Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل متى الإصحاح الرابع والعشرون (مت 24: 1- 22)

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تفسير / شرح الإنجيل كما رواه متى الإصحاح الرابع والعشرون (مت 24: 1- 22)

تقسيم فقرات الإصحاح الرابع والعشرون  من إنجيل متى (مت 24: 1- 22)
1. هدم الهيكل القديم (مت 24: 1-2)
2. ظهور مسحاء كذبة (مت  24: 3-5)
3. قيام حروب وكوارث (مت  24: 6-7)
4. حدوث مضايقات (مت 24: 8-10)
5. ظهور أنبياء كذبة (مت  24: 11-14)
6. رجسة خراب الهيكل (مت  24: 15)
7. وصايا للدخول في الملكوت (مت  24: 16-20)
8. الضيقة العُظمى (مت  24: 21-22)
 مقارنة النص الإنجيلى الذى ورد فى (مت ٢٤ :١ -٣٦) بالمقارنة بما ورد فى  ( مر ١٣ :١ -٣٧ّ )
1) ( مت ٢٤ ) (مر ١٣ ( لو ٢١ ) يصعب تفسيرها لأنها تتناول عدة أسئلة فى نفس الوقت تحتاج لإجابة وهذا هو العادة فى النبوات المختومة اى التى لا تعرف متى ستحدث (مت ٢٤ :٣ ) لنوع الأدبي في المقاطع االتى تتكلم عن المستقبل في العهد الجديد هي عادةً تكون مزيجاً من لغة رؤية  وتنبؤية والتي تكون غامضة ً عن عمد وذات رمزية عالية.
١ -متى سيدمر الهيكل؟
٢ -ما العلامة التي ستدل على رجوع المسيا؟
٣ -متى سينتهي هذا الدهر؟
هناك عدة فقرات في العهد الجديد (مت ٢٤ ) (مر ١٣ ) (لو ١٧ و ٢١ ,١ ) (  ٢ تس ) ( رؤ ) تتناول موضوع المجيء الثاني. الفقرات تركز على :
١ -الوقت بالضبط الذي سيجري فيه الحدث غير معروف ولكن الحادثة أمٌر مؤقت.
٢ -يمكننا أن نعرف التوقيت العام ولكن ليس توقيت محدد للأحداث.
٣ -سيحدث فجأةً وبشكل غير متوقع.
٤ -علينا أن نكون في حالة صلاة واستعداد وأن نكون أمناء للمهمات الموكلة إلينا.

2)- هناك مشادة لاهوتية بين المفسرين حول المجئ الثانى بعضهم يقول (١ ) العودة في أي لحظة (مت ٢٤ :٢٧ ,٤٤) والآخرين يقولوا  (٢ ) حقيقة أن بعض الأحداث في التاريخ لا بد أن تحدث.
ولكن عموما العهد الجديد يقول أن بعض الأحداث تجري كعلامات قبل المجيء الثاني:
١ - سيكرز بالإنجيل في كل العالم (مت ٢٤ :١٤) ( مر ١٣ :١٠ )
2 - الإرتداد العظيم (مت 24: 10- 13) (1تيم 4: 1) ( 2تيم 3: 1) (2تس 2: 3)
3 - إعلان " إنسان الخطيئة" (دا 7: 23- 27) (دا 9: 24- 27) (2تس 2: 3)
4 - إزالة ما/ من يعيق (٢ تس ٢ :٦ -٧ )
٥ -اليقظة الروحية اليهودية (زك ١٢ :١٠) ( رو ١١ )

3)  الآيات ٣٧ -٤٤ ليست متشابهة في مرقس. فيها متشابهة إزائية جزئية في (لو ١٧ :٢٦ -٣٧ )

تفسير انجيل متى الاصحاح الرابع والعشرون

المسيح ينبئ بخراب الهيكل (متى 24: 1- 2)

المسيح ينبئ بخراب الهيكل
 
ذكررت نبوة المسيح عن خراب الهيكل فى (مرقس ١٣: ١ الخ ) وفى (لوقا ٢١: ٥ الخ)

 تفسير (متى 24: 1 ): ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل ، فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ ٱلْهَيْكَلِ" يسوع كان يعلم هناك منذ (مت ٢١ :٢٣ ) ."ولما جاء الى الهيكل تقدم اليه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلم " حينما يقال خرج من الهيكل أى خرج من مبنى الهيكل ذاته وكان الشعب رجالا ونساءا يدخل إلى رواق يسمى رواق النساء الرجال فى أسفل والنساء على سطح الرواق كما فى عادة بناء الكنائس القديمة فى مصر
خَرَجَ يَسُوع حسب عادة اليهود يذهبون كل سنة إلى الهيكل فى أروشليم حيث الهيكل موجود والهيكل هو قبلتهم يتجهون إلأيه فى صلاتهم طول السنة والمسيح كان يذهب للهيكل كل سنة وهذا خروجه الأخير من الهيكل، وقد ذهب بعده إلى جبل الزيتون (ع ٣) وتكلم معه تلاميذه في الطريق عن غرابة بناء الهيكل (مرقس ١٣: ٤).«قل لنا متى يكون هذا وما هي العلامة عندما يتم جميع هذا؟»
2) " فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ ٱلْهَيْكَل" أنظر إلى خريطة أبنية الهيكل فى خريطة هيكل هيرودس وهو خارج من الهيكل كانت توجد أبنية حوله هى أروقة أخرى مثل رواق سليمان ورواق الأمم وغيرها من المبانى (مر ١٣ :١) وفيما هو خارج من الهيكل قال له واحد من تلاميذه: «يا معلم انظر ما هذه الحجارة وهذه الابنية؟»
أَبْنِيَةَ ٱلْهَيْكَلِ (راجع متّى ٢١: ١٢ )هذه كانت الكلمة اليونانية التي تشير إلى كل منطقة الهيكل ( hieron أي كل ما بُني في أرضه من غُرف ودور وأروقة وأعمدة وأبواب جميلة مغشاة بالفضة والذهب، كانت مطلية بالكلس الأبيض مع حافة ذهبية. وكان أحدهما من النحاس الكورنثي. قال مرقس إن التلاميذ وجهوا أفكار المسيح إلى حجارة الهيكل. وقال يوسيفوس المؤرخ إن طول بعض تلك الحجارة كان ٤٥ ذراعاً، وعرضه ستاً، وسمكه خمساً، وإنه كان أكبر الحجارة في الجانب الشرقي من الهيكل حيث بُني الجدار من بطن الوادي إلى قمة جبل الموريَّا. مشروع هذا البناء استغرق من هيرودوس الكبير أكثر من 46 عاماً لكي يكتمل (يو ٢ :٢٠) "فقال اليهود:«في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل، افانت في ثلاثة ايام تقيمه؟»  هذا المشروع قُصد به أن يسترضي اليهود، الذين كانوا مستائين لأن الأدوميين كانوا يحكمونهم.
هذا البناء الذى بناه هيرودس naos كان قد صار الرجاء الأكبر لليهود وفخرا لهم (إرميا ٧) رمز محبة الرب لليهود الرب يسكن وسط شعبه

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لانه قال هوذا بيتكم يترك لكم خراباً فانزعج التلاميذ وتحيروا لانهم لم يتصوروا كيف يخرب مثل ذلك البناء المتين العجيب . لاجل ذلك تقدموا ليروه اياه لا لأنه لم يكن قد رآه قبلاً بل ليستدروا رحمته وشفقته على الهيكل والمدينة كي لا يسمح بخرابها كما أنبأهم .

 تفسير (متى 24: 2 ) : فقال لهم يسوع : “ أما تنظرون جميع هذه ؟ الحق اقول لكم : إنه لا يترك ههنا حجر على حجر إلا ينقض ! “ .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَقَالَ لَـهُمْ يَسُوعُ: أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هٰذِهِ؟ " كان هيكل الذى بناة سليمان وسمى الهيكل الأول الذى دمر وأعيد ترميمة ثم بنى هيرودس الهيكل الثانى بدلا منه خارج أورشليم وايضاعلى جبل أسمه المريا وأمامه أنشأ مسطحا مساحتة تساوى مساحة 24 ملاعب كرة القدم وذلك بعمل قبوات من الأرض حتى مستوى قمة جبل المريا أمام الهيكل فوق بعضها وعليها سقف الذى هو المسطخ وحول الهيكل أنشأ أروقة بعضها عليها سقف والسبب أن اليهود يتقضون الفصح فى أورشليم حيث يتجمع حوالى 750 ألف يهودى شاهد كيفية بناء هيرودس الهيكل هيكل سليمان الذى أعاد بناؤه هيرودس الكبير

2) "  ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ هٰهُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!»." هذه العبارة بنية نحوية قوية تتألف من نفي مضاعف. هذه تدل على الدمار الكامل. لا بد أن هذه كانت قد أذهلت التلاميذ. المؤرخ اليهودى يوسيفوس Josephus يخبرنا أنه في عام ٧٠ ميلادية دّمر الجيش الروماني هذا الموقع بشك ل كامل لدرجة أن المرء كان يستطيع أن ينفخ تراب الأرضية على جبل المريّا (ميخا ٣ :١٢) ( إر ٢٦ :١٨ ) حيث كان يقع الهيكل.
حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ كان كلامه يظهر وقتئذٍ من أبعد الممكنات، لأن اليهود كانوا يومئذٍ في حال السلم والراحة وكان الرومان يعاملوهم معاملة خاصة ولهم حرية عبادة إلههم . وكان الرومان في قوة لا يظن أحد أن تعصاها أمة صغيرة كاليهود. وكان الهيكل واسعاً غنياً في غاية السمو وافتخار الأمة به، ولكن بعد ٤٠ سنة أخربه الرومان في سنة ٧٠م، لأن اليهود عصوا الرومان فأرسل الرومان الجنود لإذلالهم. وأراد تيطس القائد الروماني أن يحتفظ بالهيكل، لكن أحد جنوده ألقى النار إلى الهيكل خلافاً لأمره. ولما بدأت تتقد فيه بذل جهده في إطفائها فلم يستطع، فتم خرابه.
وبعد أن استولى تيطس على المدينة والهيكل أمر بهدم المدينة والأسوار إلى أسسها، ولم يترك إلا ثلاثة أبراج بناها هيرودس الكبير في ناحية الشمال الغربي من المدينة. وفعل العسكر ذلك رغبة في إرضائه، وفي كشف ما دُفن هنالك من الكنوز. فحرث كيرنتيوس روفس أحد قواد تيطس الأرض التي كانت فيها أسس الهيكل. قيل إن الخراب بلغ مبلغاً غريباً حتى تعذر على من قصد ذلك المكان التصديق إنه كان مأهولاً. ولا يناقض نبوة المسيح ما يصادف اليوم من بقايا جدران المدينة التي أقيمت لتوسيع دائرة الهيكل، فإن بقاءها هنالك نتج عن مواراتها بالحجارة التي طُرحت عليها وقت الهدم. ولم يكن من قصد الجنود أن يبقوا حجراً على حجر فوقع ذلك رغماً عن إرادتهم. ولم تظهر بقايا تلك الجدران إلا بعد مرور سنين كثيرة.

المؤرخ يوسيفوس osephus يخبرنا أن هيرودوس الكبير استخدم حجر كلس أبيض أو mezzeh ،والذي كان من أصل تلك المنطقة.هذه الحجارة التى وضعت فى الأساس وكذلك حجارة السور كانت ضخمة ٢٥×٨×١٢ كوبية  وحدة حجم بالمتر المكعب (الكوبية كانت ١٨ -٢١  إنشاً من محاجر أو تلال بجانب المبنى الذى يراد إنشاؤه ؛ ولذلك فإن الحجم الكامل لأي من هذه الحجارة كان ً جداً،سيعادل تقريبا ٣٦٠٠ كوبية مربعة).

وفيما يلى النبوات التى وردت عن تدمير وتحطيم الهيكل

 (١ملوك ٩: ٧ )  فاني اقطع اسرائيل عن وجه الارض التي اعطيتهم اياها والبيت الذي قدسته لاسمي انفيه من امامي ويكون اسرائيل مثلا وهزاة في جميع الشعوب. ( إرميا ٢٦: ١٨ ) ان ميخا المورشتي تنبا في ايام حزقيا ملك يهوذا وكلم كل شعب يهوذا قائلا هكذا قال رب الجنود ان صهيون تفلح كحقل وتصير اورشليم خربا وجبل البيت شوامخ وعر.  (ميخا ٣: ١٢ ) لذلك بسببكم تفلح صهيون كحقل وتصير اورشليم خربا وجبل البيت شوامخ وعر (لوقا ١٩: ٤٤)ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرا على حجر لانك لم تعرفي زمان افتقادك»

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تمت هذه النبوة أولاً على يد أليسادريانوس القيصر الذي أخذ حجار اسوارها وطرحها في بحيرة سدوم وقطع حجاراً أخر وعمر اسوارها وسماها باسمه البوفوليس . ثم بعد ذلك هدمها يوليانوس الكافر وخربها . اما هذا فلكي يكذب قول المسيح ” انه لا يترك حجر على حجر الا ينقض ” أذن لليهود ان يبنوها ويعمروا الهيكل الذي خربه ادريانوس اما اليهود فبعد ان هدموا ما بقي من الهيكل لكي يثبتوا بنيانه كانوا كلما حفروا شيئاً نهاراً امتلأ ليلاً من دون يد انسان وما كفوا عن البناء حتى قدحت نار من اساسه واحرقت منهم كثيراً .

تفسير انجيل متى الاصحاح الرابع والعشرون

 علامات نهاية الزمان (متى 24: 3- 14)

علامات نهاية الزمان

 تفسير (متى 24: 3 ): وفيما هو جالس على جبل الزيتون ، تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين : “ قل لنا متى يكون هذا؟ وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر ؟”

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  " وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ" جَبَلِ ٱلزَّيْتُون هو شرق أورشليم، وقمته أعلى بحوالى 100م من قمة جبل المريا الذى عليه الهيكل  وتُرى منه المدينة والهيكل بوضوح وكان يسوع وكثير من اليهود ينامون على جبل الزيتون فى موسم عيد الفصح لأن المدينة لا تساع هذا العدد فى وقت واحد وكان اليهود يأتون إليها فى مجموعات فى قوافل قادمة من قرىو ومدن  الأراضى المقدسة وأيضا من الشتات أى من أنخاء العالم القديم حيث تعتبر أورشليم قبلة كل يهودى فتمتلئ المدينة باكثر من 750 ألف يهودى فى اسبوع واحد الذى هو اسبوع عيد الفطير

وجبل الزيتون في القدس من الجبال الهامة لما يمثله من قداسة ومكانة دينية ولا يفصله عن مدينة أورشليم والهيكل سوى واد ضيق صغير نسبيا, فهو مجاور ومطل على المدينة المقدسة وهو ايضا مطل على المسجد الاقصى الذى كان فى الأصل الهيكل اليهودى .
ويعتبر جبل الزيتون  الحد الشرقي للمدينة , فهو يستقبل كل من يرد عليها من برية القدس. وجبل الزيتون اليوم عليه فندق الاقواس السبعة, وحظي الجبل دون غيره باهتمام عميق من قبل الحجاج والرحالة والمؤرخين , خاصة أنه مسار السيد المسيح فى زيارته الأخيرة للهيكل حيث نزل من أعلاه فى يوم الشعانيين كما قبض عليه فى الجسثيمانية  ومن المؤسسات والاماكن الدينية الموجودة على جبل الزيتون: مستشفى المطلع (اوغستا فكتوريا), مستشفى المقاصد, ,  قبة الصعود , كنيسة ايلونا (كنيسة ابانا الذى) - الزيتونة, وكنيسة السيد الباكي, كنيسة كل الأمم (الجثمانية), كنيسة مريم المجدلية وعلي الجبل مجموعة من المقابر اليهودية.

يقع جبل الزيتون   شرقي البلدة القديمة في القدس - وسمى بجبل الزيتون لكثرة اشجار الزيتون الذي تغطيه ووردت هذه التسمية في أسفار العهد القديم والعهد الجديد والمصادر الرومانية،

يتكون الجبل من سلسلة من القمم تمتد بطول يصل الى حوالي 3,5 كم وهذه القمم من الشمال الى الجنوب: جبل المشارف (826م) حيث بلدة العيسوية، وجبل الطور(816م) وفيه مجموعة كبيرة من الكنائس والمساجد والمزارات والمشافي مثل المقاصد والمطلع، وجبل بطون الهوى(746م) حيث راس العمود والجزء الشرقي من سلوان وأن كثيرا من الناس لا يعرفون أن هذا القسم يتبع جبل الزيتون.

3) " تَقَدَّمَ إِلَيْهِ ٱلتَّلاَمِيذُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ قَائِلِينَ:" لم يتقدم إليه جميع ٱلتَّلاَمِيذُ أي أربعة منهم وهم بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس (مرقس 13: 3) وفيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل ساله بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس على انفراد: " . ويعتقد أن هؤلاء التلاميذ تشاوروا حول السئلة التى سالأوها للمسيح  وهذا لا يستلزم أن بقية التلاميذ لم يسمعوا الخطاب. إنما السؤال كان من الأربعة.

وفى مرقس سأله التلاميذ سؤالين (مر ١٣ :٤) «قل لنا متى يكون هذا وما هي العلامة عندما يتم جميع هذا؟» ( لو ٢١ :٧ ) فسالوه: «يا معلم متى يكون هذا وما هي العلامة عندما يصير هذا؟»  ، ولكن مت ٢٤ :٣ تظهر أسئلة موسعة. كان هناك عدة أحداث أراد التلاميذ أن يعرفوا عنها: (١ ) دمار الهيكل، (٢ ) المجيء الثاني و(٣ ) نهاية هذا الزمان. على الأرجح أن التلاميذ فكروا فى هذه الثلاثة  ولكن الذين سألوه أربعة منهم .
4) " قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هٰذَا،"
هٰذَا أالسؤال عن خراب أورشليم بناءً على ما النبات التى قالها وهو في الهيكل (متّى ٢٢: ٣٨) وما قاله وهو على الطريق (ع ٢) . ولمعلومات القراء  تنبأ لهم إرميا بمثل هذا الخراب في أيام نبوخذنصر، ويمكن قراءة الكثير من أصحاحات هذه النبوة لمناسبتها ولزيادة التشابه بين السيد له المجد وهذا النبي العظيم إرميا، الذي تكلم بالحق ولم يشأ أن يساير الباطل.

5) " وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ" :َ أشار المسيح إلى مجيئه الثاني في (متّى ٢٣: ٣٩) لاني اقول لكم: انكم لا ترونني من الان حتى تقولوا: مبارك الاتي باسم الرب!». وتوقع التلاميذ رجوعه يقيناً وحقيقة ليعاقب أعداءه ويملك ملكاً أرضياً، حتى أنهم بعد موته وقيامته كانوا لا يزالون يتوقعون قرب مجيئه (١تسالونيكي ٢: ١٩ ) لان من هو رجاؤنا وفرحنا واكليل افتخارنا؟ ام لستم انتم ايضا امام ربنا يسوع المسيح في مجيئه؟ (2 تس2 : 1)  ثم نسالكم ايها الاخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا اليه، (1 تس 3:13) لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة، امام الله ابينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه. (يع 5: 8) فتانوا انتم وثبتوا قلوبكم، لان مجيء الرب قد اقترب(2 بط 3:  12) منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب، الذي به تنحل السماوات ملتهبة، والعناصر محترقة تذوب.

 (١تسالونيكي ٥: ١ الخ) واما الازمنة والاوقات فلا حاجة لكم ايها الاخوة ان اكتب اليكم عنها، 2 لانكم انتم تعلمون بالتحقيق ان يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء. 3 لانه حينما يقولون:«سلام وامان»، حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة، كالمخاض للحبلى، فلا ينجون. 4 واما انتم ايها الاخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص. 5 جميعكم ابناء نور وابناء نهار. لسنا من ليل ولا ظلمة. 6 فلا ننم اذا كالباقين، بل لنسهر ونصح.

6) " وَٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ؟" ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ تعنى كلمة الدهر باللغة العربية : الزمن أو العمر .. ولا نعرف ماذا قصدوا بانقضاء الدهر. هل أرادوا بها نهاية النظام اليهودى الحاضر وبدء مُلك المسيح على الأرض كانتظارهم مع سائر اليهود لمجئ المسيح الثانى ، أو هل أرادوا نهاية العالم كله (يوم القيامة وإنقضاء العالم ونهايته)  كما أنبأ المسيح (في متّى ١٣: ٣٩، ٤٠ )  والعدو الذي زرعه هو ابليس. والحصاد هو انقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة. 40 فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم:  "  فجمعوا في هذا السؤال ثلاثة أشياء: (١) خراب الهيكل (٢) مجيء المسيح ثانيةً (٣) انقضاء العالم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

ظن التلاميذ ان خراب المدينة والهيكل ومنتهى العالم كل ذلك يتم في وقت واحد لذلك سألوه . وقد تكلم المسيح من هنا أو هناك ( مت 24 : 23 ) عن خراب اورشليم الذي تم على يد اسبيسيانوس وتيطس ابنه . ولم يكشف لهم يوم مجيئه لا لأنه لم يكن يعلم بل لأن علمنا بذلك يؤذينا ولا يفيدنا اذ يورثنا التهاون واهمال الفضائل نظراً لطول الزمن . لاجل ذلك اقتضت حكمته تعالى اذ يحجب عنا يوم الموت ويوم انقضاء العالم . 

 تفسير (متى 24: 4 ): فاجاب يسوع : “ وقال لهم انظروا ! لا يضلكم احد .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَأَجَابَ يَسُوعُ " أورد إنجيل متى إجابة المسيح في أصحاحي ٢٤، ٢٥ كليهما، وهو ما تفوه به على جبل الزيتون . ومن الواضح افى إجابته ثلاثة أمور تستحق الالتفات إليها: (١) إن المسيح لم يبين زمان حدوث ما أنبأ به. (٢) إنه أنبأ بأمرين هما: خراب أورشليم ونهاية العالم. وأولهما رمز إلى الثاني، فيعسر علينا كثيراً أن نميز أي الأمرين كان يشير إليه، وأين ينتهي كلامه عن الأول، وأين يبدأ الثاني. وليس هناك فاصل واضح، لكننا نعلم أن أول كلامه كان يشير بالأكثر إلى خراب أورشليم الذي هو رمز، وآخره إلى نهاية العالم الذي هو المرموز إليه. والذي يقرب أن يكون فاصلاً بينهما هو في (متّى ٢٤: ٢٨) وكثير منه يشتمل على كلا الموضوعين. و(٣) أن تلك النبوة كسائر النبوات لم يقصد الرب أن نفهمها حق الفهم إلا بعد أن تتم لأنها نبوة مخفية عن المعرفة ولكنها تحذير لعلامات معينة قبل إتمامها . وغايته منها أن تقوى ثقتنا بصدقه عند إتمامها، لا مجرد إنبائنا بالمستقبل (يوحنا ١٤: ٢٩) وقلت لكم الان قبل ان يكون، حتى متى كان تؤمنون.
2) "ٱنْظُرُوا، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ "
هذا أمر مضارع مبني للمعلوم مع أداة نفي كانت تعني التوقف عن عمٍل آخٍذ في الحدوث. هذا التصريح انتشر كثيرا (مر١٣ :٥ ,٩ ,٢٣ ,٣٣ ) هناك اختلاط وتشوش لاهوتي كبير في هذا المجال. الكنيسة لم تكن لها خط واضح وصريخ من حيث موضوع ً ما يحدث فى المستقبل عن خراب اورشليم والآخرة .

ما أحلى أن ينتظر المسيحيين المجئ الثانى فى حياتهم ويستعدوا له مثل العذارى الحكيمات وينادى بان العريس أتى هذا هو ما عاشته الكنيسة الأولى فعلا ولكن أتى الموت وذهبوا للمسيح فكانوا بإنتظارهم مستعدين للقاءه  وبالرغم من أنهم كانوا جميعا ً مخطئين فى إنتظار المجئ فى عصرهم . إلا أنه عاشوا لحظة فلحظة مع المسيح متوقعين المجيء الثاني فكان ملكوت الرب يسوع فى داخلهم

قبل أن يجيب سؤالهم حذرهم يسوع التلاميذ وكل من يقرأ الإنجيل بكلمة "أنظروا" التى تعنى رؤية شواهد وعلامات معينة قالها المسيح  تظهر للناس أنها من علامات مجيئه وهي ليست كذلك.وفى البداية أنه سيأتى المضل حتى لا ينخدع  (أفسس ٥: ٦ ) لا يغركم احد بكلام باطل، لانه بسبب هذه الامور ياتي غضب الله على ابناء المعصية.  ( كولوسي 2: 8 و 18 ) 8 نظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل، حسب تقليد الناس، حسب اركان العالم، وليس حسب المسيح.  18 لا يخسركم احد الجعالة، راغبا في التواضع وعبادة الملائكة، متداخلا في ما لم ينظره، منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي، ( ٢تسالونيكي ٢: ٣ ) ان لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم، ولا ترتاعوا، لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كانها منا: اي ان يوم المسيح قد حضر. 3 لا يخدعنكم احد على طريقة ما، لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا، ويستعلن انسان الخطية، ابن الهلاك، (١يوحنا ٤: ١)ايها الاحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الارواح: هل هي من الله؟ لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

حذرهم يسوع قبل ان يجيب سؤالهم من ان يخدعوا فأنبأهم بامور تظهر للناس انها من علامات مجيئه وهي ليست كذلك .

 تفسير (متى 24: 5): فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين : أنا هو المسيح ! ويضلون كثيرين .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُون" هذه نبوة هن هؤلاء الكثيريين الذين بلا عدد يخدعون الشعب  كل الأمة اليهودية كانت تنتظر مجيء المسيح وقتئذٍ، شجَّع إيمان الشعب بمجئ المسيا كثيرين على الادعاء أنهم مسحاء، وأقنعوا الأمة على تصديقهم.وهم مسحاء كذبة دجاليين  (إرميا ١٤: ١٤ )  فقال الرب لي.بالكذب يتنبا الانبياء باسمي.لم ارسلهم ولا امرتهم ولا كلمتهم.برؤيا كاذبة وعرافة وباطل ومكر قلوبهم هم يتنباون لكم ( إر٢٣: ٢، ٢٥ ) 2 لذلك هكذا قال الرب اله اسرائيل عن الرعاة الذين يرعون شعبي.انتم بددتم غنمي وطردتموها ولم تتعهدوها.هانذا اعاقبكم على شر اعمالكم يقول الرب. 25 قد سمعت ما قالته الانبياء الذين تنباوا باسمي بالكذب قائلين حلمت حلمت.   

 وهنا يحذر المسيح أنه سيأتى كثيريين يدعون أنه المسيا المنتظر لكى يضلوا الشعب اليهودى

أو سيأتون بإسم يسوع فى الكنيسة المسيحية ويعملون فى حقل الرب كرعاة والخدام وغيرهم يفسدون الكرم وينحرفون بالإيمان بعيد عن المسيح
2) " بِٱسْمِي " بِٱسْمِي أي أنهم يدعون أنهم مسحاء وأن نبوات العهد القديم تمت بهم، وبذلك يُخشى من أنهم يخدعون الرسل أنفسهم. قال يوسيفوس المؤرخ اليهودي إن مزورين وسحرة جذبوا إليهم كثيرين إلى البرية بعد أن وعدوهم بالمعجزات. فمنهم من جُنَّ ومنهم من عاقبة فيلكس الوالي. وكان من المزورين ذلك المصري الذي ذُكر في سفر الأعمال (أعمال ٢١: ٣٨)
38 افلست انت المصري الذي صنع قبل هذه الايام فتنة، واخرج الى البرية اربعة الالاف الرجل من القتلة؟».  أنه جذب إليه كثيرين من الناس إلى جبل الزيتون واعداً إياهم أنه سيخرب أسوار أورشليم بكلمته. وقال أيضاً إن البلاد امتلأت بالمسحاء الكذبة، وإنه كل يوم كان يُمسَك أناسٌ منهم ويُقتلون.
3) " قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ»."
"المسيح" هي الكلمة اليونانية التحويرية عن الكلمة العبرية "المسيا"، والتي كانت تعني "الممسوح". هذه تظهر أن مسحاء كثيرين ادّعوا أنهم جاؤوا ( متّى ٢٤: ١١، ٢٤ ) 11 ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين.  24 لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون ايات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا. (يوحنا ٥: ٤٣) 43 انا قد اتيت باسم ابي ولستم تقبلونني. ان اتى اخر باسم نفسه فذلك تقبلونه.

تظهر هذه الآية قوة الإقناع عند المسحاء الكذبة الدجالين والفراغ الروحي في البشرية الساقطة تظهر  أيضا سذاجة المؤمنين الجدد و/المسيحيين الجسدانيين (١ كور ٣ :١ -٣) 1 وانا ايها الاخوة لم استطع ان اكلمكم كروحيين، بل كجسديين كاطفال في المسيح، 2 سقيتكم لبنا لا طعاما، لانكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الان ايضا لا تستطيعون، 3 لانكم بعد جسديون. فانه اذ فيكم حسد وخصام وانشقاق، الستم جسديين وتسلكون بحسب البشر؟ ( كول ٢ :١٦ -٢٣* )( عب ٥ :١١ -١٤ ً )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

انبأهم بقيام كثيرين يخدعون الشعب بدعوى انهم مسحاء . وقال يوسيفوس المؤرخ اليهودي ان مزورين وسحرة جذبوا اليهم كثيرين الى البرية يعدونهم بالمعجزات فمنهم من جنّ ومنهم من عاقبهم فيلكس الوالي وكان من المزورين ذلك المصري الذي ذكر في سفر الاعمال ( 31 : 38 ) . وقال ايضاً انه امتلأت البلاد مسحاء كذبة وانه كل يوم يمسك اناس منهم ويقتلون . 

 تفسير (متى 24: 6 ): وسوف تسمعون بحروب واخبار حروب . انظروا ! لا ترتاعوا . لانه لا بدّ ان تكون هذه كلها ، ولكن ليس المنتهى بعد .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. " بِحُرُوبٍ كان وقت نطق المسيح بهذه النبوة سلام عام فى أنحاء العالم القديم بين القوتين العظميتين الإمبراطورية الرومانية والأمبراطورية الفارسية ، ولكن صار بعده اضطرابات وفتن كثيرة وحروب هائلة في أماكن مختلفة، ومنها الحرب التي اشتعلت في الإسكندرية سنة ٣٨م بين المصريين واليهود المقيمين بها، ومنها حرب اتقدت في سلوكية قُتل فيها خمسون ألفاً من اليهود، وكثرت الحروب في المملكة الرومانية بين أحزابها فقُتل فيها أربعة أباطرة في ١٨ شهراً.
2) " اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. "
هذه الجملة أمر مضارع مبني للمجهول مع أداة نفي، ما يعني عادةً التوقف عن عم ٍل أخذ في الحدوث.
 "لاَ تَرْتَاعُوا."
أي لا تخافوا من خراب أورشليم حينئذٍ، بل توقعوا علامات أخرى قبله.  وفي هذه العبارة يكمل المسيح ينبوته ، فيحذر تلاميذه وأتباعه من الخطر ليحذِّروا الآخرين فينجون هم، وينجو من يسمعون ويتحذرون. ولكنهم لم يتحذروا لسوء الحظ.  

3) "  لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا، وَلٰكِنْ لَيْسَ ٱلْمُنْتَهَى بَعْدُ».؟ الحروب (مت ٢٤ :٦ ,٧ ) والمجاعات (مت ٢٤ :٧ ) والزلازل (مت ٢٤ :٧ ) والمسحاء الدجالين  (مت ٢٤ :٥ ) ولكن كل ما سبق ليست علامات على النهاية، بل إنذارات على كل دهر (مت ٢٤ :٨ )

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

يشير هنا الى الحروب والفتن التي صارت في اماكن مختلفة ولانه قال لليهود انكم لا تروني حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب فظن الرسل ان العالم ينتهي بخراب المدينة ولذلك أزال المسيح عنهم هذا الظن بقوله لا يكون المنتهى اذ ذاك

 تفسير (متى 24: 7 ): لأنه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة ، وتكون مجاعات واوبئة وزلازل في اماكن .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وردت هذه الآية (مت 24: 7 و8) والتى بعدها كآية واحدة فى إنجيل مرقص ( مر ١٣ :٨ )  لانه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون زلازل في اماكن وتكون مجاعات واضطرابات. هذه مبتدا الاوجاع."
1) " لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ،"  ورد هذا التحذير فى العهد القديم دليل وبرهان على غضب الرب  (٢أخبار ١٥: ٦ )  6 فافنيت امة بامة ومدينة بمدينة لان الله ازعجهم بكل ضيق. ( إشعياء ١٩: ٢ ) واهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد اخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة. ( حجّي ٢: ٢٢) واقلب كرسي الممالك وابيد قوة ممالك الامم واقلب المركبات والراكبين فيها وينحط الخيل وراكبوها كل منها بسيف اخيه." ولكن قال الرب يسوع هذه الآية ليست تحذيرا ولكنها علامة لشعبه حتى يعرفوا إنتهاء الأزمنة ويتخذوا حيطتهم
أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ
: إشتهر هذا النوع من الهياج والخصام والعداوة والقتل إلى حد الإبادة الجماعية بين الطوائف والأديان والأعراق والأجناس  وحتى بين الأمم ويفسرها علم النفس بأنه : "حالة الانفعال التَّي تدعو إلى نشاط يظهر في صورة حركات اندفاعيّة غير محسوبة ومجنونة فى كثير من الأحيان" ومن أمثلة قيام أمة على أمة ومدينة على مدينة الخلاف بين اليهود والسامريين، وبين اليهود ومن سكن معهم المدن من اليونانيين، فقتل يونانيو قيصرية عشرين ألفاً من اليهود. ثم انتقم اليهود من اليونانيين الساكنين في القرى. وقام في الرومان قيصران أوثو وفيتليوس، فالتحمت الحرب بين أحزابهما.
2) "  وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ»."  دائما كانت تحدث مجاعات فى العصور القديمة  واوبئة وزلازل فى منطقة الشرق الأوسط مرة كل عدة سنين وفيما يلى نذكر منها أمثلة
مَجَاعَاتٌ منها المجاعة التي تنبأ بها أغابوس (أعمال ١١: ٢٨) وقام واحد منهم اسمه اغابوس، واشار بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة، الذي صار ايضا في ايام كلوديوس قيصر.  " وحدثت سنة ٤٩م. وكتب نبأ تلك المجاعات المؤرخون الوثنيون منهم تاسيتوس وسنيكا.
وَأَوْبِئَةٌ ونذكر عن الوباء الذى تفشى في روما سنة ٦٥م مات به ثلاثون ألفاً.
وَزَلاَزِلُ وأمثلة هذه الزلازل زلزلة التى حدثت في كريت سنة ٤٦م، وزلزلة في روما سنة ٥١ م وزلزلة في أفاميا سنة ٦٣ وزلزلة في لاذقية فريجية سنة ٦٠م وزلزلة في أورشليم سنة ٦٧م. وذكر أنه في أيام نيرون حدثت زلازل في كولوسي وسميرنا (أي إزمير) ومليتوس وساموس وخيوس وغيرها.

 

 تفسير (متى 24: 8 ): ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 الأوجاع الألام التى ستواجه الشعب وقت خراب أورشليم أشد من الأوجاع المذكورة، وأن تلك الحروب والزلازل والمجاعات وغيرها ليست أدلة على مجيء المسيح ونهاية العالم.
كلمة "أوجاع "
تشير إلى "بدء مخاض" الدهر الجديد أو المجئ الثانى أو وجود الملكوت داخل المؤمنيين  (أش ١٣ :٨) فيرتاعون.تاخذهم اوجاع ومخاض يتلوون كوالدة.يبهتون بعضهم الى بعض.وجوههم وجوه لهيب"  (أش ٢٦ :١٧) كما ان الحبلى التي تقارب الولادة تتلوى وتصرخ في مخاضها هكذا كنا قدامك يا رب. (أش ٦٦ :٧)7 قبل ان ياخذها الطلق ولدت.قبل ان ياتي عليها المخاض ولدت ذكرا  "

 كما ان الحبلى التي تقارب الولادة تتلوى وتصرخ في مخاضها هكذا كنا قدامك يا رب. (ميخا ٤ :٩ -١٠) الان لماذا تصرخين صراخا.اليس فيك ملك ام هلك مشيرك حتى اخذك وجع كالوالدة. 10 تلوي ادفعي يا بنت صهيون كالوالدة لانك الان تخرجين من المدينة وتسكنين في البرية وتاتين الى بابل.هناك تنقذين.هناك يفديك الرب من يد اعدائك   " . كان اليهود يؤمنون بدهرين الدهر الحالي الشرير، الذي يتميز بالخطيئة والعصيان ضد الرب ، و"الدهر الآتي". الدهر الجديد سيدشنه مجيء المسيا. سيكون وقت بر وأمانة ورغم أن االتفسير والفتاوى اليهودية كانت صائبة إلى حٍد ما، إلا أنها لم تأخذ بالحسبان مجيئي المسيا. إننا نعيش في الفترة المتداخلة بين هذين الدهرين. ملكوت الله الذي " هو ألان" و"ليس بعد" أى لا يوجد حد فاصل بين الدهرين حسب ما كان مفهوما أن الحد الفاصل هو الموت فقد قام الرب من الموت وكسر شوكته فيمكن للمسيحى العيش فى حياة الدهر الآتى وهو فى الدهر الحالى لأن ملكوت الله فى داخلنا فهو إذا ليس ببعيد هنا .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

( امة على امة ) تم ذلك بان هاج خصام وقتل شديد بين اليهود والسامريين وبين اليهود ومن سكن معهم المدن من اليونانيين فقتلوا يونانيوا قيصرية عشرين ألفاً من اليهود . ومن الاوبئة وباء تفشى في رومية سنة 65 م مات به ثلاثون ألفاً . ومن المجاعات المجاعة التي تنبأ عنها اغابوس ( اع 11: 28 ) وحدثت سنة 49 م . ومن الزلازل زلزلة حدثت في كريت سنة 46 م وزلزلة في رومية حدثت سنة 51 وغير ذلك .

 تفسير (متى 24: 9 ): .حينئذٍ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم ، وتكونون مبغضين من كل الامم لأجل اسمي

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

فى هذه الآية يخبر المسيح تلاميذة بالضيق الأول وهو الإضطهاد

1) " حِينَئِذٍ " كلمة "حينئذ" وردت كثيرا فى نقاشات يسوع في آخر أيامه (مت ٢٤ :٩ ,١٠ ,١٤ ,١٦ ,٢١ ,٢٣ ,٣٠ ,٤٠؛ ٢٥ :١ ,٧ ,٣١ ) ( مت 24: 34 و 37 و 41 و 44 و 45) ويتسائل المفسريين حول سبب تكرار هذه الكلمة

 ١ -هل هذه كلمة ينتقل بها المسيح إلى موضوع جديد؟

 ٢ -هل هذه تدل على تسلسل زمني؟

 ٣ -هل هذه تدل على تسلسل فى سياق الحديث ؟ (مثل كلمة waw الحصرية في اللغة العبرية)؟

2) "  يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيقٍ وَيَقْتُلُونَكُمْ،" تنبأ المسيح أن المصائب السابقة (الحروب والأوبئة والمجاعات والزلازل .. وغيرها) تأتى على الجميع ولكن هناك ضيقات تأتى عليكم من أجل إيمانكم بإسمى  وهي الاضطهادات من الخارج. وهذا كان أول شرور أربعة تنبأ المسيح بأنها تقع على كنيسته الصغيرة.وكان إنجيل مرقس أكثر تحديدا عن هذا الضيق

(مر 13: 9) فانظروا الى نفوسكم. لانهم سيسلمونكم الى مجالس وتجلدون في مجامع وتوقفون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم. "  وهي "المحاكم والمجامع"، عبارة لا نجدها في مت ٢٤ :٩ ،وتظهر كلاً من الاضطهاد السياسي والديني للمسيحيين (١ بط ٤ :١٢ -١٦) 12 ايها الاحباء، لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة، لاجل امتحانكم، كانه اصابكم امر غريب، 13 بل كما اشتركتم في الام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين. 14 ان عيرتم باسم المسيح، فطوبى لكم، لان روح المجد والله يحل عليكم. اما من جهتهم فيجدف عليه، واما من جهتكم فيمجد. 15 فلا يتالم احدكم كقاتل، او سارق، او فاعل شر، او متداخل في امور غيره. 16 ولكن ان كان كمسيحي، فلا يخجل، بل يمجد الله من هذا القبيل. "

 ومن أنواع الضيقات والإضطهادات "مضروبين" أو حرفياً "مسلوخي الجلد"، حيث كان المضطهدون اليهود يجلدونهم بين ٣٩ -٣٠ جلدة من الأمام و٢٦ جلدة على الظهر (تث ٢٥ :١ -٣) 1 اذا كانت خصومة بين اناس وتقدموا الى القضاء ليقضي القضاة بينهم فليبرروا البار ويحكموا على المذنب. 2 فان كان المذنب مستوجب الضرب يطرحه القاضي ويجلدونه امامه على قدر ذنبه بالعدد. 3 اربعين يجلده لا يزد لئلا اذا زاد في جلده على هذه ضربات كثيرة يحتقر اخوك في عينيك. ( ٢ كور ١١ :٢٤ ) 24 من اليهود خمس مرات قبلت اربعين جلدة الا واحدة. 25 ثلاث مرات ضربت بالعصي. "
يَقْتُلُونَكُمْ أي يقتلونكم أنتم ومن يؤمن إيمانكم (أعمال ٧: ٥٩، ٦٠ )  59 فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول:«ايها الرب يسوع اقبل روحي». 60 ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم:«يارب، لا تقم لهم هذه الخطية». واذ قال هذا رقد. ( أع٨: ٣، ٤ ) واما شاول فكان يسطو على الكنيسة، وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن. 4 فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة ( أع١٢: ٢).
1 وفي ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه ليسيئ الى اناس من الكنيسة، 2 فقتل يعقوب اخا يوحنا بالسيف "
3) "  وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ ٱلأُمَمِ " مُبْغَضِينَ أي من الوثنيين واليهود (أعمال ١٦: ١٩ - ٢٢ )
19 فلما راى مواليها انه قد خرج رجاء مكسبهم، امسكوا بولس وسيلا وجروهما الى السوق الى الحكام. 20 واذ اتوا بهما الى الولاة، قالوا:«هذان الرجلان يبلبلان مدينتنا، وهما يهوديان، 21 ويناديان بعوائد لا يجوز لنا ان نقبلها ولا نعمل بها، اذ نحن رومانيون». 22 فقام الجمع معا عليهما، ومزق الولاة ثيابهما وامروا ان يضربا بالعصي. ( أع١٩: ٢٨ )  فامتلات المدينة كلها اضطرابا، واندفعوا بنفس واحدة الى المشهد خاطفين معهم غايوس وارسترخس المكدونيين، رفيقي بولس في السفر. ( أع٢٨: ٢٢ ) 22 ولكننا نستحسن ان نسمع منك ماذا ترى، لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوم في كل مكان» ( ١بطرس ٢: ١٢ ) 12 وان تكون سيرتكم بين الامم حسنة، لكي يكونوا، في ما يفترون عليكم كفاعلي شر، يمجدون الله في يوم الافتقاد، من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها. ( 1بط٣: ١٦ ) 16 ولكم ضمير صالح، لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح، يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر. ( 1بط٤: ١٤) 14 ان عيرتم باسم المسيح، فطوبى لكم، لان روح المجد والله يحل عليكم. اما من جهتهم فيجدف عليه، واما من جهتكم فيمجد. " . قال تاسيتوس المؤرخ الروماني إن المسيحيين فرقة مكروهة من الناس. وحسب الرومان اعتناق المسيحية إثماً يستحق مرتكبه الموت.
4) " لأَجْلِ ٱسْمِي"  لأَجْلِ ٱسْمِي أي لاعترافكم بي ونسبتكم إليَّ وإطلاق أسمى عليكم ولسيركم سيرتي. المسيحيين لا يُضطهدون لأجل شٍر يفعلونه أو جرائم مدنية يرتكبونها، بل لأنهم مسيحيين أى يؤمنون بالمسيح  (مت ٥ :١٠ -١٦)
 طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. 11 طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. 12 افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم. 13 «انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس. 14 انتم نور العالم. لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل 15 ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. 16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات. ( مر ١٣ :٩) 9 فانظروا الى نفوسكم. لانهم سيسلمونكم الى مجالس وتجلدون في مجامع وتوقفون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم. (1بط 4: 12- 16)

وكان المسيحيون يهيجون بغض الرومان لهم لتوبيخهم إياهم على عبادة الأوثان، وعلى ما كانوا يرتكبونه من الرذائل.

لقد أعدّ يسوع تلاميذه لمواجهة كراهية أهل العالم لهم من أجل إيمانهم به(مت ١٠ :٢٢) وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.  ( مت ٢١ :٣٥ -٣٦)  ثم ارسل ايضا عبيدا اخرين اكثر من الاولين ففعلوا بهم كذلك. 37 فاخيرا ارسل اليهم ابنه قائلا: يهابون ابني! 38 واما الكرامون فلما راوا الابن قالوا فيما بينهم: هذا هو الوارث. هلموا نقتله وناخذ ميراثه! ( مت ٢٣ :٣٧) 37 «يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. ( مر ١٣ :١٣) وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.  ( لو ٢١ : ١٧)  17 وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ( يو ١٥ :١٨ ,١٩)  «ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم. 19 لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لانكم لستم من العالم، بل انا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم. 

مستوى المقاومة والمعارضة للإنجيل والمسيحيين كبير جدا وقوى وعجيب ( ١ يو ٣ :١٣ ) لا تتعجبوا يا اخوتي ان كان العالم يبغضكم.   (أف ٦ :١٠ -١٨ ) 10 اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته. 11 البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس. 12 فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع اجناد الشر الروحية في السماويات. 13 من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا. 14 فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق، ولابسين درع البر، 15 وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام. 16 حاملين فوق الكل ترس الايمان، الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. 17 وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله. 18 مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة، لاجل جميع القديسين، "

 وهذا يعني أن يسوع يشير إلى زمٍن المسيحية قد إكمال التبشير بالمسيجية فى كل العالم وعندما تصل البشارة لكل العالم يأتى نهاية العالم (مت ٢٤ :١٤) ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم ياتي المنتهى. .

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

تنبأ المسيح عن الاضطهادات والضيق الذي يكابده الرسل وقال لاجل اسمي أي لاعترافكم بي ونسبتكم الي ولسيركم سيرتي لا لأنهم يرون فيكم عيباً ولوماً في سيرتكم .

 تفسير (متى 24: 10): وحينئذٍ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضاً ويبغضون بعضهم بعضاً .  

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

تنبأ المسيح في هذه الآية بضيق ثانٍ يأتي على كنيسته، وهو ارتداد بعض أعضائها وخيانتهم لإخوتهم.
1) "  وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ" "يعثرون" وتعنى حرفياً "يتعثرون" معنى عثرة فى اللغة العربية زلة أو سقوط .. يعثر فى المسيح أى يظنون أنه ليس المسيا المنتظر ولا النبى الآتى (متّى ١١: ٦ ) وطوبى لمن لا يعثر في ( مت ١٣: ٥٧ ) فكانوا يعثرون به. واما يسوع فقال لهم: «ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه وفي بيته».
يَعْثُرُ : ارتد كثيرون عن المسيح فى الكنيسة الأولى للضيقات التي وقعوا فيها، هؤلاء هم الذين يتم الحديث عنهم في مثل التربة في (مت ١٣ :٢١) ولكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين. فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر. "(مر ٤ :١٧)ولكن ليس لهم اصل في ذواتهم بل هم الى حين. فبعد ذلك اذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فللوقت يعثرون."  والعثرة والتعثر والسقود والإرتداد لأنهم "لا يثبتون" في (يو ١٥ :٦) .إنهم أولئك الذين يتركون الشركة في ١ يو ٢ :١٨ -١٩ .إنهم أولئك الذين يصفون في العبرانيين و (٢ بط ٢ :٢٠ -٢٢ ) ولعثرة أسباب كثيرة جدا منها الإضطهاد ولخسارة المال والأصحاب والحياة، ولبطء نجاح الكنيسة وعدم مجيء المسيح في الحال. وكثيراً ما نرى في رسائل الرسل التحذير من الارتداد، مما يدلنا على كثرة وقوعه.

 والعثرة يفقبها عدم الإيمان والإرتداد كما حدث فى الكنيسة الأولى (٢تيموثاوس ١: ١٥ )  انت تعلم هذا ان جميع الذين في اسيا ارتدوا عني، الذين منهم فيجلس وهرموجانس.  ( 1تيمو٤: ١٠) لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي، وكريسكيس الى غلاطية، وتيطس الى دلماطية.
2) " وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً " أي أن المرتد منهم يسلم الثابت فى الأيمان ويخون المسيح ويدلى باسرار وأماكن الذين آمنوا ليجرهم للوقوع فى براثن الشيطان كما وقع هو لمصلحة مالية أو جسدية أو مكانة إجتماعية وغيرها من الأسباب . قال تاسيتوس إنه في مدة اضطهاد نيرون الذي سماه «تأديباً» حكم على كثيرين من المسيحيين بالقتل بناءً على شهادة بعضهم. وكان ذلك التسليم إلى المجالس والقضاة الوثنيين.
3) " وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً " لم يقل المسيح أن المؤمنين الحقيقيين يفعلون ذلك، بل المدَّعين أنهم مسيحيون. وأشد أعداء الكنيسة في كل عصورها كانوا من أعضائها المرتدين الذين أضروها إضراراً لم يستطعه غيرهم.

العائلات ستنشق وتنقسم وبدلا من المحبة التى من المفروض أن تكون تصير هناك عداوة من غير المسيحيين للمسيحيين الحقيقيين فى العائلة الواحدة  وزاد لوقا على ما ذكره متّى هنا قول المسيح «سَوْفَ تُسَلَّمُونَ مِنَ الْوَالِدِينَ وَالإِخْوَةِ وَالأَقْرِبَاءِ وَالأَصْدِقَاءِ» (لوقا ٢١: ١٦). وذكر متّى من أقوال المسيح شبيهة مما ورد فى لوقا قبلاً (متّى ١٠: ٢١).وسيسلم الاخ اخاه الى الموت والاب ولده ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اي ان اليهود يشك بعضهم ببعض ويبغض احدهم الآخر 

 تفسير (متى 24: 11)ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

هذا شرٌ ثالث تنبأ المسيح بأنه يقع على الكنيسة، وهو نشوء بدع وتعاليم فاسدة فيها.
1) " «وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ»." أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ المقصود بالأنبياء هنا معلمو الديانة الذين إنحرفوا عن التعاليم الصحيحة . أولئك الناس هم ذئاب في ثياب حملان  (متّى ٧: ١٥ ) «احترزوا من الانبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة!  ( أعمال ٢٠: ٢٩ ) 29 لاني اعلم هذا: انه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية. "

وقد وُصف العهد الجديد الأنبياء الكذبة بأنهم (1)رسل كذبة (2) معلمين كذبة، (3) أضداد المسيح (4) أرواح مضلة. وتدل الآيات التالية على إستمرار هذه النبوة حيث يلبس الهراطقة ثياب الكهنوت ويصبحون معلمون كذبة فى داخل الكنيسة (٢بطرس ٢: ١)1 ولكن، كان ايضا في الشعب انبياء كذبة، كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا. : (أعمال ٢٠: ٣)  فصرف ثلاثة اشهر. ثم اذ حصلت مكيدة من اليهود عليه، وهو مزمع ان يصعد الى سورية، صار راي ان يرجع على طريق مكدونية. (رومية ١٦: ١٧، ١٨ ) 17 واطلب اليكم ايها الاخوة ان تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، خلافا للتعليم الذي تعلمتموه، واعرضوا عنهم. 18 لان مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم. وبالكلام الطيب والاقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء. ( ٢كورنثوس ١١: ١٣ ) 3 لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم الى شبه رسل المسيح.  (غلاطية ١: ٧ - ٩ ) 7 ليس هو اخر، غير انه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون ان يحولوا انجيل المسيح. 8 ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن «اناثيما»! 9 كما سبقنا فقلنا اقول الان ايضا: ان كان احد يبشركم بغير ما قبلتم، فليكن «اناثيما»!  (كولوسي ٢: ١٧ ) التي هي ظل الامور العتيدة، واما الجسد فللمسيح. (١تيموثاوس ١: ٦، ٧، ٢٠ )  الامور التي اذ زاغ قوم عنها، انحرفوا الى كلام باطل. 7 يريدون ان يكونوا معلمي الناموس، وهم لا يفهمون ما يقولون، ولا ما يقررونه. ( 1تيمو ٤: ١) (٢تيموثاوس ٢: ١٨، ١٩ )  ولكن الروح يقول صريحا: انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان، تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين، ( 2تيمو : 2: 16- 18 ) واما الاقوال الباطلة الدنسة فاجتنبها، لانهم يتقدمون الى اكثر فجور، 17 وكلمتهم ترعى كاكلة. الذين منهم هيمينايس وفيليتس، 18 اللذان زاغا عن الحق، قائلين: «ان القيامة قد صارت» فيقلبان ايمان قوم. ( ٢بطرس ٢: ١، ٢ ) ولكن، كان ايضا في الشعب انبياء كذبة، كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا. (١يوحنا ٢: ١٨ )  ايها الاولاد هي الساعة الاخيرة. وكما سمعتم ان ضد المسيح ياتي، قد صار الان اضداد للمسيح كثيرون ( 1بو ٤: ١ ) (٢يوحنا ٧ ) (يوحنا ومتّى ٢٤: ٤). وقد وُصف الأنبياء الكذبة في هذه الآيات برسل كذبة ومعلمين كذبة، وأضداد المسيح وأرواح مضلة.
وذكر المؤرخ اليهودى يوسيفوس عن قيام أنبياء كذبة بين اليهود قبل خراب أورشليم بل في زمن الحصار نفسه، وأنهم وعدوا الناس بنجاة من السماء فمنعوهم عن الهروب من المدينة ومن التسليم إلى الرومان حين عرضت عليهم شروط الصلح وثبتوهم على عنادهم.

 تفسير (متى 24: 12):  .ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "«وَلِكَثْرَةِ ٱلإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ ٱلْكَثِيرِينَ»."
تنبأ المسيح هنا بالشر الرابع الذي يقع على كنيسته، وهو أن الكنيسة تتأثر من الشرور التي تكثر في العالم فتشبه أهله حيث يتساهل القادة الدينية ةيبطلون الوصايا الإلهية مثلما فعل هارون مع العجل الذهبى وقال "هذه آلهتك يا اسرائيل" (خر 32: 4) " فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالإزميل، وصنعه عجلا مسبوكا. فقالوا: «هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر». وألثم يميل إليه الناس الأغنياء والأشرار فيفقد أفحساس بتعاليم الإنجيل ووصاياه  وهذا ما يشير إليه قوله «تَبْرُدُ مَحَبَّةُ ٱلْكَثِيرِينَ»
وتوجد كنائس بالغرب أدخلت عاداتت وارجاس أهل العالم فى طقوسها لكن دعونا تقرأ ماذا يقول الإنجيل فى الآيات التالية:  (١تيموثاوس ٦: ٩، ١٠ )واما الذين يريدون ان يكونوا اغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة، تغرق الناس في العطب والهلاك. 10 لان محبة المال اصل لكل الشرور، الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان، وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة.  ( ٢تيموثاوس ١: ١٥ ) انت تعلم هذا ان جميع الذين في اسيا ارتدوا عني، الذين منهم فيجلس وهرموجانس.  ( 2 تيمو ٤: ١٠ ) لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي، وكريسكيس الى غلاطية، وتيطس الى دلماطية. ( يعقوب ٢: ٢، ٦ ) فانه ان دخل الى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهي، ودخل ايضا فقير بلباس وسخ، 3 فنظرتم الى اللابس اللباس البهي وقلتم له:«اجلس انت هنا حسنا». وقلتم للفقير:«قف انت هناك» او: «اجلس هنا تحت موطئ قدمي» 6 واما انتم فاهنتم الفقير. اليس الاغنياء يتسلطون عليكم وهم يجرونكم الى المحاكم؟  (عبرانيين ١٠: ٢٥ ) غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة، بل واعظين بعضنا بعضا، وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب، (رؤيا ٢: ٤ ) لكن عندي عليك: انك تركت محبتك الاولى.  ( رؤ٣: ١٥.) انا عارف اعمالك، انك لست باردا ولا حارا. ليتك كنت باردا او حارا! 16 هكذا لانك فاتر، ولست باردا ولا حارا، انا مزمع ان اتقياك من فمي. (غلاطية ٣: ١ ) ايها الغلاطيون الاغبياء، من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق؟ انتم الذين امام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا! 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

مما يدل على تمام هذه النبوة بالانبياء الكذبة ما ياتي ( اع 2 : 30 ورو 16 : 17 و2 كو 11 : 13 وغل 1 : 7 وكو 2 : 17 واتي 6 و 2 تي 2 ك 118 ) وغير ذلك . فعبر عن هؤلاء الانبياء الكذبة في الآيات المذكورةبرسل كذبة واضداد المسيح وارواح مضلة . 

 تفسير (متى 24: 13) : ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص 

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " «وَلٰكِنِ ٱلَّذِي يَصْبِرُ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى فَهٰذَا يَخْلُصُ»."هذا اسم فاعل ماضي ناقص مبني للمعلوم (يحتمل) يليها فعل دلالي مستقبلي مبني للمجهول
يحتمل هذا الكلام معنيين:

(١) أن الذي يبقى ثابتاً في إيمان المسيح بمحبة وغيرة، مع احتمال الإهانة والاضطهاد والفقر فى صبر إلى وقت خراب أورشليم، لا يهلك فيها. جاء في التواريخ أنه لم يُقتل أحد من المسيحيين في وقت حصار أورشليم ولا في وقت خرابها. وزاد لوقا بنقله ما يوافق هذا المعنى وهو قول المسيح «وَلكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ 19 بصبركم اقتنوا انفسكم. » (لوقا ٢١: ١٨). 

(٢) أن الذي يثبت موته شهيداً أو يُقتل قتلاً من أجل اسمي (متّى ١٠: ٢٢ )  وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص. ، أو الذي يموت موتاً طبيعياً ويثبت فى وأنا فيه حتى نهاية حياته ويوم موته وهو مؤمن بي وبمجيئي الثاني في موكب الغلبة والانتصار ينال خلاصاً أبدياً.( رؤيا ٢: ١٠)لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به. هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا، ويكون لكم ضيق عشرة ايام. كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة.  

وفي كلا المعنيين يعلمنا أنه يجب أن نتمثل بالمسيح الذى ثبت فى محبته لحلاصنا  لهذا الذي يثبت في إيمانه إلى نهاية ( عبرانيين ٣: ٦، ١٤ ) واما المسيح فكابن على بيته. وبيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة الى النهاية. 14 لاننا قد صرنا شركاء المسيح، ان تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة الى النهاية،  "  ما عيَّنه الرب من تجارب وضيقات  من امتحانه ينال ثوابه" فهذا يخلص"هذه هي عقيدة الصبر على الشدائد والمثابرة وأعطانا الرب طريقا لنحتمل هذه التجارب  (أفسس ٦: ١٣ )  من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا." (رؤيا ٢: ٧ - ١١، ١٧)من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فساعطيه ان ياكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله». 8 واكتب الى ملاك كنيسة سميرنا:«هذا يقوله الاول والاخر، الذي كان ميتا فعاش: 9 انا اعرف اعمالك وضيقتك وفقرك مع انك غني. وتجديف القائلين: انهم يهود وليسوا يهودا، بل هم مجمع الشيطان. 10 لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به. هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا، ويكون لكم ضيق عشرة ايام. كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة. 11 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني».17 من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فساعطيه ان ياكل من المن المخفى، واعطيه حصاة بيضاء، وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرفه احد غير الذي ياخذ "  وفيه وعظ بالصبر والثبات في أزمنة الضيق. ولنا مما سبق أمران: (١) فرط شر العالم قبل خراب أورشليم و(٢) مثله قبل نهاية العالم.

2) " فَهٰذَا يَخْلُصُ" (يخلص)  الكلمة "يخلص" يمكن فهمها بمعناها في العهد القديم الذي يعني التحرير / الخلاص الجسدي من الإحتلال الرومانى ومعناها في العهد الجديد الانعتاق الروحي الأبدي / الخلاص من أسر الشيطان - . التحمل والصبر هو دليل على لقا ٍء مع يسوع بدّل الحياة

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

هنا يشدد عزائمهم لئلا يضعف ايمانهم بسبب الضيق ويعدهم بانهم اذا احتملوا الضيق بصبر يخلصون . وزاد لوقا ما يوافق هذا المعنى وهو قول المسيح ” ولكن شعرة من رؤسكم لا تهلك ” .

 تفسير (متى 24: 14)ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم . ثم يأتي المنتهى .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) :" وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ "بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أي الإنباء بالخلاص الذي بالمسيح. هذا هو الهدف الوحيد فى المسيحية (مت ٢٨ :١٨ -٢٠).فتقدم يسوع وكلمهم قائلا: «دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين.  ( لو ٢٤ :٤٦ -٤٧)وقال لهم: «هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث 47 وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم.  ( أع ١ :٨) لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض».  

 والتبشير والتكرير لكل الأمم إنه يشكل تحولاً كبيرا عن العهد لـ  "إسرائيل فقط" وسمى بالعهد القديم . وقد بدأ عهدا جديدا لكل الأمم فى العالم بالتبشير بموت المسيح وقيامته ومن جهة أخرى حدد المسيح نهاية العالم ينتهى بتبشير العالم كله والذى لم يحدث حتى الان هو أحد الأشياء التي يجب أن تحدث قبل المجيء الثاني. من غير الممكن أن نعرف إلى أي درجة من التحليل يستطيع المفسرون تفسير هذه ألاية . هل هذه تعني كل سبٍط بمفردة أم الشعب في مجموعا ٍت عرقية أو ربما كل من في العالم الروماني والذى أطلق عليه المسكونة في أيام بولس؟ هذا الخيار الثاني ممكن لأن عبارة "كل المسكونة" هي حرفيا  
فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ
: تعنى كلمة المسكونة فى اللغة العربية المكان المسكون بكائن مثل بالبشر والمكان المستوطن (المسكون) وقد غلب استعمال المسكونة في العهد الجديد للمملكة الرومانية فقط ، كما يظهر من قول لوقا «فِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ»  (لوقا ٢: ١) ومثله ما جاء في (أعمال ١١: ٢٨) وقام واحد منهم اسمه اغابوس، واشار بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة، الذي صار ايضا في ايام كلوديوس قيصر."  ثم أُطلقت كلمة "المسكونة"  فيما بعد على كل ما عُلم من الأرض المسكونة في تلك الأيام.( رومية ١٠: ١٨ ) لكنني اقول: العلهم لم يسمعوا؟ بلى! «الى جميع الارض خرج صوتهم، والى اقاصي المسكونة اقوالهم»( رو 10: 18) لكنني اقول: العلهم لم يسمعوا؟ بلى! «الى جميع الارض خرج صوتهم، والى اقاصي المسكونة اقوالهم».( كولوسي ١: ٦، ٢٣)  6 الذي قد حضر اليكم كما في كل العالم ايضا، وهو مثمر كما فيكم ايضا منذ يوم سمعتم وعرفتم نعمة الله بالحقيقة. 23 ان ثبتم على الايمان، متاسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الانجيل، الذي سمعتموه، المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء، الذي صرت انا بولس خادما له. "
ووفقاً لهذه النبوة بشر الرسل والمسيحيون الأولون بالإنجيل في كل أقطار الأرض المعروفة يومئذٍ، في نحو ثلاثين سنة بعد موت المسيح، أي قبل خراب أورشليم بنحو عشر سنين. ومما سهَّل نشر تلك البشارة نشوء
كنائس فى أنحاء الإمبراطورية الرومانية فنشأت كنيسة فى أورشليم والتى قدمت يعقوب الرسول تلميذ المسيح شهيدا وأخيرا أنشأوا كنيسة مسيحية في روما، لأن أخبار تلك المدينة كانت تبلغ كل مكان، لأنها عاصمة المملكة. كما سهَّل نشرها زيارة اليهود المتشتتين في الأرض مدينة أورشليم في عيد الفصح، فاستطاعوا بذلك أن يحملوا أخبار ما سمعوه من أمر الدين المسيحي إلى كل البلاد التي أقاموا بها. ويثبت ذلك قول بولس الرسول «أَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ، وَإِلَى أَقَاصِي الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ» (رومية ١٠: ١٨) وقوله «الإنجيل الَّذِي قَدْ حَضَرَ إِلَيْكُمْ كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا» وقوله «الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ» (كولوسي ١: ٦، ٢٣ )
لذي قد حضر اليكم كما في كل العالم ايضا، وهو مثمر كما فيكم ايضا منذ يوم سمعتم وعرفتم نعمة الله بالحقيقة. 23 ان ثبتم على الايمان، متاسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الانجيل، الذي سمعتموه، المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء، الذي صرت انا بولس خادما له.  " وأيضاً ( ٢تيموثاوس ٤: ١٧). 17 ولكن الرب وقف معي وقواني، لكي تتم بي الكرازة، ويسمع جميع الامم، فانقذت من فم الاسد.
2) "   شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي ٱلْمُنْتَهَى"
 شَهَادَةً بمحبة الرب ومقاصده الرحيمة للجنس البشري الخاطئ والأسير فى يد الشيطان .
لِجَمِيعِ ٱلأُمَمِ لا لشعب الله المختار فقط. وذلك لكي يقبلوا الإنجيل أو يرفضوه فإن قبلوا كانت تلك الشهادة لهم وإن رفضوه كانت عليهم.
3) " ثُمَّ يَأْتِي ٱلْمُنْتَهَى"
 ثُمَّ يَأْتِي ٱلْمُنْتَهَى ونهاية مدينة أورشليم وطلبها بمباركة الآتى بإسم الرب وصيرورة اليهود أمة مستقلة. وحدث ذلك منذ أربعين سنة بعد النطق بهذا الكلام أي نحو سبعين سنة للميلاد. وأعلن المسيح أنه سيبشر بالإنجيل في كل المسكونة قبل تلك النازلة. وما ذكرناه هو وفق قول المسيح لكنه بعض ما دلَّ عليه لا كله. لأن فيه بيان انتشار الإنجيل بين قبائل الأرض فى العالم كله وليس فى افمبراطورية الرومانية فقط قبل مجيء المسيح الثاني في يوم الدين. فلنا مما سبق أنه في الأيام الأخيرة تكثر وسائل معرفة الإنجيل إلى حد لم يعهده العالم قبل كترجمة الكتاب المقدس إلى كل لغات الأرض، وإرسال المبشرين إلى كل أقطار الدنيا منادين بخلاص المسيح إبن الإله
ولنا من ذلك أنه كلما قرب المنتهى زاد علامتان من علاماته وضوحاً، إحداهما زيادة شرور العالم مع ارتداد بعض المحسوبين مسيحيين. والأخرى زيادة غيرة الكنيسة في المناداة بالإنجيل و
سعيهم فى نجاة الخطاة من الهلاك.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

شهادة لكل الامم اي توبيخاً وتعنيفاً من الشعوب الذين آمنوا بالكرازة لليهود الذين ما آمنوا . واعلن المسيح ان يبشر في كل المسكونة بالانجيل في مدة أربعين سنة بعد الصلب ثم يتم خراب أورشليم الذي عبر عنه بالمنتهى لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض».

تفسير انجيل متى الاصحاح الرابع والعشرون

 الضيقة العظيمة  (متى 24: 15- 28)

الضيقة العظيمة

 تفسير (متى 24: 15) -: فمتى نظرتم “ رجسة الخراب “ التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس  – ليفهم القارئ 

 

لان اليهود لما صرخوا في الفصح الذي فيه تألم المسيح ان ليس لنا ملك سوى قيصر فادخل بيلاطوس قائلاً لهم ان كان قولكم صدقاً فاسجدوا لهذه الصورة كسائر الامم الذين تحت حكم قيصر ومن أجل هذه الصورة التي يسميها رجاسة الخراب ابتدأ الاضطراب والسجن بينهم وما بطل حتى الى الحريق والخراب الاخير . وذهب البعض الى ان الذي أدخل الى الهيكل هو صورة نسر وغيرهم بل رأس خنزير . اما القديس افرام فيقول ان بيرقاً مصوراً في طير النسر قد علق برمح وأدخل الى الهيكل . وقال آخرون ان الذي أدخل الى الهيكل انما كان صنماً ولذلك يسميه رجاسة الخراب . وقوله متى رأيتم يشير الى ان كثيرين من المسيحيين يبقون أحياء الى ذلك الزمان الذي فيه يكون خراب أورشليم . وقوله ( ليفهم القارئ) اي ان خراب اورشليم قد قرب .

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

وردت هذه الآية ايضا فى  ( مرقس ١٣: ١٤ )  14 فمتى نظرتم «رجسة الخراب» التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي - ليفهم القارئ - فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال

وفى ( لوقا ٢١: ٢٠ الخ) 20 ومتى رايتم اورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها. 21 حينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال والذين في وسطها فليفروا خارجا والذين في الكور فلا يدخلوها 22 لان هذه ايام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب. 23 وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام لانه يكون ضيق عظيم على الارض وسخط على هذا الشعب. 24 ويقعون بالسيف ويسبون الى جميع الامم وتكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تكمل ازمنة الامم.

ما في هذا العدد إلى العدد السابع والعشرين يختص بالحوادث المتعلقة بخراب أورشليم.


1) " فَمَتَى نَظَرْتُمْ " المخاطبون هم الذين آمنوا بالمسيح ويسمعون كلماته .
2) " رِجْسَةَ ٱلْخَرَابِ "
وإنجيل متى كتب باللغة العبرية الأصل العبرى لكلمة " رجسة " هى " شاكاس " بمعنى " بغيض " أو مكروه " وقد استخدمت الكلمة للدلالة على أشكال العبادات الوثنية المقيته كآلهه العمونيين والموآبين ( 1 مل 11 : 5 و 7 ، 2مل 23 : 13 ) . ولكن وردت عبارة رجسة الخراب وردتف ى دانيال والعهد القديم ترجم للغة اليونانية الترجمة السبعينية وفى أنجيل مرقس ولوقا اللذان كتبا باللغة اليونانية والتى تشير أيضا إلى ذات المعنى كلمة رجسة: "الفعل المشتق منه، ßδελύσσμαι ، يعني أن تشعر بغثيان أو اشمئزاز من الطعام، ولذلك استُخدم عموما يشير إلى موضوع يثير الاشمئزاز من الناحة الأخلاقية أو الدينية (٢ أخ ١٥ :٨) ( إر ١٣ :٢٧؛ ً) بمعنى الازدراء. بمعنى أخلاقي حز ١١ :٢١) ) دا ٩ :٢٧(دا ١١ :٣١ )يستخدم كمرادف لصنمية أو وثنية في (١ ملوك ١١ :١٧) ( تث ٧ :٢٦) ( ٢ ملوك ٢٣ :١) .إنه يشير إلى ؛ وعموماً أي شيء فيه ابتعاد أو إقصاء أو تغرب عما يعلنه الله نفسه؛ مثل أكل الحيوانات النجسة، (لا ١١ :١١( تث ١٤ :٣ )

 وعندما أراد دانيال أن يوصف شراً رهيباً يتعارض بشدة مع الأخلاق واللياقة ، ويدعو للاشمئزاز اذ ينشر الفساد ويترك كل شئ وراءه خراباً ، لم يجد أقوى من هذا التعبير الذى يجمع بين " الرجس " و " الخراب " .

.
3) "
ٱلَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ ٱلنَّبِيُّ. قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ ( دانيال ٩: ٢٣، ٢٥، ٢٧ ) 23 في ابتداء تضرعاتك خرج الامر وانا جئت لاخبرك لانك انت محبوب.فتامل الكلام وافهم الرؤيا.  25 فاعلم وافهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الازمنة. 26 وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها. 27 ويثبت عهدا مع كثيرين في اسبوع واحد وفي وسط الاسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة وعلى جناح الارجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب   ( دا ١٢: ١١ ) ومن وقت ازالة المحرقة الدائمة واقامة رجس المخرب الف ومئتان وتسعون يوما. " ومن وقت ازالة المحرقة الدائمة واقامة رجس المخرب الف ومئتان وتسعون يوما. ( دا ١٢: ١١) أشار دانيال إلى الإمبراطور البطلمى أنتيوخس أبيفانس في أبطال المحرقة اليومية للرب ، والاستعاضة عنها بعبادة الإله اليونانى الوثنى جوبتر أولمبيوس الذي أقام تمثاله في الهيكل المقدس. وقال المسيح إنه سيحدث مثل هذا التنجيس والتدنيس قبل خراب أورشليم، وإنه يكون علامة للمسيحيين.
4) "  قَائِمَةً فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْمُقَدَّسِ»قَائِمَةً : اسم الفاعل اليوناني "قائم" محير، وليس مذكر. يجب أن يترجم بحيث يشير إلى الجيش الروماني تحت قيادة تيطس عام ٧٠" .المقدس" كانت تشير إلى الجزء الأول من الضريح المركزي في الهيكل. تيطس وضع الأصنام الرومانية التي تمثل آلهتهم الوثنية في هذه المنطقة من الهيكل.

فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْمُقَدَّسِ كانت أورشليم عند اليهود كلها مدينة مقدسة لوجود الهيكل فيها (متّى ٤: ٥) وكذلك كانت الأرض حول تلك المدينة. وبهذا يكون المقصود من قول المسيح «رجسة الخراب» الجيش الروماني حول المدينة، أو أفعال طائفة الغيورين الفظيعة داخل الهيكل أو غيرها من الأرجاس التى أصابت المدينة فيما بعد على يد الإمبراطور هادريان سنة 132م .

 ولا ريب في أن الرسل عرفوا ما أراد المسيح برجسة الخراب . فظن بعضهم أنه أراد بها الجيش الروماني الذي كانت مقدمته تحمل تماثيل القياصرة الرومانيين وألوية على رؤوس عصيها تماثيل النسور. وكانوا يعبدون تلك التماثيل كآلهة. فيكون المقصود بقوله «قَائِمَةً فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْمُقَدَّسِ» قيام الجيش أمام أورشليم في حصارها الأول بقيادة سستيوس غالوس سنة ٦٦ للميلاد، وفي حصارها الثاني بقيادة فسباسيانوس سنة ٦٨ وبقيادة تيطس سنة ٧٠. وما يوافق هذا قول لوقا «مَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ» فإنه قال ذلك مكان قول متّى «رِجْسَةَ ٱلْخَرَاب» الخ (لوقا ٢١: ٢٠). وظن آخرون أنها إشارة إلى تدنيس الهيكل عينه سنة ٦٦ بجماعة من اليهود سمّوا الغيورين دخلوا الهيكل للمحاماة عنه فحاربوا فيه وقتلوا وارتكبوا فظائع أُخر فيه. والأرجح الأول على أنه يصح أن يراد بها الأمران على أن الأول رجسة خارجية والثاني رجسة داخلية.
5) "
 لِيَفْهَمِ ٱلْقَارِئُ" ظن بعض المفسرين أن هذه العبارة زادها متّى لتنبيه القراء إلى ذلك التحذير، بناءً على أنه لو كان المسيح ذكرها في كلامه لهم لقال «ليفهم السامع». وهذا لا يمنع من أن المسيح ذكرها بنفسه لمعرفته بالمستقبل وعلمه السابق أن كلامه سيُكتَب.

: كانت هذه العبارة موجهة للمسيحيين وتحذيرا لهم وعلامة لإنقاذهم من الموت بدون سبب . لأن الكتاب المقدس كان ينسخ وكان غالى الثمن جدا فلا يستطيع شراؤه إلا الأغنياء كما كان يوجد فى المجامع فكان المسيحيين يجتمعون معا ليسمعوا كلمة الرب يقرأون بصوت عال في عالم البحر الأبيض المتوسط القديم. من يحضر المجمع بشكل اعتيادي كان سيعرف كلمة الله. ربما يكون لهذا صلة بالعبارة المحددة "رجسة الخراب" التي في دا ٩ :٢٧ ,١١ :٣١ ,و ١٢ :١١ 

 تفسير (متى 24: 16): فحينئذٍ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبفَحِينَئِذٍ تكررت هذه الكلمة فى أقوال المسيح وتعنى حين يحدث ما ذُكر يعلم المسيحيون أن المنتهى قريب، وأن الوقت الذي يجب فيه أن يبادروا إلى الهرب قد أتى.
2) "
ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ " وهو الإقليم الذى أستوطن فيه سبط يهوذا  لهذا سمى باليهودية وأورشليم وبيت لحم من أكبر مدن الإقليم
فِي ٱلْيَهُودِيَّة هذا يدل على أن الخطر لم يكن على الذين في أورشليم فقط، بل كان على الذين في سائر اليهودية أيضاً.
3) "
إِلَى ٱلْجِبَالِ " لم يحدد المسيح  جبالاً معينة. والأرجح أنه قصد أقرب الجبال إلى اليهودية ومنطقة شرق الأردن سكنها سبطَي رأوبين وجاد ونصف سبط منسَّى (عدد 32: 1-42) عند تقسيم أرض الميعاد ،ومنطقة جبال جلعاد شرق الأردن بالذات كان بنو رأوبين وبنو جاد يطلبون أن يرثوا أرض جلعاد  في شرق الأردن وكان فى شرق الأردن كثير من اليهود (راجع خريطة تقسيم أرض الميعاد الموجودة على موقعنا أضغط على تفسير (متى 4: 25) . فكثيراً ما صارت الجبال ملجأ ولهروب من العسكر لكثرة تضاريسها وسهل الإختباء وراء أحجارها ، ولتوفر كهوف السكن فيها. وقال أُوسابيوس القيصرى المؤرخ المسيحي (كان أريوسيا) إن كثيرين من المسيحيين هربوا إلى «بيلا» شرق الأردن، وشمال أرض بيرية. ولم يُقتل أحدٌ منهم في الحصار. وبعدما بدأ سستوس غالوس في الحصار أخذ جزءاً من المدينة وأحرقه لأسباب مجهولة، ثم رفع الحصار وتنحى بجيشه عن المدينة، فاغتنم المسيحيون فرصة الهرب وكان ذلك في سنة ٦٨م.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي حين يحدث ما ذكر يعلم المسيحيون ان المنتهى قريب وانه اتى الوقت الذي يجب فيه ان يبادر الى الهرب

 تفسير (متى 24: 17)والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئاً ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) " «وَٱلَّذِي عَلَى ٱلسَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئا»." كان خروج بنى إسرائيل مفاجئ حسب أمر فرعون مصر بخروجهم ليلا فخرجوا وأخذوا معهم ما يستطيعون حمله (خر 12: 31- 39) فدعا فرعون موسى وهرون ليلا وقال قوموا اخرجوا من بين شعبي انتما وبنو اسرائيل جميعا.واذهبوا اعبدوا الرب كما تكلمتم. 32 خذوا غنمكم ايضا وبقركم كما تكلمتم واذهبوا.وباركوني ايضا. 33 والح المصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلا من الارض.لانهم قالوا جميعنا اموات 34 فحمل الشعب عجينهم قبل ان يختمر ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على اكتافهم. 35 وفعل بنو اسرائيل بحسب قول موسى.طلبوا من المصريين امتعة فضة وامتعة ذهب وثيابا. 36 واعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى اعاروهم.فسلبوا المصريين. 37 فارتحل بنو اسرائيل من رعمسيس الى سكوت نحو ست مئة الف ماش من الرجال عدا الاولاد. 38 وصعد معهم لفيف كثير ايضا مع غنم وبقر مواش وافرة جدا. 39 وخبزوا العجين الذي اخرجوه من مصر خبز ملة فطيرا اذ كان لم يختمر.لانهم طردوا من مصر ولم يقدروا ان يتاخروا.فلم يصنعوا لانفسهم زادا  "

ولكن يختلف الأمر هنا حيث الهروب هنا من الخطر وهذا رد فعل طبيعى فى النفس البشرية حيث يهرب الألاف وقت الحروب وهنا أشار المسيح إلى حروب ومحاصرة  مدينة أورشليم فامرهم بالهروب سريعاً عند ظهور العلامة. ونفهم منه أن سلَّم البيوت كان خارجها، فيمكن الإنسان أن ينزل من على السطح بدون أن يدخل البيت.البيوت كان لها أسقف مسطحة. كانت تستخدم كمكان للتجمعات الاجتماعية في الأشهر الحارة ولعل سطوح البيوت كانت عند ذاك متصلة حتى يمكن الإنسان أن يجتازها من سطح إلى آخر، ويسرع بالخروج من المدينة.. لقد قيل أن المرء َّ كان يستطيع أن يسير عبر أورشليم على أسقف المنازل. من الواضح أن بعض البيوت كانت مبنية إلى جوار سور المدينة. عندما شوهد الجيش، في حال لزم الهروب. وسبب هذا التنبيه أن نجاة حياتهم هي أهم من إنقاذ أمتعتهم، علاوة على أنها تثقلهم فتعيقهم عن الهرب.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي ان الضيق هكذا يكون شديداً حتى يهربوا عريانين . ثم ان نجاة حياة الانسان أهم من انقاذ أمتعته هذا علاوة على انها تثقلهم فتعيقهم عن الهرب اما القس ايسيذوروس ففسر ذلك روحياً أعني ان الذين في اليهودية أي خائفوا الله وصعودهم الى الجبال هو التجاؤهم الى العلى اما الذين هو على السطح أي ان الذي احقر العالميات وداسها فلا يتنزل اليها .

 تفسير (متى 24: 18): والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه ليأخذ ثيابه .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «وَٱلَّذِي فِي ٱلْحَقْلِ فَلاَ يَرْجِعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ».
كانت ملابس التى يلبسونها فوق الأسطح ملابس البيوت حيث يأكلون فوق السطوح ويجتمع الجيران مع بعضهم البعض كانت هذه تشير إلى عباءة الشخص الخارجية التي كان يستخدمها في النوم. كان عليهم أن يهربوا في
الحال وألا يرجعوا إلى الوراء حتى لأجل أن يأخذوا ما كان ضروريا
الحال والذي يخرج إلى الحقل يترك طبعاً رداءه أي ما يلبسه فوق ثيابه في البيت. فنهاه هنا عن أن يرجع ليأخذه مع شدة حاجته إليه في الجبال التي سيهرب إليها حيث تنحفض درجة الحرارة حيث يحتاج الإنسان لملابس ثقيلة تحمية من البرد . فكان عليه أن يهرب من الحقل إلى الجبل رأساً.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

أي ان الذي خلع الانسان العتيق لا يعد الى لبسه

 تفسير (متى 24: 19): وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام !

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَٱلْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ». كانت هذه تشير إلى دمار أورشليم فقط. هذه الأسئلة التي طرحها التلاميذ على يسوع كانت تتعلق بالقضايا الثلاث المنفصلة: دمار أورشليم، مجيئه الثاني، ونهاية الزمان.
كلمة " الويل" تعنى فى اللغة العربية 
حُلُولِ الشَّرِّ وَالعَذَابِ - فأظهر المسيح بهذا الكلام حزنه على اللواتي يصعب عليهن الهروب بسبب حبلهم أو حمل أطفالهن، مما يصعِّب سرعة الهروب، واحتمال تقلبات الجو، والتعرض لمشقات العيش في الجبال.(لوقا ٢٣: ٢٩)  لانه هوذا ايام تاتي يقولون فيها: طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع. " (مر ١٣ :١٧) " وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام. ".

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

 ( الحبالى ) لانهن لا يستطعن الهرب لانهن مثقلات بالحبل وكذلك المرضعات لانهن مثقلان بالرضع . اما روحانياً فيراد بالحبالى الانفس الحبالى بعقولهن الاعمال الفاضلة وما اتممن ذلك بالعمل ويراد بالمرضعات المعلمين الذين هم خلو من الاعمال الفاضلة فالتعليم لا يخلصهم من العذاب .

 تفسير (متى 24: 20) : وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء أو في سبت ،

 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) «وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ».
هذه الآية كانت تتعلق بالصعوبات التي يمكن أن تواجهها النساء الحوامل وهن يهربن بسرعة.  متى، الذي كُتب لليهود باللغة العبرية ، يضيف عبارة "أو في يوم السبت" والتي ُحذ ليس هذا تحذيرا فى من (مر ً ١٣ :١٨ ) "وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء. " .المؤمنون اليهود سيكونون كارهين للهرب في يوم السبت. يصعقني أمران متعلقان بهذه الآية.

 ١ -أن يسوع كأنسان لم يدلى ب   الوقت بالضبط الذي سيتم فيه دمار أورشليم

٢ -أن صلوات المؤمنين كان يمكن أن تؤثر على التوقيت الدقيق لدمار أورشليم.

في شِتَاء لأنه يصعب السفر في ذلك الفصل لتوحل الطرق، وقصر النهار، وشدة البرد، وغزارة المطر في الجبال.

وَلاَ فِي سَبْتٍ لأنه غير مسموح بالسفر يوم السبت لأكثر من 1000 خطوة في ذلك اليوم، إما لتوبيخ الضمير لأنهم حسبوا السفر فيه محرماً بموجب الشريعة، أو لأنهم لا يقدرون أن يُخرجوا أمتعتهم من أبواب المدن فيه، أو لأن رجال الشرطة من اليهود يمنعونهم عن السفر فيه باعتباره ضد الشريعة. وهنا دليل قاطع على أن المسيح احترم شريعة السبت، ولا يريد كسرها كما اتهمه أعداؤه بتشجيع المؤمنين به ليصلوا حتى لا يكون هربهم فى الشتاء ولا يوم السبت فيسمع لهم الرب .
ويظهر من قول المسيح «صلوا لكي لا يكون» لا يوجد تناقضاً بين قضاء الله وإجابته الصلاة، لأنه قضى بخراب أورشليم مع قدرته أن يجعل أحوال ذلك الخراب غير ملجئة المسيحيين على السفر في شتاء أو سبت. وقول متّى «في سبت» من جملة الأدلة على أن متى كتب إنجيله لأجل اليهود.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

( في شتاء ) لانه يصعب السفر في ذلك الفصل لتوحل الطرق وقصر النهار ولشدة البرد وغزارة المطر في الجبال . ولا في سبت لانه يصعب السفر في ذلك اليوم اما لتوبيخ الضمير لانهم حسبوا السفر فيه محرماً وبموجب الشريعة واما لانهم لا يقدرون ان يهربوا بامتعتهم من أبواب المدن فيه واما لان الشرط ان اليهود يمنعوهم عن السفر فيه . وروحانياً صلوا لئلا تخرجوا من هذا العالم خلواً من الاعمال الصالحة مثل الاشجار عديمة الاثمار في الشتاء . ولا في سبت اي لا تكونوا بطالين من عمل الفضيلة كعطلة اليهود في السبت . فيعلمنا ان نكون على الدوام عاملين اعمالاً صالحة .

 تفسير (متى 24: 21): لانه يكون حينئذٍ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون .

  

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) "«لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ٱبْتِدَاءِ ٱلْعَالَمِ ". قارن المسيح الضيق الذى يتنبأ به بالضيق الذى حدث من قبل والذى أطلق عليه إسم " ضيق تلك الأزمنة العظيم"  لينتبه تلاميذه لأمره بالهروب، وقد أوضحه لوقا أكثر مما أوضحه متّى (لوقا ٢١: ٢٤، ٢٥).ويقعون بالسيف ويسبون الى جميع الامم وتكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تكمل ازمنة الامم. 25 «وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وعلى الارض كرب امم بحيرة. البحر والامواج تضج " وأنبأ به دانيال  (دانيال ٩: ٢٦ ) وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس ات يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة والى النهاية حرب وخرب قضي بها. وأنبأ به موسى (تثنية ٢٨: ٤٩ - ٥٧).49 يجلب الرب عليك امة من بعيد من اقصاء الارض كما يطير النسر امة لا تفهم لسانها 50 امة جافية الوجه لا تهاب الشيخ ولا تحن الى الولد. 51 فتاكل ثمرة بهائمك وثمرة ارضك حتى تهلك ولا تبقي لك قمحا ولا خمرا ولا زيتا ولا نتاج بقرك ولا اناث غنمك حتى تفنيك. 52 وتحاصرك في جميع ابوابك حتى تهبط اسوارك الشامخة الحصينة التي انت تثق بها في كل ارضك.تحاصرك في جميع ابوابك في كل ارضك التي يعطيك الرب الهك. 53 فتاكل ثمرة بطنك لحم بنيك وبناتك الذين اعطاك الرب الهك في الحصار والضيقة التي يضايقك بها عدوك. 54 الرجل المتنعم فيك والمترفه جدا تبخل عينه على اخيه وامراة حضنه وبقية اولاده الذين يبقيهم 55 بان يعطي احدهم من لحم بنيه الذي ياكله لانه لم يبق له شيء في الحصار والضيقة التي يضايقك بها عدوك في جميع ابوابك. 56 والمراة المتنعمة فيك والمترفهة التي لم تجرب ان تضع اسفل قدمها على الارض للتنعم والترفه تبخل عينها على رجل حضنها وعلى ابنها وبنتها 57 بمشيمتها الخارجة من بين رجليها وباولادها الذين تلدهم لانها تاكلهم سرا في عوز كل شيء في الحصار والضيقة التي يضايقك بها عدوك في ابوابك. " وأنبأ به دانيال (دانيال ١٢: ١). "
2) " إِلَى ٱلآنَ وَلَنْ يَكُونَ" هذه آية عبرية اصطلاحية مشابهة للكثير من آيات في العهد القديم (خر ١٠ :١٤)  فصعد الجراد على كل ارض مصر وحل في جميع تخوم مصر.شيء ثقيل جدا لم يكن قبله جراد هكذا مثله ولا يكون بعده كذلك. (خر ١١ :٦) ويكون صراخ عظيم في كل ارض مصر لم يكن مثله ولا يكون مثله ايضا.  ( إر ٣٠ :٧) اه لان ذلك اليوم عظيم وليس مثله.وهو وقت ضيق على يعقوب ولكنه سيخلص منه  ( دا ١٢ :١( يوء ٢ :٢ )يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتدا على الجبال.شعب كثير وقوي لم يكن نظيره منذ الازل ولا يكون ايضا بعده الى سني دور فدور" وقال يوسيفوس المؤرخ اليهودى : إنه قتل من اليهود عند افتتاح المدينة مليوناً ومئة ألفاً، وأُسر منهم ٩٧ ألفاً، وعُذب كثيرون ثم قتلوا. وقـُتل في ضواحيها ٢٥٠ ألفاً. فبلغ كل القتلى مليون و٣٥٠ ألفاً. وقال إن الرومان صلبوا ممن أُسروا من اليهود مدة الحصار خلقاً كثيراً حتى لم يبقَ مكان لنصب الصلبان، ولم يجدوا صلباناً كافية لصلب كل أولئك الأسرى. وقال إنه مات كثيرون في المدينة من شدة الجوع، وإن بعض النساء قتلت أولادها وأكلتهم وقال «لو قارنا مصائب جميع الناس منذ الخليقة بما قاساه اليهود لوجدناه أعظم من جميعها». وزاد هول الحصار بأن بدءه كان في عيد الفصح، وكان حينئذٍ على قول البعض ثلاثة ملايين في تلك المدينة.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

اوضح القديس لوقا ذلك الضيق اكثر مما اوضحه متى ( لو 21 : 24 و25 ) . قال يوسيفوس انه قتل من اليهود عند افتتاح المدينة ..1000000 واسر منهم 97000 وعذب كثيرون ثم قتلوا . وقتل في ضواحيها 250000 فبلغ كل القتلى 1447000 وقال ان الرومانيين صلبوا ممن اسروا من اليهود مدة الحصار خلقاً كثيراً حتى لم يبق مكان لنصب الصلبان ولم يجدوا صلباناً كافية لصلب كل اولئك الاسرى . وقال ان كثيرا من اليهود كانوا يبلعون حبوب الذهب الذي عندهم ويهربون الى الرومانيين وكانوا يستخرجون ذلك الذهب حين قضاء حاجتهم في البرية . اما الرومانيون والسريانيون فلما شعروا بذلك فكانوا يشقون بطونهم ويستخرجون الذهب من امعائهم وأهلكوا منهم ربوات لهذا السبت . وقال انه مات كثيرون في المدينة من شدة الجوع فاشتد بهم الجوع حتى أكلوا الاحذية وان بعض النساء قتلت اولادها واكلتهم . وقال لو قابلنا مصائب جميع الناس منذ الخليقة بما قاساه اليهود لوجدناه اعظم من جميعها . وزاد هول الحصار بان بدائته كانت في عيد الفصح وكان حينئذٍ على قول البعض ثلاثة آلاف الف في تلك المدينة ونقول ان ما اصابهم لهو اقل مما يستحقون لان لا في الزمان الماضي ولا في المستقبل تجاسر أحد جسارة هائلة مثلما تجاسر اليهود على صلب المسيح .

 تفسير (متى 24: 22) : ولو لم تقصر تلك الايام لم يخلص جسد . ولكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

 1) " وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ ٱلأَيَّامُ" تُقَصَّرْ أي تُجعل أقصر أيام الحصار وتصير أقل مما اعتادوه من أوقات محاصرة المدن، أو أنها تقصر عما يتوقعونه بالنظر إلى قوة أو ضعف أسوار المدينة والمقاومة فيها . فالأشوريون لم يستطيعوا أن يفتحوا صور إلا بعد حصار خمس سنين. والبابليون حاصروها ١٣ سنة. فلو اتحد أهل أورشليم ودافعوا عنها بغيرة وحمية ما أمكن الرومان نظراً لمتانتها أن يفتحوها إلا بعد محاصرتها سنين عديدة. ومع ذلك فإنهم غزوها بعد حصار خمسة أشهر فقط . وإلا أن هناك أحداث حدثت قبل حصار اورشليم بين أهل اليهود والرومان فى الجليل والسامرة واليهودية قبل حصار اورشليم مدة نحو سنتين قبل ذلك. فتقاس مدة خصار اورشليم خمسة أشهر بقصر الحصار وأنتهاؤه بالمقارنة بحصار الأشوريين والبابليين لصور
2) "  لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ"  لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ لأن اليهود إنقسموا داخل أورشليم أثناء حصارها وكان يقتل بعضهم بعضاً فى الداخل ، وكان الرومان يقتلونهم من خارج. فلو طال ذلك الوقت كأوقات الحصار المعتادة لأبيدت الأمة اليهودية بأسرها بالعداء والإنتقام وقتل بعضهم بعضا   وكان أسباب تقليل مدة الحصار سنة (١) أمر كلوديوس قيصر لهيرودس أغريباس بالكف عن تحصين المدينة بعدما شرع فيه سنة ٤٢، ٤٣م (٢) انقسام اليهود حزبين وتوانيهم عن الاستعداد اللازم للحصار قبل بدئه وعن الدفاع الواجب في وقته. (٣) إحراق يوحنا وسمعان رئيسي الحزبين أهراء الحنطة وبقية الأطعمة، وكان فيها ما يكفي كل سكان أورشليم عدة سنين وكان إحراقها قبل مجيء تيطس بقليل. (٤) مجيء تيطس بغتة، فلم يكن اليهود يتوقعونه، وكانوا مهتمين بفرائض الفصح، فاستولى تيطس على بعض حصون المدينة بلا حرب لعدم انتباه اليهود له. (٥) العناية الإلهية: لأنه لم تكن أسباب بشرية كافية لتقصير مدة الحصار. قال يوسيفوس المؤرخ العبري وتاسيتوس الوثني «إن هذه المصائب جاءت على اليهود من نقمة الله على قوم امتلأت كأس ذنوبهم» وتيطس بعد أن أجال نظره في المدينة وعلو أبراجها وأسوارها وعظم حجارتها قال «بمؤازرة الله قد ظفرنا في هذه الغزوة، وهو سبحانه الذي أخرج اليهود من هذه الحصون لأنه ماذا تستطيع أيادي البشر أو آلاتهم الحربية أن تصنع في مثل هذه الأبراج» ولم يرتضِ تيطس أن يكلل بعد هذه الغلبة نفسه بالمجد كما جرت عادة الرومان، وقال إنه لم يكن هو صاحب هذا الأمر والعمل، ولكن غضب الله على اليهود هو الذي أعطاه الغلبة. (٦) تغير فكر تيطس في كيفية الحصار، فإنه عزم في أول الأمر أن يبني سوراً حول أورشليم ويتركها إلى أن تسلم جوعاً. فلو بقي على ذلك لمرَّ عليه سنون قبل أن يفتح أورشليم. ولكنه بعد ما بنى جانباً من السور بدا له أن يهجم عليها ويفتحها عنوة.
3) " وَلٰكِنْ لأَجْلِ ٱلْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ ٱلأَيَّامُ"  ٱلْمُخْتَارِينَ أي المسيحيين الحقيقيين الذين آمنوا من بين اليهود هم الكنيسة الأولى فى أورشليم . فلأجل المسيحيين قصر الرب أيام الحرب لا لأجل اليهود. كلمة "المختاريين" أو "النخبة" لم  تشير فى هذه الآية إلى الشعب اليهود الذين لم يؤمنوا لأنهم ظلوا يحاربون الرومان حتى قتلوا أو اسروا ولكن تشير هنا لأول مرة إلى اليهود المؤمنيين بالمسيحيين الذين هربوا كما يخبرنا أوفسافيوس، الإختيار أو النخبة هم الشعب المختار
في العهد القديم الله لا يزال لديه هدف لشعب إسرائيل، لأنه كما يقال تركونى أنا ينبوع المياة الحية وحفروا لأنفسهم آبارا مشققة لا تضبط ماء وكما ورد فى ( رو ٩ -١١) .(ولكن بسبب استخدام كلمة "نخبة" في (مت ٢٤ :٢٤ و ٣١) ،يبدو بلا شك أنها تشير إلى اليهود المؤمنين. من أجل "النخبة" . لأنه لو طالت الحرب في اليهودية لهلك المسيحيون في الجبال التي هربوا إليها جوعاً وبرداً. ولا يبعد عن الظن أن تلك الضيقات هي رمز إلى الضيقات التي تأتي على العالم قبل مجيء المسيح ثانيةً (دانيال ١٢: ١) وكما قصر الله مدة الضيقات الأولى لأجل مختاريه سيقصر الضيقات الأخيرة لأجلهم.(إشعياء ٦٥: ٨، ٩ )  8هكذا قال الرب.كما ان السلاف يوجد في العنقود فيقول قائل لا تهلكه لان فيه بركة.هكذا اعمل لاجل عبيدي حتى لا اهلك الكل. 9 بل اخرج من يعقوب نسلا ومن يهوذا وارثا لجبالي فيرثها مختاري وتسكن عبيدي هناك. (زكريا ١٤: ٢، ٣) 2 واجمع كل الامم على اورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتنهب البيوت وتفضح النساء ويخرج نصف المدينة الى السبي وبقية الشعب لا تقطع من المدينة 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد

( تقصر) اي تجعل اقصر مما اعتادوه من محاصرة المدن لان الحصار ابتدأ من خمسة عشر نيسان اللى اليوم التاسع من شهر آب . ولا يقصد بالمختارين هنا الرسل لانهم كانوا قد خرجوا من اليهودية لكنه يقصد المؤمنين فمن بدء الاصحاح الى هنا تكلم عن خراب أورشليم اما من هنا فيتكلم عن الآخرة وعن المسيح الكذاب .

 


This site was last updated 01/17/21