جارى العمل فى هذه الصفحة
العدد /غزوة = غ أو سرية = س ثم أسم الغزوة أو السرية
3 / س 2 سرية حمزة إلى سيف البحر
سرية حمزة إلى سيف البحر ، في رمضان سنة 1 هـ الموافق مارس سنة 623م. أمر محمد صلم على هذه السرية حمزة بن عبد المطلب وبعثه في ثلاثين رجلا من المهاجرين يعترض عيرا لقريش جاءت من الشام، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل ، فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص. فالتقوا واصطفوا للقتال ، ولكن كان مجدي بن عمرو الجهني متعاطفاً مع المسلمين حيث أنه كان عددهم 30 رجلا فقط بالمقارنة بـ 300 رجل يحرسون القافلة , ولم يكن للرجال الذين يرافقون القافلة رغبة فى القتال فإستطاع مجدي بن عمرو الجهني أن يقنع الطرفين فبالنسبة للمسلمين كانت ستكون هزيمة محققة وبالنسبة لرجال القبيله ليست الحرب ذى فائدة فإنهم قد خرجوا للتجارة , فلم يقتتلوا.
العلم : وكان لواء حمزة أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبيض، وكان حامله أبا مرثد كناز بن حصين .
*******************************************************
لجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م ستة مجلدات - الجزء الثانى - 44/116
************************************************
سرية حمزة إلى سيف البحر
ما فعلته هذه السرية
وبعث في مقامه ذلك ، حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم ، إلى سيف البحر ، من ناحية العيص ، في ثلاثين راكبا من المهاجرين ، وليس فيهم من الأنصار أحد . فلقي أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلاث مئة راكب من أهل مكة . فحجز بينهم مجديُّ بن عمرو الجهني . وكان موادعا للفريقين جميعا ، فانصرف بعض القوم عن بعض ، ولم يكن بينهم قتال .
من قال أن أول راية في الإسلام كانت لحمزة رضي الله عنه ، و شعر حمزة في ذلك
وبعض الناس يقول : كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين . وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معا ، فشُبِّه ذلك على الناس . وقد زعموا أن حمزة قد قال في ذلك شعرا يذكر فيه أن رايته أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان حمزة قد قال ذلك ، فقد صدق إن شاء الله ، لم يكن يقول إلا حقا ، فالله أعلم أي ذلك كان .
فأما ما سمعنا من أهل العلم عندنا ، فعبيدة بن الحارث أول من عقد له . فقال حمزة في ذلك ، فيما يزعمون :
قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذا الشعر لحمزة رضي الله عنه :
ألا يا لقومي للتحلم والجهل * وللنقص من رأي الرجال وللعقل
وللراكبينا بالمظالم لم نطأ * لهم حرمات من سوام ولا أهل
كأنا تَبلْناهم ولا تبل عندنا * لهم غير أمر بالعفاف وبالعدل
وأمر بإسلام فلا يقبلونه * وينزل منهم مثل منزلة الهزل
فما برحوا حتى انتدبت لغارة * لهم حيث حلوا أبتغي راحة الفضل
بأمر رسول الله ، أول خافق * عليه لواء لم يكن لاح من قبلي
لواء لديه النصر من ذي كرامة * إله عزيز فعله أفضل الفعل
عشية ساروا حاشدين وكلنا * مراجله من غيظ أصحابه تغلي
فلما تراءينا أناخوا فعقَّلوا مطايا * وعقَّلنا مدى غرض النبل
فقلنا لهم : حبل الإله نصيرنا * وما لكم إلا الضلالة من حبل
فثار أبو جهل هنالك باغيا * فخاب وردَّ الله كيد أبي جهل
وما نحن إلا في ثلاثين راكبا * وهم مئتان بعد واحدة فضل
فيا للؤي لا تطيعوا غواتكم * وفيئوا إلى الإسلام والمنهج السهل
فإني أخاف أن يُصبَّ عليكم * عذاب فتدعوا بالندامة والثكل
شعر أبو جهل يرد على حمزة
فأجابه أبو جهل بن هشام ، فقال :
عجبت لأسباب الحفيظة والجهل * وللشاغبين بالخلاف وبالبطل
وللتاركين ما وجدنا جدودنا * عليه ذوي الأحساب والسؤدد الجزل
أتونا بإفك كي يضلوا عقولنا * وليس مضلا إفكهم عقل ذي عقل
فقلنا لهم : يا قومنا لا تخالفوا * على قومكم إن الخلاف مدى الجهل
فإنكم إن تفعلوا تدع نسوة * لهن بواك بالرزية والثكل
وإن ترجعوا عما فعلتم فإننا * بنو عمكم أهل الحفائظ والفضل
فقالوا لنا : إنا وجدنا محمدا * رضا لذوي الأحلام منا وذي العقل
فلما أبوا إلا الخلاف وزينوا * جماع الأمور بالقبيح من الفعل
تيممتهم بالساحلين بغارة * لأتركهم كالعصف ليس بذي أصل
فورَّعني مجديّ عنهم وصحبتي * وقد وازروني بالسيوف وبالنبل
لإلٍّ علينا واجب لا نضيعه * أمين قواه غير منتكث الحبل
فلولا ابن عمرو كنت غادرت منهم * ملاحم للطير العكوف بلا تبل
ولكنه آلى بإلٍّ فقلَّصت * بأيماننا حد السيوف عن القتل
فإن تُبقني الأيام أرجعْ عليهم * ببيض رقاق الحد محدثة الصقل
بأيدي حماة من لؤي بن غالب * كرام المساعي في الجدوبة والمحل
قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذا الشعر لأبي جهل .