Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 نكس رأسه وأسلم الروح

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up



Sep232013
مَنْ الذي نكس رأسه وأسلم الروح
admin مقالات دينية







30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ:«قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.
والتي جاءت في اللغة اليونانية الأصلية “خلينو

” κλινω khleeno
والكلمة “خلينو” لها عدة معاني بحسب الكتاب المقدس دعونا نلقي نظرة عليها واحدة تلو الأخرى.
والكلمة “خلينو” وردت في العهد الجديد سبع مرات ككلمة يونانية.
المعنى الأول هو “يسند على وسادة” تلك التي وردت في مت20:8″
((فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ»)).
2-المعنى الثاني هو “يميل” والتي تعني يختفي أو يضمحل، تلك التي وردت في “لو12:9″
(فَابْتَدَأَ النَّهَارُ يَمِيلُ. فَتَقَدَّمَ الاثْنَا عَشَرَ وَقَالُوا لَهُ: «اصْرِفِ الْجَمْعَ لِيَذْهَبُوا إِلَى الْقُرَى وَالضِّيَاعِ حَوَالَيْنَا فَيَبِيتُوا وَيَجِدُوا طَعَامًا، لأَنَّنَا ههُنَا فِي مَوْضِعٍ خَلاَءٍ)
3-أما المعنى الثالث فهو “ينكس الرأس خوفاً” تلك التي وردت في “لو5:24″ ((وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ:«لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟))
4-المعنى الرابع هو “مال” تلك التي تعني “انتهى” أو “انقضى” ووردت في “لو29:24″ فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ:«امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا.
5-المعنى الخامس هو “يهزم” أو يسحق” وهو واضح في “عب34:11″ أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،
فالمعاني الخمسة مرة أخرى هي:
1- يسند على وسادة.
2- يميل، التي تعني يختفي.
3- يخبيء رأسه خوفاً.
4- “ميل” أي انتهاء أو انقضاء
5-يهزم أو يسحق.
ولكن كلمة “نكس الرأس في العبرية لا تعني إلا معنى واحد وهو “العبادة”
وهذه الكلمة في العبرية “كوداد” وقد وردت بالعهد القديم 5 مرات فقط وكلها بمعنى “يعبد” أو “يسجد”. والسؤال الآن: أيُ من المفاهيم السابقة لكلمتي” نكس رأسه” يمكن أن تنطبق على ما قاله الرب يسوع وهو على الصليب؟
المفهوم الأول هو أنه أسند رأسه على وسادة، فهل الرب يسوع وهو على الصليب أسند رأسه على وسادة؟
المفهوم الثاني هو: يختفي، فهل تعتقد أن رأس الرب يسوع اختفت.
المفهوم الثالث هو: الميل خوفاً، فهل تعتقد أن الرب يسوع نكس رأسه خوفاً؟
المفهوم الرابع هو: “ميل” أي انتهاء أو انقضاء، فهل الرب يسوع عندما نكس رأسه كان قد انتهى أو قُضِيَ أمره؟
المفهوم الخامس هو: يهزم أو يسحق، فهل الرب يسوع عندما نكس رأسه كان قد هُزِمَ أو سُحِقَ؟
بالتأكيد، لا يوجد مفهوماً من تلك المفاهيم يمكن أن يُطَبَّق على الرب يسوع المسيح وهو على الصليب.
فماذا تعني عبارة “ونكس رأسه” إذاً؟
دعونا ندرس عن الحرب التي دارت بين الرب يسوع و إبليس على الصليب.
فالحرب بين الرب يسوع وإبليس على الصليب لم تكن بالحرب العادية.
فإبليس كان يحاول محاولات مضنية لينزل الرب يسوع من على الصليب، أو يميته قبل أن يتمم عمل الفداء بالكامل.
فدعونا نتخيل أننا في حلبة مصارعة نشاهد مباراة مكونة من ثلاث جولات:
الجولة الأولى: الاستفزاز:
وقد كان هذا الاستفزاز عن طريق ثلاث نوعيات مختلفة من البشر:
(1) المجتازون: “مت39:27″
وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم “مر29:15″
وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين آه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام.
وهنا تمت النبوءة المكتوبة عنه في “مز7:22-8″ كل الذين يرونني يستهزئون بي.يفغرون الشفاه وينغضون الراس قائلين اتكل على الرب فلينجه.لينقذه لانه سرّ به.
وأيضا في “مز25:109″ وانا صرت عارا عندهم.ينظرون اليّ وينغضون رؤوسهم, أولاً يذكر لنا الكتاب المقدس أن إبليس استخدم المجتازون للاستهزاء بالرب يسوع لاسفزازه لكي ينزل من على الصليب، وبالتالي تنهار عملية الفداء.
2- الكهنة: وقد استخدم إبليس الكهنة ايضاً لاستفزاز الرب يسوع لينزل من على الصليب.
3- اللص الذي كان معه على الصليب، عندما قال له “خلص نفسك وإيانا”
كل هذا لم يكن منهم بل من إبليس الذي استخدمهم لذلك، والدليل على ذلك هو العبارة ((اتكل على إلهه فلينقذه))
في هذه الجولة الأولى انتصر الرب يسوع، حيث إنه لم يُسْتَفَزُ.
الجولة الثانية: الخمر المسموم:
“مت34:27″ وأعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب ولما ذاق لم يرد أن يشرب.
وربما يقول أحد ان الكتاب لم يذكر في هذه الآية أن الخمر كان مسموماً
فمن أين أتيت بأن الخمر كان مسموماً؟
إن كلمة “مرارة” التي جاءت في هذه الآية جاءت باللغة العبرية “روش” وكلمة “روش” هذه ذُكِرَتْ في “تث32:32″
لأن من جفنة سدوم جفنتهم ومن كروم عمورة عنبهم عنب سم ولهم عناقيد مرارة. وكلمة “سم” في هذه الآية هي نفس الكلمة العبرية “روش”، أي أن الخل الذي قُدِمَ للرب يسوع كان خلاً مسمماً لإماتته قبل الوقت.
الجولة الثالثة:
والجولة الثالثة في أي مباراة دائماً ساخنة. وهي تختص هنا بالظلمة لمدة ثلاث ساعات.
من الساعة 12 ظهراً إلى الساعة 3 بعد الظهر. أشد ساعات شروق الشمس.
كتابياً: الشمس تشير إلى الرب يسوع المسيح، والظلمة تشير إلى إبليس.
لمدة ثلاث ساعات غطت الظلمة على النور. هل معنى هذا أن إبليس قد انتصر على الرب يسوع في هذه الساعات الثلاثة؟
في أول الأمر يبدو الظلام منتصراً، ولكن في المرحلة الثالثة لابد أن يغلب النور.
وهذا هو المكتوب في “تك1:1-3″
في البدء خلق الله السموات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه، وقال الله ليكن نور فكان نور
أترون: إن الظلمة كانت طاغية أول الأمر، ولكن في المرحلة الثالثة، في الآية 3 فج النور ليطغى على الظلمة.
والسؤال هو: ماذا حدث خلال الساعات الثلاث ظلمة؟
في الواقع إن الكتاب المقدس لم يشر إلى ذلك صراحةً.
ولكن دعونا نكشف الستر عن هذا الأمر:
يذكر لنا الكتاب ثلاث أوقات عند الصليب.
الساعة الثالثة والساعة السادسة والساعة التاسعة.
وهذه الأوقات الثلاث يذكرها الكتاب المقدس أيضاً في “مت1:20-5″
الصباح: خاص بعهد من هم قبل اليهود “آدم – موسى”
الساعة الثالثة مرتبطة باليهود “مت3:20″ “، الساعة السادسة مرتبطة بالأمم، الساعة التاسعة مرتبطة بالكنيسة، الظلمة من الساعة السادسة إلى التاسعة “عا9:8″ فإبليس إله الظلمة يتحارب مع ملك النور الذي يحمل عار كل البشر ويحارب إبليس.
“أي 14:5-15″ فالظلام دليل على شدة الحرب والظلام عمله الله لتضليل إبليس.
ثلاث ساعات :
ساعة نجاة, ساعة رجاء, ساعة غفران “أي15:5″ ساعة جنون, ساعة عمى ساعة حيرة قلب “تث28:28″ ساعة مظلوماً ساعة مغصوبا ساعة ليس مخلصاً “تث29:28″ ساعة تخطب امرأة ويضجع معها آخر ساعة تبني بيتاً ولا تسكن فيه، ساعة تغرس كرماً ولا تستغله “تث30:28″، ساعة يذبح ثورك ولا تأكل منه، ساعة يغتصب حمارك ولا يرجع، ساعة غنمك إلى اعدائك وليس من مخلص “تث31:28″، ساعة يسلم بنوك وبناتك، ساعة تمر أرضك لآخر، ساعة تكون مجنونا من منظر عينيك الذي تنظر “تث32:28-34″، ساعة يضربك الرب بقرح خبيث على الركبتين وعلى الساقين حتى لا تستطيع الشفاء من اسفل قدمك الى قمة راسك.، ساعة يذهب بك الرب وبملكك الذي تقيمه عليك الى امة لم تعرفها انت ولا آباؤك وتعبد هناك آلهة اخرى من خشب وحجر.، ساعة وتكون دهشا ومثلا وهزأة في جميع الشعوب الذين يسوقك الرب اليهم. “تث35:28-37″، ساعة بذارا كثيرا تخرج الى الحقل وقليلا تجمع لان الجراد ياكله. ساعة كروما تغرس وتشتغل وخمرا لا تشرب ولا تجني لان الدود ياكلها. ساعة يكون لك زيتون في جميع تخومك وبزيت لا تدّهن لان زيتونك ينتثر. “تث38:28-40″
ساعة بنين وبنات تلد ولا يكونون لك لانهم الى السبي يذهبون. ساعة جميع اشجارك واثمار ارضك يتولاه الصرصر.
ساعة الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدا وانت تنحط متنازلا. هو يقرضك وانت لا تقرضه.هو يكون راسا وانت تكون ذنبا. “تث41:28-43″
لم يكن إبليس وحده يحاربه، بل هناك مجموعتان:
إبليس وجنوده: ثيران وكلاب
اليهود: باشان والأشرار “مز12:22-16″
فماذا حدث؟ كالماء انسكبت.
انفصلت كل عظامي، صار قلبي كالشمع “مز14:22″، يبست قوته “أي صار بلا قوة”، لصق لساني بحنكي “لذا قال أنا عطشان”، وضع إلى التراب “مز15:22″
ثقبوا يدي ورجلي. أحصي كل عظامي.
اقتسموا ثيابي.
ألم ترى أن كل هذا يجعله يصرخ ويطلب المعونة من الآب؟
إلهي إلهي.. لماذا تركتني: “مت46:27″ “مر43:15″ “لو40:10″ ولم تذكر هذه العبارة في إنجيل يوحنا! لماذا؟
طلب المعونة من الآب لتحمل الألم وحده ولكنه لم يطلب جيشا من الملائكة ليعينه ويساعده على الحرب مع إبليس حيث إنها حربا شخصية. فلقد كان الرب يسوع المسيح على وشك الموت على الصليب قبل اكتمال الحرب وهزيمة إبليس، لذا طلب المعونة من الآب. “عب7:5″
ساقوه خلا: فشرب هذه المرة ولم يرفض لأنه لم يكن هذا الخ ممزوجا بالمرارة “السم” وقد كان الخل بمثابة بنج مخفف.
وهنا اكتسب المسيح قوتان:
شربه الخل المخفف للألم وقبول اللص التائب.
قد أكمل: وهذه العبارة تقال عندما يستجمع البطل قواه ليسحق رأس عدوه.
نكس رأسه وأسلم الروح: يظن البعض ان المسيح هو الذي نكس رأس نفسه، ولكن الحق أن ترجمة هذه الكلمة عن اليونانية أنه هزم رأسه “أي رأس إبليس” ثم أسلم الروح “أي روح نفسه” ولم تذكر هذه العبارة إلا في إنجيل يوحنا فقط” حيث إنه في إنجيل يوحنا يمثل النسر الذي يتغلب على الفريسة، ويمثل ابن الله الساحق رأس العدو. وهذا يحقق النبوة المكتوبة منذ البدء في “تك15:3″ واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه

د. سام نان
أستاذ علم اللاهوت

 
 
 
 
 

This site was last updated 11/30/13