Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح الإنجيل كما رواة متى الإصحاح التاسع (متى 9: 18- 38

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

 تفسير / شرح الإنجيل كما رواة متى الإصحاح التاسع (متى 9: 18- 38)

 تفسير إنجيل متى تقسيم فقرات الإصحاح  التاسع  (متى 9: 18- 38)
4. إقامة الصبيّة (مت 9 : 18-26)
بين كنيسة الأمم وكنيسة اليهود
5. شفاء أعميين (مت 9: 27-31)
6. شفاء مجنون (مت  9: 32-34)
7. الكرازة في المدن والقرى (مت  9: 35-38)

تفسير انجيل متى - الاصحاح التاسع

رئيس المجمع  يطلب يسوع ليأتى إليه (متى 9: 18- 19)

احياء ابنة رئيس المجمع

تفسير (متى 9: 18) : وفيما هو يكلمهم بهذا ، إذا رئيس قد جاء فسجد له قائلاً : “ إن ابنتي الآن ماتت ، لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وردت هذه المعجزة فى إنجيل (مرقس 5: 25 - ألخ)  وايضا فى إنجيل (لوقا 8: 42- ألخ )
1) " رَئِيسٌ " ذكر مرقس أن اسمه يايرس، والمرجح أنه رئيس مجمع كفر ناحوم التى تقع على شاطئ بحر طبرية فى الجليل  أي أنه أحد شيوخ اليهود الذين يقومون بالأمور الدينية في كفرناحوم، وهي وظيفة قديمة عندهم يرثها الخلف في العائلة عن السلف، وأصحاب تلك الوظيفة أشرف أمة اليهود ولادةً ورتبة. وكان كثيرا ما يدعو يسوع ليعظ ويقرأ الأسفار فى المجمع

وظهر اول ذكر للمجامع فى عصر حزقيال البى والمجمع مكان صلاةة وعبادة خارج أورشليم كما أن له صفة تعليمية لأولاد اليهود

(أ) ــ الشيوخ : كان شيوخ اليهود في المناطق اليهودية الخالصة يشكلون "لجنة إدارة شؤون المجمع "، وكان " العزل أو الطرد من المجمع " ــ مع بعض الصلاحيات الأخرى ــ من سلطتهم ( أنظر عزرا 10 : 8، لو 6 : 22، يو 9 : 22، 12 : 42، 16 : 2 ).
(ب) ــ رئيس المجمع : ( مر 5 : 35، لو 8 : 41 و 49، 13 : 14، اع 18 : 8 و 17 )، وفي بعض المجامع كان يوجد عدد من الرؤساء للمجمع ( مر 5 : 22، اع 13 : 15 ). والأرجح أنهم كانوا يختارون من بين الشيوخ. وكانت مهمة رئيس المجمع الإشراف على الخدمات مثل تحديد الشخص الذي يدعى للقراءة من " الناموس والانبياء " ويعظ ( أع 13 : 15، انظر ايضا لو 13 : 14 ). وكان عليه متابعة المناقشات وحفظ النظام.
(ج) ــ الخادم أو الخدم : ( لو 4 : 20 ) وكان عليه الاهتمام بإنارة المجمع والمحافظة على نظافته، وكان هو الذي يقوم بتنفيذ عقوبة الجلد على من يقضي عليه بها من اعضاء المجمع ( مت 10 : 17، 23 : 34، مرقس 13 : 9، اع 22 : 19 ). ويبدو ان الخادم كان يقوم بالتعليم الاولي.
(د) ــ مندوب أو مفوض المجمع : ولم تكن هذه وظيفة ثابتة، ولكن كان رئيس المجمع يختار من يشغلها في كل اجتماع، وكان هذا المندوب هو الذي يقرأ الأسفار المقدسة ويقود الجماعة في الصلوات أيضاً، ولذلك كان يلزم أن يكون رجلاً تقياً.
(هـ ) ــ المترجم : وكانت مهمته ترجمة ما يقرأ من الناموس والأنبياء بالعبرية إلى الأرامية ( اكو 14 : 28 ). ولعل هذه أيضاً لم تكن وظيفة ثابتة، ولكن كان يشغلها في كل اجتماع من يختاره رئيس المجمع.
(و) ــ موزع الصدقات : كانت الصدقات تجمع للفقراء في المجمع ( مت 6 : 2 )، وطبقاً لبعض الروايات كان لزاما أن يتم جمع الصدقات بواسطة شخصين على الأقل، وأن يقوم ثلاثة رجال على الأقل بتوزيعها.

2) "سَجَدَ لَهُ " أي طرح نفسه على الأرض قدامه (مرقس ٥: ٢٢) ما زالت بعض الأمم ينحنى الأفراد بعضهم لبعض إحتراما كما عند اليابانيون أما الهنود فهم ينحنون ويلمسون اقدام امخاتهم وآبائهم بينما يمد الب والأم أيديهم بالبركة على رؤوس أبنائهم وفى مصر ما زال القباط ينحنون ويقبلون أيدى الكاهن الذى يحمل الصليب فى يده ولا تدل هذه الأفعال أن تكون بقصد العبادة ، بل أن رئيس المجمع بالرغم من وغناه هيبته وكبر سنة ومقامة ومركزة فى مدينة كفر ناحوم   احكان يسوع يجول يصنع خيرا ترم المسيح جداً الذى يبلغ من العمر نيف وثلاثين سنة
3) "ٱبْنَتِي "نقرأ فى لوقا أنها  ابنة وحيدة له في سن الثانية عشرة (لوقا ٨: ٤١).
4) " ٱلآنَ مَاتَتْ " عندما فارقها كانت مشرفة على الموت، حتى رجح لشدة خوفه أنها عند وصوله إلى المسيح ماتت.
5) " تتَعَالَ وَضَعْ يَدَك" ورآه وهو يشفى ذو اليد اليابسة فى المجمع  ولعله كان أحد شيوخ مجمع كفرناحوم الذين جاءوا إلى المسيح يسألونه شفاءَ غلام قائد المئة (لوقا ٧: ٣). ومن كثرة معجزات يسوع التى رآها وسمع عنها جاء إلى يسوع وطلب إليه أن يأتي ويشفي ابنته التي كانت مشرفة على الموت،  نستدل من ذلك أن الرئيس أن حضور المسيح بالذات ولمسه باليد أمران ضروريان لإجراء المعجزة بالرعم من أنه رآه يفعل معجزة لعبد قائد المائة وهو بعيد عن بيته. والعجب أن قائد المئة مع أنه وثني كان أحسن إيماناً بالمسيح من هذا الإسرائيلي، لأنه صدَّق أن المسيح يقدر أن يشفي بكلمة وهو غائب عن المريض (متّى ٨: ١٠).
6) "فَتَحْيَا " كان عنده إيمانا بأن يسوع  له القدرة على الشفاء وإقامة الموتى وأن حضورة ولمسة يده ضروريان لفعل هذه المعجزة ولم يوبخة المسيح بل ذهب معه لأن هذا الرجل كان رئيس المجمع يخدم كلمة الرب بإدارته للمجمع وتعبه فيه

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

هذا الرجل كان رئيس جماعة واسمه يابيرس . وابنته كان لها من العمر اثنتا عشرة سنة . فقال متى انها ماتت اما لوقا ومرقس فقالا انها كانت مريضة وبعدما جاء وراء يسوع جاء آخرون يقولون قد ماتت فنقول ان غرض متى كان اشهار عجائب المسيح لكن كيف واين عمل العجائب فانه لم يذكر شيئاً من ذلك . فهكذا عمل هنا فكتب ان المسيح احياها وترك تتمة الخبر لمرقس ولوقا . فهكذا عمل في امر النازفة الدم وفي مواضع كثيرة . فاولاً قالوا انها في سوء حال وبعد ذلك ماتت اما متّى فذكر انها ماتت وان لم تكن قد ماتت اما قوله ” تعال وضع يدك عليها ” فذلك من قلة ايمانه لانه طلب ان يمضي معه ويضع يده . لأن الغليظي القلوب يحتاجون الى النظر بالعين والحسن . 

تفسير (متى 9: 19) : فقام يسوع وتبعه هو وتلاميذه .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

لم يتأخر يسوع المسيح .. فقام ليذهب لبيت رئيس المجمع حيث ترقد أبنته بين الحياة والموت فقد كانت أبنته الوحيدة فكانت دعوته ناتجة عن الحزن والاحتياج فتبعه يسوع وتلاميذه وجمعٌ ممن أرادوا مشاهدة ما يكون (مرقس ٥: ٢٤ ولوقا ٨: ٤٢)  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

تبعوه ليروا الآية العجيبة وكرامة الذي دعاه . 

تفسير انجيل متى - الاصحاح التاسع

شفاء نازفة الدم (متى 9: 20- 22)

شفاء نازفة الدم

تفسير (متى 9: 20) : واذا امراة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة قد جاءت من وراءه ومست هُدْبَ ثوبه ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وردت هذه المعجزة أيضا فى إنجيل (مرقس 5: 25) وإنجيل (لوقا 8: 43)

1) "امراة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة" بينما المسيح ذاهب ليجري المعجزة في بيت يايرس من رئيس المجمع الذى طلب منه أن يحضر شخصيا ويمد يده ويلمس إبنته الوحيدة التى كانت فى النفس الأخير وعلى وشك الموت فتحيا ، فى الطريق صنع معجزة أخرى في الطريق. فقد كان في ذلك الجمع امرأة لم تأتِ لمشاهدة ما سيحدث في بيت يايرس، بل قصدت شفاءًا من مرض اعتراها منذ اثنتي عشرة سنة فلم تطلب شفاءها لأنها كانت خجلة من مرضها الذى كان يعتبره اليهود نجسا . لم تطلب منه أن يلمسها بل فعلت عكس ما طلبه رئيس المجمع فكرت أن تلمس هى هدب ثيابه وهذا يدل على قوة إيمانها بيسوع وذكر الإنجيليين مرقس ولوقا أنها «أنفقت كل مالها على الأطباء فلم تستفد شيئاً بل زادت مرضاً» فيئست من البشر، ورجت المسيح بالإيمان. وكان مرضها مما تستحي أن تعلنه، فطلبت الشفاء سراً. ولما أخفق الأطباء الأرضيين لجأت إلى إبن الإنسان الذى نزل من السماء 
2) " مِنْ وَرَائِه " أتت ذلك عمداً لا صدفةً أتت بإيمان وثقة . ولعلها كتمت أمرها لأنها كانت حسب شريعة موسى نجسة بسبب ذلك المرض (لاويين ١٥: ٢٦).
3) "مَسَّتْ هُدْبَ ثَوْبِه " كان هذا الثوب رداءً أو ما يُلبس معلمى اليهود والفريسيين  فوق سائر الثياب. وكان العبرانيون يعلقون الهدب بطرف ذيل الثوب طاعةً لأمر الله، وعلامة على أنهم شعبه (عدد ١٥: ٣٨ وتثنية ٢٢: ١٢). ولا بدَّ أن لمسها هذا الهدب كان بإيمان وصلاة غير مسموعة.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

هذه اول امراة تقدمت اليه في وسط الجمع فتشجعت لما سمعت انه يشفي النساء سيما وانه كان ماضياًًًًً ليحيي الصبية الميتة ومن العجائب التي يصنع ثم ان الناموس القديم لم يكن يأذن للنجسات ان يخالطن احداً ولذا فانها لخوفها اتت من ورائه ومست طرف ثوبه ففي الحال انقطع نزيف دمها ونالت ما كانت ترجوه من الشفاء . واذا كانت تلك المراة لمست طرف ثوبه بخوف فكم بالاحرى يجب علينا نحن ان نتقدم بالخوف الى جسد ربنا . 

تفسير (متى 9: 21)  لانها قالت في نفسها : “ ان مسست ثوبه فقط شفيت “ .:

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

قالت ذلك في قلبها وهي تزاحم بقية الناس مقتربة إلى المسيح بدون أن يدرى أحد قصدها ، معتقدة أن لمس ذيله يشفيها. وهذا دليل على قوة إيمانها.

1) " هُدْب | أهداب الثوب " فالهدب من الثوب هو طرفه الذي لم يُنسج (حافة الثوب)، والجمع أهداب. وقد أمر الرب موسى أن يقول لبنى إسرائيل "أن يصنعوا لهم أهدابا في أذيال ثيابهم في أجيالهم، ويجعلوا على هدب الذيل عصابة من أسمانجوني، فتكون لهم هُدُبا، فترونها وتذكرون كل وصايا الرب وتعملونها، ولا تطوفون وراء قلوبكم وأعينكم التي أنتم فاسقون وراءها، ولكي تذكروا وتعملوا كل وصاياي وتكونوا مقدسين لإلهكم" (عد 15: 17 - 41، ارجع أيضاً إلى تث 22: 12)، لأن اللون الاسمانجونى (لون السماء) كان يذكرهم بأن مصدر الشريعة هو السماء.
وقد جاءت المرأة نازفة الدم (منذ اثنتي عشرة سنة) من وراء الرب يسوع " ومست هدب ثوبه ، لأنها قالت في نفسها إن مسست ثوبه فقط شفيت... فشفيت المرأة من تلك الساعة" ( مت 9: 20 - 22، لو 8: 43 - 48).
ويظهر أن قصة شفاء المرأة نازفة الدم أنتشرت وسمع الناس أنه بمجرد لمس هدب ثوبة يصنع شفاءا حتى أنه لما جاء الرب يسوع إلى أرض جنيسارت، "أحضروا إليه جميع المرضى، وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء" (مت 14: 34 - 36، مرقس 6: 56) (كان الناس يتباركون بلمس ثوب يسوع).
كما حذر الرب يسوع من الاقتداء بأعمال الكتبة والفريسيين (إطالة أهداب الثياب (مت 23: 5))، لأن "كل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس، فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم" (مت 23: 1 - 11).
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فكانت تفكر ان الذي عمل عجائب كثيرة ففي استطاعته ان يشفيني ايضاً 

تفسير (متى 9: 22) : فالتفت يسوع وأبصرها ، فقال لها : “ ثقي يا ابنة ، ايمانك قد شفاك “ . فشفيت المرأة من تلك الساعة .   

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

ذكر متّى هنا أنها شُفيت حالاً بلمس ثوبه، وإستفاض إنجيلى مرقس ولوقا على هذا بعض أمور (مرقس ٥: ٣٠ - ٣٣ ولو ٨: ٤٥ - ٤٧). وكما عرف يسوع أفكار الكتبة (متّى ٩: ٤).عرف قصد المرأة وهي تقترب إليه لتلمس ثوبه لأنه شعر بقوة تخرج منه ، فشفائها كان هبة منه وجائزة لإيمانها به وثقتها فيه ، وهو جذبها إليه وطوبها أمام الجميع بقوله لها يا إبنة . وكان كلامه لها تخليدا لذكرها فى جميع الأجيال لإيمانها بالمسيح
1) " فَٱلْتَفَتَ " عرف يسوع أن قوة إعجازية خرجت منه وعرف أيضا خجل هذه المراة من مرضها وعرف التفات إليها لأنه يريد أن يطوبها ويعطيها درجة البنوة
2) " ثِقِي يَا ٱبْنَة " قال ذلك دفعاً لخوفها لأنها كانت تتوقع التوبيخ على تلك الجسارة. من الملاحظ أن يسوع لم ينادى أحدا بكلمة بنى كما فعل عندما شفى مفلوج كفر ناحوم الذين كانوا يحملونه أربعه ونقبوا السقف وأنزله أمام يسوع ولنازفة الدم قال لها يا أبنة فما أحلى قول المسيح هذا لنا
3) " إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ " شفتها إيمانها بثقة فى قوة المسيح، وكان إيمانها الوسيلة إلى لإستجابة تلك القوة ألإلهية على ما تطلبه . وفى الرسالة إلى (العبرانيين 11: 1 ) أن الإيمان هو "الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى".ولا يوجد عنصر آخر من عناصر الحياة المسيحية أكثر أهمية من الإيمان.  يقول القاموس في تعريف الإيمان بأنه "التصديق والإيقان أو الثقة في شيء أو شخص خاصة في غياب الأدلة المنطقية." كذلك يتم تعريف الإيمان بأنه: "الثقة والتكريس في الله". ويقول الكتاب المقدس الكثير عن الإيمان وأهميته. في الواقع، إن الإيمان من الأهمية لدرجة أنه بدون إيمان لا مكان لنا مع الله بل من المستحيل إرضاؤه (عبرانيين 11: 6). نرى الإيمان يشفى

أ . الإيمانيشفى النفس الخاطئة مثل ما حدث مع المرأة الخاطئة فى بيت الفريسى التى سكبت قارورة طيب على قدميه إلتفت إليها  (لو 7: 50) فقال للمراة: «ايمانك قد خلصك! اذهبي بسلام».

ب .  كما يشفى مرضى الجسد وللمرأة نازفة الدم التى لمست هدب ثوبة فشفيت قال (لو 8: 48)  فقال لها: «ثقي يا ابنة. ايمانك قد شفاك. اذهبي بسلام».وعندما شفى يسوع عشرة من البرص رجع واحد سامرى ليعطى مجدا ليسوع ويشكره قال له (لو 17: 19) ثم قال له: «قم وامض. ايمانك خلصك».  وها هو أعمى  الذى كان فى أريحا سمع بمرور يسوع فصرخ قائلا يا يسوع أبن داود إرحمنى فشفاه يسوع و(لو 18: 42)   فقال له يسوع: «ابصر. ايمانك قد شفاك». 

أتت تلك المرأة خائفة فعادت مبتهجة. وهكذا كل من أتى إلى المسيح بالتوبة، يعود مسروراً مطمئناً. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فعزاها كما عزى المخلع برقة كلامه وسماها ابنة لاجل ايمانها اذ قال لها ” ايمانك ابراك ” ذلك لكي يشجع قلوب الاخرين ويعلم رئيس الجماعة الا يشك . وقد اكتفى القديس متى ذكر الاعجوبة دون ان يذكر كيف جرت واين .

( لو 8 : 45 ) فقال يسوع من لمسني واذ انكر الجميع قال له بطرس والذين معه يا معلم ايكون الجموع يضايقونك و يزحمونك وتقول من الذي لمسني .

ان المسيح لم يقل هذا لعدم معرفته بمن لمسه ولكن لكي يحمل الجمع على الفحص والتفتيش ويشهر ايمانها امام الجموع ليقتدوا بها ويوبخ ياييرس على قلة ايمانه ولكي لا تمرض المراة مرضا نفسانياًًًًً بعد ان شفيت بالجسد . ولو لم يشعر المسيح بلمسها اياه لكانت ارتابت بكونه الهاًًًًً . والجموع نكروا لانهم خافوا ان يوبخهم . وبقوله ” الجموع يضايقونك يزحمونك ” عرف ان له جسد كجسدنا وبعيد من الكبرياء فالجمع يزحمه ولم يكن يغتاظ مع ذلك .

( لو ص 8 : 46 ) فقال يسوع انه قد لمسني واحد لاني شعرت بان قوة قد خرجت مني .

اي ان قوة الهية خرجت منه فمنحت المرأة الشفاء قال هذا ليجعلها ان تقر بما عملت . لانه علم انها كانت تظن انه غير عارف بضميرها . فاربعة اشياء ظهرت في شفائها . اولاًًًًً عظم قدرته ثانياًًًًً سابق علمه . ثالثاًًًًً ايمان المرأة رابعاًًًًً استفادة الجمع .

( لو ص 8 : 49 ) وفيما هو يتكلم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له ان ابنتك قد ماتت فلا تتعب المعلم .

أي انهم كانوا يظنون انه يشفي المرضى ولا يمكنه ان يحيي الموتى لذلك قال لا تتعب المعلم فاخّر ذهابه بقوله من لمسني حتى تموت الجارية ويتشرف بانبعاثها

( لو ص 8 : 50 ) فلما سمع هذا الكلام اجابه لا تخف آمن فقط فتبرأ

ان الرئيس ضجر من الكآبة وخفق قلبه من الحزن لذلك قال له يسوع لا تخف وبقوله آمن فتشفى ابان انه رب الاحياء والموتى . 

 

تفسير انجيل متى - الاصحاح التاسع

 إقامة إبنة يايرس (متى 9: 23- 26)

تفسير (متى 9: 23) : ولما جاء يسوع الى بيت الرئيس ، ونظر المزمرين والجمع يضجون ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تكتمل معجزة إقامة إبنة يايرس عندما نقرأخا من الأناجيل الثلاثة متى ومرقس ولوقا إنجيل متى إختصر فى كتابة خبر هذه المعجزة ا فلم يذكر إتيان الرسول إلى يايرس في الطريق ليخبره أن ابنته ماتت،(مر 5: 38 ) وبينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين: «ابنتك ماتت. لماذا تتعب المعلم بعد؟»   ولم يذكر كلمات المسيح لتقوية إيمانه (مر 5: 35 و 36) وبينما هو يتكلم جاءوا من دار رئيس المجمع قائلين: «ابنتك ماتت. لماذا تتعب المعلم بعد؟» 36 فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع: «لا تخف. امن فقط».   (لو 8: 49 و 50) وبينما هو يتكلم جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلا له: «قد ماتت ابنتك. لا تتعب المعلم». 50 فسمع يسوع واجابه: «لا تخف. امن فقط فهي تشفى».وعبارة لا تخف تشير إلى معرفة يسوع بالخوف والقلق وحزنة والصدمة التتى عانى منها رئيس المجمع عندما سمع نبأ موت أبنته  ولهذه الأسباب لم يوبخة يسوع كما وبخ تلاميذة عندما كانوا فى السفينة وهبت الزوابع والرياح وكان نائما فأيقظوه وقالوا له إننا نغرق فقال للريح أبكم فسكنت ثم قال لتلاميذه "يا قليلى الإيمان " التلاميذ كان معهم يسوع ومع ذلك خافوا وقلقوا ورئيس المجمع يسير معه يسوع وذاهبين لبيته من أجل أبنته فماذا تريدون أكثر من ذلك أين الإتكال على الرب وثقته ؟  ولم يذكر أنه لما وصل إلى البيت أدخل معه ثلاثة فقط من تلاميذه (مر 5: 37 - 40) ( لو 8: 51)  فلما جاء الى البيت لم يدع احدا يدخل الا بطرس ويعقوب ويوحنا وابا الصبية وامها." والتلاميذ الثلاثة هم الحلقة الضيقة التى كان يسوع يريهم كل شئ بالتفصيل  ولا بد أن ايايرس كان قلق بشكل إبنته أثناء توقف يسوع وحديثة مع المراة نازفة الدم  في الطريق و كان هذا إختبارا لإيمان رئيس المجمع وتقويته أى الحالات سواء أكانت إبنته حية أم ماتت فهو قادر على شفائها وعلى إقامتها من الموت . والسؤال هو هل المعجزة التي شاهدها على الطريق زادت ثقته بالمسيح.؟
1) " ٱلْمُزَمِّرِينَ "
وردت نصوص فى العهد القديم عن تقاليد اليهود وعاداتهم فى لجنائز وطريقة توديع موتاهم بالألحان الجنائزية  (2 أخ 35: 25) ورثى ارميا يوشيا.وكان جميع المغنين والمغنيات يندبون يوشيا في مراثيهم الى اليوم.وجعلوها فريضة على اسرائيل.وها هي مكتوبة في المراثي." كان النواح والنادبين يقوم بها ناس تخصصوا فى هذا العمل وكانوا يستأجرونهم أثناء الدفن أو استعدادا للدفن، فاليونانيون والرومانيون واليهود والمصريون كانوا يستأجرون نادبين في جنازاتهم. وكان القصد من استعمال آلات الطرب مساعدة النادبين. ويصطحب المتوفى بعد ذلك في موكب يحضره الأهل والأقربون، وتتباين عظمة ومهابة هذا الموكب أيضاً وفق المكانة الإجتماعية والغنى التي حظى بها الشخص المتوفى خلال حياته. وهى من عائلة رئيس المجمع    وكل ما ذُكر علامة على أنها ماتت حقيقة لأنه كان كله استعداداً للدفن.
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 اي لما جاء الى بيت ياييرس راى البكاء والعويل على ابنته بالدفوف والزمرة اكراما لابيها . 

تفسير (متى 9: 24) قال لهم : “ تنحوا ، فإن الصبية لم تمت ولكنها نائمة “ . فضحكوا عليه .  

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " تنحوا " عرف يسوع فى الطريق أن الصبية ماتت جسديا أى أنفصلت روحها عن جسدها وليست مثل حادثة بولس (اع 20: 10) فنزل بولس ووقع عليه واعتنقه قائلا:«لا تضطربوا! لان نفسه فيه!».  ولكنه صرف المسيح النادبين والنائحين لا لأن الصبية حية، بل لأنه قصد أن يبدل حزنهم إلى فرح عاجل ، ولأنهم ليسوا أهلاً  ولم يكونوا مستعدين أن يشاهدوا هذا الحدث العظيم وهو إقامة ميتة  .. ولنتذكر قولة الشهير على الصليب (1كو 15: 55)  "أين شوكتك يا موت أينا غلبتك يا هاوية ". ويدل على عدم أهليتهم وأحقيتهم لرؤية هذا الحدث عندما هزؤهم به عند قوله «إن الصبية لم تمت».

2) "لَمْ تَمُتْ لٰكِنَّهَا نَائِمَة " اإن تعبير "نائمة " ليس كلام غامض  بل هو وصف لحالة لأن يسوع بعلن فى وضوح أن الموت فى التعبير الكتابى اليهودى والمسيحى  اسمه "رقاد والمسيح يؤكد ان مفهوم الموت المسيحي هو رقاد وطالما هو في الرب فسيكون هناك قيامة. "ليس موت لعبيدك يا رب بل هو إنتقال" (أوشية الراقدين). ولكن من هو الذي له نصيب في هذه القيامة؟ الإجابة هو من قام من رقاد الخطيئة فالموت الحقيقي ناتج عن الخطية التى تفصل روح الإنسان عن خالقها الذى نفخ فيها نسمة الحياة  (رؤ6:20 + أف14:5+ لو24:15+رؤ1:3) وراجع (مت24:9) "الصبية نائمة"وكلمة نام التي إستخدمها المسيح تعني [1] إمّا رقاد الراحة أو [2] فقدان الوعي أو الشعور. لذلك إلتبس الأمر على التلاميذ. ورقاد الراحة قد يفيد أنه رقد نتيجة حمى وقد تفيد معنى الموت وقد فهمها التلاميذ على أنها مرض. ولكن المسيح وضح لهم ايضا فكلامه واعلن انه يقصد رقاد الموت فلم يكن غامض فمن حق اي انسان ان لا يفهم احيانا في البداية ولكن يجب عليه ان يسال اما من يرفض ان يسال او لو قيل له المعني الصحيح يرفض ويعاند لانه ضد الفكر المسيحي المستقيم فهذا ليس بحجة علي كلمات السيد المسيح الدقيقه الواضحه لمن يريد كما ورد فى

 أ . العهد القديم راجغ ( تث 31 : 16) وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنْتَ تَرْقُدُ مَعَ آبَائِكَ، " (دانيال 12: 2) وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ. (سفر يشوع بن سيراخ 24: 45) انفذ الى جميع اعماق الارض وانظر الى جميع الراقدين وانير لجميع الذين يرجون الرب

ب . فى العهد الجديد  (1 تس 4: 13)  ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. " وليس موت لان الموت في معناه االمسيحى انفصال  روحى عن الله اما الذي يموت علي رجاء القيامة فهو يرقد قليلا حتي يقوم مع رب المجد ثانية (1نس 4: 14 و 15)  لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. " فتعبير المسيح صحيح ودقيق " قوله إنها نائمة كقوله «لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ» وهو عالم أنه قد مات  (يو 11: 11) قال هذا و بعد ذلك قال لهم لعازر حبيبنا قد نام لكني اذهب لاوقظه " فاستعار النوم لموتها لقرب إحيائها، وليوقفهم عن استعدادات الدفن فأخرج المزمرين والذين ينوحون قائلا لهم "تنحوا" . واستعارة كلمة النوم بدلا من الموت مجازٌ شائع في كثير من لغات الأرض. وما يجمع بين الكلمتين: الراحة والسكون في كليهما، ولأنه يلي الموت القيامة كما يلي النوم اليقظة (دانيال 12: 2)  وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي "  و ( 1تسالونيكي 4: 14) "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ. " فيجوز أن يُقال إن النوم موت قصير والموت نوم طويل.
3) " فَضَحِكُوا عَلَيْه " ضحك علية كل الجمع  لأنهم لم يفهموا ما قصده المسيح بالنوم .ولمعرفتهم علامات الموت الذين أتوا ليعزوا أهل الميتة خاصة أنه رئيس المجمع ومن علية القوم ، ذكر متّى ذلك برهاناً قاطعاً على أنها ماتت حقاً،

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أبان بهذا ان احياءه لميت عنده أسهل من ان يوقظوا هم النائم . وقوله فضحكوا منه ذلك لانه قال انها نائمة وهي قد كانت ماتت فقالوا فيما بينهم ان الذي لا يعرف اذا كانت قد ماتت فكيف يقدر ان يحييها .

تفسير (متى 9: 25) : فلما اخرج الجمع دخل وامسك بيدها ، فقامت الصبية .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

لا نعلم أين كانت الصبية حين ماتت ولكن الواضح أنه كان كثير من العزيين حولها فأمرهم بالخروج ثم  دخل المسيح  وثلاثة من تلاميذه إلى حيث الصبية.بعد أن أخرج الجمع على غير إرادتهم ,وكان معهم  والدي الصبية ومن تقاليد اليهود عند قرب شخص من الموت (ذكرا أو أنثي) ويبدأ بلفظ أنفاسه الأخيرة، فإن الحاضرين يقومون بمساعدته على النطق بـ״شماع يسرائيل״، الكلمات العبرية التي تؤكد وحدانية الله،
ومن العادات عند السماع بوفاة، قراءة الكلمات ״باروخ ديان هإميت״، أي ״هو الحي الباقي״. ويقوم الحزين بعد ذلك بإحداث شرخ بسيط في لباسه كعلامة. لا تترك جثة الميت أبدا بمفردها حتى الدفن. إنها ״مراقبة״، حتى في مكان تجهيزها، وذلك احتراما لها وحمايتها من إمكانية التدنيس في آن واحد.  أعتبر مصاحبة الجثة أمرا في غاية الأهمية الى درجة أن الحكماء والحاخامات مطالبون بمقاطعة دراستهم للتوراة للقيام بذلك (كتوبوت 17أ).
1) "وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا "ومن تقاليد اليهود عند وفاة شخص (ذكرا أو أنثى ) تعتبر الجثة نجسة ويكون من لمسها نجسا. لم يلمس يسوع الصبية فقط بل تنازل المسيح إلىمسك يدها تقوية لإيمان أبيها الضعيف الذى توقف إيمانه وتصورة بأن حضور المسيح ولمس الصبية ستشفى ، بما يعنى أنا لن ألمسها فقط بل سأمسك يدها الباردة وأرجع لها الحياة إشارة إلى أن إحياءها كان بقوته. وزاد مرقس على ذلك أن المسيح قال لها «طليثا قومي» (مرقس 5: 41 ).

2) " فَقَامَتِ ٱلصَّبِيَّةُ " أي قامت من الموت وقامتمن سريرها. وذكر إنجيل مرقس  " أنها مشت " (مرقس 5: 42) وأمر أن تطعم لتقويتها بعد أن فقدت قوتها فى مرضها ,اصابها الهزال وهذه المعجزة الوحيدة التى أمر فيها يسوع بأطعام الذى شفى قد يكون لبيان أنها جسد حقيقي لا خيال (لوقا 6: 55) ورأى بعض المفسرين رأيا آخر  من أمر المسيح بإطعامه هو رقة قلبه خوفاً من أن ينسى والداها لشدة فرحهما أن يطعماها. أو ليظهران المحبة لأبنتهما أو قد يكون هناك مشكلة بسببها مرضت ألأبنة ووصلت لمرحلة الموت  وهذه أول معجزات أربع لأقامة الموتى  أظهر بها المسيح سلطانه على الموت، ثلاث منها أقام بها غيره، وهي إقامته هذه الصبية، وإحياءه ابن أرملة نايين، وإقامة لعازر. وواحدة اقام نفسه من الموت. وأثرت هذه المعجزات في الناس أكثر من غيرها لأنهم لم كانت ضد الطبيعة الإنسانية ولا شبيهاً لها.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اخرج الجمع لكي لا يظن احد به انه يفتخر ويعلمنا ان نبتعد عن الافتخار اذا عملنا عملا صالحا ويفهمنا ان الباكين لم يكونوا مستحقين ان ينظروا الاعجوبة . ثم لكي نتعلم الا نبكي على الموتى . وقوله ” فقامت ” اي رجعت اليها روحها . فامسك بيدها ليجعل الناظرين ان يؤمنوا بالقيامة . فلم يدعها باسمها لا لعدم معرفته به وهو الذي بسط الكواكب وجعل لها الاسماء فسماها صبية كما هو مكتوب بالسرياني . وقال القديس افرام ان المسيح لم يسمها طبيثا كما هو مكتوب في اليوناني بل طليثا . اما لعازر فقد دعاه باسمه لمحبته له وليفرزه عن الموتى الكثيرين الذين كانوا في ذلك الموضع مع لعازر . وقد قال لوقا ان المسيح أدخل اباها وامها ليكونا ناظرين الاعجوبة وادخل معهما ثلاثة من التلاميذ وهم سمعان ويعقوب ويوحنا لانه على شهادة اثنين او ثلاثة تقوم كل كلمة . فأدخل هؤلاء الثلاثة ليتشبه التلاميذ بهم ويصيروا مثلهم ولم ياخذ التلاميذ كلهم معه بسب يهوذا الذي لم يكن مستحقاًًًًً ان ان يرى الاعجوبة وهي قيامة الصبية .

( لو ص 8 : 54 ) فامسك بيدها ونادى يا صبية قومي .

اي بامره اقامها لانه الهاًًًًً قادراًًً على كل شيء  .

    ( لو 8 : 55 ) فرجعت روحها وقامت في الحال فامر ان تعطى طعاماً

اي حتى لا يظن احد ان الاعجوبة هي خيال وان عاشت حقاً . واراد ان يخفي بذلك الاعجوبة ويعلمنا ان نتضع ونبعد عنا الصلف والكبرياء . واذا رأوها تاكل يعلمون انها قد حييت لا كالمريض الذي يشفى رويداً رويداً من المرض.

( لو 8 : 56 ) فدهش ابواها فاوصاهما ان لا يقولا لاحد ما جرى .

قال هذا ابتعاداًًًًً من الافتخار بالاعجوبة التي صنعها 

تفسير (متى 9: 26) : فخرج ذلك الخبر الى تلك الارض كلها .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس  

لم يقتصر انتشار الخبر في كفرناحوم، وكانت كفر ناحوم فى منطقة الجليل وتقع على بحر طبرية وكانت مركزا تتقابل فيه الطرق تمر فيها القوافل والمسافرين من الشمال للجنوب وإلى الغرب وكانت على بحر طبرية حيث ينتقل الصيادين والناس بالقوارب بين المدن الواقعة على بحيرة طبرية  بل ذاع في كل البلاد المجاورة لها.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي لان أباها كان رجلاًمعروفاً عند قومه فجاء كثيرون لتعزيته وشاع الخبر في كل مكان مع انه امرهم ان لا يقولا لاحد بذلك . فلما نظرت الجارية شعر أمها محلوقاً ووجهها مخدشاً جلست تاكل وتبكي فحلفتها امها قائلة اقسمت عليك بحياة يسوع الذي احياك الا تحزنيني فسكتت الجارية وخرجت هي وأمها الى النساء الباكيات واكلنا هناك وأخذت النساء يهنئن امها بدلاً من التعزية . 

تفسير انجيل متى - الاصحاح التاسع

 يسوع يشفي أعميين  (متى9: 27-  31)

يسوع يشفي أعميين 

 

تفسير (متى 9: 27) وفيما يسوع مجتاز من هناك ، تبعه اعميان يصـرخان ويقولان : “ ارحمنا يا ابن داود “  

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 بعد إقامة ابنة يايرس ذكر متّى هنا معجزتين فعلهما يسوع لم يذكرهما غيره من البشيرين،

1) "يجتاز"  تكررت كلمة يجتاز مرارا عن الرب يسوع فلم يجد مكانا ان يسند فيه رأسه لأنه كان يجول يصنع خيرا  (أع 10: 38)  كان يجول  مناديا للمأسورين بالعتق وللمسبيين بالإطلاق  "لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ" (سفر إشعياء 61: 1) كان يجتاز الطرقات فى المدن  ويدخل المجامع ويذهب إلى الهيكل فى أورشليم حتى أنه ذهب للسامرين أعداء اليهود ( يو 4: 4 ) وكان لا بد له ان يجتاز السامرة." وذهب للأمميين فى شرق الأردن وإلى قيصرية فيلبس يصنع خيرا ورحمة للكل فلم يقتصر على فئة معينه بل  صنع خيرا ورحمة للرجال والنساء للكبار والصغار للفريسيين والكتبة والكهنة وأعضاء مجمع السنهدرين وغيرهم 

وفيما يلى بعض الآيات التى وردت بالأناجيل عن كلمة إجتاز" على سبيل المثال وليس الحصر :  (مت 9: 9) وفيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى. فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه.( مت 9: 27) وفيما يسوع مجتاز من هناك تبعه اعميان يصرخان ويقولان: «ارحمنا يا ابن داود».  (لو 18: 37) فاخبروه ان يسوع الناصري مجتاز.  (يو 8: 59) فرفعوا حجارة ليرجموه. اما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا.(يو 9: 1) وفيما هو مجتاز راى انسانا اعمى منذ ولادته،
2) " تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ " رافق أحدهما الآخر ربما كانا جالسين على  الطريق لسبب ما وإشتراكا  في الانفعالات عندما سمعا بمرور يسوع وسمعا عن معجزاته العظيمة وإقامته الموتى فإذا كان يسوع أقام الموتى ففتح أعين العميان ليست صعبة عليه ، وساعد الواحد منهما الآخر فى اللحاق به .
3) " يَصْرُخَانِ وَيَقُولاَن "ولكن لعجزهما عن الرؤية فلم يستطيعا أن يلحقا به وتبعاه على مسافة منه . ولكن كان صوت الجموع حولة يتباعد فلم يصبح أمامهما إلا أن يرفعان الأصوات الدالة على الشدة حتى ينتبه إليهما. فلنتصور الحدث بطريقة أخرى  طبيبا ماهرا يجتاز الطريق وهما أعميان وهو يسير وهما لا يستطيعان اللحاق وهذه هى اللحظة الحاسمة والفرصة الوحيدة ليريان بعيونهما العالم فإذا ضاعت فلن يبصروا طيلة حياتهم فلم يكن أمامهما إلا الصراخ ليلفتا إنتباهه أنهم محتاجين للشفاء فلم يكن هناك من يهتم بهما
4) " ٱرْحَمْنَا " أى نحن محتاجين  شفقتك علينا واصنع الخير معنا ونلتمس منك أن تمنحنا البصر   معنى كلمة  رَحْمَة [مفرد]:فى اللغة العربية  1- مصدر رحِمَ| الرَّحمة: نداء لالتماس المغفرة والصفح أو لاستثارة الشفقة- تحت رحمته/ جعله تحت رحمته: تحكَّم فيه. 2- خير ونعمة .
5) "يَا ٱبْنَ دَاوُد " وزااد على توسلهما ليسوع أنهما ذكراه بأنه جاء إلى اليهود خاصته وذكرا أنه إبن داود وأن لهما دلاله عنده ليرحمهم وأظهرا بذلك إيمانهما بأنه قادر أن يشفيهما.أي يا سلالة داود وخليفته على عرش ملكه. وذلك من ألقاب المسيح عند اليهود بناءً على ما جاء في الأنبياء (انظر إشعياء 9: 7) و (أش 11: 1) (إرميا 23: 5) وسمياه بذلك على شهادة من شاهدوا آياته.  وهناك أعميان آخران فى أريحا كررا صراخهما مناديان يسوع حتى يجعلهما مبصران (متّى 20: 30) واذا اعميان جالسان على الطريق. فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين: «ارحمنا يا سيد يا ابن داود»  و (مرقس 10: 47) فلما سمع انه يسوع الناصري ابتدا يصرخ ويقول: «يا يسوع ابن داود ارحمني!»  و( لوقا 18: 38) فصرخ: «يا يسوع ابن داود ارحمني!» والصراخ هنا دليل على الحاجة والعجز عندما يصرخ الطفل ويبكى ولعدم قدرته على الكلام  لحاجته يعبر عن نفسه بالصراخ أو لجوعه أو مرضه سقوطه

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان صراخهما كان دليلاً على ايمانهما الحي بقدرة يسوع لانهما كانا يطلبان رحمة منه . اما قولهم ” ابن داود ” فلأنهما تحققا ظهوره من نسل داود واسم داود كان عند اليهود مكرماً . وكثيراً ما كان الانبياء يكرمون الملوك باسم داود . وبهذين الاعميين ايضاًًًًً خزأ اليهود فان العميان بمجرد السمع عنه آمنوا به قبل ان يروا اعجوبة منه اما هم فبعكس ذلك . 

تفسير (متى 9: 28) : ولما جاء الى البيت تقدم اليه الاعميان ، فقال لهما يسوع : “ أتؤمنان اني اقدر ان افعل هذا ؟ “ . قالا له : “ نعم يا سيد “ .  

ي

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ولما جاء " . أى إلى أن دخل بيتاً .. عندما ترك يسوع الناصرة أتى وسكن فى كفر ناحوم فسكن هناك فى بيتا بلا شك حتى دعا تلاميذه ولم يذكر متى بيت من الذى دخله يقول بعض المفسرين على الأرجح أنه بيت بطرس لم يظهر المسيح اغهتماما بصراخهما قد يكون هذا امتحاناً لإيمانهما ليتبعاه حتى البيت  فبعد ما أظهرا الإيمان به والرغبة الشديدة في الشفاء أجاب طلبهما. ولعله أحب أن يتوارى عن أعين الناس عند فعله المعجزة، ثم امتحنهما بالكلام كما امتحنهما بالفعل بسؤالهما  فقال:
1) "أَتُؤْمِنَان " طلب منهم اعترافهما بالإيمان استعداداً لنوال الشفاء. وألإقرار بالإيمان علنيا كان هاما لشفائهما (يو 11: 36- 40) وكل من كان حيا وامن بي فلن يموت الى الابد. اتؤمنين بهذا؟»  قالت له:«نعم يا سيد. انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله، الاتي الى العالم». ٠

أ . وفى حالة عدم الإيمان لا يفعل يسوع معجزات كما حدث فى كورة الجدريين عندما طلب أهل القرية أن يغادر يسوع قريتهم فغادرها . وفى الناصرة : " لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم. " (متّى 13: 58)

ب .  كما أن قوة إيمان تختلف من شخص إلى آخر .ووبخ يسوع الشعب قائلا ( يوحنا 4: 48- 50) :«لا تؤمنون ان لم تروا ايات وعجائب»  قال له خادم الملك:«يا سيد، انزل قبل ان يموت ابني». قال له يسوع:«اذهب. ابنك حي». فامن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع، وذهب

 قد يكون الإيمان ضعيفا و(مرقس 9: 23 و 24)  فقال له يسوع: «ان كنت تستطيع ان تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن». 24 فللوقت صرخ ابو الولد بدموع وقال: «اومن يا سيد فاعن عدم ايماني» أو قليلا عندما كان يسوع نائما فى السفينة وهبت الرياح والزوابع وكادت السفينة تغرق فأيقظوه وقال أما يمك أننا نغرق فقال لهم يا قليلى الإيمان أو قويا  كما فى معجزة شفاء عبد قائد المائة  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه أراد ان يدخل البيت ويشفيهما ليعلمنا ان نبتعد عن المجد الباطل . لان البيت كان قريباً فتركهما ان يأتيا ليشفيهما داخلاً والشاهد لذلك انه اوصاهما ان لا يقولا لاحد . ثم انه تعالى لم يسألهما ذلك لعدم معرفته بايمانهم فانه فاحص القلوب والكلى ولكنه سألهما ليثبت للناس انهما اصحاب علة فشفاهما ولم يكن يريد ان يفعل العجائب لئلا يظن به الناس انه يفعل ذلك رغبة في المجد الباطل اما هذان فبين انهما يستحقان الشفاء . وقوله ” هل تؤمنان اني أقدر ان افعل ذلك ” ليؤمنوا انه اله ويقروا بذلك علناًًً ولم يقولا له نعم يا ابن داود ولكن سمياه رباً حتى اذا أقرا بربوبيته يخلصهما من العمى وحال الذل . 

تفسير (متى 9: 29) : حينئذ لمس اعينهما قائلاً : “ بحسب ايمانكما ليكن لكما “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا " فى كثير من المعجزات كانت تتم عن طريق  اللمس لمس اليد أو لمس الأعين وهى الجزاء المصاب المحتاج للشفاء وعندما لمسهما يسوع أظهر أن الشفاء منه. وتلك كانت عادة المسيح في تفتيح أعين العمي دائماً، لأن ما كان يستفيده غيرهم بالنظر إلى وجه المسيح وعمله كانوا يستفيدونه باللمس  كما أن أول وجه يرونه هو وجه شافيهم يسوع (متّى 9: 29) حينئذ لمس اعينهما قائلا: «بحسب ايمانكما ليكن لكما».  "  و ( يوحنا 9: 6)  قال هذا وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الاعمى. " و شفى أعين المولود أعمى أى خلق له أعين ليرى بهما ولكنه لم يراه لأنه قال له أغسل عينيك فى بركة سلوام
2) "بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا " أي على قدر الإيمان
الذى عندكما ستنالون الشفاء ، لا حسب استحقاق . هوذا الأبن الضال الذى يمثل الأممى يقول أنه غير مستحق ويتمنى ان يكون كالأجير  (لو 15: 19)  ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. اجعلني كاحد اجراك.  "  هوذا المعمدان الذى قال عنه يسوع أنه أعظم مواليد النساء  يقول (  لوقا 3: 16) الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه." هؤلاء الغير مستحقين نالوا المواعيد وحسبوا أهلا أن يدخلوا ملكوت السماء بإيمانهم وهذا يظهر العلاقة بين إيمان الإنسان وهبة الرب ، مع عدم الإستحقاق نالوا الشفاء الجسدى والشفاء الروحى بالمغفرة من خطاياهم  فالإيمان ليس سوى واسطة لقبول البركات الإلهية، وبه الاتصال بين غنى الرب وفقر الإنسان. وبمثل إيمان هذين الأعميين والاعتراف أى الإقرار  به تخلُص نفوسنا من الهلاك الأبدي. نطلب آية لأجل إحتياجاتنا وليس للفرجة والشهرة ( مرقس 8: 12).فتنهد بروحه وقال: «لماذا يطلب هذا الجيل اية؟ الحق اقول لكم: لن يعطى هذا الجيل اية!»

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قال هذا ليثبتهما في الايمان الخفي . فلم يقل لهما تنفتح اعينكما لكن ” كايمانكما فليكن لكما ” كما كان يقول للكثيرين الذين كانوا يدنون منه . فكانت عادته ان يكرز بالايمان قبل شفاء الجسد . فهكذا كان يجعلهم باحسن حال ويجعل الآخرين ان يأتوا اليه ليسمعوا كرازته برغبة . 

تفسير(متى 9: 30) : فانفتحت اعينهما . فانتهرهما يسوع قائلاً: “ انظرا ، لا يعلم احد ! “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَٱنْفَتَحَتْ " يعبر الكتاب عن منح البصر للعميان بانفتاح العيون.
2) " لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌ " أراد يسوع إخفاء أمر تفتيح أ‘ين هاذين الأعميين فلم يرد عليهما عندما كانا يناديانه فى الطريق بالرغم من أنه فعل معجزات كثيرة فى الطريق وأستمر سائرا والأعميين يسيرانن وراءه حتى دخل البيت وشفاهما وأمر المسيح بإخفاء خبر المعجزة لتواضعه، وعدم رغبته في الشهرة، لأن الافتخار بأنه صانع معجزات كان يعيقه عن التبشير والتكريز  وعن التعليم، وأنه كان يشغل أفكار الناس بالدنيويات وسرد قصص المعجزات فتبعدهم عن الهدف الأسمى وهو ملكوت السموات فكان يريد توجيهها إلى الروحيات. ولم يرد تلك الشهرة خوفاً من أن الناس يقيمونه ملكاً على الرغم منه، وخيفة أن يقوم عليه الحكام توهُّماً أنه يريد التمرد الفتنة والعصيان خاصة أن المسيح فى الفكر اليهودى سيأتى قائدا حربيا يقودهم كأمة لبناء الهيكل . ولا نعلم لماذا أمر بكتم بعض المعجزات تارة وإظهارها أخرى ، ولعله رأى غيرة البعض وتحمسهم له  شديدة فأراد أن يقللها، ورأى غيرة الآخرين ضعيفة وإيمانهم قليل فأراد تقويتها. أو لعل الأحوال كانت تقتضي الإظهار تارة والإخفاء أخرى كما أنه كان يريد أن يذهب ليعيد الفصح فى أورشليم خفية وأحيانا ظاهرا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي في الحال انفتحت اعينهما . فانتهرهما لئلا يظن به احد انه يتراءى للناس بفعل العجائب ويحرض الذين يشفيهم على ان يذيعوا خبره لانه كان عالماًًًًً ان الاعميين مزمعان ان يكرزا به قبل ان يوصيهما . ورب قائل يقول كيف منع هذين من ان يقولا شيئاًًً عنه وهو الذي امر المخلع قائلاًًً له امضي الى اهلك واخبرهم ؟ فنقول انه اوصى الاعميين بالا يقولا عنه شيئاً ليعلمنا الا نقول نحن عن انفسنا شيئاً مثل هذا ونمنع الذين يريدون ان يمدحوننا . وبامره للمخلع قد علمنا الا نسكت عما فيه تمجيد الله . وليس فقط انه لا يمنعه . ولكنه يوصينا بالعمل به . 

 تفسير (متى 9: 31) : ولكنهما خرجا وأشاعاه في تلك الارض كلها .  

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

كان يسوع بعد إجراءه لبعض المعجزات يوصى بأن لا يقولوا لأحد عن شفائهم ربما حتى يسألهم الناس كيف إنفتحت أ‘ينهم فيردون بتفاصيل المعجزة فيعرف الناس أكثر عن يسوع وكرازته  ولكن معظم من نالوا الشفاء من يسوع كانوا ينشرون المعجزة فرحا بعمل يسوع معهم وشكرا له وعندما كان على حدود المدن العشر بالأردن جاءوا اليه باصم اعقد وطلبوا اليه ان يضع يده عليه. فشفاة وانفتحت اذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما. (مرقس 7: 36) فاوصاهم ان لا يقولوا لاحد. ولكن على قدر ما اوصاهم كانوا ينادون اكثر كثيرا. . " لكن مع عدم قدرة من حصلوا على الشفاء أن يكتموا أمر المعجة إلا أنه من الصعب تحقيق ذلك لأن الناس ستأل الأعميان عمن فتح أعينهما ولكن هذا ليس عذراً لعدم طاعتهما أمره، لأن المسيح لا يأمر بشيء ويحدث خلافه، لأنه عند الله دائماً «الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ» (1صموئيل 15: 22).إلا أن يسوع بالرغم من أنه يعلم الغيب وأن هاذين ألعميان لن ينفذا أمره إلا أنهما فعل المعجزة بسبب إيمانهما به وعدم إستجابتهما بتنفيذ أمره خطية أخرى ..

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فقد فعلا هذان الاعميان فعلاً يحمدان عليه بشهرهما لاعمال يسوع . وان اوصانا الا نعلم احداًًًًً حتى لا يظن الناس انه يطلب المجد والشهرة اما نحن فواجب علينا ان ننادي بافعاله امام كل الناس . فكانوا يجولان ويخبران عنه .

 

تفسير انجيل متى - الاصحاح التاسع

الأخرس يتكلم (متى 9: 32- 34)

الأخرس يتكلم

تفسير (متى 9: 32) وفيما هما خارجان ، اذا انسان اخرس مجنون قدموه اليه .  :

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "أَخْرَسُ مَجْنُون ا" كان ملبوسا بروح نجسة وكان الروح النجس سببا فى خرسه وجنونه وهناك حالات مختلفة تفعلها الشياطين فى بنى البشر ، فحالة هذا الشخص تشبه حالة الإنسان الذي ذكره ( متّى 12: 22) حينئذ احضر اليه مجنون اعمى واخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم وابصر. " إلا أن ذلك أعمى زيادة على الجنون والخرس. وذكر لوقا معجة أخرى جعل الشيطان فيها الشخص أخرس فقط  (لوقا 11: 14)   وكان يخرج شيطانا وكان ذلك اخرس. فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع. "  فكانت قوة الشياطين على إيقاع الضرر بالناس تختلف من إنسان لآخر.
2) "قَدَّمُوه " لعل الذين قدموه أقرباؤه أو جيرانه لشفقتهم عليه ، ربما كان ذلك المسكين كان أصم ، والصمم ينتج عنه الخرس غالباً. أو أنه لا يستطيع الكلام لسبب فى الحبال الصوتية إلا أنه مهما كان السبب فى خرسه وجنونه قدموه ليسوع إيمانا منهم بقدرة وقوة يسوع على شفاءة
 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اخرس هو الذي لا يسمع ولا يتكلم . فخرس هذا لم يكن طبيعياًًًًً لكن من الشيطان الساكن فيه . فقد اعتاد الشياطين ان يعملوا ضرراًًًًً في اجساد البشر متى ما سمح الله بذلك . وقوله قدموا اليه يعني آخرون قدموه اذ لم يتقدم بنفسه لان الشيطان كان ربط لسانه ومسمعه وقيد نفسه لاجل ذلك لم يطلب منه الله الايمان كما طلب ذلك من رئيس المجمع والاعمين . 

تفسير (متى 9: 33) : فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس ، فتعجب الجموع قائلين : “ لم يظهر قط مثل هذا في اسرائيل “

 

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " تَكَلَّمَ ٱلأَخْرَسُ " هذا يبرهن أن الشيطان كان سبب خرسه، فكان سبب آلامه وقصوره على أن يكون فردا فى المجتمع وكان يسبب ألاما وأحزانا وأتعابا لأهله فى رعايته والأهتمام به فى هذه الحالة هؤلاء الأصحاب وألأهل أرادوا له الشفاء فلما طرد يسوع الشيطان تكلم الأخرس وصار عاقلا لأن الشيطان كان سببا فى هذه الإعاقة .
2) " فَتَعَجَّبَ ٱلْجُمُوعُ " لم  تشاهد البشرية هذا السلطان من قبل ولم يمتلك أحد من البشر .. سلطان يسوع على الطبيعة وعلى الشفاء الجسدى والروحى والخلق وعلىا   ألرواح النجسة وهذه المعجزة أظهرت قوة لم يشاهد مثلها  من قبل .
3) " لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ الخ "  لم يقولوا هذا القول لأن هذه المعجزة كانت أعظم من سائر معجزات المسيح، بل لأن المعجزات الكثيرة والتى لا تحصى التى فعلها يسوع فاقت قدرة الفكر البشرى والناموس الطبيعى  فقالوا : “ لم يظهر قط مثل هذا في اسرائيل “
4) " فِي إِسْرَائِيل" أي في أخبار بني إسرائيل وفى كتب العهد القديم وباقى كتبهم كالمنشاة منذ كانوا أمة إلى الآن، فلم يقم  أحد من الأنبياء كموسى وإيليا وأليشع وغيرهم من أنبياء إسرائيل بفعل هذه المعجزات ولم يكن لهم سلطانا مثل سلطان يسوع . وقد تم بهذه المعجزة نبوة إشعياء «حِينَئِذٍ تَتَفَقَّحُ عُيُونُ الْعُمْيِ، وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ. حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ» (إشعياء 35: 5 و 6).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فقد تعجبوا منه اكثر من كل الانبياء القدماء لانه كان يشفي بسهولة حتى يؤمنوا به انه اله وان يكن في الظاهر انساناً وقد كانوا يجهلون هذا السر العظيم . 

  تفسير (متى 9: 34)  «أَمَّا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: بِرَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ».

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ذكر متّى في الآية السابقة خلاصة إعجاب الجمهور وإنبهارهم ببمعجزة المسيح وسلطانه على الأرواح النجسة  بعد مشاهدتهم الآيات وقالوا : “ لم يظهر قط مثل هذا في اسرائيل “  وأما الفريسيين الذين راوا أن الشعب مال للإيمان بيسوع وأنهم سيفقدون مكانتهم فى المجتمع اليهودى  تجاسر فيها الفريسيون أن ينسبوا معجزات المسيح إلى عمل الشيطان، ونشر الفريسيين هذا الفكر بعد ذلك ثم تبعهم الكتبة وكذلك بعض من القوم وكانوا كلهم من الحاقدين  من محبة الشعب ليسوع ولفعله الخير فى خاصته اليهود ( متّى 12: 24) اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين». و  (مرقس 3: 23) واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا: «ان معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين».  و  ( لوقا 11: 15) واما قوم منهم فقالوا: «ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين».  كثيراً. ورد المسيح على هذا التجديف (متّى 12: 22 - 37) «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وكل مدينة او بيت منقسم على ذاته لا يثبت. 26 فان كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته؟ 27 وان كنت انا ببعلزبول اخرج الشياطين فابناؤكم بمن يخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم! 28 ولكن ان كنت انا بروح الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله! 29 ام كيف يستطيع احد ان يدخل بيت القوي وينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا وحينئذ ينهب بيته؟   وأسبب قولهم هذا القول التجديفيهو أن يمنعوا الناس من الإيمان بأن يسوع هو المسيح
1) "ِرَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ "  ببعلزبول رئيس الشياطين  (متّى 12: 24). لما لم يقدر الفريسيون أن يفسروا قوة يسوع وقدرته على إخراج الشياطين، نسبوا قوته إلى بعلزبول، فيكون المسيح بهذا ليس شيطانا فحسب ولكنه بعلزبول رئيس الشياطين . وكان الواجب أن يعترفوا بالحق وأن يسوع هو الحق  وأنه هو المسيح الذى ينتظرونه

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الفريسيين حسداً منهم واخفاء لاعماله تعالى قالوا هذا القول لانه كيف يمكن الشيطان ان يخرج شيطاناً مثله . اما يسوع فلم يخرج الشياطين فقط بل طهر البرص واقام الموتى طالباً مجد الاب . وهذا لم تعمله الشياطين لانهم يجتهدون بتقديم المجد للاصنام . فما قول النساطرة في ذلك فلا نظنهم يقولون بقول الفريسيين من انه برئيس الشياطين يخرج الشياطين ولا يمكنهم ان يؤمنوا بان انساناًًًًً يقدر ان يعمل مثل هذا . فاذاًًًًً فليقروا ويعترفوا معنا بانه كإله يفعل هذا بسلطانه وهو متجسد . ثم ان الاخرس يشير الى من يصم اذنيه عن سماع الاقوال الالهية ويمتنع عن الشكر لخالقه ومبدعه . وكما ان الاخرس بالمسيح نال التكلم والسمع . كذا العالم بمجيء المسيح اصغى للوصايا الالهية وسمع برجاء الحياة . 

تفسير انجيل متى - الاصحاح التاسع

 الحصاد كثير والعمال قليلون (متى 9: 35- 38)

الحصاد كثير والعمال قليلون

تفسير (متى 9: 35)  وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ، ويكرز ببشارة الملكوت ، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب . :

 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

  ذكر متّى هذه الآية عينها من قبل  في (متّى 4: 23) وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب " و ذكرها أيضا ( مرقس 6: 6) وتعجب من عدم ايمانهم. وصار يطوف القرى المحيطة يعلم". و أيضا (لوقا 13: 22)  واجتاز في مدن وقرى يعلم ويسافر نحو اورشليم "كان يجول يصنع خيرا ونص الآية هو: "الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا" ( أع 10: 38). وكان فى تجوالة يحقق أهداف او محاور رئيسية ربما تتفرع منها أهداف أخرى فرعية والمفروض أن تسير الكنيسة القبطية فى هذه الخطوط التى أسسها المسيح وهى

1 - التكريز والتبشير بملكوت السموات

2 - التعليم والتنوير بتصحيح مفهوم الكتبة والفريسيين ولمعلمين و غيرهم من طوائف اليهود حول فهمهم لنصوص آيات العهد القديم

3 - كان يجول يشفى كل مرض وضعف فى الشعب

4 - حرر المأسورين بخطايا وغفرها لهم كما حرر المأسورين المقيدين من أسر الشياطين وأخرج شياطين كثيرة

وليوصل رسالته تعامل مع الناس وجها لوجه وليس من خلال وسائل إتصال حديثة مثلما يحدث الآن .. ذهب يسوع إلى كل مكان ليكرز ويبشر لم يكن مرتبطا بالتبشير فى الكنيس (المجامع) فقط لأنه لم يكن رئيس مجمع أو أحد الشيوخ المسئولين عن المجمع أو أحد الكهنة فى الهيكل فكان يذهب  مثله مثل أى يهودى آخر للمجامع فذهب إلى   مجمع كفرناحوم والناصرة وكاروزين وغيرها ولشهرته كمعلم كانوا بعطونه ليقرأ ويفسر لهم الأسفار المقدسة وبالرغم من كرازته فى المجامع إلا أنه كما تقول الآية واجتاز في مدن وقرى يعلم ويسافر نحو اورشليم .. وتقابل يسوع مع شعبه واظهر محبة نحو المرضى فشفاهم ونحو الضالين وردهم ونحو المأسورين فحررهم وذهب إلى السامرة وهم أعداء اليهود وذهب لجميع المدن الواقعة على بحر طبرية وإلى باقى مدن الجليل وذهب شمالا إلى مدينة قيصرية فيلبس وشرقا غلى حدود المدن العشر التى كان بعض  منها فى شرق نهر الأردن وكان يذهب ليعيد الفصح فى كل سنة فى أورشليم ثم ذهب جنوبا لأريحا وكان قبلا قد ذهب أثناء التجارب الثلاث إلى برية يهوذا الواقعة بين أورشليم والبحر الميت ولم يحدد رسالته فى طائفة واحده فكان يتكلم مع كل إنسان صغيرا وكبيرا فقيرا كان أو غنيا صحيح النفس والجسد أو عليل فقيرا أو ذو مكانة إجتماعية عامة الشعب والكهنة والشيوخ وأعضاء مجلس السنهدرين ... ألخ  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي
 

اي انه كان يكرز بملكوت الله الساكن في السماء لان ابليس كان قد اغتصبها منه فارسل ابنه ليرد الكل . فكل واحد من الانبياء كان يشفي علة او علتين بقوة اله . اما المسيح فكان يشفي كل علة ومرض ووجع مهما كان بسلطانه الذاتي .

تفسير (متى 9: 36) : ولما راى الجموع تحنن عليهم ، اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 (مرقس 6: 34)  فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا "  ( عدد 27: 17)  يخرج امامهم ويدخل امامهم ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها.  و و (حزقيال 34: 5) فتشتتت بلا راعي وصارت ماكلا لجميع وحوش الحقل وتشتتت.  و(زكريا 10: 2)    لان الترافيم قد تكلموا بالباطل والعرافون راوا الكذب واخبروا باحلام كذب.يعزون بالباطل.لذلك رحلوا كغنم.ذلوا اذ ليس راع.
1) "ٱلْجُمُوع " أي جماعات الشعب اصحاء ومرضى كبارا وصغارا ومن كل فئات الشعب الغنى والفقير الجاهل والحكيم رجالا ونساءا أتت من كل الجهات لتسمع معلم إسرائيل  . ولم يذكر متّى زمان حدوث هذا التجمع ، وقد يكون زمن اجتماع الناس الذي ذكره في الأصحاح الخامس.
2) " تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ " من نظرته لهذه الجموع ألاتية إليه تحنن عليهم هذا لا ينفي أنه تحنن علي غيرهم عندما ذهبوا إليه في غير هذا الوقت، إنما ذكره هنا كمقدمة للحديث الذي دار بينه وبين تلاميذه ، ومقدمة لإرساله الإثنى عشر للتبشير وأعطاهم سلطانا وقوة لشفاء الأمراض وإخراج الأرواح النجسة  (متّى 10: 5). ولم يحرك شفقته كثرة عددهم ولا أمراضهم وضعفهم الجسدي ، بل أنهم بلا رعاية روحية .
3) " مُنْزَعِجِين " معنى إنزعج أى قلقوا إضطربوا تضايقوا  تعبوا من أحمالهم  وأحوالهم فى الحياة ، من ثقل الأحمال التي حملهم إياها الفريسيون والكتبة من طقوسهم وتقاليدهم.
4) "مُنْطَرِحِينَ " الغنم التى تستلقى وترتمى على الأرض  كغنم لا تقاد إلى مرعى نهاراً ولا تصان في حظيرة ليلاً.
5) "كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا"  الراعى مهم جدا فى حياة الغنم فهو يعرف أماكن الرعى التى فيها طعام وماء وفير لغنمه  ويذكر داود أن الرب هو الراعى (مز 23: 1- 3) .الرب راعي فلا يعوزني شيء.  في مراع خضر يربضني.الى مياه الراحة يوردني.  يرد نفسي.يهديني الى سبل البر من اجل اسمه. " الغنم التى لا راعى لها هى الغنم التى تسوء أحوالها فلا مكان لها فى حر الصيف أو رد ومطر الشتاء ولا مكان حتمى فيه تأوى إليه ليلا ... وشبه الرب المعلمين للشعب كالرعاة إلى الغنم، لكنهم غفلوا عن واجباتهم كرعاة غير أمناء (إرميا 23: 1 و2) ويل للرعاة الذين يهلكون ويبددون غنم رعيتي يقول الرب. 2 لذلك هكذا قال الرب اله اسرائيل عن الرعاة الذين يرعون شعبي.انتم بددتم غنمي وطردتموها ولم تتعهدوها.هانذا اعاقبكم على شر اعمالكم يقول الرب " و( حزقيال34: 1- 6) وكان الي كلام الرب قائلا 2 يا ابن ادم تنبا على رعاة اسرائيل تنبا وقل لهم.هكذا قال السيد الرب للرعاة.ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون انفسهم.الا يرعى الرعاة الغنم. 3 تاكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. 4المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم. 5 فتشتتت بلا راعي وصارت ماكلا لجميع وحوش الحقل وتشتتت. 6 ضلت غنمي في كل الجبال وعلى كل تل عال.وعلى كل وجه الارض تشتتت غنمي ولم يكن من يسال او يفتش " و (1 ملوك 22: 17)  فقال رايت كل اسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها.فقال الرب ليس لهؤلاء اصحاب فليرجعوا كل واحد الى بيته بسلام.  فكان في شعب إسرائيل كتبة كثيرون وكهنة وناموسيون ورؤساء دين ومعلمون، ولكن لم يكن من الرعاة الروحيين إلا القليل.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اي تحنن على اليهود الذين كانوا يجتمعون حوله ليشفيهم ويشفي مرضاهم ولاجل العجائب ولاجل حسنه ومنظره كقول القديس يوحنا . تحنن على القطيع كرب وإله وكمن له سلطان عليه . وكانوا منطرحين مثل الخراف اي من تعب الطريق ليعلمهم ما هو نافع لانفسهم . هذا كان توبيخاًًًًً لرؤسائهم لانهم كانوا رعاة واعمالهم عمل الذئاب .

تفسير (متى 9: 37)  حينئذ قال لتلاميذه : “ ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون . :

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 نكررت هذه الآية فى (لوقا 10: 2)   فقال لهم: «ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده." .. وفى (يوحنا 4: 35)
يجب ان نعرف ان هناك نوعين يعملون فى حقل الرب (يو 4: 37)  "لانه في هذا يصدق القول: ان واحدا يزرع واخر يحصد." وهما :

أ . المعلمين الزارعين الذين يعملون فى الحقول ينثرون البذور ويسفوها  

ب . المبشرين والكارزين الذين يجمعون الحصاد 

وألأثنين يفرحان معا فى العمل فى حقل الرب   (يو 4: 36)  والحاصد ياخذ اجرة ويجمع ثمرا للحياة الابدية، لكي يفرح الزارع والحاصد معا. 
1) "ٱلْحَصَادُ " تمتلئ حقول بالمحاصيل الناضجة فى وقت واحد وكل مالك أرض يحتاج عمال فى موسم الحصاد فيكون الطلب على العمال اكثر من عدد العمال لهذا يعرف الجميع ذه الحقيقة الجموع هم المحصول الذي لا حاصدين له الذين تحنن عليهم ولا يوجد من يعلمهم ، وشبههم بالغنم بلا راعٍ، إشارة إلى ضياعهم. وشبههم هنا بحصاد لم يُجمع إشارة إلى أن الله خسرهم

 يأتى ميعاد الحصاد حيث يفرح الرب  بالقائمين على الحصاد  وتبيض الحقول وتمتلئ رؤوس نباتات القمح بالسنابل وبعد إنتهاء موسم الحصاد وجمع البذور يأتى دور المعلمين الفعلة فى حقل الرب .. هناك من يغرس بذور الكلمة وهناك من يسقيها فى حقول اخرى ( 1  كورنثوس 3: 7) إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي." وحسب قوة الأرض تعطى ثمارها ثلاثين وستين ومائة .. وإلى من نجحوا فى فعلهم ينبغى أن يقولوا كل حين .. (   لوقا 17: 10) كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا " وليتذكروا دائما أن الرب ينمى خدمتهم 

لنتذكر أننا مسيحيين نقلد يسوع فى كل شئ ونفعل ما فعله ولنتذكر دائما أنه كان عمله هو الكرازة (يو 4 : 34)  قال لهم يسوع:«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله. "

هاك دائما بشر لم يسمعوا عن يسوع المسيح ". والكرازة عمل على نطاق عالمي منوط بالمسيحيين وهو ليس إختيارا بل أمرا من السيد المسيح  حيث ( متى 28: 19-20 ) يقول:" فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.".وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به.وها أنا معكم كل الأيام الى انقضاء الدهر.آمين". التبشير بخبر يسوع المسيح ينبغي أن يكون نابع من نمط حياة المؤمن  المسيحى (كولوسي 1: 26-29) يقول:" السر المكتوم منذ الدهور ومنذ الأجيال لكنه الآن قد أظهر لقديسيه الذين أراد الله أن يعرّفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد الذي ننادي به منذرين كل انسان ومعلمين كل انسان بكل حكمة لكي نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع. الآمر الذي لاجله اتعب أيضا مجاهدا بحسب عمله الذي يعمل فيّ بقوة". الإيمان اولا والحياة مع المسيح ثانيا ( غلاطية 2: 20) مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في. فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي." ثم الكرازة هي أكثر من مجرد وعظ وشهادة هى حياة مع المسيح (اشعياء 61: 1) يقول:" روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لابشر المساكين أرسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق."لا يوجد عمل إيجابى للمسيحين إلا الكرازة بالإنجيل في كل مكان قبل مجيء المسيح ثانية قريباً ( متى 24: 14) يقول:" ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم.ثم يأتي المنتهى". ونحظ أن هذه الابات عن الرعاية والحصاد تأـى بعد معجزة شفاء الأعميين اللذان اوصاهما الرب ألا يقولا لأحد وبالرغم من ذلك ذهبا ليبشرا بكم فعل بهم الرب من رحمة .. لا يوجد مسيحى إلا وفعل به الرب عملا حسنا ومع ذلك كتم أمر شهادته إحتفظ به أو نساة اليوم يطالبك الرب يسوع أيها الأعمى أن تعلن وتقول " كنت أعمى والآن أبصر ؟
ليس من الضروري أن تكون متعلم أو عالي الثقافة  أو عنيا  أو ذومكانة إجتماعية  لتتمكن من مشاركة خبر الإنجيل (1 كورنثوس 2: 1-5) يقول:" وانا لما أتيت اليكم أيها الاخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة مناديا لكم بشهادة الله. لاني لم أعزم أن اعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح واياه مصلوبا.وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة. وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة5 لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله". ولتتذكر ان الرب إختار تلاميذه من الصيادين وقال لهما سأجعلكما تصطادان الناس
نحن مدعوون لنكون ممثلين وسفراء ليسوع في هذا العالم ( 2 كورنثوس 5: 20) يقول: إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا.نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله. ".
الكرازة هي التحدث من أجل الرب بعد أن يتجسد الحق في حياتنا وسلوكنا ( مرقس 16: 15) يقول:" 15 وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. ".واقرأ أيضاً من يوحنا 13: 35 : " بهذا يعرف الجميع إنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعض لبعض
2) "ٱلْفَعَلَةَ " هم الذين يعتنون بجمع المعلمين  والمبشرين حصاد الله الروحي أي بتعليم جهلاء الشعب.
".

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي
.

الحصاد الناس الذين كانوا يريدون ان يؤمنوا والفعلة الذين يعلمونهم وقوله قليلون اي لا يوجد فعلة . فلما رأوا ان ليس لهم مرشد ذهبوا وراءه صابرين على التعب والشدائد . قال القديس فيلكسينوس ان الفعلة هم المعلمون والانبياء في العهد القديم الذين لم يقدروا ان يجمعوا الغلات لبيدر الرب اما لكونهم ضعفاء واما ان وصايا الناموس كانت ناقصة وقال آخرون غير ذلك ان الفعلة في الناموس كانوا كثيرين الا ان الفعلة اي الرسل فهم قليلون الحصاد كثير برجوع كثيرين الى الايمان . وقوله كثير لانه دعا الشعب والشعوب ولم يكن الا اثنا عشر رسولاًًًًً فقط الا ان معونته كانت تكفيهم .

تفسير (متى 9: 38) : فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 (مزمور 68 : 11) الرب يعطي كلمة.المبشرات بها جند كثير.  و ( إرميا 3: 15) واعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم.  و( لوقا6: 12 و 13)وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي. وقضى الليل كله في الصلاة لله. 13ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا «رسلا»  ( لو 10 : 1) وبعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي. "  و (يوحنا 4: 35) اما تقولون: انه يكون اربعة اشهر ثم ياتي الحصاد؟ ها انا اقول لكم: ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد.  (يو 20 : 21)  فقال لهم يسوع ايضا:«سلام لكم! كما ارسلني الاب ارسلكم انا»  و( أعمال8: 4) فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة. 5 فانحدر فيلبس الى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح.  (1كورنثوس 12: 28 )  فوضع الله اناسا في الكنيسة: اولا رسلا، ثانيا انبياء، ثالثا معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء، اعوانا، تدابير، وانواع السنة  ( أفسس 4: 11) وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا، والبعض انبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين،    (2 تسالونيكي 3: 1) اخيرا ايها الاخوة صلوا لاجلنا، لكي تجري كلمة الرب وتتمجد، كما عندكم ايضا،
1) " فَٱطْلُبُوا مِنْ رَبِّ ٱلْحَصَادِ أن يعين فعلة "  رب الحصاد هو يسوع المسيح الرب وقصد بقوله ذلك بنوع من الإتضاع لم ينتبه إليه تلاميذة ومعنى  «اطلبوا» إلى أن الصلاة شرط لإرسال الرب للفعلة، كما اتضح من طلب المؤمن (متّى 7: 7- 11) فيجب أن نصلي بلا انقطاع ونسأل الرب أن يرسل أناساً أمناء غيورين، يخبرون الأمم بالمسيح الذي صُلب ومات لأجلهم وقام لتبريرهم، وهو الآن يشفع فيهم.

 نمى الروح ونضجت فهو يحتاج لحصدها أى ليرى  ثمر الروح: الإيمان (غل 5: 23). كما ذكر الإيمان أيضًا ضمن مواهب الروح القدس (1كو 12: 9). هذا هو الإيمان العملي كمثل حى للتبشير  "وأنا أريك بأعمالي إيماني" (يع 2: 18). المطلوب إذن هو الإيمان الحي المثمر: (غلاطية 22:5-23 ) "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ". ثمر الروح هو نتيجة وجود الروح القدس في حياة المؤمن. ويوضح الكتاب المقدس أن كل شخص يقبل الروح القدس في لحظة إيمانه بالرب يسوع المسيح (رومية 9:8؛ كورنثوس الأولى 13:12؛ أفسس 13:1-14). يتعارض ثمر الروح القدس  مع أعمال طبيعتنا الخاطئة (غلاطية 19:5-21 ) "وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ". ألإيمان المثمر الظاهر للعالم هو إيمان حى  مملوء محبة "لأن كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا، تقطع وتلقى في النار" (لو 3: 9). هكذا يقول الرسول "لا الختان ينفع شيئًا ولا الغرلة، بل الإيمان العامل بالمحبة" (غل 5: 6). والمحبة عبارة عن برنامج روحي طويل، يضم فضائل عديدة ذكرها في (ذكرها في (1كو 13).
2) " أَنْ يُرْسِل " الأصل اليوناني يعنى الإسراع فى إرسال أولئك الفعلة. والذين يرسلهم الرب هم الذين ينجحون في أعمالهم لا غيرهم.
3) "إِلَى حَصَادِه "هذا الحصاد للرب وحده ، لمن لهم نصيب فى ملكوتة وهو يعتبره كذلك ويصرح به. حينئذ يقول : " تعالوا إلى يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم
"

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

رب الحصاد هو يسوع . يعني اطلبوا مني لاني رب الحصاد . وقوله يرسل عملة اي مثل ملك يترحم على مملكته وراعي على قطعانه وكرب الحصاد ان ارسل فعلة اي رسلاً لحصاد المؤمنين المحصودين من الضلالة الى الحق . 

 
 

 

 

 

 

This site was last updated 01/17/21