****************************************************************************************
الجزء التالى من مرجع عن الولاة الذين حكموا مصر وهى تحت إستعمار الأسرة العباسية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة
****************************************************************************************
97 - ولاية كيدر على مصر سنة 217هـ
ولاية كيدر على مصر هو كيدر واسمه نصر بن عبد الله وكيدر شهرة غلبت عليه الأمير أبو مالك الصغدي ولي إمرة مصر بعد عزل عيسى بن منصور في صفر سنة سبع عشرة ومائتين من قبل المأمون على الصلاة فسكن العسكر على عادة الأمراء بعد رحيل المأمون وجعل على شرطته ابن إسبنديار.
ثم بعث المأمون برجل من العجم يسمى بابن بسطام على الشرطة فولي مدة ثم عزله كيدر لسوء سيرته لرشوة ارتشاها وضربه بالسوط في صحن الجامع ثم ولى ابنه المظفر عوضه.
المأمون وقضية القرآن هل هو مخلوق أم مجعول ؟
ودام كيدر على إمرة مصر إلى أن ورد عليه كتاب المأمون في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة ومائتين بأخذ الناس بالمحنة - أعني بالقول بخلق القرآن - وكان القاضي بمصر يومئذ هارون بن عبد الله الزهري فأجاب القاضي والشهود ومن توقف منهم عن القول بخلق القرآن سقطت شهادته.
وأخذ كيدر يمتحن القضاة وأهل الحديث وغيرهم وكان كتاب المأمون إلى كيدر " وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظم والسواد الأكبر من حشو الرعية وسفلة العامة ممن لا نظر له ولا روية ولا استضاءة بنور العلم وبرهانه أهل جهالة بالله وعمى عنه وضلالة عن حقيقة دينه وقصور أن يقدروا الله حق قدره ويعرفوه كنه معرفته ويفرقوا بينه وبين خلقه وذلك أنهم ساووا بين الله وبين ما أنزل من القرآن فأطبقوا على أنه قديم لم يخلقه الله ويخترعه وقد قال تعالى: " إنا جعلناه قرآنًا عربيًا " وكل ما جعله فقد خلقه كما قال تعالى: " وجعل الظلمات والنور " وقال تعالى: " كذلك نقدر عليك من أنباء ما قد سبق " فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها.
وقال عز وجل: " كتاب أحكمت آياته ثم فصلت ". والله تعالى محكم كتابه ثم مفضله فهو خالقه ومبتدعه.
وحدث أن قبض على المخالف لرأى المأمون وأما مصر فبينما كيدر في امتحان علمائها وفقهائها ورد عليه الخبر بموت المأمون في شهر رجب قبل أن يقبض على من طلبه المأمون وأن المعتصم محمدًا بويع بالخلافة من بعده.
ثم عقيب ذلك ورد على كيدر كتاب المعتصم ببيعته ويأمره بإسقاط من في الديوان من العرب وقطع العطاء عنهم ففعل كيدر ذلك فخرج يحيى بن الوزير الجروف في جمع من لخم وجذام عن الطاعة فتجهز كيدر لحربهم فأدركته المنية ومات في شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة ومائتين واستخلف ابنه المظفر بن كيدر بعده على مصر فأقره المعتصم على إمرة مصر فكانت ولايته على مصر سنتين وشهرين تنقص أيامًا.
السنة الأولى التي ولي فيها كيدر وهي سنة سبع عشرة ومائتين.
أمر النيل في هذه السنة: السنة الثانية من ولاية كيدر على مصر وهي سنة ثمان عشرة ومائتين.
وفيها كانت المحنة العظيمة المقدم ذكرها أعني القول بخلق القرآن وأجاب غالب علماء الدنيا بذلك ماخلا جماعة يسيرة وعظم البلاء بالعلماء وضربوا وأهينوا وردعوا بالسيف وغيره فلم يكن بعد ذلك إلا أيام يسيرة ومرض المأمون ببلاد الروم ولم يزل مرضه يزداد به إلى أن مات.
ذكر وفاته ونسبه هو الخليفة أمير المؤمنين أبو العباس عبد الله المأمون ابن الخليفة هارون الرشيد ابن الخليفة محمد المهدي ابن الخليفة أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي البغدادي ولد سنة سبعين ومائة قبل أخيه الأمين محمد بن زبيدة بشهر عندما استخلف أبوه الرشيد وأمه أم ولد تسمى مراجل ماتت أيام نفاسها به.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاثة أذرع واثنان وعشرون إصبعًا , مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعًا سواء
********************************
ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 62 من 167 ) : وولي كيدر وهو نصر بن عبد الله أبو مالك الصفدي فورد كتاب المأمون عليه بأخذ الناس بالمحنة في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة والقاضي بمصر يومئذ هارون بن عبد الله الزهري فأجاب وأجاب الشهود ومن وقف منهم سقطت شهادته وأخذ بها القضاة والمحدثون والمؤذنون فكانوا على ذلك من سنة ثمان عشرة إلى سنة اثنتين وثلاثين ومات المأمون في رجب سنة ثمان عشرة وبويع أبو إسحاق المعتصم فورد كتابه على كيدر ببيعته ويأمره بإسقاط من في الديوان من العرب وقطع العطاء عنهم ففعل ذلك فخرج يحيى بن الوزير الجروي في جمع فولى ابنه المظفر بن كيدر باستخلاف أبيه وخرج إلى يحيى بن وزير وقاتله وأسره في جمادى الآخرة ثم صرفت مصر إلى أبي جعفر أشناس فدعي له بها وصرف مظفر في شعبان.