Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

عرس قانا الجليل

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
كنيسة عرس قانا الأرثوذكسية اليونانية

 

مقدمة

قانا كلمة عبرية معناها (قصب أو غاب) فى هذه القرية حضر يسوع عرس وكان يوجد فيها إبن خادم الملك مريضا وطلب منه أبوه فى كفر ناحوم أن يشفيه فشفاه دون أن يذهب إليه (يو 4: 46- 54) وتبعد قانا الجليل 6 - 8 أميال شرق الناصرة على الطريق بينه صفورية وطبرية وتبعد ميلين عن صفورية وقد دعى السيد المسيح وتلاميذه إلى عرس قانا الجليل والتلاميذ ذهبوا مع المخلص إلى العرس كانوا على الارجح ستة وهم: اندراوس وبطرس وفيلبس ونثنائيل (يقال ان نثنائيل كان يعيش فى قانا) ويوحنا الانجيلى، وأخوة يعقوب اذ بقية التلاميذ الاثنى عشر لم يكونوا تتلمذوا بعد وحسب طقس الكنيسة القبطية فعرس قانا الجليل كان ل، سمعان القانوى (مت 10: 4) من قانا الجليل وهو صاحب العرس الذي حول فيه السيد الماء خمرا.. كما قيل انه بعد تلك الاية قام وترك كل شيء وتبعه فكان من تلاميذه الاثنى عشر لذا لقب بسمعان الغيور (لو 6: 15) وتعيد الكنيسة القبطية بتذكار استشهاده فى (15 بشنس)  أما طقس عيد عرس قانا الجليل فتعيد له الكنيسة القبطية فى (11 طوبة)

القديس سمعان الملقب بالقانوي (لوقا 6 : 15) لتمييزه عن سمعان بطرس لقب بالقانوي وأيضا لقب بـ الغيور ( أعمال 1 : 13) واسمه سمعان هو تعريب لاسمه العبري الآرامي " شمعون " وهو تصغير لكلمة السامع  (متى 10: 4 ومرقس 3 : 18)

وقد ورد اسمه في العهد الجديد في (متى 10) و(مرقس 3) و(لوقا 6) وفي (أعمال 1) ولكن بدون ذكر تفاصيل عنه (وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً رُسُلاً : سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَأوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَأوُسَ. مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُور َ. يَهُوذَا أَخَا يَعْقُوبَ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً.) إذا هو واحد من رسل المسيح الإثني عشروهو أكثرهم غموضا حيث لم يُكتب عنه الكثير في الأدبيات المسيحية في القرون الميلادية الأولى.

ويعتقد البعض أن عبارة السيد المسيح لأمه "لم تأت ساعتى بعد" أى لم ياتى الوقت لتحويل الماء إلى خمر للتناول ولهذا فى رأيى الشخصى هو السبب فى أن الكنيسة القبطية تعتبر عيد عرس قانا الجليل من الأعياد السيدية

فى اللغة العبرية توجد 11 كلمة تستخدم فى العهد القديم للدلالة على الخمر ، لكن هناك كلمتين يكثر إستخدامهما هما "ياين Yayin و  تيروش Tirosh" أما فى العهد الجديد فالكلمة المستخدمة فى اليونانية هى : أوينوس Oinos

كلمة "ياين Yayin" تستخدم لوصف الخمر من كل نوع والمسكر منها وكان محرما على الكهنة أن يشربوا خمر نايين عند دخولهم إلى خيمة الإجتماع للخدمة (لاويين 10: 9) كما كان محرما على النذير كل أيام نذره أن يشرب خمر نايين (عدد 6: 3و 20)

كلمة" تيروش Tirosh" تستخدم للدلالة على عصير العنب الطازج غير المختمر ويعبر عنهنه فى الترجمه العربية بكلمة سلاف أو "العصير" وهى التى إستخدمها السيد المسيح فى سر الإفخارستيا وفى معجزة تحويل الماء إلى خمر

أما فى العهد الجديد فتستخد لدلاله على أى نوع من الخمر كلمة واحدة هى أوينوس Oinos فى جميع اسفار العهد الجديد.

وهذا هو المعنى من كلمة خمر الذى هو العصير حتى أن صاحب العس عرف الفرق بين نوعى الخمر وأنه من النوع الجيد الذى لا يسكر ولا يظن أحدا من المسيحيين أن المسيح له المجد قد اباح شرب الخمر المسكرة .  (2) ومن المعروف أن القرية ليس بها نبع ماء قريب بمد القرية بالماء ولكن كانوا يحصلون عليه من آبار أو من الوادى المجاور ويحملونه على جرار لبيوتهم  وأن يخزن فى أجران كبيرة من الحجر
ويذكر القديس جيروم وآخرون فأن هذا الرسول كان في الأصل من قرية قانا لهذا نسب إلى قريته، أو ربما كان من منطقة كنعان Canaan وهكذا نسب إليها أيضا. ويعتقد بعض دارسي التاريخ اليهودي بوجود فرقة يهودية دُعيت بالقانويين أي الغيورين وهم على مايُظن جماعة من الثوار انتظموا للتصدي لظلم الحكم الروماني ولكنهم قُمعوا بقسوة، وربما هم كانوا وراء أحداث الشغب المذكورة في (مرقس 15 : 7) وكان باراباس اللص الذي أُطلق سراحه بدلا عن يسوع واحدا منهم ومن المحتمل أن الرسول سمعان القانوي (الغيور) كان منتميا لهذه الجماعة أيضا قبل أن ينضم إلى تلاميذ المسيح ويصبح مقاوما بالسلام وليس بالحرب

وكانت قانا أثناء الثورة اليهودية ضد الرومان المقر الرئيسى للدفاع عن الجليل بقيادة يوسيفوس الذى جرح ولجأ غلى كفر ناحوم ليعالج ثم اسره الرومان وهو الذى أصبح فيما بعد المؤرخ اليهودى المشهور وربط أنجيل يوحنا أسم قانا بـ الجليل ليميزها عن بلده أخرى لها إسم قانا أيضا ولكنها تقع على تخم يستاكر فى فينيقية (لبنان)

 
في التقليد الكنسي يذكر الرسول سمعان غالبا مع الرسول تداوس على انهما كانا يبشران معا، لذلك تعيد لهما الكنيسة الكاثوليكية  (1) في يوم واحد 28 أوكتوبر/تشرين الأول من كل عام، يُعتقد أن سمعان القانوي التحق بزميله يهوذا تداوس للتبشير في بلاد فارس وأرمينيا حيث قتلا هناك في سبيل إيمانهما. روايات أخرى تقول بأنه بشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبانه زار بريطانيا ومات فيها

ومازال موقع "قانا الجليل" موضع بحث، فهناك ثلاثة أماكن تدور حولها الآراء:
(1)
ويطلق أسم قانا الجليل حاليا إسم كفر كنا  Kafr Kanna وهى بحسب التقليد أنها القرية التى أقيم فيها عرس قانا الجليل   كفر كنّا،  

(2) - وهناك مكان يسمى "عين قانا" ولكن ليس هناك ما يدعو إلى الظن بأنه يمت بصلة إلى "قانا الجليل" يقع على الجانب الجنوبي من سهل يسمى "سهل توران" بمحازاة سلسلة من التلال، وبه نبع ماء جيد بعيداً عن المستنقعات وغابات القصب التي يفترض أن المدينة أخذت اسمها منها.
(3) - خرابة قانا (ومازال العرب يسمونها "قانا الجليل")، وهي أنسب المواقع، وتقع على بعد نحو تسعة أميال إلى الشمال تماماً من الناصرة. وتقع على الطرف الشمالي مما يسمى "سهل البطوف" (ويسمى أيضاً سهل زبولون أو سهل نطوفة). وكل العوامل اللغوية والجغرافية والأركيولوجية تدعم القول بأنها هي الموقع الحقيقي "لقانا الجليل".

وقد اكتشف االأثريون في 1961 م. أواني فخارية من العصر الحديدي الثاني (عصر الملكية في إسرائيل) ومن العصور اليونانية والهيرودسية ومن العصر الروماني المتأخر ومن العصر العربي، ومن زمن الحروب الصليبية. ولكل هذا أهميته حيث أن تغلث فلاسر الثالث يذكر أنه فتح مدينة في الجليل اسمها "قانا". وقطع الفخار من العصر الحديد الثاني تدعم القول بأنها هي الموقع الحقيقي "لقانا الجليل". كما وجدت بها عملات من القرن الميلادي الأول (كما يذكر "كرالنج Kraeling). كما أن القصب كان ينمو بغزارة في مستنقعات وادي البطوف (وكان يسمى في زمن العهد الجديد بوادي "أسوكيس" Asochis - كما يذكر يويسفوس). وظلت قانا هذه مأهولة بالسكان إلى القرن السابع عشر الميلادي.

وكانت القديسة هيلانة أم الملك قسطنطين الكبير قد بنت كنيسة كبيرة بيزنطية فى القرن الرابع الميلادى هناك كنيستين بإسم كنيسة عرس قانا الجليل ويقول السكان المحليون أن الكنيستين كانت كنيسة بيزنطية كبيرة ثم قسمت إلى كنيستين متجاورتين يقسمهما حارة صغيرة أحدهما كاثوليكية لا تينية والأخرى أرثوذكسية

أولا : الكنيسة اللاتينية  وتسمى كنيسة المعجزة أى معجزة تحويل الماء إلى خمر أو كنيسة عرس قانا الجليل

 The Cana Catholic Wedding Church, Galilee Israel

توجد كنيسة بناها الفرنشسكان بالقرب من مركز القرية. ويوجد تحت أرضية الكنيسة طبقة من الفسيفساء عليها كتابات يهودية بالأرامية تعود إلى القرن الثالث أو الرابع بعد الميلاد مما يدفع الظن بأن الكنيسة بُنيت على أطلال مجمع يهودي. كما توجد كنيسة صغيرة أخرى بناها الفرنشسكان أيضاً، يقولون أنها مبنية على أطلال بيت "نثنائيل" وهناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذه القرية اعتبرت أنها موقع "قانا الجليل" لوقوعها على طريق الحجاج إلى الأماكن المقدسة من الناصرة إلى كفرناحوم وبيت صيدا.
 
هذا الجرن من الحجر يشبة أحد الأجران الستة التى كان فيها الخمر فى زمن المسيح ويسع الواحد منها من 20- 30 جالون وقد يسع بعضها إلى 180 جالون ماء وكانت الأجران تستعمل فى غسل اليدى قبل تناول الطعام وقد ذكر يوحنا هذه التفاصيل ليوضح لنا حج المعجزة أمام الجموع أثناء الإحتفال
وقد إستقر الفرنسيسكان فى هذا المكان عام 1641م  وبدأوا فى إنشاء الكنيسة الحالية فوق كنيسة تعود إلى عام 1879م وكرست هذه الكنيسة فى عام 1883م








آثار مبنى كبير وجدوه فى القرن الـ 17 باقى من العصر البيزنطى والعصور الأقدم
 
 *******************
المراجع
(1) الموسوعة الكاثوليكية  http://www.newadvent.org/cathen/13796b.htm
(2) موقع الأنبا تكلا http://st-takla.org/

This site was last updated 05/01/17