جارى العمل فى هذه الصفحة
العدد /غزوة = غ أو سرية = س ثم أسم الغزوة أو السرية
2/ س1 سرية عبيدة بن الحارث
سرية عبيدة بن الحارث ويطلق على هذه السرية اسم " سرية رابغ " في شوال سنة 1 من الهجرة ـ إبريل سنة 623م ـ بعث محمد صلم عليه وسلم عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين راكبا من المهاجرين، فلقي أبا سفيان ـ وهو في مائتين ـ على بطن رابغ، وقد ترامى الفريقان بالنبل أول سهم رمي به في الإسلام ، ولم يقع قتال.
وفي هذه السرية انضم رجلان من جيش مكة إلى المسلمين ، وهما المقداد بن عمرو البهراني ، وعتبة بن غزوان المازني، وكانا مسلمين، خرجا مع قريش ، ليكون ذلك وسيلة للوصول إلى المسلمين
العلم : وكان لواء عبيدة أبيض، وحامله مسطح بن أثاثة بن المطلب بن عبد مناف.
عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب: كان أحد السابقي الأولين. وهو أسن من محمد صلم بعشر سنين، هاجر مع محمد صلم - هو وأخواه الطفيل وحصين، وكان كبير المنزلة عند محمد صلم ، وهو الذي بارز رأس المشركين يوم بدر مختلفاً ضربتين فأثبت كل منهما الآخر وشد علي وحمزة على عتبة، فقتلاه واحتملا عبيدة وبه رمق ثم توفي بالصفراء – هي فوق ينبع مما يلي المدينة - في العشر الأخير من رمضان سنة 2هـ . [ راجع السير للذهبي (1/256)، أسد الغابة (3/449-450)، الإصابة (3/368)]
*******************************************************
لجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م ستة مجلدات - الجزء الثانى - 44/116
************************************************
سرية عبيدة بن الحارث ، وهي أول راية عقدها عليه الصلاة والسلام
أول سهم رمي به في الإسلام
قال ابن إسحاق : وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في مُقامه ذاك بالمدينة عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ، ليس فيهم من الأنصار أحد ، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز ، بأسفل ثنيِّة المرة ، فلقي بها جمعا عظيما من قريش ، فلم يكن بينهم قتال ، إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمي يومئذ بسهم ، فكان أول سهم رمي به في الإسلام .
من فر من المشركين إلى المسلمين في هذه السرية
ثم انصرف القوم عن القوم ، وللمسلمين حامية . وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني ، حليف بني زهرة ، وعتبة بن غزوان بن جابر المازني ، حليف بني نوفل بن عبد مناف ، وكانا مسلمين ، ولكنهما خرجا ليتوصَّلا بالكفار . وكان على القوم عكرمة ابن أبي جهل .
قال ابن هشام : حدثني ابن أبي عمرو بن العلاء ، عن أبي عمرو المدني : أنه كان عليهم مِكْرز بن حفص بن الأخيف ، أحد بني معيص بن عامر ابن لؤي بن غالب بن فهر .
شعر أبي بكر في هذه السرية
قال ابن إسحاق : فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، في غزوة عبيدة بن الحارث - قال ابن هشام : وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذه القصيدة لأبي بكر رضي الله عنه - :
أمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث * أرقت وأمر في العشيرة حادث
ترى من لؤي فرقة لا يصدها * عن الكفر تذكير ولا بعث باعث
رسول أتاهم صادق فتكذبوا * عليه وقالوا : لست فينا بماكث
إذا ما دعوناهم إلى الحق أدبروا * وهروا هرير المجحرات اللواهث
فكم قد متتنا فيهم بقرابة * وترك التُّقى شيء لهم غيرُ كارث
فإن يرجعوا عن كفرهم وعقوقهم * فما طيبات الحل مثل الخبائث
وإن يركبوا طغيانهم وضلالهم * فليس عذاب الله عنهم بلابث
ونحن أناس من ذؤابة غالب * لنا العز منها في الفروع الأثائث
فأولي برب الراقصات عشية * حراجيج تحدى في السريح الرثائث
كأدم ظباء حول مكة عكف * يردن حياض البئر ذات النبائث
لئن لم يفيقوا عاجلا من ضلالهم * ولست إذا آليت قولا بحانث
لتبتدرنهَّم غارة ذات مصدق * تحرم أطهار النساء الطوامث
تغادر قتلى تعصب الطير حولهم * ولا ترأف الكفار رأف ابن حارث
فأبلغ بني سهم لديك رسالة * وكل كفور يبتغي الشر باحث
فإن تشعثوا عرضي على سوء رأيكم * فإني من أعراضكم غير شاعث
شعر ابن الزبعرى يرد على أبي بكر
فأجابه عبدالله بن الزبعرى السهمي ، فقال :
أمن رسم دار أقفرت بالعثاعث * بكيت بعين دمعها غير لابث
ومن عجب الأيام والدهر كله * له عجب من سابقات وحادث
لجيش أتانا ذي عرام يقوده * عبيدة يُدعى في الهياج ابن حارث
لنترك أصناما بمكة عكفا * مواريث موروث كريم لوراث
فلما لقيناهم بسمر ردينة * وجرد عتاق في العجاج لواهث
وبيض كأن الملح فوق متونها * بأيدي كماة كالليوث العوائث
نقيم بها إصعار من كان مائلا * ونشقي الذحول عاجلا غير لابث
فكفوا على خوف شديد وهيبة * وأعجبهم أمر لهم أمر رائث
ولو أنهم لم يفعلوا ناح نسوة * أيامى لهم ، من بين نسء وطامث
وقد غودرت قتلى يخبر عنهمُ * حفي بهم أو غافل غير باحث
فأبلغ أبا بكر لديك رسالة * فما أنت عن أعراض فهر بماكث
ولما تجب مني يمين غليظة * تجدد حربا حلفة غير حانث
قال ابن هشام : تركنا منها بيتا واحدا ، وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذه القصيدة لابن الزبعرى .
شعر سعد بن أبي وقاص يذكر رميته في هذه السرية
قال ابن إسحاق : وقال سعد بن أبي وقاص في رميته تلك فيما يذكرون :
ألا هل أتى رسول الله أني * حميت صحابتي بصدور نبلي
أذود بها أوائلهم ذيادا * بكل حُزُونة وبكل سَهْلِ
فما يعتدُّ رام في عدو * بسهم يا رسول الله قبلي
وذلك أن دينك دين صدق * وذو حق أتيت به وعدل
ينجَّى المؤمنون به ، ويجُزى * به الكفار عند مقام مَهْل
فمهلا قد غويت فلا تَعِبْني * غويَّ الحي ويحك يا ابن جهل
قال ابن هشام : وأكثر أهل العم بالشعر ينكرها لسعد .
أول راية في الإسلام كانت لعبيدة
قال ابن إسحاق : فكانت راية عبيدة بن الحارث - فيما بلغني - أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام ، لأحد من المسلمين . وبعض العلماء يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء ، قبل أن يصل إلى المدينة .