Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 يسوع على جبل التجربة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أريحا
زَكَّــــــــا العشّــار
جبل التجربة في أريحا
دير القديس جورج بوادى القلط
جبل قرنطل أو جبل التجربة

(3) ذهب السيد المسيح إلى البرية ليواجه الشيطان على جبل التجربة Mount of Temptation وقد مكث 40 يوما على الجبل (مر 1: 12) (لو 4: 1- 13) (مت 4:  1-11)

تجربة المسيح على الجبل، أو تجربة الشيطان للمسيح، هو الاسم الذي يطلق على ما ورد في إنجيل متى 4: 1-12 وإنجيل مرقس 1: 12-13 وإنجيل لوقا 5: 1-13، والتي جرت للمسيح طبقًا لرواية العهد الجديد بعد عماده، وبعد أن صام أربعين يومًا وليلة، كما صام من قبله موسى على جبل في برية اليهودية في نواحي صحراء النقب الحالية، استذكارًا لهذا الصوم، يصوم المسيحيون الصوم الكبير قبيل أسبوع الآلام.

في التجربة على الجبل استخدم إبليس وسيلتين لمحاولة معرفة حقيقة السيد المسيح من جهة ألوهيته.. ولكنه فشل إلى جوار هزيمته الواضحة أمام الرب المتجسد.

لم يكن من السهل على إبليس أن يفهم معنى إخلاء الذات بالنسبة للإله الكلمة الذي هو ابن الله الوحيد الجنس.

ولم يكن مفهومًا بالنسبة له أن يخفى الابن الوحيد مجده الإلهي، ولا أن يقدم طاعة للآب وهو المساوي للآب في المجد والكرامة والقدرة والعظمة والسلطان بسبب وحدانية الجوهر من حيث لاهوت السيد المسيح.

كانت مسألة التجسد محيّرة للشيطان.. لذلك قال معلمنا بولس الرسول: "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفع في المجد" (1تى3: 16).

وقال أيضًا عن تدبير الخلاص بعد أن تم: "وأنير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح. لكي يُعرف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا" (أف 3: 9-11).

ولكن ينبغي أن نلاحظ أن الإنارة دائمًا تكون للمستقيمي القلوب والأفهام. فالمعرفة السليمة للأمور الإلهية ترتبط بالمحبة لأن "الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يو4: 16).

هناك من يدرك قدرة الله ويخشاها ويرتعب منها ولكنه لا يفهم أعماق الله وأعماق محبته إلا بالروح القدس "لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن مَن مِن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضًا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله" (1كو2: 10، 11).
كانت الوسيلة الأولى التي استخدمها إبليس لمحاولة معرفة حقيقة السيد المسيح هي أنه قال له عندما رآه جائعًا بعد صوم طويل لمدة أربعين نهارًا وأربعين ليلة "إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا" (مت4: 3).

والواضح من العبارة التي قالها إبليس أنه كان يتساءل عن بنوة السيد المسيح لله من خلال الاستدلال بقدرته على استخدام قدرته الإلهية للخلاص من الجوع ومتاعب الجسد المنهك من الصيام الطويل.

ولكن السيد المسيح اتجه في إجابته إلى ما يخص إنسانيته وليس ما يخص لاهوته مستخدمًا آيات الكتاب المقدس إذ رد وقال: "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4: 4).

كان الهدف من تساؤل إبليس هو أن يعلن السيد المسيح عن ألوهيته وبنوته لله. ولكن السيد المسيح أكّد إنسانيته وكيف أن الطبيعة الإنسانية يلزمها الغذاء الروحي للروح بكلام الله، كما يلزمها الغذاء الجسدي للجسد بتناول الخبز. وبهذا فشل إبليس في الوصول إلى هدفه الخبيث.


وكانت الوسيلة الثانية التي استخدمها إبليس هي الاستفزاز بأسلوب غير لائق. ولكن السيد المسيح أضاع عليه الفرصة باتضاعه العجيب. في الوسيلة الأولى كان هناك نوع من التساؤل باحترام أما في الوسيلة الثانية فكانت هناك جسارة بالغة تكشف عن الكم الهائل من الوقاحة التي يتصف بها إبليس إذ أُتيحت له الفرصة بسماح من الله.

قال إبليس للسيد المسيح بعد ما أصعده على جبل عال وأراه جميع ممالك العالم ومجدها "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت4: 9).

هل هناك جسارة واستفزاز يفوق ذلك القول؟ ولكن السيد المسيح استمر في إخفاء حقيقة لاهوته عن الشيطان متوشحًا بالاتضاع الذي التحف به في مجيئه إلى العالم من أجل خلاص البشرية. أجاب السيد المسيح: "اذهب يا شيطان. لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (مت4: 10)

لقد وضع السيد المسيح الوصية الإلهية المعطاة لبنى البشر في مواجهة استفزازات إبليس. ومع كون السيد المسيح هو ملك الملوك ورب الأرباب المسجود له من الملائكة والبشر ولكنه إذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان تكلّم عن واجب البشر في السجود لله وحده، ولم يتكلم عن السجود اللائق له هو شخصيًا. وهكذا استمر في إخفاء لاهوته عن الشيطان.

المسيح أقوى من الشيطان

قال السيد المسيح: "لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوى وينهب أمتعته إن لم يكن يربط القوى أولًا وحينئذ ينهب بيته" (مر3: 27). وقد دل السيد المسيح بهذا الكلام أنه أقوى من الشيطان بما لا يقاس، وهذا أحد أسباب التجسد الإلهي، إذ لم يكن ممكنًا لطبيعتنا البشرية أن تحقق الانتصار الساحق على الشيطان، إلا بتجسد الله الكلمة نفسه "الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2تى1: 10).

ما أجمل رد قداسة البابا شنودة الثالث على السبتيين الأدفنتست الذين يدعون أن السيد المسيح قد ورث الميل إلى الخطية بوراثته للخطية الأصلية في ولادته من العذراء مريم، إذ قال قداسته (إن الميل للخطية لا يتفق مع لاهوت هذا المولود، فكيف يتحد اللاهوت مع جسد فيه ميل إلى الخطية؟! مستحيل) (مجلة الكرازة السنة الثلاثون العددان 13، 14 بتاريخ 29/3/2002).

إن الأدفنتست قد فاقوا في ضلالهم الكثير من الهراطقة لأن نسطور حينما نادى بنفس تعليم وراثة المسيح للخطية الأصلية والميل الطبيعي للخطية لم يكن يؤمن بأن الإنسان المولود من العذراء مريم هو هو نفسه الله الكلمة بالحقيقة مثلما يؤمن السبتيون الذين يجدّفون بذلك على الله.

لذلك ينبغي أن نحذر الشعب المسيحي في كل مكان من بدعة السبتيين الذين يقدسون يوم السبت مثل اليهود، وليس يوم الأحد الذي قام الرب فيه منتصرًا من الأموات.

إن نصرة قيامة السيد المسيح وأهميتها غائبة عن أذهانهم تمامًا مثلما غابت عن أذهانهم حتمية الانتصار في التجربة على الجبل.

دعاوى الأدفنتست السبتيين

يدعى الأدفنتست أن السيد المسيح قد حمل طبيعة بشرية فيها إمكانية الخضوع للخطية (The possibility of yielding to sin) ويستدلون على ذلك بواقعة التجربة على الجبل ويقولون إن التجربة على الجبل تصبح في حكم التمثيلية لو لم يكن احتمال سقوط المسيح واردًا فيها.

وهم في عقيدتهم الخاطئة هذه يرددون تعليم نسطور الذي قال إن يسوع المسيح قد قدّم على الصليب ذبيحة وكفارة عن نفسه وعن الآخرين لأن الله الكلمة قد اتخذ إنسانًا محتاجًا للخلاص مثل سائر البشر.

ونرد على هرطقة السبتيين فنقول لو كان السيد المسيح هو نفسه الله الكلمة الذي تجسد لأجل خلاصنا. فإن القول بإمكانية خضوعه للخطية بحسب طبيعته البشرية يكون تجديفًا خطيرًا ضد الله نفسه. لأن الله الكلمة حينما أخلى ذاته آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس قد قَبِل الموت والآلام بحسب الجسد لأجل خلاصنا، ولسبب أن يسوع المسيح هو نفسه الله الكلمة بالحقيقة، صار يُنسب إلى الله الكلمة الميلاد من العذراء والآلام والموت بحسب إنسانيته، دون أن ينُسب ذلك إليه بحسب ألوهيته. لكن الآلام والموت من الممكن قبولها كعمل من أعمال المحبة من قِبل أقنوم الله الكلمة المتجسد. أما أن ينسب إليه إمكانية الخضوع أو الميل للخطية فهو أمر مستحيل لأنه لا يحمل أي مجد بل يعتبر إهانة صريحة لأقنوم الله الكلمة المتجسد وتجديف على الله غير مقبول. وهذا يعنى أن السبتيين لا يؤمنون إيمانًا حقيقيًا أن يسوع الناصري هو الله الكلمة وليس آخر.

هناك فرق بين أن يخفى الله الكلمة مجده في التجسد، أو أن يحتمل الآلام إنسانيًا من أجل من أحبهم إلى المنتهى، وبين أن يصير معرَّضًا للخطية أو السقوط وهذا ليس في إطار أمجاد المحبة الباذلة.

لقد حمل السيد المسيح -وهو برئ- خطايا الآخرين وأوفى الدين عنها. ولكنه هو نفسه قد حمل طبيعة خالية تمامًا من أي نوع من نوازع الخطية. لهذا قال الملاك للعذراء عن ميلاد السيد المسيح منها: "فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35).

لا يمكن أن يفدى العالم إلا من كان خاليًا تمامًا من كل عيب، وخاليًا تمامًا من أي ميل نحو الخطية. ولا يمكن أن تتبارك طبيعتنا فيه إلا إذا كانت هذه الطبيعة التي اتحدت باللاهوت في التجسد هي طبيعة خالية تمامًا من كل نوازع الشر والخطية.

ولا يمكن أن يحدث اتحاد حقيقي، طبيعي وأقنومي بين اللاهوت والناسوت في المسيح إلا إذا كان الناسوت خاليًا تمامًا من كل ما يتعارض مع قداسة اللاهوت وصلاحه. إذ كيف يجتمع النور مع الظلمة؟!

لقد خاطب السيد المسيح أباه السماوي في ليلة آلامه قائلًا: "أنا مجدتك على الأرض.. والآن مجدّني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو17: 4، 5). لقد تمجّد الناسوت عند صعود السيد المسيح إلى السماء ودخوله إلى مجده بأمجاد اللاهوت وذلك لسبب الاتحاد التام والطبيعي بين اللاهوت والناسوت. لم يعد الناسوت يخفى مجد اللاهوت حينما تمجّد يسوع وجلس عن يمين الآب في السماوات.

أسباب التجربة

إن التجربة على الجبل لم تكن تمثيلية كما يدّعى السبتيون. ولكن السيد المسيح قد لقّن الشيطان درسًا لن ينساه حينما سمح له أن يجربه وهو في صورة الإنسان. أي أن السيد المسيح قد أعاد للإنسان هيبته وكرامته بانتصاره على الشيطان في التجربة على الجبل أولًا ثم بعد ذلك بصورة حاسمة في الصليب كما هو مكتوب "إذ جرّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه (أي في الصليب)" (كو2: 15).

لقد قدّس السيد المسيح الصوم بصومه مانحًا إياه قوة فائقة للطبيعة لهزيمة الشياطين. ولقد رسم السيد المسيح لنا مثالًا لنقتفى أثر خطواته ولنتشبه به في الصوم وفي الانتصار على الأرواح الشريرة.

كذلك أعطانا السيد المسيح دروسًا في الحرب الروحية وكيفية مجابهتها. فمثلًا حينما استخدم الشيطان آية من الكتاب المقدس، رد عليه السيد المسيح بآية من الكتاب المقدس أيضًا بقوله: "مكتوب أيضًا لا تجرب الرب إلهك" (مت4: 7). ونحن نرى اليوم كثير من النقاد وبعض الدارسين (Scholars) يستخدمون آيات الكتاب المقدس بطريقة خاطئة ضد العقائد السليمة والتسليم الرسولي. وينبغي علينا أن نرد عليهم بآيات من الكتاب. كذلك أعطانا السيد المسيح فكرة عن عدم استخدامه لسلطانه الإلهي من أجل إراحة جسده، وكذلك فكرة عن عدم استخدام أمجاد وسلطان الأرض من أجل نشر الكرازة بالإنجيل وعدم التنازل عن المبادئ في الخدمة مهما كان المقابل المادي.

في التجربة على الجبل استخدم إبليس وسيلتين لمحاولة معرفة حقيقة السيد المسيح من جهة ألوهيته.. ولكنه فشل إلى جوار هزيمته الواضحة أمام الرب المتجسد.

لم يكن من السهل على إبليس أن يفهم معنى إخلاء الذات بالنسبة للإله الكلمة الذي هو ابن الله الوحيد الجنس.

ولم يكن مفهومًا بالنسبة له أن يخفى الابن الوحيد مجده الإلهي، ولا أن يقدم طاعة للآب وهو المساوي للآب في المجد والكرامة والقدرة والعظمة والسلطان بسبب وحدانية الجوهر من حيث لاهوت السيد المسيح.

كانت مسألة التجسد محيّرة للشيطان.. لذلك قال معلمنا بولس الرسول: "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفع في المجد" (1تى3: 16).

وقال أيضًا عن تدبير الخلاص بعد أن تم: "وأنير الجميع في ما هو شركة السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح. لكي يُعرف الآن عند الرؤساء والسلاطين في السماويات بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا" (أف 3: 9-11).

ولكن ينبغي أن نلاحظ أن الإنارة دائمًا تكون للمستقيمي القلوب والأفهام. فالمعرفة السليمة للأمور الإلهية ترتبط بالمحبة لأن "الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يو4: 16).

هناك من يدرك قدرة الله ويخشاها ويرتعب منها ولكنه لا يفهم أعماق الله وأعماق محبته إلا بالروح القدس "لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن مَن مِن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضًا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله" (1كو2: 10، 11).

الوسيلة الأولى

كانت الوسيلة الأولى التي استخدمها إبليس لمحاولة معرفة حقيقة السيد المسيح هي أنه قال له عندما رآه جائعًا بعد صوم طويل لمدة أربعين نهارًا وأربعين ليلة "إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا" (مت4: 3).

والواضح من العبارة التي قالها إبليس أنه كان يتساءل عن بنوة السيد المسيح لله من خلال الاستدلال بقدرته على استخدام قدرته الإلهية للخلاص من الجوع ومتاعب الجسد المنهك من الصيام الطويل.

ولكن السيد المسيح اتجه في إجابته إلى ما يخص إنسانيته وليس ما يخص لاهوته مستخدمًا آيات الكتاب المقدس إذ رد وقال: "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4: 4).

كان الهدف من تساؤل إبليس هو أن يعلن السيد المسيح عن ألوهيته وبنوته لله. ولكن السيد المسيح أكّد إنسانيته وكيف أن الطبيعة الإنسانية يلزمها الغذاء الروحي للروح بكلام الله، كما يلزمها الغذاء الجسدي للجسد بتناول الخبز. وبهذا فشل إبليس في الوصول إلى هدفه الخبيث.

الوسيلة الثانية

وكانت الوسيلة الثانية التي استخدمها إبليس هي الاستفزاز بأسلوب غير لائق. ولكن السيد المسيح أضاع عليه الفرصة باتضاعه العجيب. في الوسيلة الأولى كان هناك نوع من التساؤل باحترام أما في الوسيلة الثانية فكانت هناك جسارة بالغة تكشف عن الكم الهائل من الوقاحة التي يتصف بها إبليس إذ أُتيحت له الفرصة بسماح من الله.

قال إبليس للسيد المسيح بعد ما أصعده على جبل عال وأراه جميع ممالك العالم ومجدها "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت4: 9).

هل هناك جسارة واستفزاز يفوق ذلك القول؟ ولكن السيد المسيح استمر في إخفاء حقيقة لاهوته عن الشيطان متوشحًا بالاتضاع الذي التحف به في مجيئه إلى العالم من أجل خلاص البشرية. أجاب السيد المسيح: "اذهب يا شيطان. لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (مت4: 10)

لقد وضع السيد المسيح الوصية الإلهية المعطاة لبنى البشر في مواجهة استفزازات إبليس. ومع كون السيد المسيح هو ملك الملوك ورب الأرباب المسجود له من الملائكة والبشر ولكنه إذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان تكلّم عن واجب البشر في السجود لله وحده، ولم يتكلم عن السجود اللائق له هو شخصيًا. وهكذا استمر في إخفاء لاهوته عن الشيطان.

المسيح أقوى من الشيطان

قال السيد المسيح: "لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوى وينهب أمتعته إن لم يكن يربط القوى أولًا وحينئذ ينهب بيته" (مر3: 27). وقد دل السيد المسيح بهذا الكلام أنه أقوى من الشيطان بما لا يقاس، وهذا أحد أسباب التجسد الإلهي، إذ لم يكن ممكنًا لطبيعتنا البشرية أن تحقق الانتصار الساحق على الشيطان، إلا بتجسد الله الكلمة نفسه "الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2تى1: 10).

ما أجمل رد قداسة البابا شنودة الثالث على السبتيين الأدفنتست الذين يدعون أن السيد المسيح قد ورث الميل إلى الخطية بوراثته للخطية الأصلية في ولادته من العذراء مريم، إذ قال قداسته (إن الميل للخطية لا يتفق مع لاهوت هذا المولود، فكيف يتحد اللاهوت مع جسد فيه ميل إلى الخطية؟! مستحيل) (مجلة الكرازة السنة الثلاثون العددان 13، 14 بتاريخ 29/3/2002).

إن الأدفنتست قد فاقوا في ضلالهم الكثير من الهراطقة لأن نسطور حينما نادى بنفس تعليم وراثة المسيح للخطية الأصلية والميل الطبيعي للخطية لم يكن يؤمن بأن الإنسان المولود من العذراء مريم هو هو نفسه الله الكلمة بالحقيقة مثلما يؤمن السبتيون الذين يجدّفون بذلك على الله.

لذلك ينبغي أن نحذر الشعب المسيحي في كل مكان من بدعة السبتيين الذين يقدسون يوم السبت مثل اليهود، وليس يوم الأحد الذي قام الرب فيه منتصرًا من الأموات.

إن نصرة قيامة السيد المسيح وأهميتها غائبة عن أذهانهم تمامًا مثلما غابت عن أذهانهم حتمية الانتصار في التجربة على الجبل.

 (مت 4:  1-11)

1 ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2 فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. 3 فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». 4 فَأَجَابَ وَقَالَ:«مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». 5 ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، 6 وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7 قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». 8 ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، 9 وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10 حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11 ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.

(لو 4: 1- 13)

1 أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2 أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. 3 وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». 4 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قِائِلاً:«مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5 ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6 وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ:«لَكَ أُعْطِي هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ، لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7 فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9 ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلُ، 10 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، 11 وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ». 13 وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.

 (مر 1: 12)

12 وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، 13 وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.

****************************************

This site was last updated 04/30/17