Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

غزوة عيينة - غزوة غالب بن عبدالله - غزوة ابن أبي حدرد

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
غزوة الأبواء 1/1غ
سرية عبيدة بن الحارث 2/ 1س
سرية حمزة 3/ 2س
سرية سعد بن أبى وقاص4/ 3س
غزوة بواط 5/ 2غ
غزوة ذى العشيرة 6/ 3غ
غزوة سفوان 7/ 4غ
سرية عبدالله بن جحش8/ 4س
غزوة بدر الكبرى
غزوة بني سليم بالكدر
غزوة السويق
من هو أبو لهب؟
سرية زيد بن حارثة للقردة
غزوة بني قينقاع
غزوة ذي أمر
غزوة الفرع
إغتيال كعب بن الأشرف اليهودى
غزوة أحد
غزوة حمراء الأسد
القرآن والترغيب الجهاد والشهادة
سرية الرجيع
بئر المعونة
بنى النضير
غزوة ذات الرقاع
غزوة بدر الآخرة
غزوة الخندق
غزوة بنى قريظة
قتل المحرضين ضد محمد
غزوتا ذى لحيان وذى قرد
غزوة بني المصطلق
امر الحديبية وعمرة محمد
خيبـــر
رجوع المهاجرين من الحبشة
عمرة القصاص
غزوة مؤتة
القتال بين بكر وخزاعة
الإستعداد لغزو مكة
خالد وبنى جزيمة
غزوة حنين أو غزوة أوطاس
غزوة الطائف
عمرة الرسول من الجعرانة
غزوة تبوك
القرآن والأحداث
نقض العهود
سنة الوفود - بنى تميم
كيف أسلم اهل نجران
حجة الوداع
غزوات أخرى
سرايا أخرى
غزوة على وبعث أسامة
نهاية محمد

Hit Counter

 

  جارى العمل فى هذه الصفحة

 

غزوة عيينة بن حصن بني تميم
وكان من حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليهم ، فأغار عليهم ، فأصاب منهم أناساً ، وسبى منهم أناساً ‏.‏
فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ‏:‏ أن عائشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ يا رسول الله ، إن علي رقبة من ولد إسماعيل ‏.‏ قال ‏:‏ هذا سبي بني العنبر يقدم الآن فنعطيك منهم إنسانا فتعتقينه ‏.‏

سبي وقتلى بني العنبر
قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما قدم بسبيهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ركب فيهم وفد من بني تميم ، حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منهم ربيعة بن رفيع ، وسبرة بن عمرو ، والقعقاع بن معبد ، ووردان بن محرز ، وقيس بن عاصم ، ومالك بن عمرو ، والأقرع بن حابس ، وفراس بن حابس ‏.‏
فكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ،
فأعتق بعضاً ، وأفدى بعضاً ، وكان ممن قتل يومئذ من بني العنبر‏:‏ عبدالله ، وأخوان له بنو وهب ، وشداد بن فراس ، وحنظلة بن دارم ‏.‏
وكان ممن سبى من نسائهم يومئذ ، أسماء بنت مالك ، وكاس بنت أري ، ونجوة بنت نهد ، وجميعة بنت قيس ، وعمرة بنت مطر ‏.‏

شعر سلمى في ذلك
فقالت في ذلك اليوم سلمى بنت عتاب ‏:‏
لعمري لقد لاقت عدي بن جندب * من الشر مهواة شديدا كئودها
تكفنها الأعداء من كل جانب * وغيب عنها عزها وجدودها

شعر الفرزدق في ذلك ‏:‏
قال ابن هشام ‏:‏وقال الفرزدق في ذلك ‏:‏
وعند رسول الله قام ابن حابس * بخطة سوار إلى المجد حازم
له أطلق الأسرى التي في حباله * مغللة أعناقها في الشكائم
كفى أمهات الخالفين عليهم * غلاء المفادي أو سهام المقاسم
وهذه الأبيات في القصيدة له ، وعدي بن جندب من بني العنبر ، والعنبر ابن عمرو بن تميم ‏.‏

غزوة غالب بن عبدالله أرض بني مرة
قال ابن إسحاق ‏:‏ وغزوة غالب بن عبدالله الكلبي - كلب ليث - أرض بني مرة ، فأصاب بها مرداس بن نهيك ، حليفا لهم من الحرقة ، من جهينة ، قتله أسامة بن زيد ، ورجل من الأنصار ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏الحرقة فيما حدثني أبو عبيدة ‏:‏
أسامة بن زيد يقتل مرداس
قال ابن إسحاق ‏:‏ وكان من حديثه عن أسامة بن زيد قال ‏:‏
أدركته أنا ورجل من الأنصار ، فلما شهرنا عليه السلاح ، قال ‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله ، قال ‏:‏ فلم ننزع عنه حتى قتلناه ، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخبرناه خبره ، فقال ‏:‏ يا أسامة من لك بلا إله إلا الله ‏؟‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ يا رسول الله ، إنه إنما قالها تعوذا بها من القتل ، قال ‏:‏ فمن لك بها يا أسامة ‏؟‏ قال ‏:‏ فوالذي بعثه بالحق ما زال يرددها علي حتى لوددت أن ما مضى من إسلامي لم يكن ، وأني كنت أسلمت يومئذ ، وإني لم أقتله ‏.‏
قال ‏:‏ قلت ‏:‏ أنظرني يا رسول الله ، إني أعاهد أن لا أقتل رجلاً يقول ‏:‏ لا إله إلا الله أبداً ، قال ‏:‏ تقول بعدي يا أسامة ‏؟‏ قال قلت بعدك ‏.‏

غزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل

وغزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل من أرض بني عذرة ، وكان من حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه يستنفر العرب إلى الشام ، وذلك أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلي ، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم يستألفهم لذلك ، حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلسل ، وبذلك سميت تلك الغزوة ، غزوة ذات السلاسل ‏.‏
فلما كان عليه خاف ، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده ، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين ، فيهم أبو بكر وعمر ، وقال لأبي عبيدة حين وجهه ‏:‏
لا تختلفا ، فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه ، قال له عمرو ‏:‏ إنما جئت مدداً لي ؛ قال أبو عبيدة ‏:‏ لا ، ولكنى على ما أنا عليه ، وأنت على ما أنت عليه ‏‏
وكان أبو عبيدة رجلاً ليناً سهلاً ، هيناً عليه أمر الدنيا ، فقال له عمرو ‏:‏ بل أنت مدد لي ، فقال أبو عبيدة ‏:‏ يا عمرو ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ‏:‏ لا تختلفا ، وإنك إن عصيتني أطعتك ، قال ‏:‏ فإني الأمير عليك ، وأنت مدد لي ، قال ‏:‏ فدونك ‏.‏ فصلى عمرو بالناس ‏.‏

وصية أبي بكر رافع بن أبي رافع
قال ‏:‏ وكان من الحديث في هذه الغزاة ، أن رافع بن أبي رافع الطائي ، وهو رافع بن عميرة ، كان يحدث - فيما بلغني - عن نفسه ، قال ‏:‏ كنت امرأ نصرانياً وسميت سرجس ، فكنت أدل الناس وأهداهم بهذا الرمل ، كنت أدفن الماء في بيض النعام بنواحي الرمل في الجاهلية ، ثم أغير على إبل الناس ن فإذا أدخلتها الرمل غلبت عليها ، فلم يستطع أحد أن يطلبني فيه ، حتى أمر بذلك الماء الذي خبأت في بيض النعام فأستخرجه ، فأشرب منه ، فلما أسلمت خرجت في تلك الغزوة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل ؛ قال ‏:‏ فقلت ‏:‏ والله لأختارن لنفسي صاحبا ، قال ‏:‏
فصحبت أبا بكر ، قال ‏:‏ فكنت معه في رحله ، قال ‏:‏ وكانت عليه عباءة له فدكية ، فكان إذا نزلنا بسطها ، وإذا ركبنا لبسها ، ثم شكها عليه بخلال له ، قال ‏:‏ وذلك الذي له يقول أهل نجد حين ارتدوا كفاراً ‏:‏ نحن نبايع ذا العباءة ‏!‏ ‏.‏
قال ‏:‏ فلما دنونا من المدينة قافلين ، قال ‏:‏ قلت ‏:‏ يا أبا بكر ، إنما صحبتك لينفعني الله بك ، فانصحنى ، وعلمنى ، قال ‏:‏ لو لم تسألني ذلك لفعلت ‏.‏
قال ‏:‏ آمرك أن توحد الله ، ولا تشرك به شيئاً ، وأن تقيم الصلاة ، وأن تؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، وتغتسل من الجنابة ، ولا تتأمر على رجل من المسلمين أبداً ‏.‏
قال ‏:‏ قلت ‏:‏ يا أبا بكر ، أما أنا والله فأني أرجو أن لا أشرك بالله أحد أبداً ، وأما الصلاة فلن أتركها أبداً إن شاء الله وأما الزكاة فإن يك لي مال أؤدها إن شاء الله ، وأما رمضان فلن أتركه أبداً إن شاء الله ، وأما الحج فإن أستطع أحج إن شاء الله تعالى ، وأما الجنابة فسأغتسل منها إن شاء الله ‏.‏
وأما الإمارة ، فإني رأيت الناس يا أبا بكر لا يشرفون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بها ، فلم تنهاني عنها ‏؟‏ قال ‏:‏ إنك إنما استجهدتني لأجهد لك ، وسأخبرك عن ذلك ‏:‏
إن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بهذا الدين ، فجاهد عليه حتى دخل الناس فيه طوعاً وكرهاً ، فلما دخلوا فيه كانوا عواذ الله وجيرانه ، وفي ذمته ، فإياك لا تخفر الله في جيرانه ، فيتبعك الله في خفرته ، فإن أحدكم يخفر جاره ، فيظل ناتئا عضله ، غضباً لجاره أن أصيبت له شاة أو بعير ، فالله أشد غضباً لجاره ، قال ‏:‏ ففارقته على ذلك ‏.‏
قال ‏:‏ فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر أبو بكر على الناس ، قال ‏:‏ قدمت عليه ، فقلت له ‏:‏ يا أبا بكر ألم تك نهيتني عن أن أتأمر على رجلين من المسلمين ‏؟‏ قال ‏:‏ بلى ، وأنا الآن أنهاك عن ذلك ؛ قال ‏:‏ فقلت له ‏:‏ فما حملك على أن تلي أمر الناس ‏؟‏ قال ‏:‏ لا أجد من ذلك بداً ، خشيت على أمة محمد صلى الله عليه وسلم الفرقة ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏
أخبرني يزيد بن أبي حبيب ، أنه حدث عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال ‏:‏ كنت في الغزاة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص ، إلى ذات السلاسل ، قال ‏:‏ فصحبت أبا بكر وعمر ، فمررت بقوم على جزور لهم قد نحروها ، وهم لا يقدرون على أن يعضوها ، وقال ‏:‏ وكنت امرأ لبقاً جازراً ، قال ‏:‏ فقلت ‏:‏ أتعطوني منها عشيراً على أن أقسمها بينكم ‏؟‏ قالوا ‏:‏ نعم ، قال ‏:‏ فأخذت الشفرتين فجزأتها مكاني ، وأخذت منها جزءاً ، فحملته إلى أصحابي ، فاطبخناه فأكلناه ‏.‏
فقال لي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ‏:‏ أني لك هذا اللحم يا عوف ‏؟‏ قال ‏:‏ فأخبرتهما خبره ، فقالا ‏:‏ والله ما أحسنت حين أطعمتنا هذا ، ثم قاما يتقيآن ما في بطونهما من ذلك ؛ قال ‏:‏ فلما قفل الناس من ذلك السفر ، كنت أول قادم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ‏:‏ فجئته وهو يصلي في بيته ، قال ‏:‏ فقلت ‏:‏ السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، قال ‏:‏ أعوف بن مالك ‏؟‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ نعم ، بأبي أنت وأمي ، قال ‏:‏ أصاحب الجزور ‏؟‏ ولم يزدني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك شيئاً ‏.‏

غزوة ابن أبي حدرد بطن إضم وقتل محلم بن جثامة عامر بن الأضبط الأشجعي
قال ابن إسحاق ‏:‏ حدثني يزيد بن عبدالله بن قسيط عن القعقاع بن عبدالله بن أبي حدرد عن أبيه عبدالله ابن أبي حدرد ، قال ‏:‏
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم في نفر من المسلمين ، فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ، ومحلم بن جثامة بن قيس ، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم ‏.‏
مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي ، على قعود له ، ومعه متيع له ، ووطب من لبن ، قال ‏:‏ فلما مر بنا سلم علينا بتحية الإسلام ، فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة ، فقتله لشيء كان بينه وبينه ، وأخذ بعيره ، وأخذ متيعه ، قال ‏:‏ فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخبرناه الخبر ، نزل فينا ‏:‏ ‏(‏ يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا ‏)‏ إلى أخر الآية ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏قرأ أبو عمرو بن العلاء ‏(‏ ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ‏)‏ لهذا الحديث

من اختصم في دم ابن الأضبط
قال ابن إسحاق ‏:‏ حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، قال ‏:‏ سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي يحدث ، عن عروة بن الزبير ، عن أبيه ، عن جده ، وكانا شهدا حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ‏:‏ صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ثم عمد إلى ظل شجرة ، فجلس تحتها ، وهو بحنين ، فقام إليه الأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، يختصمان ، في عامر بن الأضبط الأشجعي ‏:‏ عيينة يطلب بدم عامر ، وهو يومئذ رئيس غطفان ، والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة ، لمكانه من خندف ، فتداولا الخصومة عند رسول الله صلى لله عليه وسلم ، ونحن نسمع فسمعنا ، عيينة بن حصن ، وهو يقول ‏:‏ والله يا رسول الله ، لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحرقة مثل ما أذاق نسائي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول ‏:‏ بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا ، وخمسين إذا رجعنا ، وهو يأبى عليه ، إذ قام رجل من بني ليث ، يقال له ‏:‏ مكيثر قصير مجموع - قال ابن هشام ‏:‏مكيل - فقال ‏:‏
والله يا رسول الله ما وجدت لهذا القتيل شبها في غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرميت أولاها ، فنفرت أخرها ، اسنن اليوم ، وغير غداً ، قال ‏:‏ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال ‏:‏ بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا ، وخمسين إذا رجعنا ، قال ‏:‏ فقبلوا الدية ‏.‏
قال ‏:‏ ثم قالوا ‏:‏ أين صاحبكم هذا يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏؟‏ قال ‏:‏ فقام رجل آدم ضرب طويل ، عليه حلة له ، قد كان تهيأ للقتل فيها ، حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ‏:‏ ما اسمك ‏؟‏ قال ‏:‏ أنا محلم بن جثامة ، قال ‏:‏ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال ‏:‏ اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة ، ثلاثا ‏.‏ قال ‏:‏ فقام وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه ، قال ‏:‏ فأما نحن فنقول فيما بيننا ‏:‏ إنا لنرجو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استغفر له ، وأما ما ظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ‏.‏

من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني من لا أتهم ،عن الحسن البصري قال ‏:‏
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس بين يديه ‏:‏ أمنته بالله ثم قتلته ‏!‏ ثم قال له المقالة التي قال ؛ قال ‏:‏ فوالله ما مكث محلم بن جثامة إلا سبعاً حتى مات ، فلفظته ، والذي نفس الحسن بيده ، الأرض ، ثم عادوا له ، فلفظته الأرض ، ثم عادوا فلفظته ، فلما غلب قومه عمدوا إلى صدين ، فسطحوه بينهما ، ثم رضموا عليه الحجارة حتى واروه ‏.‏
قال ‏:‏ فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنه ، فقال ‏:‏ والله إن الأرض لتطابق على من هو شر منه ولكن الله أراد أن يعظكم في حرم ما بينكم بما أراكم منه ‏.‏

دية ابن الأضبط
قال ابن إسحاق ‏:‏ وأخبرنا سالم أبو النضر ، أنه حدث أن عيينة بن حصن وقيسا حين قال الأقرع بن حابس وخلا بهم ، يا معشر ، قيس منعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قتيلاً يستصلح به الناس ، أفأمنتم أن يلعنكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيلعنكم الله بلعنته ، أو أن يغضب عليكم فيغضب الله عليكم بغضبه ‏؟‏ والله الذي نفس الأقرع بيده لتسلمنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليصنعن فيه ما أراد ، أو لآتين بخمسين رجلاً من بني تميم يشهدون بالله كلهم ‏:‏ لقتل صاحبكم كافراً ، ما صلى قط ‏.‏ فلأطلن دمه ‏.‏ فلما سمعوا ذلك قبلوا الدية ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏ محلم في هذا الحديث كله عن غير ابن إسحاق ، وهو محلم بن جثامة بن قيس الليثي ‏.‏
وقال ابن إسحاق ‏:‏ ملجم فيما حدثناه زيادة عنه ‏.‏
غزوة ابن أبي حدرد لقتل رفاعة بن قيس الجشمي
قال ابن إسحاق ‏:‏ وغزوة ابن أبي حدرد الأسلمي الغابة ‏.‏
وكان من حديثها فيما بلغني عمن لا أتهم ،عن ابن أبي حدرد ، قال ‏:‏
تزوجت امرأة من قومي ، وأصدقتها مائتي درهم قال ‏:‏ فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه على نكاحي ؛ فقال ‏:‏ وكم أصدقت ‏؟‏ فقلت ‏:‏ مائتي درهم يا رسول الله ، قال ‏:‏ سبحان الله لوكنتم تأخذون الدراهم من بطن واد ما زدتم ، الله ما عندي ما أعينك به ‏.‏
قال ‏:‏ فلبثت أياما وأقبل رجل من بني جشم ، يقال له ‏:‏ رفاعة بن قيس أو قيس بن رفاعة ، في بطن عظيم من بني جشم ، حتى نزل بقومه ومن معه بالغابة ، يريد أن يجمع قيسا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان ذا اسم في جشم وشرف ، قال ‏:‏ فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلين معي من المسلمين ، فقال ‏:‏ أخرجوا إلى هذا الرجل حتى تأتوا منه بخبر وعلم ‏.‏
قال ‏:‏ وقدم لنا شارفاً عجفاء ، فحمل عليها أحدنا والله ما قدمت به ضعفاً حتى دعمها الرجال من خلفها بأيديهم ، حتى استقلت وما كادت ، ثم قال ‏:‏ تبلغوا عليها واعتقبوها ‏.‏

ما استعان به ابن أبي حدرد من هذه الغزوة في زواجه
قال ‏:‏فخرجنا ومعنا سلاحنا من النبل والسيوف ، حتى إذا جئنا قريباً من الحاضر عُشَيْشِيّة مع غروب الشمس ‏.‏ قال ‏:‏ كمنت في ناحية ، وأمرت صاحبي ، فكمنا في ناحية أخرى من حاضر القوم ، وقلت لهما ‏:‏ إذا سمعتماني قد كبرت وشددت في ناحية العسكر فكبرا وشدا معي ، قال ‏:‏ فوالله إنا لكذلك ننتظر غرة القوم ، أو أن نصيب منهم شيئا ‏.‏ قال ‏:‏ وقد غشينا الليل حتى ذهبت فحمة العشاء ، وقد كان لهم راع قد سرح في هذا البلد ، فأبطأ عليهم حتى تخوفوا عليه ‏.‏
قال ‏:‏ فقام صاحبهم ذلك رفاعة بن قيس ، فأخذ سيفه فجعله في عنقه ، ثم قال ‏:‏ والله لأتبعن أثر راعينا هذا ، ولقد أصابه شر ، فقال له نفر ممن معه ‏:‏ والله لا تذهب نحن نكفيك ، قال ‏:‏ والله لا يذهب إلا أنا ، قالوا ‏:‏ فنحن معك ، قال ‏:‏ والله لا يتبعني أحد منكم ‏.‏
قال ‏:‏ وخرج حتى يمر بي ‏.‏ قال ‏:‏ فلما أمكنني نفحته بسهمي ، فوضعته في فؤاده ، قال ‏:‏ فوالله ما تكلم ووثبت عليه فاحتززت رأسه ‏.‏ قال ‏:‏ وشددت في ناحية العسكر ، وكبرت ، وشد صاحباي وكبرا ‏.‏ قال ‏:‏ فوالله ما كان إلا النجاء ممن فيه عندك ، عندك بكل ما قدروا عليه من نسائهم وأبنائهم ، وما خف معهم من أموالهم ‏.‏
قال ‏:‏ واستقنا إبلا عظيمة ، وغنما كثيرة ، فجئنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ وجئت برأسه أحمله معي ، قال ‏:‏ فأعانني رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الإبل بثلاثة عشر بعيراً في صداقي ، فجمعت إلى أهلي ‏.‏

غزوة عبدالرحمن بن عوف إلى دومة الجندل
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني من لا أتهم عن عطاء بن أبي رباح ، قال ‏:‏ سمعت رجلاً من أهل البصرة يسأل عبدالله بن عمر بن الخطاب ، عن إرسال العمامة من خلف الرجل إذا اعتم ، قال ‏:‏ فقال عبدالله ‏:‏ سأخبرك إن شاء الله عن ذلك بعلم ‏:‏ كنت عاشر عشرة رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده ، أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعبدالرحمن بن عوف ، وابن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وحذيفة بن اليمان ، وأبو سعيد الخدري ، وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏
إذ أقبل فتى من الأنصار ، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس ، فقال ‏:‏ يا رسول الله ، صلى الله عليك ، أي المؤمنين أفضل ‏؟‏ فقال ‏:‏ أحسنهم خلقاً قال ‏:‏ فأي المؤمنين أكيس ‏؟‏ قال ‏:‏ أكثرهم ذكراً للموت ، وأحسنهم استعداداً له ، قبل أن ينزل به أولئك الأكياس ، ثم سكت الفتى ، وأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏:‏ يا معشر المهاجرين ، خمس خصال إذا نزلن بكم ، وأعوذ بالله أن تدركوهن ، إنه لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع ، التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان ، إلا أخذوا بالسنين ، وشدة المؤنة ، وجور السلطان ، ولم يمنعوا الزكاة من أموالهم ، إلا منعوا القطر من السماء ، فلولا البهائم ما مطروا ، وما نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدو من غيرهم ، فأخذ بعض ما كان في أيديهم ، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله ، وتجبروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ‏.‏

إلباسه صلى الله عليه وسلم العمامة لابن عوف
ثم أمر عبدالرحمن بن عوف أن يتجهز لسرية بعثة عليها ، فأصبح وقد اعتم بعمامة من كرابيس سوداء ، فأدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، ثم نقضها ، ثم عممه بها ، وأرسل من خلفه أربع أصابع أو نحوا من ذلك ، ثم قال ‏:‏ هكذا يا ابن عوف فاعتم ، فإنه أحسن وأعرف ، ثم أمر بلالا أن يدفع إليه اللواء فدفعه إليه ، فحمد الله تعالى وصلى على نفسه ، ثم قال ‏:‏
خذه يا ابن عوف ، اغزوا جميعا في سبيل الله ، فقاتلوا من كفر بالله ، لاتغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، فهذا عهد الله ، وسيرة نبيه فيكم ، فأخذ عبدالرحمن بن عوف اللواء ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏فخرج إلى دومة الجندل ‏.‏

غزوة أبي عبيدة بن الجراح إلى سيف البحر
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، عن أبيه ، عن جده عبادة بن الصامت ، قال ‏:‏
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى سيف البحر ، عليهم أبو عبيدة بن الجراح ، وزودهم جرابا من تمر ، فجعل يقوتهم إياه ، حتى صار إلى أن يعده عليهم عداً ، قال ‏:‏ ثم نفد التمر ، حتى كان يعطي كل رجل منهم كل يوم تمرة ، قال ‏:‏ فقسمها يوماً بيننا ، قال ‏:‏ فنقصت تمرة عن رجل فوجدنا فقدها ذلك اليوم ‏.‏
قال ‏:‏ فلما جهدنا الجوع ، أخرج الله لنا دابة من البحر ، فأصبنا من لحمها وودكها ، وأقمنا عليها عشرين ليلة ، حتى سمنا وابتللنا ، وأخذ أميرنا ضلعا من أضلاعها ، فوضعها على طريقه ، ثم أمر بأجسم بعير معنا ، فحمل عليه أجسم رجل منا ، قال ‏:‏ فجلس عليه ، قال ‏:‏ فخرج من تحتها وما مست رأسه ‏.‏ قال فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره خبرها ، وسألناه عما صنعنا في ذلك من أكلنا إياه ، فقال رزق رزقكموه الله ‏.

 

This site was last updated 11/23/08