Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

سرية زيد بن حارثة إلى القردة

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أبن كثير وغزوة أبن حارثة

Hit Counter

 

 

هدف هذه الغزوة هو السطو على قافلة قريش هدف هذه الغزوة هو السطو على قافلة قريش

الجزء التالى من كتاب السيرة النبوية - تأليف: عبد الملك بن هشام المعافري - الجزء الثالث -  60/116

 

سرية زيد بن حارثة إلى القردة
زيد بن حارثة يصيب العير
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وسرية زيد بن حارثة التي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، حين أصاب عير قريش ، وفيها أبو سفيان بن حرب على القردة ، ماء من مياه نجد ‏‏.‏‏ وكان من حديثها ‏‏:‏‏ أن قريشا خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكون إلى الشام ، حين كان من وقعة بدر ما كان ، فسلكوا طريق العراق ، فخرج منهم تجار ، فيهم ‏‏:‏‏ أبو سفيان بن حرب ، ومعه فضة كثيرة ، وهي عظم تجارتهم ، واستأجروا رجلا من بني بكر بن وائل ، يقال له ‏‏:‏‏ فرات بن حيان يدلهم في ذلك على الطريق ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ فرات بن حيان ، من بني عجل ، حليف لبني سهم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فلقيهم على ذلك الماء ، فأصاب تلك العير وما فيها ، وأعجزه الرجال ، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏
ما قاله حسَّان في هذه الغزوة
فقال حسَّان بن ثابت بعد أحد في غزوة بدر الآخرة يؤنب قريشا لأخذهم تلك الطريق ‏‏:‏‏
دعوا فلجات الشام قد حال دونها * جلاد كأفواه المخاض الأوارك
بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم * وأنصاره حقا وأيدي الملائك
إذا سلكت للغور من بطن عالج * فقولا لها ليس الطريق هنالك
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وهذه الأبيات في أبيات لحسَّان بن ثابت ، نقضها عليه أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ، وسنذكرها ونقيضتها إن شاء الله في موضعها ‏‏.‏‏

مقتل كعب بن الأشرف
استنكاره ما فعله المسلمون بقريش في بدر
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكان من حديث كعب بن الأشرف ‏‏:‏‏ أنه لما أصيب أصحاب بدر ، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة ، وعبدالله بن رواحة إلى أهل العالية بشيرين ، بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عز وجل عليه ، وقتل من قتل من المشركين ، كما حدثني عبدالله بن المغيث بن أبي بردة الظفري ، وعبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وصالح بن أبي أمامة بن سهل ، كل قد حدثني بعض حديثه ، قالوا ‏‏:‏‏ قال كعب بن الأشرف ، وكان رجلاً من طيىء ، ثم أحد بني نبهان ، وكانت أمه من بني النضير ، هذان حين بلغه الخبر ‏‏:‏‏ أحق هذا ‏‏؟‏‏ أترون محمدا قتل هؤلاء الذين يسمي هذان الرجلان - يعني زيدا وعبدالله بن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس ، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم ، لبطن الأرض خير من ظهرها ‏‏.‏‏‏

ما قاله كعب تحريضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما تيقن عدو الله الخبر ، خرج حتى قدم مكة ، فنزل على المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهمي ، وعنده عاتكة بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، فأنزلته وأكرمته ، وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينشد الأشعار ، ويبكي أصحاب القليب من قريش ، الذين أصيبوا ببدر ، فقال ‏‏:‏‏
طحنت رحى بدر لمهلك أهله * ولمثل بدر تستهل وتدمع
قتلت سراة الناس حول حياضهم * لا تبعدوا إن الملوك تصرع
كم قد أصيب به من أبيض ماجد * ذي بهجة يأوي إليه الضُيَّع
طلق اليدين إذا الكواكب أخلفت * حمال أثقال يسود ويربع
ويقول أقوام أُسرُّ بسخطهم * إن ابن الاشرف ظل كعبا يجزع
صدقوا فليت الأرض ساعة قتِّلوا * ظلت تسوخ بأهلها وتصدَّع
صار الذي أثر الحديث بطعنه * أو عاش أعمى مرعشا لا يسمع
نبئت أن بني المغيرة كلهم * خشعوا لقتل أبي الحكيم وجُدعوا
وابنا ربيعة عنده ومنبه * ما نال مثل المهلكين وتبع
نبئت أن الحارث بن هشامهم * في الناس يبني الصالحات ويجمع
ليزور يثرب بالجموع وإنما * يحمى على الحسب الكريم الأروع
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ قوله ‏‏"‏‏ تبع ‏‏"‏‏، ‏‏"‏‏وأسر بسخطهم ‏‏"‏‏‏‏.‏‏ عن غير ابن إسحاق ‏‏.‏‏
ما رد عليه حسَّان رضي الله عنه
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فأجابه حسَّان بن ثابت الأنصاري ، فقال ‏‏:‏‏
أبكي لكعب ثم عل بعبرة * منه وعاش مجدعا لا يسمع
ولقد رأيت ببطن بدر منهم * قتلى تسح لها العيون وتدمع
فابكي فقد أبكيت عبدا راضعا * شبه الكليب إلى الكليبة يتبع
ولقد شفى الرحمن منا سيدا * وأهان قوما قاتلوه وصرعوا
ونجا وأفلت منهم من قبله * شغف يظل لخوفه يتصدع
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسَّان ‏‏.‏‏ وقوله ‏‏:‏‏ ‏‏"‏‏أبكى لكعب ‏‏"‏‏عن غير ابن إسحاق ‏‏.‏‏
ما ردت به امرأة من المسلمين على كعب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقالت امرأة من المسلمن من بني مُريد ، بطن من بلى ، كانوا حلفاء في بني أمية بن زيد ؛ يقال لهم الجعادرة ، تجيب كعبا - قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ اسمها ميمونة بنت عبدالله ، وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذه الأبيات لها ، وينكر نقيضتها لكعب بن الأشرف ‏‏:‏‏
تحننَ هذا العبد كل تحنن * يبكى على قتلى وليس بناصب
بكت عين من يبكي لبدر وأهله * وعلَّت بمثليها لؤي بن غالب
فليت الذين ضُرِّجوا بدمائهم * يرى ما بهم من كان بين الأخاشب
فيعلم حقا عن يقين ويبصروا * مجرهم فوق اللحى والحواجب
ما أجابها به كعب بن الأشرف
فأجابها كعب بن الأشرف ، فقال ‏‏:‏‏ ‏
ألا فازجروا منكم سفيها لتسلموا * عن القول يأتي منه غير مقارب
أتشتمني أن كنت أبكي بعبرة * لقوم أتاني ودهم غير كاذب
فإني لباك ما بقيت وذاكر * مآثر قوم مجدهم بالجباجب
لعمري لقد كانت مريد بمعزل * عن الشر فاحتالت وجوه الثعالب
فحق مريد أن تجد أنوفهم * بشتمهم حيي لؤي بن غالب
وهبت نصيبي من مريد لجعدر * وفاء وبيت الله بين الخاشب
تشبيب كعب بنساء المسلمين والحيلة في قتله
ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم ‏‏.‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ كما حدثني عبدالله بن المغيث بن أبي بردة ، من لي بابن الأشرف ‏‏؟‏‏ فقال له محمد بن مسلمة ، أخو بني عبدالأشهل ، أنا لك به يا رسول الله ، أنا أقتله ؛ قال ‏‏:‏‏ فافعل إن قدرت على ذلك ‏‏.‏‏
فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلا ما يعلق به نفسه ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعاه ، فقال له ‏‏:‏‏ لم تركت الطعام والشراب ‏‏؟‏‏ فقال ‏‏:‏‏ يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفين لك به أم لا ‏‏؟‏‏ فقال ‏‏:‏‏ إنما عليك الجهد ، فقال ‏‏:‏‏ يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول ‏‏:‏‏ قال ‏‏:‏‏ قولوا ما بدا لكم ،
فأنتم في حل من ذلك ‏‏.‏‏ فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة ، وسلكان ابن سلامة بن وقش ، وهو أبو نائلة أحد بني عبدالأشهل ، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة ، وعباد بن بشر بن وقش ، أحد بني عبدالأشهل ، والحارث بن أوس بن معاذ ، أحد بني عبدالأشهل ، وأبو عبس بن جبر ، أحد بني حارثة ‏‏.‏‏
ثم قدموا إلى عدو الله كعب بن الأشرف ، قبل أن يأتوه ، سلكان ابن سلامة ، أبا نائلة ، فجاءه ، فتحدث معه ساعة ، وتناشدوا شعرا ، وكان أبو نائلة يقول الشعر ، ثم قال ‏‏:‏‏ ويحك يابن الأشرف ‏‏!‏‏ إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك ، فاكتم عني ؛ قال ‏‏:‏‏ افعل ، قال ‏‏:‏‏ كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء ، عادتنا به العرب ، ورمتنا عن قوس واحدة ، وقلعت عنا السبل حتى ضاع العيال ، وجهدت الأنفس ، وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا ؛
قال كعب ‏‏:‏‏ أنا ابن الأشرف ، أما والله لقد كنت أخبرك يابن سلامة ، إن الأمر سيصير إلى ما أقول ، فقال له سلكان ‏‏:‏‏ إني قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك ، ونحسن في ذلك ؛ فقال ‏‏:‏‏ اترهنوني أبناءكم‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ لقد أردت أن تفضحنا ، إن معي أصحابا لي على مثل رأي ، وقد أردت أن آتيك بهم ، فتبيعهم وتحسن في ذلك ، ونرهنك في الحلقة ما فيه وفاء ، وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها؛ قال ‏‏:‏‏ إن في الحلقة لوفاء ؛
قال فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره ، وأمرهم أن يأخذوا السلاح ، ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه ، فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ أترهنوني نساءكم ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ كيف نرهنك نساءنا وأنت أشب أهل يثرب وأعطرهم ، قال ‏‏:‏‏ أترهنوني أبناءكم ‏‏؟‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني ثور بن يزيد ، عن عكرمة عن ابن عباس قال ‏‏:‏‏
مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ، ثم وجههم ، فقال ‏‏:‏‏ انطلقوا على اسم الله ؛ اللهم أعنهم ، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، وهو في ليلة مقمرة ، وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه ، فهتف به أبو نائلة ، وكان حديث عهد بعرس ، فوثب في ملحفته ، فأخذته امراته بناحيتها ، وقالت ‏‏:‏‏ إنك امرؤ محارَب ، وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة ، قال ‏‏:‏‏ إنه أبو نائلة ، لو وجدني نائما لما أيقظني ، فقالت ‏‏:‏‏ والله إني لأعرف في صوته الشر ، قال ‏‏:‏‏ يقول لها كعب ‏‏:‏‏ لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب ‏‏.‏‏
فنزل فتحدث معهم ساعة ، وتحدثوا معه ، ثم قال ‏‏:‏‏ هل لك يا بن الأشرف أن تتماشى إلىالشعب العجور، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ إن شئتم ‏‏.‏‏ فخرجوا يتماشون ، فمشوا ساعة ، ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ، ثم شم يده فقال ‏‏:‏‏ ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ، ثم مشى ساعة ، ثم عاد لمثلها ، فأخذ بفود رأسه ، ثم قال ‏‏:‏‏ اضربوا عدو الله ، فضربوه فاختلف عليه أسيافهم ، فلم تغن شيئا ‏‏.‏‏
قال محمد بن مسلمة ‏‏:‏‏ فذكرت مغولا في سيفي ، حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا ، فأخذته ، وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا وقد أوقدت عليه نار ، قال ‏‏:‏‏ فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته ، فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ ، فجرح في رأسه أو في رجله ، أصابه بعض أسيافنا ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ، ثم على بني قريظة ، ثم على بعاث ، حتى أسندنا في حرة العريض ، وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس ، ونزَّفه الدم ، فوقفنا له ساعة ، ثم أتانا يتبع آثارنا ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل ، وهو قائم يصلي ، فسلمنا عليه ، فخرج إلينا ، فأخبرناه بقتل عدو الله ، وتفل على جرح صاحبنا ، فرجع ورجعنا إلى أهلنا ، فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله ، فليس بها يهدوي إلا وهو يخاف على نفسه ‏‏.‏‏
ما قاله كعب بن مالك في هذه الحادثة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فقال كعب بن مالك ‏‏:‏‏ ‏
فغودر منهم كعب صريعا * فذلت بعد مصرعه النضير
على الكفين ثم وقد علته * بأيدينا مشهرة ذكور
بأمر محمد إذ دس ليلا * إلى كعب أخا كعب يسير
فما كره فأنزله بمكر * ومحمود أخو ثقة جسور
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له في يوم بني النضير ، سأذكرها إن شاءالله في حديث ذلك اليوم ‏‏.‏‏
ما قاله حسَّان في هذه الحادثة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال حسَّان بن ثابت يذكر قتل كعب بن الأشرف وقتل سلام بن أبي الحقيق ‏‏:‏‏
لله در عصابة لاقيتهم يابن ال * حقيق وأنت يابن الأشرف
يسرون بالبيض الخفاف إليكم * مرحا كأسد في عين مغرف
حتى أتوكم في محل بلادكم * فسقوكم حتفا ببيض ذفَّف
مستنصرين لنصر دين نبيهم * مستصغرين لكل أمر مجحف
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وسأذكر قتل سلاَّم بن أبي الحقيق في موضعه إن شاء الله ‏‏.‏‏
وقوله ‏‏:‏‏ ‏‏"‏‏ذفَّف ‏‏"‏‏، عن غير ابن إسحاق
أمر محيصة وحويصة
لوم حويصة لأخيه محيصة لقتله يهوديا ثم إسلامه
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه ‏‏)‏‏ فوثب محيصة بن مسعود ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ محيصة ويقال محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرح بن عمرو بن مالك بن الأوس - على ابن شنينة -
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال شنينة - رجل من تجار يهود ،كان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم ، وكان أسن من محيصة ، فلما قتله جعل حويصة يضربه ، ويقول أي عدو الله ،أقتلته ‏‏؟‏‏ أما والله لرب شحم في بطنك من ماله ‏‏.‏‏
قال محيصة ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك ، قال ‏‏:‏‏ فوالله إن كان لأول الإسلام حويصة قال ‏‏:‏‏ آولله لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ، والله لو أمرني بضرب عنقك لضربتها ‏‏!‏‏ قال ‏‏:‏‏ والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب ، فأسلم حويصة ،
ما قاله محيصة في ذلك شعرا
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حدثني هذا الحديث مولى لبني حارثة ، عن ابنة محيصة ، عن أبيها محيصة ‏‏.‏‏
قال محصية في ذلك ‏‏:‏‏
يلوم ابن امي لو أمرت بقتله * لطبّقت ذفراه بأبيض قاضب
حسام كلون الملح أُخلص صقله * متى ما أصوّبه فليس بكاذب
وما سرني أني قتلتك طائعا * وأن لنا ما بين بصرى ومأرب

 

رواية أخرى في قتل محيصة اليهودي
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحدثني أبو عبيدة عن أبي عمرو المدني ، قال لما ظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة أخذ منهم نحو من أربعمائة رجل من اليهود ، وكانوا حلفاء الأوس على الخزرج ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تضرب أعناقهم ، فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ويسرهم ذلك ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخزرج ووجوههم مستبشرة ، ونظر إلى الأوس فلم ير ذلك فيهم ، فظن أن ذلك للحلف الذي بين الأوس وبين بني قريظة ، ولم يكن بقي من بني قريظة إلا اثنا عشر رجلا فدفعهم إلى الأوس ، فدفع إلى كل رجلين من الأول رجلا من بين قريظة وقال ‏‏:‏‏ ليضرب فلان وليذفّف فلان فكان ممن دفع إليهم كعب بن يهوذا ، وكان عظيما في بني قريظة فدفعه إلى محيصة بن مسعود وإلى أبي بردة بن نيّار - وأبو بردة الذي رخص له رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يذبح جذعا من المعز في الأضحى - وقال ليضربه محيصة وليذفف عليه أبو بردة ،فضربه ضربة لم تقطع ، وذفف أبو بردة فأجهز عليه ، فقال حويصة ‏‏:‏‏ - وكان كافراً - لأخيه محيصة ‏‏:‏‏ أقتلت كعب بن يهوذا ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ، فقال حويصة ، أما والله لرب شحم قد نبت في بطنك من ماله ، إنك للئيم يا محيصة ، فقال له محيصة ‏‏:‏‏ لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لقتلتك فعجب من قوله ثم ذهب عنه متعجباً ‏‏.‏‏ فذكروا أنه جعل يتيقظ من الليل ، فيعجب من قول أخيه محيصة ‏‏.‏‏ حتى أصبح وهو يقول ‏‏:‏‏ والله إن هذا لدين ‏‏.‏‏ ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ،فقال محيصة في ذلك أبياتا قد كتبناها ‏‏.

This site was last updated 11/19/10