Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

غزوة بدر الكبـرى 9 / غ5

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الطريق إلى بدر
القتال فى بدر
قتل أبو جهل
رجوع محمد وآثار الخرب
القرآن وغزوة بدر
هجرة زينب
المسلمين الذين حضروا بدراً
الشعر وغزوة بدر 1

Hit Counter

لم يكن محمد صاحب الشريعة الإسلامية قد بدأ دينه وكان فقط ينشر شعار " إسلم تسلم" حتى غزوة بدر

غزوة بدر الكبرى 9 / غ5

حدثت هذه المعركة فى سهل بدر من خيف أم العلا والمعترضة , ومدينة بدر تبعد 155 كلم عن يثرب / المدينة وتبعد 310 عن مكة

هـــدف هذه الغزوة : محمد يريد السطــــــــو على قافلــــة قريش - وهذا يعنى أن قريش كانت تدافع عن ممتلكاتها ( قافلتها ) ومحمد بأصحابه يريدون السطو على قافلتهم

وصل محمد صلم إلى وادى ذفــران ( ويبعد وادى دفران من 90 - 110 كلم عن المدينة ) وصل المسلمون إلى مكان بئر بدر، فأقاموا عليه، وجعلوه خلفهم حتى يتمكنوا من الشرب دون القافلة ، وأشار سعد بن معاذ على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ عريشًا (مكانًا مظللا) يشرف من خلاله على المعركة، ويقوم بإدارتها، فقبل محمد صلم ودعا له بالخير ،

حتى وصل خبر إلى مكة بهجوم محمد على قافلة قريش لكن أبو سفيان الذي كان يترأس القافلة التجارية لما عرف نية المسلمين غيّر طريقه و أرسل إلى قريش من يخبرهم بذلك و طلب منهم المدد و العون هكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة و نجا بنفسه و الأموال التي كانت معه .

 وكانت خطة أبو سوفيان إشغال محمد ورجالة بالحرب والهرب هو بقافلة قريش ودارت الحرب حيث كان المسلمين قد أستعدوا لها وكانوا مستريحيين حيث أنهم وصلوا إلى المنطقة قبلهم , وعندما وصل أهل قريش كانوا عطشى فحاول أحدهم الوصول إلى مصدر المياة فقتله المسلمون ودارت حرب غير متكافئة ولم يكن هناك نصراً بالمعنى الذى يصورة المؤرخين المسلمين حيث حقق القريشيين هدفهم بإنقاذ قافلتهم وحمايتها أنسحبوا من المعركة ,

الصورة الجانبية : السهم الأيمن يؤشر على العدوة الدنيا و في سفحها معسكر المسلمين السهم الأوسط يؤشر على طريق القوافل ، وهو الطرق الذي كان سيمر منه أبو سفيان بالقافلة السهم الأيسر يؤشر على جبل الملائكة حيث أنتقل المسلمون بعد ذلك لتكون آبار المياة خلفهم
وقد ذكر المسلمين أعداداً مشكوك فيها عن عدد المهاجمين المسلمين لقافلة قريش فقالوا 350 مسلم وعدد المدافعين 40  عن القافلة وعن عدد الذين خرجوا من أهل قريش للدفاع عن القافلة فقالوا 900 رجل ومعهم 200 فرس وهذه الأعداد مشكوك فى صحتها ولاحظ قرب مسافة أرض المعركة إلى يثرب / المدينة وبعدها عن مكة , ويقول المسلمون فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه؛ عليًّا وسعدًا والزبير إلى ماء بدر؛ ليعرفوا أخبار الكفار، فوجدوا غلامين لقريش، فأخذوهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألهما عن عدد قريش، فقالا: لا ندري، فسألهم محمد صلم : كم ينحرون كل يوم من الإبل. فقالا: يومًا , تسعًا، ويومًا عشرًا. وكان معروفًا عند العرب أن البعير الواحد يكفي مائة رجل، فقال محمد صلم : (القوم فيما بين التسعمائة والألف) على الجانب الآخر أرسل الكفار رجلاً منهم وهو عمير بن وهب ليعرف عدد المسلمين، ثم عاد فقال: ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلا أو ينقصون والملاحظ أن قصة المسلمين عن عدد قريش موثقة بالأسماء ولكن قصتهم عن عدد المسلمين ليست موثقة
وإذا إفترضنا أن الأعداد التى ذكرها المسلمين صحيحة فوجود 700 رجل من قريش راجل ( أى من المشاة ) فهذا معناه أن قوة قريش وصلت بعد هروب  أبو سوفيان بالقافلة بسلوك طريق آخر ووصلت قوة القريشيين بزمن وذكر المسلمين كيفية الهجوم فقالوا : ونظم محمد صلم صفوف جيشه تنظيمًا دقيقًا، فجعله كتيبتين؛ واحدة للمهاجرين عليها علي بن أبي طالب، والأخرى للأنصار ولواؤها مع سعد بن معاذ، وجعل ميمنة الجيش مع الزبير بن العوام، وجعل المقداد بن الأسود قائدًا لميسرة الجيش، وجعل على قيادة مؤخرة الجيش قيس بن صعصعة.
أما القيادة العامة للجيش فكانت في يد محمد صلم ، أوصاهم بالحكمة في استعمال النبال ضد أعدائهم، فلا يضربونهم حتى يكونوا في مرمى السهام ، ولا يستخدمون سيوفهم حتى يقتربوا منهم ، وتوجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه ورفع يديه في خشوع وضراعة قائلاً: (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك) وظل يدعو حتى وقع رداؤه عن كتفه من كثرة الدعاء،وقال أبو بكر له: أبشر يا رسول الله، فوالذي نفسي بيده لينجزن الله لك ما وعدك. [متفق عليه].
 وقال محمد صلم : (أبشر يا أبا بكر! أتاك نصر الله، هذا جبريل آخذ بزمام فرسه عليه أداة حرب) فقد أرسل الله ملائكته تأييدًا للمسلمين، فقال تعالى: {فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} [_الأنفال: 9]. لهذا أطلق المسلمون على الجبل جبل الملائكة والذى تراه فى الصورة
قتل جميع سادة قريش ورموا في قليب بدر ( بئر جاف ) الصورة الجانبية لمدينة بدر القديمة
بنى المسلمون جامعا فى المكان الذى يظنون أن النسلنيت بنوا عريش ليجلس تحتها محمد ليراقب المعركة

.


وحشية محمد ورجالة يقتلون رجلاً يريد أن يروى ظمأة من الماء :

وجاء الأسود بن عبد الأسد يهجم على حوض المسلمين (بئر بدر) ، وقد أقسم أن يشرب منه، فتصدى له حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ضربة شديدة على رجله واستمر الرجل يزحف ويعاند حتى يفي بقسمه، فأسرع حمزة بضربه ضربة ثانية، سقط بعدها قتيلا إلى جانب الحوض.

ماذا فعل الإسلام برابطة الدم والقرابة ؟ :

وضع الإسلام العداوة بين الأقارب .. لتقى الآباء بالأبناء، والإخوة بالإخوة ؛ فأبو بكر الصديق - في صف الإسلام وابنه عبد الرحمن يقاتل في صفوف القريشيين ، وكذلك عتبة بن ربيعة الذي كان أول من قاتل المسلمين من القريشيين ، فكان ولده أبوحذيفة من أصحاب محمد صلم ، فلما سحبت جثة عتبة بعد المعركة لترمى في القليب ، نظر محمد صلم إلى أبي حذيفة فإذا هو كئيب قد تغير لونه!! فاستوضح منه سر حزنه، وهل هو حزين لمقتل أبيه أم لشيء في نفسه؟ فأخبره أبو حذيفة أنه ليس حزينًا لمقتل أبيه في صفوف المشركين، ولكنه كان يتمني أن يرى أباه في صفوف المسلمين لما يتمتع به من حلم وفضل. [ابن إسحاق].

ومرَّ مصعب بن عمير بأخيه المشرك أبي عزيز بن عمير الذي وقع في أسر المسلمين، وأحد الأنصار يقيد يديه، فقال للأنصاري: شد يدك به، فإن أمه ذات متاع لعلها تفديه منك، فقال أبو عزيز: أهذه وصاتك بأخيك؟ فقال مصعب :إنه -يقصد الأنصاري- أخي دونك.

محمد صلم يكلم الموتى :

وحين مر محمد صلم بالقليب على قتلى قريش، ناداهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، وقال لهم: (أيسرُّكم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربُّنا حقًّا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟!) فقال عمر: يا رسول الله، ما تُكلمُ من أجساد لا أرواحَ لها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم). [البخاري].

خسائر المعركة :

المسلمين خسروا 14 قتيلاً ورجعوا يجرون معهم سبعين أسيرًا من القريشيين بعد أن قتلوا سبعين مثلهم

أما من جهة قريش

وكان هدف قريش الرئيسى حماية قافلتها ولم يكن هدف قريش المعركة وقتل المسلمين بقدر ما كان هدفهم شغلهم عن القافلة بمعركة حتى لا يفكر محمد ورجاله مطاردة القافلة فى طريقها الجديد التى سلكته لأن من المعروفة أن القافلة تحركها بطئ نتيجة لثقل الأحمال وهذه خطة من خطط الحرب الشهيرة وبمجرد التأكد من وصول القافلة لحدود آمنة أنسحبوا من أرض المعركة ويقول المسلمين انهم هربوا .

محمد يقتل الأسرى :

 وفي الطريق قَتَلَ رسول محمد اثنين من أكابر القريشيين الموجودين في الأسرى؛ وهما النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط لأنهما طغيا وأذيا المسلمين إيذاءً شديدًا، أما باقي الأسرى فتشاور محمد صلم مع الصحابة في أمرهم هل يقتلونهم أم يقبلون الفدية ويطلقونهم؟ فأشار عمر بن الخطاب أن يقتلوهم، وأشار أبو بكر -رضي الله عنه- أن يطلقوا سراحهم مقابل فدية (مبلغ من المال) تكون عونًا للمسلمين على قضاء حوائجهم، وأخذ محمد صلم برأي أبي بكر لأنه كان محتاجاً للمال ليوزعه على تابعيه.

أطفالاً يحاربون مع محمد صلم ويقتلون فى الحرب:

اختفى عمير بن أبي وقاص خلف المقاتلين المسلمين قبل المعركة حتى لا يراه محمد صلم ويرده لأنه صغير فى السن ، وبينما كان  محمد صلم يستعرض رجاله رآه، فاستصغره وأمره أن يرجع، ولكن عميرًا كان حريصًا على الاشتراك في المعركة؛ لأنه يحب الموت في سبيل الله، فبكى عمير، فلما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي تركه، فمات شهيدًا، وهو ابن ستة عشر عامًا.

قتل أبى جهل لأنه سب محمد

وجاء فتيان هما معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء من الأنصار يسألان عبد الرحمن بن عوف عن مكان أبي جهل لأنه كان يسب محمد صلم ، فدلهما على مكانه وإذا بهما يسرعان إليه، ويضربانه بالسيف حتى قتلاه [متفق عليه]

كلمة بخ القبطية تعنى شيطان

 سمع عمير بن الحمام الأنصاري قول محمد صلم : (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض) قال: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم .. فقال: بخ .. بخ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما يحملك على قول بخ .. بخ؟) قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: (فإنك من أهلها) فأخرج تمرات، وأخذ يأكلها، ثم قال: لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، فرمى ما كان معه من التمر، ثم قاتل المشركين حتى قتل. [مسلم].

 

أتسمعون يا معشر قريش ، أما والذي نفس محمد بيده ، لقد جئتكم بالذبح

، وما جاء في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص ، عندما غمز أشراف قريش من قناة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يطوف بالكعبة ، فكان أن التفت إليهم هاتفا : " أتسمعون يا معشر قريش ، أما والذي نفس محمد بيده ، لقد جئتكم بالذبح " (ابن هشام : السيرة ، ج1 ، ص 241) ، وبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بقسمه في بدر الكبرى

1 - حدد محمد منطقة القتال وأختار منطقة عالية للأشراف على القتال ووضع فيها مقرة ( العريشة) ويظهر في الصورة المقابلة مسجد العريش ومدافن شهداء بدر

2 - رتب محمد المحاربين الذين كانوا معه على شكل صفوف , كإسلوب الجيوش البيزنطية والفرس فى الحرب ربما عرف هذا الأسلوب من الشام أثناء عمله  رحلات القبائل التجارية فى قوافل خديجة وقريش  قبل أن يحترف القتال وتموت خديجة وورقة أبن نوفل قس مكة , ولم يكن العرب لهم دراية بهذا الأسلوب الحديث فى ذلك العصر , وفى غزوة بدر لم يكن للعرب دراية بالتكتيك الحربى وكان هجومهم بالطريقة العربية القديمة الكر والفر .

3 - وكان هناك بئر للماء تستقى منه القوافل قام محمد بمنع قريش (يسمي المسلمين أعدائهم بالمشركين أى الذين أشركوا عبادة الله بالأصنام )  من الأقتراب إليه , حاول أحد منهم الشرب فقتله المسلمون .

4 - برز ثلاثة من صفوف قريش فخرج لهم ثلاثة من المسلمين وتبارزوا فقتلهم المسلمين .

5 - هاجمت قريش المسلمين فرموهم بالسهام فقتلت بعضهم وأصابوا البعض فإرتبكت صفوفهم .

6 - وعندما إرتبكت صفوف قريش وبدأت تتبعثر بعد موت قادتهم نزل محمد ليقود المسلمين فى نهاية المعركة وبدأوا فى مطاردة فلول قريش الهاربين .

7 -  جمع المسلمون الغنائم والأسرى

8 - قتل من المسلمين فى هذه الغزوة 14 مسلماً وقتل ضعف هذا العدد من قريش وقتل محمد أثنين من الأسرى , واطلق سراح الفقراء وأخذ أموال فداء عن الأغنياء ومكث المسلمون فى بدر ثلاثة أيام ورجعوا إلى يثرب / المدينة . 

   

*******************************************************

لجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م  ستة مجلدات - الجزء الثانى -  45/116

************************************************

صرف القبلة إلى الكعبة

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ صُرفت القبلة في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ‏‏.‏‏

غزوة بدر الكبرى
عير أبي سفيان

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير لقريش عظيمة ، فيها أموال لقريش وتجارة من تجاراتهم ، وفيها ثلاثون رجلا من قريش أو أربعون ، منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ، وعمرو بن العاص بن وائل بن هشام ‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم ‏‏.‏‏


ندب المسلمين للعير و حذر أبي سفيان
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني محمد بن مسلم الزهري ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وعبدالله بن أبي بكر ، ويزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا ، عن ابن عباس ، كل قد حدثني بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقته من حديث بدر ، قالوا ‏‏:‏‏ لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ، ندب المسلمين إليهم ، وقال ‏‏:‏‏ هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله يُنْفِلُكُموها ‏‏.‏‏
فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم ، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا ‏‏.‏‏
وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أمر الناس ‏‏.‏‏ حتى أصاب خبرا من بعض الركبان ‏‏:‏‏ أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك ‏‏.‏‏ فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري ، فبعثه إلى مكة ، وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم إلى أموالهم ، ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه ‏‏.‏‏ فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة ‏‏.‏‏

ذكر رؤيا عاتكة بنت عبدالمطلب
عاتكة تقص رؤياها على أخيها العباس
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ، ويزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير ، قالا ‏‏:‏‏ وقد رأت عاتكة بنت عبدالمطلب ، قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال ، رؤيا أفزعتها ‏‏.‏‏ فبعث إلى أخيها العباس بن عبدالمطلب فقالت له ‏‏:‏‏ يا أخي ، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني ، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ، فاكتم عني ما أحدثك به ؛ فقال لها ‏‏:‏‏ وما رأيت ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ رأيت راكبا أقبل على بعير له ، حتى وقف بالأبطح ، ثم صرخ بأعلى صوته ‏‏:‏‏ ألا انفروا يا لَغُدُر لمصارعكم في ثلاث ، فأرى الناس اجتمعوا إليه ، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه ، فبينما هم حوله مَثَل به بعيره على ظهر الكعبة ، ثم صرخ بمثلها ‏‏:‏‏ ألا انفروا يالغدر لمصارعكم في ثلاث ‏‏:‏‏ ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس ، فصرخ بمثلها ‏‏.‏‏
ثم أخذ صخرة فأرسلها ‏‏.‏‏ فأقبلت تهوي ، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضَّت ، فما بقي بيت من بيوت مكة ، ولا دار إلا دخلتها منها فلقة ؛ قال العباس ‏‏:‏‏ والله إن هذه لرؤيا ، وأنت فاكتميها ، ولا تذكريها لأحد ‏‏.‏‏

انتشار حديث الرؤيا في قريش
ثم خرج العباس ، فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وكان له صديقا ، فذكرها له ، واستكتمه إياها ‏‏.‏‏ فذكرها الوليد لأبيه عتبة ، ففشا الحديث بمكة ، حتى تحدثت به قريش في أنديتها ‏‏.‏‏
ما جرى بين أبي جهل و العباس بسبب الرؤيا
قال العباس ‏‏:‏‏ فغدوت لأطوف بالبيت ، وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة ، فلما رآني أبو جهل قال ‏‏:‏‏ يا أبا الفضل ، إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا ، فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم ، فقال لي أبو جهل ‏‏:‏‏ يا بني عبدالمطلب ، متى حدثت فيكم هذه النبية ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ وما ذاك ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ تلك الرؤيا التي رأت عاتكة ؛ قال ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ وما رأت ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ يا بني عبدالمطلب ، أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم ، قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال ‏‏:‏‏ انفُروا في ثلاث ، فسنتربص بكم هذه الثلاث ، فإن يك حقا ما تقول فسيكون ، و إن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء ، نكتبْ عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب ‏‏.‏‏ قال العباس ‏‏:‏‏ فوالله ما كان مني إليه كبير ، إلا أني جحدت ذلك ، وأنكرت أن تكون رأت شيئا ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم تفرقنا ‏‏.‏‏

نساء عبدالمطلب يلمن العباس للينه مع أبي جهل
فلما أمسيت ، لم تبق امرأة من بني عبدالمطلب إلا أتتني ، فقالت ‏‏:‏‏ أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ، ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ، ثم لم يكن عندك غِيَر لشيء مما سمعت ، قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ قد والله فعلت ، ما كان مني إليه من كبير ‏‏.‏‏ وأيم الله لأتعرضن له ، فإن عاد لأكفينَّكُنَّه ‏‏.‏‏

ضمضم الغفاري يستنجد قريشا لأبي سفيان
قال ‏‏:‏‏ فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة ، وأنا حديد مغضب أُرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فدخلت المسجد فرأيته ، فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه ، ليعود لبعض ما قال فأقع به ، وكان رجلا خفيفا ، حديد الوجه ، حديد اللسان ، حديد النظر ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ إذ خرج نحو باب المسجد يشتد ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلت في نفسي ‏‏:‏‏ ما له لعنه الله ، أكلُّ هذا فَرَق مني أن أشاتمه ‏‏!‏‏ قال ‏‏:‏‏ وإذا هو قد سمع ما لم أسمع ‏‏:‏‏ صوت ضمضم بن عمرو الغفاري ، وهو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره ، قد جدع بعيره ، وحوّل رحله ، وشق قيمصه ، وهو يقول ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، اللطيمةَ اللطيمةَ ، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها ، الغوثَ الغوثَ ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر ‏‏.‏‏ ‏

قريش تتجهز للخروج
فتجهز الناس سراعا ، وقالوا ‏‏:‏‏ أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي ، كلا والله ليعلمن غير ذلك ‏‏.‏‏ فكانوا بين رجلين ، إما خارج وإما باعث مكانه رجلا ‏‏.‏‏ وأوعبت قريش ، فلم يتخلف من أشرافها أحد ‏‏.‏‏

تخلف أبي لهب عند بدر
إلا أن أبا لهب بن عبدالمطلب تخلف ، وبعث مكانه العاصي بن هشام ابن المغيرة ، وكان قد لاط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه ، أفلس بها ، فاستأجره بها على أن يجُزئ عنه ، بعثه فخرج عنه ، وتخلف أبو لهب ‏‏.‏‏

أمية بن خلف يحاول التخلف
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني عبدالله بن أبي نجيح ‏‏:‏‏ أن أمية بن خلف كان أجمع القعود ، وكان شيخا جليلا جسيما ثقيلا ، فأتاه عقبة بن أبي معيط ، وهو جالس في المسجد بين ظهراني قومه ، بمجمرة يحملها ، فيها نار ومجمر ، حتى وضعها بين يديه ، ثم قال ‏‏:‏‏ يا أبا علي ، استجمر ، فإنما أنت من النساء ؛ قال ‏‏:‏‏ قبحك الله وقبح ما جئت به ، قال ‏‏:‏‏ ثم تجهز فخرج مع الناس ‏‏.‏‏

ما وقع بين قريش وكنانة من الحرب قبل بدر ، و تحاجزهم يوم بدر
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ولما فرغوا من جهازهم ، وأجمعوا المسير ، ذكروا ما كان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب ، فقالوا ‏‏:‏‏ إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا ، وكانت الحرب التي كانت بين قريش وبين بني بكر - كما حدثني بعض بني عامر بن لؤي ، عن محمد بن سعيد بن المسيَّب - في ابنٍ لحفص بن الأخيف ، أحد بني مَعيص بن عامر بن لؤي ، خرج يبتغي ضالة له بضجنان ، وهو غلام حدث في رأسه ذؤابة ، وعليه حلة له ، وكان غلاما وضيئا نظيفا ، فمر بعامر بن يزيد بن عامر بن الملوح ، أحد بني يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وهو بضجنان ، وهو سيد بني بكر يومئذ ، فرآه فأعجبه ؛ فقال ‏‏:‏‏ من أنت يا غلام ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ أنا ابنٌ لحفص ابن الأخيف القرشي ‏‏.‏‏
فلما ولىَّ الغلام ، قال عامر بن زيد ‏‏:‏‏ يا بني بكر ، ما لكم في قريش من دم ‏‏؟‏‏ قالوا ‏‏:‏‏ بلى والله ، إن لنا فيهم لدماء ؛ قال ‏‏:‏‏ ما كان رجل ليقتل هذا الغلام برَجُله إلا كان قد استوفى دمه ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فتبعه رجل من بني بكر ، فقتله بدم كان له في قريش ؛ فتكلمت فيه قريش ، فقال عامر بن يزيد ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، قد كانت لنا فيكم دماء ، فما شئتم ‏‏.‏‏ إن شئتم فأدوا علينا ما لنا قبلكم ، ونؤدي ما لكم قبلنا ، وإن شئتم فإنما هي الدماء ‏‏:‏‏ رجل برجل ، فتجافوا عما لكم قِبَلَنا ، ونتجافى عما لنا قبلكم ، فهان ذلك الغلام على هذا الحي من قريش ، وقالوا ‏‏:‏‏ صدق ، رجل برجل ‏‏.‏‏ فلهوا عنه ، فلم يطلبوا به ‏‏.

=================

This site was last updated 12/20/10