Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

غزوة أحد

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إصابة محمد بفكه وشفته
قتلى غزوة أحد
القرآن وغزوة أحد
قتلى غزوة أحد
الشعر وغزوة أحد 1
غزوة أحد فى زاد الميعاد
جرح محمد فى أحد
الرسول يقتل بيديه

Hit Counter

 

 

غزوة أحد : جبل أحد يقع شمال المدينة , ويقول المسلمون أنه أحد جبال الجنة ( تعليق من الموقع : إذا كان العرب قالوا غزوة أحد , وسكتوا , وقالوا أن أحد هو أحد جبال الجنة وعلى هذا القياس عندما يقول القرآن  " قل الله أحد .. ويسكت .. أحد ماذا ؟ هذا هو السؤال , وهناك حديث يقول أن قل الله أحد : تعدل ثلث القرآن)

غزوة أحد وقعت في منتصف شوال من السنة الثالثة للهجرة

وجبل أحد يبعد مسافة 4 كلم عن الحرم فى منطقة تسمى الآن "سيدنا حمزة " حدثت المعركة فى مكان أسمه الوطاء بجوار جبل عينين وهو جبل الرماة وعليه بيوت خربة الآن

لم يكن عمل المسلمين مشرفاً برغبتهم للسطو على قافلة قريش فى غزوة بدر التى كان يقودها أبو سوفيان , فارسل ابو سوفيان لأهله فى مكة ليحموا القافلة من محمد ورجاله , فجائوا على عجل بدون تخطيط مسبق فوجدوا محمد بينهم وبين بئر الماء فشغلوا محمد فى بدر حتى مرت قافلة قريش بسلام وكان النتيجة سقوط سبعيم قتيل وسبعين جريح من أهل قريش فى غزوة بدر الكبرى

أقسم أبو سفيان ألا يترك الماء يمس جسده ما لم يثأر لأهله الذين قتلهم المسلمين بسبب العطش في بدر ، وتمكن في خلال عام أن يجمع من قريش وحلفائها من ثقيف وقبائل كنانة وأهل تهامة والأحابيش ( أي غير العرب الذين تحبشوا أي تجمعوا ) حوالي ثلاثة آلاف مقاتل بينهم سبعمائة دارع ومائتي فرس وثلاثة آلاف بعير . وخرج معهم سبع عشرة امرأة تقودهن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان ، ومعهن الدفوف والطبول ينشدن  الأغانى لتشجيع الرجال على القتال , اجتمع من قريش ثلاثة آلاف مقاتل مستصحبين بنساء يحضن الرجال عند حمي وطيس المعركة ..

*************

وتجمعت قوات قريش في أكمة (( عينين )) قرب جبل أحد شمال المدينة ، وضعوا خالد بن الوليد على الميمنة وعكرمة بن أبي جهل على الميسرة ، ودفعوا اللواء الأكبر إلى عبد العزى طلحة بن طلحة . واستشار محمد صلم أصحابه فيما يفعل ، فأشار الشبان ومن لم يحضر بدرا عليه بالخروج لملاقاة جيش الأعداء ، وأشار بعض الصحابة أن يتحصن المسلمون بالمدينة وان يتولوا الدفاع عنها ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يميل إلىالتحصن فى المدينة لكن الرأى الأول حظي بتأييد أغلب المسلمين.

وعلى هذا خرج محمد على رأس ألف من أصحابه ثم انسحب منهم ثلاثمائة يقودهم  عبد الله بن أبي بن سلول أطلق عليه المسلمين لقب " زعيم المنافقين " ، فبقي مع محمد صلم سبعمائة رجل ، وخرج الجيش حتى بلغ مكان ( ذو الحليفة ) قريبا من أحد . اختار منهم خمسين راميا بقيادة عبد الله بن جبير و أوقفهم على الجبل لحماية ظهر المسلمين من خالد بن الوليد وأتباعه . وراحت قريش تجر أذيال الهزيمة ثانية ، حيث أن اللواء قد سقط على الأرض تطأه الأقدام .

وبدأت المعركة بالمبارزة كالعادة فخرج من قريش طلحة بن أبي طلحة فبرز له علي فقتله ، فتبعه أخوه عثمان فصرعه حمزة ، فخرج أخوهما اسعد فقتله علي فتقدم الأخ الرابع مسافع فصرعه عاصم بن ثابت ، ثم التقى الطرفان حيث أبلى المسلمون بلاءا حسنا وخاصة أبو دجانة سماك بن خرشة وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب الذي اعتبرته قريش عدوها الأول فحملته دم معظم قتلى بدر ، وكانت هند بنت عتبة وعدت العبد الحبشي ( وحشي ) بالعتق من الرق إن هو قتل حمزة وفعلا تمكن من قتله لمهارته في رمي السهام .

جرح محمد فى فكة وجبهته

ثم تحول سير المعركة لصالح قرشى مكة الذين انتهزوا فرصة انشغال المسلمين بجمع الغنائم ، وخاصة الرماة الذين خالفوا أوامر محمد صلم فتركوا مواقعهم طمعا في المشاركة بجمع الغنائم ، وبقي عبد الله بن جبير ومعه عشرة رماة فقط . فالتف خالد بن الوليد عليهم من وراء الجبل وقتلهم جميعا ، وانكشف المسلمون فأصابهم العدو وكانت محنة كبيرة أصيب فيها النبي صلى الله عليه وسلم في فكه وفمه . وازداد الآمر صعوبة لما شاع مقتل محمد صلم في المعركة فانسحب بعض المسلمين إلى المدينة وتشتت البعض الآخر في ميدان المعركة .

جرح الرسول عدة جروح، ووقف أمامه أبو دجانة يردّ السهام بظهره. وعندما خلص أحد المشركين الى الرسول، رماه صلوات الله عليه بحربة كانت سبب وفاته، وأخذ يزود سعد ابن أبي وقاص بالنبال، وسعد يرمي بها المشركين، فقد كان سعد من أمهر رماة زمانه.

هروب المسلمين وتشتتهم أعلى الجبال

ولكن كعب بن مالك صاح بأعلى صوته : يا معشر المسلمين ، ابشروا هذا رسول الله …. فاندفع المسلمين فرحين بالنبأ السار ، وكانت المعركة توشك أن تكون لصالح المشركين لولا أن محمد صلم أمر رجاله بالتجمع في موضع معين في أعلى جبل أحد ، حتى لا ينفرد بهم المشركون ويقضون عليهم نهائيا ، فلم يستطع المشركون الالتفاف حولهم وكان التعب قد أنهكهم . وأيقن أبو سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل في المعركة فنادى المسلمين (( يوم بيوم ، والموعد العام المقبل ببدر )) فطلب محمد صلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقول : (( نعم هو بيننا وبينكم موعد )) . وهكذا توقف القتال ، وانسحب المشركون من المعركة مكتفين بهذا النصر المؤقت بعد أن قتل منهم ثلاثة وعشرين رجلا فقط ،

هند بنت عتبه تأكل كبد مسلم

 وكاد جبير بن مطعم قد وعد غلامه وحشيا أن يعتقه إن هو قتل حمزة . يقول وحشي : خرجت أنظر حمزة أتربصه حتى رأيته كأنه الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ، فهززت حربتي ، حتى إذا رضيت عنها دفعتها إليه فوقعت في أحشائه حتى خرجت من بين رجليه ، وتركته وإياها حتى ماتهند بنت عتبة (1) (سيد قومه) والدتها: صفية بنت امية (شاعرة) وكانت ذروة الانتقام ما أقدمت به هند بنت عتبة والتي اندفعت في حقد وكراهية ، جدع أنف وقطعت أذن وبقرت بطن حمزة بن عبد المطلب ( عم محمد صلم ) ، و أخرجت كبده تلوكها بأسنانها ولفظتها .

هزيمة المسلمين

وأسفرت موقعة أحد عن هزيمة مؤقتة للمسلمين الذين عادوا إلى المدينة بعد أن فقدوا اكثر من سبعين شهيدا دفنوا في أرض المعركة ، منهم حمزة بن عبد المطلب ،عبد الله بن جحش، مصعب بن عمير، أوس بن منذر ، اياس بن اوس ، سعد بن الربيع ، وغيرهم من خيرة الصحابة رضوان الله عليهم جميعا . وفي طريق العودة ، وعند الروحاء على بعد 70 كلم ، أدرك المشركون الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه ، فقد كان يتوجب عليهم قطف ثمرة الانتصار بالقضاء نهائيا على المسلمين ، لذلك قرروا العودة واخذ المسلمين على حين غرة وهم يبكون قتلاهم . لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد فطن لما يقومون به ، وكان أذكى منهم و أسرع ففي اليوم التالي عمد إلى تظاهرة عسكرية وصلت إلى بعد حوالي عشرة كيلومترات من المدينة فاوهم المشركين بخروجه للثأر من وقعة أحد . لذلك عدلوا عن قرارهم وعادوا إلى مكة المكرمة بعد أن انتظرهم محمد ص ثلاثة أيام ورجع إلى المدينة بعد أن رفع معنويات المسلمين . وبعد عام على الهزيمة خرج محمد ص في المسلمين ونزل بدر في شعبان /4 هـ / 626 م لملاقاة القريشيين بقيادة أبي سفيان حسب الموعد بينهما . لكن أبا سفيان خاف وجبن بعد مسيرة يومين وتراجع بجيش فيه أكثر من ألفي رجل إلى مكة المكرمة فانتظرهم المسلمون ثمانية أيام ثم رجعوا إلى المدينة وقد ارتفعت معنوياتهم في بدر الثانية التي محت آثار هزيمة أح

********

 فوقف أبو سفيان على مرتفع وقال: "أنعمتِ فِعال، إن الحرب سِجال، يوم بيوم، أعلُ هُبَل".
فقال الرسول لعمر: (قم فأجبه وقل: "الله أعلى وأجلّ. لا سَواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"). فطلب أبو سفيان من عمر أن يقترب، وسأله هل قتلوا محمداً. فقال عمر: اللهم لا، وإنه ليسمع كلامك الآن، فانصرف أبو سفيان وهو ينادي موعدكم بدر للعام القادم. فقال الرسول لعمر قل: "نعم هو بيننا وبينكم موعد". وهكذا انفصل الجيشان، وتوقف القتال، وقد خسر المسلمون أكثر من سبعين قنبلاً ، بينما لم يزد عدد قتلى قريش عن ثلاثة وعشرين رجلاً.
اتخذ الرسول قراره لمجابهة الحالة التي يمكن أن تطرأ، ولخص قراره بقوله: "فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرنّ إليهم فيها ثم لأناجزنهم فيها". وأصدر أوامره لعلي أن يخرج في أثر القوم فينظر ماذا يفعلون، فإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة ، وإن امتطوا الإبل وجنبوا الخيل فهم يقصدون مكة.
ولما جاء علي بالخبر أنهم ركبوا الإبل تنفس الرسول الصعداء وأيقن أنهم توجهوا إلى مكة ولذلك أرسل الرسول سبعين رجلاً من أصحابه ليتبعوا القريشيين ويتأكدوا من عدم وجود نية لديهم في الرجوع.

********************

*******************************************************

لجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م  ستة مجلدات - الجزء الثانى -  62/116 و 63 / 116

************************************************

 المدة بين قدوم الرسول بحران وغزوة أحد
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكانت إقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد قدومه من نجران ، جمادى الآخرة ورجبا وشعبان وشهر رمضان ، وغزته قريش غزوة أحد في شوال ، سنة ثلاث ‏‏.‏‏

غزوة أحد
من حدث ابن إسحاق بغزوة أحد
وكان من حديث أحد ، كما حدثني محمد بن مسلم الزهري ، ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبدالرحمن بن عمر بن سعد بن معاذ ، وغيرهم من علمائنا ، كلهم قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد ، وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من هذا الحديث عن يوم أحد قالوا ، أومن قال منهم ‏‏:‏‏

قريش تجمع المال لحرب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب ، ورجع فلُّهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره ، مشى عبدالله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية ، في رجال من قريش ، ممن أصيب آباؤهم وإخوانهم يوم بدر ، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة ، فقالوا ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، إن محمدا قد وتركم ، وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه ، فعلَّنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منّا ، ففعلوا‏‏.‏‏

ما نزل فيهم من القرآن
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ففيهم ، كما ذكر لي بعض أهل العلم ، أنزل الله تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏"‏‏ إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ‏‏"‏‏

اجتماع قريش للحرب
فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فعل ذلك أبو سفيان بن حرب ، وأصحاب العير بأحأبيشها ، ومن أطاعها من قبائل كنانة ، وأهل تهامة ، وكان أبو عّزة عمرو بن عبدالله الجمحي قد منّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وكان فقيرا ذا عيال وحاجة وكان في الأسارى فقال ‏‏:‏‏ إني فقير ذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن علي صلى الله عليك وسلم ، فمنّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له صفوان بن أمية يا أبا عزة إنك امرؤ شاعر فأعنا بلسانك فأخرج معنا ،فقال ‏‏:‏‏ إن محمداً قد منّ علي فلا أريد أن أظاهر عليه ، قال بلى فأعنا بنفسك فلك الله علي إن رجعت أن أغنيك ، وإن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر ، فخرج أبو عزة في تهامة ويدعو بني كنانة ويقول ‏‏:‏‏
أيها بني عبد مناة الرُزَّام * أنتم حماة وأبوكم حام
لا تعدوني نصركم بعد العام * لا تسلموني لا يحلُّ إسلام
وخرج مسافع بن عبد مناف بن وهب بن حذافة بن جمح إلى بني مالك بن كنانة يحرضهم ويدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏‏:‏‏
يا مال ، مال الحسب المقدَّم * أنشد ذا القربى وذا التّذمُّم
من كان ذا رحم ومن لم يرحم * الحلف وسط البلد المحّرم

عند حطيم الكعبة المعظم
ودعا جبير بن مطعم غلامًا له حبشيًا يقال له ‏‏:‏‏ وحشي يقذف بحربة له قذف الحبشة ، قلما يخطئ بها ، فقال له ‏‏:‏‏ أخرج مع الناس فإن أنت قتلت حمزة عمّ محمد بعمّي طعيمة بن عدي ،فأنت عتيق ‏‏.‏‏

خروج قريش ومن معها
فخرجت قريش بحدّها وجدّها وحديدها وأحأبيشها ،ومن تابعها من بني كنانة وأهل تهامة ،وخرجوا معهم الظعن ،التماس الحفيظة ،وألا يفروا ‏‏.‏‏ فخرج أبو سفيان بن حرب ، وهو قائد الناس ‏‏.‏‏ بهند بنة عتبة وخرج عكرمة بن أبي جهل بأم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة وخرج الحارث بن هشام بن المغيرة ، بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة ، وخرج صفوان بن أمية ببرزة بنت مسعود بن عمر بن عمير الثقفية ، وهي أم عبدالله بن صفوان بن أمية ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال رقيّة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وخرج عمرو بن العاص بريطة بنت منبه بن الحجاج ، وهي أم عبدالله بن عمرو ، وخرج طلحة بن أبي طلحة وأبو طلحة عبدالله بن عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بسلافة بنت سعد بن شهيد الأنصارية ، وهي أم بني طلحة ‏‏:‏‏ مسافع والجلاس وكلاب ، قتلوا يومئذهم وأبوهم ، وخرجت خناس بنت مالك بن المضرب ، إحدى نساء بني مالك بن حسل مع ابنها أبي عزيز بن عمير ، وهي أم مصعب بن عمير ، وخرجت عمرة بنت علقمة إحدى نساء بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة ، وكانت هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مر بها ، قالت ‏‏:‏‏ ويها أبا دسمة اشف واستشف ، وكان وحشي يكنى بأبي دسمة ، فأقبلوا حتى نزلوا بعينين ، بجبل ببطن السبخة ، من قناة على شفير الوادي ، مقابل المدينة ‏‏.‏‏

رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاورته القوم
قال ‏‏:‏‏ فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين ‏‏:‏‏ إني قد رأيت والله خيرا ، رأيت بقرا ، ورأيت في ذباب سيفي ثلما ، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة ، فأولتها المدينة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحدثني بعض أهل العلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏‏:‏‏ رأيت بقرا لي تذبح ، قال ‏‏:‏‏ فأما البقر فهي ناس من أصحابي يقتلون ، وأما الثلم الذي رأيت في ذباب سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل ‏‏.‏‏

مطالبة بعض المسلمين للخروج لملاقاة الكفار خارج المدينة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا ،‏ فإن أقاموا أقاموا بشرِّ مقام ، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها ، وكان رأي عبدالله بن أبي بن سلول مع رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى رأيه في ذلك ، وألا يخرج إليهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج ، فقال رجال من المسلمين ، ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيره ، ممن كان فاته بدر ‏‏:‏‏ يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا ، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا ، فقال عبدالله بن أبي ابن سلول ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، أقم بالمدينة لا نخرج إليهم ، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منَّا ، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منهم ، فدعهم يا رسول الله ، فإن أقاموا أقاموا بشر محبس ، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم ، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا ‏‏.‏‏
فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم ، حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته ، فلبس لأْمته ، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة ‏‏.‏‏ وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له ‏‏:‏‏ مالك بن عمرو ، أحد بني النجار ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج عليهم ، وقد ندم الناس ، وقالوا ‏‏:‏‏ استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا ذلك ‏‏.‏‏ فلما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا ‏‏:‏‏ يا رسول الله ‏‏:‏‏ استكرهناك ولم يكن ذلك لنا ، فإن شئت فاقعد صلى الله عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ ‏‏"‏‏ ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل ‏‏"‏‏ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بالناس ‏‏.‏‏

انخذال المنافقين
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد انخذل عنه عبدالله بن أبي بن سلول بثلث الناس ، وقال ‏‏:‏‏ أطاعهم وعصاني ، ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس ، فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب ، واتبعهم عبدالله بن عمرو بن حرام ، أخو بني سلمة ، يقول ‏‏:‏‏ يا قوم أذكركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم ، فقالوا ‏‏:‏‏ لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ، ولكنا لا نرى أنه يكون قتال ‏‏.‏‏
قال فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم ، قال ‏‏:‏‏ أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم نبيه ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وذكر غير زياد ، عن محمد بن إسحاق عن الزهري ‏‏:‏‏ أن الأنصار يوم أحد ، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ يا رسول الله ألا نستعين بحلفائنا من يهود ‏‏؟‏‏ فقال ‏‏:‏‏ ‏‏"‏‏ لا حاجة لنا فيهم ‏‏"‏‏ ‏‏.‏‏

ما تفاءل به رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال زياد ‏‏:‏‏ حدثني محمد بن إسحاق ، قال ‏‏:‏‏ ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حرة بني حارثة ، فذبَّ فرسه بذنبه ، فأصاب كَلاَّب سيف فاستلَّه ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال كِلابُ سيف ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان يحب الفأل ولا يعاتف - لصاحب السيف ‏‏:‏‏ شِم سيفك ، فإني أرى السيوف ستسل اليوم ‏‏.‏
ما فعله مربع المنافق حين سلك المسلمون حائطه
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ‏‏:‏‏ مَن رجل يخرج بنا على القوم من كثب - أي من قرب - من طريق لا يمر بنا عليهم ‏‏؟‏‏ فقال أبو خيثمة أخو بني حارثة بن الحارث ‏‏:‏‏ أنا يا رسول الله ‏‏.‏‏ فنفذ به في حرة بني حارثة ، وبين أموالهم ، حتى سلك في مال لمربع بن قيظي ، وكان رجلا منافقا ضرير البصر ، فلما سمع حِس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين ، قام يحثي في وجوههم التراب ، ويقول ‏‏:‏‏ إن كنت رسول الله ، فإني لا أحل لك أن تدخل حائطي ‏‏.‏‏ وقد ذكر لي أنه أخذ حفنة من تراب في يده ، ثم قال ‏‏:‏‏ والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك ‏‏.‏‏
فابتدره القوم ليقتلوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ ‏‏"‏‏ لا تقتلوه ، فهذا الأعمى أعمى القلب ، أعمى البصر ‏‏"‏‏ وقد بدر إليه سعد بن زيد أخو بني عبدالأشهل ، قبل نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، فضربه بالقوس في رأسه فشجه ‏‏.‏‏

نزول الرسول بأحد
قال ‏‏:‏‏ ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل الشعب من أحد ، في عدوة الوادي إلى الجبل ، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد ، وقال ‏‏"‏‏ لا يقاتلن أحد منكم حتى نأمره بالقتال ‏‏"‏‏ وقد سرَّحت قريش الظهر والكراع ، في زروع كانت بالصمغة من قناة للمسلمين ، فقال رجل من الأنصار حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتال ‏‏:‏‏ أترعى زروع بني قيلة ، ولمَّا نضارب ‏‏؟‏‏ وتعبىَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏للقتال ‏‏.‏‏
وهو في سبعمائة رجل ، وأمَّر على الرماة عبدالله بن جبير ، أخا بني عمرو بن عوف ، وهو مُعلم يومئذ بثياب بيض ، والرماة خمسون رجلا فقال ، ‏‏"‏‏ انضح الخيل عنا بالنبل ، لا يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا ، فاثبت مكانك لا نؤتين من قبلك ‏‏"‏‏ وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين ، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير أخي بني عبدالدار ‏‏.‏‏

الرسول يجيز من هم في سن الخامسة عشرة ومن لم يجزهم الرسول
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سمرة بن جندب الفزاري ، ورافع بن خديج ، أخا بني حارثة ، وهما ابنا خمس عشرة سنة ، وكان قد ردهما ، فقيل له ‏‏:‏‏ يا رسول الله إن رافعا رامٍ فأجازه ، فلما أجاز رافعا قيل له ‏‏:‏‏ يا رسول الله فإن سمرة يصرع رافعا ، فأجازه ‏‏.‏‏
وردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ أسامة بن زيد ، وعبدالله بن عمر بن الخطاب ، وزيد بن ثابت ، أحد بني مالك بن النجار ، والبراء بن عازب ، أحد بني حارثة ، وعمرو بن حزم أحد بني مالك بن النجار ، وأسيد بن ظهير أحد بني حارثة ، ثم أجازهم يوم الخندق ، وهم أبناء خمس عشرة سنة ‏‏.‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وتعبأت قريش ، وهم ثلاثة آلاف رجل ، ومعهم مئتا فرس قد جنبوها ، فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد ، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل ،

أبو دجانة وشجاعته
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ من يأخذ هذا السيف بحقه ‏‏؟‏‏ فقام إليه رجال ، فأمسكه عنهم ؛ حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة ، أخو بني ساعدة ، فقال ‏‏:‏‏ وما حقه يا رسول الله ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ أن تشرب به العدو حتى ينحني ؛ قال ‏‏:‏‏ أنا آخذه يا رسول الله بحقه ، فأعطاه إياه ‏‏.‏‏
وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب ، إذا كانت ، وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء ، فاعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل ، فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخرج عصابته تلك ، فعصب بها رأسه ، وجعل يتبختر بين الصفين ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني جعفر بن عبدالله بن أسلم ، مولى عمر بن الخطاب ، عن رجل من الأنصار من بني سلمة ، قال ‏‏:‏‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين رأى أبا دجانة يتبختر ‏‏:‏‏ إنها لمشية يبغضها الله ، إلا في مثل هذا الموطن ‏‏.‏‏

أمر أبي عامر الفاسق
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ‏‏:‏‏ أن أبا عامر ، عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان ، أحد بني ضبيعة ، وقد كان خرج حين خرج إلى مكة مباعدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، معه خمسون غلاما من الأوس ، وبعض الناس كان يقول ‏‏:‏‏ كانوا خمسة عشر رجلا ، وكان يعد قريشا أن لو قد لقي قومه لم يختلف عليه منهم رجلان ؛ فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحأبيش وعبدان أهل مكة ، فنادى ‏‏:‏‏ يا معشر الأوس ، أنا ‏أبو عامر ؛ قالوا ‏‏:‏‏ فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق - وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية ‏‏:‏‏ الراهب ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ الفاسق - فلما سمع ردهم عليه قال ‏‏:‏‏ لقد أصاب قومي بعدي شر ، ثم قاتلهم قتالا شديدا ، ثم راضخهم بالحجارة ‏‏.‏‏

أبو سفيان وامرأته يحرضان قريشا
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقد قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبدالدار يحرضهم بذلك على القتال ‏‏:‏‏ يا بني عبدالدار ، إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر ، فأصابنا ما قد رأيتم ، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم إذا زالت زالوا ، فإما أن تكفونا لواءنا ، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه ، فهموا به وتواعدوه ، وقالوا ‏‏:‏‏ نحن نسلم إليك لواءنا ستعلم غدا إذا التقينا كيف نصنع وذلك أراد أبو سفيان

تحريض هند ومن معها جيش الكفار
فلما التقى الناس ، ودنا بعضهم من بعض ، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها ، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ، ويحرضنهم ، فقالت هند فيما تقول ‏‏:‏‏
ويها بني عبدالدار * ويها حماة الأدبار
ضربا بكل بتار *
وتقول ‏‏:‏‏
إن تقبلوا نعانق * ونفرش النمارق ‏
أو تدبروا نفارق * فراق غير وامق

شعار المسلمين
وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ‏‏:‏‏ أمت ، أمت ، فيما قال ابن هشام ‏‏:‏‏

تمام قصة أبي دجانة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فاقتتل الناس حتى حميت الحرب ، وقاتل أبو دجانة حتى أمعن في الناس ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ حدثني غير واحد ، من أهل العلم ، أن الزبير بن العوام قال ‏‏:‏‏ وجدت في نفسي حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فمنعنيه وأعطاه أبا دجانة ، وقلت ‏‏:‏‏ أنا ابن صفية عمته ، ومن قريش ، وقد قمت إليه فسألته إياه قبله ، فأعطاه إياه وتركني ، والله لأنظرن ما يصنع ؛ فاتبعته ، فأخرج عصابة له حمراء ، فعصب بها رأسه ، فقالت الأنصار ‏‏:‏‏ أخرج أبو دجانة عصابة الموت ، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب بها ‏‏.‏‏ فخرج وهو يقول ‏‏:‏‏
أنا الذي عاهدني خليلي * ونحن بالسفح لدى النخيل
ألا أقوم الدهر في الكَيُّول * أضرب بسيف الله والرسول
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويروى ‏‏:‏‏ في الكُبُول ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فجعل لا يلقي أحدا إلا قتله ‏‏.‏‏ وكان في المشركين رجل لا يدع لنا جريحا إلا ذفف عليه ، فجعل كل واحد منهما يدنو من صاحبه ‏‏.‏‏ فدعوت الله أن يجمع بينهما ، فالتقيا ، فأختلفا ضربتين ، فضرب المشرك أبا دجانة ، فاتقاه بدرقته ، فعضت بسيفه ، وضربه أبو دجانة فقتله ثم رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة ، ثم عدل السيف عنها ‏‏.‏‏ قال الزبير فقلت ‏‏:‏‏ الله ورسوله أعلم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال أبو دجانة سماك بن خرشة ‏‏:‏‏ رأيت أنسانا يخمش الناس خمشا شديدا ، فصمدت له ، فلما حملت عليه السيف ولول فإذا امرأة ، فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اضرب به امرأة ‏‏.

 استشهاد حمزة
وقاتل حمزة بن عبدالمطلب حتى قتل أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار ، وكان أحد النفر‏ الذين يحملون اللواء ، ثم مر به سباع بن عبدالعزى الغبشاني ، وكان يكنى بأبي نيار ، فقال له حمزة ‏‏:‏‏ هلم إلي يابن مقطعة البظور - وكانت أمه أم أنمار مولاة شريق بن عمرو بن وهب الثقفي ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ شريق بن الأخنس بن شريق ‏‏.‏‏ وكانت ختانة بمكة - فلما التقيا ضربه حمزة فقتله ‏‏.‏‏

حديث وحشي في قتله حمزة
قال وحشي ، غلام جبير بن مطعم ‏‏:‏‏ والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يليق به شيئا ، مثل الجمل الأورق إذ تقدمني إليه سباع بن عبدالعزى ، فقال له حمزة ‏‏:‏‏ هلم إلي يابن مقطعة البظور ، فضربه ضربة ، فكأن ما أخطأ رأسه ، وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ، حتى خرجت من بين رجليه ، فأقبل نحوي ، فغلب فوقع ، وأمهلته حتى إذا مات جئت فأخذت حربتي ، ثم تنحيت إلى العسكر ، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره ‏‏.‏‏

وحشي يحدث الضمري وابن الخيار عن قتله حمزة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني عبدالله بن الفضل بن عباس بن ربيعة ابن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال ‏‏:‏‏ خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار ، أخو بني نوفل بن عبد مناف ، في زمان معاوية بن أبي سفيان ، فأدربنا مع الناس ، فلما قفلنا مررنا بحمص - وكان وحشي مولى جبير بن مطعم ، قد سكنها ، وأقام بها - فلما قدمناها ، قال لي عبيد الله بن عدي ‏‏:‏‏ هل لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف قتله ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ قلت له ‏‏:‏‏ إن شئت‏‏.‏‏ فخرجنا نسأل عنه بحمص ، فقال لنا رجل ، ونحن نسأل عنه ‏‏:‏‏ إنكما ستجدانه بفناء داره ، وهو رجل قد غلبت عليه الخمر ، فإن تجداه صاحيا تجدا رجلا عربيا ، وتجدا عنده بعض ما تريدان ، وتصيبا عنده ما شئتما من حديث تسألانه عنه ، وإن تجداه وبه بعض ما يكون به ، فانصرفا عنه ودعاه ، قال ‏‏:‏‏ فخرجنا نمشي حتى جئناه ، فإذا هو بفناء داره على طنفسة له ، فإذا شيخ كبير مثل البغاث ‏‏.‏‏
- قال ابن هشام ‏‏:‏‏ البغاث ‏‏:‏‏ ضرب من الطير يميل إلى السواد -
فإذا هو صاح لا بأس به ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فلما انتهينا إليه سلمنا عليه ، فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي ، فقال ‏‏:‏‏ ابن لعدي بن الخيار أنت ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ؛ قال ‏‏:‏‏ أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى ، فإني ناولتكها وهي على بعيرها ، فأخذتك بعرضيك ، فلمعت لي قدماك حين رفعتك إليها ، فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فعرفتهما ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فجلسنا إليه ، فقلنا له ‏‏:‏‏ جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة ، كيف قتلته ‏‏؟‏‏ فقال ‏‏:‏‏ أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك ، كنت غلاما لجبير بن مطعم ، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر ؛ فلما سارت قريش إلى أحد ، قال لي جبير ‏‏:‏‏ إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فخرجت مع الناس ، وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة ، قلما أخطئ بها شيئا ؛ فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره ، حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق ، يهد الناس بسيفه هدا ، ما يقوم له شيء ، فوالله إني لأتهيأ له ، أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبدالعزى ؛ فلما رآه حمزة قال ‏‏:‏‏ له هلم إلي يا ابن مقطعة البظور‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فضربه ضربة كأن ما أخطأ ‏‏.‏‏ رأسه قال ‏‏:‏‏ وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها ، دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ‏‏.‏‏ حتى خرجت من بين رجليه ، وذهب لينوء نحوي ، فغلب ، وتركته وإياها حتى مات ، ثم أتيته فأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى العسكر ، فقعدت فيه ، ولم يكن لي بغيره حاجة ، وإنما قتلته لأعتق ‏‏.‏‏
فلما قدمت مكة أعتقت ، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هربت إلى الطائف ، فمكثت بها ، فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا تعيت علي المذاهب ، فقلت ‏‏:‏‏ ألحق بالشام ، أو باليمن ، أو ببعض البلاد ، فوالله إني لفي ذلك من همي ، إذ قال ‏لي رجل ‏‏:‏‏ ويحك ‏‏!‏‏ إنه والله ما يقتل أحدا من الناس دخل في دينه ، وتشهد شهادته ‏‏.‏‏

وحشي يحدث الرسول بقتله حمزة
فلما قال لي ذلك ، خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه أتشهد بشهادة الحق ؛ فلما رآني قال ‏‏:‏‏ أوحشي ‏‏؟‏‏ قلت ‏‏:‏‏ نعم يا رسول الله ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة ، قال ‏‏:‏‏ فحدثته كما حدثتكما ، فلما فرغت من حديثي ، قال ‏‏:‏‏ ويحك ‏‏!‏‏ غيب عني وجهك ، فلا أرينك ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فكنت أتنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان لئلا يراني ، حتى قبضه الله ‏‏(‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏

وحشي يشارك في قتل مسيلمة الكذاب
فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم ، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة ؛ فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما في يده السيف ، وما أعرفه ، فتهيأت له ، وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى ، كلانا يريده ، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت فيه ، وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف ، فربك أعلم أينا قتله ، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قتلت شر الناس ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني عبدالله بن الفضل ، عن سليمان بن يسار ، عن عبدالله بن عمر بن الخطاب ، وكان قد شهد اليمامة ، قال ‏‏:‏‏ سمعت يومئذ صارخا يقول ‏‏:‏‏ قتله العبد الأسود ‏‏.‏‏

خلع وحشي من الديوان
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ فبلغني أن وحشيا لم يزل يحد في الخمر حتى خلع من الديوان ، فكان عمر بن الخطاب يقول ‏‏:‏‏ قد علمت أن الله تعالى لم يكن ليدع قاتل حمزة ‏‏.‏

استشهاد مصعب بن عمير
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل ، وكان الذي قتله ابن قمئة الليثي ، وهو يظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرجع إلى قريش فقال ‏‏:‏‏ قتلت محمدا ‏‏.‏‏ فلما قتل مصعب بن عمير أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء علي بن أبي طالب ، وقاتل علي بن أبي طالب ورجال من المسلمين ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحدثني مسلمة بن علقمة المازني ، قال ‏‏:‏‏ لما اشتد القتال يوم أحد ، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار ، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ‏‏:‏‏ أن قدم الراية ‏‏.‏‏ فتقدم علي ، فقال ‏‏:‏‏ أنا أبو الفُصَم ، - ويقال ‏‏:‏‏ أبو القصم فيما قال ابن هشام - فناداه أبو سعد بن أبي طلحة ، وهو صاحب لواء المشركين ‏‏:‏‏ أن هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ‏‏.‏‏ فبرزا بين الصفين ، فاختلفا ضربتين فضربه علي فصرعه ، ثم انصرف عنه ولم يجهز عليه ؛ فقال له أصحابه ‏‏:‏‏ أفلا أجهزت عليه ‏‏؟‏‏ فقال ‏‏:‏‏ إنه استقبلني بعورته ، فعطفتني عنه الرحم ، وعرفت أن الله عز وجل قد قتله ‏‏.‏‏
ويقال ‏‏:‏‏ إن أبا سعد بن أبي طلحة خرج بين الصفين ، فنادى ‏‏:‏‏ أنا قاصم ، من يبارز برازا ، فلم يخرج إليه أحد ‏‏.‏‏ فقال ‏‏:‏‏ يا أصحاب محمد ، زعمتم أن قتلاكم في الجنة ، وأن قتلانا في النار ، كذبتم واللات ‏‏!‏‏ لو تعلمون ذلك حقا لخرج إلي بعضكم ، فخرج إليه علي بن أبي طالب ، فاختلفا ضربتين ، فضربه علي فقتله ‏‏.‏‏

خبر عاصم بن ثابت
وقاتل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، فقتل مسافع بن طلحة ، وأخاه الجلاس بن طلحة ، كلاهما يشعره سهما ، فيأتي أمه سلافة ، فيضع رأسه في حجرها فتقول ‏‏:‏‏ يا بني ، من أصابك ‏‏؟‏‏ فيقول ‏‏:‏‏ سمعت رجلا حين رماني وهو يقول ‏‏:‏‏ خذها وأنا ابن أبي الأقلح ، فنذرت إن أمكنها الله من رأس عاصم ، أن تشرب فيه الخمر ، وكان عاصم قد عاهد الله أن لا يمس مشركا أبدا ، ولا يمسه مشرك ‏‏.‏‏
وقال عثمان بن أبي طلحة يومئذ ، وهو يحمل لواء المشركين ‏‏:‏‏
إن على أهل اللواء حقا * أن يخضبوا الصعدة أو تندقا
فقتله حمزة بن عبدالمطلب


استشهاد حنظلة الذي سمي ‏‏:‏‏ غسيل الملائكة
والتقى حنظلة بن أبي عامر الغسيل وأبو سفيان ، فلما استعلاه حنظلة بن أبي عامر رآه شداد بن الأسود ، وهو ابن شعوب ، وقد علا أبا سفيان ‏‏.‏‏ فضربه شداد فقتله ‏‏.‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ إن صاحبكم ، يعني حنظلة ، لتغسله الملائكة ‏‏.‏‏ فسألوا أهله ما شأنه ‏‏؟‏‏ فسئلت صاحبته عنه ‏‏.‏‏ فقالت ‏‏:‏‏ خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة ‏‏.‏‏
- قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ الهائعة ‏‏.‏‏ وجاء في الحديث ‏‏:‏‏ خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه ، كلما سمع هيعة طار إليها ، قال الطرماح بن حكيم الطائي ، والطرماح ‏‏:‏‏ الطويل من الرجال ‏‏:‏‏
أنا ابن حماة المجد من آل مالك * إذا جعلت خور الرجال تهيع
والهيعة ‏‏:‏‏ الصيحة التي فيها الفزع -
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ لذلك غسَّلته الملائكة ‏‏.‏‏
شعر الأسود وأبي سفيان في قتل حنظلة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال شداد بن الأسود في قتله حنظلة ‏‏:‏‏
لأحمين صاحبي ونفسي * بطعنة مثل شعاع الشمس
وقال أبو سفيان بن حرب ، وهو يذكر صبره في ذلك اليوم ، ومعاونة ابن شعوب إياه على حنظلة
ولو شئت نجتني كميت طمرة * ولم أحمل النعماء لابن شعوب
ومازال مهري مزجر الكلب منهم * لدن غدوة حتى دنت لغروب
أقاتلهم وأدعي يا لغالب * وأدفعهم عني بركن صليب
فبكي ولا ترعي مقالة عاذل * ولا تسأمي من عبرة ونحيب
أباك وإخوانا له قد تتابعوا * وحق لهم من عبرة بنصيب
وسلي الذي قد كان في النفس أنني * قتلت من النجار كل نجيب
ومن هاشم قرما كريما ومصعبا * وكان لدى الهيجاء غير هيوب
ولو أنني لم أشف نفسي منهم * لكانت شجا في القلب ذات ندوب
فآبوا وقد أودى الجلابيب منهم * بهم خدب من معطب وكئيب
أصابهم من لم يكن لدمائهم * كفاء ولا في خطة بضريب
حسَّان يرد على أبي سفيان
فأجابه حسَّان بن ثابت ، فيما ذكر ابن هشام ، فقال ‏‏:‏‏
ذكرت القروم الصيد من آل هاشم * ولست لزور قلته بمصيب
أتعجب أن أقصدت حمزة منهم * نجيبا وقد سميته بنجيب
ألم يقتلوا عمرا وعتبة وابنه * وشيبة والحجاج وابن حبيب
غداة دعا العاصي عليا فراعه * بضربة عضب بله بخضيب
رد ابن شعوب على أبي سفيان
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال ابن شعوب يذكر يده عند أبي سفيان فيما دفع عنه ، فقال ‏‏:‏‏
ولولا دفاعي يا بن حرب ومشهدي * لألفيت يوم النعف غير مجيب
ولولا مكري المهر بالنعف قرقرت * ضباع عليه أو ضراء كليب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قوله ‏‏"‏‏ عليه أو ضراء ‏‏"‏‏ عن غير ابن إسحاق ‏‏.‏‏
شعر الحارث في الرد على أبي سفيان أيضا
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال الحارث ابن هشام يجيب أبا سفيان ‏‏:‏‏
جزيتهم يوما ببدر كمثله * على سابح ذي ميعة وشبيب
لدى صحن بدر أو أقمت نوائحا * عليك ولم تحفل مصاب حبيب
وإنك لو عاينت ما كان منهم * لأبت بقلب ما بقيب نخيب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وإنما أجاب الحارث بن هشام أبا سفيان لأنه ظن أنه عرض به في قوله ‏‏:‏‏
وما زال مهري مزجر الكلب منهم *
لفرار الحارث يوم بدر ‏‏.‏‏
الزبير يذكر سبب الهزيمة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم أنزل الله نصره على المسلمين وصدقهم وعده ، فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر ، وكانت الهزيمة لا شك فيها ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، عن عبدالله بن الزبير ، عن الزبير ، أنه قال ‏‏:‏‏ والله لقد‏ رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ، ما دون أخذهن قليل ولا كثير ، إذ مالت الرماة إلى العسكر ، حين كشفنا القوم عنه وخلوا ظهورنا للخيل ، فأتينا من خلفنا ، وصرخ صارخ ‏‏:‏‏ ألا إن محمدا قد قتل ، فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ الصارخ ‏‏:‏‏ أزبّ العقبة ، يعني الشيطان ‏‏.‏‏
حسَّان يذكر شجاعة صؤاب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني بعض أهل العلم ‏‏:‏‏ أن اللواء لم يزل صريعا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية ، فرفعته لقريش ، فلا ثوابه ‏‏.‏‏ وكان اللواء مع صؤاب ، غلام لبني أبي طلحة ، حبشي ، وكان آخر من أخذه منهم ، فقاتل به حتى قطعت يداه ، ثم برك عليه ، فأخذ اللواء بصدره وعنقه حتى قتل عليه ، وهو يقول ‏‏:‏‏ اللهم هل أعزرت - يقول ‏‏:‏‏ أعذرت - فقال حسَّان بن ثابت في ذلك ‏‏:‏‏
فخرتم باللواء وشر فخر * لواء حين رد إلى صؤاب
جعلتم فخركم فيه بعبد * وألأم من يطا عفر التراب
ظننتم والسفيه له ظنون * وما إن ذاك من أمر الصواب
بأن جلادنا يوم التقينا * بمكة بيعكم حمر العياب
أقر العين أن عصبت يداه * وما إن تعصبان على خضاب
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ آخرها بيتا يروي لأبي خراش الهذلي ، وأنشدنيه له خلف الأحمر ‏‏:‏‏
أقر العين أن عصبت يداها * وما إن تعصبان على خضاب
في أبيات له ، يعني امرأته ، في غير حديث أحد ‏‏.‏‏ وتروى الأبيات أيضاً لمعقل بن خويلد الهذلي ‏‏.

==================

المــــــــراجع

(1) http://www.coptichistory.org/new_page_1119.htm من هى هند بنت عتبة أم معاوية بن ابى سوفيان مؤسس الخلافة الأموية التى يطلق عليها مؤرخوا التاريخ لقب آكلة الأكباد ؟

This site was last updated 11/23/08