Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

مزمور إلهى إلهى لماذا تركتنى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نكس رأسه وأسلم الروح
مزمور إلهى إلهى لماذا تركتنى
أسلم الروح

 

مزمور وصلوات بعنوان الهي الهي لماذا تركتني كتبه داود النبى من ضمن المزامير التى كتبها قبل مجئ المسيح بمئات السنين والعجيب أنه ذكر فيه بروح النبوة كل ما قاساه المسيح على الصليب  كأنه شاهدها بنفسه وفيما يلى نص المزمور الذى كتبه داود النبى

 

المزامير لداود النبى - الإصحاح * المزمور  22 لامام المغنين على ايلة الصبح.مزمور لداود

وهذا المزمور يبدأ  بالعبارة التى قالها السيد المسيح على الصليب  "الهي الهي لماذا تركتني"  ليلفت إنتباه العالم إلى أن هذا المزمور كان نبوة عن ألامه على الصليب

 1 .الهي الهي لماذا تركتني.بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري.

 2 الهي في النهار ادعو فلا تستجيب في الليل ادعو فلا هدوء لي.

 3 وانت القدوس الجالس بين تسبيحات اسرائيل

 4 عليك اتكل اباؤنا.اتكلوا فنجيتهم.

 5 اليك صرخوا فنجوا.عليك اتكلوا فلم يخزوا.

 6 اما انا فدودة لا انسان.عار عند البشر ومحتقر الشعب.

 7 كل الذين يرونني يستهزئون بي.يفغرون الشفاه وينغضون الراس قائلين

 8 اتكل على الرب فلينجه.لينقذه لانه سر به.

 9 لانك انت جذبتني من البطن.جعلتني مطمئنا على ثديي امي.

 10 عليك القيت من الرحم.من بطن امي انت الهي.

 11 لا تتباعد عني لان الضيق قريب.لانه لا معين

 12 احاطت بي ثيران كثيرة.اقوياء باشان اكتنفتني.

 13 فغروا علي افواههم كاسد مفترس مزمجر.

 14 كالماء انسكبت.انفصلت كل عظامي.صار قلبي كالشمع.قد ذاب في‏ وسط امعائي.

 15 يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي والى تراب الموت تضعني.

 16 لانه قد احاطت بي كلاب.جماعة من الاشرار اكتنفتني.ثقبوا يدي ورجلي.

 17 احصي كل عظامي.وهم ينظرون ويتفرسون في.

 18 يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون

 *********************************

تفسير الأب متى المسكين


34:15 "وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلهِي إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟"

"بصوتٍ عظيم":

مرَّتان أعطى المسيح هذا الصوت العظيم في ندائه للآب، هنا وفي تسليمه الروح (مر 37:15). ولم يكن هذا الصوت العظيم يخصّه بقدر ما يخصنا. وقد سجَّلها القديس مرقس وعنه أخذها القديس متى، وقد نطقها المسيح باللغة الأرامية:

"إلوي إلوي لما شبقتني"

هنا النطق الحرفي للغة الأرامية ذات النبرة العبرية، هو مأخوذ من نص المزمور: "إلهي إلهي لماذا تركتني ..." (مز 1:22). وفي إنجيل القديس مرقس يوضِّح النص الأصلي العبري. وقد قدَّم القديس مرقس الترجمة اليونانية مباشرة لمنفعة القارئ الأممي، وهي بآن واحد شرح لتسليم الروح الذي جاء في الآية (37). وطبعاً ليس من السهل أبداً إدراك عمق هذه الصرخة وأهميتها في تكميل الصليب والفداء، لأن ظاهرها معثر وغير مقبول ولا مفهوم، كيف يقول المسيح: إلهي إلهي لماذا تركتني؟ لذلك لم يذكرها كل من القديس لوقا والقديس يوحنا، أمَّا القديس متى فأخذها حرفياً من القديس مرقس.

أمَّا قيمة هذا النداء اللاهوتي الذي يصرخ فيه المسيح من صعوبة وعذاب التخلِّي وتَرْك الآب له، فهو بند لاهوتي جليل الشأن حسب ما شرحناه سابقاً (في نفس الكتاب: "الإنجيل بحسب القديس مرقس" - صفحة 607). فلولا ترك الآب له ما استطاع أن يُصلب وما أمكن أبداً أن يموت، لأن لعنة الصليب لا يمكن أن يقبلها دون أن يتخلَّى الآب عنه ليتحمَّل اللعنة وحده، وإلاَّ فإنها تمس الآب، وهي الجزء الأكبر من الفداء الذي فيه يقبل اللعنة من أجل البشرية التي يحملها فتشترك البشرية في اللعنة معه، وهكذا تكون قد أكملت الجزء الأول من العقوبة التي اكتسبها آدم وسلَّمها لبنيه. ولكن الابن بار هو، فإن قَبـِلَ اللعنة من أجلنا فبرُّه أقوى منها، لذلك استحالة أن تحتويه اللعنة أو ينصبغ بها. فهو قَبـِلَها في جسده مشاركة لنا في كل عمقها، ولكن هيهات أن تطاله في برِّه. فهو قَبـِلَ اللعنة في الجسد وبقي باراً كما هو، قَبـِلَها لكي يرفعها علناً بعد ذلك بقيامته من بين الأموات.

أمَّا الجزء الآخر والأكثر فاعلية في الفداء والأكثر مهانة للابن، فهو أنه قَبـِلَ الموت حتى إلى ثلاثة أيام كاملة كطقس الموت والموتى بكل سطوته. فلولا أن الآب تركه ليموت وحده ما كان ممكناً أن يموت البتة. فالترك الإلهي من الآب هو الذي جعل الموت على الصليب ممكناً. وبه أكمل المسيح الفداء، فداء الإنسان من الموت والهاوية. ولكن الموت لم يستطع أن يُمسِك بالمسيح أو فيه لأنه بار وبرُّه أقوى من الموت لأنه بر الله، بر الحياة الأبدية. فإن كان المسيح قد رضي بالموت من أجل الإنسان لنموت معه، فبعد أن أكمل الموت وأكملنا الموت معه ووفَّينا العقوبة كاملة، قام المسيح ببرِّه نافضاً الموت عنه، ودائساً على سلطانه وسطوته، ودسناه لمَّا داسه بالحياة الأبدية التي أخذناها. فأقامنا معه في بشريته شركاء قيامة وحياة أبدية، فلن يعود للموت سلطان علينا لأننا وُهبنا حياة الأبد.

وهكذا يتضح لدى القارئ أن ترك الآب للمسيح كان العنصر الفعَّال الذي جعل المسيح يُكمِّل الفداء، إذ دخل اللعنة والموت وحده اللذين احتواهما ولم يحتوياه، ورفعهما ببرِّه فتبرَّرت فيه البشرية التي لبسها ببر الله. وحينما أكمل الفداء هكذا بنفسه وحده أقامه الآب بمجد عظيم، وأقامنا معه، فصرنا شركاء قيامة ومجد. فالمجد الذي تسربل به المسيح بالقيامة من بين الأموات أعطانا إيـَّاه: "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني" (يو 22:17)، وكان ثمناً لاحتماله تخلِّي الآب وتكميله اللعنة والموت وحده من أجلنا، فاستحققنا ما استحقه!!

35:15 "فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْحَاضِرِينَ لَمَّا سَمِعُوا: هُوَذَا يُنَادِي إِيلِيَّا".

هكذا تُفسَّر أقوال المسيح حتى اليوم تفسيراً غوغائياً عند الذين لا يتبصَّرون!

36:15 "فَرَكَضَ وَاحِدٌ وَمَلأَ إِسْفِنْجَةً خلاًّ وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ قَائِلاً: اتْرُكُوا. لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُنْزِلَهُ"!

أمَّا الخل فشأنه شأن الخمر الممزوج بمرارة (23:15)، والقصد منه تخفيف الآلام عن المحكوم عليه بالصلب. وشَرِبَ المسيح الخل من أجلنا لتتم النبوَّة حتى آخر لحظة: "وفي عطشي يسقونني خلاًّ." (مز 21:69)

37:15 "فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ".

لم يقل هنا أيُّ إنجيل من الأناجيل أن المسيح: "مات" كفعل ماضٍ، ولكنه أسلم الروح بسلطانه وإرادته وحده.

This site was last updated 12/01/13