****************************************************************************************
الجزء التالى من مرجع عن الولاة الذين حكموا مصر وهى تحت إستعمار الأسرة العباسية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة
****************************************************************************************
62 - ولاية مسلمة بن يحيى على مصر سنة 172
ولاية مسلمة بن يحيى على مصر هو مسلمة بن يحيى بن قرة بن عبيد الله بن عتبة البجلي الخراساني أمير مصر.
أصله من أهل خراسان وقيل من جرجان وخدم بني العباس وكان من أكابر القواد ولاه هارون الرشيد على إمرة مصر على الصلاة والخراج معًا بعد عزل موسى بن عيسى العباسي في سنة اثنتين وسبعين ومائة وقدم إلى مصر في شهر رمضان من السنة المذكورة في عشرة آلاف من الجند وسكن العسكر على عادة أمراء بني العباس وجعل على الشرطة ابنه عبد الرحمن فلم تطل مدته على مصر ووقع في ولايته على مصر أمور وفتن حتى عزله الخليفة هارون الرشيد في شعبان سنة ثلاث وسبعين ومائة بمحمد بن زهير الأزدي فكانت ولايته على إمرة مصر أحد عشر شهرًا وكانت أيامه مع قصرها كثيرة الفتن ووقع له أمور مع أهل الحوف ثم أخرج العساكر لحفظ البحيرة من الفتن التي كانت بالمغرب: منها خروج سعيد بن الحسين بن يحيى الأنصاري بالأندلس وتغلبه على أقاليم طرطوشة في شرق الأندلس وكان قد التجأ إليها حين قتل أبوه الحسين ودعا إلى اليمانية وتعصب لهم فاجتمع له خلق كثير وملك مدينة طرطوشة وأخرج عاملها يوسف القيسي فعارضه موسى بن فرتون وقام بدعوة هشام الأموي ووافقته جماعة وخرج أيضًا مطروح بن سليمان بن يقظان بمدينة برشلونة وخرج معه جمع كبير فملك مدينة سرقسطة ومدينة وشقة وتغلب على تلك الناحية وقوي أمره.
وكان هشام مشغولًا بمحاربة أخويه سليمان وعبد الله ولم تزل الحرب قائمة بالغرب وأمير مصر يتخوف من هجوم بعضهم إلى أن عزل مسلمة عن مصر. بن يحيى على مصر وهي سنة ثلاث وسبعين ومائة.
وفيها حج الرشيد بالناس ولما عاد أخذ معه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وحبسه إلى أن مات.
وفيها توفيت غادر جارية الهادي وكانت بارعة الجمال وكان الهادي مشغوفًا بحبها فبينما هي تغنيه يومًا فكر وتغير لونه فسأله من حضر من خواصه فقال: " وقع في نفسي أني أموت ويتزوجها أخي هارون من بعدي " فأحضر هارون واستحلفه بالأيمان المغلظة من الحج ماشيًا وغيره أنه لا يتزوجها ثم استحلفها أيضًا كذلك ومكث الهادي بعد ذلك أقل من شهر ومات وتخلف هارون الرشيد فأرسل هارون الرشيد خطبها فقالت له: وكيف يميني ويمينك فقال: أكفر عن الكل وأحج راجلًا فتزوجته فزاد حب الرشيد لها على حب الهادي أخيه حتى إنها كانت تنام فتضع رأسها على حجره فلا يتحرك حتى تنتبه فبينما هي ذات يوم نائمة " ورأسها " على ركبته انتبهت فزعة تبكي وقالت: رأيت الساعة أخاك الهادي وهو يقول وأنشدت أبياتًا منها: " مجزوء الكامل " ونكحت عامدة أخي صدق الذي سماك غادر فلم تزل تبكي وتضطرب حتى ماتت وتنغص عليه عيشه بموتها.
وقيل: إن الرشيد ما حج ماشيًا إلا بسبب اليمين التي كانت حلفه " إياها " أخوه الهادي بسببها.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربعة أذرع وستة أصابع , مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعًا وثلاثة أصابع.
*****************************
ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 62 من 167 ) : " ثم ولي: مسلمة بن يحيى بن قرة بن عبيد الله البجلي من أهل جرجان من قبل الرشيد على الصلاة ثم صرف في شعبان سنة ثلاث وسبعين فوليها أحد عشر شهرًا