Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

غزوة بنى النضير

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
غزوة الأبواء 1/1غ
سرية عبيدة بن الحارث 2/ 1س
سرية حمزة 3/ 2س
سرية سعد بن أبى وقاص4/ 3س
غزوة بواط 5/ 2غ
غزوة ذى العشيرة 6/ 3غ
غزوة سفوان 7/ 4غ
سرية عبدالله بن جحش8/ 4س
غزوة بدر الكبرى
غزوة بني سليم بالكدر
غزوة السويق
من هو أبو لهب؟
سرية زيد بن حارثة للقردة
غزوة بني قينقاع
غزوة ذي أمر
غزوة الفرع
إغتيال كعب بن الأشرف اليهودى
غزوة أحد
غزوة حمراء الأسد
القرآن والترغيب الجهاد والشهادة
سرية الرجيع
بئر المعونة
بنى النضير
غزوة ذات الرقاع
غزوة بدر الآخرة
غزوة الخندق
غزوة بنى قريظة
قتل المحرضين ضد محمد
غزوتا ذى لحيان وذى قرد
غزوة بني المصطلق
امر الحديبية وعمرة محمد
خيبـــر
رجوع المهاجرين من الحبشة
عمرة القصاص
غزوة مؤتة
القتال بين بكر وخزاعة
الإستعداد لغزو مكة
خالد وبنى جزيمة
غزوة حنين أو غزوة أوطاس
غزوة الطائف
عمرة الرسول من الجعرانة
غزوة تبوك
القرآن والأحداث
نقض العهود
سنة الوفود - بنى تميم
كيف أسلم اهل نجران
حجة الوداع
غزوات أخرى
سرايا أخرى
غزوة على وبعث أسامة
نهاية محمد

Hit Counter

  جارى العمل فى هذه الصفحة

مكان غزوة بنى النضير هو يثرب / المدينة المنورة , ومنازل بنو النضير جنوب المدينة فى أواخر منطقة قربان حاليا وتبعد عن المسجد النبوى مسافة 4 كيلوميتر تقريباً .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

******************************************************

لجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م  ستة مجلدات - الجزء الثانى -  44/116

************************************************

 

أمر إجلاء بني النضير في سنة أربع
محاولتهم الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير ، يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامر ، اللذين قتل عمرو بن أمية الضمري ، للجوار الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لهما ، كما حدثني يزيد بن رومان ، وكان بين بني النضير وبين بني عامر عقد وحلف ‏‏.‏‏ فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم في دية ذينك القتيلين ، قالوا ‏‏:‏‏ نعم ، يا أبا القاسم ، نعينك على ما أحببت ، مما استعنت بنا عليه ‏‏.‏‏ ثم خلا بعضهم ببعض ، فقالوا ‏‏:‏‏ إنكم ‏لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه - ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد - فمن رجل يعلو على هذا البيت ، فيلقي عليه صخرة ، فيريحنا منه ‏‏؟‏‏ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب ، أحدهم ، فقال ‏‏:‏‏ أنا لذلك ، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه ، فيهم أبو بكر وعمر وعلي ، رضوان الله عليهم ‏‏.‏‏

علمه صلى الله عليه وسلم بغدرهم واستعداده لحربهم
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء ؛ بما أراد القوم ، فقام وخرج راجعاً إلى المدينة ، فلما استلبث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، قاموا في طلبه فلقوا رجلا مقبلا من المدينة ، فسألوه عنه ، فقال ‏‏:‏‏ رأيته داخلا المدينة ‏‏.‏‏ فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى انتهوا إليه صلى الله عليه وسلم ، فأخبرهم الخبر بما كانت اليهود أرادت من الغدر به ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم ، والسير إليهم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم سار بالناس حتى نزل بهم ‏‏.‏‏

تاريخ غزو بين النضير
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وذلك في شهر ربيع الأول فحاصرهم ست ليال ونزل تحريم الخمر ‏‏.‏‏

حصار الرسول لهم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فتحصنوا منه في الحصون ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل والتحريق فيها ، فنادوه ‏‏:‏‏ أن يا محمد ، قد كنت تنهي عن الفساد ، وتعيبه على من صنعه ، فما بال قطع النخيل وتحريقها ‏‏؟‏‏ ‏

الرهط الذي شجع بني النضير ثم طلبهم الصلح وهجرتهم
وقد كان رهط من بني عوف بن الخزرج ، منهم عدو الله عبدالله بن أبي سلول ووديعة ومالك بن أبي قوقل ، وسويد وداعس ، قد بعثوا إلى بني النضير ‏‏:‏‏ أن اثبتوا وتمنعوا ، فإنا لن نسلمكم ، إن قوتلتم قاتلنا معكم ، وإن أخرجتم خرجنا معكم ، فتربصوا ذلك من نصرهم ، فلم يفعلوا ، وقذف الله في قلوبهم الرعب ، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم ، على أَّن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة ‏‏.‏‏ ففعل ‏‏.‏‏ فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل ، فكان الرجل منهم يهدم بيته عن نجاف بابه ،فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به ، فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام ‏‏.‏‏

من هاجر منهم إلى خيبر
فكان أشرافهم من سار منهم إلى خيبر ‏‏:‏‏ سلام من أبي الحقيق ، وكنانة بن أبي الحقيق ، وحيي بن أخطب ‏‏.‏‏ فلما نزلوها دان لهم أهلها ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني عبدالله بن أبي بكر أنه حدث ‏‏:‏‏ أنهم استقلوا بالنساء والأموال ، معهم الدفوف والمزامير ، والقيان يعزفن خلفهم ، وإن فيهم لأم عمرو صاحبة عروة بن الورد العبسي ، التي ابتاعوا منه ، ‏وكانت إحدى نساء بني غفار ، بزهاء وفخر وما رئي مثله من حي من الناس في زمانهم ‏‏.‏‏

الرسول يقسم أموال بني النضير بين المهاجرين
وخلوا الأموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ، يضعها حيث يشاء ، فيقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المهاجرين الأولين دون الأنصار ، إلا أن سهل ابن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة ذكرا فقرا ، فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏

من أسلم من بني النضير
ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان يامين بن عمير ، أبو كعب بن عمرو بن جحاش ؛ وأبو سعد بن وهب ، أسلما على أموالهما فأحرزاها ‏‏.‏‏

تحريض يامين على قتل ابن جحاش
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ - وقد حدثني بعض آل يامين ‏‏:‏‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليامين ‏‏:‏‏ ألم تر ما لقيت من ابن عمك ، وما هم به من شأني ‏‏؟‏‏ فجعل يامين بن عمير لرجل جعلا على أن يقتل له عمرو بن جحاش ، فقلته فيما يزعمون ‏‏.‏‏

ما نزل في بني النضير من القرآن
ونزل في بني النضير سورة الحشر بأسرها ، يذكر فهيا ما أصابهم الله به من نقمته ، وما سلط عليهم به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما عمل به فيهم ، فقال تعالى ‏‏"‏‏ هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ، وقذف في قلوبهم الرعب ، يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ‏‏"‏‏ ، وذلك لهدمهم بيوتهم عن نجف أبوابهم إذا احتملوها ‏‏.‏‏ ‏‏"‏‏ فاعتبروا يا أولي الأبصار ، ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء ‏‏"‏‏ وكان لهم من الله نقمة ، ‏‏"‏‏ لعذبهم في الدنيا ‏‏"‏‏ ‏‏:‏‏ أي بالسيف ، ‏‏"‏‏ ولهم في الآخرة عذاب النار‏‏"‏‏ مع ذلك ‏‏.‏‏ ‏‏"‏‏ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها ‏‏"‏‏‏‏.‏‏ واللينة ‏‏:‏‏ ما خالف العجوة من النخل ‏‏"‏‏ فبإذن الله ‏‏"‏‏ ‏‏:‏‏ أي فبأمر الله قطعت ، لم يكن فسادا ، ولكن كان نقمة من الله ‏‏"‏‏ وليخزي الفاسقين ‏‏"‏‏ ‏‏.‏‏

تفسير ابن هشام لبعض الغريب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ اللينة ‏‏:‏‏ من الألوان ، وهي ما لم تكن برنية ولا عجوة من النخل ، فيما حدثنا أبو عبيدة ‏‏.‏‏ قال ذو الرمة ‏‏:‏‏
كأن قتودي فوقها عش طائر * على لينة سوقاء تهفو جنوبها
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏
‏‏"‏‏ وما أفاء الله على رسوله منهم ‏‏"‏‏ - قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ يعني من بني النضير ‏‏"‏‏ فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ، ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ، والله على كل شيء قدير ‏‏"‏‏ ‏‏:‏‏ أي له خاصة ‏‏.‏‏

تفسير ابن هشام لبعض الغريب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أوجفتم ‏‏:‏‏ حركتم وأتعبتم في السير ‏‏.‏‏ قال تميم بن أبي بن مقبل أحد بني عامر بن صعصعة ‏‏:‏‏
مذاويد بالبيض الحديث صقالها * عن الركب أحيانا إذا الركب أوجفوا ‏‏.‏‏
وهذا البيت في قصيدة له ، وهو الوجيف ‏‏.‏‏ وقال أبو زيد الطائي ، واسمه حرملة بن المنذر ‏‏:‏‏
مسنفات كأنهن قنا الهند * لطول الوجيف جدب المرود

وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ السناف ‏‏:‏‏ البطان ‏‏.‏‏ والوجيف ‏‏:‏‏ وجيف القلب والكبد ، وهو الضربان ‏‏.‏‏

قال قيس بن الخطيم الظفري ‏‏:‏‏
إنا وإن قدموا التي علموا * أكبادنا من ورائهم تجف

وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏ ‏
‏‏"‏‏ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فللّه وللرسول ‏‏"‏‏ - قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ما يوجف عليه المسلمون بالخيل والركاب ، وفتح بالحرب عنوة فلِلّه وللرسول - ‏‏"‏‏ ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم ، وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا ‏‏"‏‏ ‏‏.‏‏ يقول ‏‏:‏‏ هذا قسم آخر فيما أصيب بالحرب بين المسلمين ، على ما وضعه الله عليه ‏‏.‏‏
ثم قال تعالى ‏‏"‏‏ ألم تر إلى الذين نافقوا ‏‏"‏‏ ‏‏:‏‏ يعني عبدالله بن أبي وأصحابه ، ومن كان على مثل أمرهم ، ‏‏"‏‏ يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب ‏‏"‏‏ ‏‏:‏‏ يعني بني النضير ، إلى قوله ‏‏"‏‏ كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ، ولهم عذاب أليم ‏‏"‏‏ ‏‏:‏‏ يعني بني قينقاع ‏‏.‏‏ ثم القصة إلى قوله ‏‏:‏‏ ‏‏"‏‏ كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برىء منك ، إني أخاف الله رب العالمين ، فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها ، وذلك جزاء الظالمين ‏‏"‏‏ ‏‏.‏‏

ما قاله ابن لقيم العبسي من شعر في بني النضير
وكان مما قيل في بني النضير من الشعر قول ابن لقيم العبسي ، ويقال ‏‏:‏‏ قاله قيس بن بحر بن طريف ‏‏.‏‏ قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قيس بن بحر الأشجعي ، فقال ‏‏:‏‏
أهلي فداء لامرىء غير هالك * أحل اليهود بالحسي المزنم ‏
يقيلون في جمر الغضاة وبدلوا * أهيضب عودي بالودي المكمم
فإن يك ظني صادقا بمحمد * تروا خيله بين الصلا ويرمرم
يؤم بها عمرو بن بهثة إنهم * عدو وما حي صديق كمجرم
عليهن أبطال مساعير في الوغى * يهزون أطراف الوشيج المقوم
وكل رقيق الشفرتين مهند * توورثن من أزمان عاد وجرهم
فمن مبلغ عني قريشا رسالة * فهل بعدهم في المجد من متكرم
بأن أخاكم فاعلمن محمدا * تليد الندى بين الحجون وزمزم
فدينوا له بالحق تجسم أموركم * وتسموا من الدنيا إلى كل معظم
نبي تلاقته من الله رحمة * ولا تسألوه أمر غيب مرجم
فقد كان في بدر لعمري عبرة * لكم يا قريشا والقلب الملمم
غداة أتى في الخزرجية عامدا * إليكم مطيعا للعظيم المكرم
معانا بروح القدس ينكى عدوه * رسولا من الرحمن حقا بمعلم
رسولا من الرحمن يتلو كتابه * فلما أنار الحق لم يتلعثم
أرى أمره يزداد في كل موطن * علوا لأمر حمه الله محكم ‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عمرو بن بهثة ، من غطفان ‏‏.‏‏ وقوله ‏‏:‏‏ ‏‏"‏‏ بالحسي المزنم ‏‏"‏‏ عن غير ابن إسحاق ‏‏.‏‏

ما ينسب من الشعر لعلي في قصة بني النضير
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال علي بن أبي طالب ‏‏:‏‏ يذكر إجلاء بني النضير وقتل كعب بن الأشرف ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قالها رجل من المسلمين غير علي بن أبي طالب ، فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالشعر ، ولم أر أحدا منهم يعرفها لعلي ‏‏:‏‏
عرفت ومن يعتدل يعرف * وأيقنت حقا ولم أصدف
عن الكلم المحكم اللاء من * لدى الله ذي الرأفة الأرأف
رسائل تدرس في المؤمنين * بهن أصطفى أحمد المصطفى
فأصبح أحمد فينا عزيزا * عزيز المقامة والموقف
فيأيها الموعدوه سفاها * ولم يأت جورا ولم يعنف
ألستم تخافون أدنى العذاب * وما آمن الله كالأخواف
وأن تصرعوا تحت أسيافه * كمصرع كعب أبي الأشرف
غداة رأى الله طغيانه * وأعرض كالجمل الأجنف
فأنزل جبريل في قتله * بوحي إلى عبده ملطف
فدس الرسول رسولا له * بأبيض ذي هبة مرهف
فباتت عيون له معولات * متى ينع كعب لها تذرف
وقلن لأحمد ذرنا قليلا * فإنا من النوح لم نشتف ‏
فخلاهم ثم قال اظعنوا * دحورا على رغم الآنف
وأجلى النضير إلى غربة * وكانوا بدار ذوي زخرف
إلى أذرعات ردافى وهم * على كل ذي دبر أعجف

ما أجابه به سماك اليهودي
فأجابه سماك اليهودي ، فقال ‏:‏

إن تفخروا فهو فخر لكم * بمقتل كعب أبي الأشرف
غداة غدوتم على حتفه * ولم يأت غدرا ولم يخلف
فعلَّ الليالي وصرف الدهور * يدين من العادل المنصف
بقتل النضير وأحلافها * وعقر النخيل ولم تقطف
فإن لا أمت نأتكم بالقنا * وكل حسام معا مرهف
بكف كمي به يحتمي * متى يلق قرنا له يتلف
مع القوم صخر وأشياعه * إذا غاور القوم لم يضعف
كليث بترج حمى غيله * أخي غابة هاصر أجوف


كعب بن مالك يقول شعرا في إجلاء بني النضير ومقتل كعب بن الأشرف
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال كعب بن مالك يذكر اجلاء بني النضير وقتل كعب بن الأشرف ‏:‏
لقد خزيت بغدرتها الحبور * كذلك الدهر ذو صرف يدور
وذلك أنهم كفروا برب * عزيز أمره أمر كبير
وقد أوتوا معا فهما وعلما * وجاءهم من الله النذير
نذير صادق أدى كتابا * وآيات مبينة تنير
فقالوا ما أتيت بأمر صدق * وأنت بمنكر منا جدير
فقال بلى لقد أديت حقا * يصدقني به الفهم الخبير
فمن يتبعه يهد لكل رشد * ومن يكفر به يجز الكفور
فلما أشربوا غدرا وكفرا * وحاد بهم عن الحق النفور
أرى الله النبي برأي صدق * وكان الله يحكم لا يجور
فأيده وسلطه عليهم * وكان نصيره نعم النصير
فغودر منهم كعب صريعا * فذلت بعد مصرعه النضير
على الكفين ثم وقد علته * بأيدينا مشهرة ذكور
بأمر محمد إذا دس ليلا * إلى كعب أخا كعب يسير
فماكره فأنزله بمكر * ومحمود أخو ثقة جسور
فتلك بنو النضير بدار سوء * أبارهم بما اجترموا المبير
غداة أتاهم في الزحف رهوا * رسول الله وهو بهم بصير
وغسان الحماة موازره * على الأعداء وهو لهم وزير
فقال السلم ويحكم فصدوا * وحالف أمرهم كذب وزور
فذاقوا غب أمرهم وبالا * لكل ثلاثة منهم بعير
وأجلوا عامدين لقينقاع * وغودر منهم نخل ودور

سماك اليهودي يرد على كعب بن مالك
فأجابه سماك اليهودي ، فقال ‏:‏
أرقت وضافني هم كبير * بليل غيره ليل قصير
أرى الأحبار تنكره جميعا * وكلهم له علم خبير
وكانوا الدارسين لكل علم * به التوراة تنطق والزبور
قتلتم سيد الأحبار كعبا * وقدما كان يأمن من يجير
تدلى نحو محمود أخيه * ومحمود سريرته الفجور
فغادره كأن دما نجيعا * يسيل على مدارعه عبير
فقد وأبيكم وأبي جميعا * أصيبت إذ أصيب به النضير
فإن نسلم لكم نترك رجالا * بكعب حولهم طير تدور
كأنهم عتائر يوم عيد * تذبح وهي ليس لها نكير
ببيض لا تليق لهن عظما * صوافي الحدي أكثرها ذكور
كما لاقيتم من بأس صخر * بأحد حيث ليس لكم نصير

عباس بن مرداس يمدح رجال بني النضير
وقال عباس بني مرداس أخو بن سليم يمتدح رجال بني النضير ‏:‏
لو أن أهل الدار لم يتصدعوا * رأيت خلال الدار ملهى وملعبا
فإنك عمري هل أريك ظعائنا * سلكن على ركن الشطاة فتيأبا
عليهن عين من ظباء تبالة * أوانس يصبين الحليم المجربا
إذا جاء باغي الخير قلن فجاءة * له بوجوه كالدنانير مرحبا
وأهلا فلا ممنوع خير طلبته * ولا أنت تخشى عندنا أن تؤنبا
فلا تحسبن كنت مولى ابن مشكم * سلام ولا مولى حيي بن أخطبا

خوات بن جبير يرد عليه
فأجابه خوات بن جبير أخو بني عمرو بن عوف ، فقال ‏:‏
تبكي على قتلى يهود وقد ترى * من الشجو لو تبكي أحب وأقربا
فهلا على قتلى ببطن أرينق * بكيت ولم تعول من الشجو مسهبا
إذا السلم دارت في صديق رددتها * وفي الدين صدادا وفي الحرب ثعلبا
عمدت إلى قدر لقومك تبتغي * لهم شهبا كيما تعز وتغلبا
فإنك لما أن كلفت تمدحا * لمن كان عيبا مدحه وتكذبا
رحلت بأمر كنت أهلا لمثله * ولم تلف فيهم قائلا لك مرحبا
فهلا إلى قوم ملوك مدحتهم * تبنوا من العز المؤثل منصبا
إلى معشر صاروا ملوكا وكرموا * ولم يلف فيهم طالب العرف مجدبا
أولئك أحرى من يهود بمدحة * تراهم وفيهم عزة المجد ترتبا

عباس بن مرداس يرد على خوات بن جبير
فأجابه عباس بن مرداس السلمي ، فقال ‏:‏
هجوت صريح الكاهنين وفيكم * لهم نعم كانت من الدهر ترتبا
أولئك أحرى لو بكيت عليهم * وقومك لو أدوا من الحق موجبا
من الشكر إن الشكر خير مغبة * وأوفق فعلا للذي كان أصوبا
فكنت كمن أمسى يقطع رأسه * ليبلغ عزا كان فيه مركبا
فبك بني هارون واذكر فعالهم * وقتلهم للجوع إذ كنت مجدبا
أخوات أذر الدمع بالدمع وابكهم * وأعرض عن المكروه منهم ونكبا
فإنك لولا لقيتهم في ديارهم * لألفيت عما قد تقول منكبا
سراع إلى العليا كرام لدى الوغى * يقال لباغي الخير أهلا ومرحبا

ما قاله أحد الصحابة في الرد على عباس بن مرداس
فأجابه كعب بن مالك ، أبو عبدالله بن رواحة ، فيما قال ابن هشام فقال ‏:‏
لعمري لقد حكت رحى الحرب بعدما * أطارت لؤيا قبل شرقا ومغربا
بقية آل الكاهنين وعزها * فعاد ذليلا بعد ما كان أغلبا
فطاح سلام وابن سعية عنوة * وقيد ذليلا للمنايا ابن أخطبا
وأجلب يبغي العز والذل يبتغي * خلاف يديه ما جنى حين أجلبا
كتارك سهل الأرض والحزن همه * وقد كان ذا في الناس أكدى وأصعبا
وشأس وعزال وقد صليا بها * وما غيبا عن ذاك فيمن تغيبا
وعوف بن سلمى وابن عوف كلاهما * وكعب رئيس القوم حان وخيبا
فبعدا وسحقا للنضير ومثلها * إن اعقب فتح أو إن الله أعقبا

 

======================================================================

 

 

 

 

 

Home | غزوة الأبواء 1/1غ | سرية عبيدة بن الحارث 2/ 1س | سرية حمزة 3/ 2س | سرية سعد بن أبى وقاص4/ 3س | غزوة بواط 5/ 2غ | غزوة ذى العشيرة 6/ 3غ | غزوة سفوان 7/ 4غ | سرية عبدالله بن جحش8/ 4س | غزوة بدر الكبرى | غزوة بني سليم بالكدر | غزوة السويق | من هو أبو لهب؟ | سرية زيد بن حارثة للقردة | غزوة بني قينقاع | غزوة ذي أمر | غزوة الفرع | إغتيال كعب بن الأشرف اليهودى | غزوة أحد | غزوة حمراء الأسد | القرآن والترغيب الجهاد والشهادة | سرية الرجيع | بئر المعونة | بنى النضير | غزوة ذات الرقاع | غزوة بدر الآخرة | غزوة الخندق | غزوة بنى قريظة | قتل المحرضين ضد محمد | غزوتا ذى لحيان وذى قرد | غزوة بني المصطلق | امر الحديبية وعمرة محمد | خيبـــر | رجوع المهاجرين من الحبشة | عمرة القصاص | غزوة مؤتة | القتال بين بكر وخزاعة | الإستعداد لغزو مكة | خالد وبنى جزيمة | غزوة حنين أو غزوة أوطاس | غزوة الطائف | عمرة الرسول من الجعرانة | غزوة تبوك | القرآن والأحداث | نقض العهود | سنة الوفود - بنى تميم | كيف أسلم اهل نجران | حجة الوداع | غزوات أخرى | سرايا أخرى | غزوة على وبعث أسامة | نهاية محمد

This site was last updated 11/23/08