمة طوبى فى الكتاب المقدس 74 مرة

والتطويبات المذكورة في الأعداد العشرة الأولى من هذا الأصحاح لا يقصد بها يسوع الإشارة إلى أشخاص مخصوصين ، بل تتضمن ما يجب أن يكونه كل مسيحى ، وأن كل ما يتصف بهذه الصفات  ينال البركات المتعلقة بكل صفة . والمسيحية تسموا إلى الكمال فعلينا أن نجتهد في نمتلك  صفات هذه الفضائل  لننال بركاتها فالمسيحية لا تكمل اإلا بمجموعها، فإن نقص واحدة منها يبطل أن يكون الإنسان كاملاً. والبركات التى ينالها المسيحى هى بركات من الرب يسوع ذاته وبركة المساكين بالروح هو نوال الملكوت

يعلن المسيح هنا صفات الذين لهم حق أن يفرحوا بإتيان ملكوته. العالم يعطى سعادة وهمية لالأغنياء الدنيويين ، أو القائمين بشعائر الدين الظاهرة، الأبرار والعظماء في عيون نفوسهم ومن هم فى سلطة  كالحكمة والشجاعة والقوة والعلم .. ألخ . ولكن الصفات الممدوحة (التى تطوب) من الرب يسوع هي التي تستحق المدح الحقيقي ، الصفات التي يمدحها المسيح هي التواضع وانسحاق القلب. فالذين يباركهم المسيح هم السعداء حقاً (طوبى لهم)  فلا يفيدهم مدح العالم بهذه الغبطة عليها إلا تصريح المسيح. وهى تفوق سعادة أهل العالم، لأنه يمكن أن يكون الإنسان سعيداً بحصوله على جانب من خيرات هذه الدنيا. ولا يمنحها إلا  للرب مقترنة برضاه. والمسيح لا يضع شروطاً لإدراك السعادة، بل يذكر صفات الذين يستحقون أن يحسبوا سعداء.
2) ِ للْمَسَاكِينِ بِٱلرُّوح  + ما هي المسكنة بالروح؟ الروح المسكينة هي الروح المتواضعة، غير المتعالية.. أي أنّ السيّد المسيح يمدح ويطوِّب المتواضعين بقلوبهم ويقول لهم يا لأسعاتكم وفرحكم وغبطتكم ، ويَعِدهم بميراث ملكوت الله..

 المسكين بالروح  يتكل على الرب يسوع فى كل شئ لأنه يعتبر نفسه لا شئ فتستنير روحه ، وينفتح قلبه بانسحاق لينعم ببركات  الملكوت . لم يدرك آدم أنه تراب (تك18) ولكن يدرك المسكين بالروح أنه مجرّد آنية خزفيّة شرّفها الرب بوضع كنوز نعمته فيه (2كو4).وكانت خطيّته آدم الأولى هي استغناءه عن إرادة الله بتحقيق إرادته الذاتيّة، لذلك جاء يسوع كلمة الله الغني بحق مفتقرًا من أجلنا معتمدا على الرب فى كل حياته كما قرأنا فى الإنجيل عنه ، ليس بالإخلاء عن أمجاده فحسب، آخذا صورة العبد . وإنما بإخلائه أيضًا عن إرادته التي هي واحدة مع إرادة أبيه. كنائبٍ عنّا افتقر ليتقبّل غنى إرادة أبيه الصالح، قائلًا: "لتكن لا إرادتي بل إرادتك". ولهذا عندما نصلى فى القداس الغريغورى نقول : " لكن وضعت ذاتك. وأخذت شكل العبد. وباركت طبيعتي فيك. وأكملت ناموسك عني. وعرفتني القيام من سقطتي. أعطيت إطلاقاً لمن قُبِضَ عليهم في الجحيم."
وروح هؤلاء «المساكين» غير روح الفريسيين المتكبرين «الأصحّاء» الذين لم يأتِ المسيح ليدعوهم، والذين روحهم كروح بولس قبل تجديده (كما وصفه في فيلبي ٣: ٦) روح الاكتفاء بخيرات هذا العالم وحكمته، وبأنهم أولاد إبراهيم. وهذا روح كنيسة لاودكية (رؤيا ٣: ١٧) التي ظنت أنها غنية وليس لها شيء.
وأما العشار الذي وقف بعيداً في الهيكل، وقرع على صدره قائلاً «اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ» (لوقا ١٨: ١٣). فهو من المساكين بالروح المذكورين هنا. فيشترط على الذين يأتون إلى الله يبتغون نعمة أن يشعروا بشدة الحاجة.
3) لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَات أي أن الملكوت معيَّن لهم ومختصٌ بهم وجميل في عيونهم وأنشئ لأجلهم ، أنهم يشبعون بالرب فى طاخلهم هم الذين يقولون (مز 73: 25) "من لي في السماء؟ ومعك لا أريد شيئا في الأرض." . وبه يحصلون على ما يحتاجون إليه. وأما للفريسيين، الأبرياء في عيون أنفسهم، فليس فيه شيء يُحبّ، لأنهم أحبوا ملكوتاً ذا مجد خارجي وخير زمني. وملكوت السماوات مثل ملكوت الله (متّى ٣: ٢) وسُمى ملكوت السماوات لأنه هو النازل من السماء، وروحه كروح السماء، ويحبه كل الذين في السماء، ولأن وقايته ووسائط نجاحه من السماء، ولأنه الملكوت الذي يقود إلى السماء. وهم " لا يقولون: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك! لأن ها ملكوت الله داخلكم»( لوقا 17: 21) 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 يسمي المساكين بالروح هؤلاء الذين يقتنون أموالاً كثيرة وهم فقراء باختيارهم يوزعونه على المساكين كقوله ” بع مقتناك ووزعه على المساكين ” . ويسمي المساكين الذين يقتنون المال لاجل ملكوت السماء كالمتوحدين والرهبان . وكذلك اولئك الذين يملكون اموال كثيرة دون ان يتعلق قلبهم بها وإن كانوا ذوي يسر وغنى الا انهم مساكين بالروح ويحسنون التصرف به كايوب الصديق وابراهيم . ثم نقول انه لم يسم مساكين للذين لا يملكون شيئاً من مال العالم لانه ليس باختيارهم قد جعلوا مساكين . ثم يسمي مساكين اولئك الذين لا يفتخرون بنفوسهم او ببرّهم بل بالعكس فانهم يتضعون . فالشيطان منذ البدء قد افتخر بالكبرياء . وبها قد رفع عقبه على خالقه . وبها اسقط الانسان الاول . فبالعدل قد طهر مخلصنا هذا الداء بمنحه الطوبى للعادلين الخالين من الكبرياء ( لهم ملكوت السموات ) أي النعيم الذي سوف يتلذذ به القديسون بعد القيامة  

تفسير (متى 5: 4)   4 طوبى للحزانى لانهم يتعزون. .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

أشعياء ٦١: ٢، ٣ ولوقا ٦: ٢١ ويوحنا ١٦: ٢٩ و٢كورنثوس ١: ٧ ورؤيا ٢١: ٤
1) طُوبَى لِلْحَزَانَى،لِلْحَزَانَى أي الذين يحزنون على الخطية والشرور الناتجة عنها ونرى ونسمع عن هؤلاء المنتصريين الذين آمنوا بالمسيح يحزنون على فترة من عمرهم التى إنقضت فى الإسلام وهم لا يعرفون يسوع ويفتخرون بقولهم "كنت أعمى والآن أبصر" هذه العبارة أخذوها من المولود أعمى الذى شفاه المسيح وعندما سألوه الفريسيين عن المسيح مدعيين أنه خاطئ عندما  " دعوا ثانية الانسان الذي كان اعمى، وقالوا له:«اعط مجدا لله. نحن نعلم ان هذا الانسان خاطئ»  فأجاب ذاك وقال: «أخاطئ هو؟ لست أعلم. إنما أعلم شيئا واحدا: أني كنت أعمى والآن أبصر».(يو 9: 24- 25) وهم قد نالوا التعزية لأنهم تعمدوا ومسحوا بالروح القدس وهناك حزانى يحزنون على فقرهم الروحي  . فلمثل هؤلاء الطوبى والسعادة، .. والحزن نوع من الضسقات التى نواجهها فى العالم لأنه فى العالم سيكون لنا ضيق وهنا نرى أن العملية عكسية بين الفرح والحزن ونجد أن المستهترون فى حياتهم يقول لهم الرب يسوع  (لو 6: 25) "ويل لكم ايها الشباعى لانكم ستجوعون. ويل لكم ايها الضاحكون الان لانكم ستحزنون وتبكون."

أنواع الحزن ثلاثة

 (أ) وهناك أنواع من الحزن منه الذى يؤدى للموت وهو حزن اليأس من مراحم الرب وهو قد يؤدى إلى الموت الروحى أو الجسدى بالإنتحار مثلا أو كلاهما معا وأحيانا حزن الناس لعدم حصولهم على ما يشتهونه فى الحياة من مطالب محبة الذات والكبرياء والطمع، وهناك الحزن ناتج من تأنيب الضمير الذى يؤدي إلى الموت (٢كورنثوس ٧: ١٠)  أو الحزن الناش عن موت جبيب لدينا فقال بولس ( 1 تس 4: 13) ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة الراقدين، لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم"... بعض أنواع الحزن شر لمجاوزتها الحدود، أو لأنها ناتجة عن عدم إمكاننا أن نتمم مقاصدنا الشريرة. وبعضها طبيعي كحزننا على فقدنا بعض الأصحاب، وهذا قد يعود علينا بالنفع أو بالضرر.

(ب) ولكن نحن الحزانى على خطاياهم  نطرحهاامام يسوع فيحملها عنا هذا هو الحزن المثمر الذى يمسحه يسوع بعد دموع التوبة وألإعتراف ... وهذا ما أشار إليه النبى أشعيا فى نبوئته الشهيرة (سفر إشعياء 53: 4) لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا."

(ج) وهناك الأمناء الذين يحزنون على خطايا غيرهم، وورد فى العهد القديم على خراب صهيون الروحي (إر 9: 1) .الضمير الإنسانى والروح القدس وضعا لتبكيت الإنسان على أخطاؤه وهنا يشير بولس الرسول إلى العلاقة بين الضمير والروح القدس وتبكيت الأثنين فنقرأ عنه أنه حزن على عدم قبول بنى إسرائيل (اليهود) المسيح  (رو 9 : 1- 2)  اقول الصدق في المسيح، لا اكذب، وضميري شاهد لي بالروح القدس:  ان لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع .اني كنت اود لو اكون انا نفسي محروما من المسيح لاجل اخوتي انسبائي حسب الجسد، الذين هم اسرائيليون، ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد، ولهم الاباء، ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل الها مباركا الى الابد. امين."
 أمثلة للحزن الذى ورد فى الكتاب المقدس : (أ) حزن الرب على أنه خلق الإنسان بكامل حريته ولكنه أخطأ (تك 6: 6) فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض، وتاسف في قلبه" (.تك 6: 7) فقال الرب: «امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته، الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء، لاني حزنت اني عملتهم»

(ب) حزن ألأغنياء لأنهم يحبون المال أكثر من محبتهم للرب  .. الشاب الغنى (لو 18: 23) فلما سمع ذلك حزن لانه كان غنيا جدا.(لو 18: 24) فلما راه يسوع قد حزن قال: «ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله!"

(ج) حزن التلاميذ عندما أنبأهم يسوع عن الإضطهاد الذى سيواجهونه بعد أن يموت ويقوم (يو 16: 6) لكن لاني قلت لكم هذا قد ملا الحزن قلوبكم. (يو 16: 20) "الحق الحق اقول لكم: انكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. انتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول الى فرح." ( لو 22: 45) ثم قام من الصلاة وجاء الى تلاميذه فوجدهم نياما من الحزن." وحزن بطرس أيضا بعد موت الرب وقيامته ورجع إلى مهنة الصيد وقابلة يسوع على بحر طبرية وقال له (يو 21: 17) قال له ثالثة:«يا سمعان بن يونا، اتحبني؟» فحــزن بطرس لانه قال له ثالثة: اتحبني؟ فقال له: «يارب، انت تعلم كل شيء. انت تعرف اني احبك». قال له يسوع:«ارع غنمي."

 

2) لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ التعزية ناتجة من الروح القدس "المعزى" (إنجيل يوحنا 16: 8) ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة:

لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ يتعزون الآن لشعورهم بالمغفرة (مزمور ٣٢) وسيتعزون في السماء (رؤيا ٧: ١٣ - ١٧) لأن أسباب حزنهم تكون قد زالت، ولأن الله يعزيهم، لا أفكارهم ولا كلام الناس. فإذاً طوبى لهم.( 2 كو 6: 10) كحزانى ونحن دائما فرحون.كفقراء ونحن نغني كثيرين.كان لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء .. وشبه الرب التعزية ولادة المرأة وتعبها ولكنها تفرح بميلاد الطفل فقال لتلاميذه (يو 16: 22) فانتم كذلك، عندكم الان حزن. ولكني ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع احد فرحكم منكم"  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فالحزن على نوعين : حزن عالمي ، سببه الفقراء او عدم التمكن من الانتقام من عدو او فراق احباء وغير ذلك . وهذا الحزن يورث الموت فكما ان الحزن لاجل العالم يسبب الموت هكذا الحزن لاجل الله يكسب الحياة ويورث التعزية والسلوان . فالمسيح هنا لا يعطي الطوبى للحزانى من اجل الفقر وموت الاقارب بل للحزانى على خطاياهم خائفين من الدينونة كقوله : ” بللت في كل ليلة سريري ” . وسمي حزانى اولئك الذين يبتعدون عن الخطايا آسفين لشرور الاخرين كصموئيل على شاول . قال داود النبي : “ان الكآبة احاطتني من اجل الخطأة الذين تركوا ناموسك ” . وهكذا كان يفعل احد القديسين اذ كان يبكي عندما يأكل . فاذا سئل عن ذلك أجاب قائلاً : ” اني اتذكر ما كنا فيه في بدء خلقتنا والى اي ذل سقطنا بسبب سقطة ابينا آدم حتى اننا اصبحنا نأكل العشب كالحيوان ” . فالحزانى الذين عناهم المسيح هم الذين يحزنون على ما ارتكبوه من الخطايا مبتعدن عن لذات وافراح هذا العالم لئلا تضعف فيهم الفضيلة . اما القديس ساويرس فيسمي حزناً التنسك والابتعاد من الشهوات العالمية .

( فانهم يعزون ) اي يكشف ويزيل عنهم الخوف من اجل الافراح التي بسببها كانوا حزانى . 

تفسير (متى 5: 5)   5 طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض..

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الاية مقتبسة من (مز 37: 11) اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة 

1) طُوبَى لِلْوُدَعَاء تعنى كلمة الودعاء فى اللغة العربية  هَادِئٌ ، سَاكِنٌ ، ذُو لِينٍ وَدَعَةٍ  والودعاء هم  البسطاء الذين لا يطلبون الرياسة والتسلط على الأرض، وروحهم روح الوداعة والهدوء التى فسرها بطرس بالقول ( 1 بط 3: 4) بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن." ..   كروح المسيح  الذى لقبه العهد القديم بـ " الوديع" (زك 9: 9) ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم.هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان." وطالبنا يسوع أن نحمل نيرة أى إسمه وتعاليمه ووصاياة  (مت 11: 29) احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. .. والمسيح فى هذه الآية يدعونا للتشبه به فهو لم يطلب من أتباعه والمؤمنيين به أن ينتقموا من الذين قتلوه وصلبوه .. روح الوداعة الخالية من روح الانتقام من الذين يؤذونهم (1 بط 2: 23)  " الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا، واذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل."  

كلمة وديع في اللغة اليونانية " πραΰ́ς وتنطق 'prah-ooce ـ براه أوس " وأتت في العهد القديم بمعنى " حليمًا The meek " كما جاء عن موسى " وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. " (العدد 12: 3) فإذا نظرنا لموسى نجده كان يتمتع بالصبر وطول الأناة والمحبة لشعب الرب، فهذا هو الحليم أو الوديع.
والوداعة عكس التكبر
2) "يَرِثُونَ ٱلأَرْض"  يرثون من أبيهم ما يحصله غيرهم بقوة أيديهم، فاستعار المسيح مواعيد العهد القديم  ليعبر بها عن مواعيد العهد الجديد. فقد عبر بإرث اليهود أرض كنعان عما يشتمل على البركات الزمنية (إشعياء ٦٠: ٢١). ولكن كان الوعد لهؤلاء بجزء من الأرض، وأما للودعاء فبالكل. ونتعلم من هذا أن القوة التي ستغلب الأرض هي قوة الوداعة والمحبة، التي تتقدم رويداً رويداً في العالم، وتغيِّر صورة الهيئة الاجتماعية (رو 4: 13) .فانه ليس بالناموس كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا للعالم، بل ببر الايمان.  "  وأما روح الخصومات فيهيج الغضب، ويكلف صاحبه تضحية ماله ووقته وراحة باله بدون أن يبلغ مقصده. ويحتمل أن الوعد بالأرض يتضمن أيضاً الوعد بكنعان السماوية ، التي كانت كنعان الأرضية رمزاً لها. وهذا هو عهد الرب  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان المسيح شبه المساكين بالروح بالودعاء . اما المساكين بالروح فهم الكاملوا الرأي الذين طرحوا عنهم كل العالميات . والودعاء هم الشريفوا النسب والكثيروا المال فيجب على هؤلاء ان يقرنوا هذا الشرف بالوداعة لان الوداعة غاية الكمال . ويراد بالوديع ذلك الذي يحسب ذاته احط مما هو وعليه . ويسمى وديعاً ذلك الملتهب حرارة في عمل الصالحات والمتجنب عمل الطالحات . اما الارض فلم يقصد بها ارضنا هذه مصدر الاوجاع والاحزان والالام . ولا ارض الفردوس . ولكن تلك التي فوق الرقيع والتي لا يلحقها الم وحزن مخلوقة لحياة وتنعم الابرار . واليها اشار داود قائلاًً : ” آمنت ان ارى خيرات الرب في ارض الاحياء ” . وهي التي سيصعد اليها الابرار بعد القيامة العامة فيتنعمون فيها بلا انتهاء ويبقى الاشرار في هذه الارض معذبين دائماً . لماذا يسمى الرقيع ارضاً ؟ فنجيب لكي يثبت لنا بالشيء المنظور ما هو غير منظور.

تفسير (متى 5: 6) : 6 طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "لِلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاش" كما يشعر الإنسان بالجوع والعطش الجسداني ويسعى باستمرار لإشباع هذا الجسد ورغباته الأهرى بكل الوسائل.  ولكن احتياج إلى الطعام والشراب يكون أشد من غيره، ويسبِّب ألماً قوياً إذا طالت مدته  لهذا إختار الرب  يسوع تشبيه الجوع والعطش ليشير إلى أن هناك نفس الإحتياج موجود فى الإنسان ولكن ليس للجسد ولكن للروح  التى تحتاج إلى غذاء وشراب روحي. ومن يترك روحه بلا غذاء ولا شراب، تضعف الروح ويضعف تأثيرها على الجسد وتفقد قدرتها على قيادته. وهنا نتوقف عند السامرية التى لم تعرف الرب ولكن تسمع عنه وعندما قابلته تغيرت جياتها تماما لأنها إمتلأت من الماء الحى والروح تتغتذي بكلام الرب  وترتوي من مياه النعمة، أي من سكيب الروح القدس. وكما ينموا الجسد من الغذاء والماء تنموا الروح  في معرفة الله وفي محبته. وهذا هو معنى الجوع والعطش إلى البر الذي في المسيح. ومن المعروف إن الجياع والعطاش إلى تحصيل العلوم ومقتضيات الحياة الدنيا وحشد الأموال وإحراز المكانة الإجتماعية وإمتلاك الأراضى والمساكن وغيرها كثيرون جدا ، ولكن الجياع والعطاش إلى البر قليلون.
الجياع والعطاش  يشتاقون كل الاشتياق إلى الموهبة الإلهية. ياـى وقت للإنسان يرى حالته المذرية البعيدة عن الرب فيقول كما قال الإبن الضال " أقوم وأذهب إلى أبى " لأنه رأى نفسه خالية من البر وأن العالم ليس فيه كل ما يحتاجه . فلو قال المسيح «طوبى للأبرار» لما وُجد من يتقدم لنوال البركة الموعودة، ولذلك قال «طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْبِرِّ» لأنه كما أن الذي يتعرض للجوع والعطش لا يفتكر بشي. غيرهما، هكذا الجياع والعطاش إلى البر لا يبالون بالأمور الدنيوية. وهذان الشعوران علامة الحياة الروحية التي لا تكون إلا في الذين وُلدوا ثانية من الروح القدس (يو 3: 3- 5) (يوحنا ٣: ٣، ٥).  اجاب يسوع وقال له:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله». قال له نيقوديموس:«كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ؟ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية ويولد؟»  اجاب يسوع:«الحق الحق اقول لك: ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. "
2) "ٱلْبِرِّ " .. البر يعنى لا يخالطة إثم ليس المقصود هنا بر الناموس، بل بر الله (إشعياء ٥١: ٥ ودانيال ٩: ٢٤) وهو يتضمن الصدق فى تنفيذالتعاليم المسيحية والقداسة والتسليم التام لإرادة الله.
3) "يُشْبَعُون" لا قيمة في عيون الجياع والعطاش إلا لما يشبعهم ويرويهم. ولذلك وعدهم بمقتضيات الحياة الروحية، ليشبعوا مما كانوا يتوقون إليه ويحتاجونه. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فالجوع والعطش يحصلان لاسباب عديدة منها عدم وجود القوت الطبيعي أو الصوم الاختياري الطويل لأجل البر . او الى معرفة الله والتعليم . فهنا لا يعطى الطوبى للجياع والعطاش بالجسد لكن للجياع والعطاش الى معرفة الله وعلم الحياة . اما البر فيراد به على رأي البعض الاعمال الصالحة . اما الانجيلي فيريد بالبر هنا العدالة التي من مقتضاها ان يعطي لكل ذو حق حقه وهي ضد الظلم . ويراد بالبر حفظ الوصايا الالهية ومحبة الفضيلة . لذلك فان مخلصنا سمى ذاته البر والعدل . كقول بولس : ” انه هو قد صار لنا عدلاً وبراً وقداسة ” ( فيشبعون ) أي من اللذات التي لا توصف في الملكوت .

تفسير (متى 5: 7) 7 طوبى للرحماء لانهم يرحمون.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الاية مقتبسة من (مز 41: 1) طوبى للذي ينظر الى المسكين.في يوم الشر ينجيه الرب. "
1) "لِلرُّحَمَاء" الرحمة هى نوع من أنواع المحبة يسمى "تعب المحبة" وكمجتمع كامل نكمل بعضنا بعضا ولمن حولنا وها هو بولس الرسول يطلب من الرب أن يعطى رحمة (2تيمو 1: 16)  ليعط الرب رحمة لبيت انيسيفورس، لانه مرارا كثيرة اراحني  " (عب 6: 10) لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه، اذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم "

والرحمة

مستمدة من الرب ( لو 6: 36) "فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم." والرب يريد منا رحمة قبل تقديم الذبيحة (مت 12: 7) اني اريد رحمة لا ذبيحة لما حكمتم على الابرياء!" .. والرحمة ليس نفضل منا ولكنه شدادا لدين كما وردفى مثل العبد القاسى (مت 18: 23-34)

تنبع الرحمة من القلب وهو شعور قوى داخلى يعبر عنه فى قول العامةة "فى قلبه رحمة" والرحمة هى التعطف والشفقة  والتى ينتج عنها الإحسان الرحمة هى أيضا رقة في القلب يلامسها الألم حينما تدرك الحواس أو يتصور الفكر وجود الألم عند شخص آخر أو يلامسها السرور حينما تدرك الحواس أو يتصور الفكر وجود المسرة عند شخص آخر  وفى هذا يقول بولس الرسول   (رومية 12: 15) "فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين." ورحمة الرب هى الغفران وقد وضعت الكنيسة القبطية هذه الاية ليكون لحنا شهيرا يحفظة الأقباط الذى يقال دائما فى الصوم الذى قبل القيامة : " طوبى للرحماء على المساكين فان الرحمة تحل عليهم و المسيح يرحمهم فى يوم الدين و يحل بروح قدسه فيهم . "

والذين ليس عندهم رحمة أوردهم بولس مع الذين أسلمهم الرب لذهن مرفوض  (رو 1: 28- 32) اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق. 29 مملوئين من كل اثم وزنا وشر وطمع وخبث، مشحونين حسدا وقتلا وخصاما ومكرا وسوءا، 30 نمامين مفترين، مبغضين لله، ثالبين متعظمين مدعين، مبتدعين شرورا، غير طائعين للوالدين، 31 بلا فهم ولا عهد ولا حنو ولا رضى ولا رحمة. 32 الذين اذ عرفوا حكم الله ان الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت، لا يفعلونها فقط، بل ايضا يسرون بالذين يعملون.

الرحماء على المساكين هم الذين يحبون الغير، ويشاركون الناس في مآسيهم وضيقاتهم وفقرهم ، والرحمة لا يعنى الإحتياجات الجسدية فقط ولكن شعور الرحماء يمتد  معهم بالاحتياجات الروحية والجسدية. ورحمتهم فعالة (أيوب ٢٩: ١١ - ١٦ ومتّى ٥: ٤٤ - ٤٧ و١٠: ٤٢) ومصدر هذه الرحمة قلب الله، ورحمتنا قطرة من بحرها. وما نفعله من الرحمة نحو البشر لنطيعه ونرضيه يحسبه كأننا عملناه معه.
2) " يُرْحَمُون" الرحمة التي يرحمون الغير بها يرحمهم الله بها، ليس على سبيل الأجرة، لأن للمستحقين لهم أجرة لا رحمة. فالله يحبهم ويرحمهم مجاناً، وهم يرحمون دائماً، ويرحمهم الناس غالباً. ولا رحمة لمن لا يرحم ولا يغفر للمذنبين إليه. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

الرحمة تقال على ثلاثة انواع : مادية كاعطاء الصدقة واغاثة الضعفاء واشباع الجياع . ونفسانية كالعفو عمن اخطأ في حقه ومسامحة الاعداء . وروحانية وهي الترحّم على الضالين وهديهم وتعليم ناقصي الرأي وتقريبهم الى الله . فهذه تشبه رحمة الله الذي يترحم بها على المخلوقات . ثم ان المسيح لم يعط الطوبى فقط للذين يصنعون الرحمة فعلاً لكن للذين يترحمون بالفكر على المساكين والغرباء والمذنبين والمديونين والذين يريدون عمل الرحمة وليس في امكانهم ذلك والذين يترحمون على انفسهم مبتعدين عن الخطايا لئلا يهلكوا والذين يتألمون مع المتألمين ويحزنون مع الحزانى . لان الرحمة يراد بها الحزن الاختياري على شرور القريب لان الارادة المملوءة محبة تتألم مع المتالمين . ثم ان الرحمة هي رأس الفضائل النفسانية ومصدرها الله .

تفسير (متى 5: 8)  8 طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

"قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدد في أحشائي" (مز50: 10).
1) "لِلأَنْقِيَاءِ ٱلْقَلْبِ " وصى الرب قائلًا: "فوق كل تحفظّ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة" (أم4: 23)، نقاوة القلب هي خلوه من الشر، ومن نوازع الشر، ومن محبة الخطية، ومن الميل إليها. ولن يصل الإنسان إلى هذه المرحلة إلا إذا امتلأ قلبه من محبة الرب ، ومحبة البر.. أي إذا امتلأ من الروح القدس. وتظهر نقاوة القلب في المزمور بقوله: "من يصعد إلى جبل الرب، أو من يقوم في موضع قدسه. الطاهر اليدين، النقي القلب" (مز23: 3، 4) أى الذى يجهز نفسه وجسده وروحه لملاقاة الرب فى مسكن الرب اى الكنيسة  وهناك يسلم قلبه للرب حينما يقول له  (أم 23: 26): يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي. "
كان القديس الأنبا أبرام أسقف الفيوم يظل طوال الليل يردد هذه العبارة في صلاته: "قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيماً جدد في أحشائي" إدراكًا منه لأهمية نقاوة القلب في السعي نحو ملكوت السماوات.

وداود مثل واضح للنقى القلب وهو الذى يصنع مشيئة الرب   (أع 13: 22) ثم عزله وأقام لهم داود ملكا، الذي شهد له أيضا، إذ قال: وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي، الذي سيصنع كل مشيئتي.
ويلزم لاقتناء نقاوة القلب أن يقتنى الإنسان نقاوة الحواس. وأن يحفظ حواسه الجسدية من العثرات والشرور.. وأن يمتلئ بالروح القدس وتتقوى حواسه الروحية وتنمو، وتستنير بالنعمة وتصير قادرة على التطلع نحو السماويات. والحواس هي أبواب القلب فلكي يحفظ الإنسان قلبه الداخلى ينبغي أن يحفظ حواسه الخارجية. ومن هذه الحواس العين والعين هي إحدى الحواس الخمس في الإنسان.: "سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرًا. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلمًا، فإن كان النور الذي فيك ظلامًا، فالظلام كم يكون؟" (مت6: 22، 23).
وكان اليهود يتشددون فى التطهير وغسل الأيدى والمظاهر ولكنهم لا يهتمون  بما يفعلونه او يفكرون به فى قلوبهم (لو 11: 39) "وفيما هو يتكلم ساله فريسي ان يتغدى عنده فدخل واتكا. 38 واما الفريسي فلما راى ذلك تعجب انه لم يغتسل اولا قبل الغداء. 39 فقال له الرب: «انتم الان ايها الفريسيون تنقون خارج الكاس والقصعة واما باطنكم فمملوء اختطافا وخبثا. "

صفات القلب النقى

لقلب النقى يبدأ بحياة التوبة التى هى المعمودية الثانية” اطرحوا عنكم كل معاصيكم التى عصيتم بها واعملوا لأنفسكم قلبا جديدا وروحا جديدة”(حز18: 31).
” وأرش عليكم ماء طاهراً فتتطهرون من نجاستكم. ومن كل أصنامكم، أطهركم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحى فى داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحى فى داخلكم وأجعلكم تسلكون فى فرائضى”(حز18: 31).
القلب النقى هو الذى طلبه داود النبى فى توبته” قلبا نقياً اخلق فيا يا الله وروحا مستقيما جدده فى أحشائى”(مز50).
القلب النقى يحب طريق الله ويسلك فى وصايا الله عن رضى وتصير حياة البر شهوة قلبه.
القلب النقى ” لا يحب العالم ولا الأشياء التى فى العالم”(1يو2: 15).” لأن محبة العالم هى عداوة لله”(يع4: 4).
القلب النقى لا يعبد سيدين إما الله وإما المال.

القلب النقى  هو فى” الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح. والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر”( لو6: 5) وأيضا” من فضلة القلب يتكلم اللسان”.

2) " لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ"  هذا التطويب بوعد من الله بمكافأة عظيمة جداً بأن يتمتعون بمعية الوجود فى حضرة الله ويتمتعون بوجوده معهم فى حياتهم

 ٱللّٰه أي سيقفون أمامه كأصدقائه وأصفيائه، ويدركون صفاته تماماً، وينالون القرب إليه. وكما أن الذين ليسوا أطهاراً حسب الشريعة الطقسية لا يمكنهم أن يدخلوا هيكل الله على الأرض، هكذا القلب غير الطاهر من الداخل لا يدخل هيكله السماوي ليتمتع بحضرته الإلهية.
يحسب الناس المثول بحضرة الملوك الأرضيين من أعظم الإنعام، فكم تكون نعمة الذين في حضرة ملك الملوك إلى الأبد! (٢ملوك ٢٥: ١٨). وقال يوحنا الرائى «وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ» (رؤيا ٢٢: ٤) فهم يبتدئون «يُعَايِنُونَ اللهَ» هنا (أفسس ١: ١٨) ويعاينون في ما بعد «وَجْهًا لِوَجْهٍ» (١كورنثوس ١٣: ١٢).
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي الانقياء في انفسهم وضمائرهم وقلوبهم والمعتوقون من كل الشرور ورجاسة الخطيئة فهذه هي طهارة القلب . اما طهارة الجسد فهي الاغتسال من الوسخ ، وإن كانت هذه جيدة اذ يتنقى بها الجسم من الاوساخ والاقذار ، الا ان المسيح لم يعط الطوبى لفاعلي هذه لكن لطهارة النفس لانه بطهارتها يتطهر الجسد ايضاً . فكيف يعاينون الله وقد قال عز وجل لموسى : ” انه لا يمكن ان يراني احد ويعيش ” وكذلك قال يوحنا : ” ان الله لم يره احد قط “. فنجيب ان هذا قد قيل عن الرؤية الطبيعية لان طبعه خفي . وقالوا ان معرفة الله بالنظر الى طبعه واقنومه تفوق ادراك العقول البشرية . فاذاً معنى قوله يعاينون الله هو ان طاهر القلب يشترك بالمعارف الالهية ويقتني حياة عديمة الفساد والملكوت . ان الحياة الغير الزائلة والنور الحقيقي يسميان النظر بالله . فالمعاينة اذا معناها الاشتراك . كقوله يوخذ المنافق لئلا يعاين المجد ومعناه لئلا يشترك بالمجد ثم نقول ان الله قد خلقنا على صورته كالشمع الذي ترتسم فيه صورة الخاتم المحفور وغيره اذا طبع به . اما نحن فباعمالنا الشريرة اخفينا هذه الصورة كالصدأ الذي يخفي شكل الحديد . فالذي ينظف قلبه من الآثام فهذا يعاين صورة الطبع الالهي كالحديد الذي يزول عنه الصدأ فيعود الى لمعانه . فلنطهر  قلوبنا اذاً لنستحق الطوبى والتلذذ بالنظر الى وجه الله . ان النظر على ثلاثة انواع : بالحواس والعقل والايمان . اما الله فبالايمان يرى فقط ، وقد يرى في افعاله كقولهم ان من يريد البحث  عن الله فيمكن ان يتحقق وجوده من مخلوقاته . فإله النظر هو القلب الطاهر الغير المائل الى الارضيات . ويسمى النور نظراً كقوله أنر عيني لأعاين الباهرات التي في ناموسك . 

  تفسير (متى 5: 9)  9 طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) لِصَانِعِي ٱلسَّلاَمِ " أطلق على المسيح لقب ملك السلام و "رئيس السلام" (إش6:9)، وقد رنمت له الملائكة ليلة ميلاده "عَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ" (لو14:2). وفى الموعظة على الجبل شريعة المسيحية الروحية هو الذي علَّم قائلًا: "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ"(مت9:5). وقال أيضًا: "مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ.... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (مت5: 39 – 45). فرسالة المسيح ضد العنف والقتل والسيف... المسيح لم يدعو تلاميذه الى التسلّح، نتابع الأحداث اللاحقة لقوله في انجيل لوقا (22: 47-51) وباقي الأناجيل. عندما أتى رؤساء الكهنة والكتبة والجند وألقوا القبض على المسيح، بحضور التلاميذ  (الأمر المذكور في نفس الاصحاح). قال تلاميذه " يا رب أنضرب بالسيف" ( لوقا 22: 49 ). ودون أن ينتظروا جواب  المسيح على سؤالهم، تسرّع بطرس، فضرب بسيفه عبد رئيس الكهنة ، فقطع أذنه. لكن المسيح رفض استخدام السيف، ثم أعاد أذنه مكانها بشفاءه (لوقا 22: 51) . وفي سرد البشير لنفس الحادثة، فانه بعد قطع أذن عبد رئيس الكهنة ، قال المسيح للضارب بالسيف "رد سيفك الى مكانه، لأن كل الذين يأخذون السيف، بالسيف يهلكون" (متى 26: 51-54). هذا هو رأي المسيح بالعنف . العنف لا ينهي العنف. وسفك الدم لا يوقف سفك الدم.  بل العنف يولّد المزيد من العنف. لهذا منعهم من استخدام السيف. فالمسيح لم يأتي ليهلك أنفس الناس بل ليخلّصها . يخبرنا تاريخ الكنيسة الأولى ولهذا فإن تفسير ألاية  "ومن ليس له، فليبع ثوبه ويشتر سيفا" (لوقا 22: 36)، هو تعبير مجازى يعنى سيف الروح الذى أشار إليه بولس الرسول فى محاربتنا ضد أجاند الشر الروحية

2) "أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ يُدْعَوْن" ذكرنا أن أتقياء القلب يعاينون الله، فمن هم الذين يعاينونه إلا أن يكونوا الذين يدخلون إلى حضرته. هم أيضا صانعو السلام هم أبناؤه. وتنفيذ تعاليم يسوع ووصاياه هو يصنع بر (إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا عن كل من يصنع البر مولود منه) (1 يو 2: 29).والذين يصنعون السلام بين الله والناس وبين الناس وبعضهم البعض ينتقل من مرحلة العبودية للرب إلى مرحلة البنوة فيسوع علمنا فى الصلاة أن نقول "ابانا الذى"  (إذن لست بعد عبدًا، بل ابنًا فان كنت ابنًا، فوارث لله بالمسيح) (غلا 4: 7)

كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيئة، لأن زرعه يثبت فيه. ولا يستطيع أن يخطئ، لأنه مولود من الله. بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون). كل من لا يفعل البر فليس من الله) (1 يو 3: 9، 10) ويكرر معلمنا يوحنا الحبيب هذا المعنى في الإصحاح الخامس من رسالته فيقول (نعلم أن كل من ولد من الله لا يخطئ، بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه) (1 يو 5: 18). (ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات) (مت 7: 21). (لأن من يصنع مشيئة أبى في السموات هو أخي وأختي وأمي) (مت 12: 50)

فمن يدخل الملكوت لا يكون عبدا محتقرا ، لأنه يقول عنهم إنهم عملوا عمله، وإنهم مشابهون له ومستحقون أن يدعوا بنيه. (لأن كل من ولد من الله يغلب العالم) (1 يو 5: 4). وقد  ظنَّ اليهود أن المسيح سيأتى قائدا محاربا يقودهم  فى الحرب والحرية من الإحتلال الرومانى ، وأن الذين يحرزون قصب السبق في الجهاد والانتقام من الأمم بسبب تعدياتهم على إسرائيل يجازون خير جزاء. ولهذا لم يصدقوا ان يسوع هو المسيح فلم يؤمنوا به لأن المسيح يقول : طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون .. فلم يعد عهد البنوة للرب هم بنو يعقوب فقط أى بنوا إسرائيل بل لكل صانعى السلام حتى ولو كانوا من الأمم وبلا شك صنعى السلام هم المسيحيين . الذين يبذلون كل جهدهم في إخماد الخصومات ومصالحة المتخاصمين. وعلى ذلك فالذين يبشرون بإنجيل السلام ويجتهدون في المصالحة بين الله والإنسان (ينبغي كما سلك ذاك هكذا تسلك أنت أيضًا) (1 يو 2: 6). وبين الإنسان والإنسان هم صانعو السلام، لأن هذه المصالحة استعداد لمصالحة الناس بعضهم بعضاً. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

السلامة هي اتفاق الارادة التامة بالمحبة . اما مفاعليها فهي المحبة والامن والاتفاق والمودة . وعكسها الشكوك والاضطراب . واسباب الاضطراب الاعين الشريرة والشفاه الناطقة بالسفه والرذائل . اذا يسمي فاعلي السلامة أولئك الذين يبطلون القتال ويسكنون الخصومات والذين يجعلون السلام بين النفس والجسد . لان الروح تشتهي ما يضر الجسد . وفاعل السلامة هو ذاك الذي يلقي الصلح بينه وبين الاخرين . ورب معترض يقول كيف يصير ابن الانسان ابن الله ؟ فنجيب ان ذلك انعام انعم الله به عليه كما قد انعم عليه في البدء بالحرية والسلطة الدانية وعدم الموت . اما البنوة فهي ان الانسان بكونه مائتاً وفاسدا وزمنياً وهو في الوقت نفسه مركب من غير مائت وغير فاسد وابدي . فالاجدر به ان يكون الانسان الهياً . لانه قد استحق ان يصير ابن الله وشريكاً في كرامة الآب كالبنين الجسديين الذين يرثون غنى ابائهم .

تفسير (متى 5: 10)  10 طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٢ كولوسي ٤: ١٧ و٢تيموثاوس ٢: ١٢ و١بطرس ٣: ١٤
1) "لِلْمَطْرُودِينَ" لبر أو تطبيق الحياة المسيحية فى الحياة يظهر إختلافا فى المجتمع فيري الأشرار أنهم سيئون فيبدأ إضطهادهم للأبرار لمسيحيين  المولود أعمى الذي شفاه السيد المسيح طرده اليهود خارج المجمع لأنه دافع عن الذي شفاه وشهد للحق. وقد تعرض للشتم ثم طردوه خارجًا. فوجده يسوع وأعطاه المزيد من النعمة والبركة بأن أعلن له أنه هو ابن الله. فآمن الرجل بالمسيح وسجد له.
لقد كافأه السيد المسيح على ما تعرض له من تحقيقات وتعييرات انتهت بطرده من الجماعة، فمنحه أعظم عطية في الوجود وهى: معرفة ابن الله الوحيد والإيمان به.. هذا هو الطريق المؤدى إلى الحياة الأبدية.
وعندما قُتل إسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء خارج مدينة أورشليم، حدث اضطهاد على الكنيسة في أورشليم فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة. وبدأت الكنيسة تنتشر خارج أورشليم (انظر سفر أعمال الرسل الأصحاح الثامن).

اوهناك أنواع من الإضطهاد منها "الطرد" وكان فى القديم يسمى السبى وعرف فى التاريخ بالسبي البابلي Babylonian Exile، هي فترة في التاريخ اليهودي تم فيه أسر يهود مملكة يهوذا القديمة.

 السبي الأول (606 ق.م.):  نقرأ في سفر دانيال "في السنة الثالثة من ملك يهوياقيم ملك يهوذا، ذهب نبوخذنصر ملك بابل إلى أورشليم وحاصرها" (دانيال 1: 1) وأخذ معه بعض آنية بين الله وبعض أفراد من النسل الملكي وشرفاء يهوذا، وكان من بينهم دانيال النبي ورفقائه وتاريخ الجزء الأخير من حياة يهوياقيم يبدو غامضًا ، إذ يذكر سفر الملوك الثاني أن يهوياقيم - بعد أن ملك 11سنة- أضطجع مع آبائه (2مل 24: 5 و6) . ونفهم من ذلك أنه مات ميتة طبيعية، ولكن يبدو مما ذكرناه من سفر دانيال، أن السبي الأول كان يشمل يهوياقيم نفسه، وهو ما يؤكده سفر الأخبار حيث يقول: "عليه صعد نبوخذنصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابل" (2أخ 36: 6)، ويضيف سفر الملوك: "ولم يعد أيضًا ملك مصر يخرج من أرضه لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلى نهر الفرات، كل ما كان لملك مصر" (2مل 24: 2). وتحسب مدة السبعين سنة من سنة السبي الأول (606ق.م).

السبي الثاني (597 ق.م):
جاء نبوخذنصر بنفسه في أثناء حصار عبيده لأورشليم، فاستسلم له يهوياكين، فأخذ نبوخذنصر ملك بابل، الملك يهوياكين وأمه وعبيده ورؤساءه وخصيانه وجميع جبابرة البأس "عشرة آلاف مسبي، وجميع الصناع والأقيان. لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض" كما حمل معه "كل خزائن بيت الرب وخزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك، وكسَّر كل آنية الذهب التي عملها سليمان ملك إسرائيل في هيكل الرب، كما تكلم الرب.. وجميع أصحاب البأس سبعة آلاف، والصناع والأقيان ألف، وجميع الأبطال أهل الحرب، سباهم ملك بابل إلى بابل. وملَّك ملك بابل متنيا عمه عوضًا عنه وغَّير اسمه إلى صدقيا" (2مل 24: 10-17) وعاش يهوياكين الملك المسكين 37سنة أسيرًا في بابل. ويبدو أنه كان يحظى باحترام وولاء المسبيين الذين عاش بينهم، إلى أن رفع أويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين من السجن (2مل 25: 27-30).
وكان إجلاء الأمراء والصناع والأقيان هو موضوع رؤية إرميا لسلتي التين، اللتين كان في إحداهما تين جيد جدًا، وفي الأخرى تين ردئ جدًا لا يؤكل من رداءته (إرميا 24: 1-3). فالتين الجيد هم المسبيون من يهوذا الذين أُخذوا إلى أرض الكلدانيين للخير، أما التين الرديء فهم الملك صدوقيا والأمراء والباقون في أورشليم الذين كانت تنتظرهم دينونة قاسية حتى يفنوا عن وجه الأرض (إرميا 24: 4-10).

و"الطرد"  ويسمى "التهجير القسرى"  فى العصر الحديث هو نوع من انواع الإضطهاد الدينى الكثيرة حيث يتم بإخلاء الأرض من المسيحيين وقبل التهجير القسرى يستولى المسلمون على الأرض والأملاك والأموال والنتيجة يتشرد المطرود فى مدن أخرى أو بلاد أخرى بلا مال بلا سند إجتماعى .. ألخ وإذا كان المطرود طرد من مسكنه وأرضه إلى بلد أخرى فى وطنه فهو يعيش مذلولا يعانى من شروط المواطنة من الدرجة الثانية وإذا طرد ن وطنه كاملا فهو يعيش مشردا فى خيام

 التهجير القسرى هو "ممارسة ممنهجة تنفذها حكومات أو قوى شبه عسكرية أو مجموعات متعصبة تجاه مجموعات عرقية أو دينية أو مذهبية بهدف إخلاء أراض معينة وإحلال مجاميع سكانية أخرى بدلا عنها"
ويكون التهجير القسري إما مباشرا أي ترحيل السكان من مناطق سكناهم بالقوة، أو غير مباشر، عن طريق دفع الناس إلى الرحيل والهجرة، باستخدام وسائل الضغط والترهيب والاضطهاد.
وهو يختلف عن الإبعاد أو النزوح الاضطراري أو الإرادي، باعتبار أن التهجير يكون عادة داخل حدود الإقليم، بهدف تغيير التركيبة السكانية لإقليم أو مدينة معينة لاسباب قهرية.

ويعرف القانون الدولي التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
ووفق ما ورد في نظام روما الإنساني لـ المحكمة الجنائية الدولية، فإن "إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين يشكل جريمة ضد الإنسانية".
ك يعد التهجير القسري جريمة من الجرائم ضد الانسانية العشرة والمنصوص عليها في المادة 7 من المحكمة الجنائية الدولية وتنص الفقرة (د) منها على أن «يعنى ”إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان“ نقل الأشخاص المعنيين قسرا من المنطقة التي يوجدون فيها بصفة مشروعة، بالطرد أو بأي فعل قسري آخر، دون مبررات يسمح بها القانون المحلى والقانون الدولي؛ وتدخل في تعريف الإخلاء القسري عناصر شتى منفردة ومجتمعة - نذكر بعضا - منها : • تنفيذ الطرد دون إمكانية الطعن في عملية الإخلاء القسري، ودون مراعاة الأصول القانونية وعلى نحو يتجاهل التزامات الدولة الوطنية والدولية. • ومنها أيضا تنفيذ الإخلاء أو التهجير ونقل السكان سواء باستخدام القوة أو بدونه. • الصراعات السياسية والإثنية التي تلجأ إلى عمليات الإخلاء والتهجير القسري، وهدم المنازل والترحيل، بوصفها سلاحاً من أسلحة الحرب، لأغراض التطهير العرقي ونقل المجموعات السكانية. • الإجراءات العقابية والثأرية المندرجة في إطار "القانون والنظام" وتنتهك عمليات التهجير القسري أو الإخلاء القسري أو نقل السكان أو إبعادهم قسريا، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مجمل طيف الحقوق المدنية، والثقافية، والاقتصادية، والسياسية والاجتماعية المكرسة في الصكوك الدولية، بما في ذلك: الحق في الحياة (المادة 6 فقرة 1). عدم الخضوع لمعاملة قاسية، أو لا إنسانية أو مهنية (المادة 7 ). حق الشخص في الأمن على شخصه (المادة 9-1 ) حرية التنقل واختيار مكان الإقامة (المادة 12-1). حق الشخص في عدم التدخل في خصوصياته أو شؤون أسرته أو بيته (المادة 17 ). الحق في الانتصاف الفعال (المادة 2-3 و 26 )، الحق في مستوى معيشي ملائم، بما في ذلك الحق في سكن وغذاء وماء ومرافق صحية ملائمة المادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقرارات مجلس حقوق الإنسان ذات الصلة).الحق في الصحة (المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية). الحق في التعليم (المادة 13 المرجع نفسه) الحق في العمل (المادة 6-1 المرجع نفسه) الحق في الملكية (المادة 17 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) المساءلة والحماية التشريعية وسبل الانتصاف القضائية • ينبغي أن تطبق معايير حقوق الإنسان الدولية الملزمة قانوناً على نحو مباشر وفوري في النظام القانوني المحلى لكل دولة طرف، بحيث يتمكن الأفراد من طلب إعمال حقوقهم والوصول إلى العدالة وأمام المحاكم والهيئات القضائية الوطنية (أنظر اللجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التعليق العام رقم 9 (1998) بشأن التطبيق المحلى للعهد). • وفى الواقع، يكمن تعزيز حظر عمليات الإخلاء القسري عند دمج مبدأ الحماية في القانون المحلى. وتتراوح هذه الحماية من الحق الصريح في حظر عمليات التهجير القسري المنصوص عليه في الدستور المصري إلى تنظيم الإجراءات القانونية الواجبة لمن هم مهددون بالإخلاء والتهجير القسري. وتنص المادة 63 من الدستور المصري على أن "يحظر التهجير القسري للمواطنين بجميع صوره وأشكاله ومخالفة ذلك جريمة لا تسقط بالتقادم". وأن يقوم البرلمان المصري بواجبه بتجريم كل هذه الأفعال وتوفير غطاء عقابي على هذه الجرائم وتوفير حماية قانونية لهذه الحقوق وتوفير ولاية قضائية قانونية لتحديد الواجبات، بدلا من اختصاص قضاء "المصطبة" والعشش". ستظل هذه الحقوق حقوقا بدون إنصاف وواجبات بدون
وينص الدستور المصري في المادة رقم (63) يحظر التهجير القسري التعسفى للمواطنين بجميع صوره وأشكاله، ومخالفة ذلك جريمة لاتسقط بالتقادم
وبالرغم من المواد الدستورية والدولية التي تمنع منعا باتا تهجير المواطنون الا انه في غضون الايام الاخيرة حدثت عمليات تهجير قسري باشرف ومساعدة الامن المصري ونذكر علي سبيل المثال وليس الحصر
الاولي حفظ تحقيق تعرية سيدة الكرم وهذه السيدة بعد ان عروها حرقوا بيتها حتي لاتعود الي قريتها ورغم ان القوات المسلحة اعاد بناء البيت الا انها لاتستطيع هي وزوجها وابنها واحفادها العودة الي قريتها خشية من تهديداهم بالقتل لان اساس المشكلة ابعاد الاقباط من قراهم فافتعلوا هذا الفعل الدنئ .
اما الحادثة الثانية كانت بسبب مشاجرة بين طفلين في شبين القناطر احدهما مسيحي والاخر مسلم لابن مؤذن احدي مساجد القرية وعليه امر واصر المؤذن الي طرد الاسرة المسيحية بالكامل من قرياهم وبيتهم وترك رب الاسرة عمله وتم تهجيرهم بمساعدة واشراف الامن رغم بكاء الاسرة وتوسلاتهم .
سبق هذه الحوادث كثير من اعتداءت مسلمين علي الاقباط في دهشور والعمرانية وفي عدة قري بالمنيا وبني سويف وانتهي الي تهجيرهم من بيوتهم وتركها او بيعها بارخص الاثمان بمساعدة الامن والجلسات العرفية المعروفة ببيت العائلة وتم تهجير عدد من الاسر القبطية
وخشية من قتل الاقباط و حرق بيوتهم اضطروا اسفين الي الرضوخ لاوامر الامن وتهديده بعدم حماية ابناءهم من الخطف او القتل
وليس من السهل ان تجد العائلات المطرودة اماكن تأويهم فالبحث عن مسكن اصبح من الصعب بل المستحيل لعائلة تفتقر الي المال ولا يجد العائل عملا يغطي معيشته واسرته وتكون النتيجة ضياع الاسر بالكامل في الشارع
والتاريخ يعيد نفسه فمنذ الاحتلال العربي لمصر كان كل هم المحتل العربي تهجير الاقباط من وطنهم وذكرياتهم ليستقلوا بالوطن وحدهم ويكون الوطن للمحتل دون اصحاب الوطن ونري في الاحداث التالية مثالا لذلك
2) "مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ " لا يطوِّب المسيح المطرودين لأي سبب، لكن بل المطرودين من أجل تمسكهم بالحق وأمانتهم لله ولواجباتهم. فليس كل من قتل شهيداً لمجرد القتل، بل من قتل لأجل الدين الحق.
لا يكلفنا المسيح أن نعرِّض أنفسنا للاضطهاد، ونهيِّج عليها مقاومة أعدائنا، بل يقول إنه إذا وقع علينا الاضطهاد ونحن مجتهدون في أن نعيش كمسيحيين، يجب أن نحسبه بركة.
3) "لَـهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَات" ومعناه (كما في ع ٣) أي أنهم يكونون مميَّزين في ملكوت السماء، فمطرودو الأرض لأجل الله يلقون الترحيب في السماء. والذين احتملوا المظالم لأجل الإنجيل برهنوا أنهم مسيحيون حقيقيون. فما أعظم الفرق بين تطويبات المسيح (ولا سيما الأخيرة منها) وما انتظره اليهود، فقد توقَّعوا الغلبة والمجد، ووعدهم المسيح بالعار والاضطهاد. والمسيح لا يخدع تابعيه بمواعيد فارغة.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

يريد بالمضطهدين الشهداء والمعترفين المطرودين من ابليس ومن القساة . ثم يسمي لكل شرف الفضيلة براً . ثم نقول ان هذه الطوبى الثامنة لها علاقة بالثماني السابقة كأنها هامة سائر التطويبات . فالى هذه الطوبى يشير داود النبي في المزمور الثامن وموسى النبي بواسطة الختانة في اليوم الثاني التي تقص وتقطع الجلود الميتة التي لبسناها بتجاوز الوصية . والطوبى الثامنة هنا تشير الى العودة الى السماء والى الطهارة الاولى . وممدوح هو هذا العدد الثامن في الناموس الكتبي وناموس الطبيعة وعند الحكماء الخارجين . وثمانية يحبها الله وهي احتقار النفس والحزن والتواضع والبر والرحمة والافكار النقية والسلامة والصبر . وثمانية يرذلها وهي الكبرياء والزنى النجسة والشراهة ومحبة الفضة والغضب والحسد والضجر . فكل من الثمانية الاولى هو دواء شاف لداء كل من الثمانية الاخرى . فتستقيم النفس ويكمل الجسد أي جسد الانسان المهتم بخلاص نفسه . فالكبرياء تخالفها حقارة الذات والاتضاع . والزنى تخالفه العفة وطهارة القلب . والمجد الباطل المشبه بالشجرة الغير المثمرة يضاده التذلل والمسكنة وهما الزرع الجيد وملح كل الفضائل . والشراهة تضادها الرغبة الشديدة في عمل البر والعدل . ومحبة المال تخالفها الرحمة والتصدق على المحتاجين . والكآبة المكدرة للعقل وجالبة الاضطراب للنفس تنافيها سذاجة الافكار وفرح القلب . والحسد ينبوع كل المشاجرات والخصومات تضاده السلامة والامن الذي يجعل الالفة بين المفترقين . والضجر مجلبة للاحزان والتكاسل يعالج بالصبر الذي هو أصل كل فضيلة .

تفسير (متى 5: 11)  11 طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

لوقا ٦: ٢٢ و١بطرس ٤: ١٣، ١٤
1) "طُوبَى لَكُمْ " بعدما وجَّه المسيح كلامه
بكلمة "طوبى" إلى التلاميذ،وإلى سامعيه فرداً فرداً. وهذا التصريح بـ "لكم" وإن لم يذكر إلا في التطويبة الأخيرة فهو مقصود في كل التطويبات، ولكل السامعين. وكلامه يدل على أنه لا بد من أنهم يعرفون ذلك بالاختبار. والمضطهدون الأولون كانوا اليهود غير المؤمنين. وفي هذا القول نبوة ووعد.
2) "عَيَّرُوكُمْ " أي شتموكم على مسمع منكم
أو تصلكم الشتيمة بطريق أو آخر ، ودعوكم بألقاب مهينة وشريرة. كل ذلك لكونكم مسيحيين.
3) "كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ " أي أنهم يقيمون عليكم الدعاوى الكاذبة، وينسبون إليكم كل أنواع الشر. وقد تمت نبوة المسيح كما يُعرف من تاريخ الكنيسة، إذ لم يبق نوع من الشرور إلا واتُّهم المسيحيون به.
4) "مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِين" أي لأنكم
مؤمنين بى وتلاميذي،  ولهذا فيجب أن تتوقعوا هذه المعاملة، ومع ذلك تحسبون أنفسكم مطوبين في قبولكم إياها. ومعنى «من أجلي» كما في العدد السابق. ولا نحسب مطوبين إذا انتقدنا الناس باستحقاق (١بطرس ٣: ١٣ - ١٨). ولكن إن كنا نتحمل الآلام من أجل البر فذلك يُحسب من أجل المسيح. وبمجرد صبر المسيحيين المضطهَدين وحِلمهم صدَّق كثيرون من المقاومين صحة المسيحية.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الشتائم والتعيير بالناس تؤلم الناس اكثر من الضربات . وكثير من الناس خنقوا انفسهم لانهم شتموا وتعيروا . ووضع هذا الطوبى اخيراً لصعوبته . لانه لا يقدر احد ان يحتمل الشتائم والتعيير ما لم يتمم التطويبات السابقة ومن يحتمل العار يجب ان يكون شجاعاً  ويحتمل كما احتمل ايوب الصديق من احبائه وداود النبي من شمعي.

 ( واضطهدوكم ) لأنهم كانوا مزمعين ان يرجعوا الشعوب من عبادة الاوثان الى الايمان بالآب والابن والروح القدس لذلك سار عليهم الاضطهاد (وقالوا عليكم كلمة سوء من أجلي ) اي لا لانكم مذنبين لكن لاجلي اذ ليس ما يقولونه عنكم حقاً كقول بولس الا يصيب احد منكم كعامل شرور لكن مثل المسيح .

تفسير (متى 5: 12)  12 افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

لوقا ٦: ٢٣ .(رومية ٥: ٣ ) "وليس ذلك فقط، بل نفتخر ايضا في الضيقات، عالمين ان الضيق ينشئ صبرا، 4 والصبر تزكية، والتزكية رجاء، 5 والرجاء لا يخزي، لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. "  (يعقوب ١: ٢)  "احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (١بطرس ٤: ١٣ )  بل كما اشتركتم في الام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين. . (متّى ٢٣: ٣٤، ٣٧ ) لذلك ها انا ارسل اليكم انبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة الى مدينة 35 لكي ياتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. 36 الحق اقول لكم: ان هذا كله ياتي على هذا الجيل! 37 «يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدو (أعمال ٧: ٥٢ ) اي الانبياء لم يضطهده اباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فانباوا بمجيء البار، الذي انتم الان صرتم مسلميه وقاتليه (١تسالونيكي ٢: ١٥) الذين قتلوا الرب يسوع وانبياءهم، واضطهدونا نحن. وهم غير مرضين لله واضداد لجميع الناس
 1) إفرحوا" تتضمن هذه ألآية نصحا وإرشادا مبيناً على ما قيل في الآية
(متى 5: 11) ، فضيقاتهم لا تستوجب الحزن والاحتمال بالصبر فقط، بل تستوجب الفرح والتهلل، "إفرحوا" هذا هو أمر المسيح لنا لأن ما يفعلوه معنا من إضطهادات فعلوه مع يسوع المسيح قبلنا (لو 23: 31) لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس؟» وكان التلاميذ فى الكنيسة الأولى يفرحون حينما يهانون من أجل إسمه الذى أطلق عليهم (أعمال ٥: ٤١ ) واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع، لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه
 2) " تَهَلَّلُوا " تَلأْلأَ مِنَ الفَرَحِ التهلل هو أقصى درجات الفرح  وهو عكس الشعور الإنسانى العادى الخوف والكآبة  الذى ينتاب الإنسان عند مواجهته لإنسان يشتمه ويعيره . وهذه الكلمات شجَّعت الملايين من المسيحيين  في إضطهادهم وضيقاتهم.
3) " لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيم " إن الاضطهادات بذاتها ليست سبباً للفرح، ولكن نتيجتها الموعود بها تسبب ذلك، وتُسمَّى هذه النتيجة أجراً، ليس كأنهم استحقوها، ولكن كأنها ربح يقابل ما خسروه .. هذه الضيقات تشير إلى تمسك الإنسلن المؤمن بالمسيح بالمسيح ذاته وتطبيقه لتعاليمه فيظهر بذلك المسيح فى اعمالنا
4) "فِي ٱلسَّمَاوَات " وإذا كنا سنجد الفرح والتهللل فى الأرض فسيكون هناك أجرا أكثر فى السماء مما فى الأرض ، لأن الأرض مكان التعب والضيق. وأما السماء فمحل خير الجزاء. وقوله هذا لا يقتصر على أن هذا الأجر سيُعطى في مستقبل ما، بل يبين أنه يُعطى في دار الملك العظيم، وفي حضرته علامة لرضاه. فيجب أن يفرحوا في ضيقاتهم بسبب الأجر الجزيل المعيَّن لهم والمحفوظ لأجلهم. ومن وصفه بالعظمة يظهر أنه يفوق ضيقاتهم واستحقاقهم جداً.
5) " فَإِنَّهُمْ هٰكَذَا طَرَدُوا" حذر الرب بنى إسرائيل مما كانوا يفعلونه بانبياؤه (٢أخبار ٣٦: ١٦) فكانوا يهزاون برسل الله ورذلوا كلامه وتهاونوا بانبيائه حتى ثار غضب الرب على شعبه حتى لم يكن شفاء" ولم يكتفوا بذلك بل قتلوا الأنبياء (نحميا ٩: ٢٦ ) وعصوا وتمردوا عليك وطرحوا شريعتك وراء ظهورهم وقتلوا انبياءك الذين اشهدوا عليهم ليردوهم اليك وعملوا اهانة عظيمة

وليس هذا جديدا على اليهود الطاردون هنا الذين لم يؤمنوا. بالنسبة للكنيسة الأولى .. ولا أهل العالم فى الكنيسة فى الأجيال التالية .. المسلمين فى مصر
6) "ٱلأَنْبِيَاءَ ٱلَّذِينَ قَبْلَكُم " هنا أطلق يسوع صفة النبوة على التلاميذ أو ساواهم بانبياء العهد القديم وأصبح التلاميذ نواب جميع اليهود الأتقياء، وقد احتملوا نفس هذه الضيقات (عبرانيين ١١: ٣٥ - ٣٨). وأ‘طى المسيح بقوله هذا جعل مؤمني العهد الجديد خلفاء أنبياء العهد القديم في آلامهم ومجازاتهم. ولا شيء يقوي المؤمنين وقت الاضطهاد إلا شعورهم بأنهم أبرياء يفعلون البر والخير، وأن المسيح معهم، وأنه هو الذي يعزيهم. وقد جعل هذا التشجيع ملايين ينتصرون على الآلام والموت. فما حصلوا عليه في الماضي يجب أن يشجعنا حينما يهددنا الناس بالاضطهادات ، إن المسيحيين يشاركون في الآلام الأنبياء والرسل بل المسيح نفسه، لأنهم يشربون من الكأس التي شربها.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 في الحقيقة ان الرسل كانوا يبتهجون فرحاً عندما كانوا يشتمون لاجل المسيح وهذا القول عمّ جميع الذين يحتملون التجارب من اجل المسيح وقوله : ” هكذا اضطهدوا الانبياء من قبلكم ” لا يخصّ الرسل فقط بل المعلمين ايضاً فكأنه يقول لهم مثلما احتمل الانبياء من اجل الآب كذلك انتم لاجلي . وبهذا اعلن مساواته مع ابيه في العظمة والكرامة . وبقوله الانبياء الذين من قبلكم قد بيّن انهم انبياء ايضاً . ثم بعد ان علمهم الواجب عاد يمدحهم لئلا يضطربوا قائلين كيف يمكننا ان نكمل الوصايا التي قد وضعها والتي سيضعها  .

 

 

تفسير انجيل متى - الاصحاح الخامس

الموعظة على الجبل - ملح الأرض ونور العالم (متى5: 13-  16)

ملح الأرض ونور العالم

تفسير (متى 5: 13)  13 «انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " أنتم ملح ألأرض " يبين المسيح هنا علاقة تلاميذه بالعالم فيقول لهم أنتم ملح الأرض  لأنكم آمنتم بى فستصيرون ملح الأرض .. فما أنتم؟ ليس من تلقاء انفسكم  أو بقدرتكم ومهارتكم أو من نظامكم، ولكن من قوتي العاملة فيكم وهو لا يقصد التلاميذ كأشخاص لأنه فسرت فيما بعد بان الكلام والوعظ هو الملح ( كو 4: 6) " ليكن كلامكم كل حين بنعمة، مصلحا بملح، لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد."
2) "مِلْحُ ٱلأَرْض" ستكونون قدوة لى لأنى أمرتكم أن «كونوا قديسين لأني أنا قدوس» (1بط 1: 16) ذلك ليس في المستقبل بل الآن، كأن الانفصال بين العالم وأتباعه قد بدأ. ولا بد أن في هذا إشارة إلى تأثير كنيسته في المستقبل وقد إختار يسوع  يسوع الملح لأنه لا يوجد بيت لا يستخدم ملح ولا يوجد طام لا يضاف غلأيه ملج وقد ورد كلمة ملح فى تقديم الذائح (لا 2: 13) وكل قربان من تقادمك بالملح تملحه ولا تخل تقدمتك من ملح عهد الهك.على جميع قرابينك تقرب ملحا" واشار إليها يسوع فى  (مر 9: 50)  "وكل ذبيحة تملح بملح. 50 الملح جيد. ولكن اذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا تصلحونه؟ ليكن لكم في انفسكم ملح وسالموا بعضكم بعضا».كما أن تلاميذة صيادين يستخدمون الملح الذى على ضفاف بحر الملح (البحر الميت) فى تمليح كمية الأسماك الكثيرة التى مانوا يصطاونها نتيجة معجزات يسوع وقد غشتهر اليهود يتصنيع الأسماك المملحة المجففة التى كانت تباع فى روما والعالم بأسعار باهظة الثمن  وللملح فائدتان: (١) أنه يطيب الطعام به ولا يخلوا الطعام من الملح فلهذا فهو يستخده كل إنسان يوميا ولو بكميات صغيرة  و(٢) أنه يحفظ من الفساد ما هو قابل الفساد.وهذا هو تأثير الملح أى التلامبذ ومن يخلفوهم أى أنهم لهم تأثير الكنيسة التي تهب الجمال حيثما حلَّت، فهم المرشدين الروحيين الذين يقودون الناس بالروح القدس لشواطئ الأمان يحفظوهم من رياح الشرير الذى تهب عليهم وأفضل تأثير لهم توقيف ميل الناس إلى السقوط في هاوية الفساد. ومنفعة الملح واحتياجنا إليه تكمن فى الفائدة العظمى للكنيسة وتأثبرها في المجتمع والعالم. فإن الملح لا يفيد الطعام شيئاً ما لم يخالطه.
3) "وَلٰكِنْ إِنْ فَسَدَ " بُني الجزء الأول من هذا العدد على أن يقوم الملح بالفائدة المرجوة منه أى تأثيرة فى العالم . والجزء الثاني على فرض عدم حدوث تأثيرة وإنعزال العاكنيسة عن العالم فى مجتمع ضيق مغلق ، مع ذكر نتيجة ذلك. وفي قوله «إن فسد» فرض غير الواقع أى إن حدث ، لأن الملح الخالص لا يفسد. ولكن لو صح أنه فسد نتيجة للرطوبة أو إختلاطة بوساخات العالم أو هرطقة أأو سقوط .. ألخ تكون النتيجة كما ذكر. على أن الملح المجموع على وجه الأرض على ضفاف البحر الميت كثيراً ما يكون مخلوطاً بمواد تشبه الملح في الهيئة من معادن وغيرها ، فإذا ذاب الملح بالرطوبة بقيت تلك المواد كأنها الملح، ولكن لا ملوحة لها. ويُظهِر هذا التشبيه ما يترتب على عدم قيام المؤمنين بحفظ من حولهم من الفساد. وفساد الملح وفى ماذا يصلح ورد أيضا فى (لو 14: 34) الملح جيد. ولكن اذا فسد الملح فبماذا يصلح؟
4) "بِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ " أى لا يصلح لشئ وأي مادة أخرى لن تقوم مقامه؟ وماذا يحفظ ذلك الملح الذي فقد ملوحته من الفساد؟ ولوضوح الجواب لم يذكره المسيح، فمضمون سؤاله هذا أنه قد ضل معلمو الشعب ومرشدوه، فمن ذا الذي يهديهم؟  (إر 23: 1)" ويل للرعاة الذين يهلكون ويبددون غنم رعيتي يقول الرب " قال هذا ليُنهض ضمائر تلاميذه ليسهروا لئلا يضلوا (عبرانيين ٦: ١ - ٦).
5) "يُطْرَحَ خَارِجاً " عندما تتوقف الكنيسة أو بعض أعضائها عن أن تؤثر التأثير الذي أراده الله من وجودها لا تكون بلا نفع فقط، بل موضوع ازدراء الناس أيضاً.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان خواص الملح كثيرة فهو يجعل التافه لذيذاً . ويجذب الرطوبة المولدة للنتونة ويشدد الرخاوة . وكذلك انتم اجذبوا الناس وشددوا رخاوتهم ولذذوهم لكي لا يميلوا الى النفاق . وكما ان الملح يحفظ نفسه وغيره بلا فساد ونتونة ، هكذا انتم كونوا مهتمين بانفس بني البشر لكي لا ينتنوا في الخطيئة . وقد سمى المحبة ملحاً بقوله انتم ملح الارض ، اي انتم محبة الارض فيجب ان تكونوا محبين لكل الناس ، وكونوا في أمن مع بعضكم بعض

 ( فاذا فسد الملح ) اي هكذا انتم ان كنتم مجتهدين في الفضيلة فتنفعون انفسكم وغيركم ايضاً واذا كنتم غير فاضلين فلا تنفعون انفسكم ولا انفس غيركم . فالناس اذا فسدوا فيمكنهم ان يصطلحوا بكم . لكن اذا عرض لكم الفساد فتهلكون انتم وتهلكون معكم آخرين . ثم ان العامة وغير المعروفين اذا عرض لهم عارض وسقطوا فيكون لهم غفران اما المعلم اذا سقط فيشجب . فهذه ولو قيلت للرسل وحدهم ولكنها تخص خلفاءهم كالاساقفة ورؤساء البيعة . 

تفسير (متى 5: 14)  14 انتم نور العالم. لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " أَنْتُمْ نُور" الرب صانع النور فى العالم (تك 1: 3) "وقال الله: «ليكن نور»، فكان نور." فحينما يقول أنتم نور فهو يقصد أنه منذ هذه اللحظة أصبج التلاميذ نور العالم أى ينيروا طريق البشرية إلى الإله الحقيقى هذا تشبيه ثان لبيان وظيفة الكنيسة. يؤثر الملح داخلياً، ويؤثر النور خارجياً. وهو بركة أعظم من الملح، ومثل للحق والقداسة. فالكنيسة شعبا ورآسة نور لأنها تمنح العالم علماً، والنور هكس الظلمة أى الشلر والكنيسة تستمد نورها من الله (رؤ 22: 5) "ولا يكون ليل هناك، ولا يحتاجون الى سراج او نور شمس، لان الرب الاله ينير عليهم، وهم سيملكون الى ابد الابدين." فتشبه القمر الذي يستمد نوره من الشمس ويعكسه إلى الأرض (يعقوب ١: ١٧) وتبعث نوراً لأنها تتمسك بكلمة الحياة التي هي نور (مزمور ١١٩: ١٠٥، ١٣٠ وفيلبي ٢: ١٥ و١٦ و١بطرس ١: ١٩). وترسل نوراً بتعليمها وقدوتها. وأما النور الحقيقي فهو المسيح (يوحنا ١: ٩ و٨: ١٢).(مت 17: 2) وتغيرت هيئته قدامهم واضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور".(يو 12: 46) انا قد جئت نورا الى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة."  وأوضح الرب يسوع أن من لا يؤمن به يعيش فى الظلمة (يو 11: 10) ولكن ان كان احد يمشي في الليل يعثر، لان النور ليس فيه».(يو 12: 35) فقال لهم يسوع:«النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب."

والمسيحيون شركاء نوره (أفسس ٥: ٨) فيطلق هذا الكلام على الكنيسة بأسرها(مت 5: 16) فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات." وإذا كان العالم يعيش فى الظلمة وعلى المسيحيين. أن يظهروا نور المسيح وأن يُظهروا تأثيرهم وقدوتهم للعالم ليرى ذلك ويستفيد وإلا فلا نفع من النور أكثر من نفع الملح إن فسد. (أم 4: 18- 19) ،اما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل. 19 اما طريق الاشرار فكالظلام.لا يعلمون ما يعثرون به" (فى 2: 15) لكي تكونوا بلا لوم، وبسطاء، اولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو، تضيئون بينهم كانوار في العالم.  
2) "مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل" قصد الرب يسوع أن تكون كنيسته في تاريخ العالم بمنزلة مدينة على جبل مبنية على صخر الإسمان ، لأنها منارة العالم التى تبيد ظلمته. لأنها على جبل تكون ظاهرة ويلجأ إليها الجميع كل من يريد أن يعيش فى النور فكل ما حولها ظلاما

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي كما ان النور اذا اشرق يطرد الظلام هكذا انتم تطردون من الناس ظلام عدم المعرفة . ولم يقل لهم انكم نور مدينة واحدة او عشر مدن بل نور كل العالم معناه ان جميعكم نور واحد .

تفسير (متى 5: 15)  15 ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الاية التى اوردها متى فى الموعظة على الجبل وردت فى أناجيل أخرى هى (مر 4: 21) ثم قال لهم: «هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال او تحت السرير؟ اليس ليوضع على المنارة؟ (لو 8: 16) «وليس احد يوقد سراجا ويغطيه باناء او يضعه تحت سرير بل يضعه على منارة لينظر الداخلون النور.(لو 11: 33) «ليس احد يوقد سراجا ويضعه في خفية ولا تحت المكيال بل على المنارة لكي ينظر الداخلون النور.

1) " ولا يوقدون سراجا" القصد من هذه الآية أن  السراج أن يضيئ فى الظلام وإلا فلا فائدة منه. وإضاءته ووضعه تحت مكيال عبث، فكذلك إخفاء تلاميذ المسيح ما قبلوه منه أو العزلة التى فى الصحارى والبرارى دون أن يرى الناس الأعمال الصالحة فهذا لا يخدم رسالة المسيح ، لأن الله قصد أن يكونوا واسطة نشر العلم الإلهي للعالم.

2) " سراج " هو مصباح يستعمل فى الإضاءة ليلا وهو وعاء خزفى يوضع فيه الزيت وفى طرفه فتحة او فتحات بها (فتيل) قطعة قماش تشتعل فيها النار فتضئ - ومن الواضح أن كلمة النور الذى يخرج من السراج مجازا تعنى الأعمال الصالحة أما السراج فى حد ذاته فهو كلمة الرب ويقول المرنم (مز 119: 105ن) ـ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي." ولهذا فيجب ان نحفظ كلام الرب فى قلوبنا وإلا فسوف نشابه العذارى الجاهلات التى لم تكن فى مصابيحهن زيتا يكفى للإنارة فكانت حياتهن الروحية تنطفئ فلم يستطعن إستقبال العريس السماوى . .. وأستعمل المسيح كلمة سراج مجازا بطريقة أخرى فقال فى (مت 6: 22) "سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا" (لو 11: 34) سراج الجسد هو العين فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا ومتى كانت شريرة فجسدك يكون مظلما

3) مكيال" ما يُكال به وهو وعاء ذو سعة معيَّنة من حديد أو خشب ونَحْوهما يُستعمل لكيل السَّوائل والموادّ الجافّة

وردت كلمة مكيال فى آيات بااجيل اخرى بنفس المعنى (مر 4: 21) ثم قال لهم: «هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال او تحت السرير؟ اليس ليوضع على المنارة؟(لو 11: 33) «ليس احد يوقد سراجا ويضعه في خفية ولا تحت المكيال بل على المنارة لكي ينظر الداخلون النور.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

يعني انه لا يمكن ان تتعظى وتختفي البشارة التي تكرزون بها . الا انها ستصير مسموعة ويعلم جميع الناس في هذا العالم الذي هو بيت كبير وعظيم بل مثلما عملتُ وعلمتكم كذلك انتم اعملوا وعلّموا . وكما ان الضوء والسراج يضيئان وترى المدينة الموضوعة على جبل هكذا ايمانكم واعمالكم يرون حتى تصيروا سبباً  صالحاً  للناس ويتشبهوا بكم .

تفسير (متى 5: 16)  16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(1 بط 2: 12) وان تكون سيرتكم بين الامم حسنة، لكي يكونوا، في ما يفترون عليكم كفاعلي شر، يمجدون الله في يوم الافتقاد، من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها.  (يو 15: 8) بهذا يتمجد ابي: ان تاتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي.  (1كو 14: 25) وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة. وهكذا يخر على وجهه ويسجد لله، مناديا: ان الله بالحقيقة فيكم

1) "  فليضئ نوركم " العالم مظلم بالشر فإذا كان النور ينير فى الظلام هكذا الأعمال الحسنة تنير لهؤلاء الذين يعيشون فى ظلمة العالم وشره .. وكما أن السرج ينير فى الظلام هكذا المسيحيين يضيئون ينور أعمالهم الحسنة فيضيئوا للناس بفضائلهم وأعمالهم الحسنة   .. يحبون المسيح والمسيحية من خلال أعمالكم

قال الأب ثاوذورس داود : " يوم قال المسيح لفيليبس من رآني فقد رأى الآب كان كمن يقول لكل واحد منا : على من يراكم أن يراني، وقال في مكان آخر ." ليـُضيء نوركم قدام الناس حتى يعلموا أنكم أبناء أبي الذي في السموات". نحن إذاً من جزنا في المعمودية في الروح القدس ينبغي أن نكون انعكاس نور الإبن والاب أيضاً. لننظر في المرآة لنرى إن كان المسيح ظاهراً فينا.  " أ . هـ
2) "قُدَّامَ ٱلنَّاس" أي أمام عيونهم لا خفية عنهم. أى من يروا أعمالكم الحسنة يروا نور المسيح فيكم أى يروا المسيح وبالتالى يروا ألآب بأن يمجدوه
3) "لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ" هناك فرق بين أعمال الظلمة أى أعمال الناس وأعمال أولاد الرب الذين يعملون الأعمال الحسنة التى وردت فى الموعظة على الجبل ويكون ظاهراً لا خفياً. فالمسيحيون مأمورون أن يحافظوا على سمعتهم بين الناس. (العبرانيين 12: 14) اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب،
4) وَيُمَجِّدُوا" يجب أن يكون هدفهم هو أن يمجد الناس الرب من أجل اعمالهم الحسنة وليس كهدف الفريسيين أن يمدحهم الناس، بل أن يتمجد الله بهم، بهذه الطريقة ينشروا معرفه المسيح وحمده الناس . ففي البيت المنير ليس المجد للأضواء بل لصاحب البيت، وفي المدينة العامرة ليس المجد للبنّاء بل للباني.
5) "أَبَاكُم" المسيح إبن الإله الوحيد وكان يدعوا الرب بأبيه الرب يسوع المسيح كرر عبارات " أبي " عن علاقته هو بالآب في الإنجيل للقديس متى خمسة عشر مرة "، كما استخدم عبارة " الآب " خمس مرات، أي استخدم كلمتي " أبي " و " الآب " عن علاقته بالآب 20 مرة وليست مرة واحدة فقط كما يزعم، كما تكررت عبارتا " أبي " و " الآب " في الأناجيل الثلاثة الأخرى مرات كثيرة، وتكررت كلمة " أبي " في الإنجيل للقديس يوحنا ثلاثين مرة كما تكررت كلمة الآب عن الرب يسوع المسيح كالابن في علاقته بالآب في الأناجيل الأربعة خمساً وتسعين مرة

الذى أعطانا البنوة  يعلمنا أن ندعو الله أبانا. وهذه هي المرة الأولى التي فيها علَّم هذا التعليم، فهو يقوي ثقتنا بأن ندعوا الرب ابانا فهى الصلة البشرية التى تعبر عن العلاقة بين الإنسان وخالقة ألم يدعوا الإنجيل آدم إبن الله آية (لو 3: 38)علم تلاميذه أن يخاطبوه في الصلاة قائلين " أبانا الذي في السموات " (مت9: 6) ودعاه ب " أباكم "(مت6: 5) و" أبيكم " (مت10: 6) و" أبوكم " (مت26: 6) و" أبوك " (مت6: 6) و" صل إلي أبيك " (مت6: 6) و" أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم " (يو17: 20)

يدعي كل البشر في العهد الجديد أبناء الله علي أساس أن الكل خليقته " لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد ... لأننا أيضاً ذرية الله " (أع28: 17)، " أليس آب واحد لكلنا. إله واحد خلقنا " (ملا10: 2)، وعلي هذا الأساس دعي " آدم أبن الله " (لو3: 38). ويدعي الأبرار بصفة خاصة " أبناء الله "؛ " ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي انه هناك يدعون أبناء الله الحي " (رو9: 26). ويدعي المؤمنون بالمسيح أولاد الله " أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه " (يو12: 1). المسيح نفسه هو الذي منحهم هذا اللقب، فهو الذي جاء بهم إلي الله الآب وقدسهم بدمه ودعاهم أخوه له " الذي من أجله الكل وبه الكل وهو آت بأبناء كثيرين إلي المجد أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام؟ لأن المقدس والمقدسين جميعهم من واحد فلهذا لا يستحي أن يدعوهم أخوه " (عب10: 2و11)، فهو المقدس الذي قدسهم وهم المقدسين بدمه، ومن ثم دعاهم أخوه، أصبحوا أبناء الله لأن المسيح ابن الله دعاهم أخوه له، فقد نزل من السماء وافتداهم ووهبهم هبة التبني " ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبني. ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح أبنه إلي قلوبكم صارخاً يا أبا الآب. إذ لست بعد عبداً بل أبناً ووارث مع المسيح " (غل4: 4-6). نال المؤمنون روح التبني بالمسيح " روح التبني الذي نصرخ به يا أبا الآب. الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فأن كنا أولاداً فأننا ورثة أيضاً ورثة الله ووارثون مع المسيح" (رو15: 8-18).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي اذا رأوا اعمالكم الصالحة . وقال اباكم لا إلهكم . فذلك لانه اراد ان يكرمهم ويعلمنا عن مساواته مع ابيه . فكيف هنا يقول ليروا أعمالكم وفي موضع آخر يقول لا تعلم شمالك ما صنعته يمينك . فنقول من كثرة الاعمال غير ممكن ان تختفي ولا ترى . ثم يوجد من يحب المجد الباطل ويوجد من لا يحبه . فهو يوصي الذين يحبون المجد الباطل ان لا يعلموا شمالهم وللذين لا يحبون المجد يأمرهم ان لا يخفوا اعمالهم ليصيروا سبباً صالحاً  لغيرهم ويماثلوهم فيشبه الناموس بالمكيال ويشبه الانجيل بالسراج . فكأن السراج مخفى تحت المكيال لكن الآن اظهره المسيح وانار الجسد بلاهوته فتراءى لنا شمس البر ونوّرنا .

 

 

This site was last updated 01/15/21