Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل متى الإصحاح الخامس عشر (متى 15: 1- 20) 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير / شرح الإنجيل كما رواه متى الإصحاح 15 مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل السابع عشر

تفسير إنجيل متى ملخص فقرات الإصحاح  الخامس عشر  (متى 15: 1- 20)
1. تعدّي تقليد الشيوخ وصايا الله فوق تقاليد البش(مت  15: 1-9)
2. الأيدي غير المغسولة ما ينجس الانسان (مت  15: 10-20)

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس عشر

وصايا الله فوق تقاليد البشر (متى 15: 1- 9)

وصايا الله فوق تقاليد البشر

تفسير (متى 15: 1): حينئذ جاء الى يسوع كتبة وفريسيين الذين من اورشليم قائلين  :

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 تكررت هذه الآية فى (مرقس ٧: ١ الخ)  واجتمع اليه الفريسيون وقوم من الكتبة قادمين من اورشليم.
1)  " حِينَئِذٍ " 
إنتشرت أخبار يسوع وتعالمية من الجليل مركز تبشيرة حتى وصلت إلى أورشليم ، وكان إجراؤه العجائب والمعجزات سببا فى إنتشارها من جانب ، وسيرته المملوءة بالمحبة والحنان وتعاليمه من جانب آخر ، هؤلاء الرجال قطعوا مسافةً طويلة لكي يسمعوه . فاقتضى ذهاب بعض علماء اليهود الدينيين ليفحصوا: من هذا؟ لقد كانوا منتدبين عن القيادة
2)  "
ٱلَّذِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ " أتوا من أورشليم ليراقبوا أعمال يسوع ويسمعوا كلامه ويناقشونه ويخبروا رؤسائهم فى أورشليم ثم يقرروا أن يسمحوا أو يمنعوا الشعب من قبولهم للمسيح. وهنا شكوا التلاميذ إليه، وكانت الشكوى في الحقيقة علي تعليمه . وغرضهم من ذلك الإساءه إلى سمعته التى نتشرت بين الشعب وتشويهها عند الشعب.
3)  " جَاءَ إِلَى يَسُوعَ كَتَبَةٌ وَفَرِّيسِيُّونَ"
الكتبة والفريسيين طائفتين ادينتين كانت الأكثر إنتشارا وقوة وتأثيراً خلال يهودية القرن الأول.  كانوا دارسين ومدربين على الناموس المكتوب والتقليد الشفهي ، والذين كان يتم التعاقد معهم من أجل كتابة القرارات حول نقاط من الدساتير اليهودية المتعلقة بالحياة اليومية. (راجع مت ١٢ :٣٨ ) نشأوا خلال الفترة / العصر المكابية. الإسم قد يعني : " الناموس بدون بر داخلي (أش ٢٩ :١٣)
فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب الي بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة " "المنفصلين/ المنعزلين". يسوع لم يُدن جميع الفريسيين بل أدان فقط بعض الذين كانوا متمسكين ظاهرياً جاعلين الإلتزام المطلق بالتقليد الشفهي مثل الأساس الكتابى الذي تم كتابته فيما بعد وعرف بالتلمود. (راجع مت ٢٢ :١٥ )  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فالكتبة هم الذين كانوا يواظبون على نسخ الكتاب القديم ومطالعته والفريسيين هم الذين قد ميزوا أنفسهم لحفظ الناموس والوصايا . ولما رأى الكتبة والفريسيون النبوات والآيات كإشباعه الوفاً من خبز قليل وانه بمجرد اللمس شفى الاوجاع والامراض دنوا اليه . وذكر متى الزمان لكي يرى شرهم الغير المتناهي وذكر اورشليم لانها أم المدن وكثيراً ما كان يهتم كتبتها وفريسوها بحفظ الناموس اكثر من الكتبة والفريسيين الذين في غير مكان فسبطا يهوذا وبنيامين كانا ضابطين لاورشليم محافظين على العادات الناموسية . اما الاسباط العشرة الاخر فانهم اخذوا يتقلدون بعادات الشعوب الذين كانوا يجاورونهم بعد عودتهم من السبي  

تفسير (متى 15: 2): “  لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ ، فانهم لا يغسلون ايديهم حينما يأكلون خبزاً ؟ “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ " َكان التعليم الدينى عند اليهود يتم خلال تبنى معلم عددا من التلاميذ يتعلمون منه لهذا يكون المعلم مسئول عن أعمال تلاميذه من الناحية الدينية وإستمر هذا النظام فى كنيسة القرن الأول . وقد إختار يسوه معظم تلاميذه من إقليم الجليل حيث لم تكن اليهودية متزمتة كما في منطقة أورشليم.
2) " تَقْلِيدَ ٱلشُّيُوخ " هو وصايا طقسية يهودية اضيفت إلى الأسفار الموحى بها فى العهد القديم أخذها الخلف عن السلف شفاهاً منذ قرون عديدة من آباء الأمة اليهودية المعروفون بالشيوخ.
أشاع اليهود (ما عدا الصدوقيين منهم) أن موسى عندما نزل من على طور سينا أعطى نوعين من الوصايا، أحدهما مكتوب الذى هو التوراه والآخر شفوي، فحفظه في ذاكرته وسلمه قبل موته إلى يشوع، وسلمه يشوع إلى القضاة، وسلمه القضاة إلى الأنبياء، وبذلك حُفظ بلا تغيير حتى سجل
والتقاليد الشفهية التي تدعى المشنه Mishnah والتي فسرت ناموس موسى وساعدت على تطبيقه على الحياة اليومية.

المشنه Mishnah كانت قد نُظمت وقننت بشكل كامل تقريباً من قبل الّرابيين في يهوذا عام ٢٠٠ وفيما بعد صارت إلى موسى من قبل ً من التلمود. لقد كا جزءا ن الّرابيون / المعلمين يعتقدون أنها موثوقة مثلها مثل التوراة (تك - تث)، لأنه كان يُعتقد أنها كانت قد أعطيت شفهياً ُ إلى موسى من الله (تث ٤ :١٤) واياي امر الرب في ذلك الوقت ان اعلمكم فرائض واحكاما لكي تعملوها في الارض التي انتم عابرون اليها لتمتلكوها. " وكتب  في التلمود وما زال اليهود يحترم التلمود إلى هذا اليوم احترامهم لأسفار موسى والأنبياء بل أكثر منها. فإنهم شبهوا الشريعة المكتوبة بالماء، والتي لم تكتب بالخمر. وكانت تلك التقاليد كثيرة جدا تقيد كل مناحى الحياة لكنها لا فائدة منها . فاحترامهم لها دليلا  على أنهم تركوا الأصل الذى هو الناموس وتمسكوا بالفرع الذى هو الأمور الزهيدة في الدين، فجعلوا الجوهريات عرضيات والعرضيات جوهريات. ويوضح ذلك سؤالهم المسيح هنا. وأما الصدوقيون فرفضوا كل تلك التقاليد. وصدق فيهم القول الإلهى ( إرميا 2: 13) لأن شعبي عمل شرين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم أبآرا، أبآرا مشققة لا تضبط ماء.
3) " فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ "
غسل الأيدي لم يكن لأجل أهداف صحية بل لأجل التطهير الطقسي. العهد القديم لم يكن يتطلب غسل الأيدي قبل كل وليمة طعام، بل إن التقليد نما (١ ) من (خر ٣٠ :١٩) حيث كان يجب على الكهنة أن يغسلوا و(٢ ) (لا ١٥) حيث أن أولئك الذين كانوا يلمسون شيئا  نجساً كان يجب عليهم أن يغسلوا. في أيام يسوع كان الغسل قبل وجبات الطعام قد صار جزءاً رئيسياً من الحياة الدينية اليهودية. أحد ًالّرابيين الأوائل كان قد ُحّرم لأنه لم يكن يغتسل بشك ٍل صحيح. لم يكن الغسل وحده قبل الطعام مطلوبا يرات الفردية ً، بل الغسل بعد وحتى بين المس أيضا ًمطلوباًكواجب طقسي ديني.

 هذا الغسل مما أمر به موسى في سفر
(اللاويين إصحاح ١٢ - ١٥) فإن ذلك مختص بأوقات معينة وهي واسطة التطهير من تدنُّسات مخصوصة لا تتعلق بالأعمال البيتية اليومية. فلم يقصد الكتبة من الغسل النظافة المعتادة، بل الخدمة الدينية التي أوجبوا أن تؤتى دائماً قبل الأكل. واعتبروا ذلك أكثر من اعتبارهم طهارة القلب. وزاد مرقس على اغتسالهم قبل الأكل اغتسالهم بعد مجيئهم من السوق (مرقس ٧: ٣، ٤) لان الفريسيين وكل اليهود ان لم يغسلوا ايديهم باعتناء لا ياكلون متمسكين بتقليد الشيوخ. 4 ومن السوق ان لم يغتسلوا لا ياكلون. واشياء اخرى كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس واباريق وانية نحاس واسرة " . وعلة ذلك احتمال اقترابهم في السوق من وثني أو مما له، فتدنسوا به فاغتسلوا بغية أن ترجع إليهم الطهارة الدينية. فلهذا كان الاغتسال عندهم من ضروريات الدين. وكثيراً ما مدحت كتبهم أحد الربانيين بأنه حين سُجن ولم يسمح له من الماء إلا بما يحتاج إلى شربه اختار أن يموت عطشاً على أن يأكل بيدين غير مغسولتين.
4) " حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً" خُبْزاً يمد اليهودى يده اولا إلى الخبز ليقطعه ثم يأكل الطعام حسب العادة الجارية فى الشرق الوسط . واقتصروا على ذكر الخبز لأنه قوام الحياة الجسدية، وهو يشترك فى كل وجبة من الطعام.
ولم يعتبر المسيح تقاليد الشيوخ ذات شأن. وهذا علة شكوى الفريسيين. على أن المسيح لم يذم الغسل ولكن ذم فرضه شرعاً أى جعله قانونا  وأن الله أمر به ، والفريسيين جعلوه أسمى مما أمر به في الشريعة.(كولوسي ٢: ٨)
انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل، حسب تقليد الناس، حسب اركان العالم، وليس حسب المسيح. "

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

لم يقولوا لماذا يتعدون ناموس موسى لكن تقليد الشيوخ . فيتضح من هذا انهم من ذواتهم كانوا وضعوها مع ان موسى أوصى بالا يزيد أحد شيئاً على الناموس او ينقص منه . وقد سألوه هذا السؤال لعله يجيبهم قائلاً عنهم الشيوخ وانه لاحق لهم في وضع النواميس والشرائع . فيتخذون جوابه حجة على انه يرذل كهنتهم وشيوخهم . ثم ان المسيح لم يفرض على تلاميذه الاغتسال او عدمه اذ كانوا يعملون بما هو جار بين اليهود . ولكنه كان يعلمهم بترك ما نافل والاهتمام بخلاص نفوسهم . لاجل ذلك فانهم أكلوا من دون ان يغسلوا ايديهم . فلما أخرج الله بني اسرائيل من مصر وضع لهم نواميس مطهّرة للنفس كمثل لا تقتل ولا تزنِ وغير ذلك ومطهرة للجسد كقوله من يدن من الابرص أوالميت فليغتسل . أما الكتبة فزادوا على الناموس ان يغسل الانسان يديه قبل الاكل وكذا عندما يرجع من السوق يغتسل واذا أولم وليمة فليغسل الكؤوس والقصع والمنارات والاسرة وبعد ذلك يستعملها . وايضاً قد علّموا الناس ان يقولوا لآبائهم ان ما تريدون ان تستفيدوه منا هو قربان وغير ذلك . اما المسيح فقد وبخهم عن ثلاثة أشياء . أولاً ، لوضعهم نواميس جديدة من عندهم . ثانياً ، لان هذه النواميس تخالف ناموس الله . ثالثاً ، لانهم الزموا العامة ان يحفظوا اوامرهم وياخذوا منهم الاجرة . 

تفسير (متى 15: 3):فأجاب وقال لهم : “ وأنتم أيضاً لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم  ؟

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «فَأَجَابَ: وَأَنْتُمْ أَيْضاً، لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ؟». لم ينكر المسيح أن تلاميذه خالفوا تقاليد الشيوخ فلم يجب على سؤالهم ، لكنه أجابهم بسؤال مدافعا بأن قال إن تعليمهم أدى إلى أن اليهود خالفوا الشريعة التى أمر بها الرب موسى بتقاليدهم الشفهية البشرية أى أنه قارن بين تعدى تلاميذه وتعديهم فجعل تقاليدهم التى يتبعونها ويفرضونها على الشعب ضد الأوامر الإلهية بينما تلاميذه خالفوا التقاليد الموضوعة بفكر بشرى ، ومن الخطير أن يفرض البشر على غيرهم أوامر تخالف أمر الرب.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

لم يقل لهم ان تلاميذي غير محتاجين الى الغسل الجسدي لانهم مغسولون ومطهرون بالروح . ولم يقل وصايا الشيوخ لكن أوامركم مع ان الشيوخ هم الذين وضعوا التسليم لا الكتبة والفريسيون اما هو فقال أوامركم لئلا يثقل عليهم كلامه فسماها تسليماً لان الناس أسلموها لا الله ثم انهم ارادوا ان يثبتوا ان التلاميذ تعددوا الناموس فدحض قولهم هذا . وأظهر انهم هم المتعددون له . ولم يقل ان تلاميذي حسناً عملوا أو رديئاً لئلا يجعل لهم حجة على التلاميذ. ولم يوبخ الشيوخ لكنه ترك الكل وجاء في طريق جديدة وابان ان عددم غسل اليدين قبل الاكل لا يخالف الناموس .

تفسير (متى 15: 4) : فإن الله أوصى قائلاً : اكرم أباك وامك ، ومن يشتم أباً أو أماً فليمت موتاُ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس  
1) " فَإِنَّ ٱللّٰهَ أَوْصَى قَائِلاً:" ذكر المسيح هنا مثالاً وإتهم فيه الكتبة والفريسيين بتعديهم شريعة الرب المكتوبة بالوحى الإلهى بيد موسى النبى الإله بتقليدهم.الذى أمر فى وصية من الوصايا العشرة بإكرام الأب والأم في الوصية الخامسة (خروج ٢٠: ١٢).
هناك أوامر إلهية موحى بها مكتوبة كتبها موسى بيدة بيعبر عنها فى الكتاب المقدس بكلمة "مكتوب" وليست وصايا الناس ويقولون عنها "موسى قال"
وفيما يلى نظرة يسوع إلى السلطة الدينية وتمسكها بالأوامر الإلهية فيما عدا أنه لم يم يعترف بالتقليد الشفهى والوحي في العهد القديم(مت ٥ :١٧ -١٩)  لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل. فاني الحق اقول لكم: الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.  فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات. واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات.  فاني اقول لكم: انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات."
2) " أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ،"كرم" كانت كلمة تجارية تعني "أن يعطي بحسب " ومعنى إكرام باللغة العربية : "تكريم وتنزيه وتعظيم وتشريف"   لقد اقتبس يسوع الوصية الخامسة وهى أحدى الوصايا العشر(خروج ٢٠: ١٢ )اكرم اباك وامك لكي تطول ايامك على الارض التي يعطيك الرب الهك. " وجعل الرب إكرام الأبوين مثل حفظ يوم السبت فى آية واحدة ( لاويين ١٩: ٣ )  تهابون كل انسان امه واباه وتحفظون سبوتي.انا الرب الهكم" وجعل هناك بركة لمن يكرم أباه وأمه هى تطول أيام حياته السعيدة والمباركة ( تثنية ٥: ١٦ ) اكرم اباك وامك كما اوصاك الرب الهك لكي تطول ايامك ولكي يكون لك خير على الارض التي يعطيك الرب الهك"
 3) "  وَمَنْ يَشْتِمْ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً" وجعل الرب عقابا شديدا لمن يشتم أباه وأمه فى الشريعة وهو القانون الذى يطبق على القبائل اليهودية المسماه بالأسباط وأوحيت إلى موسى وكتبت بيده
  هذا هوا لإقتباس الثاني  بعد إكرام المطيع للوصية الخامسة هناك عقابا بالموت للعاصى في العهد القديم في (مت ١٥ :٤ ) هو من (خروج ٢١: ١٧ ) ومن شتم اباه او امه يقتل قتلا. " وكررها فى ( لاويين ٢٠: ٩ )  كل انسان سب اباه او امه فانه يقتل.قد سب اباه او امه.دمه عليه."
الإستقرار في المجتمع القبلى كان يتطلب تصرفاً سريعاً وقوياً وعقابا شديدا ضد أولئك الذين كانوا ينتهكون العهد الإلهى. العائلة كانت/ ولا تزال هذه الوصايا تستعمل حتى الآن فى المجتمع. وأعطى الرب لعنه لمن يسب اباه أو أمه يلعن  ( أمثال ٢٠: ٢٠ ) من سب اباه او امه ينطفئ سراجه في حدقة الظلام "

تفسير (متى 15: 5) : وأما أنتم فتقولون : من قال لابيه او أمه : قربان هو الذي تنتفع به مني . فلا يكرم اباه أو امه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ ٱلَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي."
 كان الفريسيين والكتبة ينشرون تقليد يهودي مؤداه أن من كان يعطى مساعدة مادية لوالديه المعوزين ، من الأفضل لو أنه حول هذه المساعدة إلى قربان أو تقدمة للهيكل ، فلا يكون حينئذ في  محلّ عنايتة :فلا يوليه أمواله أو وقتَه أو اهتمامَه أو عنايتَه فلا يعول والديه أو أحدهما ماديا أو معنويا بقوله له : قربان هو الذي تنتفع به مني ، أي أن ما كنت أعطيه لك معونة مادية أو معنوية  سأقدمه – بدلا من ذلك – قرباً للهيكل ، فيظن أنه بعمله هذا ينال ثواباً أعظم لأنه بدلا من وصية الرب بإكرام الوالدين وإعالتهم والإهتمام بهم يقدم نفس المعونة للرب . 
فكان الكتبة والفريسيون بتحريضهم الأبناء على اتباع هذا التقليد الفاسد ُيبطلون وصية الرب الخامسة من الوصايا العشرة التي تقضي بإكرام الوالدين والواردة في (خر 20 :12 ) (تث 5 : 16). وقد ذكر إنجيل مرقس في (إصحاح 7) نفس هذه الأقوال التي نطق بها الرب يسوع مع مقدمة قالها الرب في عدد 9 ” ثم قال لهم حسناً رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم” وبديهي أن كلمة “حسناً”هنا لا يُقصد بها مدحهم ، بل هي تعني ( حقاً إنكم) أو (طبقاً تماماً لنبوة إشعياء). ويتوافق هذا المعني مع قول الرب في ( متي 15 : 7 – 9 ) ( مرقس 7 : 6) ” يا مراؤون حسناً تنبأ عنكم إشعياء …) إلى أخر ما جاء في هذه الآيات أي ما أصدق ما تنبأ به إشعياء عنكم. ملحوظة : في بعض الترجمات التفسيرية ُكتبت الآية 9 من مرقس 7 هكذا : ” وقال لهم ما أبرعكم في نقض شريعة الله لتحافظوا على تقليدكم”.

 أي أن الله أمر بشيء بينما أمر الكتبة والفريسين بشئ خلافه، فإن تقليدهم ينافي الوصية الخامسة الآمرة بواجبات الأولاد لوالديهم. ومن تلك الواجبات الاعتناء بهم زمن الحاجة والشيخوخة. وذلك مما يوجبه على الإنسان ضميره ونص الكتاب الإلهي. فإنهم وإن لم ينفوا وصية الله قولاً نفوها عملاً بتعليمهم الوضعي البشري.
2) " قُرْبَانٌ " تقدمة دينية لله أو شيء مخصص له. وقوله «قربان» بمثابة قولنا «هذا نذر عليَّ أو وقف لله» وكانوا يعينون المال أو جزءاً منه لأمور دينية بمجرد التلفظ بكلمة «قربان» فينفق بعد ذلك على الهيكل أو على الكهنة واللاويين، أو على شراء حيوانات الذبيحة. وكان الفريسيون يعلمون أن وقف المال كذلك يسر الله أكثر من أن ينفق على الوالدين المحتاجين.
هو شيء أو نبات أو حيوان وأحياناً تقدمة بشرية يتقرب منها الشخص للقوى التى يعتقد أنها إلهية سواء أكان إلها لا يرى أو تماثيل أو نبات أو حتى قوى شيطانية والتى يعتقدون بأنها تتدخل في حياتهم، وذلك خوفاً أو حباً، ويتم ذلك في أوقات محددة، قد تكون دورية أو لحدث بعينه، وعادةٍ ما يرتبط تقديم القرابين بطقوس أخرى يُجري شعائرها وفق ترتيبات معينة كاهن أو كاهنة، كما يمكن لأي شخص أن يقوم بذلك وفق لاختلاف العقائد والأحوال
3) "قُرْبَانٌ هُوَ ٱلَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ " أى قول الإبن يقول لأبويه أو لأحدهما ، ومعناه: إني وقفت لله يا والديَّ كل ما أستطيع أن أنفعكما به من مال أو خدمة، فلم يبقَ لكما شيء منه. وبهذا لا يعطى الابن لوالديه شيئاً من ماله أو خدمته، وهو يظن أنه أعطى الإكرام للرب حتى ولو كانا في أشد الاحتياج.
2) " فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ " هذا جواب الشرط في قول الفريسيين «من قال لأبيه أو أمه..». والمعنى أن من قال هذا لا يصبح مكلفاً أن يكرم والديه بتقديم مالٍ أو خدمة لهما ولو كانا في أشد الفقر. وهذا تصريح بكسر وصية من الوصايا العشرة وأيض الهروب من من الواجبات الطبيعية للوالدين. فإذا تركهما الولد وماتا جوعاً فلا لوم عليه ولا حرج ‍‍فإن تقليد الفريسيين أجاز له أن يوقف ما له للهيكل بعد المدة التي يختارها، ولو كانت نهايتها يوم موته. فيكون له أن ينفق من ماله على نفسه كل تلك المدة ولا يجوز أن ينفق شيئاً منه على والديه.

النظرة للأب والأم فى المسيحية

كمبدأ عام حول نظرة يسوع لما كتب فى أسفار العهد القديم من وصايا وتعاليم (مت ٥ :١٧ -١٩)  لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل. فاني الحق اقول لكم: الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.  فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات. واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات.  فاني اقول لكم: انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات."

ومن قول المسيح هنا 0مت 15: 9) نرى أنه من واجب المسيحيين أن يفعلوا ما أوجبته شريعة موسى من أمر إكرام الوالدين وطاعتهما ومحبتهما والاعتناء بهما إن كانا في حاجة أو في شيخوخة.

صحيحٌ أن المسيح أوجب على تلميذه أن يترك أمه وأباه لأجل الإنجيل، وقال إن من أحب أباً أو أماً أكثر منه فلا يكون له تلميذاً (متّى ٤: ١٨، ٢٢) مع أن الله أمر بإكرام الوالدين (خروج ٢٠: ١٢). لكن المسيح قصد بهذا أن ما علينا لله يجيء قبل ما علينا للناس، فإذا اضطر إنسان أن يختار أحد الواجبين وجب أن يختار أعظمهما، وهو طاعة الله. أما الفريسيون ففضلوا الشريعة الوضعية على الشريعة الإلهية.

لا يذم المسيح بهذا التعليم من يوقف لله جزءاً من المال لمقاصد دينية أو خيرية، لكنه ذمَّ من يفعل هذا ليتخلص من الواجبات نحو الوالدين والأقرباء لغيظٍ منهم. قال الرسول الإلهي «وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ» (١تيموثاوس ٥: ٨).
وهناك أمثال وضعها سليمان الحكيم عن العلاقة بين الإبن وأبويه تقول ( أمثال ٢٣: ٢٢ ) اسمع لابيك الذي ولدك ولا تحتقر امك اذا شاخت. ( أفسس ٦: ٢ )   ايها الاولاد، اطيعوا والديكم في الرب لان هذا حق. 2 «اكرم اباك وامك»، التي هي اول وصية بوعد، 3 «لكي يكون لكم خير، وتكونوا طوال الاعمار على الارض». 4 وانتم ايها الاباء، لا تغيظوا اولادكم، بل ربوهم بتاديب الرب وانذاره.  ( أم٣٠: ١٧) العين المستهزئة بابيها والمحتقرة اطاعة امها تقورها غربان الوادي وتاكلها فراخ النسر"
فكرة النذر أو تقديم موارد لا حاجة لها Ϳ كانت تدعى قربان corban من الكلمة العبرية التي تعني "عطية"، لا ١ :٢؛ ٢٢ :٢٧؛ ٢٣ : ١٤؛ عد ٧ :٢٥ (أو "تحت الحظر" (مر ٧ :١١ .(هذا القسم الذي به تصير الموارد هذه شرعياً غير متاحة للإستخدام في مساعدة الوالدين الطاعنين في السن (رغم أنها قد تستخدم لأسباب شخصية أخرى).

تفسير (متى 15: 6): فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم !

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ ٱللّٰه " بينما الوصية الإلهية الخامسة من الوصايا العشرة تأمر وتلزم اليهودى  إكرام الوالدين، والحكم بقتل من شتم والديه. أمر اليهود الكتبة والفريسيين بكسر هذه الوصية بسبب تقليد شفهى لم يأمر به الرب فإنه إذا حدث وإن اغتاظ ولد من والديه وقال «مالي وخدمتي لكما قربان» يكون قد عمل صالحاً. فإذاً شريعتهم التقليدية البشرية الطقسية أبطلت شريعة الله الأدبية الأبدية.
2) "بِسَبَبِ  تَقْلِيدِكُم " أي التقليد الذي أنتم تسيرونبه ليس تقليد إلهى بل بشرى بعكس ما أمر به الرب فى الوصية الخامسة من الوصايا العشرة وتلزمون غيركم أن يتبعكم فيه.

 هذه ألاية (مت 14: 6)  تعني: ١ - نفي مضاعف قوي ٢ - تدل على سؤال ٣ - اقتباس من التعاليم (أو المعنى المتضمن من) الفريسيين/ الكتبة.

هذه كلمة يونانية قوية تستخدم هنا فقط وفي الموازاة في (مر ٧ :١٣ ) مبطلين كلام الله بتقليدكم الذي سلمتموه. وامورا كثيرة مثل هذه تفعلون». و(في غل ٣ :١٧ ) وانما اقول هذا: ان الناموس الذي صار بعد اربعمئة وثلاثين سنة، لا ينسخ عهدا قد سبق فتمكن من الله نحو المسيح حتى يبطل الموعد. " .بدوافعهم وأعمالهم صارت هناك مساومة وتسوية وتشويه لقصد الأوامر الإلهية بسبب الجشع البشري أو التملص من واجب مفروض إلهيا وإنسانيا . هؤلاء الناس كانوا يبدون متدينين ولكن الدليل على السقوط كان لا يزال باقيا (أريد لنفسي أكبر ً مقدار مهما كلف الثمن).

 

بِسَبَبِ  تَقْلِيدِكُم هذه الكلمة (pardosis تستخدم بعدة معان

 ١ -من أجل حقائق الإنجيل في (١ كور ١١ :٢ ،٢٣ )

 ٢ -عن التقاليد اليهودية في (مت ١٥ :٦) (مت ٢٣ :١) ( مر ٧ :٨) ( غل ١ :١٤ )

٣ -عن التحزرات الغنوسية في (كول ٢ :٦ -٨ )

٤ -الكاثوليك الرومان يستخدمون هذه الآية كدليل نصي كتابي على الأسفار المقدسة والتقليد كونهما متساويان في المكانة. ( ولكن في هذا السياق تشير إلى الحق ، سواء كان محكيا أم مكتوباً (٢ تس ٣ :٦ً )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الله أمر ان يكرم الولد أباه وأمه الا ان الشيوخ لما رأوا ان هذه الوصية تضرهم تحايلوا ونقضوها بوصية اخرى أثقل منها بقولهم ان تحب الرب الهك من كل قلبك . ولان الابناء كانوا يحسبون ان كلما يقتنون هو مال لآبائهم لا لهم فكان الشيوخ يعلمون الابن انه اذا جاء ابوه وطلب كباشاً أو ثيـراناً وغير ذلك فليقل له ان ما تريد ان تنتفع به مني هو قربان لله . فعند سماع الآباء لهذا الكلام كانوا يخافون ان يلمسوا ذاك الشيء لئلا ينقضوا الوصية القائلة حب الرب الهك . فبواسطة تسليم الشيوخ كانت تبطل وصية الله القائلة اكـرم أباك وأمك . ثم انه لما كان الاب يريد من ابنه شيئاً كان الكاهن يعلمه ان يجعل ذاك الشيء قرباناً لله حتى لا يقدر الاب ان يتقرب اليه ويأخذه فيأخذ الكاهن منه جزءاً والباقي يتركه للولد . وكان يمضي واحدهم ويسكن مع الكاهن أو كان ينذر نفسه . فكان يوفي ثمن نفسه مقدار ما كان ماموراً في الناموس . فان كان فقيراً لم يكن يعطي الا الذي يأمر به الكاهن. فلما كان ابوه وامه ياتياناه قائلين له اكرمنا حسب المأمور في الناموس فالولد كان يقول لهما ان الشيء الذي تريدان ان تستفيدانه مني هو قربان لله فلا تقولا تعال اكرمنا فانما انا اكرم الكهنة. فالقديس ساويرس يقول ان لفظة قربان باللغة العبرانية معناها موهبة وباليونانية ايضاً موهبة. ثم كانوا يعلمون انه يجب ان يكرم الابناء آباءهم قبل ان يكون لهم بنين وبعدد ان يصير لهم بنون فلا يبقى لآبائهم سلطان عليهم لانهم صاروا اباء فالذي يعطاه من ابنه انعام هو لا واجب . هذا ما كتبه فيلون في كتابه المسمى تسليماً . وقال يوسيفوس ان بعد عود اليهود من السبي تسلط اليونانيون على اليهود وتحننوا عليهم اذ ابتنوا لهم مجمعاً في اورشليم فاختلطوا معهم وتعلموا عوائد اليونانيين فأبطلوا الاعتقاد بقيامة الاجساد بل بالانفس فقط حسب رأي افلاطون وان الجسد لم يخلق لاجل ذاته لكن لاجل النفس وهو فضلة ولم يستخفوا بالجسد فقط بل وبوالدي الجسد فكانوا يكرمون الذين يؤدبون النفس بخوف الله . وبهذا التعليم أبطلوا الوصية القائلة اكرم اباك وامك. 

تفسير (متى 15: 7) : يا مراؤون ! حسناً تنبأ عليكم اشعيا قائلاً :

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

٧، ٨ «٧ يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: ٨ يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هٰذَا ٱلشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً».
1) " يَا مُرَاؤُونَ " 
كانت هذه كلمة تستعمل فى "التمثيل" المسارح  تعني حرفياً "أن يدين تحت" ولكن بمعنى "أن يمثل / يلعب دوراً خلف قناع" مصدر كلمة مراؤون : «ر أ ي» تظاهر بخلاف ما في الباطن فعل ذلك رياءً
أو أن يقول الشخص ما لا يعتقده وأن يقوم الشخص بعمل ما ليثني عليه الناس  لإرضاء الناس مع عدم الإهتمام بإرضاء الرب

المراؤون هم الذين يقولون ويعملون خلافاً لما في نفوسهم خداعاً لغيرهم. وصح وصف الفريسيين بالرياء لأنهم ادعوا الغيرة لشريعة الله والدين الحق، وهم فى الحقيقة يخالفونهما، لأنهم جعلوا ترك الأبناء ما يجب عليهم لوالديهم المحتاجين من أعمال التقوى. ظهر هذا الرياء بين الكتبة والفريسيين بتشجيع الأبناء على مخالفة الوصية الخامسة «أكرم أباك وأمك..» بادعاء أنه يريد أن يكرم الله قبل الوالدين. والحقيقة أنه يتهرب من واجباته نحو الوالدين. مقدما قربانا للهيكل بدلا من الرعاية المدنية والمعنوية للوالدين بينما صاحب الهيكل أمر فى الوصية بإكرام الواليدين
2) " حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ "  ومعنى الكلام مأخوذ عن الترجمة السبعينية.LXX  (إشعياء ٢٩: ١٣)  فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب الي بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة " ولم يرد بقوله «عنكم» أن النبي قصدهم دون غيرهم، بل أن ما قاله يصدق عليهم كما صدق على اليهود في عصره، وذلك قبل حديث المسيح بسبعمئة سنة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان المسيح له المجد دعاهم مراءين لانهم يتكلمون بغير ما يضمرون . 

تفسير (متى 15: 8)يقترب الي هذا الشعب بفمه ، ويكرمني بشفتيه ، واما قلبه فمبتعد عني بعيداً .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "ييَقْتَرِبُ إِلَيَّ هٰذَا ٱلشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، " أي يظهرون أشد الغيرة فى اأن تكون عبادتهم ظاهرة ليمتدحهم الناس قيظهرون يصلون فى الأزقة والشوارع ويظهرون يعطون صدقتهم .. ألخ  ويتممون كل مطالب الشريعة الخارجية ويعلنون بكلمات شفاههم أنهم يسبحونه ويطيلون فى صلواتهم ، ولكن كل ذلك مظاهر خارجية وأخذوا أجرهم من مديح الناس لأن الرب يطلب عبادة القلب وتسليم الإرادة وهم لا يفعلون ذلك. وقال فيهم حزقيال النبى ( حزقيال ٣٣: ٣١) وياتون اليك كما ياتي الشعب ويجلسون امامك كشعبي ويسمعون كلامك ولا يعملون به لانهم بافواههم يظهرون اشواقا وقلبهم ذاهب وراء كسبهم. 
3) "
وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً" الرياء هو السجود للرب بالجسد ولكن الرب يطلب السجود بالروح والقلب (يو 4: 24)  الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا»  كل ، فأول ما يجب علينا أن يكون لنا القلب الجديد (حزقيال ١٨: ٣١) وأفضل تقدمة لله هي القلب المنكسر (مزمور ٥١: ١٧) والختان الحقيقي هو ختان القلب (رومية ٢: ٢٩) والطاعة المقبولة هي الطاعة من القلب (أفسس ٦: ٦) والإيمان الذي للخلاص هو إيمان القلب (رومية ١٠: ١٠) فيجب علينا أن نسأل حلول المسيح في قلوبنا بالإيمان (أفسس ٣: ١٧) وأعظم طلبة تطلبها الحكمة الإلهية من كل منا هي قوله «يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ» (أمثال ٢٣: ٢٦).

تصرفاته الظاهرة وأقواله (رو ٤ :٣ -٦؛) (يع ٢ :١٤ -٢٦ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي انه يرذل من هم من عند الله ويهتم بما يخصه . 

تفسير (متى 15: 9) : وباطلاً يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي" أفسدت طوائف رؤساء الدين من اليهود الذين أطلق عليهم العامة "معلمين" ومنهم الناموسيين والكتبة .. ألخ الدين اليهودى بما زادوا عليه من تقاليد شفهية تتدخل فى كل مناحى حياة اليهودى مدعين أن موسى تسلمها مع الشريعة المكتوبة بإصبع الرب وصاروا مركز حياتهم يفتون لليهود فى كل شئ ، فسد القادة ففسد اليهود وفسد الدين وأصبحوا عبئا على الرب وأفسدوا الكرم وأفسدوا الذين اقتدوا بهم في تعليمهم وسيرتهم. فصارت عبادتهم باطلة لأنها كانت شكلية مظهرية خارجية، والله روح الساجدين به يجب أن يسجدوا بالروح كما انه ينظر إلى قلب العابد لا إلى يديه المرفوعتين وركبتيه الجاثيتين وشفتيه المتحركتين هذه كلها عبادات جسدية وتمارين رياضية تقوى العضلات ولا تمس روح الإنسان وتقويه ، ولم تكن مبنية على طاعة الرب ، ولهذا فلم  تأت بثمار تمجد الرب ولا لخير الناس ولا لخير أنفسهم هم.( كولوسي ٢: ١٨ الخ )  لا يخسركم احد الجعالة، راغبا في التواضع وعبادة الملائكة، متداخلا في ما لم ينظره، منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي، 19 وغير متمسك بالراس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط، متوازرا ومقترنا ينمو نموا من الله. 20 اذا ان كنتم قد متم مع المسيح عن اركان العالم، فلماذا كانكم عائشون في العالم؟ تفرض عليكم فرائض: 21 «لا تمس! ولا تذق! ولا تجس!» 22 التي هي جميعها للفناء في الاستعمال، حسب وصايا وتعاليم الناس، 23 التي لها حكاية حكمة، بعبادة نافلة، وتواضع، وقهر الجسد، ليس بقيمة ما من جهة اشباع البشرية.
2) " يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاس"
التقاليد الشيوخ أطلقت عليها المسيحية خرافات يهودية  ( تيطس ١: ١٤) لا يصغون الى خرافات يهودية، ووصايا اناس مرتدين عن الحق.  "  لأنها ليست شرائع مكتوبة ومسجلة أي أنهم يجعلون وصايا الناس أموراً جوهرية في الدين، فيوجبون الإيمان بها والعمل بموجبها ويهملون وصايا الرب الإلهية التى وردت فى الأسفار فيلغون ما هو إلهى ويعتمدون ما هو بشرى . والمقصود بوصايا الناس هنا التقاليد اليهودية، وهذه التسمية تصدق على التقاليد التي قبل الميلاد وعلى كل أمثالها بعده. ووضع اليهود تلك الوصايا فوق الوصايا الإلهية ، ولا تقاس بالنسبة إليها بل أنها لا ترتقى حتى للشرائع الإنسانية فقد كان التقليد يمنع شفاء المرضى يوم السبت  وكانت الطاعةفى تطبيقها كارثة ويطول شرح التقاليد التى ذكرت فى الإنجيل وعدم ملائمتها للحياة . فأعلن المسيح أن شريعة الرب المكتوبة أسمى من كل تعليم سواها فتجب الطاعة الكاملة لها، وإنه لا اعتبار البتة للتقاليد مهما كانت قديمة أو مستندة على أسماء المشهورين من االعلماء "الرباى" في العلم والمقام.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فالتلاميذ اذاً مصيبون في عدم حفظهم فرائضهم . ولم يتكلم معهم لكنه وجّه كلامه نحو الشعب . 

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس عشر

ما ينجس الانسان  (متى 15: 10- 20)

ما ينجس الانسان 

تفسير (متى 15: 10) : ثم دعا الجمع وقال لهم : “ اسمعوا وافهموا .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ثُمَّ دَعَا ٱلْجَمْعَ" كان الكتبة والفريسيين من أورشليم أتوا ليتغلبوا على علم المسيح ومعرفته ويشهروا به أمام الجموع ولكنه أفحمهم عندما بين لهم أهمية الأسفار المقدسة والقوانين الإلهية على ما قاله تقاليدهم الشقهية التى هى من فكر بشرى وقد وجه كلامه السابق إلى الكتبة والفريسيين، وفى هذه الآية وجه الكلام إلى الجمع المصغي لهذه المناقشة التى دارت بين يسوع والكتبة والفريسيين . ولا يلزم من قوله «دعا الجمع» أنه غيَّر مكانه أو أنهم غيَّروا أماكنهم ولا أنهم لم يكونوا يسمعونه قبلاً. ولكن أراد بذلك زيادة انتباههم لما يريد قوله عوهذا نوع من أسلوب المخاطبة الجماهيرية ، توضيحت لموضوع المناقشة  التي أوردها الكتبة والفريسيون.
2) "  وَقَالَ لَهُمُ: ٱسْمَعُوا وَٱفْهَمُوا"  يبدوا أن الجمع إنقسم بين مؤيد ومعارض لموضوع المناقشة بين يسوع من ناحية والكتبة والفريسيين من ناحية أخرى وبدأوا هم أيضا يتناقشون فقال يسوع لهم إسمعوا منى وأفهموا وذلك تنبيهاً لهم على أهمية ما سيتكلم به، فطلب منهم أن يدركوا المعنى ولا يكتفوا بالسمع. يسوع إستنكر وندد هؤلاء القادة الدينيين الذين من أورشليم علانيةً

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي ايقظوا ضمائركم لا كتب لكم ناموساً جديداً . ولم يقل ان حفظ الاطعمة وفرائض الناموس ليست بشيء لكنه بطريق الموعظة يأتيهم بالبراهين . فقد كان غرضه تعالى من تمييز الاطعمة الطاهرة من النجسة ان يبعد بني اسرائيل عن المصريين وعن سائر الشعوب . فالنجسة لا يمكن ان تكون طاهرة وبالعكس . والنجسة ليس من طبعها نجسة ولكن الناموس حرم أكلها . ثم انه تعالى بواسطة التمييز بين الاطعمة الطاهرة والنجسة يعلمنا ان نقترب من الناس الفاضلين ونبتعدد من النجسين بالخطيئة والشرور  

تفسير (متى 15: 11) : ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان  “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " يُنَجِّسُ " النجاسة هي: „القذارة„ بمعنى: كل مستقذر ولو معنى يقال: نجس الشخص بمعنى أخطأ : أى خبث طبعه . خبيث الفعل. ودنس خلقه، والنجس: القذر أو غير الطاهر. من دنِس الثياب والأشياء المستعملة والقذارة ، تمنع صحة الصلاة ، ويجب على الشخص التحرز منها، والتطهر بالماء أة تطهير الثياب والأشياء بالماء . وتفرض طائفة الهلاخا اليهودية عدة فروض دينية تتعلق بالطهارة تتعلق بالإنسان وملبسه بل حتى ادوات الطبخ  على غطس جميع أدوات المطبخ التي تستخدم في الطبخ والمأكل من صنع غير اليهود لتبديد اي شك قد يعلق بها. ويشمل هذا الفرض  الادوات الزجاجية والحديدية لكنه يعفي الأدوات المصنوعة من الفخار أو الحجار أو الخشب. وتمارس قوانين الحلال "الكاشروت" والتى تعنى القوانين الغذائية اليهودية

الطهارة عند اليهود فرض أى الإغتسال قبل الصلاة في اليهودية. لـلمراة والرجل وكل بالغ يهودى ملزم بالغطس في بركة الماء التي تسمى ميكفيه؟ والطهارة جزء من حياة اليهود اليومية حتى أيامنا هذه، خاصة في المجتمعات المتدينة اليهودية قال الحاخام والمفكر الأندلسي البارز موسى بن مايمون ("رامبام") في كتابه "ميشني تورا":  كل من يعترف بخطاياه لكنه لم يتركها بالكامل فإنه يشبه من يغطس وهو يحمل شيئا نجسا. "

يقوم اليهودي بغسل يديه 3 مرات قبل ادخالها في اناء من الماء النقي من مصدر طبيعي ثم يغسل كامل وجهه ويمضمض ثم يمسح وجهه بمنديل.ثم يردد سلسلة من الأدعية تحمد الرب على حصوله الماء للطهارة. ويعفى حاليا المصلي من غسل الارجل لأن هذه العادة كانت ملزمة في السابق عندما كان المصلون يمشون حفاة الارجل وإذا انعدم الماء فالطهارة الترابية البديلة مسموحة . اما الطهارة الكبرى فهي الغطس في بركة ماء من مصادر طبيعية سبعة مرات لا تزال سارية حتى ايامنا هذه.

 اسس اليهود برك تسمى "ميكفاؤوت" المفرد "ميكفي" أي برك تطهر دينية. ووتملأ تلك البرك بمياه الأمطار التي تجمع في سقوف المبنى، وتدمج بالقليل من المياه من شبكة المياة للتمكن من تبديل المياه بشكل اعتيادي لأجل ضمان نظافتها. ويحتوي الميكفي على كمية   المياه تقدر بـ 40 "سيآة" أو 332 ليتر على الأقل وينزل غليها اليهودى بعدة دراجات ليكون التغطس تدريجيا. وفي إسرائيل أنشأت وزارة الشؤون الدينية  المكفاؤوت للرجال والنساء في كل المدن والمجالس المحلية الإسرائيلية. وفي بركة طهارة النساء تشغل الوزارة موظفات خاصات يطلق عليهن اسم "بالانيت" وعملهن هو مرافقة النساء المتطهرات وتتأكدن من غطسهن الكامل للتأكد من طهارتهن

تفرض الهلاخا على الرجل والمرأة ألتطهر في عدة مناسبات، فى الأعياد الكبرى مثل عيد الغفران، وفي أيام هامة مثل يوم الزواج، كما يتطهر الرجال بعد أن الاحتلام خلال الليل. وتطهر النساء قبل ممارسة الجنس. لتحريم ممارسة الجنس قبل الزواج، فلا يسمح للمرأة أن تتطهر حتى الأسبوع السابق لزواجها كي تدخل الحياة الزوجية وهي طاهرة. وعلى المرأة المتزوجة أن تغطس بعد كل عادة شهرية لممارسة الجنس وتطهر المرأة بعد الولادة أيضا. وتقليديا يغطس المتطهر أو المتطهرة في الميكفي أو في مصدر المياه الطبيعي سبع مرات ويتغطس بلا أي نوع من الحوائل بينه وبين المياه، بما في ذلك الملابس أو المكياج ولون الأظافر عند المرأة.

 2) " لَيْسَ مَا يَدْخُلُ ٱلْفَمَ يُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ"
ينتقل
المسيح هنا لتعليم الجمع بعد أن أسكت الكتبه والفريسيين بقوة حجتة ومنطقة  وبدأ يسوع يوضح لهم أن ذلك الغسل اليهودي الطقسي جعلوه كأحد الوصايا الإلهية بل جعلوه أعظم، وهكذا تمسكوا بالمظهر وتركوا الجوهر. إذ الجوهر هو حفظ اللسان والفم من الدنس قبل حفظهما بواسطة غسل الأيدي فقط.
كان اليهود يهتمون كثيراً بالتمييز بين الأطعمة المحسوبة في شريعة موسى طاهرة والأطعمة المحسوبة فيها نجسة. وغاية
الرب فى العهد القديم في وضع ذلك التمييز أمران: (١) أن يعلمهم بأمور محسوسة التمييز بين الحلال والحرام، وقيمة الصلاة بالروح والطهارة القلبية استعداداً لدخول المسكن السماوي. و(٢) وبالتمييز بين الأطعمة جعل الرب حاجزاً بين اليهود وجيرانهم الوثنيين، ليكونوا شعباً متفرِّداً خاصا دعى خاصته لأنهم يلتزمون ألا يأكلوا معهم. فلم يرد المسيح أن يقول إن بعض الأطعمة أقدس من البعض، ولا أن يكون ذلك إلى الأبد، بل جعله موقوتاً إلى نهاية النظام الموسوي.
وافرز الرب اليهود عن الأمم بواسطة تمييز الأطعمة خمسة عشر قرناً. لكن نتج من ذلك أمران لم يرضهما الرب، وهما أن اليهود حسبوا الشريعة الرمزية الموقوتة قانونا جوهريا أبديا ، وحسبوا الأطعمة المنهي عنها نجسة، وأنها تنجس النفس والجسد. ثم اعتبروا أن النجاسة الرمزية شرٌ من الدنس الأخلاقي.
ولم يقصد المسيح هنا أن ينسخ الشريعة الموسوية
أى يلغيها من جهة تمييز الأطعمة، بل أراد إصلاح الخطأ الذي وقع فيه اليهود،
 ( تيطس ١: ١٥) كل شيء طاهر للطاهرين، واما للنجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهرا، بل قد تنجس ذهنهم ايضا وضميرهم." وبيان أن روح الإنسان لا تتنجس بالمأكولات. فلا شيء من الأطعمة يمكنه أن ينجس الأخلاق. ( رومية ١٤: ١٤، ١٧، ٢٠ ) 14 اني عالم ومتيقن في الرب يسوع ان ليس شيء نجسا بذاته، الا من يحسب شيئا نجسا، فله هو نجس .. 17 لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا، بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس .. 20 لا تنقض لاجل الطعام عمل الله. كل الاشياء طاهرة، لكنه شر للانسان الذي ياكل بعثرةفالنجاسة الأخلاقية تتوقف على حال القلب لا حال الجسد.وقد طهر الرب كل الأطعمة فى العهد الجديد (١تيموثاوس ٤: ٤ ) لان كل خليقة الله جيدة، ولا يرفض شيء اذا اخذ مع الشكر،( أعمال ١٠: ١٥ ) فصار اليه ايضا صوت ثانية:«ما طهره الله لا تدنسه انت!»
3) " مَا يَدْخُلُ ٱلْفَم " أي الأطعمة على اختلاف أنواعها.

4) " يُنَجِّسُ " وصل الأمر لليهودى أنه كان يعتبر ظل السامرى إذا وقع عليه يعتبر نفسه نجسا ولا بد أن يتطهر وهناك  أي تنجيساً أخلاقياً. فلم ينكر المسيح أن بعض الأطعمة ينجس طقسياً، ولا أن الذي يأكل الطعام المنهي عنه يخطئ لتعديه نهي الله. لكنه قال إن الطعام في ذاته لا ينجس ولا يقدس. وقول المسيح «لَيْسَ مَا يَدْخُلُ ٱلْفَمَ يُنَجِّسُ» واضح لكل مسيحي حتى أنه لا يحتاج إلى دليل، ولكنه كان عند اليهود سراً عظيماً لأنه خالف ما علمهم إياه رؤساء دينهم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه تعالى بهذه الوصية أبطل الفرائض القديمة . وبقوله ما يخرج من الفم الخ وضع ناموساً على الافكار والاقوال الرديئة وعلمنا ان الطعام لا ينجس من طبعه لكن اذا أكل بنية نجسة. فالافكار الشريرة والشتيمة والثلب والتجديف تنجس الانسان . وبقوله ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان أخفى كلمته ليظن السامعون انه يتكلم عن غسل الايدي لان حفظ الاطعمة عندهم كان أمراً عظيماً ويعرف ذلك من قول بطرس انه لم يدخل فمي شيء نجس

 

تفسير (متى 15: 12): حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له : “ أتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا ؟ “ 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " حِينَئِذٍ " أي بعد أن ناقش يسوع الكتبة والفريسيين وأقنعهم بقوة حجته ثم علم الششعب  انفصل المسيح وتلاميذه عن الكتبة والفريسيين وصرف الجموع دخل هو وتلاميذه بيتاً (مرقس ٧: ١٧).ولما دخل من عند الجمع الى البيت ساله تلاميذه عن المثل  وسمى مرقس .. ما يدخل الفم الخ» مثلاً لأن له معنى باطناً وراء المعنى الظاهر، ولأنه استغرب كلام المسيح فلم يعتقد أنه يقصد منه ظاهر معناه..
2) " قَالُوا لَهُ: أَتَعْلَمُ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ لَمَّا سَمِعُوا ٱلْقَوْلَ نَفَرُوا؟"  نَفَرُوا أي غضبوا على المسيح لأنه نقض تقاليد الشيوخ واظهر لهم أن التقاليد ضد وصايا الرب التى وردت فى التوراة ، وأن التقاليد ألغت تعليم موسى ، وأنها صارت أعظم من كلام الرب الموحى به لموسى ، نفروا منهه لأنه دعاهم «مرائين» وبرهن لهم أنهم تعدوا الوصية الخامسة بتقاليدهم.
والمعنى المتضمن، وشجبه لنواميس الطعام التي في (لا ١١)
كان التلاميذ قد ُصدموا بمعاملة يسوع لرؤساء الدين من الكتبة والفريسيين ، وتصريحه عن تقاليدهم الشفهية،لهذا إضطرب  التلاميذ  لما سمعوا وشاهدوا رؤساء دينهم وبلادهم يغضيون على معلمهم. السلام بأي ثمن لم يكن طريقة يسوع.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي ان الفريسيين وحدهم شكوا لا الجموع . أما المسيح فلم ينقض شكوكهم كما نقضها حين قال لبطرس لئلا نشككهم امضِ الى البحر الخ لكن زادها فنقض شكوكهم هناك لانهم طلبوا الدراهم أما هنا فانه لم يبعد عنهم الشكوك لانهم أرادوا ان يمنعوا ملكوت الله عن السامعين لئلا يستفيدوا هذه قالها للتلاميذ لا لانهم كان يعنيهم أمر شكوك الفريسيين لكن لانهم قد اضطربوا هم أيضاً .

تفسير (متى 15: 13) : فأجاب وقال : “ كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه الاية استعارة من اسفار العهد القديم ومعروفةً كقول المرنم «كَرْمَةً مِنْ مِصْرَ نَقَلْتَ. طَرَدْتَ أُمَمًا وَغَرَسْتَهَا.. يُفْسِدُهَا الْخِنْزِيرُ مِنَ الْوَعْرِ، وَيَرْعَاهَا وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ» (مزمور ٨٠: ٨، ١٣). ولأن المجتمع اليهودى تحول من مجتمع قبلى رعوى أى يرعى الأغنام إلى مجتمع زراعة بعد إستيطانه أرض الميعاد فيستعيرون طرق الزراعة ونقل وغرس النبات في الأرض لتوصيل معلومة ما وتثبيت التعاليم فى مفهوم الشعب بتقريبها بما يعرفه اليهودى من معلومات عن نقل وغرس النباتات ، فالقلوب كالأرض والتعاليم كالغروس. ربما كان يسوع يستخدم استعارة النبات هذه من أش ٦٠ :٢١؛ ٦١ :٣ .إسرائيل كان يوصف بكلما ٍت زراعية (أش ٥؛ يو ١٥)
1) " كُلُّ غَرْسٍ" الغرس والغصن إصتعارات مكنية (يوحنا ١٥: ٢ ) كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه، وكل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر."
إشارة إما إلى تعاليم الفريسيين أو إلى الفريسيين أنفسهم. أي كل تعليم ويقصد التعاليم الشفهية التى يسميها الكتبة والفريسيين بتقاليد الشيوخ ،( مت ١٦ :٦ ،١١ ) 6 وقال لهم يسوع: «انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين».  .1 كيف لا تفهمون اني ليس عن الخبز قلت لكم ان تتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين؟» 12 حينئذ فهموا انه لم يقل ان يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين. "  التدين المتكلّف يمكن أن يكون أمراً خطير (رو ٢ :١٧ -٢٩ .) هوذا انت تسمى يهوديا، وتتكل على الناموس، وتفتخر بالله، 18 وتعرف مشيئته، وتميز الامور المتخالفة، متعلما من الناموس. 19 وتثق انك قائد للعميان، ونور للذين في الظلمة، 20 ومهذب للاغبياء، ومعلم للاطفال، ولك صورة العلم والحق في الناموس. 21 فانت اذا الذي تعلم غيرك، الست تعلم نفسك؟ الذي تكرز: ان لا يسرق، اتسرق؟ 22 الذي تقول: ان لا يزنى، اتزني؟ الذي تستكره الاوثان، اتسرق الهياكل؟ 23الذي تفتخر بالناموس، ابتعدي الناموس تهين الله؟ 24 لان اسم الله يجدف عليه بسببكم بين الامم، كما هو مكتوب. 25 فان الختان ينفع ان عملت بالناموس. ولكن ان كنت متعديا الناموس، فقد صار ختانك غرلة! 26 اذا ان كان الاغرل يحفظ احكام الناموس، افما تحسب غرلته ختانا؟ 27 وتكون الغرلة التي من الطبيعة، وهي تكمل الناموس، تدينك انت الذي في الكتاب والختان تتعدى الناموس؟ 28 لان اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديا، ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانا، 29 بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان، الذي مدحه ليس من الناس بل من الله. "  فكل ما يتعلق بهم غير نافع كالأعشاب البرية والحشائش والزوان والأشواك التى تنمو فى الحقل بين الزروع والقمح وغيرها فتفسد الأرض .
2)  " أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ " ادَّعى الفريسيون أن تعاليمهم الشفهية والتى يسمونها تقاليد الشيوخ هى تعاليم إلهية أخذها موسى من فم الرب مع التعاليم المكتوبة فى الأسفارمع أنها تتعارض معها ، ولكن المسيح قال إنها بشرية لأنها "ستُقلع" كالنباتات التى زرعها الشيطان فى حقل الرب ، وكل ما هو من الرب يثبت إلى الأبد. وقوله نبوي، فستنتهي كل الضلالات والهرطقات والبدع والأفكار الغريبة والشيطانية في المسيحية ، وكل المعلمين الكاذبين أو المفسدين هم للقلع والهلاك.
وهذه النبوة تفرح أصحاب الحق كما تخيف أهل الضلال. فالتقاليد البشرية هي مما لم يغرسه الآب فعاقبتها ظاهرة، وتنفيذ قلعها واجب على كل أصحاب الحق. فماذا كان يبنى الفريسيين وما هو أساسهم 
 (١كورنثوس ٣: ١٢ الخ.) 12 ولكن ان كان احد يبني على هذا الاساس: ذهبا، فضة، حجارة كريمة، خشبا، عشبا، قشا، 13 فعمل كل واحد سيصير ظاهرا لان اليوم سيبينه. لانه بنار يستعلن، وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فسمى الناموس وفرائض الفريسيين غرساً . أي ان الفرائض والوصايا التي لم يفرضها أبي بل الشيوخ و الفريسيون يهلك وتبطل لان الكتبة كانوا يضلون الناس في امور كثيرة .

تفسير (متى 15: 14): اتركوهم . هم عميان قادة عميان . وان كان اعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذه كلمات شديدة جداً تدل على الثورة الروحية التي لا هوادة فيها ولا لين.
1) " اُتْرُكُوهُمْ " فعل امر ومعنى أترك فى اللغة العربية خلاّه وشأنه ، وانصرف عنه وفارقه .. ويقصد المسيح بترك الفريسيين ومن هومن يشبههم أى لا تتبعوهم ولا تلتفتوا إلى ما يقولون. لا تهتموا بـ ذمهم إياكم أو مدحهم لكم ولا عن رضاهم أو غيظهم ، فإن هلاكهم آت فى الأرض وفى السماء . وإن لم يهلكهم غيرهم سيهلكون أنفسهم ، لأن الذين حرفوا الكتب المقدسة وفعلوا ضد ما أمرت به وهرطقوا وأضلوا الشعب هم أعداء نفوسهم فيضرون ذواتهم أكثر مما يضرون غيرهم. ولا تجادلوهم لأن غاية الجدال إرشاد الضالين لا قصاص المضلين لأنه لا أمل فيهم ، وهذا القصاص من أحكام الرب فيهم لما فعلوه بأنفسهم وبالشعب  لا من أحكامهم. ( إشعياء ٩: ١٦ )  وصار مرشدو هذا الشعب مضلين ومرشدوه مبتلعين.( ملاخي ٢: ٨ ) اما انتم فحدتم عن الطريق واعثرتم كثيرين بالشريعة.افسدتم عهد لاوي قال رب الجنود. ( متّى ٢٣: ١٦ )

2) " هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ " وكان سبب قول المسيح أتركوهم هو أن هؤلاء الفريسيين وباقى رؤساء الطوائف اليهودية أصيبوا بالعمى الروحى فحرفوا فى التعاليم الموحى بها ولم يدركوا الحق لفادة أنفسهم أو نفع شعبهم بل قيدوا أرجله عن السير فى طريق الرب وعموا بصريته فسقط الجميع فى هوه تقليد شفهى محرفا الأوامر الإلهية .
ويل لكم ايها القادة العميان القائلون: من حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم! ( لوقا ٦: ٣٩)  ضرب لهم مثلا: «هل يقدر اعمى ان يقود اعمى؟ اما يسقط الاثنان في حفرة؟
3) "عُمْيَانٍ" العميان هم الشعب الذين انقادوا لتعاليم معلمى الناموس بلا معرفة ، وخضعوا لهم في كل الطقوس والفرائض الباطلة الثقيلة التي حملوهم إياها
 تستخدم استعاريا وصف الفهم الروحي للفريسيين وتلاميذهم (متى ٢٣ ،وخاصةً مت ١٥ :١٦. الرب ليس ظالماً عندما يسمح لبعض الذين يدعون العلم والمعـــــرفة قديما من الفريسيين والكتبة .. ألخ واليوم الهراطقة من أساقفة الكنيسة القبطية وخاصة السيمونى الجالس على كرسى بإيبارشيــــــــة سيدنى بأستراليا أن يقودوا غيرهم إلى الهــــلاك الأبدى، لأن المنقادين غير مجبورين أن يتبعوا أولئك القـــادة، بل هم مخيرون في اتباع ألإيمــــــــان الصحيح أو يضلوا عن الطريق . فإن إتبعوا الرعاة الكذبــــــة .. إذن هم مذنبون . فإن اتباع المعلمين الكذبة والهراطقة والسيمونيين هو إثـم عظيم وكذا قبول كل تعليم مخالف للكتاب المقدس هو خطيــــة
4) " أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى الخ"
هذه ألاية جملة شرطية فئة ثالثة، تشير إلى عمل محتمل.  هذه الآية تعتبر من ضمن الأمثال ، وكرره المسيح هذا المثل فى موضع آخر (لوقا ٦: ٣٩) وضرب لهم مثلا: «هل يقدر اعمى ان يقود اعمى؟ اما يسقط الاثنان في حفرة؟  " . والأمر واضح أنه إذا قاد الأعمى أعمى فهما في خطر أن يسقط كلاهما في كل حفرة أو يسقطان من حجر عثرة . والذي يحدث فى العمى الجسدي ينطبق على العمى الروحي وهذا أشرّ لأنه اختياري (متّى ١٣: ١٥) لان قلب هذا الشعب قد غلظ واذانهم قد ثقل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا باذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم.  ولا يشعرون به (يوحنا ٩: ٤١) قال لهم يسوع:«لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية. ولكن الان تقولون اننا نبصر، فخطيتكم باقية " ولذلك لا يحترسون. فإن ضرر النفس بالسقوط في هاوية الضلال مع الهراطقة وأصحاب البدع أشد من ضرر الجسد بالسقوط في حفرة مهما كانت عميقة لأنها تقود للهلاك الأبدى .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فحذر السامعين من الذهاب وراء تعليمهم لئلا يسقطوا في حفرتهم . وسمى الفريسيين عمياناً لانهم أعموا أعينهم عن الحق وذهبوا وراء الشيوخ ان الاعمى من الحق اذا تبع أعمى شبيهاً له فالاثنان يسقطان في حفرةالكذب . مثل يهوذا الاعمى الذي جذب اليهود العميان والجميع سقطوا في حفرة الخيانة . 

تفسير (متى 15: 15): فأجاب بطرس وقال له : “ فسر لنا هذا المثل  “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: فَسِّرْ لَنَا هٰذَا ٱلْمَثَلَ».فى الغالب لم يفهم التلاميذ ولا الرسل معنى المثل الذى قاله يسوع عن العميان وما هو قصده والكلام الذى قاله المسيح يطلق عليه مثل لأنه يخفى مضمونا أو معانى فى طياته ، فسأل التلاميذ بطرس عن معنى المثل وتفسيره فلم يعرف ونقل بطرس رغبتهم ورغبته إلى يسوع قائلا  «فَسِّرْ لَنَا» وبدليل أن المسيح وجه الجواب إلى جميع الرسل. وهذه الرغبة فى معرفة قصد المسيح عندما نقرأ الإنجيل ولا نفهم منه يمكن إختبارها حتى الآن بترديد عبارة بطرس : "فسر يارب لنا كلامك"  وكثير من المسيحيين بسطاء وعاميين لهذا قال بولس بدافع المحبة لهؤلاء (رو 13: 1 و 15) 1 ومن هو ضعيف في الايمان فاقبلوه، لا لمحاكمة الافكار.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فكان بطرس خائفاً من ان يظن به المسيح انه مرتاب لذلك ابان صعوبة تفسير الكلام . اما المسيح فعرف انه تشكك لذلك وبخه . 

تفسير (متى 15: 16) : فقال يسوع : “ هل أنتم أيضاً حتى الآن غير فاهمين ؟

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  َقَالَ يَسُوعُ: هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً " يتضمن هذا السؤال توبيخ الرسل على عدم فهمهم بالرغم من تعاليمه لهم ، ويعتقد ان ميولهم كانت مع الفريسيين الذين نفروا من كلام المسيح لأن أهواءهم اليهودية السابقة منعتهم من إدراك قصد المسيح. وتظهر لنا صعوبة التخلص من تلك الأهواء في أن بطرس احتاج بعد ذلك بزمان إلى رؤيا خاصة لمقاومة الأوهام التي رسخت فى وجدانه من تلك الأهواء (أعمال ١٠). ومع كل ذلك بقي أسيراً لها حتى لامه بولس نحو عشرين سنة من ذلك الوقت (غلاطية ٢: ١١).ولكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة، لانه كان ملوما. "

2 ) " أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى ٱلآنَ"  وكان يجب عليهم أن يفهموا كلامه وأن يكونوا أكثر فهماً من سائر الشعب بعد كل تلك المدة التي علمهم فيها.
3) " غَيْرُ فَاهِمِين" َ فمعنى المثل واضح لكل ذي عقل سليم ولكل من له المعرفة الروحية بالكلمات الإلهية ه. ليس لهم عذر إذا منعتهم العصبية اليهودية وتقاليد اليهود عن فهمه.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الجموع لم يفهموا ان زجره للتلاميذ كان لانهم تشككوا .

تفسير (متى 15: 17): ألا تفهمون بعد ان كل ما يدخل الفم يمضي الى الجوف ويندفع الى المخرج ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ ٱلْفَمَ يَمْضِي " كأنه يقول لماذا استغربتم قولي؟ دارت مناقشات فى الكنيسة الأولى حول الأكل من الذبائح التى ذبحت للآلهة الوثنية ونحن نؤمن أنه لا توجد آلهة غير إلهنا لهذا قلا يمنع من أكل هذه اللحوم بشرط إن ما يأكله الإنسان لا يدنس نفسه أى لا يكون ملام أمام ضميره وضمير الآخرين فإذا كان أكل لحم الأوثان مباحا إلا إذا كان هذا يعثر الآخرين فيجب أن نتوقف ، لأن الطعام يدخل الجوف ليهضم ويختلط بعض أجزائه بالدم، ويندفع الآخر إلى الخارج، فبذلك يصل الطعام إلى أعضاء الجسد فقط ولا يمس النفس. فإذاً لا يؤثر فيها خيراً أو شراً. فعواطف الإنسان الأخلاقية لا تتأثر من الطعام. (١كورنثوس ٦: ١٣)  الاطعمة للجوف والجوف للاطعمة، والله سيبيد هذا وتلك. ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب، والرب للجسد

تفسير (متى 15: 18) :  وأما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر ، وذاك ينجس الانسان ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
بعدما صرّح المسيح بأن ما يدخل الفم لا ينجسه لأنه ما يحبه الإنسان يأكله كما أوضح أن ما ينجسه حقيقة هو الأشياء والأفعال والكلمات التى لا تؤهله لدخول هيكل الرب لله السماوي. تماما مثل الذي يتدنس طقسياً غير مؤهل لأن يدخل هيكل سليمان.
1) " وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ""فاللسان نار! عالم الاثم. هكذا جعل في اعضائنا اللسان، الذي يدنس الجسم كله، ويضرم دائرة الكون، ويضرم من جهنم. " (يعقوب ٣: ٦) الطعام الذي يأكله الشخص أو لا يأكله ليس هو المشكلة بل قلب الشخص ورغباته وأهدافه وميوله (مت ١٢ :٣٤)  يا اولاد الافاعي! كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم اشرار؟ فانه من فضلة القلب يتكلم الفم.
2) " مِنَ ٱلْقَلْبِ يَصْدُرُ،" ميول النفس  كثيراً ما يعبر الكتاب عنها بالقلب بكمن فيه مستودع ميول الإنسان، خيراً كانت أم شراً. ويعبر به أحياناً عن المشيئة، وأحياناً عن كل الصفات الأخلاقية، وهو المقصود هنا. إذاً غسل القلب وتنقيته من الميول الشريرة لا اليدين يطهر الإنسان ، لهذا رأينا يوحنا المعمدان يقول للشعب توبوا قبل أن يعمد الناس بالماء أى يغسلهم بالماء أى أنه إستعمل القواعد الشرعية وعادة اليهود فى الغسل بالماء لغسلهم روحيا بالتوبة «جاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن، يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا» (لو 3: 3)
 
3) " وَذَاكَ يُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ" ( مر ٧ :٢٠) ثم قال: «ان الذي يخرج من الانسان ذلك ينجس الانسان.  بهذه الكلمات أعطى يسوع المفهوم الحقيقى للناموس اليهودى بعد أن حرفه الفريسيين بالأقوال الشفهية التى كسرت الشريعة / الناموس المكتوب . يسوع يُقال عادةً أنه رفض التقليد الشفهي للّرابيين (معلمى اليهود) في (لا ١١) ولكنه فى الحقيقة رفض إنحرافه عن الوصايا المكتوبة فقط ، والتى تتعارض معها ، في هذا المثال عن غسل الأيدى  وتناوله لموضوع الطلاق ( مت ٥ :٣١ -٣٢ ) ( ١٩ :٨ -٩ ) فهو لم يمس على الإطلاق أو يغير ناموس العهد القديم. من الأفضل أن نؤكد حق يسوع الكلمة وهو الوحي في إعادة تفسير العهد القديم والتقليد الرابي يسوع الذى أوحى بالروح للأنبياء له الحق فى تفسيره لأن المتكلم هو الذى يوضح كلامه . أما المفّسرون المحدثون ليسوا ملهمين بل مستنيرين وكل نفسيراتهم قابلة للمناقشة والتعديل . نحن نؤكد تعاليم يسوع،
راجع  مت ٥ :٨

تفسير (متى 15: 19): لان من القلب تخرج افكار شريرة : قتل ، زنى ، فسق ، سرقة شهادة زور ، تجديف .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
. ولم يقصد يسوع أنه توجد أطعمة تنجس ولكنه ركز على مفهوم ومعنى كلمة النجاسة فى حد ذاتها لذلك لفت يسوع نظرهم إلى هذه الحقيقة الجوهرية لئلا تعمى بصائرهم عن نور الله كما كانت حالة أولئك. وفى هذه ألآية ركز يسوع على أهم الخطايا في العُرف اليهودي لأنها ضد وصايا الله العشر فليهربوا إذن من هذا العمى الروحي المخزي. إن أصل كل الرذائل المذكورة هنا في أهواء القلب الرديئة ومبادئه الفاسدة.
وسجل مرقس هذه الآية في الإنجيل الذى كتبه  خطايا لم يذكرها متّى، وترك خطايا ذكرها فيه متّى. فيظهر من ذلك أن المسيح ذكر عدة خطايا، ذكر متّى بعضها وذكر مرقس البعض الآخر.
1)  " أَنْ مِنَ ٱلْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ:"
ون داخل قلب الإنسان تخرج الأكاذيب ( أمثال ٦: ١٤ ) في قلبه اكاذيب.يخترع الشر في كل حين.يزرع خصومات.  ( إرميا ١٧: ٩ )  القلب اخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه. ( مرقس ٧: ٢١)   لانه من الداخل من قلوب الناس تخرج الافكار الشريرة:"   رأى الرب أن الإنسان يصنع الشر فى الأرض ( تكوين ٦: ٥ ) وراى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض، وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم. ( تك٨: ٢١ ) فتنسم الرب رائحة الرضا. وقال الرب في قلبه: «لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان، لان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته. ولا اعود ايضا اميت كل حي كما فعلت.  فإن كان قلب الإنسان دنساً يالرغبة الشريرة والفكر الشيطانى كان الإنسان كله دنساً. فقوله «ما يصدر من القلب ينجس» يدل على الحال الداخلية. وليس المقصود هنا أن الأفكار الشريرة لا تنجس القلب إلا عند ظهورها، بل إنها إذا ظهرت دلت على نجاسة مصدرها. أَي تخرج أفكار الطبيعة الفاسدة. فمن االخطأ أن لا يكترث الإنسان بأفكاره، ويكترث فقط بأعماله، فالأفكار أساس كل عمل والينابيع التى بها يرتكب الإنسان أعماله الشريرة  . إن طهارة الأعمال أو نجاستها تتوقف على الأفكار التي أنتجتها. ولا يمكن للإنسان أن يكون طاهراً ما دامت أفكاره دنسة.
2) " قَتْلٌ"  هو سلب حق الإنسان فى إكمال بقية حياته هو إعدام حياة الإنسان عمداً، ونهت عنه الوصية السادسة. والقتل يتولد من الحقد والبغض وروح الانتقام التي في القلب (يعقوب ٤: ١ ) من اين الحروب والخصومات بينكم؟ اليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في اعضائكم؟ (١يوحنا ٣: ١٥) كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفس، وانتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه .
3) " زِنىً، فِسْقٌ الزنى" هو تعدي أحد الزوجين الوصية السابعة. والفسق هو تعدي الأعزب تلك الوصية ذاتها ، وكلاهما نتيجة الشهوة الرديئة في القلب (يعقوب ١: ١٥) ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية، والخطية اذا كملت تنتج موتا. ."
و"الفسق" من الكلمة الإنكليزية "pornography "لها نفس جذر الكلمة كما أن هذه الكلمة اليونانية. كانت تعني أي عمٍل جنسي غير لائق: الجنس قبل الزواج، أو الجنس خارج الزواج، أو المثلية الجنسية، أو مضاجعة الحيوان، وحتى رفض المسؤولية تجاة الأخوة (الأخ أو أ ٌخ يخفق في الارتباط الجنسي من أرملة أخيه لمتوفي لكي ينجب وريثا ً  مع أرملة أخيه ا منه). في العهد القديم كان هناك تمييز بين الزنى داخل الزواج والزنى خارج الزواج
4) " سِرْقَةٌ " هى الكلمة الإنكليزية "kleptomania " مستمدة من هذا الجذر اليوناني نفسه.، هي كل تعدِ على حقوق الآخرين المالية سواء بالسرقة أو الخداع ، وهي نتيجة الطمع في القلب فتكون منهياً عنها في وصيتين هما الثامنة والعاشرة.
5) "شَهَادَةُ زُور" هي إخفاء الحق عند الحاجة إلى بيانه، أو إظهار خلافه بهدف ضرر المشهود عليه ونفع الشاهد نفسه. فهي نتيجة الحقد أو الطمع في القلب أو بدافع  الإنتقام . واللسان الكاذب يظهر أن القلب مملوء خداعاً. ونهت عنها الوصية التاسعة.
6) " تَجْدِيف" شتم الله والناس،ا لتجديف كان هو التكلم ضد الله وقد نُهي عنه في الوصية الثالثة. ويأتي التجديف نتيجةً للغيظ الشديد في القلب.
****************
 التجديف
هذه القائمة كلها كانت تشير إلى الوصايا العشر. .
التجديف لغة هو الكفر بالنعم أو استقلال عطاء الله و توجيه الإهانة أو التعيير اليه.
اولا ــ في العهد القديم : هناك بضع كلمات عبرية تترجم إلي العربية بكلمة جدف أو تجديف، وهي :
(1) ــ " بارك " و هي في العبرية تعني البركة أو اللــــعنة، و قد ترجمت " بارك" بمعنى " العن " في قول إمرأة أيوب له :" بارك الله و مت " ( أيوب 2 : 9 )
، و ترجمت إلي " جدف " أو " يجدف " أيضاً ( أيوب 1 : 5 و 11، 2 : 5 )
وكذلك في حادثة نابوت اليزرعيلى ( 1 مل 21 : 10 و 13 ).
(2) ــ " جدف " بمعنى قذف أو اهان أو شتم كما في ( 1 مل 9 : 6 و 22، إش 37 : 6 و 23، حز 20 : 27 )
، وترجمت إلي " شاتم " في المزمور ( 44 : 16 )
و إلي " يزدري " في سفر العدد عن " النفس التي تعمل بيد رفيعة( أي عن قصد وتعمد )... فهي تزدري بالرب، فتقطع تلك النفس من شعبها ( عدد 15 : 30 ).
(3) ــ " نقب " و هي بمعنى " طعن " عن تجديف ابن المرأة الإسرائيلية على اسم الله وكان عقابه القتل رجما ( لا 24 : 11 و 16 ).
ثانيا ــ في العهد الجديد : تأتي كلمة " جدف " و مشتقاتها عن كلمة يونـــــــانية واحـــدة هي " بلاسفيمو " blasphemeo ومشتقاتها ( ومنها أخذت الكلمة الإنجليزية التي تعني التجديف )، و هي تعني أيضاً الشتم و الإهانة والكلام غير اللائق.و قد يكون ذلك :
(2)ــ بمعني المذمة عموماً أو الإستهزاء كما قيل عن اليهود " إنهم كانوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين و مجدفين " ( أع 13 : 45، 18 : 16 ــ انظر أيضاً مت 15 : 19، مرقس 7 : 22، كو 3 : 8، رؤ 2 : 9 ).
و لعل المقصود بكلمة " يجدفا " التي ذكرها الرسول بولس عن هيمينايس والاسكندر ( ا تى ا : 20 ) هو أنهما كانا يجدفان أي يهينان الرب بسلوكهما غير اللائق كمسيحيين.
(2) ــ بمعنى يهين أو يحتقر ( الأصنام ) كما قال الكاتب للأفسسيين :
" لأنكم أتيتم بهذين الرجلين ( غايس و أرسترخس المكدونيين رفيقي بولس في السفر ) وهما ليسا سارقي هياكل ولا مجدفين على آلهتكم "( أع 19 : 37).
(3)ــ التجديف على الله بأقوال شريرة ( رؤ 13 : 1 و 5 و 6، 16 : 9 و 11 و 21، 17 : 3 )
أو بالسلوك غير اللائق من اليهود بين الأمم ( رومية 2 : 24 ) ، كما من المسيحيين ( اتى 6 : 1 ) حيث تترجم " يفتري "، ( تى 2 : 5 ).
(4) ــ التجديف على الرب يسوع المسيح بأنه اغتصب لنفسه مكانة الله ( مت 9 : 3، مرقس 2 : 7، لو 5 : 21 )
على أساس ادعائه بأنه المسيا ابن الله ( مت 26 : 5، مرقس 14 : 64 ) ، أو بأنه جعل نفسه الله( يو 10 : 33 و 36).
وكان شاول الطرسوسي يحاول أن يضطر المؤمنين بالمسيح " إلي التجديف "  ( أع 26 : 11 )
، كما قال بولس عن نفسه أنه كان قبلا " مجدفا و مضطهدا ومفتريا "  ( ا تي 1 : 13، انظر أيضاً يع 2 : 7 ).

ثالثا ــ التجديف على الروح القدس :
" لذلك أقول لكم : كل خطية و تجديف يغفر للناس واما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. و من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. و أما من قال على الروح القـــدس فلن يغفر له لا في هذا العالم و لا فى الآتى "
( مت 12 : 31 و 32، انظر أيضاً مرقس 3 : 28 و 29 لو 12 : 10 ).
فكما كانت عقوبة من " يعمل بيد رفيعة " ( عدد 15 : 30 ) أو يجدف على اسم الله
( لا 24 : 11 و 16 ) القتل رجما
، هكذا خطية التجديف على الروح القدس لا غفران لها. و هذه الأعداد من أقوال الرب يسوع، تثبت ــ ثبوتا قاطعا يسمو عن كل جدل ــ أقنومية الروح القدس، لانه لا يمكن ارتكاب خطية التجديف إلا ضد أشخاص. و نجد في إنجيلي متى و مرقس أن الرب نطق بهذا القول تعقيباً على إتهام الفريسيين له بأنه " لا يخرج الشياطين ببعلزبول رئيس الشياطــين " ( مت 12 : 24 ) و " أن معه روحا نجسا " ( مر 3 : 30 )، ومن هنا يبدو أن التجديف على الروح القدس هو نسبة الأعمال التى تظهر بوضوح أنها من أعمال الروح القدس، إلي قوى شيطانية، أي تسمية الخير شرا، وهذا التجديف خطية لا تغتفر.
ولكن لوقا لا يشير إلي مثل هذه الظروف، بل يبدو أنه يربط بين هذه العبارات و بين نكران المسيح، ولو أنه يسجل ما سجله متى و مرقس : أن " كل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له " ( لو 12 : 10 ).
و لكن أي عمل من أعمال المسيح لم يكن من الروح القدس ؟
" ويجمع يوحنا بين الروح القدس والمسيح المقام ( يو 14 : 16 ـ 18 و 26 و 28 ).
و أكثر الحلول قبولا لهذه المعضلة الصعبة هو ما عبر عنه "بلمر " (Pulmmer) :
" إن المقاومة العنيدة الراسخة المستمرة لتاثيرات الروح القدس، التفضيل الاختيارى المتعمد للظلمة على النور، تجعل التوبة أمراً مستحيلاً، ومن ثم يصبح لا مجال مطلقاً للغفران ". و نجد نفس الفكرة في العبرانيين ( 6 : 4 ــ 6 )، و في رسالة يوحنا الرسول الأولى ( 5 : 16 ــ الخطية التي للموت ).

تفسير (متى 15: 20)هذه هي التي تنجس الانسان . وأما الاكل بايد غير مغسولة فلا ينجس الانسان  “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

بعد أن رد المسيح على الفريسيين والكتبة الذين أتوا من أورشليم ثم وجه تعاليه للجمع إنفرد بتلاميذة الذين سألوه ليوضح لهم المثل فذكر لهم خطايا تخرج من قلب الإنسان من الوصايا العشرة وأن هذه الخطايا  المذكورة تنجس الإنسان أي تجعله مكروهاً من الرب وتمنع الإنسان من الدخول السماء الطاهرة.. ولا ينجسه أن يترك غسلات جسدية طقسية. فالغسل بالماء تنظف الجسد من الوساخة والقذارة ولكنها لا تطهر الإنسان لأن الخطايا نابعه من داخل قلبه وفكره ونفسه فشهادة المسيح بحال القلب البشري (في آيتي ١٩، ٢٠) ليست على أردأ الناس فقط بل على البشر عامة، وشهادته حق لأنه يعلم ما في الإنسان (يوحنا ٢: ٢٥) ولانه لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان، لانه علم ما كان في الانسان. "  . فهذا يظهر لنا إثم قلوبنا كما يراه ويعرفه الرب ، وليس بالغسل وحده ولكننا نحتاج إلى المخلص ليغفر ذلك الإثم النابع من القلب وينظفه ويطهره بروح قدس ونار ،  وفقاً لقول داود «قلباً نقياً أخلق فيَّ يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي» (مزمور ٥١: ١٠). فمن طلب هذه الطلبة نال المغفرة والتجديد بدم المسيح وجسده تغيرت أحواله القديمة الرديئة «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (٢كورنثوس ٥: ١٧).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه ضرب لهم مثلاً من العادات الجارية بين الناس ليشفي التلاميذ وقلة عقل اليهود . وبعد ما أعتقهم من الامتناع عن الاطعمة مضى ليفتح باباً للشعوب . 

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس عشر

ايمان المرأة الكنعانية (متى 15: 21- 28)

ايمان المرأة الكنعانية

تفسير (متى 15: 21) : ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدآء .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك" أي من إقليم الجليل الأعلى من أرض جنيسارت التى حول بحيرة طبرية قرب كفرناحوم (متّى ١٤: ٣٤).

2) " وَٱنْصَرَف"  ظن بعض المفسرين أنه انصرف ليتقي غضب الكتبة والفريسيين الذين هاجوا كثيراً في ذلك الوقت . وظن آخرون أنه انصرف لينفرد ويختلى للصلاة كعادته من ازدحام الجموع الكثيرة الآتية إليه بغية الشفاء أو المشاهدة العادية. أو هربا من أن يقيموه ملكا  ولكن كان فى صور وصيا عملا لا بد أن يتممه انصرف ليعلم تلاميذه بفعل الخير لامرأة من الأمم، ويظهر لهم مدى إيمان هذه المراة فإن للأمم نصيباً في مجيئه، وإن كانت خدمته الأرضية أنه أتى لليهود خاصة (آيتا ٢٤، ٢٦). (يو 1: 11- 12)
الى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله. واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه "
وبلا أدنى شك في أن كل رحلة أو جولة من جولات المسيح كان بموجب معرفته السابقة لغاية معينة  ولإحتياج مجموعة معينة للششفاء والتعليم ولمغفرة الخطايا ، سواء وضحت لنا تلك الغاية أم لا.
3) " نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاء" قال مرقس إنه مضى إلى تخوم صور وصيدا (مرقس ٧: ٢٤) أى وتعنى كلمة تخوم باللغة العربية : "
حدود فاصِلة بين الأراضي :- قطع مسافة كبيرة حتى وصل تخوم صور وصيدا" أى بالقرب منهما أى فى داخل الإقليم ولكن ليس فى إحدى المدينتين فهو لم يدخل كثيراً في أرض تلك المدينتين. ولعله بلغ التخوم ولم يتجاوزها. وكانت المدينتان أعظم المدن في فينيقية، وهما على شاطئ بحر الروم (الآن البحر الأبيض المتوسط) غرب الجليل وشمال غرب اليهودية.

مدينة "صور" اسم سامي معناه "صخر" وهي مدينة فينيقية شهيرة وهي قديمة جدًا (اش 23: 7).وتعتبر أقل أهمية من صيدون (تك 10: 15 واش 23: 12).

ومرّ الرب يسوع على شواطئ صور وصيدا (مت 15: 21-28 ومر 7: 24-31). وقد اتصل به قوم من تلك المنطقة (مر 3: 8 ولو 6: 17). وقال للمرأة الكنعانية إن مسؤولية تلك المدن الوثنية كانت دون مسؤولية المدن التى كانت أغلب سكانها يهود والتي حول بحر الجليل بكثير وكانت هذه المدن الوثنية في معظم العهد القديم نجد أنهما كانتا مترافقتين مع عبادة البعل al'Ba والشر، ولكن

(أ) سليمان إستورد الحرفيين والمواد لبناء الهيكل من حيران، ملك صور (١مل ٧ )

(ب) إيليا ساعد أرملةً من هذه المنطقة (لو ٤ : ٢٦ -٢٥ )

 وكانت هذه المدن  تسمع بشارته وترى العجائب (مت 11: 21 و22 ولو 10: 13 و14) ودخلت المسيحية إلى صور منذ بدء العهد الرسولي وكانت فيها كنيسة لما مر بولس ومكث فيها سبعة أيام (أع 21: 3 و4). والمعلم الكبير أوريجانيس السكندري المتوفي نحو سنة الـ245 للميلاد دُفِنَ في الباسيليكا المسيحية في صور. وقد شيد الأسقف بولونيوس كنيسة أعظم وأفخم. وعند تكريسها في السنة الـ323 ألقى العظة المؤرخ الكنسي الكبير يوسابيوس، أسقف قيصرية. وفي القرن الرابع وصفها ايرونيموس فقال عنها أنها أشرف مدن فينيقية وأجملها وقال أنها كانت في ذلك الوقت تتجر مع العالم كله. وكانت متميزة عن كل أسقفيات الكرسي الإنطاكي بعد إنطاكية فكان رئيسها يسلهم البطريرك عصا الرعاية أثناء تنصيبه.بى بى سىبى بى سى بىسى إن إن

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

يتساءل البعض في انه كيف اوصى تلاميذه الا يمضوا في طريق الامم وهو يمضي فيها ؟ فنجيب ان الذي كان يوصي به يسوع لم يكن مازماً بحفظه لانه واضع الناموس . ولم يمضِ الى هناك ليكرز والشاهد لذلك انه دخل البيت وأراد ان لا يعلم بع أحد . فكما ان الذهاب اليهم كان من اختصاصاته هكذا لم يكن يليق برحمته ان يردهم حين كانوا ياتون اليه . 

تفسير (متى 15: 22) : واذا بامرأةٍ كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة : “ ارحمني يا سيد ، يا ابن داود ! ابنتي مجنونة جداً  “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "  ٱمْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ " سكان إقليم سور وصيدا كانوا من الفينيقيين وهم  فى الأصل من أولاد كنعان حفيد نوح، ولم يطردهم بنو إسرائيل من أرضهم كما طردوهم من أرض الميعاد . وسماها مرقس «أممية» لأنها وثنية، وفينيقية سورية لأنها من سلالة القبائل التي أمر الرب بإهلاكهم لأنهم يعبدون أوثانا  وكانت شرورهم كثيرة . وكانت هاتين البلدتين تابعتين إلى سوريا لأن الأرض التي سكنتها كانت فى التقسيم عند الرومان جزءاً من ولاية سوريا وتحت حكم واليها.

نقرأ في سفر التكوين أن نوح لعن كنعان «ملعون كنعان، عبد العبيد يكون لإخوته» (التكوين ٢٥:٩)، واللعنة عند اليهود تمّتد إلى كلّ ذريّة الملعون. (أبنائهم سدوم وعمورة ومارسوا الشذوذ الجنسي - عبدوا آلهة كثيرة - كثر عندهم العهر...)، ولكن المسيح هو مزيل كلّ لعنة التي هي الخطيئة.
الله تجسّد لخلاص كل الشعوب وغيّر كلّ المفاهيم الضيّقة لنكون جميعنا شعبًا واحدًا للرّب،
2) " خَارِجَةٌ مِنْ ٱلتُّخُومِ " أي آتية من بيت أو قرية في تلك الأرض قريبة أو بعيدة.
3) " ٱرْحَمْنِي" يبدوا أن انتشر خبر أعمال المسيح ومعجزاته وتعاليمه في كل سوريا حتى بلغ أقاصيها (متّى ٤: ٢٤)
فذاع خبره في جميع سورية. فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض واوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم. " وأتى الناس إليه من صور وصيدا (مرقس ٣: ٨) ومن اورشليم ومن ادومية ومن عبر الاردن. والذين حول صور وصيداء جمع كثير اذ سمعوا كم صنع اتوا اليه " . وكما سمع أهل تلك البلاد بيسوع سمعت تلك المرأة برأفته وحنوه وشفقته على الحزانى والمرضى والمصابين، فقالت له عن مصيبتها فى إبنتها وتأمل من المسيح أن يشفي ابنتها وهذا يعتبر إيمانا . فسألته الرحمة لنفسها إذ حسبت مصيبة بنتها مصيبة لها.
وكثيراً ما تكون مصائب الإنسان الغير مؤمن أو حتى المؤمن بركة له، لأنها تقوده إلى الإيمان  المسيح. فلولا مرض تلك البنت ما عرفت هي ولا أمها المسيح ، ولا أتت الأم إليه. ومن أعظم ما كان لتلك البنت من خير مع مصابها أنه كان لها والدة صلَّت إلى المسيح من أجلها. فعلى كثيرين من الأولاد الآن أن يشكروا الرب أن أمهاتهم لم تكف عن الصلاة إلى المسيح من أجلهم، فإن تلك الصلاة من وسائل خلاصهم.
4) " صَرَخَتْ إِلَيْهِ"
إنها فرصة أن تراه لعدم قدرتها على السفر لتذهب إليه فى الجليل لتشفى إبنتها المجنونة وما أن رأته كانت تصرخ بصو ٍت عال مرتفع وبشكل متكرر والسؤال الذى يطرح نفسه كيف عرقته ؟ . هذا الزمن الناقص يمكن أن يعني

(أ) عمل متكرر في زمن ماض  أو (ب) بدء عمل فيزمن ماضى .

5) " يَا سَيِّدُ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ. " إشتهر المسيح بهذا الاسم أكثر من سائر أسمائه الأخرى ، وهذا اللقب مسياني من(٢ صم ٧ ) .لقد كانت تعرف شيئاً عن الإيمان والرجاء اليهودي. انظر التعليق على (مت ٩ :٢٧ ) فلا بد من أن الذين أخبروها بأعمال المسيح سموه بهذا الاسم ( راجع  متى 20: 31) فانتهرهما الجمع ليسكتا، فكانا يصرخان أكثر قائلين: «ارحمنا يا سيد، يا ابن داود!».

6) " إرحمنى" إهذا أمٌر ماضي ناقص مبني للمعلوم يستخدم بمعنى طلبة صلاة، وليس أمرا ، شتهر يسوع بالرحمة والحنّو نحو الفقراء والمرضى والممسوسين بالشرير قد تناقلت أخبارها ألسنة الناس على مدى واسع. حتى المرأة غير اليهودية شعرت بأنه سيتصرف معها كما تصرف مع بنى جنسه من اليهود رحمة ورأفة بها وبأبنتها من أجلها (مت ٩ :٢٧) (مت ١٧ :١٥ ) .(

 7) " يَا سَيِّدُ" هذه كانت إما (أ) إسم سيد أو " رب" استخدام عام شائع لكلمة "سير" الإنجليزية   (ب) الإستخدام اللاهوتي لـ "معلم" و"المسيا"؛ وحده السياق يمكن أن يخبرنا المقصود بالضبط. بما أنها مدمجة مع لقب مسياني هنا، فإن الخيار الثاني هو الأفضل.

8) " اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّا" مَجْنُونَةٌ أي فيها شيطان (مرقس ٧: ٢٩). هذا هو الإستخدام الوحيد لهذه الكلمة في العهد الجديد، رغم أن صيغة مشابهة لها نجدها في اسم (مر ٧ :٢٦ ) وكانت المراة اممية وفي جنسها فينيقية سورية - فسالته ان يخرج الشيطان من ابنتها.  " لأن أهل سورية أخذوا المصابين بالأرواح النجسة إليه فى الجليل فشفاهم ( مر 3: 11 ) والارواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة: «انك انت ابن الله!» . كانت تدعى امرأة فينيقية سورية، والتي ستكون في العالم اليوم امرأة من جنوب لبنان. حدثت في منطقة أممية ً يهودية. هذه الرواية، مثل (مت ٨ :٥ -١٣ )،أظهرت اهتمام يسوع بالأ لها في مت بمجملها (مر ٧ :٣١ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان المراة الكنعانية ما مضت لاورشليم لان اليهود كانوا ينفرون من الامم وهي حسبت نفسها غير مستحقة ان تمضي الى هناك . ويشار بالكنعانية الى الجنس البشري وبابنتها الى النفس المعذبة من آلام الخطيئة . وكذلك الكنعانية هي رمز الى البيعة اي أنفس القديسين . والبنت المعذبة كناية عن بني البشر المعذبين من الآلام السمجة . وعليه فكل فرد منا يجب عليه ان يضرع الى المسيح بالحاح لتعتق نفسه من الآلام وان ظهر له كأن ضراعته غير مسموعة فلا يكل ولا يمل عن الصراخ اليه من صميم قلبه حتى يجاب فكما ان المسيح خرج من تخومه أي من اليهودية هكذا البيعة خرجت من تخومها وتقدمت اليه وحينئذٍ استطاعا ان يتكلما فيما بينهما . فالشعوب الذين أفسدوا ناموس الطبيعة ونزحوا عن بلاد اسرائيل كيلا يغيروا عاداتهم ويحيدوا عن ضلالهم أسرعوا اليه واليهود الذين أتى لاجلهم وشفى مرضاهم يطردونه . ثم ان الكنعانية ما تجاسرت ان تاتي بالمجنونة اليه او ان تدعي الطبيب اليها كما دعاه عبد الملك لكنها قالت ترحم علي . وقد كانت ابنتها في أشد الضيق من سكون ذلك الشيطان فيها .

تفسير (متى 15: 23) .: فلم يجبها بكلمة . فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين : “ اصرفها ، لانها تصيح وراءنا  ! “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

قد نتعجب من تصرف المسيح مع هذه المرأة المسكينة، كما نتعجب من شدة كلامه معها وهو المشهور عنه بالرقة واللين نحو المرأة بنوع خاص. ونرى فرقاً في هذا الحديث عن حديثه مع المرأة السامرية مثلاً. فلماذا؟ ونستطيع أن نفهم تصرف المسيح بدرس القرائن كلها. ويظهر أن هذه المرأة احتاجت إلى مثل هذا الكلام لتُظهر إيمانها العظيم وفى النهاية سجل الإنجيليين هذه المعجزة وخلد إيمان هذه المراة لأجيال كثيرة وأزمنة عديدة بالرغم من أحدا لا يعرف إسمها .
1) "
فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ."  فَلَمْ يُجِبْهَا أي بقي ساكتاً وإستمر فى سيره ، وهذه يعني عدم قبوله طلبها. وهذه هي المرة الوحيدة التي ذكر فيها أن المسيح تجاهل طلب أحد أن يعمل المعجزة إحساناً إلى المصابين، إذ كثيراً ما صنع المعجزات بدون طلب. على أن امتناعه هنا الآن كان وقتياً لهدف  هام جدا فى إظهار أن الإلحاح فى طلب رحمة شئ له تأثير عند الرب كما أنه يظهر إيمان الشخص بمعنى "لن أتركك يارب حتى ترحمنى أنه طلب رحمة منك يارب وأنت رحوم " ، هنا كان إمتحان  إيمان الوالدة وليعلّم تلاميذه (لا لعدم إرادته أن يشفي المريضة) كما يظهر من النتيجة. ولا بد أن سكوت المسيح كان محزناً لتلك الأم، وامتحاناً لإيمانها، ومثاراً لاستغرابها، لأنه كان خلاف ما سمعت به من أمر المسيح . ولكن فى ثقة شديدة به إستمرت فى صراخها حتى أزعجت التلاميذ أنفسهم .
2) " فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:"
هذا الفعل أيضاً في الزمن الناقص.(مت 9: 36) ( مت 14: 14) ( مت 15: 32) وتجاهل يسوع للمرأة الكنعانية كان مو ّجهاً للتلاميذ وليس للمراة   هذه الآية لم ترد فى إنجيل مرقس لأنه كان يكتب إلى الأممين الذين ما كانوا سيفهمون امتعاض التلاميذ من مساعدة امرأة أممية.  يظهر التلاميذ مستوى حنّوهم خلافا ليسوع كان التلاميذ يسيرون وراء معلمهم الذى تجاهل صراخ المرأة وقريبيين منها فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ تبعتهم المرأة المذكورة وصرخت وراءهم حتى شفق التلاميذ عليها، أو ضجروا من لجاجتها، أو خافوا أن يجتمع الناس على صراخها. فتوسَّطوا لها مع المسيح وهذا نوع من الشفاعة التى ينكرها البروتستانت .
3) " ٱصْرِفْهَا " أي اشفِ ابنتها فتنصرف. ويتضح هذا من القرينة لا من هذا اللفظ.
4) " تَصِيحُ وَرَاءَنَا " يُحتمل أنهم قالوا ذلك لتكدرهم من صوتها، وإنزعاجهم من ألمها وتعبها من إبنتها المجنونة الممسوسة بالروح النجس أو لأنها أظهرت بصياحها حزنها وغيرتها وثباتها وإيمانها، فلذلك سألوا المسيح إجابتها لطلبها.
(مت ١٧ :١٤ -١٨
)

جواب يسوع في مت ١٥ :٢٤

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

انه تعالى كان يؤخر شفاء الكنعانية لثلاثة أسباب . أولاً ، لانها من الامم الغريبة لئلا يتهمه اليهود انه يساعدد الغرباء . ثانياً ، لكي تظهر امانتها . ثالثاً ، لتبان عدم أمانة اليهود اذ كان يجول بينهم ويشفي مرضاهم وهم كانوا يتخاصمون ضده ويجدفون عليه . ولانه لم يجاوب هذه التي كانت تصيح وراءه وتضرع اليه تشكك التلاميذ وقالوا اصرفها . لانهم كانوا يجهلون انه يؤجل اجابة طلبتهاز وقالوا ” في أثرنا ” لانها لم تكن تتجاسر ان تقف قدامه .

تفسير (متى 15: 24) : فأجاب وقال لهم : “ لم أرسـل الا الى خـراف بيت اسـرائيل الضـالة  “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى" أجاب يسوع لتلاميذه الذين توسطوا له طالبين أن يصرفها ونجحت المرأة الكنعانية فى أن يتكلم النلاميذ لدى الرب عنها ، فأسكتهم بجوابه، كما أنه لم يلتفت إليها. وطلب الرسل من المسيح تلك المعجزة لأنهم أيقنوا أنه لا مانع حينئذٍ من شفاء تلك الابنة سوى عدم إرادته هو أن يشفيها.

2) "أُرْسَلْ " أي من الآب.

3) "  خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ"  يظهر من هذا أن وظيفة المسيح هى رعاية خراف بيت إسرائيل أولاد يعقوب أى أنه أتى خاصة لليهود. متّى ١٠: ٦ ) بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة " ولكن أُنبئ عنه بأن به تتبارك كل قبائل الأرض (تكوين ٢٢: ١٨) وهو نفسه قال «لِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ» (يوحنا ١٠: ١٦) فهذا الاختلاف بين قول المسيح هنا، وقول النبوة، وقوله في (يوحنا ١٠: ١٦) ليس أن المسيح غيَّر قصده بعد تأسيس ملكوته وحصوله على شيء من النجاح، فوسع دائرته كما فعل بعض مؤسسي الأديان العالمية الفاسدة والشيطانية ، لأن المسيح قصد من البدء أن يكون خلاصه لكل البشر (يوحنا ٣: ١٥، ١٦ و١٢: ٣٢) فشعب إسرائيل اولادا للرب بميعاد والعهد القديم بينما الأمم أولاده بالتبنى فى العهد الجديد فالواقع يقول أنه أتى لأولاده الذى بينهم عهدا بينما لم يمنع خلاصة عن السامرية وقائد المائة والكنعانية ( أعمال ٣: ٢٥ ) انتم ابناء الانبياء، والعهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم: وبنسلك تتبارك جميع قبائل الارض ( أع١٣: ٤) انتم ابناء الانبياء، والعهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم: وبنسلك تتبارك جميع قبائل الارض فجواب المسيح للتلاميذ يشير إلى خدمته الشخصية وهو على الأرض في الجسد يعظ ويصنع المعجزات، ولا يشير البتة إلى عمله باعتباره فادياً أو وسيطاً بين الرب والناس. بمعنى انه يقول "أنا هو" للناس والرب دبر أن يُنادى بالإنجيل لليهود أولاً إتماماً للمواعيد التي وعد بها إبراهيم وإسحاق ويعقوب. وكانت خدمة المسيح على الأرض تكميلاً لذلك القضاء وتلك المواعيد. وشفقة المسيح على اليهود حصرت تبشيره بهم لأنهم خاصته ، وأعد تلاميذه من اليهود وكذلك رسله ما عدا لوقا كما اعتقد فإنه لو نادى للأمم أيضاً لرفض اليهود كلهم ذلك في الحال لشدة تعصبهم. وعلى ذلك قال بولس «وَأَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ، مِنْ أَجْلِ صِدْقِ اللهِ، حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاءِ. وَأَمَّا الأُمَمُ فَمَجَّدُوا اللهَ مِنْ أَجْلِ الرَّحْمَةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مِنْ أَجْلِ ذلِكَ سَأَحْمَدُكَ فِي الأُمَمِ» (رومية ١٥: ٨، ٩). فجواب المسيح لتلاميذه ليس إنكاراً قاطعاً لطلبهم، لكنه إعلان لأن إجابة تلك الطلبة خارجة عن دائرة إرساليته حينئذٍ.
 4) "الرعاية " يسوع ساعد أمميين آخرين، ولكن ضمن الحدود الجغرافية لأرض الموعد وكان يبشر الأمم الذين فى وسط الشعب اليهودى . لو بسبب تحيزاتهم وتحاملاتهم. العبارة "خراف بيت إسرائيل ال كان يسوع قد بدأ خدمة شفا ٍء في منطقة أممية، لكان اليهود سيرفضونه عموما ّضالة تظهر الحالة الروحية للشعب اليهودي (مت ١٠ :٦) ٩ :٣٦ ) الاستعارة "الرعوية" بدأت في عد ٢٧ :١٧) زك ١٠ :٢ .(مز ٢٣؛ ٧٨ :٥٢) أش ٤٠ :١١) ( إر ٣١ :١٠ ) تصور ال ّرب كراعي لإسرائيل. هذه الصورة الإستعارية تصبح مسيانية (أى إشارة للمسيح) في ميخا ٥ :٢) ( زك ١١ :٤ -١٧ ) ( يو ١٠ :١ -١٠)  .الرعاة السيئون هم في تغاير مع الراعي الصالح الذي في حزقيال ٣٤ . كانت الخراف في حاجة إلى عناية دائمة وحماية. لقد كانت عاجزة غير قادرة على أن تدافع عن نفسها ويمكن أن تلتهمها الوحوش بسهولة. تسمية شعب الله بالخراف ليست إطرا ًء، بل حقيقة روحية واقعية. قدم تعليقاً أرجو أن تسمحوا لي بأن أ أخر على كلمة "إلا". يسوع ساعد هذه المرأة الأممية المحتاجة، كما فعل مرا ٍت عديدة مع أمميين آخرين. هناك نوعا (مت٢٨ :١٨ -٢٠؛ لو ٢٤ :٤٦ -٤٧) ( أع ١ :٨ ) لقد جاء المسيا من أجل كل البشر الذين خلقوا ً من إلقاء الظل على هدفه العالمي النطاق (مت على صور الله (تك ١ :٢٦ -٢٧ ) (تك ٣ :١٥ ) ليست وعداً لإسرائيل بل لكل البشر. دعوة ابراهيم تشتمل على اهتماٍم بالأممين (تك ١٢ :٣.) إعطاء الناموس في جبل سيناء كان يشتمل اهتمام الله بالعالم (خر ١٩ :٥ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أراد بالخراف الضالة اليهود وأبان لتلاميذه انه طالما اكرم اليهود وما ترك لهم محلاً للجواب بعدم قبولهم اياه

تفسير (متى 15: 25) : فأتت وسجدت له قائلة : “ يا سيد اعنّي ! “

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: يَا سَيِّدُ أَعِنِّي" ظلت المرأة تصرخ وراء المسيح الذى تجاهل صراخها ثم وراء التلاميذ وهو سائر إلى أن دخل بيتاً يعتقد أنه بيت أحد اليهود الذين أنتشروا فى سوريا وأنحاء العالم القديم وكانوا فى روما نفسها (مرقس ٧: ٢٤) ثم قام من هناك ومضى الى تخوم صور وصيداء ودخل بيتا وهو يريد ان لا يعلم احد فلم يقدر ان يختفي " فدخلت وراءه وسجدت له داعية إياه «سيداً» بياناً لاحترامها له، وسألته أن يجيب طلبتها لأنها كانت في غاية الشدة والتعب من رعاية إبنتها المجنونة . وكانت صلاتها وجيزة جداً. لكن إمارات وجهها ودموعها وحزنها وإلحاحها جعلت لكلامها تأثيراً.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

أي انها ما امتنعت على الصراخ لعدم إجابة طلبتها لكنها ركضت حتى أتت قدامه وسجدت . فنتعلم من ذلك انه لا يجب ان نقطع رجاءنا حين لم نأخذ ما نريد في الحال بل نلحف في الضراعة حتى نفوز بالإرب . أما المسيح فأخذ يزيد امتحان ايمانها بقوله . 

تفسير (متى 15: 26) : فأجاب وقال : “ ليس حسناً ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب“ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مت  ٧: ٦ )  لا تعطوا المقدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم ( فيلبي ٣: ٢ ) انظروا الكلاب. انظروا فعلة الشر. انظروا القطع.
أخذ المسيح يجاوبها. لكن جوابه كان مما يحمل على اليأس أكثر من سكوته السابق.

1) "  فَأَجَابَ: لَيْسَ حَسَناً " لَيْسَ حَسَناً يعنى  غير لائق.
2) " 
أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْبَنِينَ " خُبْزُ ٱلْبَنِين أي الخبز الذى يعده الآباء للأبناء لأجلهم ، فقد كان اليهود يعدون أنفسهم أولادا للرب نعرف تمامًا أن سفر التكوين عندما قال: "أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا" (تك 6: 2) فإن الكتاب كان يقصد بأبناء الله أبناء شيث بن آدم الذي أرضى الرب، ودُعيَ بِاسم الرب (تك 4: 26) وبنوة آدم أو أبناء شيث لله بنوة بالتبني عن طريقة الخلقة، وقال الله في العهد القديم: "أَنْتُمْ أَوْلاَدٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. لاَ تَخْمِشُوا أَجْسَامَكُمْ وَلاَ تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيْتٍ. لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا" (تث 14: 1، 2). أمَّا بنات الناس فهن بنات قايين الذي قتل أخيه هابيل فلعنه الرب .  فإستحق اليهود أولاد الرب أو أولاد الموعد أولاد العهد القديم بركات الكتاب من معجزات وغيرها مما خص الرب به اليهود أولاً باعتبار كونهم بني الملكوت (متّى ٨: ١٢) وورثة المواعيد. وإن أظهروا أنهم لا يستحقون. وإذ كان اليهود بمنزلة البنين اقتضى أن يطعمهم أولاً (مرقس ٧: ٢٧) ولا يليق أن يؤخذ الطعام منهم ويُعطى للأمم.

3) " وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ" يستعير الكتاب المقدس كلمة "كلاب" للإهانة إذا أريد بها كلاب الأزقة (تثنية ٢٣: ١٨ ) (١صموئيل ١٧: ٤٣ ) (متّى ٧: ٦ ) (رؤيا ٢٢: ١٥). ولقَّب اليهود الأمم بالكلاب ليهينوهم بدعوى أن هم كالكلاب ينجسون الآخرين وبسبب طعامها وعوائدها كانت الكلاب تعتبر نجسة وكانت تسمية أحد الناس بكلب شتيمة كبرى (1 صم 17: 43 و2 مل 8: 13)  . ولو كان هذا قصد المسيح فلا بد أنه أظهر قساوةً أكثر مما يُتوقع منه. ولكن بعض القساوة تزول إذا كان قصده بالكلاب هنا كلاب البيت التي تجلس تحت مائدة أربابها، وهو المرجح.
إذا فالمقارنة هنا ليست بين الأولاد والكلاب المؤذية الكريهة التي تجول في الأزقة، بل بينهم وبين كلاب البيت التي تتوقع أن تُطعم بعد إطعام الأولاد، بدليل قول السيد المسيح «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ» (مرقس ٧: ٢٧).
وتزول بعض القساوة إذا اعتبرنا أن المسيح خاطبها بالكلمات التي اعتاد اليهود أن يستعملوها في الكلام عن الأمم، دون أن يحكم بصحة كون الأمم أردأ من اليهود.
وتزول أكثر القساوة إذا اعتبرنا أن المسيح قال لها ذلك امتحاناً لتواضعها وإيمانها.
وتزول تلك القساوة إذا اعتبرنا أن القساوة كانت في اللفظ فقط، وأن قلب المسيح كان مملوءاً حنواً ورحمة لتلك المرأة. ومثل ذلك ما أظهره يوسف في مصر من القساوة لإخوته مع أن قلبه كان مملوءاً بالحب لهم، حتى أنه اضطر أن ينفرد عنهم ليبكي (تكوين ٤٢: ٧، ٢٤)
وخلاصة جواب المسيح للمرأة الكنعانية لها أن الوقت لإظهار الرحمة ودعوة الأمم للبنوة للرب لم يأت بعد.

شفاء المسيح لإبنة الكنعانيّة كان شفاءً لليهود والأمم معًا. فإذا كان الكنعانيون ملعونون بحسب التفسير اليهودي، ها اليوم الرّب يسوع في وسطهم ويشفي مرضاهم.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

دعى معونات الشفاء خبزاً وأبان وجوب إعطائه لأولاد البيت. ولما أهلها للمخاطبة زاد ألمها أكثر من السكوت . ولم يعلق الأرتسال بغيره. لكنه بين انه منه هو . ولم يسمهم هنا خرافاً لكن بنين وسمى الكنعانية كلباً لأنها مولودة من الأمم الكلاب . فبمقدار ما أكثرت هي من التضرع أكثر هو من الأبتعاد فوجدت لنفسها من كلامه باباً للشفاعة .

وكتب أبونا رومانوس حداد  Abouna Romanos Haddad

هل السيد المسيح شتمَ المرأة الكنعانية ووصفها بالكلبة ؟ (متى 26:15)
ليس حسناً أن يُؤخَذَ خبزُ البنينَ ويُلقى للكلابِ (متى ٢٦:١٥)
عبارة صادمة، ولكن لماذا استعملها الرّب يسوع المسيح وهو منبع المراحم وأبو الرأفات؟
إذًا هناك مغزى من هذا الجواب:
١- «ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب». هذا مثل يهودي شائع، وكان اليهود يستخدمون لفظ «الكلاب» دلالة على احتقارهم للأمم.
لمحة عن البيئة الحضارية لهذه المرأة:
المرأه الكنعانيه هي من شعب كنعان الذي يسكن حول سوريا في بلاد ما بين النهرين، و كان أحد آلهة هذا الشعب هو الاله ( نبحز = nibhaz ) و هو بهيئة رجل وهو أحد آلهة الأمم وعبدها بنى إسرائيل وورد ذكره فى (2مل 17: 29- 31)  "فكانت كل امة تعمل الهتها ووضعوها في بيوت المرتفعات التي عملها السامريون كل امة في مدنها التي سكنت فيها. فعمل اهل بابل سكوث بنوث.واهل كوث عملوا نرجل واهل حماة عملوا اشيما والعويون عملوا
نبحز وترتاق والسفروايميون كانوا يحرقون بنيهم بالنار لادرملك وعنملك الهي سفروايم."

مكتوب انه كان يُعبد في مناطق سوريا و بيروت و طرابلس وهذه أماكن سكن أهل بلاد ما بين النهرين اللذين منهم شعب كنعان .. و كان في هذه الشعوب العبادات قريبه جداً من بعض و الالهه مشتركه
مثلاً: الاله هدد وهذا كان أيضاً يعبده شعب كنعان و لكن مكتوب عنه انه كان يُعبد في سوريا :

- كان اليهود يقسمون العالم إلى :
(أ) اليهود وبنظرهم أنّهم شعب الله المختار.
(ب) الكلاب وهم من ليسوا يهود أى الأمم، ويعتبرونهم نجاسة ويغسلون أي شيء تمتد إليه يد أممي ولا يأكلون معهم.
(ج) وكانوا يفرّقون فيما بين اليهود أي هناك العرق الصافي أي من زواج يهودي-يهودي وهم الموجودون في أورشليم، وهناك اليهود الخليط من زواج مختلط يهودي-أممي، وهناك يهود الشتات.
كلمة «كلب وكلاب» في الكتاب المقدّس:
تتكرّر كلمة «كلب» و «كلاب» كثيرًا في الكتاب المقدّس، إن في العهد القديم أو في العهد الجديد ولها مدلولاتها:
الأشرار كلاب :
- المزمور ٢٢: «لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي(١٦)».
هذا المزمور يُدعى «أيلة الصبح» إذ يبدأ: «إلهي إلهي لماذا تركتني»(١) ويضع أمام نصب أعيننا صلب المسيح.
تعني هذه العبارة الشكينة أي السحابة المجيدة التي كانت تظهر وسط شعب الله، وتعنى النور الذي كان يظهر على تابوت العهد بين الكاروبين. ويراه رئيس الكهنة مرّة واحدة في السنة حينما يدخل إلى قدس الآقداس يوم الكفارة.
- المزمور ٥٩: «ويعودون عند المساء يهرون مثل الكلب ويدورون في المدينة. هم يتيهون للأكل إن لم يشبعوا ويبيتوا» (٦و١٤).
داود النبي يصرخ في هذا المزمور إلى الله ويصف أعدائه بالكلاب التي تبحث عن فريستها وطعامها، إذ كان محاصرًا من رجال الملك شاول. «أنقذني من أعدائي يا الهي. من مقاوميّ احمني. نجني من فاعلي الإثم ومن رجال الدماء خلصني. لأنهم يكمنون لنفسي».
نحن نقرأ هذا المزمور اليوم معتبرين أن الشيطان هو عدونا.
الكلب يأكل حتى ولو جثة بشر
- الكلب يأكل ما يُرمى إليه (خر٣١:٢٢)، ونصيبهم دم الأعداء المهزومين (مز٢٣:٦٨) ولحوم الأموات (١مل ١١:١٤).
- أكلت الكلاب جثة إيزابل الملكة الشريرية (٢مل٩:١٠ و٣٥ و٣٦ انظر أيضًا ١مل١٦:١٤، إرميا ١٥:٣)، وكان من أسوأ ما يمكن أن يصيب إنسانًا هو أن تأكل جثتّه الكلاب·
الرجاسة:
- وكانت الشريعة الموسوية تعتبره نجساً، لانه لا يجتر ولا يشق ظلفًا (لا١:١١-٨)·
- «لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرّب إلهك عن نذر ما، لأنّهما كليهما رجس لدى الرّب إلهك» (تث١٨:٢٣).
الأمانة:
الكلب الحارس الأمين للغنم: أيّوب وثق بالكلاب أكثر من بعض الناس.«أمّا الآن فقد ضحك عليّ أصاغري أيّامًا الذين كنت أستنكف من أن اجعل أباءهم مع كلاب غنمي»(أيوب١:٣٠).
- تجلس مع الإنسان: «الكلاب تجلس تحت المائدة تأكل من فتات البنين»(مر٢٨:٧).
- تلحس قروح المتروكين والمعوزين: «كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه (ليعازر)» (لوقا٢١:١٦).
تدنيس لما هو مقدّس:
- لا تعطوا القدس (αγίων) للكلاب:(متى٦:٧). أي لا تعطوا القدسات.
تزوير كلمة الله:
- «أنظروا الكلاب. أنظروا فعلة الشر. أنظروا القطع»(فيل ٢:٣). وهم الذين يأتون بتعاليم كاذبة.
العائد إلى خطاياه:
- «قد أصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد إلى قيئه» (٢بط٢٢:٢).
يذكر بطرس الرسول هنا ما أتى في سفر الأمثال (١١:٢٦) وهو أن «الجاهل يُعيد حماقته» ويطبّقه على الذين عرفوا الرّب وخلاصه وتحرّروا من خطاياهم، ومن ثم عادوا إلى ما كانوا أبشع عليه.
عدم الحماية:
- «مراقبوه عمي كلهم لا يعرفون كلهم كلاب بكم لا تقدر أن تنبح حالمون مضطجعون محبو النوم. والكلاب شرهة لا تعرف الشبع وهم رعاة لا يعرفون الفهم التفتوا جميعا إلى طرقهم كل واحد إلى الربح عن أقصى»(إشعياء ٩:٥٦-١٢).
- لا سلام ولا أمان خارج كلمة الله وسيتعرّض لهجمات الوحوش أي الشياطين، ولا حتّى من ينذره لأنّ حرّاسه ومعلّميه ورعاته عديمي البصيرة لا يروا النور، وبكم لا ينطقون بالحق، وأموات لا حياة روحيّة فيهم.
يوضع خارج أبواب المدينة المقدّسة أي خارج الملكوت:
- «لأن خارجًا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الاوثان وكلّ من يحب ويصنع كذبًا» (رؤيا ١٥:٢٢)·
- المقصود هنا كلّ من يفعل الشر.
صورة الحقارة والنجاسة بقيت هي الغالبة للكلاب في الكتاب المقدّس، ولعلّ ما قاله حزائيل لاليشع النبي عندما جاء النبي إلى دمشق وكان الله قد كشف له ما سيقوم به حزائيل نفسه من خراب وسفك ودماء عندما سيملك من بعد بنهدد ملك أرام الذي كان مريضًا، يلخّص ما كان المقصود بكلمة كلب في أغلبيّة الأسفار المقدّسة:“من هو عبدك الكلب، حتى يفعل هذا الأمر العظيم؟” (٢مل٨:١٣)· أي من هو هذا المحتقر النجس.
المراجع:
الكتاب المقدس
موقع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.
موقع فريق اللاهوت الدفاعي.
موسوعة الويكيبيديا.

تفسير (متى 15: 27) : فقالت : “ نعم ، يا سيد ! والكلاب أيضاً تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَتْ: نَعَمْ يَا سَيِّدُ." لو وجه المسيح كلامه السابق إلى غير هذه المرأة ليئس الإنسان كل اليأس منه، أو غضب غضباً شديداً وانصرف. ولكن كانت إجابتها "نعم يا سيد" وأظهرت هذه المراة إيمانها وتواضعها من كلام المسيح وحولته موضوعاً لرجائها فيه ، لقد حوَّلت قسوته لصالحها ما ظهر أنه ضدها. فوافقت أولا على قوله إن الأمم بالنسبة إلى اليهود كالكلاب فلم تهاجمه أة تزعل منه أو تغضب أو حتى تتركه وتذهب فاقدة ألأمل فيه لقد سمعت عنه فى سوريا حيث تسكن وأنه شفى أبناء الكنعانيين السوريين سابقا حينما ذهبوا إليه فى الأراضى اليهودية

2) " وَٱلْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ ٱلْفُتَاتِ ٱلَّذِي يَسْقُطُ " كان اليهود والناس فى ذلك العصر غالبا ًما يستخدمون الخبز ليفركوا به أيديهم بعد الطعام فيسقط كالفتات. كانت هذه المرأة تعرف فيما يبدوا ماذا يقول اليهود على بنى جنسها يطلقون عليهم كلاب ، حولت هذه المرأة برجائها فى المسيح ليشفى إيمانها قسوة كلماته لتريه إيمانها به حتى ولو كانت من الكلاب وإرتضت أن تكون مثل الكلاب التى تأكل من الفتات الساقط تحت مائدة أربابها، وسألته بالشكر على ما يترتب على ذلك من الحقوق. فكأنها قالت: «لا يجوز أن يُحرم البنون خبزهم لتأكله الكلاب. ولكن للكلاب نصيب أن تأكل الفتات الساقط من مائدة البنين، فلا يخسر البنون شيئاً. فعلى أخل البيت المالكين للعهد أن يطعموا البنين والكلاب أيضا كأنها قالت " شفاء ابنتي كأنه فتات بالنسبة إلى كثرة المعجزات التي صُنعت لليهود». فأظهرت بهذا إيماناً مثل الإيمان التي أظهرته المرأة نازفة الدم التي تيقنت الشفاء من مجرد لمس هدب ثوبه. لقد تيقنت الفينيقية شفاء ابنتها والتعزية والفرح لقلبها من مجرد كسرة صغيرة تحصل عليها من وليمة بركات المسيح.

أما خبز البنين الآن فهو المسيح. ولا أحد من أولاد آدم يعد بمنزلة الكلب ويُمنع من الجلوس على مائدة السيد، فالكل مدعوٌ إليها مجاناً. فَفِعل تلك المرأة في ذلك مثال لنا الآن، فإنها طلبت شفاءً جسدياً ولم تيأس من كثرة الموانع الظاهرة. فبالأولى يجب أن نطلب الحياة الأبدية لنفوسنا ونداوم على ذلك مهما ظهر لنا من الموانع.
3) " أَرْبَابِهَا " تعنى أسيادها وقد دعت المسيح سيد وقد جمعت الإسم "رب" أى رب البيت أو سيد البيت لأن المسيح كان معه تلاميذه فدعتهم أسيادها

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

في جوابها هذا ثلاث فضائل الأمانة والعفة والحكمة . فالعفة ، في حسبانها نفسها مثل الكلب والأمانة ، في قولها وإن كان مما يعطي للكلاب فهو كاف لشفاء ابنتها والحكمة ، في موافقتها المسيح على اعتبارها كلبة حتى تاخذ لنفسها مكاناً في البيت. وكأنها تقول قد سميتني كلباً فكلامك مقبول لدي أنت صرت شفيعاً عوضي فاعطني الفتات قليلاً من معونتك وهو يكفي لشفاء ابنتي وبما انك حسبتني كلباً فلي حق الكلام في البيت فسمت المسيح رباً ومعونة الشفاء فتات .

تفسير (متى 15: 28) .: حينئذ أجاب يسوع وقال لها : “ يا امرأة عظيم إيمانك ! ليكن لك كما تريدين  “ . فشفيت ابنتها من تلك الساعة

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَـهَا:" المحادثة التى تمت بين المسيح والكنعانية تشير إلىى أنه يجب إمتحان الإيمان لكل من يريد إعتناق المسيحية من المسلمين والأممين عبدة الأوثان لأنهم لا يعرفون عن الرب شيئا بعد أن امتحن المسيح إيمان المراة الكنعانية  ورأى تواضعها بعد أن إختبرها إحتبارا  قاسيا فى صورة جرح كبريائها قليليين ينجحون فيه ونجحت نجاحا باهرا بحيث انها إستطاعت ان تجد بين كلماته القاسية شهد العسل الذى رآه شمشون فقد رأت هذه المراة  أنه من الجافى يمكن أن تخرج حلاوة فأجاب يسوع طلبها  ، بل أنه كافأها على تواضعها بمدحه لها وصارت ذكرى إيمان هذه المرأة مخلدا ما دامت هناك شعب يؤمن بالمسيحية، وسجل الإنجيل قصتها ، فتُذكر به إلى نهاية الزمان.
2) " عَظِيمٌ إِيمَانُك" غريب هو إيمان الوثنيين بالمسيح فلم يمدح المسيح غير هذه المراة الكنعانية بمثل هذا المدح وكذلك قائد المئة المذكور في (متّى ٨: ١٠ ) وكلاهما من الوثنيين. وظهرت عظمة إيمانها بالنسبة إلى عدم إيمان اليهود الذين كانت لهم كل الوسائط لمعرفة المسيح والإيمان به، فالذين ولدوا فى النعمى ولدوا يأكلون بملعقة من ذهب يأتيهم الطعام جاهزا لم يبحثوا ويشقوا لأجل الحصول عليه فيكون بالنسبه لهم الطعام عزيزا المراة الكنعانية وقائد المائة لأجل محبتهم لآخرين نال بإيمانه الشفاء لغيره لا لنفسه نال الغفران وإنفتح أمامه باب الملكوت . فإيمان المرأة كان عظيماً حتى غلب كل الموانع الظاهرة التى وضعها يسوع في طريق حصولها عليه فإجتازت الحواجز ونالت جائزة السباق . ولا شك أنها لعظمة إيمانها لم تُحسب أجنبية بعد، بل حُسبت ابنة إبراهيم المؤمن (رومية ٤: ١٦) كما يقول داود ايضا في تطويب الانسان الذي يحسب له الله برا بدون اعمال ".
3) " كَمَا تُرِيدِينَ " أظهر المسيح في أول الأمر أنه لا يريد أن يجيب طلبها لأنها ليست من اليهود أى ليست من بنى جنسه وهى أممية ، ولكن بعد امتحان إيمانها فتح لها مخازن نعمته، وأذن لها أن تأخذ كل ما طلبت بل انه زادها أنه نشر إيمانها ومدحها وغفرت لها خطاياها وحيبت من الذين ولدوا من الرب بالماء والروح . فلا شك أن ذكاء هذه المرأة يذكرنا بذكاء أبيجايل  على أنه من الواضح أن المرأة كانت متفوقة في شيء آخر، في ذكائها اللامع وذهنها المتوقد، وان الكتاب في عرض شخصيتها، وضع فهمها قبل جمالها أمام الأنظار، وأذهلت القارئين للكتاب المقدس در الحديث وجوهر الكلام ، في ذلك الحديث البليغ الساحر الذي تكلمت به إلى داود، وضربت على أدق وأرق الأوتار في قلبه، فلم تعترف بالذنب فحسب، بل ذكرته برسالته العظيمة التي وضعها الله على كتفيه، وأنه مهما يصبه من نفي وتشريد وآلام، فانه عزيز على قلب الرب وأنه محفوظ في حزمة الحياة مع الرب، وأما أعداؤه فسيرمون من كفة المقلاع، وكأنما كانت تذكره بقصته مع جليات، وكيف حفظه برعايته، وأسقط الجبار العملاق بضربة واحدة قاضية برمية حجر!! كما أنها بذلك رفعت قلبه ونفسه عن طلب الانتقام، وهي تؤكد له أن النصر قريب، إلى ذلك الحد الذي ترجو فيه معه ألا ينساها عند ما يبلغ مجده وملكه حسب وعد الرب الأكيد الصادق، وهل ينسى الرب من يخدمه بالأمانة، ويحارب حروبه ولم يوجد فيه شر قط كل الأيام!!.
 النفع لنفسها في هذا الأسلوب كان أعظم مما لو أجابها المسيح في بدء الطلب.
4) " فَشُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ»." أي خرج الشيطان منها وبرئت من تأثيره الرديء بمجرد مدح يسوع لإيمانها . وشفى المسيح إبنتها وهي بعيدة عنه كما كان في أمر ابن رئيس المجمع في كفرناحوم (يوحنا ٤: ٥٠) وخادم قائد المئة (متّى ٨: ١٣). وبرهن بذلك فاعلية قدرته بكلمته وهو غائب كفاعليتها بلمسه وهو حاضر.
 في قصة هذه المرأة ظهر أربعة أمور : (١) إظهار محبتها كأمٍّ تحب إبنتها، وهو طلب معونة المسيح لابنتها. كما حمل الرجال الأربعة المشلول فى كفر ناحوم ونقروا السقف انزلوه أمام يسوع ليشفيه  (٢) أظهرت تواضعها. (٣) أظهرت لجاجتها في الصلاة والمداومة عليها وصراخها لجذب إنتباهه . (٤) أظهرت إيمانها ومدح المسيح ذلك دون غيره، هذه المرأة آمنت فقط فخلصت بعملها  بصلاتها ولجاجتها 
لله قد يبطئ الرب عن  استجابة الصلاة مع أنه عازم على الإجابة أو حتى لا يستجيب لمحبته لنا إذا كانت ضاره ومؤذية لنا . وعلمتنا هذه المرأة الكنعانية أهمية وقيمة الإلحاح والمداومة والتواضع والإيمان في الصلاة، وإثبات صدق وعده في قوله «اطلبوا تجدوا» وفي القصة تعزية عظيمة للوالدين الذين يسألون المسيح البركات الروحية لأولادهم، وإن الإيمان أصل الشجرة التي أغصانها التواضع والصبر والمداومة على الصلاة. وأن من يُحسبون أدنى الناس وأنهم محرومون هالكون يجب أن لا ييأسوا من النعمة إذا طلبوها بالإيمان والتوبة. وهي تذكرنا بقصة يعقوب وهو يصارع الملاك الليل كله فانتصر أخيراً (تكوين ٣٢: ٢٤ - ٣٢ ) (هوشع ١٢: ٣، ٤).

لاحظوا أن هذه السيدة لم تطلب شيئا روحياً أو حضور يسوع شخصياً (مت ٨ :٨ -٩ )عندما أخبرها بأن ابنتها قد شفيت، آمنت فورا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان الرب يسوع لم يمدح المرأة الكنعانية أولاً لئلا يقال عنه انه يحب الأمم ولقد تانى في إبراء ابنتها حتى يتأكد عظيم إيمانها للناظرين وبقوله ليكن لك كما أردت أظهر ان كلامها كان مقروناً بالإيمان الأكيد والرجاء الوطيد وعليه فقد نالت الأبنة الشفاء في ذات الساعة التي قال فيها ليكن لك كما اردتِ .

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس عشر

يسوع يشفي الكثيرين في الجليل (متى 15: 29- 31)

يسوع يشفي اكثيرين في الجليل

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " ثُمَّ ٱنْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ "  أي من تخوم / حدود صور وصيدا.
2) " وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ ٱلْجَلِيل" جَانِبِ بَحْرِ ٱلْجَلِيل قال لوقا إن المسيح مرَّ بالعشر المدن وبشر هناك التي هي شرق ذلك بحيرة طبرية ونهر الأردن .
3) " وَصَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ" إِلَى ٱلْجَبَل الأرجح أنه قصد بذلك الراحة والعزلة والانفراد والصلاة فالعزلة والإنفراد والتأمل والصلاة هى حاجة المسيحى لمواصلة الحياة العامة والروحية . والمقصود بذلك الجبل الأرض المرتفعة شمال العشر المدن وشرق الأردن.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

تفسير (متى 15: 29) : ثم انتقل يسوع من هناك وجاء الى جانب بحر الجليل ، وصعد الى الجبل وجلس هناك .  

تفسير (متى 15: 30) : فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون . وطروحوهم عند قدمي يسوع . فشفاهم 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ  " جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ من المدن العشر وهم مجموعة من لمدن صنعت تحالف دفاعى من دمشق شمالا حتى بيرية جنوبا شؤق بحيرة طبرية ونهر الأردن ونستنتج من كثرة المجتمعين إلى المسيح أنه لم يذهب قبلاً إلى تلك البلاد.
2) " وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ،"  وذكر البشير متى هنا أربعة أنواع من المرضى، ثم وجد «آخرين كثيرين» بأمراض مختلفة لا يسع الوقت ذكر أمراضهم بالتفصيل، فاقتصر على هاتين الكلمتين.َ  آخَرُونَ كَثِيرُونَ وكانوا
من الناس الفضوليين، والملتزمين، ورؤساء الدين، والمرضى

3) " 
وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. "  أتت الجموع ومعهم مرضاهم وَطَرَحُوهُمْ عند رجلى يسوع وهذه الكلمة وردت  فى (  متى 9: 36) ولما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها."  طرحوهم حتى يستعطفوا ويحركوا شفقة المسيح عليهم ، ورغبة في حصول الشفاء بالحال عن يد المسيح كأنهم يقولون : " تحنن هاة شعبك" وكانت أغلبيه المدن العشسر من اليونانيين ولكن كانت توجد جالية يهودية كبيره فيها والمدن الجنوبية فيها كانت من شمن مدن الإستيطان اليهودى لأرض الموعد وسكن فيها سبط جاد ومنسى
4) " فَشَفَاهُمْ "  نفهم من هذه الكلمة أن المسيح شفى كل مريض قُدم إليه بلا استثناء،(إشعياء ٣٥: ٥، ٦ )
حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. 6 حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر." وفعل المعجزات بهذه الكثرة إشارة مسيانية أى إلى معرفة أن الذى يفعل هذا الكم من المعجزات هو المسيح ( متّى ١١: ٥ ) العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 6 وطوبى لمن لا يعثر في» ( لوقا ٧: ٢٢ )  22فاجاب يسوع: «اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما: ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. 23وطوبى لمن لا يعثر في».

 ولم يذكر متّى بالتفصيل هذه المعجزات  ولكن مرقس ذكر إحدى المعجزات الكثيرة التي صنعها المسيح في ذلك الوقت (مرقس ٧: ٣٢ - ٣٥) وجاءوا اليه باصم اعقد وطلبوا اليه ان يضع يده عليه. 33 فاخذه من بين الجمع على ناحية ووضع اصابعه في اذنيه وتفل ولمس لسانه 34 ورفع نظره نحو السماء وان وقال له: «افثا». اي انفتح. 35 وللوقت انفتحت اذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيما. " .

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

كان المسيح له المجد يذهب أحياناً بنفسه الى المرضى وأحياناً يأتون هم فيبرأون دون ان يلمسوا ثيابه كالسابق .

تفسير (متى 15: 31) : حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون ، والشل يصحون ، والعرج يمشون ، والعمي يبصرون  ومجدوا اله اسرائيل .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " حَتَّى تَعَجَّبَ ٱلْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا ٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ، وَٱلشُّلَّ يَصِحُّونَ، وَٱلْعُرْجَ يَمْشُونَ"
في هذه الآية إعلان عن تأثير المعجزات في نفوس المشاهدين الذين يعتبرون إقليم بعيدا عن الأراضى التى يسكن فيها غالبية اليهود ، وهو تعجبهم وتمجيدهم، مما يدل على أن المسيح لم يأتِ اإلى المدن العشر قبل ذلك وعندما ذكر المدن العشر أنه أتى من الجليل وعبر بحيرة طبرية أى أنه جال فى عددا من المدن العشر التى فى الجنوب وليس كلها خاصة التى شرق نهر الأردن  . وكرر متّى هنا ذكر أنواع المرض الأربعة التي ذكرها قبلاً على خلاف الترتيب السابق، وزاد بيان التغيير الذي حصل لكل من شفي.
2) " 
 وَمَجَّدُوا إِلٰهَ إِسْرَائِيل " إِلٰهَ إِسْرَائِيل من هذا نستدل أن أكثر أولئك الجبليين من القبائل التى كانت فى شرق نهر الأردن وكانوا من الأمم. ولعلهم الجدريون الذين شفى المسيح في أرضهم المجنون الذي كان فيه لجئون وسألوه أن ينصرف عن تخومهم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان عجب الجمهور كان لأنهم رأوا المرضى المحمولين على الأكتاف يشفون بمجرد إرادته بدون قول ولا لمس ومما يجب ملاحظته هنا أنه قد تأخر في برء ابنة الكنعانية حتى يتبين قوة إيمانها أما هؤلاء فقد اسرع بشفاءهم ليكم افواههم حتى لا يجدوا حجة عليه . وليس لأنهم كانوا أكثر فضيلة من تلك . لأن من يعطى نعماً كثيرة يطالب بدينونة أكثر . 

تفسير انجيل متى الاصحاح الخامس عشر

يسوع يطعم أربعة آلاف  (متى 15: 32- 39)

يسوع يطعم أربعة آلاف

 

تكررت هذه المعجزة فى ( مرقس 8: 1- 9) 1 في تلك الايام اذ كان الجمع كثيرا جدا ولم يكن لهم ما ياكلون دعا يسوع تلاميذه وقال لهم: 2 «اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي وليس لهم ما ياكلون. 3 وان صرفتهم الى بيوتهم صائمين يخورون في الطريق لان قوما منهم جاءوا من بعيد». 4 فاجابه تلاميذه: «من اين يستطيع احد ان يشبع هؤلاء خبزا هنا في البرية؟» 5 فسالهم: «كم عندكم من الخبز؟» فقالوا: «سبعة». 6 فامر الجمع ان يتكئوا على الارض واخذ السبع خبزات وشكر وكسر واعطى تلاميذه ليقدموا فقدموا الى الجمع. 7 وكان معهم قليل من صغار السمك فبارك وقال ان يقدموا هذه ايضا. 8 فاكلوا وشبعوا ثم رفعوا فضلات الكسر: سبعة سلال. 9 وكان الاكلون نحو اربعة الاف. ثم صرفهم

المرجح أن الموضع الذي صُنعت فيه المعجزة الآتية ليس بعيداً عن الموضع الذي أشبع فيه خمسة الآلاف (متّى ١٤: ١٥ - ٢١) غير أن ذلك كان في سهل قرب بيت صيدا لأن بيت صيدا فى شرق نهر الأردن. ولكن هذ المعجزة كانت في وعر جبلي شرق ذاك (مرقس ٧: ٣١) ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيداء وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر"  ويذكر مرقس الرحلة التبشيرية للمسيح

 

تفسير (متى 15: 32) : واما يسوع فدعا تلاميذه وقال : “ اني اشفق على الجمع ، لأن الآن لهم ثلثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون . ولست أريد ان أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

رحلة يسوع التبشيرية فى شرق وشمال بحيرة طبرية ونهر الأردن فى المدن العشرة وبيت صيدا وقيصرية فيلبس

أنه بعد ذهابه لشفاء إبنة المراة الكنعانية فى تخوم / حدود صور وصيدا (مر 7: 24) ثم الجليل وعبر بحر طبرية للشرق لوذهب للمدن العشرة (مر 7: 31) ثم خرج ايضا من تخوم صور وصيداء وجاء الى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر"ثم مضى إلى بيت صيدا شرق شمال بحيرة طبرية (مر 8: 13 و 22) 13 ثم تركهم ودخل ايضا السفينة ومضى الى العبر .. 22 وجاء الى بيت صيدا" ثم ذهب إلى قيصرية فيلبس (مر 8: 27)  ثم خرج يسوع وتلاميذه الى قرى قيصرية فيلبس: وكانت نهاية رحلته فى تخوم مجدل غرب بحيرة طبرية  (مت 15 : ٣٩ ) ثم صرف الجموع وصعد الى السفينة وجاء الى تخوم مجدل." عن جهة انصرافه منه، وذلك أنه كان عبر البحر إلى مجدل التي هي على شاطئ البحر الغربي.
1) "
َأَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ "  فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ أي للتشاور حول العناية بالجمع. وذلك كان طلبا من المسيح من تلقاء ذاته . ولا  يدل على أن الناس سألوه إياه فكانت الجموع تسير معه ثلاثة أيام بلا شكوى كانوا يريدون أن يبقوا معه أطول فترة ممكنة زيارته كانت حدث قد لا يتكرر فلم يهتموا بالطعام ولا التعب الجسدى فقط يريدون أن يمكثوا معه ويسمعوه  : «اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متّى ٦: ٣٣) وهذا العمل يشبه المؤتمرات التى يقوم بها خدام الكلمة المشهورين هذه الأيام
2) "  إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى ٱلْجَمْعِ" ذكرت الأناجيل انفعالات كثيرة كالغيرة والفرح والشكر والغضب والتعجب، وهنا يذكر متى محبته وإهتمامه بالجمع وهو الشفقة، فهي صفته الغالبة. ولا ريب في أن ذلك كُتب لتعزيتنا وفائدتنا لنعرف عظمة يسوع ومحبته وحنوه علينا وشفقته من أتعابنا  ما أجمل هذه العناية وما أعظمها! هؤلاء الناس قد انصرفوا إلى يسوع تاركين بيوتهم وعيالهم، فجوعهم ليس عن فقر بل عن انشغال بما هو أعظم من الأكل. لذلك أرادهم يسوع أن ينتعشوا جسدياً كما انتعشوا روحياً، واهتم بإطعامهم.
3) "
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ" كان يخرج الشخص فى تلك الأيام ومعه زادا يكفيه يوما أو أثنين أو أموالا ليشترى بها طعاما ولكن زادت الأيام إلى ثلاثة وهو ثَلاَثَةَ أَيَّام هذا في اصطلاح اليهود، ولا يشير ضرورة إلى أكثر من يوم كامل وجزئين من يومين آخرين. فمضت عليهم ليلتان في تلك البرية. لقد أكلوا في اليوم الأول والثاني ما كان معهم من الطعام أو إشتروا طعاما بما يحملونه من أموال . والمعنى أنهم لم يذوقوا شيئاً في كل تلك المدة. ولكن في اليوم الثالث لم يكن عندهم شيء يؤكل. فانظروا كيف يحفظ الرب حساب الوقت الذي يُصرف في خدمته (رؤيا ٢: ٢). أما المسيح فصرف تلك الأيام بالتعليم وشفاء المرضى.
4)  "
َلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلاَّ يُخَوِّرُوا فِي ٱلطَّرِيقِ" يُخَوِّرُوا أي يضعفون من عدم الأكل. ألم يهتم بشعبه فى البرية وأطعمهم المن والسلوى أربعين سنة
شفاهم المسيح ثم أطعمهم. وكذلك يصنع للذين يشفي أنفسهم من مرض الخطية، ثم يطعمهم من الخبز الحقيقي النازل من السماء ليتقووا فلا يخورون في الطريق السماوية.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

قد أظهر المسيح حنانه للجمع كما اظهر ذلك قبلاً للمرضى ولم يعل له المجد اية إشباع هؤلاء الجموع في اليوم الأول أو الثاني لأن الخبز لم يفرغ ونظراً لأنهم كانوا بعيدين عن منازلهم ” كما يقول مرقس ان منهم جاءوا من بعيد ” أراد أن يطعمهم . 

تفسير (متى 15: 33) : فقال له تلاميذه : “ من أين لنا في البرية خبز بهذا المقدار ، حتى يشبع جمعاً هذا عدده ؟ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: مِنْ أَيْنَ لَنَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ"  الأراض ىشرق بحيرة طبرية وشرق نهر الأردن برية مقفرة  إلا فى بعض الأماكن بالقرب من النهر وقد أخذ المسيح الجمع إلى ذلك المكان قفر خالٍ من السكان والطعام. وكان حصولهم على ما يحتاجون إليه طبيعيا مستحيلاً ، ولم يتوقعوا الحصول على ذلك بمعجزة. وسؤال الرسل يذكرنا بقول موسى لله عن إطعام بني إسرائيل لحماً في البرية «أَيُذْبَحُ لَهُمْ غَنَمٌ وَبَقَرٌ لِيَكْفِيَهُمْ؟ أَمْ يُجْمَعُ لَهُمْ كُلُّ سَمَكِ الْبَحْرِ لِيَكْفِيَهُمْ؟» (عدد ١١: ٢٢). وبقول إليشع لبنى الأنبياء  ( ٢ملوك ٤: ٤٣)  فقال خادمه ماذا.هل اجعل هذا امام مئة رجل.فقال اعط الشعب فياكلوا لانه هكذا قال الرب ياكلون ويفضل عنهم. "
كيف أمكن للتلاميذ أن ينسوا إطعام الـ ٥٠٠٠ سريعاً جداً (مت ١٤ :١٣ -٢١)؟ ومن الغريب هنا أن الرسل كانوا دائما يفكرون فى حل المشكلات عن طريق المال ونسوا معجزة إشباع خمسة آلاف من خمسة أرغفة وسمكتين سابقاً، ولم يتوقعوا مثلها حينئذٍ. لكن القلب يميل إلى عدم الإيمان في كل زمان ولا سيما في أوقات الضيق والاضطراب ، فينسى النجاة من التجارب السابقة ، كما نسي بنو إسرائيل يوم اشتد بهم العطش أن الرب قد شق لهم البحر الأحمر، وتساءلوا «أَفِي وَسْطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟» (خروج ١٧: ١ - ٧ ومزمور ٧٨: ١٩، ٢٠). ونذكر داود عندما نسى الرب وتنعم سقط فى خطية زوجة أوريا الحثى فنسيان المراحم في الماضي يُولد الشكوك التى تدفع أحيانا للسقوط فى الخطية في الحاضر.
ولعدم توقع الرسل المعجزة ثلاثة أسباب:

(١) أنهم لم يروا سوى معجزة واحدة من هذا النوع. ومن وقتها رجعوا إلى الأكل بالطريق العادية. (٢) أنه مضى عليهم ثلاثة أيام دون أن يُظهر لهم من المسيح ما يدل على أنه أراد أن يجري معجزة.

(٣) إن مشاورته لتلاميذه حملتهم على الظن بأنه أراد إطعام الجموع بوسائط عادية.
يفسر البعض معجزتى إشباع الجموع على أنها معجزة واحدة
يُظهر أنه كان هناك حادثتين منفصلتين لإطعام الجموع الخمس خبزاتوالسمكتين كانت بالقرب من بيت صيدا والسبع خبزات والقليل من السمك فى منطقة المدن العشرة والمعجزتين ، إذا ليس واحدة فقط مدونة مرتين. الفرق في المكان ، الفرق فى عدد الجموع، والبيئة، ونوع السلال المستخدمة ، عدد الأرغفة ، ونوع السمك  رغم أن تصاريح يسوع كانت تبدو بأنها تحصر خدمتها باليهود، إلا أن إطعامه للجموع، وشفاءه لعائلة قائد المئة في متى ٨ ،وشفائه لابنة المرأة الأممية في مت ١٥ :٢١ -٢٨ وخلاصة التصريح في مت ١٥ :٢٩ -٣٠ كلها تشير إلى الأمميين

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

من هذا القول اظهر التلاميذ أمرين الأول ، ضعف الإيمان والثاني ، بعد المكان فهم لم يتذكروا الآية الاولى حتى كانوا يؤمنوا ان المسيح لا يكلفهم مشقة السفر . 

تفسير (متى 15: 34) : فقال لهم يسوع : “ كم عندكم من الخبز ؟ “ فقالوا : “  سبعة وقليل من السمك  “.

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "فَقَالَ لَـهُمْ يَسُوعُ: كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ؟ فَقَالُوا: سَبْعَةٌ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ ٱلسَّمَكِ" . لم يسألهم المسيح عن قدر ما عندهم من الطعام لأنه لا يعرفه، بل لينبههم لقلة الطعام بالنسبة إلى كثرة الجياع. وكان عدد الأرغفة سبعة أكثر من عدد الأرغفة في المعجزة الماضية و قليل من صغار السمك. وهذا الفرق من الفروق التى تثبت أن هذه المعجزة غير تلك. والأرجح أن ذلك الطعام القليل هو ما أعدَّه التلاميذ لأنفسهم. وهذا يدل على بساطة معيشتهم وهم يتجولون من مكان لآخر.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فلم يكن لهم جوابه كالجواب في الآية السابقة لأنه رأى منهم تقدماً تدريجياً في الإيمان . 

تفسير (متى 15: 35)  : فأمر الجموع ان يتكئوا على الارض .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَأَمَرَ ٱلْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلأَرْضِ" . هذه هي العادة القديمة عند اليهود والرومان أن يتكئوا وقت الطعام على شكل الحرف الإنجليزى U لكي يهونوا على أنفسهم ويرتاحوا قبل بداية أكل الطعام . .
أمر المسيح الجموع في معجزة الخمس خبزات والسمكتين أن يتكئوا على العشب وهنا أمر من معهم بالاتكاء على الأرض حيث كانت الأ{ض جافة جبلية ، وهذا يدل على إن المكان قفر خالٍ. وكان الاتكاء لراحة الجموع وسهولة مرور التلاميذ بينهم عند توزيع الطعام.

تفسير (متى 15: 36) : وأخذ السبع خبزات والسمك وشكر وكسر وأعطى تلاميذه . والتلاميذ اعطوا الجمع .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "وَأَخَذَ ٱلسَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَٱلسَّمَكَ، وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ، وَٱلتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا ٱلْجَمْعَ". البركة والشكر (١صموئيل ٩: ١٣ ) عند دخولكما المدينة للوقت تجدانه قبل صعوده الى المرتفعة لياكل.لان الشعب لا ياكل حتى ياتي لانه يبارك الذبيحة.بعد ذلك ياكل المدعوون.فالان اصعدا لانكما في مثل اليوم تجدانه
جاء الشكر قبل كسر الخبز، ولولاه ما جرت المعجزة. فلنكن شاكرين كل حين. وقد ذكر البشير هنا أن المسيح شكر كما فعل في المعجزة السابقة، لكنه زاد في الأولى أنه «َرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ» (متّى ١٤: ١٩). فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة لخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر واعطى الارغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع.  ( لوقا ٢٢: ١٩)  واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم قائلا: «هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري»  وفي هذا خير مثال للمؤمنين. وكان من عادة المسيح أن يُظهر موافقته للآب، فشكره لأجل الخبز ولأجل شبع الشعب الذي سيكون به. ثم وزَّع الطعام على الجموع على أيدي التلاميذ ليتحققوا أنه يقدر أن يعمل ما اعتقدوا عدم إمكانه.

تفسير (متى 15: 37) : فأكل الجميع وشبعوا . ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ ٱلْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَلٍ مَمْلُوءَةٍ" . ما فضل من كسر الخبز برهان على أن الآكلين شبعوا. فأمر المسيح تلاميذه بجمع الكسر مثال للتدبير والاقتصاد، وجمعوها ليأكلوها عند اذهابهم مع المسيح حتى تتم رحلته التبشيرية . ودليل على إختلاف هذه المعجزة عن معجزة الخمس خبزات والسمكتين هو الأوعية التي جُمعت بها الكسر تختلف عن الأوعية التي جمعت بها الكسر في المعجزة السابقة، في أمرين: (١) عددها، فإنها كانت في الأولى ١٢ وفي الثانية سبعاً. و(٢) نوعها، فإنها كانت في الأولى قففاً وفي الثانية سلالاً وهي أكبر من القفف، فإن السله كانت يسع إنساناً  أنزلوا بولس فى سلة من السور (أعمال ٩: ٢٥) فاخذه التلاميذ ليلا وانزلوه من السور مدلين اياه في سل. . كما أن المسيح ميز بعد ذلك بين نوعي الأوعية يوم ذكرهم بالمعجزتين فى (متّى ١٦: ٩، ١٠) احتى الان لا تفهمون ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الالاف وكم قفة اخذتم 10 ولا سبع خبزات الاربعة الالاف وكم سلا اخذتم؟  .

1. رقم (7) الله استراح في اليوم السابع. ويعتبر الله اليوم السابع يومًا مقدسًا. ونجد أن الشهر السابع هو شهر مقدس والسنة السابعة هي الأخرى تسمى السبتية وفيها تستريح الأرض. ثم تأتي سنة اليوبيل بعد 7×7= 49 سنة. أي في السنة الخمسين.
2. تقسيم الأوقات في العهد القديم. فهو ينقسم لفترات كل منها 490 سنة أي 7 × 70 سنة.
الأولى من إبراهيم حتى الخروج.
الثانية من الخروج حتى بناء الهيكل.
الثالثة من بناء الهيكل حتى عودة نحميا
الرابعة من عودة نحميا حتى مجيء المسيح
3. المسيح بدأ خدمته بعد 1500سنة من خروج الشعب من أرض مصر وهي تعادل 30 يوبيل = 30×50 والكتاب المقدس يسمى اليوبيل السنة المقبولة (أش2:61).
4. ألوان الطيف (7). ومن السبعة ألوان ينتج اللون الأبيض.
5. كلمة المن وردت 14 مرة في العهد القديم = 2×7.
6. اسم بطرس ورد 245 مرة = 27×5 ويعقوب ورد اسمه 21 مرة = 3 × 7 ويوحنا 49 مرة = 7×7. ويكثر ورود رقم (7) خاصة في سفر الرؤيا.

تفسير (متى 15: 38) : والآكلون  كانوا اربعة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «وَٱلآكِلُونَ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلأَوْلاَدَ». كان عدد الآكلين في معجزة السبع خبزات والقليل من صغار السمك  أقل من عددهم في المعجزة السابقة معجزة الخمس خبزات والسمكتين ، وكان عدد الأرغفة عند التلاميذ فيها أكثر من عدد الأرغفة في الأولى، وفي كليهما أظهر المسيح قوته الإلهية. وذكر هذه الدقائق فى المعجزتين دليلا على صدق البشير، فإنه ذكر الحادثة كما وقعت. فلو كان الخبر مصنوعاً كان زاد عظمة المعجزة الثانية على المعجزة الأولى ليُظهر أن المسيح يرتقي في أعماله. وأولئك الأربعة الآلاف صاروا أربعة آلاف شاهد بقوة المسيح وشفقته فقد أشبع الجوعى وشفى المرضى وعلمهم وبشرهم بملكوت السموات .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

ان ما فعله المسيح في الاية الثانية هذه كان مثل ما فعله في الاية الاولى تماماً ما عددا ان هنالك قد تبنى اثنتى عشرة قفة وهنا سبع سلال وذلك حتى لا تكون الآيتان في نظر القاريء آية واحدة متكررة . فالأثنتى عشر قفة تشير الى عدد التلاميذ أما السبع سلال التي فضلت من السبعة أرغفة فانها تشير الى التعليم الكامل من الروح القدس الذي له السبعة مواهب لان عدد السبعة هو علامة الكمال كقوله روح الحكمة روح الفهم والرأي والقوة والمعرفة والخوف من الله ومع ان المسيح عمل آيات عديدة فلم يتبعه أحد من الجمع الا عندما عمل آية اطعام الجياع فقد تبعوه في المرة الاولى ليعملوه ملكاً . قال القديس ساويرس عند تفسيره الآية الاولى . ان الأتكاء على العشب الأخضر دليل على رطوبة المعاني الأنجيلية التي يسمعها المؤمنون حديثاً واذا ثبتوا فهم يكسرون خمس خبزات أي تنقية الخمسة حواس بالكلام الإلهي . وأكل السمك يشير الى طعام الأنجيل فكما ان السمك يصطاد بصعوبة ولكنه يوجد لذة في أكله هكذا ان الذين ينقادون بكلمته فهم يشعرون بألم الجهاد ولكنهم أخيراً ينالون النصر والظفر . 

تفسير (متى 15: 39) : ثم صرف الجموع وصعد الى السفينة وجاء الى تخوم مجدل .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

بعد أن أطعم المسيح الجموع صرفهم وأنهى رحلته التبشيرية فى شرق الأردن وبيت صيدا وقيصريرة فيلبس أخذ سفينة وعبر البحر إلى الجانب الغربي، بل ذهب ليبشر في مكان آخر.
1) "  وَصَعِدَ إِلَى ٱلسَّفِينَةِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ مَجْدَلَ" تُخُومِ مَجْدَل  كلمة تخوم تعنى بالعربية حدود فاصِلة بين الأراضي :- قطع مسافة كبيرة حتى وصل تخوم اى أن السيد المسيح عبر بحر طبرية ليصل إلى حدود مجدل وكلمة تخوم تأتى فى إنجيل بكلمة تخوم وفى آخر بكلمة نواحى  بعض المخطوطات اليونانية بدّلت مجدل إلى مجدلة التي كانت كلمة سامية ومعنى مجدل «برج» وهو اسم عدة أماكن في إسرائيل وفى سوريا . تُخُومِ مَجْدَل وهو هنا قرية على بُعد ثلاثة أميال أو ساعة من مدينة طبرية شمالاً، لجزء من مجدل التي تعني ابراج المراقبه وهي عرفت من بقايا قرية وجدت علي بعد ميل من مجدلا في وادي متسع وهو العين البارده اي العين البارده والمجدل غالبا هي مجدال في يشوع 19 : 38 وكان منها مريم المجدلية التي أخرج المسيح منها سبعة شياطين (مرقس ١٦: ٩).يظن بعضهم أنها نفس مجدل، ويظن آخرون أن مكانها خان المنية بالقرب من طبغة (الطابغة).
قال مرقس أنهم ذهبوا إلى دلمانوثا Dalmanath (مر 8: 10).وهي قرية قرب حدود / تخوم مجدل وأصغر منها، بينما ذكر متّى تخوم مجدل التي تضم المكانين.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

يقول مرقس جاء الى دلمانوتا وهو اسم لمكان خاص وأما متى فيقول انه جاء الى تخوم مجدل .  

 

 

 

 

This site was last updated 01/17/21