Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح انجيل متى الاصحاح العشرون

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410

فيما يلى تفسير / شرح الإنجيل كما رواه متى الإصحاح العشرون  

تقسيم فقرات  الإصحاح  العشرون من إنجيل متى
1. مثَل العاملين لحساب الملكوت (مت  20: 1-16)
2. الملكوت والصليب (مت  20: 17-19)
3. الملكوت وأم ابنيّ زبدي الملكوت والاستنارة(مت  20: 20-28)
4. المسيح فى أريحا ومعجزة شفاء الأعميين  حب المسيح! (مت  20: 29-34)

تفسير انجيل متى الاصحاح العشرون

مثل العمال في الكرم  (متى 20: 1- 16)

مثل العمال في الكرم

ينتمي العدد الأخير من الأصحاح السابق إلى هذا الأصحاح، (متى 19: 30 ) : ولكن كثيرون أولون يكونون آخرين ، وآخرون اولين "  لأنه مقدمة المثل المذكور هنا (كما يظهر من عدد ١٦ من هذا الأصحاح). وغاية المسيح من هذا المثل إصلاح خطأ تلاميذه في قولهم «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» (متّى ١٩: ٢٧). فقد ظنوا أنهم تركوا من أجل المسيح أكثر مما ترك غيرهم من أجله، وأنهم يستحقون المدح والمكافأةة فى الملكوت . فأجابهم المسيح على هذا السؤال بلطف في أول الأمر، وأوضح لهم أنهم يشاركونه في المجد والكرامة يوم مجيئه الثاني، وأنهم سيحصلون في هذا العالم على مئة ضعف ما تركوه من أجله، كما أن لهم الحياة الأبدية في عالم الآخرة.

وهذا المثل قاله السيد في بيرية (عبر الأردن). أثناء ذهابه للمرة الأخيرة إلى أورشليم.
ثم قال هذا المثل ليعلمهم أن كل ما وعدوا به من البركات هبة لا أجرة، وأن الحياة الأبدية توهب لكل المسيحيين على السواء، أولين كانوا أم آخِرين، وفيه يبين أن الله يوزع النفائس السماوية مجاناً (رومية ٤: ٤، ٥) وأن لا حق لأحد أن يدَّعي أهليته للسماء أو أفضليته فيها بناءً على أنه أتى إلى المسيح قبل غيره، أو لأنه ترك من أجله أكثر من الآخرين، أو لأنه زاد غيرة على سواه.
هذا المثل ينفرد به متى. "ملكوت السماوات" كان موضوعا ًمركزياً وإعلانا عن مملكته التى تبدأ من الأرض وتمتد إلى السماء في تعليم يسوع وخدمته الكرازية. إنه يشير إلى ملك الرب في قلوب البشر الآن والذي سيكتمل يوما ًما على كل الأرض (مت ٦ :١٠).ليات ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض."  الجوانب الحالية ولكن المستقبلية أيضاً من ملكوت الله
لا يصح أن نتخذ كل ما في ذلك المثل إيضاحاً لما يحدث في السماء عندما يوزع الرب نِعمه على المختارين، لأنه يستحيل أن يحسد سكان السماء بعضهم، أو أن يتذمر أحدهم على الرب . بل يجب أن نفهم منه تحذير التلاميذ من دعوى البر الذاتي وانتظار نيل السعادة السماوية كأجرة. فإذاً كلام المسيح ليس نبوءةً بما سيحدث في السماء، بل هو توضيح تعليمى لنتيجة ما أظهره التلاميذ من البر الذاتي وتوقع السعادة العلوية كأجرة. فبيَّن المسيح لهم أن من كانوا الآخِرين والأصغرين في ملكوت السماوات صاروا مع الأوليين ، وأن الذين يتضعون مع أنهم آخِرون يجعلهم الرب أولين في ملكوته ن الرب يزن أعمال الآخرون ويعطيهم الأجر والمكافأة السمائية حسب أعمالهم . وأن لا حق للذين دُعوا أولاً إلى ملكوت السموات وتعبوا وقتاً طويلاً  أن يدَّعوا ثواباً أعظم من ثواب الذين دُعوا أخيراً وتعبوا زمناً قصيراً لأن الرب يقيم هذه الأعمال (رو 2: 6) الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله. " (مت 16: 27)  فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. "

تفسير (متى 20: 1 ) : “ فإن ملكوت السماوات يشبه رجلاً رب بيت خرج مع الصبح ليستأجر فعلة لكرمه ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَات"ِ الملكوت هو نظام الحياة المسيحية يبدأ على الأرض (لو 17: 21) ولا يقولون: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك! لأن ها ملكوت الله داخلكم». هو إيماننا فى قلوبنا وسينعكس على أعمالنا وسيكمل في السماء.
قال يسوع هذا المثل ليقرب مفهوم المكافئات الروحية فى ملكوت السموات  بقصة يعرفها المجتمع اليهودى الزراعى فى ذلك الوقت وهو عن إتفاق صاحب الأرض أو المالك فى العالم مع العمال على الأجره نظير العمل المطلوب من العامل وبالمثل فان الرب سيعطى الخدام والمبشرين مكافأة نظير عملهم وحسب الإتفاق ولكن يجب التدقيق عند تفسير هذا المثل لأن الأمر مختلف كلياً عن المكافآت الروحية في ملكوت الرب .
2) "رَبَّ بَيْتٍ "هذه العبارة مركبة من كلمتين هم "بيت" و "سيد" (despotēs ) وهى ترجمة للعبارة العبرية "مالك الأرض". يستخدم متى هذه الدلالة معظم الأحيان فى  (مت 10: 25) ( مت 23: 27و 53) ( مت 20: 1 و 11) ( مت 21: 33) (مت 34: 43) = هو المسيح كلمة الله الحي، رب السماء والأرض. الخليقة السماوية والأرضية هي بيته الذي يدبر أموره ويهتم به.  يظهر الرب بأسماء ووظائف متعددة  متعددة في الأمثال : كملك، وأب، وسيد، ورب عمل، وقا ٍض. .. ألخ  وفى كل هذه السماء والصفات صور السيد المسيح صورة الرب بصورة شخص يقدم المغفرة بوفرةٍ وبسخاء وبرحمة ويعظى المكافئات والنعم والأجور والعدل والرحمة ، ولكن في نفس الوقت يتطلب منا اتخاذ قرار. الخلاص حاض ٌر ويتطلب على الدوام تجاوباً. قانون الله يصبح نمطياً بالنعمة ولكن تلك النعمة تواجه المستمع وتتحداه لكي يعرف ويدرك ضرورة التوبة"
 في هذا المثل تظهر نعمة الله في التعامل مع البشر. في ( مت١٠ :٢٤ -٢٥) يسوع هو "رب البيت الحقيقي"، ولكن هؤلاء المتزمرين المقاومين يسوع رب البيت إبن داود  يدعونه بعل زبول "Beelzebub "رئيس الشياطين أو إبليس. (مت 12: 24) حينئذ احضر اليه مجنون اعمى واخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم وابصر. 23 فبهت كل الجموع وقالوا: «العل هذا هو ابن داود؟» 24 اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين»
3) " خَرَجَ مَعَ ٱلصُّبْحِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً " ( أفسس ٦: ٨ ) عالمين ان مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب، عبدا كان ام حرا و( عبرانيين ٦: ١٠) لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه، اذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم.
وما أجمل أن نرى السيد يدعو الكل لكنيسته، طوال ساعات النهار، فهو يدعو الجميع ليخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون (1تى 4:2).

ويدعو الرب الناس إلى العمل في كنيسته بشتى الطرق والأساليب قد تكون بالإعلانات مثل إعلانه لشاول الطرسوسى الذى أصبح بولس وهو فى طريق لدمشق أو بواسطة الأنبياء والرسل والمعلمين والكتاب والروح القدس أو حتى ببجث الشخص عن الرب فإنه ينير عقله ليصل إليه . ودعا الله الناس إلى ذلك العمل منذ خلق الإنسان، في الوقت الذي شاءه والطريق التي اختارها. فدعا اليهود أولاً، ودعا بعدهم إلى نور إنجيله وطاعته أمماً مختلفة من الوثنيين في أزمنة مختلفة. ولا زال يدعو البعضهم في هذا العصر. وهو يدعو البعض في سن الصبا وآخرين في سن الشيخوخة. ويدعو بعضهم إلى خدمة طويلة كيوحنا الرسول وبعضهم إلى خدمة قصيرة كيوحنا المعمدان، وكاللص على الصليب وقد قرب من الموت. وللرب حكم في دعوة كل أمة في وقتها وكل شخص في وقته. وتلك الدعو كلها من نعمه بدليل قوله «لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ» (يوحنا ١٥: ١٦) وإختيار الرب لأشخاص معينيين يتم وفقا لمعايير معينة منها محبة الشخص للرب وبحث الشخص عن الإله الحقيقى وصفات أخرى  وهناك الثواب الذي وعد الرب به فعلة الكنيسة هو الحياة الأبدية، أي الميراث السماوي وإكليل البر. وكل ذلك الثواب من النعمة على من عمل طويلاً وقاسى التعب الأشد، فالثواب أعظم من أطول الأعمال وأشقها بما لا يقاس.
4) "  لِكَرْمِهِ" يفترض كثيرون من المفسرين أن هذه كانت إشارة إلى شعب إسرائيل. صحيٌح أن الكرمة غالباً ما كانت ترمز إلى إسرائيل في العهد القديم (أش ٥ )( إر ٢ :٢١) ( مت ١٢ :١٠) ( مز ٨٠ :٨ -١٣) ويقول آخرين من المفسريين أنه يبدو أنها ببساطة بيئة المثل وليس لها أي رمزية أساسية ولكن بما أن الكرمة تمثل بنى إسرائيل فكل الذين ماتوا على رجاء القيامة
أي رئيس عائلة، وهو في هذا المثل صاحب كرم يعتني به بواسطة فعلة يستأجرهم يومياً في سوقٍ قرب بيته. فخرج مراراً في النهار واستأجر فعلة وأرسلهم إلى العمل في كرمه. استأجر البعض في أول النهارفى الصاح الباكر ، واستأجر آخرين قبل الغروب بساعة. واتفق مع الفريق الأول على دينار، وهو أجرة الفاعل في اليوم. وبعد الأولين الذين إستأجرهم فى الصباح الباكر إستأجر فى الساعة الثالثة آخرين ولكن لم يتفق معهم على شيء، لكنه وعد أن يعطيهم ما يستحقون فوثقوا بقوله. ولا شك أنهم توقعوا جزءاً من الدينار على قدر الوقت الذي عملوا فيه. ولما ذهب رب الكرم إلى السوق مرة أخرى وجد عمالاً بطالين، فعاتبهم على ذلك، فاعتذروا بأن أحداً لم يطلبهم للعمل.

تفسير (متى 20: 2 ) : فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم ، وارسلهم الى كرمه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  الدعوة للعمل فى الخدمة بكنيسة الرب المقدسة
1) "  فَٱتَّفَقَ مَعَ ٱلْفَعَلَةِ عَلَى دِينَارٍ فِي ٱلْيَوْمِ،" المقصود بالفعلة في هذا المثل خدام الرب بالحق، والعمل فى كرمه فى شتى المجالات مثل : (1)  التبشير (2) التعليم (3) الخدمات الإجتماعية - خدمة الفقراء زيارة المرضى خدمة الغريب (4) الخدمة فى الكنيسة وتنقسم على الخدمة الطقسية ونظافة الكنيسة وإستقبال الشعب وغيرها من العمال
وهنا يتكلم يسوع عن الفعلة سواء دُعوا في العصور الأولى من زمن العالم أم العصور الأخيرة، وسواءٌ دُعوا في أول الحياة أم في آخرها. فلا إشارة في المثل إلى أن أحداً من الفعلة زاد اجتهاداً أو أمانة أو غيرة على الآخر، لأنهم كلهم نالوا الجزاء في آخر النهار لأن صاحب الكرم اعتبرهم أمناء.
هذه المجموعة الأولى من العمال هي المجموعة الوحيدة من الثلاث مجموعات التي دُفع لها لقاء عمل يوٍم كامل وتّم مناقشتها.
2) " عَلَى دِينَارٍ فِي ٱلْيَوْمِ، " دينار هو اللفظ العربي يرجع إلى أصل لاتيني هو ديناريوس "denarius" ومعناه "عشرة" لان هذه العملة كانت تساوي أصلًا عشرة "آسات" رومانية. والدينار عملة رومانية من الفضة وكان وزنها في عصر العهد الجديد ثلاثة جرامات  وكان الدينار الأجر العادي ليوم كامل لجندي أو عامل في الزراعة.  (مت 20: 3) وقيمة الدينار كان مقداراً مالياً كافياً اعلى ضوء استخدامها في القرن الأول الميلادى ليؤّمن الطعام وحاجات الحياة الأخرى ليوٍم واحد للعائلة . وكان على اليهود أن يتعاملوا بهذه العملة عندما كانوا يدفعون جزية لرومة ولهذا استخدم السيد المسيح هذه العملة في الجواب على السؤال الخاص بدفع الجزية لقيصر (مت 22: 19). وصورة النقش على الدينار الذي كان متداولًا في أيام السيد المسيح على الأرض، هى صورة طيباريوس قيصر واسمه وألقابه.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يسمي المسيح نفسه رب بيت لانه تجسد والملكوت البشارة والعملة بني البشر ويسمي الكرم الوصايا التي وضعها وزمان العمل مدة ح ياة هذا العالم ودينار كل يوم هو سيدنا الذي يلذذ العملة في ملكوته . والعملة الذين استأجرهم وقت الصباح هم الذين منذ نشأتهم يبتدون بعمل البر .

تفسير (متى 20: 3 ) : ثم خرج نحو الساعة الثالثة ورأى آخرين قياماً في السوق بطّالين ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلثَّالِثَةِ"

كل الأدلة التى وردت فى  (مت ٢٠ :٣ ,٥ ,٦ ) نشير إلى الوقت في المثل تفترض أن اليوم فى التقويم اليهودى يبدأ (من العشاء لبداية عشاء اليوم التالى ) أى كان يومهم يبدأ في الساعة ٦ بعد الظهر (بالتوقيت الروماني)؛ (تك ١ :٥ ) حتى غروب الشمس فى اليوم التالى بأن اليوم يبدأ الساعة ٦ قبل الظهر  ولذلك ، فإنها كانت الساعة ٩ في الصباح. اليهود
2) " وَرَأَى آخَرِينَ قِيَاماً فِي ٱلسُّوقِ بَطَّالِين" قد يتسائل المرء ما السبب في أن مالك الكرمة كان يحتاج لأن يستأجر كل هذا العدد الكبير من الناس طوال النهار. لقد افترض االمفسرين أن استخدام عمال كثيرين من أجل العنب لكي يُجمع قبل أن ً؛ ولذلك، ذلك كان قمة موسم قطاف العنب وأن السبت كان قريبا فقد كان من الضروري جداً يُتلف.

3) " فِي ٱلسُّوقِ بَطَّالِين " كان العمال يقفون فى مكان بالأسواق منتظرين أحدا يستأجرهم للعمل فى حقله أو بيته ، والسوق هو العالم الذي انتشر فيه بعض اليهود وكانوا بلا وظيفه روحية مثل الذين هاجروا والسبي وغيره والرب  يستمر في تفقد اليهود ودعوتهم وانقاذهم من الضيقات وايضا بعض الامم عن طريق اليهود

تفسير (متى 20: 4 )  : فقال لهم : اذهبوا انتم أيضاً الى الكرم فأعطيكم ما يحق لكم . فمضوا .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لَهُمُ: ٱذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضاً إِلَى ٱلْكَرْمِ فَأُعْطِيَكُمْ مَا يَحِقُّ لَكُمْ. فَمَضَوْا." كان وما زال عمال والفعلة فى الأراضى الزراعية يجتمعون فى مكان واحد ليأتى مالك الأراض ليتفق معهم على العمل باليومية وكان هذا المكان معروفا للجميع ،
تفسير (متى 20: 5 ) : وخرج أيضاً نحو الساعة السادسة والتاسعة وفعل كذلك .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَخَرَجَ أَيْضاً نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ وَٱلتَّاسِعَةِ وَفَعَلَ كَذٰلِكَ. " خرج مالك الكرم ورب البيت ليستأجر عمال لكرمه فى موسم قطف عناقيد الكرم فإختار عمال فى الصباح ولما وجد ان العمل يحتاج لعمال آخرين ذهب وأجر عمال فى الساعة الثالثة ثم أجر عمال فى الساعة السادسة والتاسعة  ومن المرجح أن فئات العمال الذين بداوا عملهم فى منتصف النهار وفى نهايتة العمال الذيىن إختارهم وإستخدمهم المالك كانوا فى أربعة مجموعات (1) فى الصباح (باكر ما بين الساعة  6-  9 بالتوقيت الحالى ) (2) الساعة الثالثة (ما بين الساعة 8- 12 بالتوقيت الحالة )  (3) والساعة السادسة (ما بين الساعة 12- 3) بالتوثيت الحالى) (4) والساعة التاسعة (ما بين الساعة 3- 5 بالتوقيت الحالى) (5) والساعة الحادية عشرة (مابين الساعة 5- 6 بالتوقيت الحالى ومدتها ساعة واحدة مكثوا منتظريين عسى يتحنن المالك  على رجاء ويأتى ليستخدمهم ويعطيهم عملا لم ييأسوا وظلوا منتظرين وكانوا متشوقين للعمل ويحتاجونه وهذا الإنتظار فى مكان إنتظارا لمالك الييت / الأرض حسب لهم المالك فى الأجر فى نهاية اليوم فكان أجرهم دينارا مثلهم مثل الذى عمل من الصباح الباكر
2) "  نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ وَٱلتَّاسِعَةِ وَفَعَلَ كَذٰلِكَ."
اليوم اليهودى يمتد بين العشائين (لا 23: 5)    أى يبدأ اليوم العبرى من غروب الشمس فى يوم حتى غروبها فى اليوم التالى الجدول الجانبى يبين إختلاف بداية اليوم بين التقويم اليهودى والتقويم الرومانى (الجريجورى المستعمل حاليا)  وهو مخصص لصلوات الأجبية ويتقصة الساعة الحادية عشرة والتى تبدأ من الساعة 5- 6 بالتوقيت الحالى

تفسير (متى 20: 6 )  : ثم نحو الحادية عشرة خرج ووجد آخرين قياماً بطّالين ، فقال لهم : لماذا وقفتم ههنا كل النهار بطالين ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1)  "ثُمَّ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشَرَةَ " الساعه الحادية عشر هي ساعة انتهاء النهار اليهودي وهو وقت مجيئ المسيح الاول وتتميم الخلاص وفتح باب الرجاء للامم فذهب يبحث عن الاخرين الامميين
وتعبير بطالين إشارة للأمم وقد صاروا بطالين كآلهتهم الباطلة وإشارة لكل من يسير وراء شهواته وخطاياه فهو بطال إستأجره الشيطان.
وأيضاً تشير الساعات هذه لأن الله يدعو الإنسان في كل مراحل عمره، وحسنا لو إستجاب حتى لو كان في الساعة الحادية عشرة، أماّ لو تكاسل فالثانية عشر تشير للموت فهى تأتى بحلول الظلام ونهاية اليوم أي نهاية العمر. إن الصوت الإلهى لهو موجه للبشرية كلها خلال كل الأيام وكل مراحل العمر. الصوت الإلهى لا يتوقف ما دام الوقت يُدعى اليوم (عب 13:3). ولكن إذا كان المثل يُفهم منه أن الله يقبل أصحاب الساعة الحادية عشرة، فهذا لا يعنى أن نؤجل توبتنا لسن الشيخوخة فمن يعلم متى تكون نهاية عمره، الساعة الحادية عشرة هي التي تسبق الموت مباشرة ولا تعنى سن الشيخوخة. وأيضاً لماذا نؤجل التوبة وفيها أفراح وتعزيات.
وبدأ يعطيهم بشارة الخلاص وتوضيح احقيتهم للخلاص فقالوا

2) " خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ قِيَاماً بَطَّالِينَ، فَقَالَ لَـهُمْ: لِمَاذَا وَقَفْتُمْ هٰهُنَا كُلَّ ٱلنَّهَارِ بَطَّالِينَ؟ " لم  يوبّخ مالك الكرمة كان هؤلاء العمال على عدم عملهم طوال النهار، في الواقع أنه وجد ببساطة بضعة عمال لم يتم استئجارهم من قبل . ليس من إشارة هنا إلى أن هؤلاء كانوا عمالاً كسالى أو لا مبالين، بل عمال لم يكونوا قادرين على أن يجدوا عملاً (مت ٢٠ :٧ ) لذلك النهار ولم يستأجرهم أحدا ،  بطالين  إشارة للأمم الوثنية وقد صار من يدين بديانتها بطالين كآلهتهم الباطلة التى دعت للفجور والخطايا إشارة لكل من يسير وراء شهواته وخطاياه فهو بطال استأجره الشيطان.

 تفسير ( متى 20: 7 ) : قالوا له : لأنه لم يستأجرنا احد . قال لهم : اذهبوا انتم ايضاً الى الكرم فتأخذوا ما يحقّ لكم .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  1) " قَالُوا لَهُ: لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَدٌ. قَالَ لَـهُمُ: ٱذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضاً إِلَى ٱلْكَرْمِ فَتَأْخُذُوا مَا يَحِقُّ لَكُمْ"
الانتظار صعبا جدا، لأنه يحتاج إلى الصبر، والصبر فضيلة نادرة  وهؤلاء الفعلة يريدون أن يعملوا والوا لم يستاجرنا احد اي ما كانوا ممتنعين عن العمل، بل لم يستأجرهم أحد فهم ليسوا معاندين ولا مقاومين لله بل لم تصلهم دعوة الرب ،  أو لم يفهموها. هم كانوا راغبين في العمل وليسوا متكاسلين.  بل صبروا ووقفوا منتظرين أن يتحنن عليهم مالك الكرم وياتى وقبل نهاية النهار بساعة واحدة فقط وقبل إنتهاء بوم العمل اليومى وقبل ان يسدل الظلام خيوطه على الأرض جائهم يسوع يطلب منهم أن يعملوا فى كرمه وذهبوا معه ليريهم ماذا يفعلون ولسان حالهم يقول (مز 40: 1)  انتظارا انتظرت الرب، فمال إلي وسمع صراخي، "

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
العملة الذين استأجرهم في الساعة الثالثة هم الذين يتتلمذون في الشبيبة وعملة الساعة السادسة هم البالغين . وعملة التاسعة هم منتصفوا الاعمار وعملة الحادية عشرة هم الشيوخ . وهناك شرح آخر مؤداه ان عملة الصباح هم آدم وشيت وغيرهما . وفعلة الثالثة الذين جاءوا بعدد الطوفان كابرهيم واسحق ويعقوب وعملة الساعة السادسة هم موسى وهارون ويشوع والانبياء الى سيدنا . وفعلة التاسعة هم الاثنا عشر رسولاً والاثنان والسبعون مبشراً وغيرهم من الذين آمنوا به من ميلاده الى صلبوته . وفعلة الحادية عشرة هو لص اليمين ومن تبعه من فاعلي البر الى الآخرة مثل الشهداء والمعترفين . ثم شرح آخر مفاده ان الكرم كناية عن المؤمنين . والرجل عن الله والعملة عن الناس الفضلاء . والصباح عن بدء البشارة . والشرط مع الفعلة عن مدة الحياة . والارسال الى الكرم عن الخدمة المعينة لكل واحد . واليوم عن زمن مجيئه في الآخرة . وفعلة الصباح عن الذين آمنوا في زمن وجود ربنا بالجسد على الارض . وفعلة الثالثة عن الذين آمنوا بعدد صعوده . وفعلة الساعة السادسة والتاسعة عن الذين آمنوا جيلاً بعدد الجيل . وفعلة الحادية عشرة هم الذين سوف يؤمنون في آخر العالم .
 (متى 20: 8 ) : فلما كان المساء قال رب الكرم لوكيله ، ادع العملة واعطهم الاجرة مبتدئاً من الآخرين الى الاولين .

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " لَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ " يبدا اليوم من غروب شمس يوم لغروبها اليوم التالى أى فى نهاية اليوم التالى أى فة مساء ليوم التالى وفترة بداية هذا المثل فى الصباح الباكر حيث بدا  ب البيت وملك الكرم فى إختيار الفعلة ليقومون بقطف العناقيد من كرمه وإنتهى العمل فى بعد غروب الشمس أى فى المساء بعد الساعة السادسة بالتوقيت الحالى وهو نهاية يوم عمل وقت انصراف الفعلة. وويقصد بالمساء  يوم الدينونة لأنه نهاية العالم (ورؤيا ٢٠: ١١، ١٢) ثم رايت عرشا عظيما ابيض، والجالس عليه، الذي من وجهه هربت الارض والسماء، ولم يوجد لهما موضع! 12 ورايت الاموات صغارا وكبارا واقفين امام الله، وانفتحت اسفار، وانفتح سفر اخر هو سفر الحياة، ودين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم"  ويفسر أيضا بأنه يراد به نهاية عمر كل إنسان.
2) "  قَالَ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: "  و أمر مالك الكرم لهم بالأجرة في نهاية يوم العمل وفقاً لشريعة موسى (لاويين ١٩: ١٣ وتثنية ٢٤: ١٥). وذلك يدل على عدل رب الكرم وحنوه.
3) " ٱدْعُ ٱلْفَعَلَةَ وَأَعْطِهِمُ ٱلأُجْرَة" ويعتقد كثير من المفسرين أن الوكيل الروحي المقصود به أحداً فهو الرب يسوع المسيح، الذي هو وكيل بيت الرب أي الكنيسة ورئيس كهنته ، وهو الذي يوزع الثواب (متّى ١١: ٢٧ ويوحنا ٥: ٢٧ وعبرانيين ٣: ٦). .
4) " مُبْتَدِئاً مِنَ ٱلآخِرِينَ "
والأمر الغريب أنه بدأ من الاخرين فعله الذين إستأجرهم الساعة الحادية العشرة وهم التلاميذ والرسل والقديسين الذين دعاهم المسيح اخرا وحملوا البشاره لبقية العالم  حقَّ له أن يفعل ذلك. ولا فرق للفعلة سواء ابتدأ منهم أو من الأولين، لكنه ذكر هذا الترتيب إتماماً للمقصود من المثل، ليعرف الفعلة كلهم مساواتهم في الأجرة. فلو أعطى الأولين أولاً لانصرفوا ولم يعرفوا كم أخذ الآخِرون. ولا معنى روحي لابتداء الإعطاء من الآخرين، فلا قصد منه سوى المطابقة لقوله «الأولون آخِرون والآخِرون أولون»
****
فيما يلى نقل من موقع هولى بايبل / د. غالى [والبعض قسم المراحل الي الاتي لقد نزل إلينا في الصباح الباكر للبشريّة عندما بدأ التاريخ الإنساني بخليقته آدم، الذي أقامه ليعمل في الجنّة، وكان يأمل فيه أن يحمل على الدوام صورته ومثاله، يسيطر على حيوانات البرّيّة وطيور السماء وأسماك البحر (تك 1: 28)، لكنّ سرعان ما خرج هزيلاً يحني ظهره للعصيان، فقد سلطانه على أفكاره وأحاسيسه وعواطفه وكل جسده! ولم يتركه الرب هزيلاً مختفيًا وراء أوراق التين التي تجف فتفضحه، بل قدّم له الثوب الجلدي ليستر جسده، ويقدّمه له خلال الوعد بذبيحته المقدّسة لستر حياته الداخليّة.
ونحو الساعة الثالثة عندما بدأ تاريخ البشريّة من جديد، وذلك خلال فلك نوح ومعموديّته بالطوفان الإلهي، نزل الرب يطلب له فعَلَة يعملون في كرمه، مقيمًا ميثاقًا مع نوح ومع نسله من بعده (تك 9: 8).
ونحو الساعة السادسة، إذ بدأت البشريّة المؤمنة تاريخًا جديدًا خلال أب المؤمنين إبراهيم، نزل إليها الرب ليقطع عهدًا معها في شخص إبراهيم ليجعله أبًا لجمهور من الأمم (تك17 : 4-8)، ووضع له علامة العهد في جسد كل ذكر من نسله خلال الختان، فظهر فعَلَة جبابرة من الآباء مثل اسحق ويعقوب.
وفي نحو الساعة التاسعة أيضًا عندما تسلّمت البشريّة المؤمنة الناموس المكتوب بإصبع الله على جبل سيناء على يدي موسى، طلب الله فعَلَة له، هم أنبياء العهد القديم الذين يعملون لحساب ملكوته.
أخيرًا في وقت الساعة الحادية عشرة، أي الساعة الأخيرة (1 يو 1: 28)، في ملء الزمان نزل الرب متجسّدًا لكي يجمعنا نحن الذين كنّا بطّالين طول النهار، ضمّنا من الأمم التي لم تكن تعرف الله كل أيامها، كما من السوق لم يستأجرها أحد من قبل، ودخل بنا إلى كرْمه الإلهي لنعمل بروحه القدّوس لحساب ملكوته السماوي.
مع ملاحظة ايضا ان لو طبقنا الكلام عن الانسان فالرب يدعوا الانسان في كل مراحل عمره في الطفوله والشباب والرجوله حتي الشيخوخة
 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
 يراد بالمساء انتهاء العالم الذي به تكون القيامة العامة وبالوكيل عددل الله تعالى الذي يجازي كل واحد حسب اعماله وبالاجرة والدينار مكافأة الابرار في الملكوت . ثم ان المسيح يأمر باعطاء الاجرة مبتدئاً من الآخرين اولاً لصعوبة الأزمنة الاخيرة كقوله تأتي أيام صعبة ( 2 تي 3 : 1 ) . وثانياً لان المدعوين في الاخير يبقون أحياء دون ان يذوقوا الموت كقول بولس ( 1 تس 4 : 15 ) وثم لانه لا حسد في جهنم ولا تعمل عجائب في الازمنة الاخيرة كما كان في الازمنة الاولى .
تفسير (متى 20: 9 ) : فجاء اصحاب الساعة الحادية عشرة وأخذوا ديناراً ديناراً .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَجَاءَ أَصْحَابُ ٱلسَّاعَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشَرَةَ  " بدأ صاحب الكرم يعطى أجر فعلة ساعة الحادية العشرة بالتوقيت العبرى وهى تساوى ساعة واحدة فقط فى توقيتنا الحالى (من الساعة 5- 6 مساء) الذين قاموا بالعمل ساعة واحدة فقط ـ
2) " وَأَخَذُوا دِينَاراً دِينَاراً." وأعطى كل واحد دينارا وهو أجر عمل يوم واحد مع انه لم يتفق معهم على لأعطائهم أجر يوم كامل وكان رحيما معهم .. دِينَاراً دِينَاراً إن مساواة رب الكرم فعلته في الأجرة عدل للكل، ورحمة للبعض لأن الدينار يكفى عائلة فى الوفاء ب؛تياجاتها اليومى . وإذا نظرنا إلى معاملته الكل رأينا الرحمة، لأن كل ما أعطاه الفعلة هو أكثر مما استحقوه. ولعل علة إعطاء رب الكرم من عملوا قليلاً أجرة نهار تامة شفقة عليهم، لمعرفته أن عائلاتهم محتاجون ولا يفكيهم أقل من دينار، وأنهم لم يتوقفوا عن العمل بعض النهار عمداً، فلا ذنب عليهم.
كنيسة الامم اخذوا الدينار وهو ميثاق التعاهد اي ميثاق الخلاص فى العهد الجديد لم يتعاقد الرب معهم على هذا الدينار ولكن فقط "قال لهم ان امنتوا ترون مجد الله" (يو 11:40)  لانه تعاقد علي دينار مكافأة العهد الجديد الذى هو الخلاص  اي يخلص فكنيسة الامم نالوا نعمة الخلاص والدينار يحمل صورة الملك او الامبراطور فمن يحمل صورة ملك الملوك ورب الارباب ينال الخلاص
 تفسير (متى 20: 10 )  : فلما جاء الاولون ظنوا انهم يأخذون اكثر . فاخذوا هم ايضاً ديناراً ديناراً .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَلَمَّا جَاءَ ٱلأَوَّلُونَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ أَكْثَرَ. فَأَخَذُوا هُمْ أَيْضاً دِينَاراً دِينَاراً" اي لما جاءوا ليأخذوا أجرتهم أى عندما بدأوا يدخلون الملكوت ورأوا الذين عملوا ساعة واحده نالوا الخلاص ايضا لانهم رقدوا علي الرجاء واليهود ايضا الذين امنوا بالمسيح نالوا الخلاص ظنوا أنهم سينالون شيئا آخر وليس بنفس المقدار الذى نالوه الذين عملوا ساعة واحدة

تفسير (متى 20: 11 )  : وفيما هم يأخذون تذمروا على رب البيت .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  (رومية ٣: ٢٤، ٢٧) متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح،  27  فاين الافتخار؟ قد انتفى. باي ناموس؟ ابناموس الاعمال؟ كلا. بل بناموس الايمان. "
1) "  وَفِيمَا هُمْ يَأْخُذُونَ"
والرب ليس عنده إلا ملكوتا واحدا وهذا هو معنى دينار واحدا لكل من يعمل فى خمته أما المعنى الروحي للمساواة في الأجرة هو أن الرب يهب الحياة الأبدية لكل خدامه الأمناء ، ألإيمان وتنفيذ وصايا وتعاليم يسوع وخدمة الرب هما الدينار تصريح  الدخول بوابة ملكوت السموات والفوز بالحياة الأبدية فيها ولكن فى داخل الملكوت هناك التلاميذ من سيجلس على كراسى ليدين أسباط إسرائيل الإثنى عشر وهناك من سيأخذ مائة ضعف وهناك منازل كثيرة  (يو 14: 2)  في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلت لكم. أنا أمضي لأعد لكم مكانا، "  ولا يهب الرب لأحد  أقل من دينار الذى هو الملكوت والحياة الأبدية فيه  مهما كانت خدمته قصيرة على الأرض. فالخلاص طريق جميع المؤمنين، وهذا هبة نعمته، فإنه فتح باب السماء للص الذي آمن ساعة موته كما فتحه لسمعان الشيخ الذي انتظر تعزية إسرائيل زماناً (لوقا ٢: ٢٩). وهو يفتحه للمؤمن الذي يموت اليوم كما فتحه لإبراهيم خليله.
2) "  تَذَمَّرُوا عَلَى رَبِّ ٱلْبَيْتِ"  تذمر اليهود فى الكنيسة الأولى علي قبول الامم للخلاص وتذمر الأخ الأكبر للإبن الضال . وهذا التذمر راجع للحسد والطمع فى المكانة ونتذكر مما نقرأه عن "إبنا الرعد" وهما إبنا زبدى ان التلميذين هما الاخوان يعقوب ويوحنا،‏ ابنا زبدي وسالومة.‏ من المرجح ان سالومة هي اخت مريم،‏ ام يسوع.‏ وبهذا يكون يعقوب ويوحنا ابني خالة يسوع،‏ ولربما نشأت بين هؤلاء الثلاثة صداقة متينة وهم يكبرون معا.‏ وهما من اوائل الذين اختارهم يسوع اتباعا له.‏ وما ان دعاهما للانضمام اليه حتى تركا مهنة الصيد وتبعاه.‏ واختار
هم  يسوع  يعقوب ويوحنا ليكونوامن الـ ١٢ تلميذا ليكونوا رسلا له فقبل ان يموت يسوع بفترة قصيرة،‏ ارسلا أمهما اليه لتقول له:‏ (مت 20: 21) «قل ان يجلس ابناي هذان،‏ واحد عن يمينك والآخر عن يسارك،‏ في ملكوتك» وكان التلاميذ يناقشون بعضهم حول من هو الأعظم بينهم وتذمر شعب إسرائيل على الرب كثيرا البرية ، وكان المفروض أن يفرحوا لخلاص الكثيرين ويفرحوا بلطف سيدهم ورحمته إذ أنعم على الآخرين بالملكوت،  وكان لهم الحق أن يتذمروا لو أعطاهم أقل من الأجرة المتفق عليها. ولكنهم تذمروا من المساواة مع الفعلة الآخرين الذين لم يعملوا مثلهم طول اليوم بل عملوا ساعات أقل منهم ، ولكن رأى ساحب الكرم أن الدينار هو أجره يكفى ليسد إحتياجات حياة اسرة ليوم واحد ورأى أيضا يسوع أن ملكوت الموات هو أجرة الحياة الأبدية وهنا عدل تام. إذا كان الدينار كافى للحياة الأرضية فإن ملكوت السموات والحياة الأبدية فيها كتفية أيضا لمن يخدم فى كرم يسوع ولو ساعة واحدة فلا يةجد عند يسوع ألا حياة أبدية ولا توجد أقل منها فى ملكوت السموات فلم يتذمروا إلا بسبب حسدهم للذين شفق عليهم رب الكرم بأن أعطاهم أجرة نهار كامل على عمل جزء منه. فاحتمال المتذمرين ثقل النهار وحره هو ما توقعوه عند الاتفاق فأخذوا جزاءه.

 تفسير (متى 20: 12) : قائلين : هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة ، وقد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل التهار والحرّ !

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " قَائِلِينَ: هٰؤُلاَءِ ٱلآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً، » " بدأت الكنيسة الولى بشعب من اليهود ثم إنضم الأمم إليهم وإعتنقوا المسيحية وكان اليهود كانوا يطلقون علي كنيسة الامم إسم "الاخرون" ومنذ زمن الكنيسه الاولي كانوا يعتقدون أنهم يجب أن تكون لهم الرياسة والمناصب الأرضية الدينية وكثيرين يعتقدون أنهم يستحقون مكانا او منصبا أرضيا وآخر سمائيا نتيجة لتعبه فى نشر الإنجيل  (1كو 9: 16)  لأنه إن كنت أبشر فليس لي فخر، إذ الضرورة موضوعة علي، فويل لي إن كنت لا أبشر. "
2) " وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا " وعندما قالوا ساويتهم هذا يعنى أمرين أنهم حسدوا الآخريين لأتعنم نالوا الملكوت مثلما نالوا هم والأمر الثانى أنهم تمردوا على حكم مالك الكرم وقضاءه أى على حكم مالك السماوات والأرض وعلى ملكه وكيفيه صرف أمواله
3) " نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱحْتَمَلْنَا ثِقَلَ ٱلنَّهَارِ وَٱلْحَرَّ!"
 احتملوا العهد القديم عهد الجهاد وعهد الامم كان عهد النعمه وحروب عدو الخير كانت اقل وتعبير احتملنا ثقل النهار اي كانوا يعملونه بروح العبودية فلم يشعروا بأى تعزية، بل شعروا بثقل النهار وحره.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يراد بالساعة قصر الزمان او آخر ساعة من حياة الانسان أوشهر او يوم كما وقع للص ولمريم الخاطية الذين تبررا في ساعة واحدة ويراد بالمساواة في الاجرة دخول جميع المؤمنين الى الملكوت لا المساواة في المكافاة لان كل واحد سيجازى حسب اعماله . وقول الاولين “ اننا حملنا ثقل النهار وحره “ يشير الى الاتعاب والشرور الكثيرة التي احتملوها من اليهود . ولسائل يسأل لماذا لم يستاجر الجميع معاً . فنجيب ان المسيح استاجر الجميع معاً فان لم يسمعوا معاً فالعلة في اختلاف ارادتهم . ثم نقول انه دعاهم في خمسة أوقات ولان الانسان ذو خمس حواس ولانه يتدرج في خمسة أدوار وهي الطفولة والصبوة والشبيبة والكهولة والشيخوخة . ولان التوراة خمسة اسفار ولان عهود الله لبني البشر عن ابنه الحبيب كانت مع آدم ونوح وابرهيم وموسى وداود . كقول الرسول بولس ان ليس مكان لعهد آخر لان العالم بلغ الى المنتهى .

 تفسير (متى 20: 13 )  : فاجاب وقال لواحد منهم : يا صاحب ، ما ظلمتك ! أما اتّفقت معي على دينار ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: يَا صَاحِبُ " المتذمرون هنا كالأخ الأكبر الذى تذمر من أبيه لأنه سامح أخيه ورحمه على أخطاءه في مثل الابن الضال (لوقا ١٥: ٣١). وأجاب رب الكرم أحدهم لقائد مجموعة الفعلة الذين عملوا من الصباح حتى نهاية اليوم والمتكلم عن الباقين، وكان يكلمه بدون غضب وبرهن له أنه لم يظلم أحداً منهم، فماله له، وله أن يتصرف به كما شاء إذا لم يظلم أحداً. فإن شاء أن يعطي بعض الناس كل ماله  فلا حق لأحد أن يتذمر علي تصرفاته خاصة أنه المالك . فأي حق للأجير الذي أخذ كل أجرته أن يتذمر على مستأجره إن تصدق على أحد غيره؟ أى فإذا كان فعلة اليوم الكامل أخذوا أجورهم دينارا ورأوا مالك الكرم يعطى صدقة دينارا لمتسولا أو فقيرا لم يعمل عنده إطلاقا  فهل كانوا يتذمرون؟ لقد فعل صاحب الكرم العدل مع فعلة كرمه وفعل رحمة مع آخريين و جميع الفعلة هم فى الحقيقة خليقته وهو الخزاف (رومية ٩: ٢١) ام ليس للخزاف سلطان على الطين، ان يصنع من كتلة واحدة اناء للكرامة واخر للهوان؟"و (تثنية ١٥: ٩ ) احترز من ان يكون مع قلبك كلام لئيم قائلا قد قربت السنة السابعة سنة الابراء وتسوء عينك باخيك الفقير ولا تعطيه فيصرخ عليك الى الرب فتكون عليك خطية.
2) " يَا صَاحِب" تعنى كلمة صاحب معنيين : أ. المرافق أى الصديق , الزميل وقال المسيح هذه الكلمة "يا صاحب" ليهوذا الإسخريوطى حينما قاد جنود الهيكل ليقبضوا عليه فى بستان جسثيمانى (مت 26: 50)  ب. صاحِبُ الشَّيء : مالكه صاحب الدَّار ، وفى هذا المثل يعنى صاحب الكرم أى مالكة (مت 20: 8) (مت 21: 50) ( مر 12: 9) أو صاحب الفندق فى مثل السامرى الصالح (لو 10: 35) .. ووردت كلمة صاحب في الكتاب المقدس عند مخاطبة الأعلى للأدنى.
3) " مَا ظَلَمْتُك  أما اتّفقت معي على دينار؟ " كذلك يعامل الله كل البشر بالعدل مع البعض والرحمة مع الآخر وأحيانا بالعدل والرحمة معا 

(متى 20: 14 ) : فخذ الذي لك وأذهب ، فاني اريد ان اعطي هذا الآخير مثلك .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) "فَخُذِ ٱلَّذِي لَكَ وَٱذْهَبْ " الظاهر من ذلك أن المتذمرين أبوا أن يأخذوا الأجرة المتفق عليها ولم يريدوا أن يذهبوا
2)  "فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ هٰذَا ٱلأَخِيرَ مِثْلَكَ."  إرادة الرب تظهر من قوله فى (هو 6: 6) "اني اريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة الله اكثر من محرقات." و(مت 9: 13) فاذهبوا وتعلموا ما هو: اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة».(مت 12: 7) فلو علمتم ما هو: اني اريد رحمة لا ذبيحة لما حكمتم على الابرياء!"
وفى معجزة إشباع الجموع من خمسة خبزات وسمكتين تحنن يسوع على الجمع حتى لا يخوروا فى الطريق وظهرت رحمته ومحبته فى هذا المثل للفعلة الذين عملوا جزءا من النهار وأعطاهم دينارا وهو قيمة تكفى لمعيشة عائلة فى اليوم ( مت 15: 32) واما يسوع فدعا تلاميذه وقال: «اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي وليس لهم ما ياكلون. ولست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق»
فالديان يمثله صاحب الكرم الوازن للامور هو الرب وهو علم ان الفعلة الذين انتظروه طول النهار فى السوق وكانوا بطالين ولم يفقدوا الرجاء ومكثوا  لعل صاحب الكرم يرجع ويحتاج لفعلة أكثر ليعملوا فى كرمه  وكانوا يشتاقون للعمل وهذا تعب نفسي يوازي التعب الجسدي الذي عمله اليهود بل اليهودي كان له رجاء لتعبه وكان يجب عليه ان لا يشعر بالوقت لاجل انتظاره المكافئة ويكون فرحا وسعيدا لأنه يفعل ما أمر به الرب من وصايا وتعاليم وفى داخل كرمه وفى حمايته اما الذي كان في السوق بدون عمل الي قرب انتهاء النهار كان اكثر تالم لانه بلا رجاء وكان الوقت يمر عليه ثقيلا جدا ولكن لم يفهم فعلة طول النهار هذه الامور لان نظرتهم السطحية للأمور محدوده اما الرب فهو الكامل كلي العدل وكلي الرحمه فاحص القلوب والكلي

(متى 20: 15 ) : او ما يحلّ لي ان أفعل ما أريد بما لي ؟ ام عينك شريرة لاني انا صالح ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  " أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَالِي؟" تعدى هؤلاء الفعلة الحدود لأنهم كانوا مع الرب فى كرمه طول النهار وكان الرب يكرمهم فطمعوا فى أن يعطيهم من ماله أكثر من الفعلة الاخرين وحسبوا أنفسهم  قضاه ويحكمون لمصلحتهم بل هناك إتهام خفى بالظلم لأنهم قالوا تحملنا ثقل النهار وحره ولم يعرفوا أنه مع الدينار بركة دخول ملكوت السموات ونوال الحياة الأبدية
3) " أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ ؟" إشارة لحسدهم. ( سيراخ 14: 10) "العين الشريرة تحسد على الخبز، وعلى مائدتها تكون في عوز"  (سيراخ 31: 14)"العين الشريرة سوء عظيم"
ولاحظ أن تذمرهم معناه أنه لم تكن لهم محبة لإخوتهم الفعلة الآخرين  يجدوا لذة في العمل لحساب الله بل هم عملوا فقط لأجل الأجر. وكان هذا هو منطلق التفكير اليهودى والفريسى، ومن يتشبه بهم حتى الآن، أن هؤلاء يعملون ويخدمون الله ويطلبون الأجر المادى ويحسدون من يكافأه الله ويعطيه أكثر منهم، وهذا راجع لحب الذات. هؤلاء لا يرجع تذمرهم لحرمانهم من شىء وإنما يرجع للخير الذي ناله الغير. ولا يحسبون الام الغير التي كانت بطريقه اخري وليس التعب الجسدي فقط  (متّى ٦: ٢٣) وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما فان كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون! "
4) " لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ "  ويظهر صاحب الكرم هنا بلقب المسيح وقال عن نفسه "أنى أنا صالح"  وهو هنا بالمقارنه مع فعلة طول النهار ذو عين شريرة أما هو "اَلصَّالِحُ الْعَيْنِ هُوَ يُبَارَكُ، لأَنَّهُ يُعْطِي مِنْ خُبْزِهِ لِلْفَقِيرِ" (سفر الأمثال 22: 9)

(متى 20: 16 ) : هكذا يكون الآخرون اولين والاولون آخرين ، لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون “ .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " هٰكَذَا يَكُونُ ٱلآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَٱلأَوَّلُونَ آخِرِينَ،"  هذا الجزء من ألآية تكرار لما ورد في (متّى ١٩: ٣٠ ) ولكن كثيرون اولون يكونون اخرين واخرون اولين». وجاءت الكلمات عكس ترتيب الكلمات بسبب معاملة رب الكرم للفعلة فتعامل مع الآخرين قبل الأولين . ومعناه أن قضاء الرب في السماء ليس كقضاء الإنسان على الأرض، فكثيرون ممن يحسبهم الناس في الدنيا آخِرين في القداسة يحسبهم الرب في الآخرة أولين، لأن الناس ينظرون إلى الظاهر والرب ينظر إلى الباطن. ويظهر هذا فى مثل الفريسى والعشار وهذا توبيخ على الكبرياء ومثال في التواضع لبطرس الذين كانوا أخرين فأعطاهم الرب ليجلسوا على الكراسى القضاة ليدينوا أسباط إسرائيل الإثنى عشر  وأما الأولين الذين إعتنقوا المسيحية فى الكنيسة الأولى من اليهود ظنوا أنهم يستحقون الامتياز على المؤمنين من الأمم، لأنهم من شعب الرب الخاص المختار أصلاً. وهو كذلك المسيحي كل عصر يظنون أنهم أولى بنعمة الرب من غيرهم لدخولهم خدمته في أول حياتهم، أو لرتبة بلغوها في الكنيسة، أو لزيادة أتعابهم ومشقاتهم في سبيل المسيح. وهو مثل لكل إنسان في التواضع الذي يكون بدونه الأولون آخِرين، وبه يصير الآخِرون أولين.
فالخلاص من النعمة هى هبة إلهية لا فضل لعملنا لنوالها ، والافتخار بالبر الذاتي يجعل الأولين في كنيسة المسيح آخِرين. فلا يعتبر المسيح طول المدة التي يخدمه عبيده فيها، بل يعتبر كيفية الخدمة. فربما خدمهُ واحد في يوم أكثر مما يخدمه غيره في سنين.
2) " كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُون"   هذا الجزء من ألآية تكرار لما ورد في ( مت ٢٢: ١٤ ) لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون" نستدل ونستنتج من هذه الآية على أن المدعوين والمنتخبين هنا مسيحيون حقيقيون. وصرح المسيح بذلك أن كثيرين من الناس يدعون لخدمته فيؤمنون به ويصيرون أعضاء في كنيسته وخدام وكهنة ، ولكن لقلة مواهبهم واجتهادهم لا يشتهرون بين المسيحيين. ولكن بعض هؤلاء وهم قليلون يُنتخبون فيكونون بمجرد مشيئة الرب ويعطيهم الرب مواهب الروح القدس  رسلاً أو معلمين أو غير ذلك من موظفي الكنيسة.
إن كثيرين يتبعون المسيح ولكن قليلين يخدمونه بالتواضع حباً له لا رغبة في الأجرة أو السلطة أو مظهره ، فيستحقون أن يُرفعوا على غيرهم. أو أن قليلين يقبلون الروح القدس قبولاً وافراً ليشتهروا بالقداسة وقيادة المؤمنين فى طريق الفضيلة للسماء .  أن الحياة الأبدية هبة يتساوى بها جميع المؤمنين.
أخطاء يقع فيها المفسرون عند شرح هذا المثل "

الخطأ الأول : أننا نستنتج أن الخلاص بالأعمال فقط بدعوى أن الفعلة الذين عملوا النهار كله أخذوا أجرهم بعملهم. إنما بالإيمان والأعمال العمال وافقوا المالك على الذهاب للعمل فى كرمه وهذا يسمى إيمان وعندما يحدد لهم المالك كيفية العمل فهذا يسمى فضائل الإيمان يسير عليها المؤمن من إتضاع ومحبة .. ألخ أما العمل ذاته فمكون من الصلاة وهى العلاقة بين العامل وصاحب الكرم والتبشير والمعاملة بين العامل ورفقاؤة تسمى خدمة المؤمنين فى داخل الكنيسة من زيارة المرضى والصدقة للمعوزيين وغيرها من الخدمات الإجتماعية ،هذا حسب اعمال الايمان تكون المكافئة (أيوب 34: 11) لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ، وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. (المزامير 62: 12) وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ، لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ.(متى 16: 27) فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ." (2كورنثوس 5: 10) لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا." (رؤ20: 12 وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ، وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. "  أما نوال الحياة الأبدية فهى لا تكون أجرا لعمل لأنها هبة من نعمة الرب لكل رجل وامرأة وولد، لا أجرة. إن الناس يستأجرون فعلة، ولكن الله لا يستأجر الناس ليكونوا مسيحيين. قال المسيح كذلك أنتم أيضاً متّى فعلتم كل ما أُمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالن (لوقا ١٧: ١٠).
الخطأ الثاني
: لا يوجد تفاوت في دخول ملكوت السموات ونوال الحياة الأبدية كل فاعل أخذ ديناراً. أما درجات المجد في السماء فهذا يعطية الرب (1كورنثوس 15: 41) مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ." ، وإن لم يُشر إليه هنا، وهو واضح في أماكن كثيرة في الكتاب. (ومن ذلك متّى ٢٥: ١٤ - ٣٠ ولوقا ١٩: ١٢ - ١٩ و١كورنثوس ١٥: ٤١). نعم إن هبة الحياة الأبدية واحدة لكل المختارين، ولكن ليس كل مؤمن يقبل من ملء النعمة كالآخر.
الخطأ الثالث
: أن نستنتج أن القديسين في السماء يحسدون بعضهم بعضاً أو يتذمرون على الرب بدعوى أن فعلة الكرم تذمروا على ربه. وهو إستنتاج مستحيل لإظهار، فالحسد يظهر رداءة البر الذاتي وحب الرئاسة. كل إنسان دخل الملكوت معناه أنه فاز بالجعالة أى بالسباق بنعمة الرب وأنه حمل نير الرب بقوة الرب
الخطأ الرابع
: أن يستنتج  المفسرين أنه يمكن تأخير التوبة إلى أواخر العمر، بدعوى أن الفعلة الذين استؤجروا في الساعة الحادية عشرة نالوا أجرة مساوية لغيرهم. فإن أصحاب الساعة الحادية عشرة كان لهم عذر كافٍ وهو أنه لم يستأجرهم أحد. فلو رفضوا أن يعملوا قبلاً لم يقبلهم صاحب الكرم أخيراً. ولا يعرف أحدا متى ينتهى نهار حياته .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
حسب ظني ان اليهود كانوا اولين وشعباً مختاراً ولكنهم لما لم يؤمنوا بالانجيل صاروا آخرين . والآخرون الذين صاروا اولين هم الشعوب الذين رجعوا من الضلالة وأمنوا بالانجيل فصاروا اولين . وقد ضرب هذا المثل تشويقاً وتشجيعاً للذين هم في الشيخوخة ليقبلوا الى الصلاح . ولكي لا يظنوا انهم ينقصهم شيء يشجعهم بانهم سيتنعمون مع الاولين في الملكوت حيث لا حسد ولا غيرة .
 

تفسير انجيل متى الاصحاح العشرون

 يسوع ينبئ مرة ثالثة بموته (متى 20: 17- 19)

يسوع ينبئ مرة ثالثة بموته  

تكررت هذه الآيات فى  (مر 32:10-34) وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم ويتقدمهم يسوع وكانوا يتحيرون وفيما هم يتبعون كانوا يخافون فاخذ الاثني عشر أيضًا وأبتدأ يقول لهم عما سيحدث له. ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة ويحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم. فيهزاون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم."
و(لو31:18-34)واخذ الاثني عشر وقال لهم ها نحن صاعدون إلى أورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان. لأنه يسلم إلى الأمم ويستهزأ به ويشتم ويتفل عليه. ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم. وأما هم فلم يفهموا من ذلك شيئًا وكان هذا الأمر مخفى عنهم ولم يعلموا ما قيل


(متى 20: 17 ) : وفيما كان يسوع صاعداً الى اورشليم اخذ الاثني عشر تلميذاً على انفراد في الطريق وقال لهم  :

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) "  وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ " صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيم أى من منطقة سفلى وبصعد لأورشليم حيث تقع فوق تلال عالية ويتفاوت ارتفاع المدينة فوق سطح البحر بين 2350 قدمًا إلى 2850 قدمًا ليحضر عيد الفصح ويقدم نفسه ذبيحة لفداء العالم. وذكر متّى ابتداءَ سفره من الجليل إلى أورشليم أ (متّى ١٩: ١) وإستغرقت هذه الرحلة التبشيرية الأخيرة حوالى ستة أشهر في الطريق وهو في بلاد بيرية ومن بيرية فى الأردن إلى بيت عبره فى شرق نهر الأردن ثم عبر النهر إلى أريحا ثم إلى أورشليم . وهذه المحادثة بينه وبين تلاميذه كان قرب نهاية الرحلة التبشيرية / الكرازية له . ويعتقد أنهم كانوا حينئذٍ قرب أريحا.
2)    وبالإنجيل إشارات عديدة فى ذهاب يسوع إلى أورشليم وعلاقته بها فى أقواله التي طبعت بطابعها صعود يسوع إليها. في (لو 9: 51 )  " ثبت وجهه لينطلق الى اورشليم " صمَّم أن ينطلق إلى أورشليم. في آ (لو 9: 53) "وجهه كان متجها نحو اورشليم " وفى مثل السامرى الصالح بدأ بقصة يهودى وثع بين لصوص وفي (لو 10: 30) "انسان كان نازلا من اورشليم "  رجل منحدر من أورشليم.(لو 13: 4)  "الساكنين في اورشليم " (لو 13: 22، 33، 34) ويسافر نحو اورشليم .. لا يمكن ان يهلك نبي خارجا عن اورشليم .. يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها (لو 17: 11) وفي ذهابه الى اورشليم  (  18: 31) ها نحن صاعدون إلى أورشليم، (لو 19: 11) كان قد اقترب من أورشليم).
2) " أَخَذَ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذاً عَلَى ٱنْفِرَادٍ فِي ٱلطَّرِيقِ وَقَالَ لَـهُمْ" ويذكر مرقس ن التلاميذ كانوا يسيرون وراء يسوع الذى يتقدمهم وأنهم (مر 32:10 ) "كانوا يتحيرون وفيما هم يتبعون كانوا يخافون" ويخافون لأنهم يعرفون عداوة الفريسيين والسنهدريم لمعلمهم
عَلَى ٱنْفِرَادٍ فِي ٱلطَّرِيقِ أُمر كل ذكور اليهود أن يحضروا الأعياد العظيمة في أورشليم (خروج ٣٣: ١٧) فغصَّت الطريق بالمسافرين في مثل ذلك الوقت. واعتاد الأصدقاء والجيران أن يجتمعوا ويسيروا معاً للأمن والتسلية (لوقا ٢: ٤٢) فأخذ يسوع تلاميذه على انفراد من سائر المسافرين لأمرٍ مختص بهم.

 تفسير (مت 20: 18 ) : “ ها نحن صاعددون الى اورشليم ، وابن الانسان يسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة ، فيحكمون عليه بالموت
 .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1)  "  هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،" نبوات كثيرة أعلنها يسوع بعضها لتلاميذه فقط والبعض للجموع والبعض من خلال الأمثال والأقوال وهذه النبوة قالها يسوع تلتلاميذه وهم على إنفراد وهم فى الطريق صاعدون لأورشليم لقضاء الفصح الأخير معهم قال هذه النبوة حتى يتذكرواها حينما تحدث 
وتنبأ أيضا أنبياء العهد القديم بآلام المسيح وموته وقيامته ووردت في (إشعياء ٥٣) و (دانيال ٩: ٢٦، ٢٧.) وهدف المسيح من تكرار هذه النبوة لتلاميذه بالتفصيل، أحتى ينبههم من الشك فيه عند حدوثه فى المستقبل ، وحتى لا يظنون أنه أتى قائدا كباقى الأنبياء محاربا ليخلصهم من الرومان ويحرر أمة الموعد ، أنبأهم وليؤكد لهم قيامته، فيعرفون أن القيامة تأتي بعد الآلام القاسية. لأن النبوة تعتبر مختومة حتى تحدث ومختومة تعنة غير مفهومة أو من العسير تصديقها فكيف لصانع المعجزات والذى يتحكم فى الطبيعة والشياطين سوف يتألم منهم أمر بعيد عن التصديق (لوقا ١٨: ٣٤).،«وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مِنْ ذلِكَ شَيْئًا، وَكَانَ هذَا الأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ، وَلَمْ يَعْلَمُوا مَا قِيلَ»  وسبب هذا هو شدة تأثير الآراء اليهودية من جهة ملك المسيح الزمني، التي أعمت أذهانهم. ولعلهم ظنوا كلامه لغزاً في غاية الإبهام، أو حسبوه نتيجة يأس شديد يبقى قليلاً ويزول.وكان التلاميذ وهم ذاهبون إلى أورشليم شاعرين بأن أمورًا خطيرة ستحدث فكانوا متحيرون ماذا سيحدث بالضبط. وها هو السيد يتكلم بوضوح عما سيتم حتى إذا كان يؤمنون (يو29:14) وإذا ما حدث ما قاله فحينئذ سيعرفون أن ما حدث كان بإرادته وسيؤمنون بالأكثر. ومع أن كلام المسيح كان واضحًا إلاّ أن التلاميذ لم يفهموا، فهم لم يتصوروا أن هذا المعلم العجيب الذي يقيم الموتى يستسلم بهدوء للكهنة =ولم يعلموا ما قيل وربما تصوروا أن ما قاله المعلم سيكون مجرد مناوشات يتسلم بعدها مُلك إسرائيل. لذلك يأتي بعد هذا مباشرة طلب ابنا زبدى أن يجلسا عن يمينه ويساره في ملكه. فهم ما تصوروا أبدًا موت المخلص الذي أتى ليخلص إسرائيل، فكيف يخلصها إن هو مات.
2) " وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ، " هذه الآية إعلان ونبوة من يسوع لتلاميذه الإثني عشر فقط عن آلامه وموته وقيامته وليس للجموع آملاً حتى إذا تم الأمر لا يفاجأوا ويتذكروا أنه تجسد خصيصا لخلاص الناس.
 وهذه النبوة كررها ثلاث مرات متتالية اخبرهم فيها عن الآلام ومع ذلك في كل مرة "لم يفهم التلاميذ من ذلك شيئاً" (لوقا 18 :34). فبعد المرة الأولى : (مرقس 8 :31-33) يوبخ الربُ يسوع بطرس قائلاً له "اذهب عني يا شيطان، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس"، وبعد المرة الثانية : (مرقس 9 :30-31) " لم يفهم التلاميذ القول وخافوا أن يسألوه"،  المرة الثالثة : وفى هذا المقطع الإنجيلي (مت 20: 18 ) ان التلاميذ ما زالوا بعيدين عن وعي حقيقة عمل الرب يسوع.
 هذه مرة ثالثة أنبأ المسيح تلاميذه بموته، فقال: (١) إن أورشليم محل موته. (٢) إنه يموت في تلك الزيارة لها. (٣) يسلمه إلى الموت أحد تلاميذه / أصدقاؤه. ( متّى ٢٦: ١٥) (٤) رؤساء الكهنة والكتبة (أي المجلس الأعلى) يحكمون عليه بالموت ( متّى ٢٦: ٥٧.)  ولما كان سلطان إجراء الحكم بالموت للرومان، أسلموه إليهم بغية ذلك (متّى ٢٦: ٦٦ و٢٧: ٢). (٥) إن الأمم (أي بيلاطس وعساكر الرومان) يجرون ذلك الحكم (متّى ٢٧: ٢٦ - ٣٥). (٦) أنهم يهزأون به (متّى ٢٧: ٢٩). (٧) أنهم يجلدونه (متّى ٢٧: ٢٦) وكان الجلد بسوط ذي ثلاث ألسنة جلدية، يضربون به المحكوم عليه بالصلب قبل أن يصلبوه. (٨) إنه يموت صلباً، وكان ذلك عقاب العبيد وشر الأثمة وذكر ( متّى ٢٧: ٣٥) (٩) إنه يقوم في اليوم الثالث (ص ٢٨) وزاد مرقس ولوقا على ذلك قول المسيح إنهم يبصقون عليه، وهو من أشد أعمال الإهانة.
3) " رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ"  إشارة إلى أعلى سلطة دينية وهو مجلس السنهدريم. لقد كان مؤلفاً من ٧٠ قائداً من الجماعة اليهودية في أورشليم. اللقب الكامل كان ْ "رؤساء الكهنة، والكتبة، والشيوخ"، (مت ١٦ :٢١ )  وهو أعلى سلطة دينية كان يحكم بشكل نهائى في القضايا الدينية والسياسية على اليهود المخالفين للوصايا والعقيدة ، رغم أنها كانت محدودة للغاية بالمعنى السياسي في ظل قوى الإحتلال الروماني. ولم يكن لهم حق الإعدام لهذا سلموه للسلطة المدنية الرومانية

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يصعد من فوره الى اورشليم بل بعدما شفى المرضى وعمل الآيات امام الجموع . وقد انفرد بالتلاميذ ليحدثهم عن آلامه وموته حتى لا يعتريهم الشكوك عند وقوعها . بل يعلموا انه انما يتألم بارادته

 (متى 20: 19 ) : ويسلمونه الى الامم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه ، وفي اليوم الثالث يقوم “ .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى ٱلأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ"  الفعل "يُّسلم" paradidōmi غالباً يشير إلى تسليم يسوع لأعلى سلطة التشريعية التى تحكم عليه وهما سلطتين الدينية والمدنية وتعتبر إدانتهم والحكم عليهم قرارا نهائيا ليس فيه إستئناف .. 1 - السلطة القضائية الدينية وهو مجلس السنهدرين الذى برأسه رؤساء الكهنة والكتبة، (مت ٢٠ :١٨).. 2 - إلى البشر،( مت ١٧ :٢٢ ) 3 - إلى الأمميين ethnē) (مت 20: 1) .. 4 - إلى بيلاطس، (مت ٢٧ :٢) .. 5 -  لأجل الصلب، (مت ٢٦ :٢ ) ً
كانت هذه نبوة وهنا المسيح يتكلم عن نقسه بصفته اللاهوتية إشار إلى جسده ناسوته بلقب إبن الإنسان وإذلاله وسوء معاملته من السلطات المدنية الرومانية وكان اليهود كشعب مختار وأمه العهد . وكان جنود الرومان يشعرون أن اليهود يعتبرونهم نجسين وأنهم متميزون عنهم فكانوا يكرهون اليهود فصبوا كل كراهيتهم نحو الشعب اليهودي وصبّوها على يسوع على إعتبار ان مجلس السنهدرين قالوا عن يسوع أنه متمرد وأنه يعتبر نفسه ملك غسرائيل وقالوا أنهم كأعلى سلطة دينية ليس لهم ملك إلا قيصر
إن الآلام التى إجتازها يسوع سيجتازها تلاميذه والمؤمنين بصور متفاوته حسبب قدرة كل شخص على حمل الصليب  بهذا تنبأ يسوع وأخبرنا به وورد في (مت ١٠ :٢٤ -٢٥) «ليس التلميذ افضل من المعلم ولا العبد افضل من سيده. 25 يكفي التلميذ ان يكون كمعلمه والعبد كسيده. ان كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري اهل بيته! " ووصف إضطهاد الناس للمؤمنون أيضا بصورة تفصيلية وردت فى (مت ١٠ :١٧) ولكن احذروا من الناس لانهم سيسلمونكم الى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم. ( مت ٢٤ :٩) حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي. ( لو ٢١ :١٢ ) وقبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم الى مجامع وسجون وتساقون امام ملوك وولاة لاجل اسمي. "
 2) " وَيَصْلِبُوهُ،" إنها طريقة إعدام بشعة ومرعبة ينال فيها النغاقب أشد أنواع العذاب 
نفسيا وبدنيا وتشمل الإذلال العلني والألم ودينيا في علاقته إلى (تث ٢١ :٢٣) " واذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم.لان المعلق ملعون من الله.فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا ) فبحسب الرابيين (معلمى اليهود الذين يقومون بتفسير الشريعة والإفتاء) في أيام يسوع "لعنة الله" كانت تن ّصب على من كان يُعلق على شجرة. صار يسوع "اللعنة" (لا ٢٦) ( تث ٢٧ -٢٨) ( غل ٣ :١٣) (كول ٢ :١٤) لأجل فداء جنٍس بشريٍ خاطئ.
3) "  وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ " أوضح بولس أن قيامة المسيح فى اليوم الثالث هذا كان عنصراًساسياً في الكتاب المقدس بعهديه.(١ كور ١٥ :٤) "   وانه دفن، وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب " ونلاحظ هنا ملاحظة هامه وهى أنه فى أيام يسوع كان هناك توقيتين أ. التوقيت اليهودى الذى يبدأ اليوم من غروب الشمس إلى غروبها فى اليوم التالى أى بين العشائين أى مساءا أولا ثم نهار(تك ١ :٥).  .. ب. التوقيت الرومانى الحالى يبدأ من منتصف الليل الساعة 12 حتى منتصف الليل اليوم التالى (24 ساعة)  ومجلس السنهدريين سلم يسوع للرومان ليحكموا عليه
والسؤال الآن هل مكث يسوع فى القبر حسب التوقيت اليهودى أم
 حسب التوقيت الرومانى الحالى" أو بالمعنى الأصح هل مكث يسوع فى القبر  من يوم الجمعة حتى فجر الأحد والذى يحسب ثلاثة أيام فى التوقيت اليهودى ؟ ويعترض البعض على أنه لم يكمل الثلاثة أيام والثلاثة ليال ولكنها يوما كاملا وأجزاء من يومين أم هل مكث يسوع الثلاثة أيام والثلاثة ليالى كاملة حسب التوثيت الرومانى والذى نستعمله حاليا؟ 
التوقيت اليهودى في أيام يسوع الذى فيه كان أي جزء من النهار كان يُعتبر يوما ًكاملاً  حيث مات يسوع في وقت متأخر من يوم الجمعة  من بعد ظهر يوم الجمعة (٣ بعد الظهر) والدفن قبل ٦ بعد الظهر كان يُعتبر يوماً من يوم الجمعة عند الغروب حتى السبت عند الغروب (السبت) كان اليوم الثاني؛ ومن السبت عند الغروب حتى وقت ما قبل شروق الشمس يوم الأحد كان اليوم الثالث.
 وبالنسبة لقيامة المسيح اتحتفل بها جميع الكنائس فجر الأحد بينما يجعلون الصلب يوم الجمعة وهم يعتمدون على ذلك التوقيت اليهودى في أيام يسوع الذى فيه كان أي جزء من النهار كان يُعتبر يوما ًكاملاً  يحاول البعض أن يستخدموا (هو٦ :٢ ) يحيينا بعد يومين.في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا امامه. " ولا يوجد أى سند كتابى إثبات ان المسيح قبر حسب التوقيت اليهودى إلا آية واحدة وهى (مر 16: 9) وبعدما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين. " وقال النقاد وبعض الدارسين والمفسرين أنها لا تثبت قيامة الرب يوم الأحد لأن اقسيم الإنجيل إلى إصحاحات وجمل وعبارات بفواصل أتى فى زمن متأخر وأنه يمكن تقسيم هذه الآية بفاصل " ، " هكذا (مر 16: 9)
وبعدما قام  ، باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية " ويعذا تعنى ألاية أنه بعدما قام ثم فى أول الأسبوع ظهر لمريم .. أى بعد قيامته أكان العمل الذى عمله باكرا فى اول الأسبوع ظهر لمريم ـ وحتى لا يكون تفسيرنا بدون برهان فإن متى يفسر ما ورد فى مرقس بنفس مفهومنا لتفسير آية مرقس هكذا (متى 28: 1) وبعد السبت عند فجر اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الاخرى لتنظرا القبر. "
والكتاب المقدس ليس فيه دليل واحد على أن أحدا رأى الرب قائما إلا جنود الرومان الذين كانوا يحرسون القبر أما النسوة والتلاميذ فذهبوا باكرا فجر الأحد وكان القبر فارغا والحجر مرفوعا ((مر 16: 4) ((لو 24: 2) (يو20: 1) ولم يصف الإنجيل  قيامة الرب  إلا أنه حدثت زلزلة ودحرج الملاك الحجر (مت 28: 2) واذا زلزلة عظيمة حدثت لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه " وإشتهر قول الملاك فى هذا الأمر (لو 24: 6)  ليس هو ههنا، لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل " وجميع الايات تتكلم عن قيامة المسيح بفعل ماض "قام" 
ولم يقل متى أو الإنجيليين الآخرين أن النساء رأين قيامة المسيح ولا التلاميذ ولم يقل أيضا أنهن رأين الملاك يدحرج الحجر الذى على باب القبر فالآية تحدثنا عن حدث تم فى الماضى (مت 28: 2) ولكن الثابت أنه عند وصولهم كان الحجر مدحرجا والملاك جالس عليه 
 وظهرت دراسات تؤكد  أن السيد المسيح مكث فى القبر ثلاثة أيام وثلاثة ليالى طبقا لما قاله هو   ثلاثة أيام وثلاثة ليال (مت١٢ :٣٨ -٤٠) " حينئذ قال قوم من الكتبة والفريسيين: «يا معلم نريد ان نرى منك اية». 39 فقال لهم: «جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي. 40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال "
وظهرت حديثا نظرية تثبت  أن المسيح مكث فى القبر ثلاثة أيام وثلاثة ليالى طبقا للتقويم الرومانى الذى نتبعة الآن ويقولون أن المسيح سلمه اليهود للرومات وحوكم محاكمة مدنية وحرس القبر جنود رومان وحبنما يذكر الإنجيل ثلاقة أيام وثلاثة ليالى  (مت١٢ :٣٨ -٤٠) فهذا يعنى مكث يسوع فى القبر (72) ساعة   وقد لوحظ أن مؤيدين هذه النظرية يعتمدون على دليل آخر أن فى الفصح اليهودى هو سبعة أيام وفى السنة التى صلب فيها يسوع جاء فصحها بها سبتين أحدهم كان سبتا عاديا والثانى هو اليوم السابع والأخير من أسبوع الفصح يطلق عليه سبتا عظيما والثانى السبت العادى
 كثيرون يستخدمون ً الوقت الرومانى الذي مكث فيه يونان في بطن الحوت (يونان ١ :١٧) واما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان.فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال " وتبدو أن هذه النظرية هو الإحتمال المرجح الملائم أكثر لقيامة الرب يسوع .
4) " يَقُوم"  تأتى بصيغة الحاضر فى المستقبل لأنها نبوءة وهى عادة عندما يتم الحديث عن القيامة (راجع مت ٢٧ :٦٣ ) عمل ضمن مشيئة الآب الذي أظهر موافقته على حياة وخدمة وموت يسوع. ولكن، في (يو ١٠ :١٧ -١٨) أ ّكد يسوع على سلطته الذاتية في قيامته.(رو ٨ :١١ ) تقول أن الروح القدس أقام يسوع. ها هنا مثال جيد عن كل أقانيم الثالوث القدوس المشاركة في أعمال الفداء.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي انه يقوم بنفسه لا بقوة آخر يقيمه

تفسير انجيل متى الاصحاح العشرون

طلب أم يعقوب ويوحنا (متى 20: 20- 28)

طلب أم يعقوب ويوحنا
 
تفسير (متى 20: 20 ) :
حينئذٍ دنت اليه أم ابني زبدى مع ابنيها ، وسجدت وطلبت منه شيئاً .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 خدمة النساء تساعد الخدمة التبشيرية الكرازية والتعليمية ليسوع
1) "  حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ٱبْنَيْ زَبْدِي"
أُمُّ ٱبْنَيْ زَبْدِي
كانت من النساء اللائى تبعن يسوع فى كرازته وذكر إسمها فى الأناجبل عدة مرات وكانت من النساء اللائى خدمن التلاميذ ويسوع وتبعته من الجليل حتى الجلجثة (متّى ٢٧: ٥٥) وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه "  وحضرت صلبه (مرقس ١٥: ٤٠) وشاركت النسوة فى شراء الحنوط وأتت إلى القبر (مرقس ١٦: ١).  وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا لياتين ويدهنه. "
 اسمها سالومي قارن (متّى ٢٧: ٥٦ ) "وبينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب ويوسي وام ابني زبدي." مع ( مرقس ١٥: ٤٠)   وكانت ايضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي وسالومة  "
2) " مَعَ ٱبْنَيْهَا " ذكر مرقس مجيء ابني زبدي فقط إلى يسوع وطلبا منه أن يكونا على يمينة ويساره (مرقس ١٠: ٣٥ ) وتقدم اليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين: «يا معلم نريد ان تفعل لنا كل ما طلبنا». . وهنا سألت أمهما نفس الشئ نستنتج أن الوالدة طلبت ما يريده ولداها، وأنهما أقنعاها أن ترافقهما إلى المسيح وتسأله ذلك. فمعظم الخطأ خطأهما. ويؤكد ذلك أن جواب المسيح كان لهما لا لها.
3) " وَسَجَدَت" زيادة إكرام له جرياً على العادة.فى ذلك الزمن (مر 15: 40) فاتى اليه ابرص يطلب اليه جاثيا وقائلا له: «ان اردت تقدر ان تطهرني!»
4) "وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئا " أي سألته معروفاً وأخفت المطلوب إلى بعد أن تأخذ وعدا من المسيح ، لأنها رأتأنه ليس من الياقة ذلك الطلب. خاصى أن بعض التلاميذ يريدون هذا المنصب ومثل هذا طلبت بثشبع إلى سليمان (١ملوك ٢: ٢٠).وقالت انما اسالك سوالا واحدا صغيرا.لا تردني.فقال لها الملك اسالي يا امي لاني لا اردك "

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يقول الانجيليون الاخرون ان ابني زبدى هما اللذان تقدما اليه . والقولان صحيحان . لانهما قد أخذا امهما معهما كي يعززا طلبهما حتى يحوز القبول وربما استحيا من تفردهما بتقديم الطلب . اما السبب في طلبتهما هذه فلانهما كانا مكرمين اكثر من رفاقهما لذلك قصدا ان ينالا هذه الطلبة بواسطة كرامتهما .

تفسير (متى 20: 21 ) : فقال لها : “ ماذا تريدين ؟ “ قالت له : “ قلْ ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " فَقَالَ لَـهَا: مَاذَا تُرِيدِينَ؟ "  لقد عرف المسيح أنها تريد شيئا منه وعرف ما هو الشئ وسألها المسيح عن غرضها ومشيئتها قبل أن يعدها به لينبه ضميرها على الخطأ ويبني عليه التوبيخ.
2) "  قَالَتْ لَهُ: قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ٱبْنَايَ هٰذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَٱلآخَرُ عَنِ ٱلْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ" لقد وعد المسيح تلاميذه جميعا على الجلوس على كراسى القضاء ليدينوا أسباط إسرائيل (متّى ١٩: ٢٨) "  فقال لهم يسوع: «الحق اقول لكم: انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر" ولكنها طلبت مقاما أرفع وأسمى طلبت أن يكون إبناها واحد يجلس عن يمين الملك والآخر عن يساره (الميمنة والميسرة أى يجلس جهة اليمين والآخر جهة اليسار أى فى الممالك وزير اليمين ووزير اليسار وفى الجيوش جناح الجيش الذى على اليمين والآخر على اليسار) وهذه المكانة فى الملك من علامات الشرف العظيم وسمو السلطان (١صموئيل ٢٠: ٢٥ ) فجلس الملك في موضعه حسب كل مرة على مجلس عند الحائط وقام يوناثان وجلس ابنير الى جانب شاول وخلا موضع داود ( ١ملوك ٢: ١٩ ) فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه ووضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه (  مزمور ١١٠: ١).لداود.مزمور.قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. "
 3) " فِي مَلَكُوتِكَ " لم يرد التلميذان بهذا الملكوت ملكوت السماء، بل ملكوت المسيح على الأرض
ويبدو أن الأخوين توقعا أن المسيح يملك على الأرض، رغم أقوال المسيح لتلاميذه أن ملكوته ليس من هذا لعالم. فأرادا أن يمتازا على غيرهما في يوم نصرته قد يقود أخدهما جناح الجيش ألأيمن والآخر يقود الأيسر ثم يجلسا عن يمين الملك ويساره فى مملكته بعد الإنتصار على الرومان . وطلبهما أن يكونا قربين من المسيح فهذا أمر حسن. أما رغبتهما في المكانة على التلاميذ الآخرين فخطأ. ولعل الذي حملهما على طلب ذلك قول المسيح إن تلاميذه يجلسون على اثني عشر كرسياً (متّى ١٩: ٢٨) فانتظروا قرب مجيئه في المجد (لوقا ١٩: ١١). وحب الرئاسة الذي أظهرا التلميذان هنا أظهره الرسل كلهم قبل ذلك (متّى ١٨: ١ ) في تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين: «فمن هو اعظم في ملكوت السماوات؟» وبعده )لوقا ٢٢: ٢٤)  وكانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر. " .
كلما حاول يسوع أن يناقش موضوع موته وملكوته ، كان التلاميذ يبدأون بالجدال حول من هو الأعظم وهذا يدل على سوء فهٍم التلاميذ ليس فقط لشخص وعمل المسيح بل أيضا الملكوت المسياني ً

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لا لانه كان يعلم مرادها سألها ولكنه تشبه بأبيه الذي سأل آدم اين انت . وطلبت لابنيها التقدم في الجلوس على الكرسي مع كون ابناها يعلما انهما مكرمان اكثر من غيرهم من الرسل ولكنهم خشوا تقديم بطرس عليهما . وكانوا يظنون ان ملكوت الله محسوسة وانها ستظهر في الحال كقول لوقا ( 19 : 11 ).

تفسير (متى 20: 22 ) : فاجاب يسوع وقال : “ لستما تعلمان ما تطلبان . اتستطيعان ان تشربا الكأس التي سوف أشربها انا ، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا ؟ “ قالا له : “ نستطيع “ .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 التلميذان يسألآن يسوع مكانة اليمين واليسار فى ملكوت المسيح (مر 10: 38) فقال لهما يسوع: «لستما تعلمان ما تطلبان. اتستطيعان ان تشربا الكاس التي اشربها انا وان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها انا؟» (مر 10: 39) فقالا له: «نستطيع». فقال لهما يسوع: «اما الكاس التي اشربها انا فتشربانها وبالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان
 
 1) "  فَأَجَابَ يَسُوعُ: لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ."  المنازل أو الأماكن أو المكانة فى الملكوت السمائى لا توهب بل يجبر / يغصب الإنسان نفسه بالقوة
للدخول الملكوت فى حضرة الرب بترك خطاياه وشهواته القديمة حتى الموت (لو 16: 16) «كان الناموس والانبياء الى يوحنا. ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه اليه."(مت 11: 12) ومن ايام يوحنا المعمدان الى الان ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه." لم يوبخهما المسيح على حب الرئاسة بل أجابهما بلطف، وأرشدهم بواسطة التعليم طريق الوصول إلى ملكوته وطريق ارتفاعه عن الارض، كأنه قال لهما: ظننتما أنكما إعتقدتم أن طلبكما اليمين واليسار هو مكانة الشرف والمجد والسعادة، ولكن الحقيقة أن طلبتما لهذه المكانة يجب أن يمر فى طريق شديد الضيق والهوان. وهذه الحقيقة لم يعلمهما  ذلك التلميذان فى ذلك الوقت لأنهما كانا يشربان فى ذلك الوقت لبن الإيمان (1 كو 3: 2) سقيتكم لبنا لا طعاما، لانكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الان ايضا لا تستطيعون،"(عب 5: 13) لان كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البر لانه طفل،(1 بط 2: 2) كاطفال مولودين الان، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به،"  ولكنهما عرفا الطريق إلى الملكوت يوم رأيا المسيح مصلوباً بين لصين. وغلطهما في حب الرئاسة كغلطهما في غضبهما في السامرة لأنن أهلها لم يقبلوه فطلبوا من المسيح أن تنزل مار من السماء وتحرقهم كما فعل إيليا  (لوقا ٩: ٥٥).فالتفت وانتهرهما وقال: «لستما تعلمان من اي روح انتما!  "
2) " أَتَسْتَطِيعَانِ " أي هل لكما من الشجاعة و
الجرأة والقدرة على احتمال كل ما سأحتمله؟ لا يزال المسيح اليوم يسأل المؤمنين به هذا السؤال، فإنكار الذات وحمل الصيب واتباع المسيح مما في كأس المسيح من المرارة وفي صبغته من الآلام واجب كل مسيحي. نعم إن يسوع البار شرب الكأس أولاً واصطبغ بالصبغة، وهو يعيننا على الاقتداء به في ذلك. فيجب أن نقبلهما إذا انتظرنا أن نجلس في الآخرة على عرش بيت الله، أو أن نقف في عتبته.
3) " أَنْ تَشْرَبَا ٱلْكَأْسَ ٱلَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا"
 إعتاد الناس فى ذلك الوقت أن يشربوا من الكأس أشربة مختلفة بعضها مرٌّ والبعض حلو أحيانا خمرا وأحيانا خلا . وتستعار غالباً في الكتاب للفرح (مزمور ١١: ٦ ) يمطر على الاشرار فخاخا نارا وكبريتا وريح السموم نصيب كاسهم. (مز ١٦: ٥) الرب نصيب قسمتي وكاسي.انت قابض قرعتي. (مز٦٠: ٣ )  اريت شعبك عسرا.سقيتنا خمر الترنح.( إشعياء ٥١: ١٧ ) انهضي انهضي قومي يا اورشليم التي شربت من يد الرب كاس غضبه ثفل كاس الترنح شربت مصصت ( إرميا ٢٥: ١٥ ) لانه هكذا قال لي الرب اله اسرائيل.خذ كاس خمر هذا السخط من يدي واسق جميع الشعوب الذين ارسلك انا اليهم اياها. ( مراثي إرميا ٤: ٢١ ) اطربي وافرحي يا بنت ادوم يا ساكنة عوص.عليك ايضا تمر الكاس.تسكرين وتتعرين ( حزقيال ٢٣: ٣١ ) في طريق اختك سلكت فادفع كاسها ليدك. ( متّى ٢٦: ٣٩، ٤٢ )  ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا: «يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت». فمضى ايضا ثانية وصلى قائلا: «يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك». ( يوحنا ١٨: ١١). فقال يسوع لبطرس:«اجعل سيفك في الغمد! الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها؟». وفى الآيات السابقة توضح أن الكأس تعنى فى المفهوم الإلهى كلمة "القسمة , النصيب ـ المصير" سواء أكان حسنا أو سيئا كما تعني خبرات الحياة سواء كانت جيدة أم شريرة. لقد كانت تستخدم عادةً بمعنى الدينونة ( مز٧٥: ٨ ) لان في يد الرب كاسا وخمرها مختمرة.ملانة شرابا ممزوجا.وهو يسكب منها.لكن عكرها يمصه يشربه كل اشرار الارض
أش ٥١ :١٧ -٢٣؛ إر ٢٥ :١٥ -٢٨ ) (إإر 49: 12) ( إر 51: 7) (مرا 4: 21- 22) ( حز 22: 31- 34) ( حب 2: 16) ( زك 12: 2) (رؤ 14: 10) ( رؤ 16: 19) ( رؤ 17: 4) (رؤ 18: 6)
 ولكنها ذكرت فى يعض المقاطع كبركات (مز 16: 5) ( مز 23: 5) ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي.مسحت بالدهن راسي.كاسي ريا. (مز 116: 13) (إر 16: 7) 
 
ولكن أشار المسيح بالكأس فى هذا العدد إلى ما يعرفه احتماله من الآلام التي وجب أن يقاسيها من حمل خطايا البشر قبل أن يدخل المجد، ووجب أن يشاركه فيها المقربون إليه خاصة.
4) "  وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِٱلصِّبْغَةِ ٱلَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا قَالاَ لَهُ: نَسْتَطِيعُ»"
الصبغة إسم لمادة تستخدم للتلوين لأشياء مثل القماش والحجارة والورق وغيرها وتَصْطَبِغَا قصد المسيح بالصبغة مثل قصده بالكأس، أي الإشارة إلى آلامه وإضطهاده وصلبه بدون سبب ، واستعارها لذلك في موضع آخر بقوله: «وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟» (لوقا ١٢: ٥٠). وتستعار الصبغة في الكتاب لانسكاب النعمة الإلهية على النفس. ولكن الصبغة هنا صبغة السير فى طريق المسيح الطريق الضيق الذى كله الآلام والهوان وآخره سفك الدم. ومشاركة المسيح في الكأس والصبغة تشير إلى الاتحاد التام به في الروح والحياة، أي في القلب والفعل.
5) " قَالاَ لَهُ: نَسْتَطِيعُ»" لعلهما فهما من سؤال المسيح الإقرار ب
بالسشير فى طريق الألام  أمام باقى التلاميذ والجموع علانية، أو لعلهما فهما منه أنه يسأل إن كانا مستعدين أن يحاربا معه لأنهما يعتقدان كباقى اليهود أن المسيح قائد محارب . ولا ريب أنهما قالا ذلك بإخلاص، ولكن كلامهما لم يخلُ من زيادة الاتكال على الذات، ولذلك سقطا وقت التجربة مع غيرهما من التلاميذ، بدليل القول «حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا» (متّى ٢٦: ٥٦).
 المضافة الموجودة في  king
James Version,   KJV التي تشير إلى معمودية يسوع  ليست جزءاً العبارة من النص الأصلي ُ اليوناني الذي في متى ولا في الترجمات القديمة اللاتينية أو السريانية أو القبطية. لقد جاءت من (مر ١٠ :٣٨ ) ( لو ١٢ :٥٠ ) قحمت ، والتي كانت كتبت د أ  فيما بعد إلى متى عن طريق ناسخين كما هي الإضافة نفسها التي في (مت ٢٠ :٢٣) 4.UBS تعطي احتمال عدم وجودها نسبة أرجحية عالية

صبغة = أرامي مشتق من «صبَع» أي بَلّ بالماء وغمس ويراد به عندنا المعمودية ، و«الصابغ» هو يوحنا المعمدان. 

 المصددر : *كتاب تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه. طبعة ثانية لسنة 1932  المؤلف/ القس طوبيا العنيسي الحلبي اللبناني.  طُبع بإذن الأب العام / جبرائيل العشقوتي ، لسنة 1929

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ابان بقوله “ لا تعلمان “ انهما يطلبان هذه الطلبة عن غيرة انسانية وان ملكوت السماوات تفوق افكارهم وانها اسمى شرفاً وأجل قدراً وان عقول العلويين لا تقدر ان تحدها. وقد سمى الموت معمودية تنويهاً عن التطهير والغفران المزمع ان يظهر من موته للخلائق أجمع . وقد سماه كأساً لان الكأس يسكر أولاً ولكنه يفرح أخيراً . والمعمودية هي التغرب عن العالميات .

تفسير (متى 20: 23 ) : فقال لهما : “ اما كأسي فتشربانها ، وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان . واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين أُعدّ لهم من أبي “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1)  " «َقَالَ لَهُمَا: أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ ٱلَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ."  لم يحاورهما المسيح في قوة أو ضعف  قدرتهما على تنفيذ الوعد الذى طلباه منه أو أحقيتهم فى الفوز بهذه المكانة ، فقبلهم على ما هم فيه، ووعدهما بعظيم تمييزهما على الآخرين وأقربيتهما منه في أمر واحد: هو مشاركتهما له في آلامه. وتم هذا الوعد لهما بطريقتين مختلفتين، فأحدهما (وهو يعقوب) شرب كأس الآلام واصطبغ بصبغة الدم قبل كل التلاميذ والرسل، فقد مات شهيداً بأمر هيرودس أغريباس (أعمال ١٢: ٢) " واذ راى ان ذلك يرضي اليهود، عاد فقبض على بطرس ايضا. وكانت ايام الفطير" والآخر يوحنا عاش أكثر من سائر الرسل فاحتمل اضطهادات كثيرة من اليهود (أعمال ٤: ٣ ) فالقوا عليهما الايادي ووضعوهما في حبس الى الغد، لانه كان قد صار المساء. ( أع ٥: ١٨، ٤٠) 18 فالقوا ايديهم على الرسل ووضعوهم في حبس العامة. 40 فانقادوا اليه. ودعوا الرسل وجلدوهم، واوصوهم ان لا يتكلموا باسم يسوع، ثم اطلقوهم. "  واحتمل الاضطهادات مع سائر المؤمنين التي أجراها القيصران الرومانيان نيرون ودومتيان، ونفاه إلى جزيرة بطمس (رؤيا ١: ٩) نا يوحنا اخوكم وشريككم في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره. كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس من اجل كلمة الله، ومن اجل شهادة يسوع المسيح. ومن هناك كتب إلى المسيحيين قوله «أَنَا يُوحَنَّا أَخُوكُمْ وَشَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ» (رؤيا ١: ٩) فاختبر ما في تلك الكأس من المرارة زمناً أطول من زمن كل الرسل.ومات فى أفسس (بحسب التقليد الكنسى)
 king James Version,   KJV  يضيف عبارة "وتعتمدون (تصطبغون) بالمعمودية (الصبغة) التي اعتمدت بها"، ولكنها إضافة أخذت من (مر ١٠ :٣٩ ) .الكتبة كانوا يميلون إلى جعل الأناجيل متوازية.
(
رومية ٨: ١٧) فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا، ورثة الله ووارثون مع المسيح. ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه و(٢كورنثوس ١: ٧ ) فرجاؤنا من اجلكم ثابت.عالمين انكم كما انتم شركاء في الالام كذلك في التعزية ايضا.
2) "  أَمَّا ٱلْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَه"   لم ينفى السيد المسيح المكافأة وربح المؤمنين به بمكانة ومنزلة فى الملكوت مطلقاً، لأن ذلك سيكون عكس ما قاله في أوقات أخرى (متّى ٢٥: ٣١ - ٤٠ ) 31 «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. 32 ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء 33 فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. 34 ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم. 35 لاني جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فاويتموني. 36 عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فاتيتم الي. 37 فيجيبه الابرار حينئذ: يارب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك؟ 38 ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك؟ 39 ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك؟ 40 فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم. (يوحنا ٥: ٢٢ - ٣٠). لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب. من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله. 24 «الحق الحق اقول لكم: ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية، ولا ياتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة. 25 الحق الحق اقول لكم: انه تاتي ساعة وهي الان، حين يسمع الاموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون. 26 لانه كما ان الاب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته، 27 واعطاه سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان. 28 لا تتعجبوا من هذا، فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة. 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع ادين، ودينونتي عادلة، لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني. "  لم يريد المسيح أن يعطي هذه المكانة أو المنزلة بالتوصية أو بالمحاباة، أو لمجرد إلحاح السائل، أو بلا الرجوع إلى قصد الآب منذ الأزل. وهو لم يظهر سر القضاء الأزلي في هذا الشأن لإرادة الآب.
3) "  إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَـهُمْ مِنْ أَبِي" هذا تام دلالي مبني للمجهول.   هذا الأمر مقضيٌ به منذ الأزل بعلم الرب الغيب والمستقبل، وهو وفق قوله «رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ» (متّى ٢٥: ٣٤). وسوف يكأفأ الأخوان حسب أعمالهما وبـ غنى نعمته بالفوز بمكان في ملكوته السماوي، ويطفى أنهما نالا كراسى من الأثنى عسر كرسيا التى ستدين أسباط بنى إسرائيل فيجب أن يقتنعا بذلك، لأن أدنى مكان في السماء هو مكافأة عائلة لا يمكن أن يتصورها أحد  على أشد الأتعاب وأقسى الآلام لأجل المسيح على الأرض.
 هنا مثال آخر عن وحدة معرفة يسوع  الكلمة المتجسد بإرادة الآب وهدفه. وخضوعه بالتنسيق والوحدة مع الآب الذى له التخصص فى هذا الموضوع (1كور 12: 27- 28) واما انتم فجسد المسيح، واعضاؤه افرادا. 28 فوضع الله اناسا في الكنيسة: اولا رسلا، ثانيا انبياء، ثالثا معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء، اعوانا، تدابير، وانواع السنة

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
( كأسي تشربانها ) اي ستقتلان من اجل بشارتي فتموتا لاجلي وبهذه تتشبهون بي مستحقين الشهادة عني . وقد أشركهم معه بقوله كأسي تشربانها . فاني مزمع ان اموت وأشرب الكأس فكونوا مستعددين انتم ايضاً لشربه . وكانه يقول لهما انكما تطلبان مني مكافأة الجلوس في اكرم موضع واما انا فاتكلم عن الجهاد والموت الذي سيتصادفانه لان هذا الزمان ليس زمان المكافأة بل زمان الخوف والمخاطرات ز وقوله “ اما جلوسكم عن يميني “ اي ان هذه الموهبة لا تعطى بالطلب ولا تمنح على سبيل الاطلاق . لكنها تعطى مكافأة للذين نالوا اتعاباً ومشقات في هذا العالم من اجل اسمي وليس المراد بقوله “ ليس لي ان اعطيه “ انه عاجز عن ذلك بل المراد هنا ان هذه العطية لا تعطى عددلاً الا للذين استحقوها بالاعمال الصالحة . ثم نقول لا يجلس احد عن يمينه و شماله لا الرسل والقديسين ولا الملائكة لان الجلوس خاص به وحده ويتضح ذلك من قول بولس الرسول مشيراً الى اكرام المخلص “ لمن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى اضع اعدداءك موطئاً لقدميك ( عب 1: 13 ) . وأما عن الابن كرسيك يا الله الى دهر الدهور ( عب 1: 8 ) فاذاً ليس من يجلس ولكنه جارى ابني زبدى حسب ظنهما وهما لا يعرفان ذلك الكرسي الشريف ولا يدركان الجلوس عن يمين الآب . وانما غاية ما أراد ان يكون لهما الاكرام الاول فافهمهم المسيح ان قتلهما وموتهما لاجله ليسا بكافيين ان يحلاهما في المحل الاول لان قد يوجد من يحوز مع الاستشهاد فضائل اوفر منهما . وان مجرد محبته لهما اكثر من رفقائهما لا تجيز لهما التقدم على من يفوقهما بالفضائل . ولم يقل ذلك ظاهراً لكن رمزاً لئلا يكدرهم . وقوله “ للذين اعدد لهم من قبل أبي “ أي للذين قد اظهروا ذواتهم مستحقين بواسطة الاعمال الصالحة كقول القديس تاولوغوس فاعدد لهم من الآب مقابل اعمالهم . وقوله من ابي لا ينفي انه من الابن لان الاعطاء مخصوص به واضح من قوله “ لان مهما عمل الآب … يعمله الابن كذلك ( يو 5 :19 ) ومن قوله “ قد اعطى كل الدينونة للابن ( يو 23 : 5 ) ومن قول بولس الرسول “ فقد اعدد لي اكليل يكافيني به سيدي ( تي 4 : 8 ) وقال له المجد ( ليس لي ان اعطيه ) لكي يشوقهم ان يكونوا مجتهدين في الاعمال الصالحة . فمثل المسيح مثل قائد الجيش مع عساكره حيث يعد المجاهدين المنتصرين بأكاليل الشرف وعنده اثنان من المخلصين له ويطلبان منه الخلع وهما لم يخوضا غمار الحرب بعدد فيجيبهم اني لست انا المكلل اياكما لكن الذين قد اعد لهم من المنصورين في القتال فهو لا يحجم عن تتويجهما عجزاً بل عددلاً . هكذا السيد المسيح عمل مع ابني زبدى . وليس من شأن الابطال الجلوس مع الملك المنتصر عن يمينه وشماله ولكن الاكاليل محفوظة للغالبين والمنصورين .

تفسير (متى 20: 24 ) : فلما سمع العشرة اغتاظوا من أجل الاخوين .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْعَشَرَةُ"   التلاميذ عددهم 12 ولما طلب أبنا زبدى مكانة أ‘لى من التلاميذ وسمع العشرة تلاميذ النقاش  من طلب يوحنا ويعقوب، لا جواب المسيح لهما. (مرقس ١٠: ٤١ ) ولما سمع العشرة ابتداوا يغتاظون من اجل يعقوب ويوحنا."
2) " ٱغْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ ٱلأَخَوَيْنِ" سبب غيظهم ليس خطأ الأخوين، بل رغبتهما في ما طلباه وسبقهما إليه وتجرأهم بطلبه علنا ، لأن ذلك مطلب كل التلاميذ . وبلا شك أن التلاميذ كلهم مثل الأخوين في حب الأفضلية والمكانة والرئاسة هو أن يسوع وجَّه كلامه إلى الكل، ( لوقا ٢٢: ٢٤، ٢٥) وكانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر. 25 فقال لهم: «ملوك الامم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون محسنين.
ويتضح هذا في الأعداد الأربعة الآتية.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
غضبوا عليهما لما سمعوا توبيخ المسيح لهما . ولان الرسل جميعهم لم يكونوا كاملين قبل الصليب فيعقوب ويوحنا ابتليا بمرض الكبرياء والمجد الباطل والعشرة ابتلوا بمرض الحسد ولكنهم شفوا بعدد الصليب من تلك الامراض . فيوحنا سمح لبطرس بالدخول الى القبر أولاً وغير هذه أشياء كثيرة مذكورة في كتاب الابركسيس .

تفسير (متى 20: 25 ) : فدعاهم يسوع وقال لهم : “ انتم تعلمون أن رؤساء الامم يسودونهم ، والعظماء يتسلطون عليهم .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ:"  أي جمع  الاثني عشر حوله ، دعاهم ليسمعوا قوله  لأنهم جميعاً يشتركون في خطأ لأنهم يفكرون بنفس طريقة الأخوين. وكانوا يتخاصمون ويتشاجرون على ذلك الأمر، فدعاهم ليبين لهم الفرق بين ملكوته والممالك الأرضية.
2) "رُؤَسَاءَ ٱلأُمَمِ " أي الرؤساء والملوك الأباطرة والخلفاء ورؤساء الجمهوريات والسياسيين في الممالك الأرضية.
3) "يَسُودُونَهُمْ " أي يتسلط كلٌ منهم على رعيته، ويستخدم سلطانه لنفع نفسه لا لنفع الرعية.
4) " وَٱلْعُظَمَاءَ" أي الوزراء والمشيرين.
5) " يَتَسَلَّطُون" أي يرتقون على سائر الشعب إلى مناصب السلطة والشر والمجد العالمى يعلنون الحروب والقتل والدمار . فالتباين في المنزلة والمكانة من سمات وصفات الممالك الأرضية، وفيها يتم التمييز بين العالي والواطي وبين الرئيس والمرؤوس وبين الكبير والصغير والغني والفقير. وهذه ألإحتلافات ظاهرة كل الظهور، وبالرغم من عمر الإنسان القصير إلا أن كل الناس يبذلون كل ما فى وسعهممن جهد ليصبحوا فى أعلى منزلة ومكانة من غيرهم ويتفاخرون ويتباهون بهذه المكانة ويدخلهم الكبرياء .والحسد والظلم والاغتصاب والمخاصمات العنيفة أمام الناس

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
قوله دعاهم يفيد انه دعاهم للمصالحة . لان الاخوين كانا يسألانه وهما متجنبين عن البقية . وبقوله رؤساء الامم الخ . نبههم تنبيهاً ان ل ايطلب احدهم التصدر في مقدمة الاخرين كما يجري عند الامم .
 

تفسير (متى 20: 26 ) : فلا يكون فيكم . بل من اراد ان يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً ،

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " لاَ يَكُونُ هٰكَذَا فِيكُمْ "  لم يُدن يسوع طموح تلاميذه فى المكانة والمنزلة إلى العظمة بصفة عامة فى العالم أى بالأرض والملكوت ، وعّرفهم معايير / مقياس العظمة أى  النموذجٌ  أو متَصَوَّرٌ لما ينبغي أن يكون عليه الشيء  على ضوء التزام المرء به. ليحص على مكانة فى ملكوت يسوع القيادة والرئاسة هي خدمة (مت ٢٣ :١١) واكبركم يكون خادما لكم. 12 فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع. ( مر ٩ :٣٥ ) فجلس ونادى الاثني عشر وقال لهم: «اذا اراد احد ان يكون اولا فيكون اخر الكل وخادما للكل» . (مر ١٠ :٤٣ ) فلا يكون هكذا فيكم. بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما " المؤمنون يخلصون من خدمة الخطيئة إ لكي يعملوا جاهدين فى إقتناء الفضائل ولى خدمة الرب فى التبشير ويخدموا غيرهم خدمات إجتماعية فى المسيح.  (رو ٦)
 أى أن المسيح يقول هذه صفات ملكوتي المختلف عن كل صفات ممالك الأرض، فإن كل أعضائه إخوة متساوون فى المسيح ، فالغني والفقير والحر والعبد والعالم والأمي كلهم في رتبة واحدة في الكنيسة. فالخصام على المراتب العالية تعصف بالكنيسة . والمسيح لم ينفِ بذلك وجود الرتب بين الرؤساء السياسيين وممارسة سلطانهم لدفع الشر أو منعه عن الرعية ولجلب النفع لها. ولم ينف من الكنيسة ما يلزم من السلطان الضروري لحفظ طهارتها ونظامها، لكنه نفى أن يدَّعي الإنسان رفعة المكانة والمنزلة على غيره، أو السيطرة على أجساد غيره من أعضائها أو ضمائرهم، لأن الرب وحده السلطان على ضمائر الناس.
2) " بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً" معنى العظمة فى اللغة العربية ارتفاع في القدر والمكانة ، والعظمة التى يريدها المسيح في الكنيسة هي عظمة التواضع فى الخدمات الناجحة لكل عضو لغيره، لا عظمة المقام واللقب والقدر والمكانة .  (متّى ١٨: ٤) فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السماوات. فيحق للمسيحي أن يجتهد في أن يفوق غيره بالاقتداء بالمسيح الذي لم يأتِ ليخدَم بل ليخدُم.
3) " فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً" معنى كلمة "خَادِماً" باللغة العربية من يقوم على خدمة غيره ،  مما يشجع المسيحى على اختيار خدمة إخوته أمران: التواضع والرغبة في فعل الخير. وهذا خلاف أسلوب قوانين الأمم الذين رؤساؤهم يسودونهم وعظماؤهم يتسلطون عليهم. وبناء على ذلك أطلق على موظفو الكنيسة خداماً (١كورنثوس ٣: ٥ ) (٢كورنثوس ٣: ٦ ) ( 2كور ٦: ٤ ) ( 2كور ١١: ٢٣ ) ( أفسس ٣: ٧، ٢٣، ٢٥ ) ( أفس ٤: ٧ ) ( ١تسالونيكي ٢: ٢ ) ( ١تيموثاوس ٤: ٦)
تفسير (متى 20: 27 ) : ومن اراد ان يكون فيكم اولاً فليكن لكم عبداً ،
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً " معنى هذا العدد هو كمعنى العدد السابق سوى فرقٍ زهيد، وهو أن معظم إشارة الألفاظ في السابق كانت إلى نفع الغير، ومعظمها في الثاني موجهة إلى المقام أَوَّلاً أي في الاسم والصيت والوظيفة. 
2) " فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً"  العبد هو الذى يخدم سيده المسيح ويطيعه أينما يأمره بدون مناقشة لأنه ليس له حرية التفكير بل يؤمر فينفذ العبد في زمن كتابة الإنجيل أدنى مما هو اليوم كثيراً. فالمؤمن اختار أن يكون مثل عبدٍ فاختياره يجب أن يشتمل على التواضع. وهذا العدد وسابقة عبارة عن موعظة في التواضع وخدمة الآخرين. والمثل الذى قاله المسيح عن الولد (متّى ١٨: ٤) فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السماوات. " أى إن كان المؤمن يريد أن يكون «الأول» أعظم من «العظيم» كما أن «العبد» أحقر من «الخادم».

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
هنا يعرفهم ان الكبير هو من يخدم الصغير كما فعل واقام نفسه قدوة لهم .

تفسير (متى 20: 28 ) : كما ان ابن الانسان لم يأت ليخدم بل ليخدم ، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين “ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " كَمَا أَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ " عندما أمر المسيح تلاميذه بالخدمة لم يكن من فراغ بل مثلا ومثالا وقدوة لكى يحتذى به تلاميذه فيجب عليهم الإقتداء بالمسيح نه مشرع شريعة الكمال لهذا فتجسه كان مثالا  «فإنه إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ.. أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ» (فيلبي ٢: ٦، ٧)
ولم يأت
ملكا ولم يوبد من أسرة غنية باحتفال ومجد بل باتضاع، وظل طيلة حياته يفعل الخير   للآخرين، واحتمل بكل صبر وأناه فى تعب يعطي الناس إحتياجات الجسد والروح فشفى أمراضهم الجسدية وسد جوعهم  وغفر خطاياهم فحول حزنهم وآلامهم إى فرح وسلام وأمان وطمأنينة ، وأنكر نفسه على الدوام من أجلهم. فإنه خدم والديه وكان إبنا بارافي الناصرة كل السنين اتي تقضَّت عليه فيها ولم يترك أمه وحدد يوحنا تلميذه ليرعاها حتى وهو على الصليب . وخدم الناس في الجليل واليهودية نحو ثلاث سنين ونصف سنة قبل موته. ولم تنته خدمته على الأرض حتى وُضع في قبر يوسف الرامي. وهو لا يزال يخدم المؤمنين في السماء بشفاعته إلى الآب فيهم، وبإرساله مبشريه إلى العالم ينادون بالخلاص للناس. فهو خير مثال «فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ» (١بطرس ٢: ٢١).
2) "  لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ،"
  لِيُخْدَمَ تخدمه الناس مثل ملوك العالم وعظمائه ,أغنياؤه وسائر من لهم خدم وجنود وأمثالهم.مجيء المسيح من مجد السماء إلى الهوان من أعظم أمثلة إنكار الذات والخدمة في كل تاريخ العالم. (مر 10: 45) 45 لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».  (لوقا ٢٢: ٢٧ ) لان من هو اكبر؟ الذي يتكئ ام الذي يخدم؟ اليس الذي يتكئ؟ ولكني انا بينكم كالذي يخدم ( يوحنا ١٣: ٤، ١٤) قام عن العشاء، وخلع ثيابه، واخذ منشفة واتزر بها، 14 فان كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت ارجلكم، فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض"
3) " وَلِيَبْذِلَ نَفْسَه"
وتعنى عبارة "بَذَلَ نَفْسَهُ فِداءً" فى اللغة العربية " : جادَ بِنَفْسِهِ عَنْ طيبِ خاطِرٍ"  أي حياته. ومعنى "يبذل" عمل المستطاع وكل ما فى وسعه بكل جهدة وأقصى ما يستطيعه وهذا أعظم برهان على أنه لم يأتِ ليُخدم بل ليخدُم غيره، وكانت خاتمة خدمته للناس بذل حياته عنهم.
4) " فِدْيَةً " هي في الأصل ما يُعطى عن الأسير لنجاته من الأسر. ثم أُطلقت على كل ما ينقذ الإنسان من المصائب أو العبودية أو العقاب أو الموت (خر ٢١: ٣٠
) ان وضعت عليه فدية يدفع فداء نفسه كل ما يوضع عليه. (لاويين ٢٥: ٥٠ ) فيحاسب شاريه من سنة بيعه له الى سنة اليوبيل ويكون ثمن بيعه حسب عدد السنين.كايام اجير يكون عنده. (أمثال ١٣: ٨). فدية نفس رجل غناه.اما الفقير فلا يسمع انتهارا. "
 ومعنى قوله «بذل نفسه فدية» هو : (١) الناس أسرى الخطية وعبيد لها وتحت دينونة الله من أجلها وعرضة للموت (رومية ٢: ٦ - ٩ ) ( رو٣: ٩ - ٢٠، ٢٣ ) ( أفسس ٢: ٣ ) ( ١يوحنا ٥: ١٩). و(٢) أن المسيح بذل حياته ليفديهم من تلك العبودية والدينونة والموت وحرر أسرهم . مات  عنهم ذبيحة فداء اختياراً وقبل الرب موته بدل موتهم. وكان موت المسيح أهم مواضيع وعظ التلاميذ والرسل بعد يوم الخمسين. ولهذا فإن  المسيح لم يمت لتثبيت صدق تعاليمه، ولا لتقديم المثال للصبر على الاضطهاد لأجل البر وإعلان محبة الرب للناس، وإن كانت هذه من فوائد مجيئه، بل مات كفارة عن الخطاة وفداء بدلا منهم لكي لا يموتوا إلى الأبد.
5) " عَنْ كَثِيرِين" قصد بهذا المقارنة بين الواحد
الكلمة المتجسد الذي هو الفادي الذى حمل كل خطايا العالم والمتعدد كثيرون أي كل العالم وهم المفديون. ولأن ذلك الفادي ابن الرب كان لموته قيمة لا تُحد فيقبلها الرب بدل موت البشر إن أتوا إليه بالإيمان والتوبة. وقوله «عن كثيرين» كل الذين قبلوه ربا وإلها وفاديا ومخلصا ، وفق قول الرسول «الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع» (١تيموثاوس ٢: ٦ ) مثل قول (يوحنا ٣: ١٦ ) ( يو١٠: ١٥ ) (١يوحنا ٢: ٢). ولكن الفداء وإن كان عن جميع الأجيال وفى كل زمان ومكان قبله فقط كثيرون لا كل الجميع. ويظهر كثرتهم قوله «بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ» (رؤيا ٧: ٩).
(فيلبي ٢: ٥ الخ)  فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع ايضا: 6 الذي اذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله. 7 لكنه اخلى نفسه، اخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. 8 واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب. 9 لذلك رفعه الله ايضا، واعطاه اسما فوق كل اسم 10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض، 11 ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب لمجد الله الاب  ( دانيال ٩: ٢٤، ٢٦ ) سبعون اسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الاثم وليؤتى بالبر الابدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين.  26 وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها.  ( متّى ٢٦: ٢٨ )  لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا. (يوحنا ١١: ٥١، ٥٢ ) ولم يقل هذا من نفسه، بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة، تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة، 52 وليس عن الامة فقط، بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد. (رومية ٥: ١٥، ١٩ ) (١تيموثاوس ٢: ٦ )  الذي بذل نفسه فدية لاجل الجميع، الشهادة في اوقاتها الخاصة،  (تيطس ٢: ١٤ ) الذي بذل نفسه لاجلنا، لكي يفدينا من كل اثم، ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة.  (عبرانيين ٩: ٢٨ ) هكذا المسيح ايضا، بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه. (١بطرس ١: ١٩) بل بدم كريم، كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
كأنه يقول لهم أنا ملك القوات العلوية قد صرت انساناً وقبلت الحقارة والآلام والموت فدية لخلاص اعدائي افلا تقبلون انتم ان تضعوا انفسكم لا فدية من اجل الغير بل لتكسبوا الرفعة لانفسكم .
 

تفسير انجيل متى الاصحاح العشرون

 شفاء أعميين في أريحا  (متى 20: 29- 34)

شفاء أعميين في أريحا

تفسير (متى 20: 29 ) : وفيما هم خارجون من اريحا تبعه جمع كثير ،
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَفِيمَا هُمْ خَارِجُون"َ المعجزة الآتية صنعها المسيح وهم خارج من المدينة أى قبل دخول المدينة ، وهذا وفق ما قاله مرقس (مرقس ١٠: ٤٦).  وجاءوا الى اريحا. وفيما هو خارج من اريحا مع تلاميذه وجمع غفير كان بارتيماوس الاعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي." وقال لوقا أيضا إن المسيح صنعها «لما اقترب من أريحا» (لوقا ١٨: ٣٥).ولما اقترب من اريحا كان اعمى جالسا على الطريق يستعطي."  وقال بعض المفسرين أن قصد لوقا الإنباء بأن المسيح صنعها وهو قريب من أريحا أى خارج أسوارها ولم يدخلها بقطع النظر عن أنه صنعها داخلها أو خارجها. وقال آخرون أن الأعمى صرخ إلى المسيح وهو داخل المدينة، وأنه تبع يسوع في الطريق، والتقيا بأعمى آخر، فلم يشفهما المسيح إلا بعد خروجه منها. وقال آخرون أن الحادثة التي ذكرها متّى ليست الحادثة التي ذكرها لوقا. ووجود ثلاثة عميان في أريحا أمر وارد  لأنها كانت مدينة كبيرة. ولعل المسيح أبرأ الأعمى الذي ذكره لوقا وشاع خبره حتى بلغ الأعميين الآخرين، فلاقياه وهو خارج من المدينة.
وقول لوقا «لما اقترب» يشير إلى المكان، أو إلى الوقت. ومما يبين لنا أن لوقا لم ينظر إلى الوقت سياق كلامه عن تلك الحادثة، فإنه قال «ثُمَّ دَخَلَ وَاجْتَازَ فِي أَرِيحَا» (لوقا ١٩: ١) وبعدما قال ذلك ذكر حوادث جرت وهو في المدينة كنزوله في بيت زكا.
2) " أَرِيحَا " مدينة تقع على بُعد ١٧ ميلاً شمال شرق أورشليم، وسُميت أيضاً مدينة النخل (تثنية ٣٤: ٣). بناها قديماً الكنعانيون ثم افتتحها يشوع وهدمها يوم كانت وطن راحاب إحدى نساء سلسلة نسب المسيح (يشوع ٦: ٢٦). وهي المرأة الأممية الوحيدة التي ذكرت في قائمة الممتازين بالإيمان (عبرانيين ١١) وجدد بناءها حيئيل البيتئيلي بعد ٢٥٠ سنة من هدمها (١ملوك ١٦: ٣٤) وكان فيها أيام إيليا مدرسة لبني الأنبياء (٢ملوك ٢: ٥) وتجاه تلك المدينة شرقي الأردن صعد إيليا إلى السماء، وفيها أبرأ أليشع المياه المرة (٢ملوك ٢) وذكر ٣٤٥ من بنيها بين العائدين من سبي بابل (عزرا ٢: ٣٤) ولرجالها ذكرٌ حسن بين بناة أورشليم (نحميا ٣: ٢) وزيَّنها هيرودس الكبير بقصور نفيسة وقنوات محكمة الصنع ومات، وجدد ابنة أرخيلاوس بعض ما هُدم من قصورها. وكانت في أيام المسيح المدينة الثانية في يهوذا، وبلغ عدد سكانها يومئذٍ نحو مئة ألف، واشتهرت بالبلسم المشهور وهو من محصولاتها المعروفة وعظمت تجارتها كثيراً.
3) " تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِير"  كلمة جمع وجموع تكررت كثيرا تشير إلى من يتجمع حول المسيح  من تلاميذ المسيح وجماعات من بلاد مختلفة صاعدة إلى أورشليم للفصح وراته فى أريحا فإلتفوا حوله .

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اريحا رمز عن هذا العالم واورشليم عن العالم المزمع ومعناها المزمع .
تفسير (متى 20: 30 ) : واذا اعميان جالسان على الطريق . فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين : “ ارحمنا يا سيد ، يا ابن داود ! “

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى ٱلطَّرِيقِاقتصر مرقس ولوقا على ذكر أعمى واحد ربما شفى المسيح أعميان كما قال لوقا الذى رآهما ربما جالسين متباعدين فرأى الرب يشقيهم أما مرقس ولوقا فرأى شفاء لأن دخول هذه المدن كانت تمتد لمسافة طويلة . وإذا قارنا أقوال البشيرين الثلاثة تحققنا إن أقل من المسيح شفى على الأقل أعميين أحدهما ابن تيماوس، وهو أشهرهما لأمر نجهله. فاكتفى مرقس ولوقا بذكره دون رفيقه. وحدث مثل ذلك في أمر المجنونين في جدرة، إذ اكتفى مرقس ولوقا بذكر أحدهما وذكر متّى الاثنين (متّى ٩: ٢٨) وكذلك ذكر متّى الأتان والجحش واقتصر مرقس على ذكر الجحش (متّى ٢١: ٢ ) ( مرقس ١١: ٢).
شفاء الأعمى كان علامةً مسيانيةً من العهد القديم (أش ٢٩ :١٨
) ( أش ٣٥ :٥) ( أش ٤٢ :٧ ,١٦ ,١٨ ) كان لدى يسوع حنّو نحو أولئك الذين العميان (مت ٢٠ :٣١ )
2) " . فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْن"  سمعا أولاً ضجيج الجماعات المارة واصواتهم . فسألا عن سبب ذلك فأجابهما بعض المارة أن يسوع مجتاز (لوقا ١٨: ٣٨) أن حتى الأعميان عرفا يسوع وأن شهرته كمعلم وصانع المعجزات وصلت أريحا بالرغم من أنه لم يرسل أحد يبشر فيها
3) " ٱرْحَمْنَا " هذا دليل على شعورهما بشقائهما وعدم استحقاقهما ودليل على ثقتهما بقدرة المسيح على إرجاع البصر إليهما .
4) "يَا سَيِّدُ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ" كلمة "سيد" تعنى رب وتطلق على الرب الإله عندما تضاف إليها الألاف اللام "السيد"
 
إن كان غيرهما من الفريسيين والكتبة لم يعتبره سوى يسوع الناصري، أي ابن بلدة حقيرة، فإنهما اعتبراه عظيماً وعرفا أنه إبن داود وسمعا عن ما صنعه من المعجزات، الأعميين لم يبصراه بعيون الجسد، لكنما رأيا فيه بعيون الإيمان ما لم يره أكثر أهل أريحا، وما لم يره رؤساء الكهنة وعلماء الشعب فنداؤهما المسيح بذلك الاسم علامة إيمان عظيم، لأنهما لم يشاهدا شيئاً من آياته.
ويحتمل أنهما أُخبرا بحوادث معموديته في الأردن القريب من أريحا فآمنا بأنه المسيح، ولذلك ناداياه باللقب الذي يطلقه اليهود على المسيح المنتظر
وهذه المرة الوحيدة التى يطلق عليالمسيح
متى يدّون استخدام
لقب "إبن داود" لقب مسياني في معظم الأحيان (مت ١ :١) (مت ٩ :٢٧) ( مت ١٢ :٢٣)  (مت 15: 22) ( مت 20: 30) ( مت 21: 9 و 15) ( مت 23: 43 و 45)

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يظهر ان الاعميين لم يكن لهما مرشد لذلك جلسا في الطريق . ذكر مرقس انه اعمى واحد واسمه طيمى ابن طيمى اي عيناه مطموستان فهو أعمى ابن أعمى . ومتى يذكر أعميين فيستنتج من ذلك ان طيمى الذي ذكره مرقس كان احد هذين الاعميين أو ان المسيح عمل آيتين في ذلك الطريق ففتح اعين الاعميين كما ذكر متى وعيني طيمى ابن طيمى الذي ذكره مرقس . وقد اعترفا هذان الاعميان بانه الرب الاله وان كان ابن داود بالجسد .
تفسير  عدد 31 : فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين : “ ارحمنا يا سيد ، يا ابن داود ! “
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَٱنْتَهَرَهُمَا ٱلْجَمْعُ لِيَسْكُتَا،" ليجذبا إنتباه  يسوع إليهما أنهما محتاجان معجزة فكانت فرصة لهما ليريان وتنفتح عيونهما وكان صراخهما مزعجا لحاجتهم وبلجاجة المتسوليين
 ولأنهما أزعجوا المحيطين بيسوع فظنوا أن مناداة الأعميين المتسولين تزعج المسيح ايضا ، وربما كان يسوع يكلم الناس حينئذٍ فانتهروهما ليسمعوا خطابه.
2) " ، فَكَانَا يَصْرُخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ: ٱرْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ"  لم يُسكتهما انتهار الجمع لشدة رغبتهما حتى يسمعهما المسيح الشافى فهذه فرصة كبيرة لهما المسيح يأتى إليهم اريحا ، وكان تصرفهما لشعورهم بعجزهم وأنهم يريدان أن يبصرون مثل سائر الناس حتى يعنملان ويتركا مهنة التسول على الطريق المؤدى لأريحا . فاستمرا يصرخان وزادا إلحاحاً وأثبتا إيمانهما بمقاومة كل المعوقات . فلنتعلم من الأعميان اللجاجة قى طلباتنا وعلى الخطاة الذين يأتون إلى المسيح أن يسألون المسيح بدون ملل بغية شفاء نفوسهم أن يتوقعوا الموانع وانتهار الغير إياهم، وأن لا يمنعهم ذلك عن الشفاء الروحى والحصول على خلاص المسيح، كما أنه لم يمنع الأعميين من نوال البصر. إنهما اغتنما الفرصة مخافة ألا تسنح لهما غيرها. ويحث الروح القدس المؤمنين على اغتنام الفرصة للحصول على الخلاص بقوله: «هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (٢كورنثوس ٦: ٢).

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ترك المسيح الجمع ان يزجرهما لكي يظهر إيمانها الكثير .
تفسير (متى 20: 32 ) : فوقف يسوع وناداهما وقال : “ ماذا تريدان ان افعل بكما ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ:" سمع يسوع وهو يسير صراخ العميان لأجل الرحمة وأوقفه عن المسير، مع أنه صراخ المتسولين على الطريق. ولا يزال اليوم يسمع صراخ طالب الرحمة، وهو بين جنود السماء كما سمعه وهو بين جموع الزوار في أريحا، قال مرقس إن الذي ناداه بعض المشاهدين بأمر من المسيح (مرقس ١٠: ٤٩) ولكن متى لاحظ أن المسيحسمع نداهما  وزاد مرقس على ما قاله متّى أن بارتيماوس (وهو أحد الاثنين) طرح رداءه رغبة في سرعة الوصول إلى المسيح.
2) "  مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟" مَاذَا تُرِيدَانِ ذلك دليل على استعداده لإعانتهما فوقف ونادهما ، وجعل ذلك وسيلة لإظهارهما فى وسط الجموع وثقتهما بقدرته وإرادته أن يشفيهما.
تفسير (متى 20: 33 ) : قالا له : “ يا سيد ، ان تفتح أعيننا ! “.

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "«قَالاَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!»" كان طلبهما في أول الأمر عاماً، وأما الآن فطلبهم تفتيح أعينهما

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يكن يجهل غرضهما ولكنه تشبه بابيه حين سأل آدم اين انت . وقابين اين هابيل أخوك . وموسى ما هذه في يدك ( خر 4 : 2 ) . وثم لكي تظهر امانتهما وعدم أمانة اليهود وحتى لا يظن اليهود ان الاعميين كانا يطلبان شيئاً وهو اعطاهما شيئاً آخر .

.
تفسير (متى 20: 34) : فتحنن يسوع ولمس أعينهما ، فللوقت أبصرت اعينهما فتبعاه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا،" وظهر حنو المسيح ورأفته لا عظمة قوته على الأعميان ،  .  الناس انتهروا الأعميين لصراخهما، وأما المسيح فتحنن عليهما وشفاهما.
2) " فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا "
ونالا الأعميان تفتيح أعينهما في الحال، لا تدريجياً كما حدث لعميان أبراهم المسيح (مرقس ٨: ٢٣ - ٢٥).
3) " فَتَبِعَاهُ " أول ما حصلا على نعمة البصر استخدماها ليتبعا المسيح، دلالة على شكرهما له وإيمانهما به ومحبتهما له. ولعلهما تبعاه إلى أورشليم. ويجب أن كل من أبرأه المسيح من العمى الروحي يتبعه بالشكر والإيمان والمحبة

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اثنتان أظهرتا انه اله الاولى منح الشفا بسلطانه لا بالصلاة والثانية سرعة قوته في شفائهما في لحظة . وكثيرون بعدد ان شفوا انكروا احسانه . اما هذان الاعميان فقبل الشفاء اظهرا الصبر وبعدد الشفاء اعترفا بفضله ومضيا وراءه .

 

 

 

This site was last updated 04/05/23