****************************************************************************************
الجزء التالى من مرجع عن الولاة الذين حكموا مصر وهى تحت إستعمار الأسرة العباسية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة
****************************************************************************************
81 - ولاية مالك بن دلهم على مصر سنة 192
ولاية مالك بن دلهم على مصر هو مالك بن دلهم بن عيسى بن مالك الكلبي أمير مصر ولاه الرشيد إمرة مصر بعد عزل الحسين بن جميل عنها ولاه على الصلاة والخراج فقدم مصر يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائة.
ولما دخل مالك هذا إلى مصر وافى خروج يحيى بن معاذ أمير جيش الرشيد الذي كان أرسله نجدة للحسين بن جميل على قتال أبي النداء الخارجي.
وكان يحيى بن معاذ خرج من مصر ثم عاد إليها بعد عزل الحسين بن جميل.
ولما دخل يحيى المذكور الفسطاط كتب إلى أهل الأحواف أن اقدموا علي حتى أوصي بكم مالك بن دلهم أمير مصر " وأدخل فيما بينكم وبينه في أمر خراجكم " وكان مالك المذكور قد نزل بالعسكر وسكنه على عادة أمراء مصر فدخل رؤساء اليمانية والقيسية من الحوف فأغلق عليهم يحيى الأبواب وقبض عليهم وقيدهم وسار بهم وذلك في نصف شهر رجب من السنة.
واستمر مالك بن دلهم على إمرة مصر بعد ذلك مدة وجعل على شرطته محمد بن توبة بن آدم الأودي من أهل حمص فاستمر على ذلك إلى أن صرفه الخليفة بالحسن بن البحباح في يوم الأحد لأربع خلون من صفر سنة ثلاث وتسعين ومائة.
فكانت ولايته على مصر سنة واحدة وخمسة أشهر تنقص أيامًا لدخوله مصر وتزيد أيامًا لولايته ببغداد من الرشيد.
وكان سبب عزله أن الأمين أرسل إليه في أول خلافته بالدعاء على منابر مصر لابنه موسى واستشاره في خلع أخيه المأمون من ولاية العهد فلم يشر عليه.
وكان الذي أشار على الأمين بخلع أخيه المأمون الفضل بن الربيع الحاجب وكان المأمون يغض من الفضل فعلم الفضل إن أفضت الخلافة للمأمون وهو حي لم يبق عليه فأخذ في إغراء الأمين بخلع أخيه المأمون والبيعة لابنه موسى بولاية العهد ولم يكن ذلك في عزم الأمين ووافقه على هذا علي بن عيسى بن ماهان والسندي وغيرهما فرجع الأمين إلى قولهم وأحضر عبد الله بن خازم فلم يزل في مناظرته إلى الليل فكان مما قال عبد الله بن خازم: أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تكون أول الخلفاء نكث عهد أبيه ونقض ميثاقه! ثم جمع الأمين القواد وعرض عليهم خلع المأمون فأبوا ذلك وساعده قوم منهم حتى بلغ إلى خزيمة بن خازم فقال: يا أمير المؤمنين لم ينصحك من كذبك ولم يغشك من صدقك لا تجرىء القواد على الخلع فيخلعوك ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا عهدك وبيعتك فإن الغادر مخذول والناكث مغلول.
فأقبل الأمين على علي بن عيسى بن ماهان وتبسم وقال: لكن شيخ هذه الدعوة وناب هذه الدولة لا يخالف على إمامه ولا يوهن طاعته لأنه هو والفضل ابن الربيع حملاه على خلع المأمون.
ثم انبرم الأمر على أن يكتب للعمال بالدعاء لابنه موسى ثم بعد ذلك بخلع المأمون فكتب بذلك لجميع العمال.
فلما بلغ ذلك المأمون أسقط اسم الأمين من الطرز وبدت الوحشة بين الأخوين الخليفة الأمين ثم المأمون وانقطعت البرد من بينهما فأخذ الأمين يولي الأمصار من يثق به فعزل مالكًا هذا عن مصر وولى عليها الحسن كما سيأتي ذكره.
السنة التي حكم فيها مالك وهي سنة اثنتين وتسعين ومائة.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربعة أذرع وعشرون إصبعًا , مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وستة عشر إصبعًا.
******************************
ذكر المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 62 من 167 ) : " فولي: مالك بن دلهم بن عمير الكلبي على الصلاة والخراج وقدم لسبع بقين من ربيع الآخر وفرغ يحيى بن معاذ أمير جيش الرشيد من أمر الحوف وقدم الفسطاط لعشر بقين من جمادى الآخرة فكتب إلى أهل الأحواف أن اقدموا حتى أوصي بك مالك بن دلهم فدخل الرؤساء من اليمانية والقيسية فأخذت عليهم الأبواب وقيدوا وسار بهم للنصف من رجب وصرف مالك لأربع خلت من صفر سنة ثلاث وتسعين ومائة.