Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الرابع (متى 4: 18- 25)

 أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410
Untitled 8411

فيما يلى تتفسير / شرح الإنجيل كما رواة  متى الإصحاح الرابع (متى 4: 18- 25)

*تقسيم فقرات الإصحاح  الرابع من إنجيل متى  (متى 4: 18- 25)
3. دعوة التلاميذ  (مت  4 : 18-22)
 4. الكرازة والعمل (مت  4 : 23-25)

تفسير انجيل متى - الاصحاح الرابع

 يسوع يدعو التلاميذ الأولين (متى 4: 18- 22)

تفسير (متى 4: 18) وإذ كان يسوع ماشياً على شاطئ البحر الجليل أبصر أخوين : سمعان الذي يقال له بطرس .واندراوس أخاه يلقيان شبكة في البحر فإنهما كانا صيادين .

 

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مر 1: 16- 18) (لو 5: 2) (يو 1: 42)

1) لم ينظم المسيح كنيسة ثابته فى حياته على الأرض ولكن إستخدم بيوتا يملكها بعض معارفه أشهرها بيت لعازر وبيت حماة بطرس وغيرهم وكانت اول دعوته كرازته لحلقة صغيره حوله هم تلاميذه الأثنى عشر ثم الرسل السبعين ولعل سبب ذلك أن يسوع نفسه هو الكنيسة حالما يحل فى اى مكان يجتمع حوله الشعب وليس بمهم المكان ربما يكون سهل جبل بيت مجمع هيكل .. ألخ .. وقد أنبأ يوحنا البشير عن الوقت الذى تعرف على تلاميذه (يو 1: 35- 42) وأما باقى البشيرييين فى الأناجيل الآزائية فلم يهتموا بذكر تلك المدة وبدأوا بالقترة الزمنية التى جعلهم فيها رفقاؤه وتابعيه ولعل يوحنا ذكرها لتكملة ما سقط من معلومات حول هذه المدة 

2) وإذ كان يسوع ماشياً على شاطئ البحر الجليل أبصر أخوين "

3) “ كتاب ميلاد ” بدأ يسوع كرازته ولهذا لم يكن ماشيا بلا قصد بل مناديا بالتوبة والملكوت

4) “ كتاب ميلاد ” بحر الجليل الذى يمر فيه الأردن سمى جينسارت (لو 5: 4) وكنارة (عد 34: 11) (تث 3: 17) وكنروت (1 مل 15: 20) وبحر طبرية (يو 6: 1) - قال يوسيفوس فى أيامه أنه كان فى بحر طبرية أقل من أربعة ألاف سفينة من أنواع مختلفة ولهذا البحر شأن عظيم في الأناجيل من حيث نسبته إلى تاريخ حياة المخلص في بدء حياته فإن كفرناحوم التي كثيرًا ما وطئتها أقدام المسيح تقع على شاطئه. ومنها اختار أربعة من تلاميذه الصيادين الذين جعلهم صيادي الناس. وبعد صلب المسيح تفرق شمل تلاميذه غير أنه بعد قيامته اجتمع بهم على شاطئ ذلك البحر لأنهم كانوا قد رجعوا إلى هناك يشتغلون بحرفتهم القديمة. وكان الصيد مهنة مريحة (مرقس 1: 20) ويعد بعض السياح 22 نوعًا من السمك هناك من الأنواع الصغيرة والكبيرة الشهية الطعم ويشبهها ما في الأردن وفروعه. وهذا البحر محاط بتلال وهضاب إلا في سهول البطيحة من الشمال والغوير وطبرية الغوير من الجنوب حيث يلتقي به نهر الأردن في دخوله وخروجه وتلك الهضاب من الغرب كلسية بركانية وأما من الشرق فبركانية ويبلغ علوها أكثر من 1000 قدم.
أما طول البحر من الشمال إلى الجنوب فيبلغ نحو اثني عشر ميلًا ونصف وطرفه العريض المقابل لقرية المجدل يبلغ سبعة أميال ونصف سطحه يقل ارتفاعًا بنحو 682 قدمًا عن سطح البحر الأبيض المتوسط. وبسبب انخفاض سطحه فمناخه نصف حار. وبالقرب منه جبل حرمون المتوج بالثلوج ولذلك كثيرًا ما تثور الأرياح وتعصف الأنواء بغتةً مارةً بمنحدر الجبل وتنتهي في سطح البحر. وقد جاء في الإنجيل أن زوبعة من هذا النوع فاجأت السفينة التي كانت تتقل التلاميذ دون سيدهم وإن يسوع جاء إليهم ماشيًا على تلك الأمواج العجاجة ولما دنا من السفينة نزل بطرس لملاقاته على الماء ولم يصب بأدنى أذى (مت 14: 24-36).  وورد أيضًا في الأناجيل أن النوء هاج على السفينة بينما كان نائمًا فيها فارتعب التلاميذ من شدته فذهبوا وأيقظوه فقام وانتهر الريح فسكنت (مت 8: 23-27).
5) سمعان الذي يقال له بطرس ”  هو سمعان بن يونا معني اسمه صخرة وحجر. ولد في قرية بيت صيدا الواقعة على بحر طبرية قبل ميلاد السيد المسيح بعده سنوات، قد تصل إلى العشرة وتزيد قليلًا. وكان يشتغل بصيد الأسماك شأنه في ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته.... يحتمل أنه كان -مع أخيه اندراوس- تلميذًا ليوحنا المعمدان... كان لقاؤه الأول بالرب يسوع، بعد أن أخبره اندراوس أخوه -بناء على توجيه يوحنا- قد وجدنا المسيا واصطحبه إلى حيث المسيح... وفي ذلك اللقاء قال له الرب "أنت سمعان بن يونا. أنت تدعي صفا " (يو 1: 35- 42) ومعنى بطرس كمعنى صفا فى السريانية مشتق من بتروس وهى كلمة يونانية معناها "صخرة" أى "صخرة الإيمان" إشارة إلى ما قاله بطرس فى ذلك الوقت أما الكنيسة التى بنيت على المسيح اساسها الأصلى (أف 2: 20) وقد حاول بعض التلاميذ أن يكونوا رؤساء ولكن ربط يسوع الرآسة بالخدمة وجعلها شائعة .. أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه الرب بقوله "لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس". وحالما وصل بالسفينة إلى البر ترك كل شيء وتبعة هو وأخوه وابنا زبدي (لو 5: 1-11).... وما لبث أن شرفه الرب بدرجة الرسولية ودعاه "بطرس". كان بطرس أحد التلميذين الذين ذهبا ليعدا الفصح الأخير،

6) واندراوس أخاه ” هو شقيق بطرس الرسول (يو 1: 40) وإسم أبيهما يونا ((يو 21: 15- 17) ولد فى بيت صيدا (يو 1: 44) وأسمه يونانى معني اسمه "ذو مروءة" كان في بادئ أمره تلميذًا ليوحنا المعمدان ومنه سمع عن الرب يسوع، فقصده ومكث معه يوما كاملًا ليعاين أعماله وأقواله فأيقن أنه المسيا المنتظر.. بعدها بشر أخاه بطرس بأنه وجد المسيا.. وبعد معجزة صيد السمك الكثير دعاه الرب مع أخيه بطرس ليكون صيادا للناس، فترك السفينة والشباك وتبع المسيح ولم يفارقه منذ ذلك الحين..
يذكره الإنجيل في ثلاثة مواضع: في معجزة إشباع الآلاف من خمس خبزات (يو 6: 8 ،9)، وعند مجيء اليونانيين الذين أتوا لكي يروا يسوع تقدم إليه وسأله في ذلك (يو 12: 22).. وعندما تقدم ليسأل الرب مع ثلاثة من التلاميذ عن خراب أورشليم ودمار الهيكل وانقضاء الدهر (مر 13:3).
بدأ عمله الكرازي بعد يوم الخمسين... وإن كنا لا نستطيع أن نحدد على وجه الدقة خط سيره الكرازي، لكن يبدو إنه ركز نشاطه التبشيري في مناطق شبه جزيرة البلقان، وبعض مقاطعات آسيا الصغرى..  وبناء على رواية اوريجينوس التي سجلها يوسابيوس فإنه بشر في سكيثيا وهي المنطقة الواقعة شمال بحر قزوين والبحر الأسود..انتهي به المطاف في مقاطعه أخائية في بلاد اليونان، كما يشهد بذلك جيروم وثيودوريت ونال إكليل الشهادة مصلوبا في مدينة بتراس احدي مدن المقاطعة... وصلب هذا الرسول في بتراس يؤيده إجماع عام من جميع التقاليد القديمة. وقد قيل أن الصليب الذي صلب عليه كان على شكل (×) وهو المعروف باسم crux decussata، وفي رواية أخرى أنه لم يثبت في الصليب بالمسامير بل ربط عليه حتى تستطيل مده عذابه.
وأندرواس الرسول هو شفيع كل من الكنيستين الروسية واليونانية. الأولي لأنه كاروزها، والثانية لأنه صلب في إحدى المدن التابعة لها. ويذكر أن ذخائره نقلت إلى القسطنطينية سنة 357. وفي زمن الحملات الصليبية نقلت إلى مدينة Amalpae بإيطاليا حيث مازالت كاتدرائيتها تحتفظ بها حتى الآن.

7)  يلقيان شبكة في البحر ” يظهر ا، الشبكة كانت كبيرة لأن الكلمة اليونانية التى ترجمت منها كلمة "يلقيان" تشير إلى أن الشبكة كانت تلقى فى دائرة

8) فإنهما كانا صيادين أى أن صيد السمك كان عملهما الخاص وربما تعرف عليهما يسوع من قبل وعلمهما شيئا ثم أخبرهما أن يرجعا لعملهما مدة حتى يدعوهما وقد يكونا منتظران دعوة يسوع لهما ويزيد لوقا على ما ذكره متى أن المسيح وعظ فى سفينتهما وصيد السمك العجيب (لو 5: 1- 11)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

هذه دعوة أخرى غير المذكورة في يوحنا . ان تلك كانت بعد ما اعتمد . وهذه بعد ما طرح يوحنا في السجن . فلم يكونا تابعين له قبل ذلك الوقت . لان يوحنا يقول انهما كانا عنده في ذلك اليوم . فيتضح اذا انهما مضيا فيما بعد . أما الآن فدعاهما ليكونا معه . ولوقا يذكر دعوة أخرى قائلاً : ” فركب احدى السفينتين وكانت لسمعان وساله الخ ” ( لو5 : 3 ) . وقوم يقولون ان الدعوات هي ثلاث . الاولى الدعوة المذكورة في يوحنا والثانية في لوقا والثالثة في متى . فقد تمثل في ذلك بالصياد الماهر الذي اذا سقط حوت كبير في الشبكة فيرخيها قليلا حتى يضعف ثم يجذبه . كذلك عمل سيدنا بالتلميذين في المرة الاولى والثانية . ولما كانت المرة الثالثة مضيا وراءه كمضي اليشع وراء ايليا . . وبمثل هذه الطاعة يطالبنا الله تعالى .

( يلقيان شبكة الخ ) هذه هي علامة الفضيلة . فانهما من تعب ايديهما كانا يعيشان .

تفسير (متى 4: 19) فقال لهما : “ هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس  “.

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  هلم ورائي ” أى أتبعانى أينما أكون وتعلما منى وأطيعانى وكونا تلميذيين لى .. اسمعا وأنصتا لكلامى وأتبعا تعليمى وتمثلوا بقدوتى .. وتجندا لى أنا الحق ضد الشر .. إن نتائج هذه الدعوة أعظم من دعوة إبراهيم أو دعوة موسى

2) فأجعلكما صيادي الناس أخذ يسوع هذا التعبير ليفمها ما هى عوته "هلم ورائى" وأستعارها ليفهما ما هو العمل الذى دعاهما إليه .. فالتبشير هو صيد للناس فى شبكة الإيمان لن تكونا صيادى سمك ولكن صيادى ناس فلن يهلكوهم بل ليقودوهم إلى حياة أفضل ووجه الشبه بين عملهما أن عمل الصيد يختاج إلى مهارة وخبرة خبرة فى الجو وسير الرياح وأماكن تواجد السمك وطريقة صيده وبيعه والإحتياج إلى التعب والحذق والإنتباه وأمل النجاح ربما لم يفهما قصد يسوع بهذه التسمية لأن الوقت كان مبكر وذهبا معه ليريهما كيف يصطادوا الناس ؟ ولم يدعوا المسيح  الكتبة والفريسيين ان يكونوا تلاميذا له لأنهم كانوا متمسكين بتعاليمهم المنحرفة عن تعاليم الكتاب المقدس كما أنه لكى يظهر ا، تعاليمة السامية إنتشرت عن طريق صيادى السمك وليس عن طريق متعلمين حتى لا يختلط الأمر فيظن الناس ان هذه تعاليم الكتية والفريسين وليست تعاليم يسوع لأت تعاليمه هى روح وحياة لهذا إختار جهال العالم ليخزى بهم الحكماء والفهماء

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

اعني كما ان الصيادين  يصيدون الحيتان من البحر . كذلك الرسل يصيدون بني البشر الحيتان الناطقين ويصعدونهم من هذا العالم الى السماء وكما ان الصيادين يملحون الحيتان لئلا تنتن . هكذا فعل الرسل فانهم بعد ما اصطادوا بني البشر بشص كلامهم وملحوهم بملح تعليمهم . وكما انه تعالى في العهد القديم انتخب انبياءه رعاة مثل يعقوب وموسى وداود ليرعوا القطيع المحدود اي الشعب الاسرائيلي . هكذا في العهد الجديد فانه اختار رسله صيادين لانهم قد اصطادوا شعوباً كثيرة من بحر العالم . وكما ان الصياد يلقي شبكته في البحر غير عارف ما ستصيده ويصعدها حاوية اجناساً مختلفة . كذلك الرسل فانهم اصطادوا جميع الناس الى الحياة دون تمييز بين شعب وآخر .

تفسير (متى 4: 20) فللوقت تركا الشباك وتبعاه .

 

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) فللوقت تركا الشباك وتبعاه ” أى أنهما للوقت أطاعا دعوته بالرغم من أنها دعوة فجائية وبدون تمهيد أو توضيح ولكن كان هناك إشتياق إلهى لكى يتبعا يسوع فى داخل قلبهما وكان مستعدين ليقبلاه ربما لأنهما سمعا عن  أخباره من قبل .. وهذه الطاعة السريعة لقبول يسوع من دلائل التقوى الخفية (لو 9: 57- 62) هذه الدعوة لم يقبلها الشاب الغنى .. وقول ألاية تركا شباكهما أى تركا كل شئ السفينة والشباك وتركا مهنة صيد السمك ليصيرا تلميذين فقد كان لهما إشتياق قلبى ليخدما الرب وكانا قد ذهبا إلى يوحنا المعمدان تبعاه حتى الصليب وتبعاه بعد الصليب وأنشأ كنيسة يسوع على صخرة الإيمان

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

فاتضح من هذا انهما لو كانا من ذوي الذهب والفضة لتركا ذلك كله ومضيا وراءه . ولكنهما لم يكونا يملكان سوى الشباك وهذه كانت عندهم عزيزة بمنزلة الذهب والفضة عند الاغنياء .

تفسير (متى 4: 21)  ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين : يعقوب بن زبدى ويوحنا اخاه ، في السفينة مع ابيهما زبدى يصلحان شباكهما ، فدعاهما .

 

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)   ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين : يعقوب بن زبدى ويوحنا اخاه ، في السفينة مع ابيهما زبدى  ” إجتاز على شاطئ البحر وذلك لمسافة قصيرة وكانا إبنى زبدى وإبتى يونا (بطرس وأندراوس) كانوا شركاء وكان صيد السمك يحتاج للمشاركة لأن صيد السمك يحتاج لأيادى كثيرة حتى يصيدوا أكبر كمية (لو 5: 10) وكانت إحدى السفينتين فى ذلك الوقت قريبة من الأخرى (مر 1: 19)

2) زبدى ” يعنى إسم زبدي "يهوه يُعطي"  الشواهد من الكتاب المقدس:(1 أي 8: 19) (1 أي 27: 27) (نح 11: 17) (يش 7: 1) (مت 4: 21)

3)  يعقوب بن زبدى هو ابن زبدي وشقيق يوحنا الحبيب.. ويدعي أيضًا يعقوب الكبير تمييزًا له عن يعقوب الصغير (ابن حلفي). كان من بيت صيدا من مدينة بطرس وأندراوس. دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يوحنا في نفس المرة التي دعا فيها بطرس واندراوس، فتركا السفينة وأباهما وتبعاه (مت 4: 21، 22) ويبدو أن يعقوب كان حاضرًا معجزة الرب يسوع الأولى في قانا الجليل حيث حول الماء خمرًا (يو 2: 2). أختاره الرب يسوع مع بطرس ويوحنا ليكون شاهدًا لبعض الأحداث الهامة. فكان معه حينما أقام ابنه يايرس من الموت وفي حادث التجلي وفي بستان جثسيماني ليله آلامه...وقد أحبه المخلص مع أخيه يوحنا محبة خاصة فميزهما بلقب خاص، إذ دعاهما بوانرجس أي "ابنيّ الرعد" (مر 3: 17) تعبيرًا عن حماستهما وغيرتهما. أما عن جهوده الكرازية، فمعلوماتنا عنها ضئيلة لكن التقاليد تجمع على أن ميدانه في التبشير كان اليهودية والسامرة. أما القول بأنه كرز بالإنجيل في أسبانيا فقول ليس له أسانيد تاريخية... وقد كانت غيرته الرسولية سببا في إثارة عداوة اليهود فثاروا ضده، وأحدثوا شغبًا في أورشليم فقبض الجند الرومان واحضروه أمام الملك هيرودس اغريباس فأمر بقطع رأسه بحد السيف (أع 12: 1) وكان ذلك سنة 44... ويعتبر هذا الرسول أول من استشهد من الرسل، وهو الوحيد بين الرسل الذي سجل لنا كتاب العهد الجديد موته وكيفيته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويذكر لنا يوسابيوس المؤرخ نقلًا عن كليمنضس الإسكندري أن الجندي الذي قاد هذا الرسول إلى المحاكمة تأثر عندما رأي شجاعته وصلابته، وحركت النعمة قلبه، فاعترف هو الآخر بالإيمان المسيحي، فكان جزاؤه قطع رأسه مع الرسول في وقت واحد ويبدو أن الذي حرك الجندي إلى اعتناق الإيمان معجزة أجراها الرب على يد الرسول وهو مساق بواسطة ذلك الجندي فقد أبرأ مخلعًا كسيحًا.... وقد حفظ لنا التقليد وشهد بذلك ابيفانيوس أن هذا الرسول حافظ على بتوليته طوال حياته. وقيل أن جسده نقل إلى بلده تدعي كومبوستيلا compostella في أسبانيا.

4)  ويوحنا اخاههو (القديس يوحنا الحبيب | يوحنا الرسول | حبيب الرب | يوحنا الرائي | يوحنا الإنجيلي | يوحنا اللاهوتي | ابن زبدي) هو ابن زبدي من بيت صيدا في الجليل. دعاه يسوع مع أخيه يعقوب الذي قتله هيرودس أغريباس الأول ليكونا من تلاميذه (مت 4: 21 واع 12: 1 و2). ويبدو أنه كان على جانب من الغنى لان أباه كان يملك عددًا من الخدم المأجورين (مر 1: 20). أما سالومة أمه فقد كانت سيدة فاضلة نقية. كانت شريكة النساء اللواتي اشترين الحنوط الكثير الثمن لتكفين جسد يسوع. وكانت على الأرجح أخت مريم أم يسوع (يو 19: 25). وقد اتخذ مهنة الصيد حرفة، لأن عادات اليهود كانت تقضي على أولاد الأشراف أن يتعلموا حرفة ما. وكان يوحنا من تلاميذ المعمدان ومن تلاميذ يسوع الأولين (مر 1: 19 ومت 4: 21 و22). وكان وأخوه شريكي سمعان في الصيد (لو 5: 10). وكان معروفًا لدى قيافا رئيس الكهنة (يو 18: 15). وربما كان له بيت في أورشليم (يو 19: 27). وكان وأخوه حادّي الطبع سريعيّ الانفعال والغضب (مر 9: 38 ولو 9: 52 - 56). فلقبهما يسوع "بوانرجس" أي "ابني الرعد" أو الغضب (مر 3: 17). وكانا طموحين نزاعين إلى العظمة والمجد. بيد أن هذه النزعة تلاشت فيها فيما بعد، وأصبحا على استعداد لمجابهة الموت في سبيل المسيح ورسالته (مر 10: 35-40 ومت 20: 20 - 23). وفي قائمة الرسل يذكر يوحنا دائمًا بين الأربعة الأولين (مت 10: 2 ومر 3: 14 - 17 ولو 6: 13 و14). وكان أحد الرسل الثلاثة، الذين اصطفاهم يسوع ليكونوا رفقاءه الخصوصيين، وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. فهؤلاء وحدهم سمح لهم أن يعاينوا إقامة ابنة يايرس (مر 9: 2 ولو 8: 51)، والتجلي (مت 17: 1 ومر 9: 2 ولو 9: 28)، وجهاده في جثسيماني (مت 26: 37 ومر 14: 33). وقد وثق يسوع بيوحنا وأحبه بنوع خاص وذلك يظهر من تسميته له "بالتلميذ الحبيب". فهو وإن لم يذكر اسمه جهرا في البشارة الرابعة من البشائر فإنه يتبوأ مكانًا ساميًا فيها. وظل يوحنا أمينًا لسيده، ملازمًا له حتى النهاية. وفي الليلة التي أسلم فيها سيده، تبعه على دار رئيس الكهنة، عن قرب، لا عن بعد، كما فعل بطرس. وعند الصليب ظل أمينًا، فأخذ من يسوع اجل وديعة، إذ أوصاه بالعناية بأمه وعندما قصد القبر الفارغ في بكور يوم القيامة، كان أول من آمن بقيامة المسيح (يو 20: 1 - 10). ولهذا دعي دون غيره بـ"التلميذ الحبيب".
لقد كان يوحنا من الزمرة القليلة التي بقيت في العلية في أورشليم بعد الصعود (أع 1: 13). ونراه مرتين مع بطرس. المرة الأولى عندما صعد الاثنان إلى الهيكل، فشفيا الأعرج (أع 3: 1-4: 23). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). والمرة الثانية عندما قصدا السامرة لتفقد أحوال الكنيسة الناشئة التي كان يشرف عليها فيلبس هناك (أع 8: 14-17). وكذلك نعرف أن يوحنا كان أحد أعمدة الكنيسة في أورشليم إلى جانب يعقوب وبطرس، يوم زارها بولس على أثر رحلته التبشيرية الأولى، ويوم بدأت بوادر أول عاصفة من عواصف الاضطهاد تثور ضدها (أع 15: 6 وغل 2: 9).
ولدينا في العهد الجديد خمسة أسفار نسبت إلى يوحنا وهي: البشارة الرابعة، والرسائل الثلاث، وسفر الرؤيا. ويقول التقليد أن يوحنا نادى بالإنجيل في آسيا الصغرى، ولاسيما في أفسس، وبموجب هذا التقليد تكون الكنائس السبع في آسيا الصغرى قد تمتعت برعايته واهتمامه (رؤ 1: 11). وقد نفى أثناء الاضطهاد الذي حدث في حكم دوميتيانوس العاهل الروماني إلى جزيرة بطمس. وهناك تجلت عليه مناظر الرؤيا وأوحى إليه بكتابتها. وعندما تبوأ "نيرفا" العرش سنة 96 ب.م. أطلق سراحه، فرجع إلى افسس. وكان بوليكاربوس، واغناطيوس من تلاميذه. ويقول ايرينيوس أن يوحنا بقي في أفسس حتى وفاته في حكم تراجان (98-117 ب.م). ويقول إيرونيموس أنه توفي سنة 98 ب.م.
وقد ظن البعض أن كاتب هذا الإنجيل هو "يوحنا الشيخ". الذي ذكره بابياس أسقف هيرابوليس في أوائل القرن الثاني الميلادي، ولكن من المحتمل أن يوحنا الشيخ هو نفس يوحنا الرسول كاتب إنجيل يوحنا.* يُطلق عليه أيضًا: ماريوحنا، مار يوحنا، يوحنا الشيخ، التلميذ الذي كان يسوع يحبه.

5) يصلحان شباكهما .” كانت الشباك تتمزق من القدم أو أنها تشبك بنباتات على الشاطئ فتتمزق فكانا يصلحانها يدويا ويخيطا الثقوب الكبيرة حتى لا يهرب السمك منها عند إستعمالها ثانثة

6) فدعاهما .الخدمة فى حقل يسوع هى الخدمة المثلى (مت 19: 19) "متى تعرف المسيح على تلاميذه؟" وهو لنفس السائِل، ويبدو أنه بالرغم من الحصول على الإجابة، تاه في العديد من الحوادث الأخرى، وتداخلت الأحداث معه، وذلك لسبب بسيط؛ وهو أنه يحاول البحث عن مشكلة، بدلًا من محاولة النظر نظرة موضوعية وحيادية، ودراسة عملية أو حِرفية professional.
نعود الآن للسؤال:
أولًا: القول إن إنجيلي متى (إنجيل متى 4: 18-25) ومرقس (إنجيل مرقس 1: 14-20) يقولان أن المسيح تعرف على التلاميذ الأربعة بعد القبض على يوحنا المعمدان (إنجيل يوحنا 1: 36-50)، بينما إنجيل يوحنا يقول أن ذلك حدث قبل القبض عليه:
الرد: أريد أن أوضح لك أنك تتكلم عن حادثين مختلفين تمامًا وسأوضح لك ذلك فيما يلي:
† فالحدث الذي يرويه القديس يوحنا الإنجيلي:
1- وقع بالقرب من عبر الأردن، وليس في الجليل كما يقول السائل، والدليل على هذا قول كتاب الله: "هذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَبْرَةَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ" (إنجيل يوحنا 1: 28).
2- حدث قبل القبض على يوحنا المعمدان ويتضح ذلك من آيات كثيرة في نفس الإصحاح ومنها الآية التالية: "وَفِي الْغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِيًا، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ!»"( إنجيل يوحنا 1: 35-36).
3- رواية يوحنا تتكلم عن بدء تعرف تلميذي يوحنا المعمدان (وهما يوحنا الإنجيلي الذي لم يذكر اسمه تواضعًا منه لأنه كاتب الإنجيل وأندراوس) بالسيد المسيح. ثم عرف أندراوس أخاه بطرس بالمسيح وكانت هذه المقابلة مجرد تعرف التلاميذ بالمسيح معرفة بسيطة لم تدم أكثر من يوم واحد وبعدها عادوا إلى أشغالهم. ويظهر ذلك من الآيات التالية: "فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟» فَقَالَ لَهُمَا: «تَعَالَيَا وَانْظُرَا». فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذلِكَ الْيَوْمَ. وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ. كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِدًا مِنَ الاثْنَيْنِ للَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. هذَا وَجَدَ أَوَّلًا أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ. فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ" (إنجيل يوحنا 1: 38-42).
4- وفي اليوم التالي وعندما أراد الرب يسوع التوجه إلى الجليل تقابل مع فيلبس ثم نثنائيل. ولم يكن يعقوب من ضمن الذين قابلوا وتعرفوا على الرب يسوع في هذه المرة وكما يتضح من الآيات التالية: "فِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ، فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا، مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ. فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ». فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ». وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ عَنْهُ: «هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ». قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ». أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ التِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هذَا!»" (إنجيل يوحنا 1: 43).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

وهذان بهذه الدعوة الثانية دعيا . الا ان المسيح لم يعدهما ان يجعلهما صيادين مثل سمعان واخيه . لكنهما لما رأيا طاعة سمعان واندراوس وذهابهما وراء المسيح حين دعاهما اقتنعا بانهما سيكونان صيادن مثلهما .

تفسير (متى 4: 22) فللوقت تركا السفينة واباهما وتبعاه .

 

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1)  فللوقت تركا السفينة واباهما وتبعاه ” أطاعها إبنا يونا دعوة المسيح بسرعة كما أطاعها إبنا زبدى وتركوا شباكهم وسفنهم وكل شئ ورائهم إلا إبنا زبدى تركوا أباهم أيضا فى السفينة .. لقد أوصى الكتاب المقدس بالإهتمام بالوالدين وإكرامهما ولكن ترك الأب فى السفينة قد يعنى أن عملهم معه إنتهى أو قارب على الإنتهاء فى هذا الوقت كما أنه لم  يكن محتاجا لهما فى معيشته ولأنه يستنتج مما قيل فى (مر 1: 20) أنه كان يستأجر عمالا ، وكالن قادرا على ممارسة مهنة الصيد بعد ذهاب ولدية .. ويظهر من (يو 18: 15) أنه كان لعائلة زبدى شئ من المكانة الإجتماعية .. وعلى أى من الأحوال يجب ان تطاع دعوة الرب فى الحال مهما كانت المعوقات حول الشخص أو فى نفسه .. الكتاب يقول عن موسى أنه لما بلغ الثالثة والثمانين وهو كبير فى السن حيثما اعتذر موسى للرب عن عدم إمكانه قيادة شعبه المضطهد في مصر لثقل فمه ولسانه وعيّه. فقد أجاب الرب في حوريب: "أليس هارون اللاوي أخاك؟ أنا أعلم أنه هو يتكلم" (خر 4: 14). لو كان يسوع يعرف أن وزبدى يحتاج لمساعدة لكان أمدة بطريقة أخرى فهذا هو شرط الخدمة ان نترك كل شئ ومن الملاحظ أن التلاميذ

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

بهذه قد اكملا الوصية التي كان المسيح مزمعاً ان يوصي بها ” ان لم يترك اباه وامه وكل ما له فلا يستحقني ” فقد اختار المساكين والجهلة . لا الاغنياء والحكماء . لئلا يفتخروا على الذين يبشرونهم بالانجيل . ولنسب الناس تعاليمهم الى الحكمة الانسانية والقوة البشرية . لكنه قد اختار اغبياء العالم ليخزي الحكماء والفلاسفة . وقال اوسبيوس في مقالته على الغطاس ان التلاميذ كانوا اناسا يجهلون اللغات ولم يكونوا يعرفون الا اللغة السريانية

ولما فرغ من الكلام قال لسمعان تقدم الى العمق والقوا شباككم للصيد ( لو 5 : 4 )

فقوله ” تقدم الى العمق ” بين انه قادر على كل شيء وان الابحر واليبس والعلو والعمق تسمع منه . وقد اصطاد التلاميذ بحكمة بالصيد مثلما اصطاد المجوس بالكوكب . فاصطاد كل واحد بالصناعة التي كان يمارسها فأجاب سمعان وقال له يا معلم أنّا قد تعبنا الليل كله ولم نصب شيئاً ولكن بكلمتك ألقي الشبكة ( لو 5 : 5 ) اي قد تعب الانبياء كثيراً في انذارهم للشعب الاسرائيلي وبالمحن والشدائد الكثيرة الممثلة بالليل التي قاسوها قد تلمذوا الشعوب . وقوله بكلمتك . اي على اسمك كما قال بطرس للاعرج باسم يسوع قم وامش فلما فعلوا ذلك احتازوا من السمك شيئاً كثيراً حتى تخرقت شبكتهم ( لو 5 : 6 )

اي كما ان شبكتهم جمعت حيتاناً كثيراً . كذلك كرازتهم جمعت شعوبا كثيرة . فالحيتان التي اصعدوها من البحر . مثلت الشعوب الذين اصعدوهم من بحر الكفر ومن عمق الشهوات وارجعوهم الى الايمان . ولهم الرجا باتعابهم واجرهم عظيم جداً بكرازتهم فأشاروا الى شركائهم في السفينة الأخرى ان يأتوا ويعاونوهم فأتوا وملؤوا السفينتين حتى كادتا ان تغرقان ( لو 5 : 7 ) فاشار بالشركاء الى المبشرين والمعلمين الذين ساعدوا الرسل بهداية الامم . وبإمتلاء السفينتين اشار عن كثرة الشعوب الذين جاؤوا الى حضيرة المسيح .

فلما رأى ذلك سمعان خرّ عند ركبتي يسوع قائلاً اخرج عني يا رب فاني رجل خاطئ (  لو 5 : 8 )

قال مار افرام السرياني ان القديس بطرس لم يكن خاطئاً . لان خطاياه كانت مغفورة بمعمودية يوحنا ويتضح ذلك انه غير مذكور ان الرسل اعتمدوا من المسيح لان يوحنا كان عمدهم . والروح القدس اعطاهم ما لم يأخذوه من يوحنا . لكنه تواضعاً منه قال انه رجل خاطئ .

لان الانذهال اعتراه هو وكل من معه عند السمك الذي اصابوه ( لو 5 : 9 )

 اي لكثرة السمك . فبهذه الاعجوبة اصطادهم . اما قوله لبطرس لا تخف . لانه كان قد حصل له وللحاضرين اندهاش وخوف شديد لكثرة الصيد . واستتلى كلامه قائلاً . فانك من الآن تكون صائداً للناس . اي بواسطة العجائب التي ستعمل سيرثون حياة جديدة بايمانهم .

فلما بلغوا بالسفينتين الى البر تركوا كل شيء وتبعوه ( لو 5 : 11 )

فمن تركهم السفن والسمك نعلم انه كان لهم ذهب وفضة لتركوها ومضوا وراءه . فهذا ما اخبره لوقا . 

تفسير انجيل متى - الاصحاح الرابع

  يسوع يعلم ويشفي (متى 4: 23- 25)

يسوع يعلم ويشفي المرضى

تفسير (متى 4: 23) وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ، ويكرز ببشارة الملكوت ، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب .

 

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مت 9: 35 و 24: 14 ) (مر 1: 14 و 21 و 24 و 39) (لو 4: 15و 11: 24)

لا يذكر البشير خبرا عن حدث فى وقت معين ولكن هنا يذكر البشير سرحا عاما عن خدمة وتبشير وكرازة المسيح فى الجليل بعدا إبتدأ يطوف فيها (راجع ع 12: 17) ووضح البشير أن يسوع أن خدمته لم تكن فى مكان واحد فقط فى الجليل بل فى كل بلاد التى كان يجول فيها  الجليل قال يوسيفوس المؤرخ  أن كان فى إقليم الجليل 204 مدينة كبيرة وصغيرة .. أصغرها كان يسكنها 15 ألف نسمة فإذا كان فى تلك البلاد نحو ثلاثمائة ألف نسمة

1) وكان يسوع يطوف كل الجليل ” لم يكن يسوع يطوف بمفرده بل كان معه بعض من تلاميذه يدربهم كان تبشيرة وكرازته فى الجليل متعبة جدا لأنه أثناء إقامته فيها 18 شهرا  خرج من كفر ناحوم للتبشير تسع مرات وأنه سافر ثلاث  رحلات تبشيرية طويلة وخمسا وخمسا أو ستة رحلات تبشيرية قصيرة يجول ويعلم

2) يعلم  ” التعليم جزء من التبشير وهو لبث الوعى والفهم الدينى بين الشعب فهو قد وضع الأساس الضرورى لفهم رسالته فى الفداء كما أسس تعليم الرسل الشفاهى والكتابى فى رسالتهم  

3) في مجامعهم مَجْمَع (1) هو مكان الاجتماع وعند اليهود مركز للعبادة ودار للقضاء العالي وكان يستعمل كمدرسة.  قال يوسيفوس المؤرخ : أنه فى وقت خراب اورشليم كان فى تلك المدينة وحدها 480 مجمعا وكان للمجامع شيوخ (لو 7: 3) ورؤساء(لو 8: 41 و 49) وكيفية العبادة كانت بسيطة تشمل الصلاة وقراءة التوراة والوعظ وبعض الإنذارات .. وقد سمح ليسوع المسيح بان يعظ و (يكرز) فى المجامع إما أن الحرية كانت معطاة لكل إنسان أو أن يسوع كان قد ذاعت شهرته كمعلم وسمعه الناس خارج المجامع وأرادوا أن يمتلئ المجمع من السامعين فدعوه ليعظ ولأنه معله ماهر صانع للعجائب (لو 4: 46) (أع 13: 15)
كانت العبادة قبل السبي تؤدي في هيكل أورشليم فقط وطبعًا كان الكتاب يقرأ في أي مكان (أرميا 36: 6 و10 و12-15).
وكان الناس يذهبون إلى الأنبياء في أي مكان للإرشاد الديني (2 ملو 4: 38) وكانت العبادة في أورشليم مستحيلة وغير ممكنة لما كان الشعب في سبي بابل. ويظهر أنه في ذلك الوقت وفي بابل نشأت فكرة المجامع.
ولقد أقيمت لا لتكون مكانًا للذبائح وإنما للتعليم الكتابي والصلاة وزعم البعض أن المجمع نظمه موسى (عدد 11: 16) وقد جاءت كلمة معاهد الله في (مزمور 74: 8) بمعنى مجامع الله أو محافل أو مقادس من أيام يهوشافاط (2 أخبار 19: 8-11) وأما السنهدريم فقد انتظم في أيام المكابيين وبقي إلى زمن مخلصنا (متى 5: 22)، وهو المجمع الذي حكم على يسوع (مت 26: 59 ومرقس 15: 1) ومن ذلك الوقت أخذت سلطته تضعف وتتناقص إلى وقت خراب أورشليم ثم نقل إلى تبنة وبعد ذلك إلى طبرية حيث انتهى سنة 425 م. وكان لهذا المجلس سلطة عظيمة في الأمور الدينية والمدنية. وكان مؤلفًا من واحد وسبعين عضوًا ينتخبون من الشيوخ والكهنة والكتبة ويرئسه رئيس الكهنة. وأما زمن اجتماعه ففي الصباح قرب الهيكل وحسب تقليد التلمود أخذ من السنهدريم الحكم بالموت قبل موت المسيح بثلاث سنين فلما جاء اليهود بيسوع إلى بيلاطس ليحاكمه قالوا له: "لا يجوز لنا أن نقتل أحدًا" (يو 18: 31).
(2) كان لليهود مجامع أخرى عديدة يختلف نظامها فيما بينها غير أنها كانت كلها خاضعة لمجمع السنهدريم في اورشليم.
وكان المجمع في قرية عدد أصحاب بيوتها 120 فصاعدًا مؤلفًا من ثلاثة وعشرين شخصًا، وفي القرى الصغيرة من سبعة قضاة ولاويين أو ثلاثة أعضاء فقط. وقد أشير إلى هذه المجامع وسلطتها في متى 5: 21 و22 ومرقس 13: 9. وأما أرباب المشورة الذين خاطبهم فستوس (أع 25: 12) فكانوا مجمعًا قائمًا بذاته يتعلق أمره بالحكومة الرومانية. وكان لليهود مجامع خارج أرض فلسطين في المدن الصغرى كما كان في سلاميس وفي قبرص (أع 13: 5) وفي أيقونية (أع 14: 1) وفي بيرية (أع 17: 10). وكانت هذه المجامع منفصلة عن الحكومة وتدير شؤونها الدينية والمدنية وهي خاضعة بالطبع لقانون البلاد.
(3) كان ترتيب تلك المجامع أشبه بترتيب خيمة الاجتماع فإن الهيكل كان في الوسط وفيه تابوت لحفظ نسخة من الشريعة وقدامه المنبر وأما المقاعد فيها فكان بعضها أعلى من البعض الآخر أحيانًا وكانت العليا مخصصة للشيوخ وتعرف "بالمجالس الأولى" (متى 23: 6 ويع 2: 2 و3) وكان في الاجتماع الرجال يجلسون في جانب والسيدات في جانب آخر.
وكان لكل مجمع خدمة مخصوصون:-
(أ) رئيس المجمع (مر 5: 35 واع 18: 8) وفي بعض المجامع كان يوجد عدد من الرؤساء (مرقس 5: 22 واع 13: 15) وعمل الرئيس أن يرئس الخدمة ويعين أو يأذن لعدد مناسب أن يصلي ويقرأ الكتب ويعظ وكان مسؤولًا عن الممتلكات (لو 13: 14).
(ب) المجلس ذاته وهو مؤلف من الشيوخ وذوي الرفعة والاقتدار (مر 5: 22).
(جـ) خادم المجمع (لو 4: 30) وكان يعد البناء للعبادة ويعلم في المدرسة الملحقة بالمجمع.
(د) كان لكل مجمع شمامسة لتوزيع الصدقات من أصل مال المجمع (مت 6: 2).
(هـ) مختار الجماعة كان يقرأ الكتاب ويصلي، ونقرأ عن يسوع أنه اختير لقراءة الكتاب في مجمع الناصرة (لو 4: 16) وغالبًا علّم في المجامع (مت 4: 23) وقد دعي بولس وبرنابا رؤساءُ المجمع في إنطاكية بيسيدية لإلقاء كلمات الوعظ (أع 13: 15).
وقد تألفت لجنة من ثلاثة أعضاء أغنياء من المجلس وثلاثة شمامسة والخدام والمختار ومعلم اللاهوت لإدارة العبادة. وكان يحق لمدبري المجمع أن يخرجوا منه المجرمين ويجلدوهم (مت 10: 17) على أن الإخراج من المجمع (يو 16: 2) كان شرًّا من الجلد عند اليهود، وربما كانت تجري محاكمة المجرمين في المجمع. وأما جلدهم فيوكل بالمجلس، والمجلس ينفذ حكم الجلد على يد رجل معين لذلك (أع 22: 19 و26: 11) وبعد أن أخرج الرسل من مجامع اليهود أخذوا يجتمعون معًا للصلاة في بيوت خاصة (أع 2: 36 و5: 42 ورو 5 و1 كو 6: 19 وكو 4: 15).
(4) أما ترتيب الصلاة فكان كما يأتي: كان الواعظ بعد اجتماع الشعب يعلو المنبر ويتلو الصلاة العمومية فيقف عندها كل الشعب في أماكنهم على غاية من الخشوع والوقار (مت 6: 5 ومر 11: 25 ولو 18: 11 و13) ويرددون متحدين كلمة "آمين".  وكانت الصلوات تسع عشرة طلبة يعقبها تلاوة بعض الآيات (تث 6: 4-9 و11: 13-21 وعدد 15: 37-41) ثم كانت تكرر بعض الصلوات ثم يقرأ الناموس والانبياء. وأما الناموس فكان مقسمًا إلى أربعة وخمسين فصلًا مع بعض إضافات من أقوال الانبياء يقرأ منها فصل كل سبت إلى أن تقرأ بجملتها على مدار السنة (أع 13: 27 و15: 21).
ومن غريب الاتفاق حسب قول البعض أن التلاميذ كانوا يقرأون في اليوم المقابل ليوم الخمسين فصلًا من يوئيل فيه إشارة إلى حلول الروح القدس عليهم. وبعد رجوع الشعب من السبي عينوا أشخاصًا لقراءة الناموس والانبياء وتفسيرها لأنهم كانوا قد نسوا أثناء لغتهم العبرانية واستبدلوها في الغالب باللغة الأرامية (نح 8: 2-8) فكان التفسير والوعظ يأتيان أخيرًا ويقوم يهما أحد خدمة المجمع أو يكلف بهما شخص آخر اشتهر في التعليم إذا اتفق وجوده هناك، كما اتفق ذلك لمخلصنا وتلاميذه مرارًا عديدة. ثم تختم الصلاة بإعطاء البركة.
وكان اليهود يسمون المجمع بلغتهم "بيت هكنست" ولا تزال بقايا مباني المجامع هذه موجودة في الجليل في تل حوم التي هي كفر ناحوم قديمًا وفي اربيد وكفر بيريم وفي أماكن أخرى. وشكل هذه المباني مربع ممتدة من الشمال إلى الجنوب يتوسطها فناء كبير وبابان صغيران على الجانب الجنوبي، وفي الداخل أربعة صفوف من الأعمدة يعلو كل منها تاج من الفن الإغريقي والمباني مزينة برسوم من ورق الكرمة وأغصان العنب. وقد دلت الرمة وأغصان العنب. وقد دلت الاكتشافات الحديثة عام 1934 على وجود مجامع على الضفة اليمنى لنهر الفرات على طريق من حلب إلى بغداد يرجع تاريخها إلى عام 245 ميلادية ووجدت على جدرانها نقوش كثيرة توضح مناظر كتابية وتبين عصر أصول الفن المسيحي.
وتدل المجامع العظمى على أن نحميا نظمها منذ عام 410 ق.م. وكان يشتمل المجمع على 120 عضوًا (سفر المجلات 17 و18) وقد تَرَأَّس عزرا على هذا المجمع. وكان سمعان العادل الذي مات حوالي 275 ق.م. آخر أعضاء هذا المجمع، وإن كانت فكرة وجود هذا المجمع غير مذكورة في مؤلفات يوسيفوس وفيلو وفي الكتاب المقدس إلا أن بعض التقاليد قد تصدق. وربما كان هذا المجمع العظيم مجلسًا من الكتبة لتقرير المسائل اللاهوتية.

4) ويكرز ببشارة الملكوت  ” ولكن ما هو الملكوت المعلَن عنه كبشارة؟‏ انه الملكوت الذي علمنا أن نصلى من أجل ان يأتى جرى تعليم الملايين ان يصلّوا من اجله بهذه الكلمات المألوفة:‏ «ابانا الذي في السموات،‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض».‏ (مت 6: 9- 10) انه الملكوت الذي تحدث عنه النبي العبراني دانيال قبل اكثر من ٢٥ قرنا عندما كتب:‏ «يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد».(دا 2: 44) ‏

5) ويشفي ” المسيح أتى كملك يفعل ما يفعله الملوك الأبرار الصالحين فكان معطى الخيرات عندما جاع الشعب فى البرية أشبعه من خمس خبزات وسمكتين وعندما لم يجد المرضى من شعبه شفاءا من طبيب كان يشفيهم ولم يقتصر الشفاء على أمراضهم الجسدية بل وللنفسية أيضا .. اى أنه أراد أن يخلص االشعب وينقذه من الهلاك زإن كان غير مفهوم العدو من البشر الذين تملكهم الشيطان إلى الشيطان ذاته وكما كان يعمل فى العهد القديم إستمر فى العمل فى العهد الجديد

3) كل مرض أى أن المسيح كان يشفى كل مإنسان مريض ولم يقتص فى شفاؤه للمرضى على خاصته من اليهود بل كان من الأممر أيضا بشرط واحد هو الإيمان به ولم نسمع قط أنه طرد أحدا من الذين أتوا إليه أملا فى نوال الشفاء منه

4) وكل ضعف في الشعب الضعف تشير إلى بعض الأمراض التى تصيب الإنسان نتيجة مرض عضوى أو تأثير فى الجسم أو نتيجة توقف بعض أجهزة الجسم مثل الكلى والكبد عن العمل أو نتيجة نقص فى الغذاء .. ألخ من الأسباب الأخرى  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

الجليل هي بلدة . وكان يعلم في المجامع ليبين انه غير مخالف لأوامر الله الآب بل يطيعه في كل شيء . وتعليمه للجموع كان هذا . اي انه كان يفسر لهم النبوات التي قيلت عن مجيئه وآلامه مفهماً اياهم ان زمان الناموس قد جاز وبلغ الانجيل . وغير ممكن التبرر بالناموس . وكان يعلمهم ان يؤمنوا به وبأبيه وبروحه القدوس . وان يحتقروا العالم ويعملوا الصالحات . ( يكرز ببشارة الملكوت ) فيشير الى كرازته وصنعه العجائب . وكان المسيح اذا علم شيئاً جديداً يؤيده بالعجائب . وكذلك عندما كان يحرضهم على الاعمال الفاضلة ويكرز لهم عن ملكوت السموات كان يؤيد كلامه بالعجائب لان الملكوت كان مجهولاً عندهم . وبقوله كل مرض وضعف ابان كل العجائب والامراض التي شفاها .

تفسير (متى 4: 24) فذاع خبره في جميع سورية . فأحضروا اليه جميع السقماء المصابين بأمراض واوجاع مختلفة ، والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم .

 

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

1) فذاع خبره ” ذاع خبره بأنه معلم تيصاحب تعليمه قوة لشفاء الأمراض ليس فى الجليل فقط ولكن فى كل ارض الميعاد وفى خارج أرض إسرائيل

2) في جميع سورية .. ذكر البشير سورية ليبين أن شهرة المسيح وصلت لبلاد كثيرة خارج بلاد اليهود ” سورية | سوريا (متى 4: 24 ولوقا 2: 2) اسم البلاد التي تمتد على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وإلى الداخل، وهي التي أطلق عليها العبرانيون اسم أرام، ويقول البعض أن الاسم سورية هو اختصار لكلمة اشور. وقد جرى استعمال هذا الاسم المختصر بعد أن غزا الإسكندر الأكبر هذه البلاد.- وتتكون سورية من مرتفعات وسهول تمتد من الشمال إلى الجنوب بحذاء شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتبدأ من الغرب بسهل خصيب يزيد ارتفاعه إلى الشرق حتى يبلغ 500 قدم، ويبلغ عرضه في بعض الأماكن ثمانية أميال، وتقع فيه مدن اللاذقية وطرابلس وبيروت. ويتلو هذا السهل جبال أعلاها جبلا كاسيوس الذي يبلغ ارتفاعه 5750 قدمًا، وجبل صنين الذي يبلغ ارتفاعه 8780 قدمًا، وتقع في جنوب هذه الجبال برية التيه. ثم تتلو سلسلة الجبال هذه جبال أخرى وهي تواجه لبنان وتمتد للجنوب إلى جبل حرمون، وتقع في جنوبها جلعاد وموآب وآدوم، وفي هذه السلسة جبال الدروز. ثم تلو هذه الجبال إلى الشرق أرض ضيقة مزروعة يجري فيها نهر ابانة (بردى) وهو مصدر حياة مدينة دمشق التي تقع في هذا الجزء، ثم يلي هذا بعض الأنهار والينابيع التي تتحكم الجبال في سيرها وكمية مياهها.وتعتبر الأجزاء الغربية أغنى من الشرقية، ويُزرع فيها النخل وقصب السكر والقمح والذرة والعدس، كما توجد بها مراعي متسعة، لكن جبال الأجزاء الشرقية غنية بالمعادن لأن فيها الفحم والقار والكبريت، غير أن المنطقة كلها كانت طريقًا للتجارة الناجحة.
وقد سكن الحثيون في هذه البلاد أولًا وغيرهم من نسل حام، وفي سنة 2750 ق.م. بدأت العلاقة بين سورية وبابل حتى صارت تحت حكم نارام سن البابلي، وقد جعل الملك حمورابي اللغة البابلية لغة المراسلات الدبلوماسية. ثم وقعت سورية تحت حكم مصر عندما فتحها تحتمس الأول عام 1600 ق.م. ثم تلاه تحتمس الثالث الذي سجّل انتصاراته على حوائط معبد الكرنك بالأقصر، وظلت تحت حكم امنحتب الرابع وسيتي الأول، ولكن نفوذ مصر عليها تقلص حتى إعادة رعمسيس الثاني إلى ما كان عليه وكانت سورية منقسمة بين ملوك كثيرين مثل ملوك دمشق ورحوب وصوبة وجشور (1 ملوك 10: 29 و2 ملوك 7: 6) وقد فتح يشوع بعض نواحي لبنان وجبل الشيخ (يشوع 11: 2-18) كما استعمر داود دمشق وأخضعها له (2 صموئيل 8: 3-13) وبقيت تحت حكم سليمان حتى استقلت قرب نهاية حكمه (1 ملوك 4: 21 و11: 23-25). وقد كان ملوك دمشق أعداء للعبرانيين وكثيرًا ما حاربوهم (1 ملوك 15: 18-20 و2 ملوك 6: 8-33).
وعندما حاول ملك سورية وملك بني إسرائيل أن يفتحا يهوذا استعان آحاز بملك أشور، وبعد نهاية الحرب انضمت مملكة سورية إلى مملكة أشور، ثم صارت جزءًا من مملكة الإسكندر الأكبر وذلك عام 333 ق.م، ثم وقعت في سلوقس الذي إنطاكية عاصمة له، وقد خلفه انطيوخس أبيفانيس الذي ظلم اليهود وقدم خنزيرًا على مذبح هيكل أورشليم لتنجيسه... ثم سقطت سورية تحت الحكم الروماني عام 64 ق.م. واستمرت إنطاكية عاصمة لها. وقد دخلت المسيحية إلى سورية عن طريق مناداة بولس الرسول (أعمال 15: 23 و41 و18: 18 وغلاطية 1: 21).

3)  فأحضروا اليه جميع السقماء المصابين بأمراض واوجاع مختلفة ، ” تعنى كلمة سقيم فى اللغة العربية ضعيف عليل مهلهل نتيجة لمرض أصابه وطال مدة المرض فأصبح سقيما عليلا من شدة المرض .. وكانت فى زمن يسوع أمراض لا يعرفون تشخيصها مثلما يحدث الآن وكان من يمرض يصاب بآلام شديدة مبرحة جدا

4) والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم   ” ذكر البشير متى ابقا جميع الأمراض الغير معروفة فى هذه الآية ثم ذكر بعدها هذه الأنواع الثلاثة وهى من المراض التى كانت أكثر شيوعا ومعروفة للجميع من أعراضها وذكر المجانين أولا لأن الجنون قد إنتشر فى ذلك الوقت وكان يعد من الأمراض الشريرة وكلن يشمل شرين أخلاقى وجسدى لأنه كان نتيجة لعالم آخر وجنس آخر التى تسمت أحيانا بالأرواح النجسة بمعنى روحى لنهم فاسدون وفاسقون وهم يخدمون إبليس وسقطوا معه بسقوطه من حضرة الرب وهم يجربون البشر ويضلوهم وقد أوسعوا نشاطهم فى أيام المسيح وقد أثروا فى الكثيريين عقلا وجسدا فهذا الجنون كان نتيجة لعلة شيطانية روحية وليس مرضا جسديا عضويا وهذه هى الحرب بين نسل المرأة ونسل الحية (تك 3: 15) وكان إنتصار المسيح نسل المراة ظاهرا فى إخراج هذه الأرواح الشيطانية النجسة  (لو 10: 17 و 18) (يو 12: 31 و 16: 11) وكانت أعجابه عجيبة ومن أشهرها معجزة شفاء مجنون كورة الجدريين  

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 ” المعذبين بالامراض والاوجاع المختلفة ” . اي القريبين من الموت ” والذين بهم شياطين ” اي الذين دائماً مجانين . ” والمعترين في رؤوس الأهلة ” هم أولئك الذين يصيبهم صرع في اول ظهور القمر .  ” فشفاهم ” اي ابرأ جميعهم ولم يكن  يطالبهم بالايمان به . كما كان يطالب غيرهم بعد حين . كقوله ” أتؤمنون اني أقدر اعمل هذا ” . وذلك لانه لم يكن قد أظهر لهم قوته بعد . اما هم فكانوا بحضورهم امامه يتظاهرون بالايمان به ويجلبون معهم غيرهم من أماكن بعيدة .

تفسير (متى 4: 25) فتبعته جموع كثبرة من الجليل والعشر المدن واورشليم واليهودية ومن عبر الاردن .

 

انيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس

(مر 3: 7ز 8) ليس المقصود من هذه الآبة هو مجرد تكرار للآية السابقة فالآية السابقة تعنى انه أخبار معجزاته إنتشرت ووصلت إلة سوريا فأحضروا إليه المرضى لكى يشفيهم ولكن هذه الجموع لم تتركه بل تبعته

1)  فتبعته جموع كثبرة من الجليل ” كانت الجموع تتبعه أينما سار أى فى كل منطقة تخرج الجموع المدن والقرى المحيطة به لتتبعه وجموع أخرى قدمت لتراه وتسمعه من البلاد التالية التى ذكرها المبشر فكانت الجموع تأتى إيه زرافات أى مجموعة من سزيا والمدن العشر .. ألخ

2) والعشر المدن ”المدن العشر أو الديكابولس (باللاتينية: Decapolis) هو تحالف روماني أنشأه الإمبراطور الروماني بومبي عام 64 ق.م ضم عشرة مدن شرق تهر الأردن من أكبر مدن منطقة بلاد الشام للوقوف ضد نفوذ الأنباط في الجنوب
مدن حلف الديكابولس فى الخريطة باللون الأحمر. وهي:
1- فيلاديلفيا (عمّان المعاصرة) 2 - أبيلا (أو حرثا) 3 - جراسا (جرش) 4 - جدارا (أم قيس) 5 - كانثا (قنوات) 6 - بيلا (طبقة فحل) 7 - دايون (إيدون) 8 - هيبوس (الحصن) 9 - سكيثوبوليس (بيسان / يت شان)) 10 - دمشق
وكانت تكؤّن اتحادًا تجاريًا من عشر مدن في القرن الأول، تسعة منها في شرقي الأردن، والعاشرة (بيت شان) في الغرب، وقد تكّون الاتحاد لحماية التجارة من الناهبين وقطاع الطرق. وكان هناك عداء شديد بين العشر المدن وبين النبطيين واليهود.والعمارة في هذه المدن متشابهه إلى حد كبير ذات طابع روماني في المدرجات والأسواق والبوابات، فهذه المدن كانت البوابة الشرقية للإمبراطورية الرومانية فكان لها هذا الاهتمام الكبير. وكان لبعض هذه المدن شأن كبير حيث وصفت بأنها من أروع المدن الرومانية بعد روما.

3) واورشليم واليهودية  ” أورشليم عاصمة إقليم اليَهُودِيَّة واليهودية اسم  عبراني،‏ يرجع إلى يهوذا إبن يعقوب / إسرائيل وتكاثر اولاده فى مصر وكونوا سبط يهوذا الذى إستوطن المنطقة الجنوبية من ارض الميعاد (خريطة تقسيم أرض كنعان على الأسبلا يمكن تحديد حدود هذه المنطقة الواقعة في فلسطين بشكل دقيق.‏ ولكن يبدو انها امتدت نحو ٨٠ كلم (‏٥٠ ميلا)‏ من الشرق الى الغرب ونحو ٥٠ كلم (‏٣٠ ميلا)‏ من الشمال الى الجنوب.‏ وكان إقليم  السامرة تحدها من الشمال وأدوميا من الجنوب.‏ اما من الشرق فحدَّها البحر الميت ووادي الاردن.‏ ولكن حين ضُمَّت اراضي ادوميا الى اليهودية امتدت حدودها الجنوبية كما يظهر من جنوب غزة في الغرب الى مَسعَدة في الشرق وذكر  (مت 19: 1) ان يسوع غادر الجليل وجاء الى «تخوم اليهودية عبر الاردن».‏ ويمكن ان يعني ذلك ان يسوع غادر الجليل وعبر الاردن ثم دخل اليهودية عن طريق پيريا.‏
وعند ميلاد المسيح كان هيرودس الكبير «ملك اليهودية» (لو 1: 5) ‏ (‏لو ١:‏٥‏)‏ فمجلس الشيوخ الروماني كان قد نصَّبه قبل سنوات ملكا على اليهودية.‏ ولاحقا وُسِّع سلطانه بحيث شمل عند موته اليهودية والجليل والسامرة وأدوميا وپيريا وغيرها من المناطق.‏ وورث ابنه ارخيلاوس المُلك على اليهودية والسامرة وأدوميا.‏ (‏قارن مت ٢:‏​٢٢،‏ ٢٣‏.‏)‏ لكن بعد نفيه صارت اليهودية تحت سلطة حكّام رومانيين وباتت قيصرية مقرهم الرسمي.‏ وباستثناء الفترة القصيرة التي ملك فيها هيرودس اغريباس الاول على فلسطين (‏اع ١٢:‏١‏)‏،‏ تولّى حكّامٌ شؤون اليهودية حتى اندلاع الثورة اليهودية عام ٦٦ ب‌م.‏ في ربيع سنة ٢٩ ب‌م،‏ حين بدأ يوحنا المعمِّد عمله مهيِّئا الطريق لمجيء المسيّا،‏ كانت اليهودية تحت سلطة الحاكم الروماني بنطيوس بيلاطس.‏ وقد سمع كثيرون،‏ بمن فيهم اشخاص من اليهودية،‏ كرازة يوحنا التي قام بها في برية اليهودية واعتمدوا رمزا الى التوبة.‏ (‏مت ٣:‏​١-‏٦؛‏ لو ٣:‏​١-‏١٦‏)‏ ثم بعد اقل من ثمانية اشهر،‏ حين استهل يسوع خدمته،‏ مُنح سكان اليهودية فرصة اخرى للرجوع الى يهوه بقلب كامل.‏ وطوال فترة من الوقت عمَّد تلاميذ يسوع اشخاصا اكثر من يوحنا المعمِّد.‏ (‏يو ٣:‏٢٢؛‏ ٤:‏​١-‏٣‏)‏ وبعد ان غادر يسوع الى الجليل تبعته جموع كثيرة من اورشليم واليهودية واستفادت من خدمته هناك.‏ (‏مت ٤:‏٢٥؛‏ مر ٣:‏٧؛‏ لو ٦:‏١٧‏)‏ ولا شك ان اول ما اثار اهتمام كثيرين من سكان اليهودية هؤلاء كان الامور التي رأوا يسوع يفعلها في اورشليم خلال العيد (‏الفصح،‏ سنة ٣٠ ب‌م)‏،‏ تماما كما حدث مع سكان الجليل.‏ (‏يو ٤:‏٤٥‏)‏ كما ان الاخبار عن العجائب التي صنعها يسوع في الجليل،‏ مثل عجيبة اقامة الابن الوحيد لأرملة في نايين،‏ انتشرت ايضا في اليهودية.‏ —‏ لو ٧:‏​١١-‏١٧‏.‏لكنّ القادة الدينيين في اليهودية قاوموا يسوع بشدة.‏ ويبدو انهم كانوا اشد تأثيرا في سكان اليهودية مما في سكان الجليل.‏ وابتداء من فصح سنة ٣١ ب‌م فصاعدا لم يعد يسوع في مأمن في اليهودية.‏ (‏يو ٥:‏​١،‏ ١٦-‏١٨؛‏ ٧:‏١‏)‏ غير انه كان يحضر الاعياد في اورشليم ويستغل الفرصة ليكرز.‏ (‏يو ٧:‏​١٠-‏١٣،‏ ٢٥،‏ ٢٦،‏ ٣٢؛‏ ١٠:‏​٢٢-‏٣٩‏)‏ ويُحتمل ان يسوع كان في اليهودية حين ارسل الـ‍ ٧٠ بعد عيد المظال سنة ٣٢ ب‌م.‏ (‏لو ١٠:‏​١-‏٢٤‏)‏ لاحقا،‏ ادرك يسوع ان صديقه لعازر قد مات،‏ فقرر الذهاب الى اليهودية رغم المحاولتين السابقتين لرجمه.‏ وكانت اقامة يسوع للعازر في بيت عنيا سببا اضافيا ليسعى القادة الدينيون الى قتله.‏ فقد قال بعضهم:‏ «ان تركناه هكذا،‏ يؤمن به الجميع،‏ فيأتي الرومان ويأخذون موضعنا وأمتنا».‏ —‏ يو ١١:‏​٥-‏٨،‏ ٤٥-‏٥٣‏.‏
في حين تتناول الاناجيل الازائية بشكل رئيسي خدمة يسوع في الجليل (‏على الارجح بسبب التجاوب الاكبر هناك)‏،‏ لم يهمل يسوع اليهودية.‏ فلو اهملها لما تمكن اعداؤه من القول امام بيلاطس:‏ «انه يثير الشعب اذ يعلم في اليهودية كلها،‏ مبتدئا من الجليل الى هنا».‏ —‏ لو ٢٣:‏٥‏.‏
بعد موت المسيح يسوع وقيامته تَواصل تقديم الشهادة في اورشليم واليهودية.‏ (‏اع ١:‏٨‏)‏ ولا شك انه في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م وُجد اشخاص من اليهودية بين الـ‍ ٠٠٠‏,٣ الذين تجاوبوا مع كرازة بطرس واعتمدوا.‏ بعد ذلك،‏ استمرت الجماعة المسيحية في اورشليم تنعم بالزيادات.‏ (‏اع ٢‏)‏ لكن ذلك لم يكن دون مقاومة.‏ (‏اع ٤:‏​٥-‏٧،‏ ١٥-‏١٧؛‏ ٥:‏​١٧،‏ ١٨،‏ ٤٠؛‏ ٦:‏​٨-‏١٢‏)‏ فبعد رجم المسيحي استفانوس،‏ حدث اضطهاد قاس «فتبدد الجميع في مناطق اليهودية والسامرة».‏ (‏اع ٨:‏١‏)‏ ولكن بدل ان يكون هذا التبدد عائقا،‏ تسبب بنشر الرسالة المسيحية،‏ وتشكلت جماعات جديدة في اليهودية وأماكن اخرى.‏ (‏اع ٨:‏٤؛‏ غل ١:‏٢٢‏)‏ بعد اهتداء شاول الطرسوسي الذي كان يضطهد المسيحيين،‏ ‹نعمت الجماعة في كل اليهودية والجليل والسامرة بفترة سلام،‏ وكانت تُبنى.‏ وإذ سارت في خوف يهوه وتعزية الروح القدس،‏ بقيت تتكاثر›.‏ (‏اع ٩:‏٣١‏)‏ وقد كرز الرسول بولس نفسه،‏ المضطهد السابق،‏ في اورشليم واليهودية.‏ (‏اع ٢٦:‏٢٠‏)‏ نتيجة اعمال بولس وغيره تأسست جماعات جديدة من المسيحيين،‏ وخدم الرسل وشيوخ آخرون من الجماعة التي في اورشليم كهيئة حاكمة لكل الجماعات.‏ —‏ اع ١٥:‏​١-‏٣٣؛‏ رو ١٥:‏​٣٠-‏٣٢‏.‏
وكان الكثير من المسيحيين من اصل يهودي المقيمين في اليهودية كانوا فقراء.‏ لذلك لا بد من تقديم المعونة  التي نظَّمها اخوتهم المسيحيون في مناطق اخرى من الارض شجعتهم كثيرا.‏ (‏اع ١١:‏​٢٨-‏٣٠؛‏ رو ١٥:‏​٢٥-‏٢٧؛‏ ١ كو ١٦:‏​١-‏٣؛‏ ٢ كو ٩:‏​٥،‏ ٧‏)‏ وإذ استمر هؤلاء المسيحيون من اصل يهودي في خدمتهم الامينة في اليهودية،‏ عانوا اضطهادا كبيرا على ايدي ابناء بلدهم غير المؤمنين.‏ (‏١ تس ٢:‏١٤‏)‏ وأخيرا،‏ سنة ٦٦ ب‌م،‏ حين انسحبت الجيوش الرومانية بقيادة سستيوس ڠالوس من اورشليم،‏ اطاعوا كلمات يسوع النبوية وهربوا من اورشليم واليهودية الى الجبال،‏ وهكذا نجوا من الدمار الرهيب الذي اصاب اورشليم سنة ٧٠ ب‌م.‏ —‏ مت ٢٤:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ مر ١٣:‏١٤؛‏ لو ٢١:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

4) ومن عبر الاردن تستخدم عبارة "عبر الأردن" للدلالة على المنطقة الواقعة شرقي نهر الأردن، وتقطعها جملة أغوار، البعض منها تجري فيه المياه على الدوام، وهي غنية بمحاصيلها من الحبوب، ولو بدون ري. وفلسطين عمومًا هضبة يتراوح ارتفاعها بين 2,000 - 3,000 قدم وترتفع بعض القمم إلى حوالي 5,000 قدم.
وقد يطلق اسم جلعاد على كل فلسطين الشرقية (تث 34 : 1؛ يش 22: 9). وفي العصر اليوناني، كان يطلق عليها "كولي سوريا" أي سوريا الداخلية. وعلى وجه العموم فإن "عبرالأردن " يشمل المنطقة من دان في أقصى الشمال إلى حدود مصر والسعودية في الجنوب والجنوب الشرقي. أما في الشرق فإنها تتاخم العراق والسعودية. وكان " عبر الأردن " في العهد القديم يشمل أدوم ( جنوبي البحر الميت) وموآب وعمون وجلعاد وباشان.
وترد أقدم الإشارات إلى تلك المنطقة في سفر التكوين (13: 10؛ 14: 12؛ 32: 10). وقد تم اكتشاف "طريق الملك"، طريق ملوك المشرق، الذي رفض ملك أدوم عبور بني إسرائيل فيه. ومن مناجمها كان يستخرج الحديد والنحاس (تث 8: 9). وقد استخرج الملك سليمان النحاس من مناجم عصيون جابر.
وتقع موآب في شمالي أدوم، وفيها يوجد جبل نبو ( قرب الطرف الشمالي للبحر الميت)، هناك رأى موسى كل أرض الموعد. وفي موآب وقعت أحداث الجزء الأول من قصة راعوث، وإلى تلك البقعة هرب داود من وجه شاول (1 صم 22: 3 وما بعده). وفي تلك المنطقة حاول يهورام ملك إسرائيل بمعاونة يهوشافاط ملك يهوذا، أن يخضع ميشا ملك موآب صاحب حجر موآب الشهير (2 مل 3).
وتقع جلعاد بين أرنون واليرموك، ومملكة سيحون ( عد 21: 21، تث 2: 26) الذي رفض عبور بني إسرائيل في أرضه، وهي المنطقة التي وقعت نصيبًا لرأوبين وجاد (تث 3، يش 13)، وإليها هرب داود مرة ثانية من وجه ابنه أبشالوم (2 صم 17).
وإلى الغرب من جلعاد وشمالي أرنون، كان بنو عمون ، وكانت باشان في أقصى الشمال، وكانت تشتهر بمواشيها السمينة (عاموس 4: 1)، واشتهر ملكها عوج بسريره من الحديد (عد 21: 33، تث 3: 1-11، يش 12: 4)، وفيها استوطن نصف سبط منسى (تث 3: 13 يش 13) من اليبوق إلى كل باشان.
وفي أيام العهد الجديد، كانت "بيرية" تطلق على منطقة في شرقي الأردن، وكانت هي الطريق الذي يشقه اليهودي المتزمت في ذهابه من الجليل في الشمال إلى اليهودية في الجنوب، لكي لا يتنجس بمرورة في السامرة ( انظر يوحنا 4).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية
فيما يلى كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد ـ تفسير انجيل متى – مار ديونيسيوس ابن الصليبي

 تبعته الجموع لانه كان يشفي مرضاهم . ولاجل ان يسمعوا تعليمه وقوله من العشر المدن . فيريد بذلك مدينة كانت مؤلفة من عشر مدن .

 
 

 

 

 

 

 

This site was last updated 01/16/21