****************************************************************************************
الجزء التالى من مرجع عن الولاة الذين حكموا مصر وهى تحت إستعمار الأسرة السنية العباسية الإسلامية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة
****************************************************************************************
77 - ولاية الليث بن الفضل على مصر سنة 183
ولاية الليث بن الفضل على مصر هو الليث بن الفضل الأبيوردي أمير مصر أصله من أبيورد ولاه الرشيد على إمرة مصر على الصلاة والخراج معًا في شهر رمضان في سنة ثلاث وثمانين ومائة بعد عزل إسماعيل بن عيسى وقدم إلى مصر لخمس خلون من شوال من السنة المذكورة وسكن العسكر وجعل أخاه علي بن الفضل على الشرطة ومهد أمور مصر واستوفى الخراج ودام على ذلك إلى أن خرج من مصر وتوجه إلى الخليفة هارون الرشيد في سابع شهر رمضان سنة أربع وثمانين ومائة بالهدايا والتحف واستخلف أخاه علي بن الفضل على صلاة مصر فوفد على الرشيد وأقام عنده مدة ثم عاد إلى مصر على عمله في آخر السنة واستمر على إمرة مصر إلى أن خرج منها ثانيًا إلى الرشيد في اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة خمس وثمانين ومائة.
واستخلف على صلاة مصر هشام بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج فتوجه إلى الرشيد لأمر اقتضى ذلك ثم عاد إلى مصر في رابع عشر المحرم سنة ست وثمانين ومائة وكان هذا دأبه كلما غلق خراج سنة ونجز حسابها وفرق أرزاق الجند أخذ ما بقي وتوجه به إلى الرشيد ومعه حساب السنة.
ودام على ذلك إلى أن خرج عليه أهل الحوف بشرقي مصر وساروا إلى الفسطاط فخرج إليهم الليث هذا في أربعة آلاف من جند مصر وكان ذلك في الثامن والعشرين من شعبان من سنة ست وثمانين ومائة المذكورة واستخلف على مصر عبد الرحمن بن موسى بن علي بن رباح على الصلاة والخراج فواقع أهل الحوف فانهزم - عنه الجند وبقي هو في نحو المائتين من أصحابه فحمل بهم على أهل الحوف حملة هزمهم فيها فتولوا وتبع أقفيتهم فقتل منهم خلقًا كثيرًا وبعث إلى مصر بثمانين رأسًا.
ثم قدم إلى مصر فلم ينتج أمره بعد ذلك من خوف أهل الحوف منه فخافوه ومنعوا الخراج فلم يجد الليث بدًا من خروجه إلى الرشيد فتوجه إليه وعرفه الحال وشكا له من منع الخراج وسأله أن يبعث معه جيشًا إلى مصر فإنه لا يقدر على استخراج الخراج من أهل الحوف إلا بجيش فلم يسمح له الرشيد بذلك وأرسل محفوظًا إلى مصر فقدم إليها محفوظ المذكور وضم خراجها من غير سوط ولا عصا فولاه الرشيد عوضه على خراج مصر ثم عزل الليث عن إمرة مصر بأحمد بن إسماعيل في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين ومائة فكانت ولاية الليث على مصر أربع سنين وسبعة أشهر
السنة الأولى من ولاية الليث وهي سنة أربع وثمانين ومائة.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ذراعان وعشرون إصبعًا , مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وأربعة أصابع.
السنة الثانية من ولاية الليث بن الفضل على مصر وهي سنة خمس وثمانين ومائة.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاثة أذرع وعشرة أصابع , مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وسبعة أصابع.
السنة الثالثة من ولاية الليث بن الفضل على مصر وهي سنة ست وثمانين ومائة.
أمر النيل في هذه السنة:
السنة الرابعة من ولاية الليث بن الفضل على مصر وهي سنة سبع وثمانين ومائة.
أمر النيل في هذه السنة : الماء القديم ذراعان وعشرون إصبعًا , مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعًا واصبعان.
********************************
ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 62 من 167 ) : " فولي: الليث بن الفضل البيوردي من أهل بيورد على الصلاة والخراج وقدم لخمس خلون من شوال ثم خرج إلى الرشيد لسبع بقين من رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائة بالمال والهدايا واستخلف أخاه الفضل بن علي ثم عاد في آخر السنة وخرج ثانيًا بالمال لتسع بقين من رمضان سنة خمس وثمانين واستخلف هاشم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج وقدم لأربع عشرة خلت من المحرم سنة ست وثمانين فكان كلما غلق خراج سنة وفرغ من حسابها خرج بالمال إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد ومعه الحساب ثم خرج عليه أهل الحوف وساروا إلى الفسطاط فخرج إليهم في أربعة آلاف ليومين بقيا من شعبان سنة ست وثمانين ومائة واستخلف عبد الرحمن بن موسى بن علي بن رباح على الجند والخراج فواقع أهل الحوف وانهزم عنه الجند فبقي في نحو المائتين فحمل بهم وهزم القوم من أرض الجب إلى غيفة وبعث إلى الفسطاط بثمانين رأسًا وقدم فرجع أهل الحوف ومنعوا الخراج فخرج ليث إلى الرشيد وسأله أن يبعث معه بالجيوش فإنه لا يقدر على استخراج الخراج من أهل الأحواف إلا بجيش فرفع محفوظ بن سليمان أنه يضمن خراج مصر عن آخره بغير سوط ولا عصا فولاه الرشيد الخراج وصرف ليثًا عن الصلاة والخراج وبعث أحمد بن إسحاق على الصلاة مع محفوظ وكانت ولاية ليث أربع سنين وسبعة أشهر.