****************************************************************************************
الجزء التالى من مرجع عن الولاة الذين حكموا مصر وهى تحت إستعمار الأسرة العباسية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة
****************************************************************************************
99- ولاية موسى بن أبي العباس سنة 219- 224 هـ وكان نائباً للوالى الأصلى أشناس قائدأ لجيش الخليفة المعتصم
ولاية موسى بن أبي العباس هو موسى بن أبي العباس ثابت ولي إمرة مصر نيابة عن أشناس بعد عزل المظفر بن كيدر عنها في مستهل شهر رمضان سنة تسع عشرة ومائتين ولي على الصلاة وجمع له الخراج في بعض الأحيان.
ولما ولي مصر سكن بالعسكر على عادة الأمراء واستعمل على الشرطة بعض حواشيه وحسنت أيامه وطالت وسكنت الشرور والفتن بآخر أيامه فإنه في أول الأمر خالفه بعض أهل الحوف ووقع له معهم أمور حتى سكن الأمر وصلح على أنه كان في أيام المحنة بخلق القرآن وأباد فقهاء مصر وعلماءها إلى أن أجاب غالبهم بالقول بخلق القرآن.
ودام على إمرة مصر نائبًا لأبي جعفر أشناس إلى أن صرف عنها في شهر ربيع الأخر سنة أربع وعشرين ومائتين.
وكانت ولايته على إمرة مصر أربع سنين وسبعة أشهر وولى أشناس على إمرة مصر بعده مالك بن كيدر الصغدي.
وأما التعريف بأشناس فإنه كان من كبار القواد بحيث إن المعتصم جعله في فتح عمورية من بلاد الروم على مقدمته ويتلوه محمد بن إبراهيم بن مصعب وعلى ميمنته إيتاخ القائد وعلى ميسرته جعفر بن دينار بن عبد الله الخياط وعلى القلب عجيف بن عنبسة.
بن أبي العباس على مصر وهي سنة عشرين ومائتين.
وفيها بنى المعتصم مدينة سر من رأى وسكنها وهي التي تسمى أيضًا سامرا.
وسبب بنائه لهذه المدينة كثرة مماليكه الأتراك لأنهم كثروا وتولعوا بحرم الناس فشكا أهل بغداد ذلك للمعتصم وقالوا له: تحول عنا وإلا قاتلناك قال: وكيف تقاتلوني وفي عسكري ثمانون ألف دارع ! قالوا: نقاتلك بسهام الليل - يعنون الدعاء - فقال المعتصم: والله ما لي بها طاقة فبنى لذلك سر من رأى وسكنها.
وفيها اعتنى المعتصم باقتناء الترك فبعث إلى سمرقند وفرغانة والنواحي لشرائهم وبذل فيهم الأموال وألبسهم أنواع الديباج ومناطق الذهب وأمعن في شرائهم حتى بلغت عدتهم ثمانية آلاف مملوك وقيل: ثمانية عشر ألفًا وهو الأشهر ولأجلهم بنى مدينة سامرا كما تقدم ذكره.
بناء مدينة سامرا على سبيل الاختصار ولما ولي المعتصم وكثرت مماليكه صاروا يؤذون الناس فكانوا يطردون خيلهم إلى بغداد فيصدم أحدهم المرأة والشيخ الكبير والصغير فعظم ذلك على أهل بغداد فكلموا المعتصم كما تقدم ذكره فعزم على التحول من بغداد فخرج من بغداد وتنقل على دجلة والقاطول وهو نهر منها فانتهى إلى موضع فيه دير لرهبان فرأى فضاء واسعًا جدًا والهواء طيبًا فاستمرأه وتصيد به ثلاثًا فوجد نفسه يطلب أكثر من أكله فعلم أن ذلك لتأثير الهواء والتربة والماء فاشترى من أهل الدير أرضهم بأربعة آلاف دينار وأسس قصره بالوزيرية التي ينسب إليها التين الوزيري وجمع الفعلة والصناع من الممالك ونقل إليها أنواع الأشجار والغروس واختطت الخطط والدروب وجدوا في بنائها وشيدت القصور واستنبطت إليها المياه من دجلة وغيرها وتجامع الناس بها فقصدوها وسكنوها فكثرت بها المعايش إلى أن صارت من أعظم البلدان.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاثة أذرع وإصبعان , مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وسبعة عشر إصبعًا ونصف.
السنة الثانية من ولاية موسى بن أبي العباس على مصر وهي سنة إحدى وعشرين ومائتين.
فيها تكامل بناء مدينة سر من رأى.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاثة أذرع وخمسة عشر , مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وأحد وعشرون إصبعًا ونصف إصبع.
السنة الثالثة من ولاية موسى بن أبي العباس على مصر وهي سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربعة أذرع وتسعة أصابع , مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعًا واثنان وعشرون إصبعًا.
السنة الرابعة من ولاية موسى بن أبي العباس على مصر وهي سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وفيها دفع المعتصم خاتمه إلى ابنه هارون الواثق وأقامه مقام نفسه وأستكتب له سليمان بن محمد بن عبد الملك بن الزيات.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ذراعان واثنان وعشرون إصبعًا , مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وثلاثة وعشرون إصبعًا ونصف إصبع.