****************************************************************************************
الجزء التالى من مرجع عن الولاة الذين حكموا مصر وهى تحت إستعمار الأسرة العباسية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة
****************************************************************************************
105 - ولاية عبد الواحد بن يحيى بن منصور سنة 236 هـ كان نائباً لأبن الخليفة المتوكل وولى عهده محمد المنتصر والى مصر
هو عبد الواحد بن يحيى بن منصور بن طلحة بن زريق مولى خزاعة وهو ابن عم طاهر بن الحسين ولي إمرة مصر على الصلاة والخراج معًا من قبل المنتصر كما كان أشناس وإيتاخ وغيرهما بعد عزل إسحاق بن يحيى عنها.
فقدمها عبد الواحد هذا في الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة ست وثلاثين ومائتين وسكن بالعسكر على عادة أمراء مصر وجعل على شرطته محمد بن سليمان أبن غالب بن جبريل البجلي.
واستمر على ذلك إلى أن ورد عليه كتاب المنتصر بعزله عن خراج مصر فعزل في يوم الثلاثاء لسبع خلون من صفر سنة سبع وثلاثين ومائتين ودام على الصلاة فقط.
ثم ورد عليه في السنة المذكورة كتاب الخليفة المتوكل بحلق لحية قاضي قضاة مصر أبي بكر محمد بن أبي الليث وأن يضربه ويطوف به على حمار ففعل به ما أمر به وكان ذلك في شهر رمضان من السنة وسجن وكان القاضي المذكور من رؤوس الجه
وولي القضاء بعده بمصر الحارث بن مسكين بعد تمنع وأمر بإخراج أصحاب أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما من المسجد ورفعت حضرهم ومنع عامة المؤذنين من الأذان.
وكان الحارث قد أقعد فكان يحمل في محفة إلى الجامع وكان يركب حمارًا متربعًا ثم ضرب الذين يقرؤون بالألحان ثم حمله أصحابه على النظر في أمر القاضي المعزول - أعني ابن أبي الليث المقدم ذكره - وكانوا قد لعنوه بعد عزله وغسلوا موضع جلوسه في المسجد فصار الحارث بن مسكين يوقف القاضي محمد بن أبي الليث المذكور ويضربه كل يوم عشرين سوطًا لكي يؤذي ما وجب عليه من الأموال وبقي على هذا أيامًا.
ودام الحارث بن مسكين هذا قاضيًا ثمان سنين حتى عزل بالقاضي بكار بن قتيبة الحنفي.
واستمر الأمير عبد الواحد هذا على إمرة مصر إلى أن صرفه المنتصر عنها في سلخ صفر سنة ثمان وثلاثين ومائتين بالأمير عنبسة بن إسحاق وقدم إلى مصر خليفة عنبسة على صلاة مصر والشركة على الخراج في مستهل شهر ربيع الأول فكانت ولايته على مصر سنة واحدة وثلاثة أشهر وسبعة أيام.
السنة الأولى من ولاية عبد الواحد بن يحيى على مصر , وهي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
على أنه حكم بمصر من السنة الخالية من ذي القعدة إلى آخرها
وفيها أطلق المتوكل جميع من كان في السجن ممن امتنع من القول بخلق القرآن في أيام أبيه وأمر بإنزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي فدفعت إلى أقاربه فدفنت.
وفيها كان بناء قصر العروس بسامرا وتكمل في هذه السنة فبلغت النفقة عليه ثلاثين ألف ألف درهم.
أمر النيل في هذه السنة: السنة الثانية من ولاية عبد الواحد بن يحيى على مصر وهي سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاثة أذرع وسبعة أصابع . مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وستة أصابع.