Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 المـــــَنّ

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
المسيح يبدأ كرازته
المـــــَنّ

 

 قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

المـــــَنّ

المـــــَنّ manna اسم عبري معناه "ما هو هذا؟" أو "هبة" وهي مادة انزلها الله على بني اسرائيل على سبيل أعجوبة مدة إقامتهم في البرية قامت عندهم مقام الخبز وقد سميت "خبزًا من السماء" (خر 16: 4). ومن الأمور التي تستحق الذكر في المن:

(1) إن المقدار الذي كان ينزل في بقية الأيام،
(2) أنه لم ينزل يوم السبت،
(3) إن ما كان يحفظ منه من اليوم السادس إلى اليوم السابع كان يبقى جيدًا صالحًا للأكل بخلاف ما كان يحفظ من يوم إلى آخر من أيام الأسبوع فإنه كان يفسد ويتولد فيه الدود وكان كل ذلك دليلًا على قداسة يوم السبت.

وكان المن كبزرة الكزبرة ابيض وطعمه "كطعم قطائف بزيت" و"منظره كمنظر المقل" (عد 11: 7 و8) وكان ينزل يومًا فيومًا مدة أربعين سنة ما عدا أيام السبت. وتذكارًا لهذه العجيبة أمر موسى بأن يعمل قسط من ذهب يسع عمرا ومقداره لتران وثلاثة أعشار اللتر ويحفظ فيه شيء من المن (خر 16: وعب 9: 4) وكان هذا العمر محفوظًا في التابوت أو بقربه لكي يرى أولادهم القوت الذي انزله الله عليهم مدة رحلاتهم الطويلة في البرية.
ويشبه المن بعض الشبه المن الطبي الذي هو عصير منعقد من شجرة الدردار Eraxinus Ornus L. وكذلك يشبه المن الذي يتكون من شجرة الطرفاء بعض الشبه أيضًا. ولكن يظهر قوة الله وعنايته في أن المن المذكور في الكتاب المقدس يختلف عن المن العربي في الامور الآتية:

(1) كان المن الكتابي كافيًا لألوف من الناس أما المن العربي فيوجد بمقادير قليلة.
(2) لا يوجد المن العربي إلا تحت الطرفاء وفي أول الصيف فقط.
(3) يمكن حفظه مدة طويلة ولا يدود.
(4) لا يمكن طحنه أو دقه دقيقًا (عد 11: 8).
(5) يتكون المن كل يوم من أيام الأسبوع مدة الفصل.

(6) المن الكتابى كافى لتعذية الألوف تغذية كامله عاش عليه شعب بنى إسرائيل سنين طويلة أما المن العربى الذى ينموا على الشجار طبيعيا مجرد مادة سكرية

وحسب المسيح المن رمزًا إلى ذاته لأنه هو الخبز الحي النازل من السماء وبذلك أثبت كونه طعامًا عجيبًا (يو 6: 29 - 51). وسمي المن "برُ السماء" "وخبز الملائكة" (مز 78: 24 و25). إشارة إلى أنه أعطي على سبيل أعجوبة. أما "المن المخفى" (رؤ 2: 17) فيشير إلى القوت السري الذي يعطيه المسيح للمؤمن ولا يعطي إلا له.
المن الذى يجمع من على الأشجار بالعراق فى أول الصيف فقط
 أسمه بالعربية " المن " وبالفارسية الشيرخشك ومعناه الحلاوة اليابسة وكذلك الترنجبين من الفارسية أيضاً ومعناه " عسل الندى " ويسمى " الحاج " وندى السماء ، والعسل السماوي ، وعسل الهواء ، وقيل إن لفظة " المن " عبرانية معناها " المغذي الإلهي "
 وتفرز بعض الأشجار مادة تشبه المن حلوة المذاق يستعملها أهل الشام فى صناعة الحلوى
الدردار:
شجر يبلغ إرتفاعه أكثر من 15 أمتار وهو نوعان وهى  شجرة معمرة منها ماهو مثمر وغير مثمر
و هما الدردار الأبيض والدردار الأحمر Ulmus rubra، وهما متشابهان ورقًا وأغصانًا وعلوًا و، والذي يثمر منهما له عناقيد مملوءة ثمرا يشاكل بزر القرع إلا أنه أرق منه وأطول، وطرفاه محدودان، وفي داخله لب كَلُبِّ لسان العصفور وأكثر الأطباء يجعلونها لسان العصافير. تنبت هذه الشجرة  فى الأماكن الرطبة الكثيرة المياه. يتخذه الناس في البساتين لدوالي العنب عوضًا عن سرائرها التي تمتد عليها، ولورقه وقشره وفُقّاحُهُ .
تقول الأبحاث الحديثة إن المن هو عصارة سكرية متجمدة ذات طبيعة خاصة تسيل من شجر لسان العصفور أو الدردار . ولأنه يشاهد على هيئة نقط على أوراق بعض الأشجار كان يظن أنه ناتج من الندى ، كما كان يظن أنه مادة حيوانية تصدر من حشرات تقف على ورق النبات ، ولكن البحث العلمي أظهر أن " المن " يخرج بشقوق تعمل في قشورها ، أو بفوهات تحدث بفعل بعض الحشرات . وقد أثبتت التجارب أن الإفراز من الشجر يتواصل رغم تغطيتها ، وعرف أن الإفراز من الشجر يتواصل رغم تغطيتها ، وعرف أن الإفراز لا يكون إلا في سن معينة لكل نوع من الشجر ، ويبدأ في التكوين عندما تبلغ الشجرة عشر سنوات من عمرها ، وللمن ثلاثة أنواع : منّ ربيعي ومنّ عام ومنّ دسم ولكل نوع شكل خاص ولون خاص وطعم يختلف عن غيره وإن كانت تشترك كلها في المادة السكرية الموجودة في الأنواع الثلاثة بنسب متفاوتة  وملمس أوراق شجرة الدردار خشنًا، وكثير العروق ومُسَنَّنًا في الأطراف، أما أزهار هذه الشجرة تويجات، لكنها تنمو بشكل عنقودي وتظهر قبل الأوراق.
يجنى المن مرة في كل يومين ويسيل من الشجرة من وسط النهار إلى المساء وهو سائل صاف ، لم يتجمد لا يجمع إلا في الصباح ليرطب ليلاً ، وفي أوقات المطر والضباب لا يسيل المن ، وللحصول على المن النقي توضع أنابيب من سوق القمح في الشقوق فيسيل من جوفها صافياً نقياً ، ومن هذا تصنع الأقراص والمربيات واللعوقات والعجينيات وهو أقل اسهالاً من غيره ويفيد كثيراً في أمراض الصدر
جمع المن من الطبيعة فى العراق
غالبا ما تكتنف رحلة جني محصول (من السما) من على الأشجار الكثير من المخاطر؛ لأن البحث عنه يكون في المناطق البعيدة المنعزلة في الجبال؛ حيث الحيوانات المفترسة؛ والمهربون لكن المردود المادي يستحق المغامرة.
فحين يعود الرجال بصناديقهم المحملة بالمادة الأولية تهب لاستقبالهم النساء لترتيبها ووضعها في أكياس معدة لهذا الغرض وبأوزان معروفة لتسهيل عملية البيع إلى التجار الذين ينتظرهم أصحاب المعامل بفارغ الصبر.
وللعلم فإن عملية تصنيع هذه الحلوى تستغرق أياما، حيث توضع المادة الخام في قدور كبيرة، ويضاف إليها الماء لتغلي جيدا؛ ثم تصفى مما علق بها من شوائب ومن بقايا ورق الأشجار؛ ويضاف لها بياض البيض لإعطائها اللون المميز إذ إنها تكون عادة بلون الدبس، ثم يضاف لها الطحين خوفا من سيلانها وتقطع حسب ما يراه صاحب المعمل أو حسب ما يريده الزبائن؛ لتصبح الهدية الأجمل أثناء التزاور أو السفر.
ولذلك لا أحد يقبل هدية ممن يعود من العراق إلا علبة (من السما)
 
 

********************

المراجع

(1) موقع ألأنبا تكلا

This site was last updated 03/05/14