الإنجيل العبـــرانى بين الإسلام والمسيحية
تاريخ الكنيسة القبطية: الراهب المسلم حافظ نجيب
القصة المثيرة لحافظ نجيب
فيما يىلى إعترافات حافظ نجيب الأديب المحتال كتبها بخط يده ونشرتها «سعدية الجبالي» بعد وفاته عام ١٩٤٦م وقد ذكرنا هنا الجزء من الإعترافات الذى يهمنا فى تاريخ الأقباط ولن نعلق عليه والذى فيه إستطاع حافظ نجيب المسلم أن يخدع رؤساء الأديرة القبطية ويترهبن فى أديرتنا القبطية هربا من جرائمة ومن البوليس الذى يلاحقة بسبب إحتياله ونصبه على الناس ويعترف حافظ نجيب فى مذكرات حياتة التى يمكن أن تؤلف مسلسلا تلفزيونا لأحداثها المثيرة خاصة أنه تدرب كجاسويس فرنسى فى بداية حياته وتعرف على بارون يملك يختا ونال ثقته وكتب وصيته ثم مات فجأة فإستولى على امواله وعاش فى شخصية البارون وذهب باليخت لفرنسا ومنها لأمريكا وباعه هناك وتتوالى أحداث حياته بطريقة سريعة وكثيرة ومتلاحقة لانستطيع ذكرها فى هذه الجريدة وإعترف بخط يده بجحوده لأهله … وبشربه للخمر … وبارتياده للبارات والملاهي … وبمجالسته للساقطات والراقصات وبنات الهوى … وبقيامه بارتكاب الكبائر! ومن العجيب أن هذه الأمور بالنسبة إلى حافظ نجيب لا تُعْتَبَر من الأخطاء، بل هو يفتخر بذِكْرها لأنها مفيدة للناس؛ لأن هناك أفظع منها خجل حافظ من ذِكْرها، فتجَنَّبَها في اعترافاته! وفي ذلك يقول: «في ماضيَّ كثير من الأخطاء وقليل لا يُشَرِّف ذِكْرُه ولا يفيد الناس عرضه، وحبُّ الذات يقتضي كتمانه ونسيانه ومَحْوه من ألسنة الناس بمرور الزمن.»
******************************
حافظ نجيب الراهب المسلم
إنه الراهب المحتال الهارب الذى قدسه الناس ورشح للاسقفية!! اذ كانت الشرطة تطارده كنصاب، فأراد ان يسلك مسلك قليلون من الأقباط حينذاك بدخوله الى أحد الأديرة للرهبنة، ليس زهداً ونُسكاً إنما أملاً فى ان يرتقى فى سلم الرهبنة ليعتلي كرسى مطرانية الحبشة والتى كانت تتبع الكنيسة المصرية فى ذلك الوقت، ليحقق ما تمناه وهو تجنيد بعض الضباط والجنود للتخلص من الإنجليز بمصر والسودان، ويختفي عن أعين البوليس التي ظلت تطارده لما كان ضده من احكام قضايا نصب.
كان صديقا للزعيم مصطفى كامل، والزعيم محمد فريد، واختمرت الفكرة فى اذهانهم." حافظ نجيب " مسلم الديانة، شاعر وضابط وجاسوس، فى عام ١٩٠٨ دخل الدير وحدثهم عن رغبته فى الترهب دون أن يسألوه من انت ومن أين جئت !! كان يجيد التحايل والتنكر ولغات عدة ، وتعلم كل ما للرهبان فى وقت قصير جدا، وسرعان ما سيم وأصبحَ حافظ نجيب المسلم راهبا ! ، بإسم الراهب غبريال إبراهيم في دير الأنبا دير بشوي بوادى النطرون
كان واعظ وخطيب مفوه، إلتف حوله الكثيرين وفوضه الدير كمتحدث رسمي لمقابله الزائرين لإجادته الشرح والتعبير! وصل له بالدير نبأ وفاة الزعيم مصطفى كامل ، فحزن عليه جدا فنظم من شعره قصيدتين تركهم بين صفحات إنجيل فى صومعته (قلايته)، وعند زيارة رئيس الدير امتدت يده بعفوية للقصيدتين وعرف ان القصيدتين من نظم الراهب "غبريال " ذلك هو اسم حافظ بعد الرهبنة ، ففرح الرئيس ان الرهبنة ضمت لصفوفها شاعر وأديب وللفور نشر القصيدتين على التوالي بجريدة الوطن ، فخاف حافظ لافتضاح أمره بعد إن وصلت الجريدة لِيَد البابا كيرلس الخامس الذى سمع من الكثيرين ان البابا يتمتع بالشفافية ورجل له كرامات فاستدعاه البابا على الفور ليرى ذلك الراهب الجديد
هرب حافظ من الدير لبيت "محمد فريد " الذى طرده على الفور، ووبخه على كتابة قصائد رثاء مصطفى كامل التى ستفضح امره.
لكن فكرة الرهبنة مازالت عالقة فى ذهنه حتى يكمل ما بدأه ويكون بعيد عن عيون الشرطة ومن نصب عليهم، فاستبدل ديره الانبا بيشوى بالدير المحرق بأسيوط، وتغير أسمه كعادة طالبى الرهبنة فى الأديرة القبطية باسم الراهب غبريال جرجس أو فيلوثاؤس في دير المحرق بأسيوط. وظل حافظ في الرهبنة لمدة عام، الذى رقي فيه لدرجة قِس، وكان محبوب من الكل !!! ولكنه ترك الدير بسبب غطرسة راهب زميل ومن ثَمَّ تَرَكَ الدير فرفع شكوى لدار البطريركية لتعنت ذلك الراهب، فأشاروا عليه بدير الأنبا انطونيوس بناحية "بوش " ببنى سويف وأسندوا له مهمة الوعظ فتعلقت نفوس القرى المحيطة بالراهب غبريال " حافظ نجيب " لفصاحته وعلمه، وتم ترشيحه ليكون مطران للحبشة !!!
علم رئيس دير المحرق ان الراهب غبريال ترك الدير فثار على الرهبان فطلب من البابا يستعطفه لرجوع غبريال للدير مرة اخرى لانه كان حريص على استبقاء الراهب غبريال به، فطلبه البابا كيرلس الخامس مرة أخرى، فكان لِزاما علي حافظ مقابلة البابا .
قال حافظ نجيب فى مذكراته التى تزيد عن أربعمائة صفحة ، قابلت البابا كيرلس الخامس رجل حسن النية وطيب القلب ولكنه قابلنى مقابلة خشنة وقال لى " انت جيت يامسيو " انت بتتكلم إنجليزي وفرنساوى وغلباوى " ولن تنال منصب دينيا وانا على رأس الكنيسة، اخرج من قدامى، وقال حافظ نجيب محدثاً نفسه، كيف امتدت يد ذلك الكهل الى اعماق الصحراء وراء الجدران لتبعدني عن الدير مرغماً ؟! وعقد حافظ نجيب العزم لعدم العودة لحياة الدير مرة أخرى بعدما خابت مساعيه .
بعد أن سَرَدَ حافظ قصته في الدير بكل تفاصيلها المعروفة — كما جاءت في الاعترافات قال: «هذه قصة وجودي في الدير وخروجي منه، وشُهُودُها أحياء، القمص إيسيذورس لا يزال حيًّا يُرْزَق وهو رئيس الدير الآن، ونيافة الأنبا باخوميوس وهو لا يزال أسقف الدير، والقس بطرس وهو الآن مطران أخميم، والقمص باخوم وعاذر أفندي جبران وبيومي أفندي الشناوي وكلهم أحياء، كذلك وكيل الدير تاضروس أفندي ميخائيل، الذي أَرْجَفَ المُرْجِفُون بأنني أخذْتُ منه مئات من الجنيهات، لشراء آلة لاستخراج الذهب، لا يزال حيًّا يُرزق في منفلوط … فقارِنُوا بين ما نشره صغار النفوس والعقول وبين الحقائق، تُدْرِكوا أن بعض الذين يَنْتَسِبون إلى الصحافة، كَذَبَة ومنافقون، عاشوا قذًى في عين ذوي الفضل من رجال الأدب، ولطخةَ عارٍ في جبين الصحافة، التي نُكِبَتْ بوجودهم بين رجالها.»
القصة حقيقة، ولكن الغرض من سردها، ليس ان مسلم تخفى فى عباءة الكهنوت ،لكن المشكلة اننا نجد البعض سواء اقباط او غيرهم يسعون للمراكز والسلطة، و البعض يختبىء تحت عباية الدين لتمرير اخطائه و ربما جرائمه سواء زنا او سرقه او نهب ، و ربما تصل للقتل! فاتصور انه من الظلم للرعية ان نعتبر هكذا اشخاص قدوة، في الوقت الذى يسعوا فيه لمصالحهم و للثراء والسلطة و يستغلوا منصبهم الديني !
******************************
مصادر الإسلام وتطوره
بدأ الحكم الإسلامى بالخلافة الراشدة فى الجزيرة العربية ثم إحتل المسلمين بلاد الشرق الأوسط وبدأت الخلافة الإسلامية االأسرة الأموية وعاصمتهم دمشق وهم نصارى ومنهم خلفاء لم يؤمن بالإسلام ثم الخُلفاء العباسيين وعاصمتهم بعداد وهم من صنعوا طقوس الإسلام و شرائعه طوال القرنين الثاني والثالث الهجريين وقد فعلوا هذا تدريجياً معتمدين على الفُقهاء مثل البخاري والطبري وإبن هشام نقلاً عن إبن إسحق و غيرهم ... و لصناعة ديانة الإسلام لجأ البخاري وغيره من الفُقهاء إلى عدّة مصادر:
المصدر الأول: أساطير الأولين و تأويل بعض سور و آيات القرآن
المصدر الثاني: هو الديانة اليهودية و شريعتها التلمودية البابلية و أساطيرها، و هذا يلتقي بما ورد في القرآن، لأن شرائع القرآن كما نلاحظ بسهولة كبيرة جميعها يهودية تقريباً
المصدر الثالث: هو الديانة الزرادشتية المجوسيّة، فمثلاً : مفهوم الجزية مأخوذ عن الزرادشتية الفارسية التي كانت تُفرَض على كل الأجانب
المصدر الرابع: هو الديانة المندائية أو الصابئة التي نقل منها الفُقهاء طقوس الوضوء و عدد الصلوات اليومية الخمسة بدل الثلاثة اليهودية و المسيحية
مما سبق يُمكننا تلخيص مصادر الإسلام في أربعة:
أولاً: نصوص القرآن (اليهو-مسيحي) النّصراني العبري
ثانياً: الديانة اليهودية
ثالثاً: الديانة الزرادشتية الفارسية
رابعاً الديانة الصابئية المندائية!
خامسا : تقاليد الحج ومناسكه أخذت من اليهودية فى الدوران ومن الديانات الوثنية فى شرق اسيا مثل ملابس الإحرام والحجر الأسود
******************************
إنجيل واحد أم أربع أناجيل
كتب / أمجد سيجري فى موقع الحوار المتمدن - العدد: 5881 بتاريخ 2018 / 5 / 23 مقالة بعنوان "إنجيل محمد " وبدأ مقالته بالآية القرآنية سورة آل عمران (3) : [نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ] وقال : [يتسائل الكثيرون حول ذكر إنجيل واحد في القرآن مع العلم للقاصي والداني ان هناك اناجيل قانونية أربعة فى المسيحية فما المقصود في الإنجيل الواحد المذكور والذي اعتبره القرآن الإنجيل الصحيح المنزل من عند الله وأن أي انجيل يخالف هذا المذكور هو محرف وافتراء على وحي الله المنزل على نبيه عيسى المسيح (تعليق من ص أقباط مصر : نحن مسيحيين ولسنا نصارى وفى المسيحية لا يوجد وحيا ينزل أو يطلع شيئا أو ملاكا على المسيح لأنه هو نفسه كلمة الله) ويشير القرآن إلى الإنجيل العبراني هو الإنجيل الذي استخدمه النصارى الذين تمسكوا بالناموس اليهودي ، كالناصريين والابيونيين الذين خرجوا عن الكنيسة في النصف اﻷول من القرن الثاني واعتبروا مهرطقين ] . نحيط علم القراء أنه لا توجد إشارة بالإسم للمسيحيين فى القرآن مع أن الإمبراطورية المسيحية الروم الشرقية والرومان الغربية كانتا تمتد من فرنسا وإنجلترا وشمال افريقيا حتى أسيا الصغرى وكانت توجد طوائف هى النصارى وهم من اليهود يطبقون الشريعة الذين آمنوا بالمسيح نبيا ولكنه لم يصلب بل رفع وكان هدفهم الهجوم على الإمبراطورية البيزنطية المسيحية وتحرير القدس وبناء هيكل اليهود ويطلق عليهم أبيونيين (التي معناها الفقراء) وتعاليمهم الرئيسية كانت في الحسنات والصدقات ومنها كان أسم ألأبيونيّين نفسه نقلا عن قول المسيح في انجيل متى " طوبى لللأبيونيين " أي طوبى للفقراء (متى 5 :3) وطائفة الناصريين وهم أيضا يهود يطبقون الشريعة ولكنهم يؤمنون بصلب المسيح وقيامته وأنه إبن الله نبيا إنتشرت فى الشام حتى اليمن جنوبا وقام اليهود النصارى العرب بترجمة الإنجيل العبرانى باللغة العربية وكان مترجمة مشوهة من انجيل العبرانيين الذى هو إنجيل متى الذى كتب باللغة العبرانية لليهود أما باقى الأناجيل فكتبت باللغة اليونانية وهو أحد الأناجيل الأربعة المعترف بها عنند المسيحيين ، بل هي إنجيل متى مع حذف اﻹصحاحين اﻷول والثاني وإهتموا بالإصحاحات 5 و 6 و7 وهما الموعظة على الجبل وخاصة عبارة طوبى للمساكين فكان تبشيرهم مبنى على مساعدة الفقراء وهذا يفسر زواج خديجة بنت خويلد وكانت أغنى سيدة فى قريش برسول الإسلام قبل بعثته كنبيا
******************************
كتابات الآباء وإنجيل النصارى العربى
وإضافت الترجمة العربية لإنجيل النصارى بعض عبارات تفسيرية ونصوص تﻼئم أفكارهم الغنوسية اليهودية لم يبق لنا من نصوص هذا اﻻنجيل إﻻ الشئ القليل في بعض كتابات اﻵباء والمؤرخين التي ذكر فيها هذا الإنجيل نذكر : - أوسابيوس 340 م الملقب بأبي التاريخ الكنسي وهيرودس المسيحية قال عن هجسيب وهو من أوائل القرن الثاني أنه كان ينقل أشياء من اﻻنجيل حسب العبرانيين اﻻنجيل اﻵرامي الذي هو بالحرف العبراني.
-يشهد أوسابيوس نفسه على أن اﻻنجيل حسب العبرانيين هو اﻷصح في نظر العبرانيين الذين أمنوا بالمسيح ويقول عن اﻻبيونيين أنهم كانوا يستخدمون فقط اﻻنجيل المسمى بحسب العبرانيين وقلما يكترثون بغيره.
-يقول عن عقيدة الابيونيين : أنهم كانوا يحفظون السبت وسائر العادات اليهودية ويغارون على إقامة أحكام التوراة ويعتبرون أن الخﻼص يقوم ﻻ على اﻻيمان بالمسيح وحده بل على إقامة شريعة موسى أيضا ويقول في مكان آخر أن المسيح ذكر الشقاق الذي ستتعرض له النفوس في العائﻼت كما نجده في اﻻنجيل بحسب العبرانيين.
-أبيفان 403 م أسقف قبرص يستفيض في الكﻼم عن اﻻبيونيين وانجيلهم العبراني أنهم يأخذون انجيل متى ويعتمدون عليه وحده دون سواه ويسمونه اﻻنجيل حسب العبرانيين وانجيل متى هذا الذي بحوزتهم ليس كامﻼ بل هو محرف وناقص.
-كﻼم أبيفان هذا تردد لكﻼم القديس إيريناوس أسقف ليون 208 م الذي يقول أن اﻻبيونيين يستخدمون انجيل متى وحده ولكنهم ﻻ يعتقدون اﻻعتقاد الصحيح في الرب.
-يذكر القديس جيروم 420 م هذا اﻻنجيل ضمن جملة كتب في تفسيره ﻷشعياء وحزقيال وتفسيره ﻷفسس ومتى وفي حواره مع البﻼجيين ويقول:
1-في اﻹنجيل الذي استخدمهُ اﻷبيونيون والناصريون , والذي ترجمتُهُ حديثاً من العبرية إلى اليونانية , والذي يعتقد مُعظم الناس انه النُسخة اﻷصلية ﻹنجيل متى.
2-في اﻹنجيل حسب العبرانيين , والذي كُتِب حقيقة بالكلدانية أو السريانية ولكن في حروف عِبريّة , والتي مازال يستخدِمُها الناصريون حتى اليوم , والذي هو اﻹنجيل حسب الرُسُل , او حسب ما يعتقد اﻷغلبية أنه اﻹنجيل حسب متى , اﻹنجيل الذي يُمكِن أن نجِده في مكتبة قيصرية.
ويبدو أن هذا اﻻنجيل كان واسع اﻻنتشار وبشهادات اﻵباء الذين نقلنا عنهم ولقد كان بين يدي أغناطيوس اﻷنطاكي في أنطاكيا وأوريجين وأكليمنضوس في اﻷسكندرية وجيروم في حلب وإيريناوس في اسيا الصغرى والجزيرة العربية أيضا ويبدو أيضا أنه قد ترجم للغات متعددة لكنه وضع في اﻷصل باللغة اﻵرامية ثم نقل إلى اليونانية والﻼتينية
******************************
ورقة بن نوفل وترجمة إنجيل
قام ورقة بن نوفل قس مكة النصرانى الأبيونى بترجمة أجزاء من إنجيل متى العبرانى الذى كتب لليهود خاصة للغة العربية والنصارى هم
1-النصارى هرطقة نشأت فى الشام وإنتشر أتباعها في الجزيرة العربية حتى اليمن جنوبا وكانت أسمائهم مقترنة بأسماء أماكن تجمعهم فيقال مثﻼً : نصارى الشام - نصارى مكة - نصارى اليمن ... ألخ والنصارى كانوا طائفة قليلة العدد بالنسبة للمسيحيين الذين كان يتكون منهم إمبراطوريات العالم القديم وهى اﻹمبراطورية البيزنطية الشرقية والرومانية الغربية و اجزاء من الإمبراطورية الفارسية كانت تدين بالمسيحية ( كانت مسيحية نسطورية )وبالرغم من المﻼيين المسيحيين فى عصر محمد رسول اﻹسﻼم إﻻ أن القرآن لم يذكر إﻻ إسم الطائفة النصرانية والتي اعتبرها هم النصارى الحق وانجيلهم العربى المترجم من العبراني هو الإنجيل الحق. بعودة بسيطة لكتب التراث الإسلامى نجد مايلي :
1-قال اليعقوبي في تاريخه : و أما من تنصر من أحياء العرب فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزي . منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزي و ورقة بن نوفل بن أسد .
( تاريخ اليعقوبي -1 157 )
-كما أشار أيضا إلى تدين قبيلة قريش كلها في قوله وكانت العرب في أديانهم على صنفين :
ألحمس و الحلة فأما الحمس فقريش كلها. (المرجع نفسه- 1/256 ابن هشام 184/1) -الحمس : هو التشدد حتى التزهد والتأله وأوضح معنى هذا التدين قائﻼ : كانت قريش و عامة ولدمعد بن عدنان على بعض دين إبراهيم يحجون البيت ويقيمون المناسك ويقرون الضيت و يعظمون اﻷشهر الحرم وينكرون الفواحش والتقاطع والتظالم و يعاقبون على الجرائم فلم يزالوا على ذلك ما كانوا وﻻة البيت.
( تاريخ اليعقوبي -1 /154 )
-كما يؤكد اﻷزرقي في آثار مكة نصرانية قريش وتدينها في قوله وجعلوا في دعائمها صور اﻷنبياء وصور الشجر وصور المﻼئكة . فكان فيها صورة إبراهيم الخليل وصورة عيسى ابن مريم أمه وصور المﻼئكة .
-لما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله البيت وأرسل الفضل بن العباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم ثم أمر بثوب فبل بالماء و أمر بطمس تلك الصور فطمست وقال ووضع كفيه على صورة عيس ابن مريم و أمه عليهما السﻼم وقال: أمحوا جميع الصور إﻻ ما تحت يدي فرفع يديه عن صورة بن مريم وأمه.( أخبار مكة وما جاء فيها من آثار لﻸزرقي -1 165 )
- يقول ابن قتيبة : أن النصرانية كانت في ربيعة وغسان وبعض قضاعة.( المعارف ﻷبن قتيبة الدينوري ص 621 )
- ويقول اليعقوبي في تنصر تميم وربيعة وبني تغلب وطيء ومذحج وبهراء وسليخ وتنوخ ولخم ( تاريخ اليعقوبي -1 257 )
- يشهد الجاحظ بقوله : كانت النصرانية قد وجدت سبيلها بين تغلب وشيبان وعبد القيس وقضاعة وسليخ والعباد وتنوخ ولخم وعاملة وجزام وكثير بن بلحارث بن كعب .( كتاب الحيوان للجاحظ -7 216 )
2- من النصارى الى الأبيونية :
الأبيونيين وهي فئة من اليهود المتنصرين التحقوا بالمسيح ورأوا فيه نبيا عظيما من اﻷنبياء ﻻ يعترفون بألوهيته بل يقولون أنه رجل كسائر الرجال جاءه الوحي بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان أو بالأحرى أن المسيح المبدأ اﻷزلي دخل يسوع يوم عماده وفارقه يوم استشهاده تقوم رسالته على التعليم والتبشير دون الفداء والخﻼص ويقبل اﻻبيونيون انجيل متى وحده ويسمونه اﻻنجيل حسب العبرانيين وهو نفسه انجيل متى اﻵرامي ولكنه ناقص ومحرف ومزيف كما يشهد ابيفانوس.
يقول جواد علي :
عقيدة اﻷبيونيين بقوله عنهم يعتقدون بوجود الله الواحد خالق الكون وينكرون رأى بولس الرسول في المسيح ويحافظون على حرمة السبت ويوم الرب ويعتقد أكثرهم أن المسيح بشر مثلنا امتاز على غيره بالنبوة وبأنه رسول الله وهو نبي كبقية من سبقه من اﻷنبياء المرسلين ... وبعضهم أنكر الصلب المعروف وذهبوا إلى أن من صلب كان غير المسيح وقد شبه على من صلبه وظن أنه المسيح حقا ورجعوا إلى انجيل متى بالعبرانية .
كانت التعاليم الابيونية ظاهرةً جداً في مكة من خلال :
1- الصيام شهرا كامﻼ في السنة وعلى إطعام الجياع والرأفة بالمساكين وعلى التخلي عن الناس واﻻنقطاع إلى الله والتفكر فيه (اﻷصفهاني في اﻷغاني 3 - 113)
2-ويقوم أيضا على اعتزال عبادة اﻷوثان واﻻمتناع عن أكل الذبائح المقربة إليهم وقراءة الكتب المقدسة والتأمل في قصصها .(طبقات ابن سعد 1 - 85)
3-اﻷخذ بالختان والحج إلى البيت والغسل من الجنابة وتحريم الخمرة وما اهل لغير الله .
(لسان العرب 10 - 402 الكشاف 1 - 178 الطبرسي 1 - 467 تفسير الرازي 13 - 57 و 14 - 10 و 17 - 171 تفسير الطبري 3 - 104 تاج العروس 6 - 77 لفظة حنف القرطبي 4 - 109 القاموس 3 - 130 ابن خلدون 2 - 707 وغيرهم)
فقد دعيَّ هؤلاء الابيونيين بالأحناف ونجد جلياً قصة كل من ورقة بن نوفل وزيد بن نفيل وعبيد الله ابن جحش وعبد المطلب وعثمان بن الحويرث وفي تحنثهم في وتعبدهم في غار حراء وقيل ابو بكر أيضاً وخديجة كانوا منهم. .فيما سبق نجد أن الرسول محمد خرج من مجتمع نصراني - ابيوني في الجزيرة العربية ويبدو أنه قد تأثر بهذا المحيط حتى اعتقد أن الإنجيل العبراني المعمول به من قبل هذه الملل هو الإنجيل الوحيد و الصحيح والباقي كله محرف وباطل.
أما طريقة الترجمة التى قام بها القس ورقة للأنجيل العبراني من الارامية الى العربية ، فلا تعني ترجمة حرفية ودقيقة ، كما هو الحال اليوم ؛ بل كانت في الحقيقة كما يقول القرآن العربي نفسه : " تفصيلاً " ، و " تصريفاً " ، و " تيسيراً " و " تذكيراً " ، و " تصديقاً " .... هذه الطريقة كانت متبعة في القديم في الاوساط النصرانية ، وفي الكتب المقدسة نفسها . وللدلالة على ذلك " يكفي أن نقابل بين متى 4 / 15 وأشعيا 8 / 23 – 9/ 1 ؛ ومتى 12 / 17 وأشعيا 42 / 1-4 " . وهذه الطريقة في الترجمة هي " أقرب الى التفسير اللآهوتي و الدفاعي منها الى الترجمة بالمعنى الصحيح " . انها بلا ريب ، طريقة المترجمين الاقدمين ، كما هي طريقة القس ورقة في نقله الانجيل بحسب العبرانيين من الارامية الى العربية . " ولقد كان هنالك مدرستان للترجمة ، أو نوعان من المدارس التفسيرية : المدرسة الحرفية Midrachim darchani تتبع آيات التوراة آية فأية ، والمدرسة التفصيلية Midrachim parchani تتبع المعنى الموجود في مقاطع الكتاب " .
******************************
إنجـيل القس ورقة و قرآنه