****************************************************************************************
الجزء التالى من مرجع عن الولاة الذين حكموا مصر وهى تحت إستعمار الأسرة العباسية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة
****************************************************************************************
46 - ولاية حميد بن قحطبة سنة 143 - 144
. ولاية حميد بن قحطبة على مصر هو حميد بن قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان الطائي أمير مصر, وليها من قبل الخليفة أبي جعفر المنصور بعد عزل محمد بن الأشعث في أوائل سنة ثلاث وأربعين ومائة وكانت ولايته على مصر سنة واحدة وشهرين إلا أيامًا . .
جمع له أبو جعفر المنصور صلاة مصر وخراجها معًا فدخل إلى مصر في عشرين ألفًا من الجند يوم الجمعة لخمسٍ خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائة فجعل على الشرطة محمد بن معاوية بن بحير وقبل أن تطول مدته بمصر ورد عليه عسكر آخر من قبل الخليفة لغزو إفريقية وكان قدوم العسكر المذكور إلى مصر في شوال من السنة فجهز حميد العساكر وجعل عليهم أبا الأحوص العبدي وكان العسكر ستة آلاف فارس.
فتوجه أبو الأحوص بمن معه من العساكر حتى التقى مع أبي الخطاب الأنماطي ببرقة فتقاتلا فانهزم أبو الأحوص بمن معه إلى جهة الديار المصرية.
فخرج حميد بن قحطبة بنفسه حتى وصل إلى برقة والتقى مع أبي الخطاب المذكور فقاتله حتى هزمه وقتل أبا الخطاب المذكور وجماعة من أصحابه ثم عاد إلى مصر منصورًا فأقام بها إلى أن قدم إلى مصر علي بن محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن داعيةً لأبيه فدس إليه حميد هذا فتغيب فكتب ذلك لأبي جعفر المنصور فغضب وصرفه عن إمرة مصر في ذي القعدة بيزيد بن حاتم.
فخرج حميد بن قحطبة من مصر لثمان بقين من في القعدة سنة أربع وأربعين ومائة وكانت ولايته على مصر سنة واحدة وشهرين إلا أيامًا.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ذراعان وإصبع واحد , مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعًا وثلاثة عشر إصبعًا.
ولما خرج حميد بن قحطبة المذكور من مصر توجه إلى الخليفة أبي جعفر المنصور فأكرمه الخليفة وجعله من جملة أمرائه.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ذراعان وثلاثة أصابع , مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا السنة الثانية من ولاية حميد بن قحطبة على مصر وهي سنة أربع وأربعين ومائة.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ذراعان وأحد عشر إصبعًا , مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعًا واثنا عشر إصبعًا.
************************************
ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 61 من 167 ) : " وولي: حميد ين قحطبة بن شبيب بن خالد بن سعدان الطائي من قبل أبي جعفر على الصلاة والخراج فدخل في عشرين ألفًا من الجند لخمس خلون من رمضان سنة ثلاث واربعين ومائة ثم قدم عسكر آخر في شوال وقدم علي بن محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن داعية لأبيه وعمه فدس إليه حميد فتغيب فكتب بذلك إلى أبي جعفر فصرفه في ذي القعدة وخرج لثمان بقين من ذي القعدة سنة أربع وأربعين.
***************************************
إجبار الشيعة على الخروج من مصر
المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الرابع ( 841من 761 ) : " فلما كان في إمارة حميد بن قحطبة على مصر من قبل أبي جعفر المنصور قدم إلىمصر علي بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب داعية لأبيه وعمه فذكر ذلك لحميد فقال: هذا كذب ودّس إليه أن تغيب ثم بعث إليه من الغد فلم يجده فكتب بذلك إلى أبي جعفر المنصور فعزل حميدًا وسخط عليه في ذي القعدة سنة أربع وأربعين ومائة وولى يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة فظهرت دعوة بني حسن بن عليّ بمصر وتكلم الناس بها وبايع كثير منهم لعليّ بن محمدبن عبد الله وهو أوّل علويّ قدم مصر وقام بأمر دعوته خالد بن سعيد بن ربيعة بن حبيش الصدفيّ وكان جدّه ربيعة بن حبيش من خاصة عليّ بن أبي طالب وشيعته وحضر الدار في قتل عثمان رضي اللّه عنه فاستشار خالد أصحابه الذين بايعوا له فأشار عليهم بعضهم أن يبيت يزيد بن حاتم في العسكر وكان الأمراء قد صاروا منذ قدمت عساكر بني العباس ينزلون في العسكر الذي بُني خارج الفسطاط من شماليه كما ذكر في موضعه من هذا الكتاب وأشار عليه اّخرون أن يحوز بيت المال وأن يكون خروجهم في الجامع فكَرِهَ خالد أن يبيت يزيد بن حاتم وخشي على اليمانية وخرج منهم رجل قد شهد أمرهم حتى أتى إلى عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج وهو يومئذ على الفسطاط فخبُّره أنهم الليلة يخرجون فمضى عبد الله إلى يزيد بن حاتم وهو بالعسكر فكان من أمرهم ما كان لعشر من شوّال سنة خمس وأربعين ومائة فانهزموا.
ثم قدمت الخطباء برأس إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسين في ذي الحجة من السنة المذكورة إلى مصر ونصبوه في المسجد الجامع وقامت الخطباء فذكروا أمره وحمل عليّ بن محمد إلى أبي جعفر المنصور وقيل إنه اختفى عند أسامة بن عمرو بقرية طره فمرض بها ومات فقبر هناك وحمل أسامة إلى العراق فحبس إلى أن ردّه المهديّ محمد بن أبي جعفر إلى مصر وما زالت شيعة عليّ بمصر إلى أن ورد كتاب المتوكل على الله إلى مصر يأمر فيه بإخراج آل أبي طالب من مصر إلى العراق فأخرجهم إسحاق بن يحيى الختليّ أمير مصر وفرّق فيهم الأموال ليتجملوا بها وأعطى كل رجل ثلاثين دينارًا والمرأة خمسة عشر دينارًا فخرجوا لعشر خلون من رجب سنة ست وثلاثين ومائتين وقدموا العراق فأخرجوا إلى المدينة في شوّال منها واستتر من كان بمصر على رأي العلوية حتى أن يزيد بن عبد الله أمير مصر ضرب رجلًا من الجند في شيء وجب عليه فأقسم عليه بحق الحسن والحسين إلا عفا عنه فزاده ثلاثين درة ورفع ذلك صاحب البريد إلى المتوكل فورد الكتاب على يزيد بضرب ذاك الجنديّ مائة سوط فضُر بها وحُمل بعد ذلك إلى العراق في شوّال سنة ثلاث وأربعين ومائتين وتتبع يزيد الروافض فحملهم إلى العراق ودل في شعبان على رجل يقال له محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أنه بويع له فأحرق الموضع الذي كان به وأخذه فأقرّ على جمع من الناس بايعوه فضُرب بعضهم بالسياط وأخرج العلوي هو وجمع من آل أبي طالب إلى العراق في شهر رمضان.
ومات المتوكل في شوّال فقام من بعده ابنه محمد المستنصر فورد كتابه إلى مصربأن لا يقبل علويّ ضيعة ولا يركب فرسًا ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا العبد الواحد ومن كان بينه وبين أحد من الطالبيين خصومة من سائر الناس قبل قول خصمه فيه ولم يطالب ببينة وكتب إلى العمال بذلك ومات المستنصر في ربيع الآخر وقام المستعين فأخرج يزيد ستة رجال من الطالبيين إلى العراق في رمضان سنة خمسين ومائتين ثم أخرج ثمانية منهم في رجب سنة إحدى وخمسين وخرج جابر بن الوليد المدلجيّ بأرض الإسكندرية في ربيع الاَخر سنة اثنتين وخمسين واجتمع إليه كثير من بني مدلج فبعث إليه محمد بن عبيد اللّه بن يزيد بجيش من الإسكندرية فهزمهم وظفر بما معهم وقوي أمره وأتاه الناس من كلّ ناحية وضوى إليه كل من يومي إليه بشدة ونجدة فكان ممن أتاه عبد الله المريسيّ وكان لصًاخبيثًا ولحق به جريج النصرانيّ وكان من شرار النصارى.
وأولي بأسهم ولحق به أبو حرملة فرج النوبيّ وكان فاتكًا فعقد له جابر على سنهور وسخا وشرقيون وبنا فمضى أبو حرملة في جيش عظيم فأخرج العمال وجبى الخراج ولحق به عبداللّه بن أحمدبن محمدبن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي يقال له ابن الأرقط فقوده أبو حرملة وضم إليه الأعراب وولاه بنا وبوصير وسمنود فبعث يزيد أمير مصر بجمع من الأتراك في جمادى الآخرة فقاتلهم ابن الأرقط وقتل منهم ثم ثبتوا له فانهزم وقُتل من أصحابه كثير وأسر منهم كثير ولحق ابن الأرقط بأبي حرملة في شرقيون فصار إلى عسكر يزيد فانهزم أبو حرملة.
وقدم مزاحم بن خاقان من العراق في جيش فَحَارَبَ أبا حرملة حتى أسر في رمضان واستأمن ابن الأرقط فأخذ وأخرج إلى العراق في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائتين ففرّ منهم ثم ظُفر به وحُبس ثم حُمل إلى العراق في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين بكتاب ورد على أحمد بن طولون ومات أبو حرملة في السجن لأربع بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وأخذ جابر بعد حروب وحُمل إلى العراق في رجب سنة أربع وخمسين وخرج في إمرة أرجون التركيّ رجل من العلويين يقال له بغاالأكبر وهو أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن حسين بن عليّ بالصعيد فحاربه أصحاب أرجون وفرّ منهم فمات ثم خرج بغا الأصغر وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن طباطبا فيما بين الإسكندرية وبرقة في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين ومائتين والأمير يومئذ أحمد بن طولون وسار في جمع إلى الصعيد فقتل في الحرب وأتي برأسه إلى الفسطاط في شعبان وخرج ابن الصوفيّ العلويّ بالصعيد وهو إبراهيم بن محمدبن يحيى بن عبد الله بن محمدبن عمربن عليّ بن أبي طالب ودخل اسنا في ذي القعدة سنة خمس وخمسين ونهبها وقتل أهلها فبعث إليه ابن طولون بجيش فحاربوه فهزمهم في ربيع الأول سنة ست وخمسين بهو فبعث ابن طولون إليه بجيش آخر فالتقيا بأخميم في ربيع الآخر فانهزم ابن الصوفيّ وترك جميع ما معه وقتلت رجالته فأقام ابن الصوفيّ بألواح سنتين ثم خرج إلى الأشمونين في المحرّم سنة تسع وخمسين وسار إلى أسوان لمحاربة أبي عبد الرحمن العمريّ فظفر به العمريّ وبجميع جيشه وقتل منهم مقتلة عظيمة ولحق ابن الصوفيّ بأسوان فقطع لأهلها ثلاثمائة ألف نخلة فبعث إليه ابن طولون بعثًا فاضطرب أمره مع أصحابه فتركهم ومضى إلى عيذاب فركب البحر إلى مكة فقبض عليه بها وحمل إلى ابن طولون فسجنه ثم أطلقه فصار إلى المدينة ومات بها.