Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 تفسير / شرح إنجيل متى الاصحاح الثامن عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مقدمة تفسير متى
تفسير (مت 1: 1- 17
تفسير  (مت 1: 18
تفسير (مت 1: 19 - 24)
تفسير (متى 2: 1- 12
تفسير (مت 2: 13 - 23
تفسير (مت  3: 1-6
تفسير (مت 3: 7-12
تفسير (مت 3: 13-17
تفسير (متى 4 : 1- 11
تفسير (متى 4: 12- 17)
تفسير (متى 4: 18- 25
تفسير (متى5: 1-  12
تفسير (مت 5: 13- 26
تفسير  (متى 5: 27- 48
تفسير متى 6: 1- 15
تفسير متى 6: 16- 34
تفسير متى الإصحاح7
تفسير متى الإصحاح 8
تفسير متى 9: 1- 17
تفسير متى 9: 18- 38
تفسير متى 10: 1- 23
تفسير متى 10: 24- 42
تفسير متى الإصحاح 11
تفسير متى 12: 1- 21
تفسير متى 12: 22- 50
تفسير متى 13: 1- 32
تفسير متى 13: 33- 58
تفسير متى الإصحاح14
تفسير متى 15: 1- 20
تفسير متى 15: 21- 39
تفسير متى الإصحاح16
تفسير متى الإصحاح17
تفسير متى الإصحاح18
تفسير متى الإصحاح19
تفسير متى الاصحاح20
تفسير متى 21: 1- 22
تفسير متى 21: 23- 46
تفسير متى 22: 1- 22
تفسير متى 22: 23- 46
تفسير متى 23: 1- 22
تفسير متى 23: 23- 39
تفسير متى 24: 1- 22
تفسير متى 24: 23- 51
تفسير متى الإصحاح25
تفسير متى 26: 1- 25
تفسير متى 26: 26- 46
تفسير متى 36: 47- 75
تفسير (مت 27: 1- 26)
تفسير (مت 27 : 27- 44)
فسير (مت 27 : 45- 66)
تفسير متى الفصل 28
جدول بالتآريخ والحكام  بإسرائيل ومصر
إقتباسات متّى من العهد القديم
Untitled 8095
Untitled 8102
Untitled 8410

فيما يلى تفسير / شرح الإنجيل كما رواه متى الإصحاح الثامن عشر 

تقسيم فقرات الإصحاح  الثامن عشر  من إنجيل متى
1. الملكوت وتواضع الطفولة (مت  18: 1-5)
الطفولة في المسيح
2. المحبّة وعثرة الصغار (مت 18: 6-14)
3. المحبّة والعِتاب (مت  18: 15-20)
لماذا نذهب للمخطئ ولا ننتظر مجيئه؟
4. المحبّة الغافرة (مت  18: 21-22)
5. مثل الملك المترفِّق والعبد الشرّير (مت  18: 23-35)

تفسير انجيل متى الاصحاح الثامن عشر

الأعظم في ملكوت السماوات  (متى 18: 1- 10)

 الأعظم في ملكوت السماوات
 

تفسير (متى 18: 1) : 1 في تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين: «فمن هو اعظم في ملكوت السماوات؟»


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ " ورد فى إنجيل مرقص هذا النقاش بتفصيل أكثر فقال " جاء الى كفرناحوم. واذ كان في البيت سالهم " (مر 9: 33) أى فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ أي قرب زمن المعجزة في كفرناحوم سأل يسوع تلاميذه  : " لهم: «بماذا كنتم تتكالمون في ما بينكم في الطريق؟»  فسكتوا لانهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو اعظم. " (مر 9: 34)
2) " تَقَدَّمَ ٱلتَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ:"  قال مرقس أن سؤالهم هنا نتيجة سؤاله إياهم عن موضوع مشاجرتهم في الطريق (مرقس ٩: ٣٣). ويُحتمل أن التلاميذ الذين تجادلوا ليسوا الذين سألوه هنا، وأن هؤلاء المتجادلين سكتوا خجلاً، فسأل التلاميذ الآخرون المسألة إلى المسيح.
3) "  مَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ؟"  مَنْ هُوَ أَعْظَمُ الخ لم يفهم التلاميذ حقيقة ملكوت المسيح فظنوه ملكا أرضياً لا سماوياً، وقائدا سياسياً لا روحياً، وتوهموا أنه عند يملك يفعل كسائر الملوك في تعيين موظفين مختلفين ليدبروا أمور المملكة فأرادوا أن يكون لهم مكانة وسلطة ووظيفة هامة فى هذه المملكة  ،  فكان جدالهم في الطريق وسؤالهم المسيح هنا أن يعطيهم يسوع بكلمة مكانة وموقع هذه الوظيفة الأولى بعد المسيح! لقد ظن التلاميذ أن ملكوت المسيح هو مملكة أرضية ولعل قول المسيح (في متّى ١٦: ٢٨) حملهم على أن يتوقعوا ظهور ملكوته في الحال. وبقي جدالهم في من هو الأفضل إلى قرب موت المسيح (متّى ٢٠: ٢٠ ) (لوقا ٩: ٤٦ الخ ) وداخلهم فكر: من عسى ان يكون اعظم فيهم؟ 47 فعلم يسوع فكر قلبهم واخذ ولدا واقامه عنده ( لوقا ٢٢: ٢٤) وكانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر. " . ونقاش التلاميذ هنا يرينا أن أقرب الناس إلى المسيح وأفضلهم فى المسيحية على الإطلاق  لم يخلو من نقصٍ إذ جميعنا خطاة ويعوزنا مجد الله.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

تفسير (متى 18: 1) : وفي تلك الساعة تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين فمن هو أعظم في ملكوت السموات ؟ “
 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أكرم المسيح بطرس بقوله ” عني وعنك ” و ” طوباك يا سمعان ” فدب مرض الغيرة في قلوب التلاميذ ولانهم استحوا ان يكشفوا مرضهم ويقولوا لعل بطرس أعظم منا قدموا هذا السؤال . ويعرف ذلك من قول الانجيلي ” انه في تلك الساعة التي قال فيها لبطرس ادعني عنك ” . أما مرقس فلم يقل انهم سألوا بل افتكروا . وأما نحن فنقول ان المرض تولاهم مرة ومرتين ففكروا أولاً في قلوبهم كما يقول مرقس ولوقا ثم سألوا بفمهم كما يقول متى .

 تفسير (متى 18: 2) : فدعا يسوع اليه ولداً واقامه في وسطهم 

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذه طريقة أخرى للتعليم الذى لا ينسى بمضى الزمن بالصوت والصورة ليريهم المسيح شريعة  ملكوته وأنها تختلف عن قوانين الأرضية فإذا كانت القوانين الأرضية تسمح ب حب الرئاسة والكبرياء فإن السمائية قوانينها المحبة والتواضع ، فدعا ولداً من  الذين يلعبون حوله وأقامه في وسطهم ليبين لتلاميذه (بواسطة صفات بساطة الأولاد االتى تشبه روح المسيح) ماذا يجب أن تكون الصفات الضرورية للمسيحي الحقيقي.

يرجح ان يكون الولد معروفا بروحه بساطته لكل من فى كفر ناحوم ليكون نموذج حى لما يجب عليه أن يكون المسيحى الذى يأمل فى مكانه فى ملكوت السموات ويفترض بعض المفسرين أنه ولد بطرس ولكن لا يوجد دليل على ذلك

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

  فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان الصبي الذي دعاه واقامه كان صغيراً وبريئاً من الامراض المعيبة وقال قوم ان اغناطيوس النوراني الذي صار بطريركاً على انطاكية هو ذاك الصبي وهو الذي شاهد الملائكة يرتلون جوقتين فأدخل هذا النظام في ترتيل الكنائس . أما سؤال التلاميذ فلم يعجب المسيح فحول أفكارهم من الظن ان العظمة تنال قبل الامتحان الى تمثيل الصفات المؤهلة للعظمة الحقيقية وهي السذاجة والطهارة فأقام صبياً في وسطهم وقال.
 

تفسير (متى 18: 3) : وقال : “ الحق أقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات .


 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا "  ماضي ناقص مبني للمجهول احتمالي. زمن الماضي الناقص يتضمن المعنى بتصرف حاسم ،  هناك عنصر من الإحتمال الإختيارى . المبني للمجهول كان يدل ضمنا (يو 6: 33 و 65)  لا يقدر احد ان يقبل الي ان لم يجتذبه الاب الذي ارسلني، وانا اقيمه في اليوم الاخير. ..  فقال:«لهذا قلت لكم: انه لا يقدر احد ان ياتي الي ان لم يعط من ابي».

"يرجع" تشير إلى الرجوع عن الخطية ونبذها بالتوبة الداخلية وتغيير أسلوب الحياة (NJB, NRSV .

فى (يو 12: 39- 40) لهذا لم يقدروا ان يؤمنوا. لان اشعياء قال ايضا:  «قد اعمى عيونهم، واغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فاشفيهم». هذه الكلمة أقتبست من (أش ٦ :١٠) ،حيث تشير إلى "التوبة" الكلمة العبرية (shub ،996 BDB . التواضع والبساطة تماثل  الإهتداء للإيمان الصافى بدون شوائب في (مت ١٨ :٤) فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الاعظم في ملكوت السماوات. "  الأولاد ببراءة يثقون بالآخرين ويعتمدون عليهم ومطيعين للسلطة (هنا السلطة الإلهية).

تَرْجِعُوا أي تتغيروا عن فكركم  وشهوة نفوسكم فى حب الرئاسة وحب الذات والكبرياء. والكلمة اليونانية المترجمة «ترجعوا» تشير إلى الاستمرار على إصلاح السيرة. ، وعن الاهتمام بأمور هذا العالم إلى الاهتمام إلى «مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ الله» (كولوسي ٣: ١) .

(مزمور ١٣١: ٢ ) بل هدات وسكت نفسي كفطيم نحو امه نفسي نحوي كفطيم " لقد تكرر إستعارة الرب يسوع عن صفات الأولاد فى الإنجيل عدة مرات (متّى ١٩: ١٤) اما يسوع فقال: «دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السماوات».  (مرقس ١٠: ١٤ ) فلما راى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم: «دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله. 15 الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله»" (لوقا ١٨: ١٦ ) اما يسوع فدعاهم وقال: «دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله. 17الحق اقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله».   (١بطرس ٢: ٢ )وكاطفال مولودين الان، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به، 
2) " مِثْلَ ٱلأَوْلاَد"  لا في الجهالة  (١كورنثوس ١٤: ٢٠) ايها الاخوة، لا تكونوا اولادا في اذهانكم، بل كونوا اولادا في الشر، واما في الاذهان فكونوا كاملين"  ولا في التقلب (أفسس ٤: ١٤)  كي لا نكون في ما بعد اطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم، بحيلة الناس، بمكر الى مكيدة الضلال.  " بل

(١) في التواضع خاصة (مت 18: 4) 

(٢) الثقة بكلام أبيهم، والاقتناع بما قسم لهم والاتكال على عنايته (متّى ٦: ٣١) فلا تهتموا قائلين: ماذا ناكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس؟

(٣) الطاعة لأمر الآب (١بطرس ١: ١٤) كاولاد الطاعة، لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم، " وفي حُب التعليم منه (١بطرس ٢: ٢)  وكاطفال مولودين الان، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به،

(٤) الصدق والخلوص (١كورنثوس ١٤: ٢٠). ايها الاخوة، لا تكونوا اولادا في اذهانكم، بل كونوا اولادا في الشر، واما في الاذهان فكونوا كاملين"
3) "  فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ" معنى منفي مضاعف قوي، "أبداً، ولا بأي شكل من الأشكال". لاحظوا أيضاً
أن الدخول إلى الملكوت هو لكل من سمع يسوع وتجاوب معه فى الحال . الإيمان بيسوع ورسالته هو بمثابة دخول الملكوت كان متاحا معه

4) " فَلَنْ تَدْخُلُوا" لم يكن هذا جواباً لسؤالهم عمن هو الأعظم في ملكوت السماوات بل شرط دخول الملكوت والحصول على مكان ومكانه فيه فلا يمكن دخول ذلك الملكوت بدون القيام به مطلقاً. وهدف إجابة يسوع هذه هو إهمال طلبهم بمكانة ومنصب ووظيفة فى ملكوته وبين لهم الأسمى والأعظم من ذلك وهو استئصال كل أفكار الافتخار والسلطة ومحبة الذات وكل أمل بذلك من قلوب تلاميذه. لو كان قصد المسيح أن يجعل بطرس رئيس االتلاميذ وخليفته لأعلن عن هذا، بل إن الذي قاله ينافي أنه أراد أن يجعل أحداً من تلاميذه رئيساً للآخرين. وأجابهم المسيح ليست إجابة على سؤالهم بل هو إمتنع عن الإجابة على سؤالهم ، تنبيهاً على أن هذا هو الأولى أن يسألوا عنه، لأنهم سألوه عمن هو الأعظم في ملكوت السماوات، فأجابهم عن شرط الدخول إلى ذلك الملكوت لأنه هو الأهم. وبين لهم في جوابه أن رغبتهم فى الرياسة التي أظهروها في سؤالهم إن اصروا عليها منعتهم وستمنعهم من دخول ملكوته السماوي.

حق انظر الموضوع الخاص على مت ٥ :١٨

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
وهذا دواء الداء الذي استولى على افكارهم وكأنه يقول تسألوني من هو الاعظم في الملكوت فأجيبكم هو الطاهر الوديع الذي يحاكي الطفل في نقاء القلب وسذاجته ودعته .

  تفسير (متى 18: 4) : فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فذاك فهو الاعظم في ملكوت السموات .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَه" في هذه العبارة جواب المسيح بصورة عملية لا تمحى من الأذهان عبر السنين  لسؤال الرسل وهو أن الأعظم في ملكوت السماء هو من كان أكثر تواضعاً مثل الأطفال (أى أمامكم هذا الصبى الذى تعرفون سلوكه وبساطته وطاعته وإحترامه للكبار ومحبته لأقرانه ولعبه معهم . هذه الآية مفتاح من مفاتيح باب الملكوت
2) " مِثْلَ هٰذَا ٱلْوَلَدِ " أى أوقف المسيح الولد في وسطهم ليكون مثلاً للتواضع والطاعة والخضوع والسلوك الذى يريدة صاحب الملكوت كشرط لمن يريد أن يدخل الملكوت ، خاصة لأن معظم اختلاف الأولاد الصغار عن البالغين هو في التواضع، لأن الكبرياء لا تكون قد نمت في قلوبهم. ومثال المسيح نفسه أفضل شرح لمعنى كلامه هنا لأنه «إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ ٱللّٰهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلّٰهِ. لٰكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ ٱلنَّاسِ وَإِذْ وُجِدَ فِي ٱلْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى ٱلْمَوْتَ مَوْتَ ٱلصَّلِيبِ» (فيلبي ٢: ٦ - ٨) والتواضع في غسل أرجل تلاميذه (يوحنا ١٣: ٣، ٥، ١٢ - ١٥).
3)  " ٱلأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ يلزمنا الرجوع أى التغيير فى سلوك النفس بالبساطة فى الأطفال حينئذ سننال مكانا عظيما فى الملكوت السمائى ونسمع حينئذ ذلك الصوت الذى يقول لنا تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم نعم سنكون عظماء فى ملكوت أبينا إن صرنا مثل الأطفال فى تعاملاتنا مع بعضنا البعض وأعظم من يوحنا الذى هو أعظم مولود ولدته النساء  " هذا هو الذي كتب عنه ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك.28 لاني اقول لكم انه بين المولودين من النساء ليس نبي اعظم من يوحنا المعمدان.ولكن الاصغر في ملكوت الله اعظم منه " (لو27:7-28)ء
لم ينل هذ
ه المكانة الأعظم أو الأغنى أو الأقدر إلا الأكثر تواضعاً،  ينال المقام الأول في السعادة والمجد. فتواضع المؤمنين فضيلة . و مما قيل في ١كورنثوس ١٥: ٣٩ - ٤١ يتضح ما يمتاز بعض القديسين عن البعض في المجد.
 

تفسير (متى 18: 5) : ومن قبل ولداً واحداً مثل هذا باسمي فقد قبلني .

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
وضع المسيح شرطا لدخول ملكوت السموات هو مفتاح باب الملكوت وهو أن يتغير الكبار ويرجعوا ويصيروا مثل الأطفال وقد يظن أن من يكون متضع كالأولاد الصغار فى البساطة لا يقبله أحدٌ ، ولكن من يقرأ تعاليم المسيح الذى قال فى موضع آخر : " كونوا بسطاء كالحمام حكماء كالحيات " وقد يظن أنه عندمايصيرون كالأطفال يكونون عرضة للإهانة والظلم ـ ولكن قال المسيج هذه الآية ليضع إحتراما لكل من يبشر بإسمه وقبولا لكل من يكرز بإنجيله لأنه يتكلم بكلام المسيح فكل من يقبله يبقل المسيح ومن يقبل المسيح يقبل الرب ذاته ، وما أعظم إحترام الأقباط لكهنتهم وأساقفتهم  .
1) " وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِدا مِثْلَ هٰذَاً" وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هٰذَا أي أحد أولاد الرب الروحيين الذى ين آمنوا بالمسيح ربا وإلها وصاروا أبناء له وهذا وفق قوله «مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي» (متّى ١٠: ٤٠) وقوله: «بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ» (متّى ٢٥: ٤٠) فهذا الوعد العظيم وضع لينظم المسيح العلاقة بين أراد شعبه لم يقتصر على جنس من أمة واحدة في زمن واحد، بل هو مطلق عام بين كل الأمم وكل الشعوب . فمن عادة الناس الافتخار بعظمة من يزورهم من الأغنياء وأرباب المناصب والترحيب بهم، ولكن من قبل مسيحياً باسم المسيح حُسب أنه قبل يسوع المسيح  ملك الملوك وإبن الرب الحى.
2) " بِٱسْمِي" أي من أجلي أى بإسم يسوع ، أى من أجل علاقته وإيمانه بى بي وأنه تلميذ لي. فليس المقصود من يقبل الضيوف ليشتهر بالكرم، أو لمجرد الشفقة عليهم بل هو إحترام وتقدير للرب ذاته .  وإعتبارهم كملائكة الرب (العبرانيين 13: 2) لاَ تَنْسَوْا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ."  غلاطية (٤: ١٤) وتجربتي التي في جسدي لم تزدروا بها ولا كرهتموها، بل كملاك من الله قبلتموني، كالمسيح يسوع  
3) " يقَبِلَنِي: " أي كل لطف يوجَّه إلى أحد تلاميذ المسيح لأجله يُحسب أنه وُجه للمسيح نفسه، فيجازيه باعتبار ذلك. فأعلن بما ذكر اعتباره لتلاميذه وعنايته الخاصة بهم إحتراما وتقديرا وإعاشة .متّى ١٠: ٤٢ من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني."   ويوحنا ١٣: ٢٠ الحق الحق اقول لكم: الذي يقبل م ارسله يقبلني، والذي يقبلني يقبل الذي ارسلني».

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي ان الذين يكرمون الودعاء مثل الصبي اياي يكرمون .
 

تفسير (متى 18: 6) : ومن أعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " َمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ "  تعنى تعثر فى حجر أو شئ بارز فى الأرض  فوقع .. وكلمة أعثر مسيحى من البسطاء تعنى أعثر عن قصد أو غير قصد  وتعنى أعثر فى لغة الإنجيل
 أي جعله يخطئ من إحدى طرق العثرة التالية  (متّى ٥: ٢٩).  فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. (مرقس ٩: ٤٢ الخ ) ومن اعثر احد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر. 43 وان اعثرتك يدك فاقطعها. خير لك ان تدخل الحياة اقطع من ان تكون لك يدان وتمضي الى جهنم الى النار التي لا تطفا 44 حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفا. 45 وان اعثرتك رجلك فاقطعها. خير لك ان تدخل الحياة اعرج من ان تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفا 46 حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفا. 47 وان اعثرتك عينك فاقلعها. خير لك ان تدخل ملكوت الله اعور من ان تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار " ولوقا ١٧: ١، ٢  وقال لتلاميذه: «لا يمكن الا ان تاتي العثرات ولكن ويل للذي تاتي بواسطته! 2خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر من ان يعثر احد هؤلاء الصغار ورومية ١٤: ١٣ الخ  فلا نحاكم ايضا بعضنا بعضا، بل بالحري احكموا بهذا: ان لا يوضع للاخ مصدمة او معثرة. 14 اني عالم ومتيقن في الرب يسوع ان ليس شيء نجسا بذاته، الا من يحسب شيئا نجسا، فله هو نجس. 15 فان كان اخوك بسبب طعامك يحزن، فلست تسلك بعد حسب المحبة. لا تهلك بطعامك ذلك الذي مات المسيح لاجله. 16 فلا يفتر على صلاحكم، 17 لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا، بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس. 18 لان من خدم المسيح في هذه فهو مرضي عند الله، ومزكى عند الناس. 19 فلنعكف اذا على ما هو للسلام، وما هو للبنيان بعضنا لبعض. 20 لا تنقض لاجل الطعام عمل الله. كل الاشياء طاهرة، لكنه شر للانسان الذي ياكل بعثرة. 21 حسن ان لا تاكل لحما ولا تشرب خمرا ولا شيئا يصطدم به اخوك او يعثر او يضعف. 22 الك ايمان؟ فليكن لك بنفسك امام الله! طوبى لمن لا يدين نفسه في ما يستحسنه. 23 واما الذي يرتاب فان اكل يدان، لان ذلك ليس من الايمان، وكل ما ليس من الايمان فهو خطية.
2) "  هٰؤُلاَءِ ٱلصِّغَارِ" أي تلاميذي الذين أصبحوا مثل الأولاد المتواضعين، أولادي الروحيين البسطاء الذين يضطهدهم الناس ويعتدون عليهم . وفي هذا العدد طمأنينة لأولاد الرب المؤمنين بإسمه من ذلك الخطر، لأن فيه تأكيداً لهم أن الله يحرسهم ويدافع عنهم.

و(رو ١٥: ١ - ٣ ) فيجب علينا نحن الاقوياء ان نحتمل اضعاف الضعفاء، ولا نرضي انفسنا. 2فليرض كل واحد منا قريبه للخير، لاجل البنيان. 3 لان المسيح ايضا لم يرض نفسه، بل كما هو مكتوب:«تعييرات معيريك وقعت علي». . و١كورنثوس ٨: ٩ الخ ولكن انظروا لئلا يصير سلطانكم هذا معثرة للضعفاء. 10 لانه ان راك احد يا من له علم، متكئا في هيكل وثن، افلا يتقوى ضميره، اذ هو ضعيف، حتى ياكل ما ذبح للاوثان؟ 11 فيهلك بسبب علمك الاخ الضعيف الذي مات المسيح من اجله. 12 وهكذا اذ تخطئون الى الاخوة وتجرحون ضميرهم الضعيف، تخطئون الى المسيح. 13 لذلك ان كان طعام يعثر اخي فلن اكل لحما الى الابد، لئلا اعثر اخي و١: ٣٢، ٣٣ و٢تيموثاوس ١: ٦) الخ  فلهذا السبب اذكرك ان تضرم ايضا موهبة الله التي فيك بوضع يدي، 7 لان الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح.

هذا مشابه للتوكيد في مت ١٠ :٤٠ .لاحظوا أيضاً مت ٢٥ :٣٥ -٤٥)ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم. 35 لاني جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فاويتموني. 36عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فاتيتم الي. 37 فيجيبه الابرار حينئذ: يارب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك؟ 38 ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك؟ 39 ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك؟ 40فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.

  لو ١٠ :١٦؛  الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني».

أع ٩ :٤؛ وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة ان يوثق جميع الذين يدعون باسمك».  و١ كور ٨ :١٢

3) "   ٱلْمُؤْمِنِينَ بِي "  هم الذين يعترفون بأني المسيح ويؤمنون بأنى مخلصاً لهم. وقوله «المؤمنين بي» هو وصف صادق للمسيحي الحقيقي من جهة الإيمان. نعم إن المسيحي يصدق الأنبياء والرسل والقديسين والملائكة، ولكنه يؤمن بالمسيح.
4) "  فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ" وهنا يستعير المسيح أبشع طريقة للموت حتى يبين لسامعية أنه مع أنها بشعة إلا أنها أفضل من عثرة الناس نه لو مات منتحرا سيحاسب عن نفسه فقط ولكن إن مات بعد أن يعثر الناس سيحاسب عن نفسه والنفوس التى أعثرها لأن الدينونة لها تبعات أبدية (مت ٢٥ :٣١ -٤٦ )  «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. 32 ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء 33 فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. 34 ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم. 35 لاني جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فاويتموني. 36عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فاتيتم الي. 37 فيجيبه الابرار حينئذ: يارب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك؟ 38 ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك؟ 39 ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك؟ 40فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم. 41 «ثم يقول ايضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته 42 لاني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني. 43 كنت غريبا فلم تاووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني. 44 حينئذ يجيبونه هم ايضا: يارب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك؟ 45 فيجيبهم: الحق اقول لكم: بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا. 46 فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية»

  هناك عبارة أخرى"خير له" نجدها في (٢ بط ٢ :٢٠ -٢٢ )   لانه اذا كانوا، بعدما هربوا من نجاسات العالم، بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح، يرتبكون ايضا فيها، فينغلبون، فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل. 21 لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من انهم بعدما عرفوا، يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم. "
5) " حَجَرُ ٱلرَّحَى وَيُغْرَقَ" كانت هذه تشير إلى حجر كبير تسحبه الحيوانات لأجل طحن الحبوب أي أفضل له أن يموت قتلاً من أن يكون سببا لمعثرة وسقوط غيره في الخطية وهاوية الهلاك الأبدي، كما أن الموت الزمني أفضل من الموت الأبدي، وكذلك الطرح في بحيرة الماء خيرٌ من الطرح في بحيرة النار والكبريت (رؤيا ١٩: ٢٠).

6) " فِي لُجَّةِ ٱلْبَحْرِ"  معنى لجة باللغة العربية ماء كثير تصطخب أمواجُه  في عرض البحر أو أعماقه، أي بعيداً عن البر حيث البحر عميق. فهذا النوع من القصاص (أي الإغراق في البحر) اعتاده المصريون واليونانيون والرومان، وإستعار المسيح هذا النوع من الموت ليوضح بانه بالرغم من مدى فظاعة هذا العقاب إلا أنه أرحم من الموت الأبدى  وهذا يعنى هنا أن موتاً مؤكداً كهذا أفضل من نتيجة إغواء أحد تلاميذ المسيح البسطاء الضعفاء الذين أعلن المسيح هنا أنهم مؤمنين به ومن يقبلهم يقبله ، وأنه لا يمكن أن يتعرض أحدٌ لهم بشرٍ دون أن يعاقب. ونستنتج من هنا أن أقل إغواء يمكن اعتباره من أفظع الآثام.
ويقول مفسر آخر أن اليهود كانوا يخافون من الماء، كما كان الكثير من شعب البرية. ولذلك، فإن هذه العبارة كانت ترتبط بالموت الجسدي الفظيع الذي كان أفضل من قيادة المؤمنين الجدد إلى الخطيئة (مت ١٨ :٨ -١٠؛ رو ١٤ .(انظر : درجات الثواب والعقاب على مت .١٢ :٥

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
كذلك الذين يسيئون الى الودعاء مثل هذا الصبي فاني أجلب الإساءة عليهم اضعافاً . والمقصود من كلمة الشك السب والاحتقار . ولم يقل ان يعلق حجر الرحى في عنقه بل أجدر له لو علق وذلك ليبين وخامة الشر والعقوبة المتربة عليه . ثم وجه كلامه الى العامة فقال :

 تفسير (متى 18: 7) : ويل للعالم من العثرات ! فلا بد ان تقع العثرات ، ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة !

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
١كورنثوس ١١: ١٩ ) لانه لا بد ان يكون بينكم بدع ايضا، ليكون المزكون ظاهرين بينكم.  و٢تسالونيكي ٢: ٣ - ١٢ ) لا يخدعنكم احد على طريقة ما، لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا، ويستعلن انسان الخطية، ابن الهلاك، 4 المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى الها او معبودا، حتى انه يجلس في هيكل الله كاله، مظهرا نفسه انه اله. 5 اما تذكرون اني وانا بعد عندكم، كنت اقول لكم هذا؟ 6 والان تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته. 7 لان سر الاثم الان يعمل فقط، الى ان يرفع من الوسط الذي يحجز الان، 8 وحينئذ سيستعلن الاثيم، الذي الرب يبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه. 9الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة، وبايات وعجائب كاذبة، 10 وبكل خديعة الاثم، في الهالكين، لانهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. 11 ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب، 12 لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سروا بالاثم.

(و١تيموثاوس ٤: ١ - ٣ ) ولكن الروح يقول صريحا: انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان، تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين، 2 في رياء اقوال كاذبة، موسومة ضمائرهم، 3مانعين عن الزواج، وامرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق.

و٢تيموثاوس ٣: ١ الخ ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة، 2 لان الناس يكونون محبين لانفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، 3 بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، 4 خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات دون محبة لله، 5 لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها. فاعرض عن هؤلاء. 6 فانه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت، ويسبون نسيات محملات خطايا، منساقات بشهوات مختلفة. 7 يتعلمن في كل حين، ولا يستطعن ان يقبلن الى معرفة الحق ابدا. 8 وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء ايضا يقاومون الحق. اناس فاسدة اذهانهم، ومن جهة الايمان مرفوضون. 9 لكنهم لا يتقدمون اكثر، لان حمقهم سيكون واضحا للجميع، كما كان حمق ذينك ايضا.

و٢تيموثاوس ٤: ٣، ٤ )  لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم، 4 فيصرفون مسامعهم عن الحق، وينحرفون الى الخرافات

ويهوذا 1: 4) لانه دخل خلسة اناس قد كتبوا منذ القديم لهذه الدينونة، فجار، يحولون نعمة الهنا الى الدعارة، وينكرون السيد الوحيد: الله وربنا يسوع المسيح.  

ومتّى ١٣: ٤١، ٤٢ ) فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم: 41 يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الاثم 

(مت ٢٦: ٢٤ ) ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد».

و٢بطرس ٢: ٣، ٢١)  ولكن، كان ايضا في الشعب انبياء كذبة، كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا. 2 وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يجدف على طريق الحق. 3وهم في الطمع يتجرون بكم باقوال مصنعة، الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى، وهلاكهم لا ينعس. 4 لانه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد اخطاوا، بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم، وسلمهم محروسين للقضاء، 5 ولم يشفق على العالم القديم، بل انما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر، اذ جلب طوفانا على عالم الفجار. 6 واذ رمد مدينتي سدوم وعمورة، حكم عليهما بالانقلاب، واضعا عبرة للعتيدين ان يفجروا، 7وانقذ لوطا البار، مغلوبا من سيرة الاردياء في الدعارة. 8 اذ كان البار، بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم، يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالافعال الاثيمة. 9 يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة، ويحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين، 10 ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة، ويستهينون بالسيادة. جسورون، معجبون بانفسهم، لا يرتعبون ان يفتروا على ذوي الامجاد، 11 حيث ملائكة­ وهم اعظم قوة وقدرة ­ لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم افتراء. 12 اما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة، طبيعية، مولودة للصيد والهلاك، يفترون على ما يجهلون، فسيهلكون في فسادهم 13 اخذين اجرة الاثم. الذين يحسبون تنعم يوم لذة. ادناس وعيوب، يتنعمون في غرورهم صانعين ولائم معكم. 14 لهم عيون مملوة فسقا، لا تكف عن الخطية، خادعون النفوس غير الثابتة. لهم قلب متدرب في الطمع. اولاد اللعنة. 15 قد تركوا الطريق المستقيم، فضلوا، تابعين طريق بلعام بن بصور الذي احب اجرة الاثم. 16 ولكنه حصل على توبيخ تعديه، اذ منع حماقة النبي حمار اعجم ناطقا بصوت انسان. 17 هؤلاء هم ابار بلا ماء، غيوم يسوقها النوء. الذين قد حفظ لهم قتام الظلام الى الابد. 18 لانهم اذ ينطقون بعظائم البطل، يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة، من هرب قليلا من الذين يسيرون في الضلال، 19 واعدين اياهم بالحرية، وهم انفسهم عبيد الفساد. لان ما انغلب منه احد، فهو له مستعبد ايضا! 20 لانه اذا كانوا، بعدما هربوا من نجاسات العالم، بمعرفة الرب والمخلص يسوع المسيح، يرتبكون ايضا فيها، فينغلبون، فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل. 21 لانه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من انهم بعدما عرفوا، يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم. 22 قد اصابهم ما في المثل الصادق:«كلب قد عاد الى قيئه»، و«خنزيرة مغتسلة الى مراغة الحماة».

 

1) " وَيْلٌ " كلمة عذاب، وفي الأصل اليوناني كلمة أسفٍ وإنذار. وتعنى باللغة العربية كَلِمَةٌ تَأْتِي لِحُلُولِ الشَّرِّ وَالعَذَابِ -

ويل للعالم .. ويل لذلك الإنسان .. وضعت فى شكل ادبى تميز بها أنبياء  العهد القديم بترنيمة جنائزية ترمز لدينونة الرب (مت 11 : 21- 24)  «ويل لك يا كورزين! ويل لك يا بيت صيدا! لانه لو صنعت في صور وصيداء القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديما في المسوح والرماد. 22 ولكن اقول لكم: ان صور وصيداء تكون لهما حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لكما. 23 وانت يا كفرناحوم المرتفعة الى السماء ستهبطين الى الهاوية. لانه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت الى اليوم. 24 ولكن اقول لكم: ان ارض سدوم تكون لها حالة اكثر احتمالا يوم الدين مما لك».

(مت 18: 7) ( مت 23: 13 و 15 و 16 و 23 و 25 و 27 و 29) ( مت 24: 19) ( مت 26: 24) ( لو 17: 1- 2) ومن يعثر المؤمنين الحديثى الإيمان ينال عقابا أبديا

وتكرر هذا الفعل "ويل" فى إنجيل متى (مت 5: 29 و30) (مت 11: 6) ( مت 13: 21 و 57) ( مت 17: 27) ( مت 18: 6 و 8 و 9) (مت 24: 10) ( مت 26: 31 و 33)
2) " لِلْعَالَمِ"  أي للسكان الذين يعيشون فى العالم فى أى زمان وأى مكان .
3) " من العثرات:" 

هذا الإسم نفسه (skandalon ,لو ١٧ :١ ) استخدم في  للإشارة إلى توبيخ وإنتهار بطرس للمسيح "  فالتفت وقال لبطرس: «اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس»(مت ١٦ :٢٣ ).

"العثرة" إنه يشير حرفيا إلى الفخ الذي يُنصب للحيوانات (السبعينية LXX من (عاموس ٣ :٥ ) هل يسقط عصفور في فخ الارض وليس له شرك.هل يرفع فخ عن الارض وهو لم يمسك شيئا

.(المؤمنون الجدد منيعون على الخداع والإنخداع من قِبل المعلمين الكذبة  اليهود الذى كانوا يناقشون المسيح  وفيما بعد الكذابين المسيحيين المعلمين الهراطقة ضد المسيح  ( 1 تيم 4: 1- 5) (2 تيم 14- 16) (2 تيم 3: 1- 9) ( 2 بط 2)  (مت 7: 15- 27)«احترزوا من الانبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة! 16 من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا؟17 هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية 18لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. 19كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. 20 فاذا من ثمارهم تعرفونهم. 21 «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات. 22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ 23 فحينئذ اصرح لهم: اني لم اعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الاثم! 24 «فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. 25 فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر. 26 وكل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. 27 فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط وكان سقوطه عظيما!».

ويبين المسيح أن تلاميذة وشعبه المؤمنين به سيعانون من نوعين من العثرات

أولا : العثرات الخارجية .. وهى

 أ. العهد القديم .. اليهود ( المعلمين والفريسيين والكتبة والصدوقيين والهيرودسيين .. ألخ والكهنة ورؤساء الكهنة  )

ب. العهد الجديد فى المسيحية ( المعلمين الكذبة والأنبياء الكذبة والهراطقة )

ثانيا : العثرات الداخلية ..

 اتخذ المسيح ذكر خطية إعثار أحدٍ من تلاميذه وسيلة إلى ذكر كثرة تجارب الإثم التي حدثت في الأرض وستحدث. وهي سبب ضيقات المؤمنين بالمسيح والإهانة له. لأن عدم إستصغار النفس وجعلها مثل الأولاد أوقدت نار الخصام بين الإخوة، والبدع في الكنيسة، والحروب بين الممالك، وأسالت دموع الحزن والشقاء في الدنيا، وكانت سبب هلاك النفوس في الأخرى. كانت أول المعاثر العظمى التي حدثت في بداية خلق البشر فى العالم وأعظمها سقوط آدم، فبعثرته سقط كل الجنس البشري في الخطية والشقاء منذ آدم إلى الآن. ومنها ما أتاه بلعام العراف الآرامي (عدد ٣١: ١٦ ورؤيا ٢: ١٤) وما فعله يربعام ملك إسرائيل. وذُكر في الكتاب نحو ثلاثين مرة أنه «جعل إسرائيل يخطئ» ومنها ما أجراه بعض القياصرة الرومان من اضطهاد الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد. ومنها ما ارتكبه ديوان التفتيش في القرون المتوسطة، فإنه سفك دماء القديسين وأجراها على الأرض كالماء. ومن أصحاب المعاثر من أنشأوا الهرطقات في الكنيسة كأريوس وبيلاجيوس وسوسنيوس وغيرهم ممن كانوا داخل الكنيسة. ومن أصحاب المعاثر الكفرة، وهم خارج الكنيسة، فإنهم اجتهدوا أن يبطلوا إيمان، المؤمنين ومنهم فولتير وروسو وهيوم وأمثالهم. ومن أرباب العثرات الذين لحب الدراسة أوقدوا نيران الحروب في الأرض، فأتلفوا أموال الناس وحياتهم ونفوسهم. ومن المعاثر العظمى المسكرات فإنها أهلكت أكثر ممن أهلكتهم الحروب كلها، ومنها الكتب الضارة ومعاشرة الأشرار، ومنها سوء تربية الوالدين لأولادهم، وسوء سيرة المدعين أنهم مسيحيون، ومنها الخصومات بين الإخوة والنميمة فإنها تنزع سلام الكنيسة وفائدتها للغير.
4) " فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ ٱلْعَثَرَاتُ"
 
فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ قال ذلك تأكيداً
لحدوثها وللوقوع فيها أحيانا ، لا ليبيِّن أن تلك العثرات تحدث إجباراً أو صدفةً، ولا أنه من الجائز حدوثها. وأن حدوثها ناتجٌ عن أن هذا العالم هو عالم التجربة والخطية، وأن الشيطان يجرب دائماً، وأن من جنوده الأشرار وهم كثيرون. وأفضل الناس ضعفاء وجهلاء مائلون إلى الإثم لشهوات الجسد الباقية فيهم. ولهذه الأسباب كلها كان لا بد من إتيان العثرات التي يستحيل الهرب منها تماماً، فيسمح الله بوقوعها لامتحان الصالحين (دانيال ١١: ٣٥ )  وبعض الفاهمين يعثرون امتحانا لهم للتطهير وللتبييض الى وقت النهاية.لانه بعد الى الميعاد " ( و١كورنثوس ١١: ١٩).لانه لا بد ان يكون بينكم بدع ايضا، ليكون المزكون ظاهرين بينكم. "
5) " َلٰكِنْ وَيْلٌ لِذٰلِكَ ٱلإِنْسَانِ ٱلَّذِي بِهِ تَأْتِي ٱلْعَثْرَةُ"
وَيْلٌ لِذٰلِكَ ٱلإِنْسَانِ الخ هذا يبين أن
ذلك الإنسان الذى يضغ العثرات أمام المؤمنين ، فهو يضع الإثمٌ لهم إما بتجميلة كالهراطقة أو من هم غير المؤمنين الذين يضطهدون المسيحيين حتى يفعلوا الإثم أو ينكروا الإيمان . هم ناس مسهم الفكر الشيطانى ولذلك يحاسب الله كل مجرِّب، وليس لمجرِّب عذرٌ في القضاء الإلهى لأن الرب لا ينزع اختيار الإنسان أو حريته، وهو لا يُجبر أحداً على أن يخطئ أو أن يضع عثرة أمام غيره. فإن لم يتب عوقب كما يستحق. ولا يفارق العقاب الأثيم كما لا يفارقه ظله وهو يسير في ضوء الشمس!

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يريد بالعالم الناس الاشرار والخطأة الذين يجلبون الشكوك كما قال القديس ساويرس . ويريد بالشكوك القتال الخصومة الضربات القتل الزنى السرقة وغير ذلك . وقد جرت عادة الكتاب ان يسمي الناس الاشرار عالماً كقوله ” لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ( يو 15: 19 ) لان العالم كله قد وضع في الشرير ( ايو 5: 20 ) وكقوله لينقذنا من العالم الحاضر الشرير ( غلا 1: 4 ) وقد تنبأ له المجد بوقوع الشكوك وأعطاهم الويل ليحذرهم من غائلتها ويجعلهم مستيقظين ونبه التلاميذ أيضاً لانه يرسلهم الى القتال داخلاً وخارجاً . ثم ان الانسان متروك لحريته وارادته الذاتية فاذا وقعت منه المعاثر والشكوك وقع تحت طائلة اللوم والمسؤولية . وبقوله ” لابد ان تقع الشكوك ” لم يسلب منهم حريتهم لكنه لما كان قد سبق فرأى بواسع علمه استحكام ذلك الداء الوبيل ليس له شفاء في قلوب أهل العالم تنبأ بوقوع الشكوك . فمثلهم معهم مثل الطبيب الذي يهتم بالمريض ويصف له العلاج الناجع فاذا عمل بأمره شفي والا رزح تحت أثقال مرضه وحينئذٍ يحق للطبيب ان يقول الويل لفلان من مرضه . ورب معترضٍ يقول اذا كان لا بدّ من وقوع الشكوك فكيف يمكن الخلاص منها ؟ فنجيب ان الشكوك لا بدّ ان تقع ولكن الهلاك غير محتم وباب الخلاص غير موصد فاذا قال الطبيب ان فلاناً لا بدّ من معاناته تباريح المرض لم يستلزم ذلك موته ضرورة لان سبيل الخلاص لا يزال مرجواً فمن لم يهتد اليه حق عليه الموت والهلاك فالناس بحسب حريتهم فريقان مهتد وضال والشكوك لا بدّ من وقوعها فمن اعترته اسقامها وغفل وتهاون حل به الهلاك ومن استمسك بعرى النجاة وسهر على مقاومة التجارب بقوة الروح نجا من الداء ونال الشفاء . ويقول البعض ان قوله لا بدّ ان تقع الشكوك يطلق عن آلام سيدنا وموته لان هذه الحوادث كان وقوعها محتماً ويستدلون على ذلك من قوله عن حبة الحنطة ان لم تمت لم تأت بثمر . ومن قول بولس الرسول ” لكي بموته يبطل الذي بيده عز الموت وهو ابليس ( عب 2 : 14 22 ) وكما ان موته كان عن ضرورة وابطاله الموت كان أيضاً عن ضرورة فتجديد جنسنا أيضاً عن ضرورة . ولكن لا يلزم عن ذلك ان فاعلي الاثم يفعلونه عن ضرورة لان لهم حرية الاختيار ولذلك أعطى الويل لذلك الذي على يده تقع الشكوك أما زعم البعض ان خيانة يهوذا كانت عن ضرورة فباطل لأنه لو صح هذا الوهم لما كان قد شق بطنه وخنق نفسه . وقوله ” عن يديه تقع الشكوك ” يعني منه لان قد جرت عادة الكتاب ان يقول بيديه او بواسطته عوضاً عن منه كقوله ” صادق الذي هو بيده دعيتم ” يعني منه . والويل المذكور هنا هو موجه للمضلين الذين يلقون العثرات في طريق السذج فيضلون السبيل ويتزعزع إيمانهم .
 

تفسير (متى 18: 8) : فإن اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها والقها عنك . فخير لك ان تدخل الحيوة وأنت اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية ولك يدان او رجلان .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
تكررت هذه الآيات فى ( مرقس ٩: ٤٣ الخ ) ( لوقا ١٤: ٢٦ الخ ) ( لو ١٨: ٢٢، ٢٣ ) ( متّى ١٩: ٢١، ٢٢ ) ( لوقا ٩: ٢٣ الخ ) ( عبرانيين ٤: ١١ ) ( رؤيا ٢١: ٢٧)
الايتين (مت 18: 9و 10) (فإن ... إن ) هاتان جملتان شرطيتان فئة أولى يفترض أنهما صحيحتان من وجهة نظر الكاتب أو لأجل أغراضه الأدبية. تصاريح َ
المسيح الفرضية هذه  تشدد على خطورة الخطيئة الشخصية، وكذلك على الخطأة الذين يسببون عثرة للآخرين وشدة عقاب الذين يعثرون  ا (مت ١٨ :٦ ,٧ً )
بعد أن حذر المسيح تلاميذه من أن يكونوا عثرة لغيرهم ولو من أضعفهم، أخذ يحذرهم من
أسباب السقوط التى تواجههم من كشهوة الجسد التي تحارب الروح وتحطمها.  إن أعز أعضاء جسد الإنسان لديه هي سبب تعديه شريعة الرب ووصاياه وأنه لو حدث مثل ذلك كان خيراً للإنسان أن يخسر تلك الأعضاء من أن يخطئ بها. وهو يعني أنه خيرٌ للإنسان أن يخسر يداً أو عيناً ويذهب إلى جهنم. ومعناه أن ترك الخطية التى  تحدث باليد والعين وغيرها من أعضاء الجسم  صعبٌ على الإنسان مثلما يصعب عليه خسارة أحد أعضائه. وألأفضل تركها
1) "  فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ" إن هذا المجاز قوي جداً، ولا يؤخذ المعنى  بحرفية الكلام بل بروحه . فكثيرا ما كان يستعمل المسيح المجاز والإستعارة ليبسط لتلاميذه الصيادين تعاليمه وقصد المسيح أن يرينا هول ما تقترفه اليد أو العين أو أي الأعضاء الأخرى بسبب عصياننا كلمة الرب وتعاليمه ووصاياه .
2) " إِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ... عَيْنُكَ " استعمل المسيح هذا المجاز قبلاً في وعظه على الجبل راجع (متّى ٥: ٢٩، ٣٠ ) فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. 30 وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. " وأشار به هناك إلى تعدي الوصية السابعة، وأراد به هنا الخطايا عامة. فإعادة شرح  المسيح هنا تعاليمه العامة وجعله خاصا للتلاميذ لا بد أن له هدف فى أن نعرف ماذ يعيقنا عن دخول ملكوت السموات وهو العثرة  .

3) " ٱلنَّارِ ٱلأَبَدِيَّةِ " أي عقاب كل من يفضِّل التمتع بالخطية على تركها والاتحاد بالمسيح. وفي ذلك بيان أن عقاب الأشرار لا نهاية له.

 تفسير (متى 18: 9) : وان اعثرتك عينك فاقلعها والقها عنك . فخير لك ان تدخل الحيوة اعور من ان تلقى في جهنم النار ولك عينان .

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمَ ٱلنَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ"
تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ أَعْرَجَ... أَعْوَرَ ليس المراد بذلك أن الجسد يقوم في اليوم الأخير بلا شيء من أعضائه، لأن الناس يقومون كاملي الأجساد (١كورنثوس ١٥: ٤٢ - ٤٤). فأورد ذلك بالمعنى الروحي الرمزي، لأن القطع والقلع المذكورين هنا ليسا حرفيين، إنما المقصود بهما الإشارة إلى اعتزال الإنسان ا
المال والشهوة وتعظم المعيشة التي تجذبه إلى الخطية من الأعمال والصداقة واللذات التي هي عزيزة لديه كأعز أعضاء جسده. فخيرٌ له أن يتركها كلها وينال السماء من أن يتمتع بها هنا ويهلك أخيراً.

راجع موضوع أبدى

راجع موضوع جهنم

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
من هنا تعلم ان الشكوك لا تأتي عن ضرورة بل عن الارادة . فان كان لك أخ او محب ولو كقرب يدك منك ورأيت منه ما يشككك في طريق الإيمان والحق فاقطعه . وكذلك ان وجد في الكنيسة أخ بدا منه ما يعثر الآخرين فلا تشفق عليه بل اقطعه لانه خير لك ان تصير غريباً عن الاخ الممثل بالعين لتدخل الملكوت . والا فاذا جاريته وقعتما كلاكما في جهنم .
 

تفسير (متى 18: 10) : انظروا ، لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار ، لأني أقول لكم : ان ملائكتكم في السموات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السموات
.

 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذ
ه الآية تتبع الآية السادسة   وفيه تحذير من الكبرياء واحتقار الصغار من المؤمنين (متّى ١٠: ٤٢).
1) " اُنْظُرُوا " معنى أنظر باللغة العربية تمحص وأدرس وتأمل وفكر وهنا ينبه المسيح إلى خطأ فيقول بما معناه أنظروا لا تقعوا فى تجربة خفية وهي الكبرياء واحتقار أولاده الروحيين، حتى لا تسقطوا إنتبهوا وذلك مثل قوله في متّى ١٦: ٦ ولوقا ١٢: ١٥.
2) " لاَ تَحْتَقِرُوا " أي: إياكم أن تستهينوا أو تزدروا بأحد من يؤمن بى فكراً أو قولاً أو فعلاً  إنكم تعثروهم وتهلكوهم وتبعدوهم عن الإيمان بى  (رومية ١٤: ١ - ٣، ١٣، ١٤).
3) " هٰؤُلاَءِ ٱلصِّغَار" أي أولاد المسيح الروحيين المؤمنين بإسمه ، وسُموا صغاراً إشارة إلى ضعفهم وأنهم تغير سلوكهم متبعين سلوك المسيح وسماهم صغارا أى صغاره وإلى رقة قلب المسيح عليهم فكما كان يريد أن يجمع ألاده اليهود تحت جناحية كما تجمع الدجاجة صغارها هكذا يريد فى عهده الجديد (مت 23: 37) «يا أورشليم، يا أورشليم! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا! ."ما أعظم عناية المسيح بالمؤمنين ، فقد أطلق عليهم لقب «هؤلاء الصغار» وأوصى المسيح رسله بهم، فأعلن أن يحرسهم الملائكة المأذون لهم أن يدخلوا إلى حضرة الملك السماوي ليرجعوا من لدنه بالرحمة والبركة لهم
4) " أَقُولُ لَكُمْ " أي عن يقين أن ما يأتي حقٌ لا وهمٌ يهودي.
5) "  مَلاَئِكَتَهُمْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ " مَلاَئِكَتَهُمْ أي ملائكة حقيقيين وهم أرواح خادمة "أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14) يرسلهم الرب ليحفظوا محبيه من الشر (تكوين ٣٢: ١، ٢ و٢ملوك ١٩: ٣١ ومزمور ٣٤: ٧ و٩١: ١١، ١٢ وأعمال ٢٧: ٢٣ وعبرانيين ١: ١٣، ١٤). ( أستير ١: ١٤ ) ( لوقا ١: ١٩) فاجاب الملاك: «انا جبرائيل الواقف قدام الله وارسلت لاكلمك وابشرك بهذا.

تعتقد الكنيسة الأرثوذكسية بالملاك الحارس متذكرة تحذير السيّد: “اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (متى 10:18). لوقا، في إشارة إلى ملاك بطرس، يشهد لهذا الاعتقاد بين مسيحيي القرون الأولى (أعمال 15:12). هذه الإشارات تشير إلى أنّ الملائكة الحارسين كانوا معروفين جيداً لدى قارئَي متى ولوقا،
ورثت الكنيسة في إيمانها أموراً عديدة من
العقيدة اليهودية، مثل الصلاة للموتى ودور الملاك الحارس. وسجل كاتب المزامير تأملاته حول: “مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ” (مزمور 7:34)، و”لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ” (مزمور 11:91).  الملائكة تقابل الأنبياء مثل إبراهيم في تكوين 18، جدعون في الملوك 6، وأهل شمشون في الملوك 13، يستقبلون ملاكاً “وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ” (عبرانيين 2:13).
ويؤمن اليهود بالملاك الحارس لوجوده في كتاب طوبيا في الترجمة  السبعينية. إنه قصة عائلة يهودية منفية في ما بين النهرين خلال القرن الثامن قبل الميلاد، ولبّ القصة يتعلّق بالرحلة الطويلة التي يقوم بها الشاب طوبيا مرسَلاً من أبيه الأعمى طوبيت. في هذه الرواية، هدف طوبيا الأول من الرحلة هو تحصيل أحد الديون لكي يحفظ العائلة من العوز. وللقصة إضافات تغنيها وتتخطى هدفها بطرق مختلفة، ليس أقلّها إيجاد طوبيا لزوجة تقية.
قبل مباشرة طوبيا بالرحلة، زاره وأهله غريبٌ عَرَض أن يكون دليلاً له في الطريق، ونهاية القصة تحدّد هذا الغريب برافائيل “أحد الملائكة السبعة الواقفين والداخلين في حضرة مجد الرب” (طوبيا 15:12).
لا تتمّ هذه الرؤيا حتى نهاية الكتاب أي عند نهاية الرحلة. وهكذا، طوبيت وعائلته، بالرغم من عدم معرفته لهوية رافائيل الحقيقية، فإن طوبيت يشير بسخرية مرتين إلى “ملاك صالح” سوف يرافق ابنه في الرحلة (16:5 و21). على المثال نفسه، عند انتهاء الرحلة، ولكن قبل أن يعرف هوية رافائيل، بارك طوبيت “ملائكة الله القديسين” (14:11). طوبيا سافر برفقة ملاك حتى من دون أن يعرفه.
الرحلة التي
قام رافائيل بقيادة طوبيا فيها، من نينوى إلى راجيس ميديا، كانت طويلة  حوالي المئتي ميل وأغلبها في الجبال. مع هذا، في أقدم مخطوط موجود حالياً لكتاب طوبيت (المخطوط السينائي)، قد أدرجَت يد الناسخ ملاحظة بأن الرحلة كان تتطلب يومين فقط! إذا تذكرنا أن جيش الإسكندر السريع، كما ذكر بلوتارخوس، احتاج لعشرة أيام لاجتياز هذه المسافة، فلا بد أن تُفهَم قوة السفر مع رفيق من الملائكة. وقد جلبا معهما كلب العائلة، وهكذا نجد طوبيا مسافراً مع رفيق ملائكي ورفيق حيوان، يمثلان عالمَي الروح والحياة الجسدية… يخبرنا القديس إيرونيموس أنّه نقل كناب طوبيا من اليونانية إلى اللاتينية في ليلة واحدة… وهو قد رأى في رحلة طوبيا رمزاً لرحلة الإنسان في العالم، عودة إلى البيت الأبوي…
إن تعليم الإنجيل هو أننا لا نقوم بهذه الرحلة بمفردنا، بل يرافقنا “ملاك سلام، مرشد أمين، حافظ نفوسنا وأجسادنا”.
6) " كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" ومعنى  قول الملاك هنا كما ورد فى ( لوقا ١: ١٩ ) «أنا جبرائيل الواقف أمام الله» أى أنهم الملائكة الذين يحرسون المؤمنين هم ملائكة الحضرة، وهم أعظم الملائكة رتبة. يرسلهم الرب لخدمة المؤمنين به ويشبه المسيح في هذا البلاط الملكي فإن أصحاب الرتبة الأولى يقفون في المكان الأقرب إلى الملك، ولهم أن يروا وجهه (أستير ١: ١٤ و١ملوك ١٠: ٨ وأمثال ٢٢: ١٩ وإرميا ٥٢: ٢٥ ودانيال ١: ٥ ولوقا ٢١: ٣٦). فغاية المسيح في هذا أالتعليم بان الرب يهتم يمن يؤمن به : (١) أنه إن كان أعظم الملائكة لا يحتقرون هؤلاء الصغار، فلا يجوز أن إخوتهم المؤمنين يحتقرونهم. (٢) إن مقام ملائكتهم يُظهر مقامهم عند الرب. فإذاً المكرمون عند الله في السماء لا يجوز أن يهينهم إنسان على الأرض.
.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لا يعني بالصغار صغار القامة بل المحسوبين عند العالم صغار المقام ولكنهم عند الله مكرمين فهؤلاء يجب علينا اكرامهم والا نحتقر احد . ان الملائكة يصحبون حميع الناس لحراستهم كما قال الذين كانوا في بيت مريم ام يوحنا الملقب مرقس عن بطرس ” انه ملاكه ” ( اع 12: 15 ) . وقال ابينا يعقوب الملاك الذي خلصني من كل شرتك 48 : 16 وقال الرسول لذلك ينبغي للمرأة ان يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة ( اكو 11: 10 ) ثم انه أراد بقوله ” وجه ابي ” ان يخبرهم عن الدالة التي لهم عند الله وعما يخصهم الله من المكاشفة حيث تعاين ملائكتهم أعمال أبيه السماوي نحو مخلوقاته

تفسير انجيل متى الاصحاح الثامن عشر

مثل الخروف الضائع (متى 18: 11- 14)

مثل الخروف الضائع

تفسير (متى 18: 11) :
لأن ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك .
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
أورد المسيح في هذا العدد سبباً ثانياً
بإعتبار احتقار المسيحيين لأحد إخوتهم الصغار عثرة لهم ، وهناك سببين لذلك أولهم أن ملائكة السماء يحرسونهم، الثانى هو : أتى ابن الإنسان الذي هو ابن الرب من السماء ليخلصهم. فمع أنهم كانوا أثمة معرضين للهلاك تألم المسيح ومات من أجلهم وآمنوا به وأعطاهم الغفران ، فصاروا أبناء للرب  وأولاد الملك .
1) " مَا قَدْ هَلَكَ"  أي من كانوا تحت الدينونة لخطاياهم، وهذا يعنى أن من يحتقر أحد المسيحيين ويرزلهم وهم صغار الرب وأبناؤه وأحباؤة ويعثرهم فيكن هذا العمل مضاد لعمل الرب أى عمل شيطانى متّى ٩: ١٢، ١٣ ) فلما سمع يسوع قال لهم: «لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى. 13 فاذهبوا وتعلموا ما هو: اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة». ( لوقا ٩: ٥٦ )  لان ابن الانسان لم يات ليهلك انفس الناس بل ليخلص». فمضوا الى قرية اخرى. ( لو ١٩: ١٠ ) لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك».  ( يوحنا ٣: ١٧ )  لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. ( يو ١٢: ٤٧ )  وان سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا ادينه، لاني لم ات لادين العالم بل لاخلص العالم.  ( ١تيموثاوس ١: ١٥)  صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول: ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا.

 (١) أن الله يعتبر العالم بأسره في حال الهلاك، لا رجاء له في نجاةٍ من نفسه

(٢) لم يأتِ المسيح ليملك مُلكاً أرضياً، ولا لمجرد التعليم والتهذيب، بل ليخلّص الأثمة من الهلاك.
هذه الآية ليست في المخطوطات اليونانية القديمة L ،B ،א، أو النصوص اليونانية التي استخدمها أوريجنس، أوفسافيوس وجيروم. ولا هي أصلياً من متى. إنها إضافة
أقتبست من من (لو ١٩ :١٠) على يد ناسخين أوائل. UBS 4 موجودة في الإصدارات القبطية والسريانية. وربما لم تكن جزءاً يعطي احتمال إقصائها نسبة أرجحية متوسطة

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يشير الى موته الذي جاء من أجله حتى يموت على الصليب بالجسد ليحيي الانسان الهالك بالخطيئة

تفسير (متى 18: 12)  : ماذا تظنون ؟ ان كان لإنسان مئة خروف ، وضل واحد منها ، أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
"إن" كلتا الآيتين (مت 18: 12و 13) جملة شرطية فئة ثالثة، ما يعني عملاً مستقبليا ًمحتمل
أورد المسيح في هذين ألايتين سبباً ثالثاً بإعتبار احتقار الصغار من أخوة المسيح الروحية عثرة لهم ، وهو قيمتهم العظيمة في عيني الآب السماوي الذي لا يريد أن يهلك أحد منهم حتى ولو ضل ، ويفرح بخلاصهم من الهلاك.
1) " مَاذَا تَظُنُّونَ؟ " أي احكموا وقرروا بعد أن تسمعوا هذا المثل حسب اختباركم، واستنتجوا منه ما هو شعور المسيح الراعى من جهة من كان هالكاً وخلص. ثم أن المسيح ذكر هذا المثل مرة أخرى (لوقا ١٥: ٤ - ٦). «اي انسان منكم له مئة خروف واضاع واحدا منها الا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لاجل الضال حتى يجده؟ 5 واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا 6 وياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم: افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال. 7 اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة». ويوحنا ١٠: ١١ الخ "
2) " إ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا "  يشير هذا المثل  بالمؤمنين الذين ضلوا  عن الطريق وتاهوا عن القطيع وبعدوا عن الكنيسة بسبب خطيتهم  ثم رجعوا إلى بسبب بحث الراعى عنهم وإقناعهم بالعودة  يجب على المؤمنين أن يساعدوا َبعضهم بعضا يستردوا بعضهم بعضاً (غل ٦ :١ -٣ .) في لو ١٥ :٤ -٧ هذا المثل نفسه يشير إلى الفريسيين الّضالين روحياً والمتكلين على البّر ً الذاتي. هذا يظهر أن يسوع استخدم نفس الأمثال بطرق مختلفة وو ّجه حديثه فيها إلى جماهير مختلفة

عندما يكون القطيع كبيراً لا ينتبه الراعي في الحال لضياع خروف منه. ولكن هذا الراعى الأمين يعرف خرافه ويعتنى بهم ويعرف صفاتها وماذا تريد يطعمهم ويشربهم ويهتم بهم .
حذر المسيح تلاميذه في ألاية (مت 18: 6)  من أن لا يُعثروا أحداً من الصغار، وحذرهم في ألآية  (مت 18: 10) من احتقار أحدٍ منهم. فإن كان الراعي الصالح يعتني بخروف واحد من قطيعه السماوي فكذلك يجب أن يعتني تلاميذه بصغار المؤمنين وكذلك المؤمنين يجب أن يهتمون بصغارهم .
3) "  أَفَلاَ يَتْرُكُ ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ"  ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ إن قصد المسيح بالتسعة والتسعين الذين لم آمنوا ولم يضلوا ،هؤلاء هم الأصحاء  «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى»
4) "  عَلَى ٱلْجِبَالِ"  حيث المرعى والمشرب عَلَى ٱلْجِبَال أي حيث يأمن عليهم.
5) "  وَيَذْهَبُ يَطْلُبُ ٱلضَّالَّ؟" 
يتعب الراعى من أجل نقاذ رعيته ويقاسى الراعي الصالح السماوي وفيه إشارة إلى تجسد المسيح   وىلامه ليعطى جسده ودمه غفرانا للخطايا (يوحنا ١٠: ١٥) من التعب والألم بالاعتناء والتفتيش عن الهالكين من الناس ليخلصه
م.

تفسير (متى 18: 13) : وان اتفق ان يجده ، فالحق اقول لكم : انه يفرح به اكثر من التسعة والتسعين التي لم تضل .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 لا يجوز لأحد أن يحتقر أو يعثر من ضل من المؤمنين صغار النفوس بل يفتش المسيح عنه ويعتني به ويفرح به .

1) " وَإِنِ ٱتَّفَقَ أَنْ يَجِدَهُ، فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ" أى إن حدث وأن وجده أى أنه يوجد إمكانية ألا يجد هذا الهروف التائه من رعيته ولكن وضع شرطا بوجود التائه أى  إن وجد الراعى خروفه فرح الراعي بالخروف الذى تاه من رعيته  بقدر ما حزن واضطرب عليه وهو ضال. فالتسعة والتسعون لم تكن عرضة للخطر، فلم يكن وجودها في أمنٍ موضوع فرح خاص. لذلك يفرح الله بالخطاة الراجعين إليه أكثر مما يفرح بالملائكة الذين لم يضلوا. وكثيراً ما يذكر الكتاب المقدس زيادة الفرح في السماء بنجاة الهالكين من البشر (إشعياء ٥٣: ١١ ) ( ميخا ٧: ١٨ ) ( لوقا ١٥: ٧، ١٠ ) ( عبرانيين ١٢: ٢). ونتيجة كل ذلك أنه

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يسمي المسيح نفسه انساناً والخراف الملائكة وبني البشر والذي ضل من الخراف هو الجنس البشري واما التسعة والتسعين فهم الملائكة الكثيرو العدد . واما الجبال فيقصد بهم السماوات . وقوله ” يمضي في طلب الضال ” أي انه صار انساناً وطلب آدم الضال ومات عوضه وقوله ” يفرح به اكثر من التسعة والتسعين ” يفيد وجوب اكرام الصغار . كما انه اذا كان لاحد خراف وضل احدها فيترك البقية ويمضي طالباً ذلك الضال . فان كان الله هكذا يفرح بالصغار حين يجدهم فكيف نحتقر نحن الذين يهتم بهم الله .
 

تفسير (متى 18: 14) : هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في السموات ان يهلك احد هؤلا الصغار .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
سر تجسد المسيح هو خلاص الإنسان من الهلاك الأبدى  (يوحنا 17: 12)  حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك. الذين اعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب"  لهذا شدد المسيح على عقاب الذى يعثر أخيه عقابا أبديا شديدا وتحريم إعثار أحد إياه أو احتقاره. وأن من يفعل ذلك يخالف قصد الله وعمله. (لوقا ١٢: ٢) فليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف. (يوحنا ٦: ٣٩، ٤٠ ) وهذه مشيئة الاب الذي ارسلني: ان كل ما اعطاني لا اتلف منه شيئا، بل اقيمه في اليوم الاخير. 40 لان هذه هي مشيئة الذي ارسلني: ان كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية، وانا اقيمه في اليوم الاخير». (يو ١٠: ٢٧ الخ) خرافي تسمع صوتي، وانا اعرفها فتتبعني. 28 وانا اعطيها حياة ابدية، ولن تهلك الى الابد، ولا يخطفها احد من يدي. 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل، ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي. 30 انا والاب واحد» فيصح لنا أن نستنتج مما ذكر من أمر إرادة الآب أن الذين يموتون في الطفولة يخلصون لأنهم داخلون في قوله «هؤلاء الصغار» وإلا ما جاز أن يشبِّه الناجين من البالغين بالصغار. كما أننا نستنتج أيضاً أن الأطفال لم يخلصوا لطهارتهم، بل لأن المسيح أتى ليخلّصهم حسب قوله في عدد ١١.

وفيما ما يلى المواضيع المتعلقة بالهلاك من إنجيل متى  : -   

1- الموت (مت 2: 13) وبعدما انصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: «قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك. لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه» (مت 12: 14) فلما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه

2- االذين لهم صورة التقوى ( مت 7: : 21) «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات

3- المثابرة  والصبر على الشدائد بسبب الإيمان (الإضطهاد) (مت ١٠ :٢٢ وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
فان كانت ارادة الآب ان لا نهلك لكنه يفرح برجوعنا فكيف نحن البشر نحتقر من هم مثلنا
ويزيد لوقا على ذلك قوله
لو 15: 8 أم اية امرأة اذا كان لها عشرة دراهم فاضاعت منها درهماً واحداً لا توقد سراجاً وتكنس البيت وتطلبه باهتمام حتى تجده
وهنا أنث اللاهوت فكنى عنه بامرأة كما كنى عنه بالحكمة وكذلك اليونان يؤنثون أقانيم الثالوث . وكما ان المرأة والدة البنين هكذا الله خالق المخلوقات وكما ان المرأة هي رحيمة على ابن احشائها هكذا الله يترحم على مخلوقاته . العشرة دراهم كناية عن الملائكة والعشرة تدل على الكثرة والدرهم الضائع هو الجنس البشري والسراج هو جسده الذي اناره بهاء لاهوته . ويراد بالبيت العالم وبالمحبين والجيران الملائكة الذين يفرحون بالخطاة التائبين وقد سماهم محبيه لانهم يعملون ارادته . وقد سماهم جيرانه لا لمناسبة المكان لكن لانهم روحانيون وغير مجسمين . ثم يسمى جسده سراجاً والعالم بيتاً لان جسد الابن قد اضاء للعالم بالتعليم وبعمل الآيات والمعجزات ازيد مما يضي السراج البيت .
 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثامن عشر

ان أخطأ اليك أخوك (متى 18: 15- 20)

ان أخطأ اليك أخوك

1 - اذهب إلى المسيء وتكلم إليه بشكل شخصي بينك وبينه  (مت ١٨ :١٥ ) 

2 - خذ شاهداً أو اثنين واذهب إليه ثانيةً

3 - اعرض المسألة أمام الجماعة كلها

4 - اقطع الشركة معه هذه الإرشادات لم تكن مو ّجهة

تفسير (متى 18: 15) :
اذا أخطأ اليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما . ان سمع لك فقد ربحت اخاك .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
في آيات ٧ - ١٤ حذَّر المسيح تلاميذه وكذلك المؤمنين من إعثار غيرهم من المسيحيين. وأخذ يبين هنا واجبات المسيحيين حين يعثرهم الغير بظلمهم.

فيما يلى سلسلة من جمل شرطية فئة ثالثة، مرتين فى الآية ١٥ ، ومرتين فى الآيتين 16 و 17 ، هذه تشير إلى عمل مستقبلي محتمل
1) "وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْك"  هناك إختلاف في المخطوطات اليونانية هنا. المخطوطات اليونانية الإنشية الكاملة الأبكر للعهد الجديد، B وא، ليس فيها "إليك" بعد " أخطأ". إنها تظهر في المخطوطات الإنشية L, D ،وW ،إضافة  إلى الفولغاتا والترجمات الأرمنية. النص في UBS 4" أخطأ يشملها ويضعها بين قوسين ويعطي احتمال إدخالها نسبة أرجحية ضعيفة.

" أَخُوكَ" فى المسيحية الولادة الأولى تختلف الأمهات اللائى يحملن بنى البشر فى بطونهم   ولكن عندما يولد المسيحى ولادة ثانية يولد من الماء والروح فى جرن المعمودية الذى يكون واحدا فى كل كنيسة وهنا تبدأ قرابة الأخوة فى المسيحية . وربما يعنى هنا أي إنسان ولكن الإصحاح يتكلم المسيح فيه عن معثرة الصغار . وسلوك بعض المسيحيين مع بعضهم ، فهم جميعا إخوته وأبناء أبٍ واحد سماوي. والمراد بالأخطاء هنا الضرر الشخصي لا العدول عن سبيل الإيمان وإنكار المسيح والمسيحية .
2) " فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ " اذهب، أمر مضارع مبني للمعلوم - أى أن المسيح يأمر البريء المظلوم أن يسعى في إصلاح الأمر بذهابه إلى الظالم ليبين له خطأه بدل أن يشكوه إلى الغير أو ينتقم منه أو يحقد عليه، فلا يبقي العداوة له في قلبه. وهذا وفق قول موسى النبي «لا تبغض أخاك في قلبك. إنذاراً تنذر صاحبك ولا تحمل لأجله خطية» (لاويين ١٩: ١٧) وليس في ذلك شيءٌ يحط شرف البريء لأن المسيح أتى من السماء لصلح السائيين مع الأرضيين وإصلاح الأرضيين ليكونوا مع السمائيين

3) " وَعَاتِبْهُ" أمر ماضي ناقص مبني للمعلوم فقط هنا في متى، ولكن لاحظوا استخدامه في يو ٣ :٢٠؛ ٨ :٤٦؛ ١٦ :٨؛ وأستخدمة بولس في (أف 5: 11) (1 تيم 5: 20)  فقد يخطئ بعض الناس إلى البعض عن غير قصد، كما أخطأ أبيمالك إلى إبراهيم (تكوين ٢١: ٢٦). قد يبين العتاب ما يظن أنه كان تعدياً أو ظلماً ولم يكن ، كما وقع بين الثلاثة الأسباط رأوبين وجاد ومنسى وسائر أسباط إسرائيل لبناء مذبح عند الأردن (يشوع ٢٢: ٢٤).و(لوقا ١٧: ٣ ) احترزوا لانفسكم. وان اخطا اليك اخوك فوبخه وان تاب فاغفر له. "
4) "بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ " لأنه إذا عاتبه أمام أحد من الناس حملته كرامته أن يغتاظ من التوبيخ العلني، أو أن يستحي من الاعتراف بالذنب فى العلن ، فيحاول أن يبرر نفسه ويقسي قلبه. ولكن إذا انفرد به سهُل عليه أن يقنعه بالمحبة والحق . لكن إذا لم يكن العتاب بلطف ومحبة وحكمة يتحول الأمر إلى خصام وإنشقاق وإزداد الأمر سوءا وعُمقَ الجرح بدل أن يُشفى. وصُب الزيت على النار بدلاً من  الماء. فلنسمع «أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ» (غلاطية ٦: ١).
5) " إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ" أي أبقيته صديقاً لك بعد ما كنت في خسرانه بسبب الخصومة والعداوة التى كانت ستحدث بينكما بسبب كلمة أو زلة لسان ، وربحته أيضاً خادماً للمسيح، وخلّصت نفسه. لأنك إذا تركته وهو مذنب إليك بدون عتاب فربما بقي في طريق شره بلا توبة وهلك في خطيته. ولكن بمعاتبتك إياه بالمحبة يشعر بخطئه ويتوب (يعقوب ٥: ٢٠).  فليعلم ان من رد خاطئا عن ضلال طريقه، يخلص نفسا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا." وبهذا العتاب اللطيف تربح أخاك .
وهذا هو تجارة الربح والخسارة فى المسيحية . (١بطرس ٣: ١ ) كذلكن ايتها النساء، كن خاضعات لرجالكن، حتى وان كان البعض لا يطيعون الكلمة، يربحون بسيرة النساء بدون كلمة، "

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي انك اذا شتمت أو أهنت وما اسأت ، عليك ان تذهب الى من اهانك وتصالحه وترجعه لانه يستحي ويخجل ان يأتي اليك لان الخجل من الخطيئة يظلم الفكر وقوله ” عاتبه ” اي لا توبخه امام الآخرين بما قد فعل من الاساءة بل وبخه على انفراد . ( وان سمع منك ) أي ان لام نفسه ورجع فتكون قد ربحت ربحاً مضاعفاً .

تفسير (متى 18: 16) : وان لم يسمع ، فخذ معك واحداً او اثنين ، لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ،" الأمر الأول الذى أمر به المسيح هو "إذهب وعاتبه" فإذا رفض العتاب والصلح  وضع المسيح أمرا كخطوة ثانية ذكرها المسيح في هذه الآية  وهو أن يأخذ البريء واحداً أو اثنين من المؤمنين ليقنعوا الظالم بخطيته وينبهوا ضميره ويجعلوه يخجل من عناده. والغاية الأولى من ذلك إرجاع المخطئ بإرشاده إلى التوبة. ولكن إن بقي على عناده كان من أخذه معه شاهداً عليه عند رفع شكوى إلأى جماعة المؤمنين وهم الكنيسة ، وشاهداً للمظلوم ويبرئة بأنه فعل كل ما أمكنه لإزالة الخصومة بطريق المحبة الأخوية والسلام.
2) " لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ "  شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ ذلك حسب شريعة موسى بالعهد القديم في إثبات الدعاوي (تثنية ١٩: ١٥).لا يقوم شاهد واحد على انسان في ذنب ما او خطية ما من جميع الخطايا التي يخطئ بها.على فم شاهدين او على فم ثلاثة شهود يقوم الامر (تثنية ١٧: ٦ ) على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد. "  وأكملت وثبتت الأخذ بشهادة أثنين فى العهد الجديد
 (يوحنا ٨: ١٧ ) وايضا في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق :(٢كورنثوس ١٣: ١ ) هذه المرة الثالثة اتي اليكم.على فم شاهدين وثلاثة تقوم كل كلمة (عبرانيين ١٠: ٢٨) من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رافة. 

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي ان لم تستطع ان تصلحه أعانوك على اصلاحه وليشهد الشهود بانك أكملت الواجب ولم تنقص شيئاً مما يجب .

تفسير (متى 18: 17) : وان لم يسمع لهم فقل للكنيسة ، وان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ٱلْكَنِيسَةِ " ذكر المسيح هنا عدة طرق  الإزالة الظلم والتعدى من مسيحى على آخر فى علاقة بين الأخوة المسيحيين تسودها المحبة والسلام   إذا لم تنفع في ذلك الطرق الثلاثة المذكورة سابقا ، والثالثة فيها  رفع الأمر إلى الكنيسة التي ينتمي إليها العضوان. فإن كانت تلك الكنيسة صغيرة وبعض الأعضاء قريب من بعض يمكن أن تُرفع الدعوى إلى كل أعضائها، وإلا فترفع إلى نواب الكنيسة أو وكلائها. وذلك للحصول على مساعدة الكنيسة لإصلاح المذنب. ولم يُذكر شيء في هذه الآية من أمر تأديب الكنيسة إياه، إنما قُصر على ذكر الواجبات الشخصية في شأن الخلاف.مع ملاحظة هنا ان الايات السابقة أن الخلافات شخصية ولا تدخل فى دائرة التعليم المسيحى (رومية ١٦: ١٧ ) واطلب اليكم ايها الاخوة ان تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، خلافا للتعليم الذي تعلمتموه، واعرضوا عنهم. 
2) " لِلْكَنِيسَةِ." الكنيسة من وجهة نظر المسيحية ليس المكان ولكن هم جماعة المؤمنين بالمسيح ويرجح أن أصل هذه الكلمة هى "كنيس؟ أى مجمع لليهود وعموما راجع (مت 16: 18) ولم تُفهم كلمة "كنيسة" فى المسيحية بشكل كامل إلا بعد يوم الخمسين (العنصرة).
كلمة "كنيسة" تظهر هنا فقط في الأناجيل، ومرتين في إنجيل متى. الكلمة شائعة في أعمال الرسل، ما يظهر أن لوقا كان مدركا للتغير الذى حدث يوم الخمسين
 

كنيسة = بالآرامية كنوشتا، وليست من ekklesia اليونانية ومعناها المجتمع والجماعة. ومنها إشتق التعبير أن الكنيسة جماعة المؤمنين

 المصددر : *كتاب تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية مع ذكر أصلها بحروفه. طبعة ثانية لسنة 1932  المؤلف/ القس طوبيا العنيسي الحلبي اللبناني.  طُبع بإذن الأب العام / جبرائيل العشقوتي ، لسنة 1929

3) "  فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَٱلْوَثَنِيِّ وَٱلْعَشَّارِ" أي تعتبره كالغريب فى تعاملك معه لا تحسبه بعد ذلك أخاً مسيحياً، ولا صديقاً قريباً إليك، بل اعتبره كغيره من الخارجين عن الكنيسة، لأنه تسقط عنه صفة الأخوة بينك وبينه  كما اعتبر اليهود الخارجين عن مجمعهم. ولكن بدون أن يُبغضوا  (١كورنثوس ٥: ٩، ١١ ) كتبت اليكم في الرسالة ان لا تخالطوا الزناة. 10 وليس مطلقا زناة هذا العالم، او الطماعين، او الخاطفين، او عبدة الاوثان، والا فيلزمكم ان تخرجوا من العالم! 11واما الان فكتبت اليكم: ان كان احد مدعو اخا زانيا او طماعا او عابد وثن او شتاما او سكيرا او خاطفا، ان لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا. (٢تسالونيكي ٣: ٦ ) ثم نوصيكم ايها الاخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، ان تتجنبوا كل اخ يسلك بلا ترتيب، وليس حسب التعليم الذي اخذه منا."  يمكنك تجنب مصاحبته لا أن تعاديه أو تضمر له السوء بل اتركه جانباً كإنسانٍ غريب.
متى كُتب بالوحى إلى اليهود. وكان اليهود ينظرون إلى الأمميون أنهم نجسين والعّشارين الذين هم جباة الضرائب من اليهود كانوا مهنةً محتقرة من قبل اليهود لأنهم يتعاملون مع الرومان الأمميون  الأمة المستعمرة لبلادهم (مت ٥ :٤٦) ( مت ٩ :١٠ -١١) ( مت ١١ :١٩ ) هذه العبارة مع مثليها الوصفيين، سيسيء الأمم فهمها، ولذلك فإنها ليست موجودة في الأناجيل الأخرى

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
يراد بالكنيسة الاسقف صاحب الكرسي . ويقول البعض انه يقصد بالكنيسةة جماعة المؤمنين . فان لم يسمع للاسقف ولا للكهنة ولا لجماعة المؤمنين فانه مريض مرضاً لا شفاء له . ويريد بالوثني المتمادي في شروره .

تفسير (متى 18: 18) : الحق أقول لكم : ان كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطاً في السماء ، وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولاً في السماء .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
  هذه الآية ربما كانت تبادلية بمعنى "يمنع" و"يسمح". كانت كلماٍت ّرابية للإشارة إلى فتاوى تشريعية حول طريقة تطبيق الناموس على أحوا ٍل راهنة متغيرة . هذه الكلمات أيضاً تشير إلى مغفرة الخطايا، كما تفعل هنا.(راجع النقاش على مت ١٦ :١٩ .في يو ٢٠ :٢٣ )
1) " الحق " راجع الموضوع على (مت 5: 18)

2)   " أَقُولُ لَكُمْ:" لكم .. يسوع كان يتكلم بصيغة الجمع للتلاميذ كلهم .. وليس لبطرس فقط كما فى (مت 16: 19)

3) " كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى ٱلأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي ٱلسَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى ٱلأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي ٱلسَّمَاءِ"   هذه الآية إشارة لإجماع الكنيسة كجماعة المؤمنين وليس بصورة فردية أو بصورة سرية على رفض أحدهم أو قبوله، ولها الحق أن تفعل ذلك بالسلطة المعطاة لها من المسيح. ومما يؤكد ذلك صيغة الجمع التى وردت فى هذه الآية بقي أن نتأكد من يمثل الكنيسة هل هم الإكليروس وحدهم، أو القسوس والشيوخ، أم هو مجموع أفراد المؤمنين الحقيقيين. ونرى أيضاً أن هذا العدد والذي يليه مبنيان على ما سبق من جهة الذين يعاندون الكنيسة. وما قيل هنا وُجِّه إلى التلاميذ بصورة جماعية  فقط، وخُصَّ بهم دون سائر المؤمنين في غير عصرهم. وكلمات المسيح هنا لكل لاتلاميذ  هو نفس الخطاب الذي خاطب به بطرس قبلاً نائباً عن الباقين من التلاميذ (متّى ١٦: ١٩).واعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات». هذه المفاتيح تعمل إذا كان التلميذ ينفذ تعاليم المسيح ووصاياه وليس بدافع الإنتقام أو العداء أو الحقد أو الكراهية ولا تعمل هذه المفاتيح إذا كان القس أو الكاهن أو الأسقف أو اى رجل من رجال الإكليروس هرطوقى يغير فى الإيمان ويفسد الشعب  بدليل أنه أعطى لبطرس هذه المفاتيح هينها لأنه كان مندوبا عن الرسل بإعلان ألوهية المسيح أنه أبن الرب وهذا الإيمان هو مفتاح من مفاتيح السماء للدخول من الباب للملكوت (يوحنا ٢٠: ٢٣) من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن امسكتم خطاياه امسكت».
4) " يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي ٱلسَّمَاءِ، .... يَكُونُ مَحْلُولاً فِي ٱلسَّمَاءِ" أسماء الفاعل المبنية للمجهول التامة التي فيها مواربة هذه كانت طريقة ملتوية غير  مباشرة لقول شيٍء. هذا المقطع لا يؤكد على مبادرة البشر في المسائل الروحية، بل على تحقيق مشيئة الرب على الأرض بإرشاد الروح القدس لشعب الرب (غل ٦ :١ -١٠ )ايها الاخوة، ان انسبق انسان فاخذ في زلة ما، فاصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرا الى نفسك لئلا تجرب انت ايضا. 2 احملوا بعضكم اثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح. 3 لانه ان ظن احد انه شيء وهو ليس شيئا، فانه يغش نفسه. 4 ولكن ليمتحن كل واحد عمله، وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط، لا من جهة غيره. 5 لان كل واحد سيحمل حمل نفسه. 6 ولكن ليشارك الذي يتعلم الكلمة المعلم في جميع الخيرات. 7 لا تضلوا! الله لا يشمخ عليه. فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا. 8 لان من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا، ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة ابدية. 9 فلا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل. 10 فاذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع، ولا سيما لاهل الايمان. "

والمعنى هنا كانن محدد وهو أنه مهما اعتمدتموه بإرشاد الروح القدس من جهة إبقاء بعض الطقوس الموسوية على الكنيسة، أو نسخ بعض ذلك منها، أو مهما اعتمدتم قبول أعضاء في الكنيسة أو منع بعضٍ منها، كان ذلك مثبتاً في السماء أي عند الرب .

ولا يوجد أحد له السلطة المطلقة لأنه وضعت بصورة جماعية في وضع قوانين الكنيسة أو إجراء التأديب فيها لهذا كان لا بد من المجامع المحلية والمسكونية العالمية لأجراء هذا الحرم والحل وكان أول مجمع فى أورشليم برآسة يعقوب ، لأنه أعطاهم جميعاً سلطاناً واحداً، معجزةً، إذ ألهمهم الروح القدس بوضع تلك القوانين.
(أعمال ١٥: ٢٣ - ٣١ ) وكتبوا بايديهم هكذا:«الرسل والمشايخ والاخوة يهدون سلاما الى الاخوة الذين من الامم في انطاكية وسورية وكيليكية: 24 اذ قد سمعنا ان اناسا خارجين من عندنا ازعجوكم باقوال، مقلبين انفسكم، وقائلين ان تختتنوا وتحفظوا الناموس، الذين نحن لم نامرهم. 25 راينا وقد صرنا بنفس واحدة ان نختار رجلين ونرسلهما اليكم مع حبيبينا برنابا وبولس، 26 رجلين قد بذلا نفسيهما لاجل اسم ربنا يسوع المسيح. 27 فقد ارسلنا يهوذا وسيلا، وهما يخبرانكم بنفس الامور شفاها. 28 لانه قد راى الروح القدس ونحن، ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر، غير هذه الاشياء الواجبة:29 ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا، التي ان حفظتم انفسكم منها فنعما تفعلون. كونوا معافين». 30 فهؤلاء لما اطلقوا جاءوا الى انطاكية، وجمعوا الجمهور ودفعوا الرسالة. 31فلما قراوها فرحوا لسبب التعزية. و١كورنثوس ٥: ٤، ٥  باسم ربنا يسوع المسيح ­ اذ انتم وروحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح ­ 5 ان يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع. و٢كورنثوس ٢: ١٠  والذي تسامحونه بشيء فانا ايضا.لاني انا ما سامحت به ان كنت قد سامحت بشيء فمن اجلكم بحضرة المسيح

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
أي اذا ربطه الاسقف وأخرجه من البيعة فهو مربوط في السماء . فيبقى هنا مربوطاً بالحكم عليه وهناك بالعذاب . ولم يحتم بربطه بل سوغ ربطه حتى يبقى مهدداً فيخاف عقاب الربط .

تفسير (متى 18: 19) : وأقول لكم أيضاً : ان اتفق اثنان منكم على الارض في اي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات ،
 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) "  إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى ٱلأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ"
 سلطان المعجزات وإخراج الشياطين أعطاه المسيح للتلاميذ خاصة ولكن أ‘طاهم هنا سلطانا آخر لتنظيم كنيسته. فأثبت هنا أنه كما أنه أعطى للرسل والتلاميذ الاثني عشر  أن يجتمعوا كلهم لينالوا الإرشاد منه بسلطان الحل والربط في شأن ما من أمور الكنيسة، وأنه إذا اجتمع اثنان منهم وهما متفقان فى صلاة حارة على رأي واحد بما هو لخير الكنيسة فطلبا إلى المسيح الإرشاد وسلطان الحكم أُعطياهُ (أعمال ١: ١٤ - ٢٦ )هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء، ومريم ام يسوع، ومع اخوته.  ( أع ١٥: ١ - ٢٩).
 الوعد بقبول الطلبة يكون بالصلاة بإيمان من أجل مصلحة الكنيسة والمؤمنين (مرقس 11: 22- 24)  فاجاب يسوع وقال لهم :«ليكن لكم ايمان بالله. 23 لاني الحق اقول لكم: ان من قال لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر! ولا يشك في قلبه، بل يؤمن ان ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له. 24 لذلك اقول لكم: كل ما تطلبونه حينما تصلون، فامنوا ان تنالوه، فيكون لكم ويوحنا ١٤: ١٣، ١٤ و١٥: ٧، ١٦ و١يوحنا ٣: ٢٢ ) ومهما سالنا ننال منه، لاننا نحفظ وصاياه، ونعمل الاعمال المرضية امامه.  (1 يو 5: 14) وهذه هي الثقة التي لنا عنده: انه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا.

 ليس الوعد بإستجابة هذه الطلبات للمؤمنين ولكن للتلاميذ والرسل الذين عينهم الرب . نعم إن في الكتاب المقدس مواعيد أخرى تثبت فاعلية صلاة الإيمان انفرادية كانت أم جمهورية، ولكن الوعد هنا خاص بالرسل لأجل تنظيم الكنيسة في زمن تأسيسها.
ذه الآية يجب أن تؤخذ في سياق إرادة الله وقد أعلنت بالروح القدس من مت ١٨ :١٨ المؤمنون يوعدون فقط بإجابات تحت ظروف  روحية معينة مادامت توافق مشيئة الرب

الكتاب المقدس يقدم نظرة إلى الصلاة ومجالها غير المحدود ووعد بالإجابات (مت ١٨ :١٩؛ يو ١٤ :١٣ - ١٤؛ ١٥ :٧ ,١٦؛ ١٦ :٢٣ ) .وأحيانا تكون الصلاة محدودة أو تتوقف على:

أ. مثابرتنا (مت 7: 7- 8) ( لو 11: 5- 13) (لو 18: 1- 8)

ب. موقفنا (مت 21: 22) ( مر 11/ 23- 24) ( لو 18: 8- 14) (يع 1: 6- 7) ( يع : 4: 1- 10)

ج. مشيئة الرب (1: يو 3: 22) ( 1يو 5: 14- 15)

لاهوتيا ً، المؤمنون يتفقون على أن:
١ - الرب يستجيب بصلوات أولاده ويتاثر بمعاناتهم .
٢ -العطية الأعظم من الصلاة هي ليست الإستجابة بل الشركة مع الآب.
٣ - كل الصلوات تستجاب ما دامت فى صالح الإنسان ومشيئة الرب
٤ -الصلاة قد تغير حياتنا وحياة أولئك الذين نصلي من أجلهم.
ولكن عموما يحب الرب ان أن نتكلم معه ونحكى عن همومنا وسعادتنا ومشاكلنا وضيقاتنا وتوقعاتنا

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
كثيرون يسألون متفقين فلا تجاب طلباتهم لانهم غير مستحقين او لان طلباتهم غير نافعة في نظر الله كما سأل بولس مرة فأجابه تكفيك نعمتي أولانهم يطلبون انتقاماً من الذين أوقعوا بهم ضرراً وهذا غير جائز للمسيحي أو الذين يطلبون لاجلهم غير مستحقين لانهم قد اخطأوا ولم يندموا. كما قال الله لارميا . لا تصل لاجل هذا الشعب فاني لا اسمعك ( ار 7: 16 ).
 

الصلاة، غير محدودة وفى نفس الوقت محدودة YET UNLIMITED, PRAYER

أ- الأناجيل الإزائية (متى ومرقس ولوقا) :
١ -يُشّجع المؤمنون على المثابرة في الصلاة والله سيؤمن لهم "الأشياء الصالحة" (متى ، مت ٧ :٧ -١١ ) أو "روحه" (لوقا ، لو 5: 13) 
٢ -الصلاة الجماعبة فى الكنيسة مؤمنان يتم تشجيعهما على الاتحاد في الصلاة (مت ١٨ :١٩)
٣  الطلب بإيمان بدون شك (مت ٢١ :٢٢) وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه " (مرقس ١١ :٢٣ -٢٤ )
٤ -في سياق الصلاة مثل القاضي الظالم (لو ١٨ :١ -٨ ) ومثل ،الفريسي والعشار(لو ١٨ :٩ -١٤ ) على المؤمنين أن يتصرفوا بشكل مختلف عن القاضي الظالم والفريسي ذي البر الذاتي. الرب يسمع صلاة المتواضع والتائب ويحقق طلباته (لو ١٨ :١ -١٤ )

ب- كتابات يوحنا
١ -في معنى معجزة شفاء الرجل الذي ُولد أعمى ، ينكشف العمى الحقيقي عند الفريسيين. صلوات يسوع (كما صلاة أي إنسان) تُستجاب لأنه كان يعرف الرب ويعيش حسب وصاياه (يوحنا ٩ :٣١)
٢ -الخطبة في العلية عند يوحنا (يوحنا ١٣ -١٧ )
 أ. (يوحنا ١٤ :١٢ -١٤) صلاة الإيمان تتميز بما يلي:
١ - تأتي من المؤمنين
٢ - تطلب باسم يسوع
٣ - ترغب في أن يتمجد الآب
٤  - تحفظ الوصايا (الآية 15)
ب. (يوحنا ١٥ :٧ -١٠) صلاة المؤمنين تتميز بما يلي:
١ - ثابتين في المسيح
٢ - كلمته ثابتة فيه
٣ - ترغب في تمجيد الآب
٤ - تعطي ثمراً كثيراً
٥ - تحفظ الوصايا (الآية ١٠)
 ج. (يوحنا ١٥ :١٥ -١٧) صلاة المؤمنين تتميز بما يلي:
١ - انتخابهم
٢ - حملهم للثمار
٣ - الطلب باسم يسوع
٤ - حفظ وصية أن يحبوا بعضهم بعضاً
د. (يوحنا ١٦ :٢٣ -٢٤) صلوات المؤمنين تتميز بما يلي:
١ - الطلب باسم يسوع
٢ - ترجو أن يكون الفرح كاملاً

٣ -رسالة يوحنا الأولى (١يو)
أ. (١ يوحنا ٣ :٢٢ -٢٤ )  صلوات المؤمنين تتميز بما يلي:
١ - حفظ وصاياه (الآيات ٢٢ ،٢٤ )
٢ - العيش بشكل لائق
٣ - الإيمان بيسوع
٤ - محبة بعضهم البعض
٥ - أن يثبتوا فيه وهو فينا
٦ - أن ينالوا موهبة الروح القدس
 ب. ١ يوحنا ٥ :١٤ -١٦– صلاة المؤمنين تتميز بما يلي:
١ - الثقة بالرب
٢ - بحسب مشيئته
٣ - أن يصلي المؤمنون لأجل بعضهم البعض
ج- يعقوب
١ - (يع ١ :٥ -٧ ) المؤمنون تواجههم تجارب عديدة وهم مدعوون لأن يطلبوا الحكمة بدون شك
٢ - (يعقوب ٤ :٢ -٣ ) على المؤمنين أن يطلبوا بدوافع صحيحة
٣ - (يعقوب ٥ :١٣ -١٨ ) المؤمنون الذين يواجهون مشاكل صحية يُشجعون لأن
أ. أن يطلبوا الشيوخ كي يصلوا لأجلهم
ب. أن يصلوا بالإيمان
ج. أن يطلبوا مغفرة خطاياهم
د. أن يعترفوا لبعضهم البعض بخطاياهم وأن يصلوا لأجل بعضهم البعض (تشبه ١يو ٥ :١٦)

المفتاح إلى الصلاة الفعالة هو التشبه بالمسيح. هذا هو ما تعنيه الصلاة باسم يسوع. أسوأ أمر يمكن أن يفعله الله لمعظم المسيحيين هو أن يستجيب لصلواتهم الأنانية. بمعنى ما كل الصلوات تُست مع الله، جاب. الجانب الأهم والأثمن في الصلاة هو أن المؤمن يكون قد أمضى وقتاً متكلاً على الله.
**
المسيحيون الاحرار נוצרים ליברלים
الخلفية اليهودية لآية المسيح في انجيل متى (متي 18 : 20)
لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم
النطق العبري للآية : كِدَا مَاكُومْ أَشِيغ شْتَايْمْ أُو شَلُوشْ أَنِي سَافِيمْ لِشْمِي شَامْ أَنِي بِتُوخَا
כִּי בְכָל־מָקוֹם אֲשֶׁר יֵאָסְפוּ שְׁנַיִם אוֹ שְׁלׂשָׁה בִּשְׁמִי שָׁם אֲנִי בְּתוֹכָם
بحسب المشناه Mishnah Tractate Avot 3.3 & 7
قال الرابي Chananiah ben Teradion “عندما يجلس اثنان معاً . والتوراه تتبادل بينهم .فالحضور الالهي يبقي وسطهم “
والرابي Chalafta ben Dosa “ان كان هناك عشرة رجال جالسين معاً ويتبادلون التوراة . يكون الحضور الالهي بينهم كما هو مكتوب في مزمور 82 : 1 .وذكر الرابي ان هذا الامر ينطبق علي خمسة واستشهد بنص عاموس 9 : 6 . وايضاً يمكن ان ينطبق علي ثلاثة واستشهد بمزمور 82 : 1 وايضاً اثنين واستشهد بملاخي 3 : 16 ففي كل مكان يذكر اسم الرب ياتي الرب ويبارك بحسب الخروج 20 : 24
فكلمة الوجود الالهي او الحضور الالهي بالعبرية هي “الشكينة ” ويسوع هو الشكينة وذلك ايضاً بحسب نص يوحنا 1 : 14
والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا.
النطق العبري للآية :
هَدَڤَارْ نِهِيَّا پَاسَّارْ ڤَشَخَّانْ پِتُوخِّيْلُو ڤَأَدَاخْنُور لَإِينُو إِتْ كُوڤُدُو كْڤُودْ نِيدْ يَاخِيدْ مِلِفْنِيْ أَڤِيڤْ مَلِيْ خِسِيدْ ڤِإِمِيتْ.
וְהַדָּבָר לָבַשׁ בָּשָׂר וַיִּשְׁכֹּן בְּתוֹכֵנוּ וְאֶת־כְּבוֹדוֹ רָאִינוּ כִּכְבוֹד בֵּן יָחִיד לְאָבִיו מָלֵא חֶסֶד וֶאֱמֶת
وايضاً نجد في التلمود Berachot 6
عندما يجلس القضاة تكون الشكينة معهم .
وايضاُ في سنهدرين 39
كلما تجمع عشرة للصلاة الشكينة تككون بينهم .
فالنص يعطينا بعد رائع للاهوت المسيح الحضور الالهي (الشكيناه) .

 

تفسير (متى 18: 20) : لانه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسـمي فهناك أكون في وسـطهم “ .

 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
هذا كلام عام قاله المسيح ليثبت ما سبق من وعده الخاص للرسل.
1) "حَيْثُمَا" أي في كل مكان، في كل زمان. ومع كل جيل يؤمن بالمسيح
2) " ٱثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ " لم يتلفت المسيح إلى عدد المجتمعين، بل إلى نوعية المجتمعين الرقم المذكور إثنين أو ثلاثة هو نفس الرقم الذي في الآية ١٦ .  يمكن أن يكون زوج أو زوجة (بيئة عائلية) أو مؤمنين أكثر عائلة أو أكثر او اصدقاء . ولكن قد يكون فيه إشارة ضمنية (تطبيق) إلى أن المؤمنين عندما يلتقون ليصلوا فإن يسوع يكون هناك (مت ٢٨ :٢٠ .) وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر». امين. (يوحنا ١٤: ١) 7 روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله، لانه لا يراه ولا يعرفه، واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم


أيضا اليهود يؤمنون بان الشكينة هو يكون موجود وسط أي اثنين او ثلاثة يجتمعوا باسم يهوه او يدرسون كلمة يهوه
ف اليهود عندهم قانون ان أي اجتماع ليكون رسمي لا بد ان يكون 10 او اكثر ولكن اقل من 10 هو ليس اجتماع رسمي
That a number less than ten, is not a congregation
Misn. Sanhedrim, c. 1. sect. 6. T. Bab. Megilia, fol. 23. 2. Gloss. in ib.
ولكن الوحيد الذي يجتمع مع عدد اقل من عشر سواء اثنين او ثلاثة هو الشكينة وهو مجد الله ومحضر الله أي الحضرة الالهية
there is no congregation less than ten, yet own that the divine presence may be with a lesser number, even as small an one as here mentioned
Pirke Abot, c. 3. sect. 6.

ومن التلمود
Talmud Berachot 6, "when three sit as judges, the Shekinah is with them,"
Talmud Sanhedrin 39, "Whenever ten are gathered for prayer, there the Shekinah rests."
والرب يسوع المسيح يقول
أنجيل متى
18 :20 لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم

فالمسيح اعلن بوضوح انه الشكينة الغير محدود الذي يكون في وسط أي اثنين يجتمعون باسمه
3) " بِٱسْمِي"  أي بثلاثة أمور تختص بي (أ) أن يكون الاجتماع فى شركة بإسمى وأمري ، لتكون علاقتكم بي في ذلك كعلاقتي بالآب "الآب والإبن" (يوحنا ١٠: ٢٥ (يو ١٦: ٢٣). (ب) أن يكون الاجتماع لخدمتي، أي للصلاة والتسبيح ودرس كتابي  (يوحنا ١٤: ١٣ و١٥: ٧). (ج) أن يكون الاجتماع بثقة وإيمان ورجاء .
4) " فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ" فَهُنَاكَ أَكُونُ أي أكون مع الاثنين أو الثلاثة كما أكون مع الألوف المجتمعة باسمي فى الكنائس والإجتماعات الأخرى . فحضور المسيح مع المؤمنين به الآن حسب هذا الوعد بمنزلة حضور السحابة في خيمة الاجتماع (خروج ٤٠: ٢٤) وفي الهيكل (٢أخبار ٥: ١٤). وحيث حضر إثنين وثلاثة بإسم المسيح تحلّ كل بركة وهذه هى البركة وجود المسيح معنا كما كان مع التلاميذ والرسل فماذا نريد أكثر من هذا الوعد .. يكفينا يارب أن نشعر بوجودك معنا . وفي هذا العدد برهان على بركة اتفاق المسيحيين في الصلاة، كما أنه يبرهن لاهوت المسيح.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ليس العبرة هنا باجتماع اثنين او ثلاثة بل ان يجتمعوا باسم المسيح بروح المحبة وقد يجتمع كثيرون لاجل أمور عالمية ويحبون بعضهم بعضاً فهؤلاء لا يكون المسيح بينهم لانه لا يسكن الا حيث توجد الامانة والرجاء والمحبة . وكذلك حيث يوجد تكون النفس والجسد متفقين وخاضعين لارادة الله . وفي رأي آخرين انه يوجد النفس والعقل والجسد فنجيبهم ان كل انسان خاطئاً كان او باراً مركب من هذه الثلاثة لكن لا يسكن الله في الانسان اذا كان منافقاً . والحيوانات غير الناطقة هي ذات جسد ونفس غير ناطقة وتنقسم الى اثنين من جهة التركيب ولكن الله لا يسكنها . ثم نقول ان العقل ليس شيئاً آخر غير النفس بل ان الانسان قد يسمى نفساً أو عقلاً او روحاً بحسب طهارته ويوجد من يقول ان سراج الجسد هو العين وسراج النفس العقل وقد كتبنا عن ذلك باسهاب في كتاب علم اللاهوت وعلم الطبيعيات فليراجع
 

تفسير انجيل متى الاصحاح الثامن عشر

المغفرة للآخرين (متى 18: 21- 35)

المغفرة للآخرين


تفسير (متى 18: 21) :
حينئذٍ تقدم اليه بطرس وقال له : “ يا رب ، كم مرة يخطئ الي أخي وأنا اغفر له ؟ هل الى سبع مرات ؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
 1) " حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي" تكلم المسيح فى الفقرة السابقة (مت 18: 15- 20) على أسلوب تعامل المسيحى المُساء إليه (الذى أخطأ إليه أخوه المسيحى)  مع الأخ المسيء (المخطئ) ، ليرده عن خطئه ويأتي به إلى الصلح ، وهذا الصلح لا يتم إلا بأن يغفر المُساء إليه للمسيء. فسأل بطرس المسيح عن عدد المرات التي يجب أن يغفر لأخيه فيها، فقوله «كم مرة» من الواضح أن بطرس ظن أن مرات الصفح / الغفران عن الإساءة محدودة.
2) " وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟»." جاء في تلمود اليهود ، (1) شريعة اليهود الشفهية  أنه يجب أن يغفر المساء إليه إلى المسيء ثلاثاً لا أكثر، استناداً على ما جاء في نبوة ( عاموس ١: ٣) هكذا قال الرب.من اجل ذنوب دمشق الثلاثة والاربعة لا ارجع عنه لانهم داسوا جلعاد بنوارج من حديد. (عا ٢: ٦) هكذا قال الرب.من اجل ذنوب اسرائيل الثلاثة والاربعة لا ارجع عنه لانهم باعوا البار بالفضة والبائس لاجل نعلين.  وأيوب (٣٣: ٢٩، ٣٠)هوذا كل هذه يفعلها الله مرتين وثلاثا بالانسان 30 ليرد نفسه من الحفرة ليستنير بنور الاحياء.
"  . وزاد بطرس على ذلك أربعاً، فظن أنه أظهر بذلك زيادة الحلم والأناة.(لوقا ١٧: ٤وان اخطا اليك سبع مرات في اليوم ورجع اليك سبع مرات في اليوم قائلا: انا تائب فاغفر له»
أَغْفِرُ لَه الغفران أن يشعر المُساء إليه نحو المسيء و
يعامله كأنه لم يسئ إليه. فيجب على المسيء أن يطلب المغفرة ممن أخطأ إليه (لوقا ١٧: ٤) وحينئذٍ واجب على المُساء إليه أن يغفر له. ولكن إذا لم يطلب الغفران لا يجوز للمُساء إليه أن يحقد عليه أو ينتقم منه ، بل يعامله كالغريب معاملة سطحية و
يجب أن يشفق عليه ويسعى في خيره (لوقا ١٠: ٣٠ - ٣٧).
فمن يغفر لأخيه هنا يغفر له المسيح يوم الدينونة ومن يغلق قلبه عن أخيه يغلق المسيح قلبه من ناحيته. أما يوم الدينونة فلا سماح فيه ولا مسامحة. وهذا هو الشرط الذى وضعه السيد بعد أن علم تلاميذه الصلاة الربانية (مت 14:6،15) إغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا .

 من يغفر لأخيه سيغفر له الله، وسيشعر بهذا الغفران فى محبة الآب الحانية فأبو الإبن الضال حين غفر لإبنه وسامحه وقَبِلَهُ، وقع على عنقه وَقَّبلَهُ. فمن يغفر سيشعر بهذه المحبة الأبوية.

****

(1) " التلمود " اسم عبري معناه " دراسة / تعليم" وهو كتاب تعليم الديانة اليهودية،.وهو تدوين لنقاشات حاخامات اليهود الشفوية حول الشريعة اليهودية، الأخلاق، الأعراف، وقصص موثقة من التراث اليهودي، والتلمود هو المصدر الأساسي لتشريع الحاخامات في الدعاوى القانونية،  

يقسم هذا الكتاب إلى قسمين "المشنة" هي النسخة المكتوبة من الشريعة اليهودية التي كانت تتناقل شفويا، وهو الموضوع و"الجمارة" وهي تفسير الميشناه بالبحث والدراسة

 فالمشنة "التكرار" عبارة عن مجموعة من تقاليد اليهود المختلفة مع بعض الآيات من الكتاب المقدس. واليهود يزعمون بأن هذه التقاليد أعطيت لموسى حين كان على الجبل ثم تداولها هرون واليعازر ويشوع وسلموها للأنبياء، ثم انتقلت عن الأنبياء إلى أعضاء المجمع العظيم وخلفائهم حتى القرن الثاني بعد المسيح حينما جمعها الحاخام يهوذا وكتبها. ومن ثم صار هذا الشخص يعتبر عندهم جامعًا للمشنة والجمارة "التعليم" وهي مجموعة من المناظرات والتعاليم والتفاسير التي جرت في المدارس العالية بعد انتهاء المشنة. والتفاسير المسطرة مع المشنة نوعان يعرف أولهما بلتمود أورشليم وقد كتب بين القرن الثالث والخامس والذين كتبوه هم حاخمو طبرية، ويعرف الثاني بتلمود بابل وقد كتب في القرن الخامس. والتلمود يساعدنا كثيرًا فينا كثيرًا في درس تعاليم المسيح فإنه يفسر بعض الإشارات والاستعارات الموجودة فيها، مثلًا غسل الأيدي وقال المسيح للفريسيين أنهم يبطلون كلام الله بتقليدهم (مر 7: 1 - 13).

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
قال حينئذٍ اي في ذلك الزمان الذي وضع فيه المسيح الناموس حيث قال ان الذي يخطئ ولم يتب فليكن عندك كالوثني والعشار . فسأل بطرس ان الذي يخطئ ويتوب أيكفيه ان أغفر له سبع مرات ظاناً ان السبع مرات عدد كبير .

تفسير (متى 18: 22) : فقال له يسوع : “ لا أقول لك الى سبع مرات ، بل الى سبعين مرة سبع مرات .


ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " ُ: لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ"  سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات يُشار بهذا حسب اصطلاحهم قديماً إلى عدد غير مقيد . فأراد المسيح به أنه يجب أن يُغفر للمخطئ كلما سأل المغفرة لأن

بطرس كان يحاول أن يكون كريما باستخدام عبارة سبع مرةً (لو 17: 4)  وان اخطا اليك سبع مرات في اليوم ورجع اليك سبع مرات في اليوم قائلا: انا تائب فاغفر له» أكثر من التلمود البابلى الذى كان يعتبر أن عدد الغفران هو 3 مرات هو الحد الأقصى _عا 1: 3 و 6) هكذا قال الرب.من اجل ذنوب دمشق الثلاثة والاربعة لا ارجع عنه لانهم داسوا جلعاد بنوارج من حديد. (عا ٢: ٦) هكذا قال الرب.من اجل ذنوب اسرائيل الثلاثة والاربعة لا ارجع عنه لانهم باعوا البار بالفضة والبائس لاجل نعلين." .ولكن أخذ يسوع المغفرة إلى مستوى الكمال لأنه بدمه وجسده يحصل الإنسان على الغفران استعاري جديد ليعادل (٧ x ٧٠) (أو ربما ٧٧ ) هذا لا يعني أن ٤٩١ مرة لا يغفر، بل أنه ذهب إلى مستوى عالى من الكمال إلى عدد غير مقيد بالقياس مع مغفرة الرب والمسيح لنا (متّى ٦: ١٤ ) فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي. 15 وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم. و(مرقس ١١: ٢٥) ومتى وقفتم تصلون، فاغفروا ان كان لكم على احد شيء، لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم.،«الله يكثر الغفران» (إشعياء ٥٥: ٧ ومزمور ٧٨: ٣٨). فيجب أن نتمثَّل به، فإننا ننال الرحمة من الله بغير حساب، فيجب علينا أن نرحم الناس كذلك.  أن إخوة عهد النعمة العهد الجديد تتطلب أن نكون دائماً على استعداد لأن يغفروا لأخوة العهد الآخرين كما يغفر الرب لهم (مت ١٨ :٣٥ ) العهد الجديد ظهر فيه عمق الحياة مع الرب وشعبه (مت ١٨ :١٥ ) و(أفسس ٤: ٣٢ ) وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح. و(كولوسي ٣: ١٣) محتملين بعضكم بعضا، ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
وليس المعني ان المسيح حدد الغفران في هذا العدد بل اوجبه في كل حين وبلا حد .

تفسير انجيل متى الاصحاح الثامن عشر 

5. مثل الملك المترفِّق والعبد الشرّير (مت  18: 23-35)

هذا المثل ينفرد به متى.

تفسير (متى 18: 23) : لذلك يشبه ملكوت السموات انساناً ملكاً اراد ان يحاسب عبيده

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
ضرب المسيح هذا المثل ليعلم تلاميذه شريعة الملكوت الجديدة وشرط دخولها بسبب غفران للمذنبين إلينا، وهو يشير إلى للطلبة الخامسة من الصلاة الربانية التي هي «اغفر لنا ذنوبنا الخ»
1) " يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً " الملكوت هو أورشليم السمائية ولكل مدينة أو دولة لها شروط لدخولها والتجنس بجنسيتها وقد يكون الجالس على عرش أورشليم السمائية يعامل أهل كنيسته على الأرض كما يعامل الملك بعض رعيته. ولكن المقارنة بين الملك الأرضي والملك السماوي قاصرة، فلا نتوقع المعنى الروحي من كل كلمة من كلمات هذا المثل ولكن محور المثل فى أنه أراد أن يحاسب والحساب هنا يعنى بلا شك ثواب وعقاب .

2) " مَلِكاً "  في الآرامية (يسوع تكلم الآرامية، وليس العبرية) هذه الكلمة كان يمكن أن تعني "موظف عند ملك".

3) " أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ" عَبِيدَه أي عبيد الملك في المثل. والمقصود بعبيده هنا خدمه لا الذين تحت الرق أى الذين يتولون أمور دولته أو شعبه وهم الأساقفة والكهنة والخدام ، لأنه أحدهم هدد ألصغر شأنا منه بأن يُباع (مت 18: 25) . والظاهر أن عبيده كانوا أمناء صندوق الدولة أو وزراء يحكموا بإسم الملك ، ويحتمل أنهم كانوا ضامنين أو ملتزمين داخل المملكة فى العصور القديمة . و «العبيد» عموما هنا هم أعضاء كنيسة المسيح سواء أكانوا رعاة أم شعب في كل زمان ومكان. والمقصود بالحساب هنا ليس حساب يوم الدين المشار إليه في (متّى ٢: ١٩) وفي (٢كورنثوس ٥: ١٠)  والحساب هنا كالحساب الروح القدس فى داخلنا وتأنيبه لضمائرنا لأن ملكوت الرب يبدأ من الأرض (لو 17: 21) ولا يقولون: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك! لأن ها ملكوت الله داخلكم».  القابل للغفران بدم المسيح بدليل أن المدان غفرت له ما يدين به ومسح الملك صك المديونية  (لوقا ١٦: ٢) فدعاه وقال له: ما هذا الذي اسمع عنك؟ اعط حساب وكالتك لانك لا تقدر ان تكون وكيلا بعد"  وهنا يحذرنا الرب بحساب مقدار ما ندين له له بالمقارنة بما يدين به الآخرين لنا أى أنه يجعلنا نقارن خطايانا بمطالب شريعته المقدسة، ونشعر بأنه وضع آثامنا أمامه وخفياتنا في ضوء وجهه (مزمور ٩٠: ٨) ونرى برنا وآثامنا عندما نكون قريبون من الموت (٢ملوك ٢٠: ١) في تلك الايام مرض حزقيا للموت.فجاء اليه اشعياء بن اموص النبي وقال له.هكذا قال الرب اوص بيتك لانك تموت ولا تعيش " نشعر أننا لا نستطيع أن نجيبه «ان شاء ان يحاجه لا يجيبه عن واحد من الف » من آثامنا (أيوب ٩: ٣) فإنها أكثر من شعور رؤوسنا (مزمور ٤٠: ١٢). وهكذا حاسب الله داود لما أرسل إليه يوناثان النبي (٢صموئيل ١٢) وحاسب أهل نينوى لما أرسل إليهم يونان، وحاسب اليهود لما أرسل إليهم يوحنا المعمدان.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اراد بالملكوت الانجيل اي البشارة الجديدة وبالملك الله الآب وبعبيده بني البشر . اما الحساب فعن مقدار الذنوب التي قد غفرها لهم لكي يكونوا هم أيضاً رحماء فيغفروا لغيرهم .
 

تفسير (متى 18: 24) : فلما ابتدأ في المحاسبت قدم اليه واحد مديون بعشرة آلاف وزنه .

ليس المقصود بالوزنات كثرة الذهب والفضة بل الخطايا التي قد فعلناها بلا عدد امام الله سواء كانت خطايا عامة او خاصة يعملها كل الناس او يعملها كل واحد حسب اختراعه . وقال آخرون ان العشرة آلاف وزنه هي الديون التي علينا لله والمئة دينار هي مواجبنا لبعضنا . والوزنة مائة وخمسون رطلاً والرطل اثنان وسبعون ديناراً والدينار درهم ونصف .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " َلَمَّا ٱبْتَدَأَ فِي ٱلْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ"  كان الملك يبيع الأقليم لجامعى الضرائب وكان يشتريها شخص غنى وكان بالتالى يبيع المدن والقرى لأشخاص يطلق عليهم جباة / جامعى الضرائب ويطلق الإنجيل عليهم إسم العشارين وكانوا يجمعون الضرائب من الشعب ..  والضرائب هى الأموال التى تصرف على جميع أجهزة المملكة / الدولة ومن لا يسدد ضرائب كان يعاقب معاقبة شديدة وفى هذا المثل  وَاحِدٌ مَدْيُونٌ من الضرورة أن يكون له وظيفة أمين صندوق الملك (وزير المالية حاليا ) ، أو ضامن دخل قسم كبير من المملكة حتى يدان بمثل هذا المبلغ العظيم. وغى الغالب كان من يشترى ضرائب الإقليم يعطى جزء مقدم للملك والجزء الآخر يورده للملك بعد جمع الجباة الضرائب من الشعب
وهنا الملك أعطى سلطان الحل والربط للشخص بجمع الضرائب ومعاقبة كل من لا يدفع الضريبة بالسجن أ, الجلد .. والدين هنا هو الخطايا
2) "بِعَشَرَةٍ آلاَفِ وَزْنَة"
كان هذا مقداراً هائل  لكى نفهم هذا الرقم يجب أن نعرف أن عشرة ألاف وزنة كانت الضريبة الرومانية السنوية المفروضة على إقليم كامل هو اليهودية فى زمن المسيح . هذاإن كان المقصود بأن تلك الوزنات من الفضة فقيمتها نحو مليوني ونصف مليون جنيه ذهبي، وإن قُصد أنها من الذهب فقيمتها ٦٠ مليون جنيه ذهبي. بالمقارنة أن كل ما استعمل من الذهب في خيمة الاجتماع لم يزد على 29 وزنة (خر24:38). وإن ما أعده داود لبناء الهيكل لم يزد على ثلاثة آلاف وزنة، وإن ما قدمه رؤساء الشعب لم يزد على خمسة آلاف وزنة (١أخبار ٢٩: ٤ - ٧) وإن الهبة الملكية التي قدمتها ملكة سبا إلى سليمان لم تزد على ١٢٠ وزنة. وإن ما وضعه ملك أشور من الغرامة على حزقيا لم يزد على ٣٠ وزنة (٢ملوك ١٨: ١٤) وإن الغرامة التي وضعها ملك مصر على اليهودية بعد موت يوشيا في وقت فقر البلاد لم تزد على وزنة واحدة. وأراد المسيح أن يشير إلى كثرة هذا المبلغ إلى كثرة الدَّين الذي على الخاطئ للرب بسبب عصيانه وعجزه عن إيفائه كما يشير إلى منصب الرجل وأهميته عند الملك .
10,000 العشرة هي رمز للوصايا العشرة التي يتعداها الإنسان ويخطئ للرب ، والألف هي رمز للسمائيات، فمن ينفذ الوصايا ويعيش كما لرب يحيا في السماويات. ويشير الرقم لمخالفة الوصايا العشر والعقوبة عدم دخول الملكوت .

تفسير (متى 18: 25) : واذ لم يكن له ما يوفي امر سيده ان يباع هو وامرأته وأولاده وكل ماله ، ويوفي الدين .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
   1) " وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي " الدين هو الخطية وتعدى شريعة العهد سواء أكان قديما أم جديدا ويترك الرب شعبه كما يترك الجل إمرأته ويباع اولاده فى سوق العبيد (إشعياء ٥٠: ١) هكذا قال الرب اين كتاب طلاق امكم التي طلقتها او من هو من غرمائي الذي بعته اياكم.هوذا من اجل اثامكم قد بعتم ومن اجل ذنوبكم طلقت امكم "
ك الرومانية.
2)   " أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَٱمْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ،" ان بيع الأولاد مع الوالدين جائزاً في الشريعة اليهودية (لاويين ٢٥: ٤٩)   (٢ملوك ٤: ١ ونحميا ٥: ٦ وعاموس ٢: ٦ و٨: ٦) ونحميا ٥: ٥، ٨ والان لحمنا كلحم اخوتنا وبنونا كبنيهم وها نحن نخضع بنينا وبناتنا عبيدا ويوجد من بناتنا مستعبدات وليس شيء في طاقة يدنا وحقولنا وكرومنا للاخرين .. وقلت لهم نحن اشترينا اخوتنا اليهود الذين بيعوا للامم حسب طاقتنا.وانتم ايضا تبيعون اخوتكم فيباعون لنا.فسكتوا ولم يجدوا جوابا. "  وسمحت به قوانين الإمبراطورية
3) " وَيُوفَى ٱلدَّيْنُ " أي يُفي قسمٌ منه بقدر ثمن المبيع. (لا 25: 48- 49) فبعد بيعه يكون له فكاك.يفكه واحد من اخوته 49 او يفكه عمه او ابن عمه او يفكه واحد من اقرباء جسده من عشيرته او اذا نالت يده يفك نفسه. " أى أن أن الخاطئ المتروك لاحتمال نتائج أعماله تحت دينونة أبدية، فلا يستطيع أن يبرر نفسه أو أن يحرر ذاته من عواقب آثامه. فكل ما في العالم من ذهب وفضة لا يكفر عنها لأن «ٱلأَخُ لَنْ يَفْدِيَ ٱلإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلاَ يُعْطِيَ ٱللّٰهَ كَفَّارَةً عَنْهُ. وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِمْ، فَغَلِقَتْ إِلَى ٱلدَّهْرِ» (مزمور ٤٩: ٧، ٨) وافتقد غفران الخطايا فى حياته وفات الوقت الذى تُفدى نفس الخاطئ بالذبائح والتقدمات لأنه جاء وقت المحاسبة ،  «فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ ٱلإِنْسَانُ عِنْدَ ٱللّٰهِ، وَكَيْفَ يَزْكُو مَوْلُودُ ٱلْمَرْأَةِ؟» (أيوب ٢٥: ٤) و «وإن كنت تراقب الآثام يا رب فمن يقف؟» (مزمور ١٣٠: ٣) و «لاَ تَدْخُلْ فِي ٱلْمُحَاكَمَةِ مَعَ عَبْدِكَ فَإِنَّهُ لَنْ يَتَبَرَّرَ قُدَّامَكَ حَيٌّ» (مزمور ١٤٣: ٢). فإذا كانت الخطايا وصل قيمتها وعددها عشرة آلاف وزنة أى أن هذا الإنسان عاش حياته بالطول والعرض ولم يترك خطية ولا فعلا فاحشا إلا وفعله ولم يهتم بكثرة ديونه ولم يهتم بيوم الحساب ، ولم يحس أنه سيقف امام الديان الذى سيحاسبة وهو عاجز عن إيفاء ما علينا من الدين لله. ولكن الحمد له أنه أعدَّ لنا الفداء باستحقاق المسيح وموته لإنقاذنا من ذلك الدين العظيم.
أما المائة دينار فهي تساوي حوالي 3 جنيه وهذا يعنى أن خطايانا تجاه الله رهيبة وديوننا لله لا يمكن لنا أن نوفيها بل نعجز تمامًا عن ذلك. لذلك جاء المسيح ليوفى وليغفر.
لاويين ٢٥: ٣٩ الخ  واذا افتقر اخوك عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد. 40 كاجير كنزيل يكون عندك.الى سنة اليوبيل يخدم عندك. 41 ثم يخرج من عندك هو وبنوه معه ويعود الى عشيرته
.والى ملك ابائه يرجع. 42 لانهم عبيدي الذين اخرجتهم من ارض مصر لا يباعون بيع العبيد.  "

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
قال ذلك ليبين جسامة الدين وخطارته وانه ماله وفاء .

تفسير (متى 18: 26) : فخر ذلك العبد ساجداً له قائلاً : ياسيد ، تمهل علي فاوفيك كل مالك .

ان سجوده ملتمساً امهاله واقراره بانه سيوفي لهو عمل حسن يستحق عليه الغفران واما عمله الاخير فمقوت ومرذول .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَخَرَّ ٱلْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ " هذا علامة ألإحترام اللائق بالملك التى كانت سائدة فى العصور القديمة والتضرع الشديد له.  ولكن الرب " يقوم المنحنين.الرب يحب الصديقين" (مز 86: 8)
2) "  يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ ٱلْجَمِيعَ"  ياسيد كلمة "سيد" تشير إلى المولى ذو العبيد والخدمِ  والملك والسَّيِّدُ هو : كلُّ من افتُرِضَتْ طاعتهُ  وكلمة "السيد " المعرفة بالألف واللام تطلق على السيد المسيح ـ والسيد أسم يطلق على الرب الإله
3) " تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ ٱلْجَمِيعَ" عقوبة عدم سداد الدين عقوبة قاسية تنتهى دائما بالعبودية وطلب هذا الإنسان فرصة ليعيش ويسدد دينه فقال "تمهل على" في هذا إشارة إلى غاية الخوف والحزن، لأنه أراد وعدا من المستحيل عليه أن يرد هذا الدين الكثير ، رغبةً منه أن ينجو من الخطر المحيط به، إذ لم يكن له ما يوفي الدَين، ووعد أن يوفي الكل. ولم يعترف بذنبه ولا حتى عن عجزة فى الوفاء بالدين . فطلب وعدان من الملك بتأجيل دفع الدين هذا الوعد الباطل تكون أحياناً مواعيد الخطاة في وقت شعورهم بخطاياهم وخوفهم من الموت، فينذرون التوبة والطاعة وإصلاح السيرة وهم عاجزون عن القيام بذلك.

تفسير (متى 18: 27) : فتحنن سيد ذلك العبد واطلقه وترك له الدين .

هذه الآية تبين لنا رحمة الله الواسعة .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ،" لم يطلب العبد غفرانا من هطاياه ولكن الملك اى الرب أطلقه وترك له الدين وهكذا فعل المسيح لجميع من فعل لهم معجزات كان يقول دائما مغفور لك خطايام وأحيانا لا تعد تخطئ وسنى فى الآية التالية أن هذا العبد كرر خطأه . ولكن كان السيد كانت كريما أكثر من التصور، فقد عافاه من دينه ولم يعاقبه فكان هذا الملك الحنون الكريم عطوفا جاد على ذلك العبد بأكثر مما سأله
2) "وَتَرَكَ لَهُ ٱلدَّيْنَ" فمحى صك دينه أى غفر له كل آثامه وخطاياه والجهلات التى فعلها فى حياته  ، والذى طلب منه مهله  سوى المهلة، فترك له كل الدين. وفي هذا مثال لعظمة رحمة الرب الذي يغفر كل خطايانا مجاناً، إجابة لطلباتنا وشفقة علينا.(مزمور ٧٨: ٣٨ ) اما هو فرؤوف يغفر الاثم ولا يهلك وكثيرا ما رد غضبه ولم يشعل كل سخطه. (٨٦: ٥، ١٥ ) لانك انت يا رب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين اليك  ..  اما انت يا رب فاله رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة والحق " (مز ١٤٥: ٨)
 لقد إعترف هذا الرجل بالدين الذى عليه وأنه يريد مهلة لسد الدين بقوته ولما يعرف الرب مدى قوتنا وانه لن يستطيع دفع الدين رحمه   (١يوحنا ١: ٨، ٩).ان قلنا: انه ليس لنا خطية نضل انفسنا وليس الحق فينا. 9 ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم. 10 ان قلنا: اننا لم نخطئ نجعله كاذبا، وكلمته ليست فينا

تفسير (متى 18: 28) : ولما خرج ذلك العبد وجد واحداً من العبيد رفقائه ، كان مديوناً له بمئة دينار . فامسكه وأخذ بعنقه قائلاً : اوفني مالي عليك .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " وَلَمَّا خَرَجَ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدُ " أى لما خرج من عند الملك بعد محاسبته
2) "  " وَجَدَ وَاحِداً مِنَ ٱلْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَار"
بِمِئَةِ دِينَارٍ وتقدر بنحو ثلاث جنيهات ذهبية، فنسبة هذا المبلغ في قلته إلى نسبة ذلك الدين عشرة ألاف وزنة ذهب في كثرته كنسبة ١ إلى مليون وربع مليون. وهذا يبين جلياً صغر إساءة إنسان إلى آخر من إخوته بالنسبة إلى ما عليه للرب ، وذلك كنسبة قطرة ماء إلى كل مياه المطر . وإذا كان الرب يغفر لنا كل تلك الآثام الكثيرة ، يجب علينا أن نغفر لإخوتنا الإساءة الزهيدة بالنسبة إليها. ولم يقُل إن ذلك الدَين لم يكن حقاً، وظهر قسوة الرجل وظلمه فى أنه أخطأ في أن طلب الذي له على أخيه ، بعدما نال رحمة ليس لها حدود من الملك وهو أعظم احتياجاً من أخيه.
3) "  فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ" أخذ هذا العبد سلطانا وحلا لكى يجمع الضرائب أى يحل ويربط الغفران وحدث أن غفر له الملك الدين الذى كان عليه أى خطاياه وكان هائلا فكان المفروض أن يعطى الحل لمن عليه دين له أى يحله من خطاياه بالغفران الذى أخذه بسلطان من الملك مع الفارق ا، هذا العبد كان دينه للملك اى كان دينه عظيما أى أنه كسر الوصايا العظمى التى شرعها الملك ولكن العبد أساء إلى العبد ربما شتمع او أهانه أو أخذ منه شيئا أو حتى مالا .. ألخ  ومن ثم نرى الفرق فى معاملة الملك لهذا العبد الذى كان مديونا بـ عشرة ألآف وزنة  ومعاملة  هذا العبد لعبد مثلة أَخَذَ بِعُنُقِه عجباً لهذا العبد كيف طلب ما له على أخيه بمثل هذه القساوة بعد ما شعر بحزن المديون وخوفه عند عجزه عن الإيفاء وبعد أن إستراحت نفسه من الديون أذاق العزاب لعبد عليه دين له ولم يتعلم الرحمة واللطف من سيده الملك الدائن. - هذا العبد أطفأ عمل الروح القدس فى نفسه وأهمل تأنيبه على كثرة خطاياه وحتى بعد أن غفرت له لم يسمع للروح القدس وأساء بفظاظة إلى عبد مثله فعل القليل من الخطايا
القانون العاشر:- استمرار المؤمن في الملكوت وتمتعه به مربوط بغفرانه لإخوته من قلبه لكل أخطائهم.

تفسير (متى 18: 29) : فخر العبد رفيقه على قدميه وطلب اليه قائلاً : تمهل علي فاوفيك الجميع


 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
انظر الى وقاحة ذلك العبد فان سيده ترك له عشرة آلاف وزنه وهو لم يمهل رفيقه على مئة دينار لكنه أخذ يخنقه ثم طرحه في السجن

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَخَرَّ ٱلْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ
" ربما إنهار الرجل من معاملة رفيقة والدين الذى عليه أو ربما سجد له إحتراما ووقارا لأنه مندوب الملك

2) "   تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ ٱلْجَمِيعَالكلمات التي استرحم بها هذا العبد رفيقه هي نفس الكلمات التي استرحم بها ذلك الرفيق سيده، (راحع مت ١٨ :٢٦ مع ٢٩ ) .هذا هو قلب المثل. فكان يجب أن تذكره ضيقه والرحمة التي نالها.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 

 

.تفسير (متى 18: 30) : فلم يرد بل مضى والقاه في سجن حتى يوفي الدين .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَلَمْ يُرِدْ "  الفرق بين الملك والعبد أن الملك من سخائة ورحمته ترك الدين أما العبد فلم يرد كانت عقوبة الملك أن يباع هو وأولاده كعبيد وتباع املاكه ولكن الملك سامحة أما عقوبة العبد لعبد مثله فكانت السجن ختى فى العقوبة كان هناك فارقا وإختلافا نظير كثرة الدين وفارق بين دين لملك ودين لعبد
2) "  مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ ٱلدَّيْنَ"
الذي سُومح بعشرة آلاف وزنة لم يُرد أن يتمهل على مديون له بمئة دينار! هذا العبد القاسى الذى نال رحمة من سيده أبى أن يمنح مثلها العبد أخاه. الذى طلب منه مهلة فقط لينال الإبراء المطلق رفض أن يتمهل على صاحبه. فلم يذكر المراحم التي نالها ولم يستمع للروح والضمير الذى فيه ، ولم يشفق على البائس فألقاه في السجن حيث لا سبيل إلى تحصيل ما يوفي الدين. فمن يحقد على أخيه ويضمر له العداوة ويكره أن يتصالح هو مثل ذلك العبد القاسي.

تفسير (متى 18: 31) : فلما رأى العبيد رفقاؤه ماكان ، حزنوا جداً . وأتوا وقصوا على سيدهم كل ما جرى .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " لَمَّا رَأَى ٱلْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدّاً" الناس والعبيد  هم الكنيسة التى يرأسها الملك الذى هو المسيح والرب لا يترك نفسه بلا شاهد ويرى الظلم ويتخذ موقفا فى الوقت المناسب فهو بمهل ولا يهمل  لمراد بالرفقاء المذكورين هنا المسيحيون الذين يذكرون في صلواتهم الظلم والتعدي وعدم الشفقة والمحبة وروح المصالحة من إناس مثلهم في العالم، فمن الحزن ساخت أعينهم بالدموع  ولكنهم لم يعضبوا حزنوا وتأسفوا لأن الغضب من صفات بالملك لأنه الحاكم الديّان. إن الذي يظلم أحداً من أعضاء الكنيسة يُحزن الجميع.

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
ان ذلك العبد لم يفعل حسناً لا لله ولا لرفيقه ولا للناس وذلك واضح من ان العبيد جاءوا واعلموا سيدهم بما جرى .

تفسير (متى 18: 32) : فدعاه حينئذٍ سيده وقال له : ايها العبد الشرير ، كل ذلك الدين تركته لك لانك طلبت اليّ .

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُه" هذه الدعوة الأخيره يوم الحساب الأخير الذى ليس بعده حساب يوم كل من له دين سيطلب منه
2)  " وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ، " هذا العبد كان شريرا من البداية لأن دينه كان عظيما وخطينه اعظم لنه ضد الرب فالخطية ضد ملك أقل من الخطأ ضد إنسان لهذا إستحق هذا العبد ما ناداه به سيده "
أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ" من كثرة دينه علم الرب أنه عبدا شريرا ولكنه اعطاه فرصة أخرى فاهملها حينئذ تحقق السيد من رداءة صفات العبد القاسي، وأنه لا يستحق الرحمة التي منحها إياه، وخاطبه بأسلوب الغيظ . فمن يتبع أسلوب هذا العبد في القساوة لا يمكن أن يكون مسيحياً بالحق. فيمكن أن يكون أحد أعضاء الكنيسة مسيحياً في الظاهر وتُعلن صفاته الحقيقية عند الامتحان، كما عُرفت صفات ذلك العبد.
3) " كُلُّ ذٰلِكَ ٱلدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ " وهنا بين الملك عظمته بأنه سامح ذلك العبد الذى كان عليه دين عشرة ألاف وزنة ذهب وفى المقابل لم يسامح هذا العبد أخاه العبد مثله على 100 دينار
4) " لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ"  لأَنَّكَ طَلَبْتَ منى بحزن وانكسار أن أمهلك وقتا لسداد الدين فتأثرت وشفقت عليك
ورحمتك من سداد الدين كله

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

 فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
لم يسمه في المرة الاولى شريراً لكنه تحنن عليه . فلما راى قسوة قلبه سماه شريراً وغضب عليه
 

تفسير (متى 18: 33) : أفما كان ينبغي أنك انت أيضاً ترحم العبد رفيقك كما رحمتك انا ؟
 
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1)  «أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟» بدأ الملك يوبخ عبده على قساوة قلبه  أنه كان يجب عليه أن يتعلم الشفقة التي نالها وهذا توضيح لنا أننا بجب أن نتبع  المسيح ونتعلم منه وننفذ وصاياه ، وإذا كان المثل يشير غلى الكنيسة فيجب أن يعامل العبد رفيقه برحمة كما يعامل الرب عبيده بالرحمة والرأفة ، فإنه يجب على من رُحم أن يرحم. لقد أطلق عليه لقب  «شريراً» ليس لأنه أقام دعوى كاذبة على أخيه، بل لأنه طلب حقه بعنف وقسوة وأمسك رفيقه من عنقه وأذله أمام الناس بعد أن نال هو أعظم شفقة. فلنتعلم إذا من لطف الله وطول أناته علينا ومغفرته مثالاً لنا في معاملتنا لغيرنا، وأن نغفر للمذنبين إلينا كما غفر الله لنا.
فلا يليق بالمسيحي الذي ذاق رحمة المسيح وغفرانه هنا أن يتوقع أن يُرحم أمام عرش الرب يوم الدين إذا كان يكون قاسياً حقوداً. وإن كان له أسباب كافية للغضب فيجب ألا يبقي الغضب في قلبه، بل يغفر للمذنب إليه وفقاً للقول الرسولي «اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ» (أفسس ٤: ٢٦)

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي ما اعظم جرمك قد تركت لك الوزنات الكثيرة وبطلبة صغيرة أرضيتني كما يجب عليك ان ترحم رفيقك وتترك له المئة الدينار .
تلله

تفسير (متى 18: 34) : وغضب سيده وسلمه الى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
1) " غَضِبَ سَيِّدُهُ " كان هذا السيد في أول أمره دائناً طالباً دينه من مديون، فصار دياناً لمذنبٍ.
2) " سَلَّمَهُ إِلَى ٱلْمُعَذِّبِينَ "كلمة المعذبين فى اللغة الآرامية ربما كانت هذه تعني "السجانين" أي سجنه سجناً مؤبداً مع أمر منه بالتعذيب ومقاساة الآلام كما فعل العبد مع أخيه العبد ،  وهذا أشرُّ من بيعه الذي هدد به أولاً (ع ٢٥). وكانت القوانين فى الأمم القديمة  تقضى بتعذيب المديون إذا رأى الحاكم أنه اختلس مال غيره وأخفاه حتى يعترف. فاعتقد السيد في أول الأمر أن عبده أمين. فلما رأى ما كان منه في معاملة رفيقه تيقن أنه شرير لأنه جمع المال المفروض أن يدفعه كضرائب من الناس ليورده للملك فلم يفعل وخبأه فأمر بتعذيبه حتى يوفى الدين ، وظنه مختلساً، فسلَّمه للمعذبين ليعترف. كذلك حكم الرب «لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً» (يعقوب ٢: ١٣) فلذلك «بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ» (متّى ٧: ٢) ويقصد بالعذاب في المثل توبيخ الضمير للمذنب القاسي، واحتقار الأتقياء إياه، وغضب الرب عليه، والعقاب بعد الموت.
2) " حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ"  حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ الدين وأنه لن يوفى الدين لأنه فى السجن ولا فرق بين هذا القول وقولنا إلى الأبد، لأنه قيل (في ع ٢٥) «لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي». فقيَّد خروج ذلك العبد بشرط مستحيل، مشيرا إلى  لأبدية عقابه. وهنا نرى مثالا لرحمة الرب وعدله وواقع حكم الملك أن العدل دان ذلك العبد، والرحمة لم تلتفت إليه. كذلك الخاطئ في سجن الرب لا ترجى نجاته إلى الأبد.
فلا صحة لما استنتجه البعض من هذا العدد من أنه يحتمل أن الخاطئ يوفي الدين لله بمقاساته عذاب جهنم ألوفاً من السنين، لأن هذا العبد قد أضاع الأموال / خلاصه وغفرت خطاياه بعد أن تاب ورجع إلى قيئة عشرة ألاف مرة ولم يفعل عملا صالحا، ولا إيلام المعذبين عن الخطايا الماضية. فالذين رفضوا رحمة المسيح في الحياة الأرضية يرفضون منها إلى الأبد. فإن قيل: كيف جاز للملك أن يطالب العبد بما وهبه له؟ قلنا إن الملوك قديماً كانوا أرباب سلطان مطلق، وكانت مشيئتهم هي الشريعة. على أن الهبة في مثل هذا المثل يجوز أن تُسترد، لأنها مقيدة بشرط وهو أن يتصرف بها العبد بما يُرضي سيده، وأنه يصح لسيده أن يطالبه بذلك الدين عقاباً له على كفره بنعمته، وسلطان الحل والربط مقيد بتعاليم ووصايا المسيح  وقساوة العبد على رفيقه حين كان يجب عليه أن يكون شفوقاً متحنناً منعت عنه رجمة الرب وأدانته بسلطان الحل والربط .
قال بعضهم: هل يُستفاد من هذا المثل أن الله يعاقب الخاطئ على ما غفر له من الآثام؟ فالجواب لا! غفران الخطية مقيَّد بشرط أن يُظهر الخاطئ الذي غُفر له روح الطاعة للرب، وأن يقتفي خطوات المسيح، ويلبس على الدوام ثوب بره ويتحد به كعضو من جسده. ودليل ذلك قول الرسول «وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (١يوحنا ١: ٧). فإذاً المغفرة لمن يسلكون في نور المحبة والقداسة والشركة مع إخوتهم، لأن المغفرة مقيدة بالعمل الثالح وهو الغفران للآخرين

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
فكما انه لا يقدر ان يوفي ولا فلس كذلك جلده يكون بلا نهاية حتى يوفي . وفي ذلك اشارة الى العذاب الذي لا نهاية له .

تفسير (متى 18: 35) : فهكذا ابي السموي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته
 

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد المؤرخ / عزت اندراوس
الرب مع كثرة رحمته شديد العقاب فى عدله ، والإيمان الذي لا يعمل بالمحبة ليس هو الإيمان الذي يبرر الخاطئ.
1) " فَهٰكَذَا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ " الفعل ورد الفعل (رو 2: 6)الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله. " كما يفعل الرب بكم من رحمة إفعلوا أنتم أيضا بأهاليكم ورفاقكم وأخوتكم فى المسيح 
2) " إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُم" الغفران القلبى هو شرط إلهى لأنه يكشف ما فى القلوب (أمثال ٢١: ٢) كل طرق الانسان مستقيمة في عينيه والرب وازن القلوب."
 مِنْ قُلُوبِكُمْ لا قيمة للغفران من مجرد الشفتين فاالرب لا يغفر هكذا والذي يقول «أنا أغفر ولكن لا أنسى» لا يغفر، إنما يزيد على خطاياه نفاقا ورياءًا . ولكن الرب إذا غفر يطرح كل الخطايا وراء ظهره (إشعياء ٣٨: ١٧) فهو يصفح عن الإثم ولا يذكر الخطية (إرميا ٣١: ٣٤) وأنه يدوس الآثام ويطرح الخطايا في أعماق البحر (ميخا ٧: ١٩).
3) "  كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَّتِهِ" يتطابق تفسير هذه الآية مع تفسير ( متّى ٦: ١٥ ) «إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ» وهذا هو تفسير المثل ايضا
 (كولوسي ٣: ١٣)  محتملين بعضكم بعضا، ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا.  " 
كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ وهنا شرط الرب ترك الزلات هنا بالإخوة المؤمنين، لكن يجب أن نغفر لكل الناس زلاتهم إذا سألونا المسامحة. و(أفسس ٤: ٣٢ ) وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح.  فهذه الآية تعلمنا أن أبواب السماء مغلقة أمام القساة والمنتقمين ومحبي الحقد ، وأنه لا غفران في يوم الدين لمن لم يغفروا لغيرهم. وفي هذا المثل معان وهي الآتية: (١) خطايانا إلى الرب عظيمة جداً لأنه تقاس بعظمة المخطئ إليه  (٢) الرب يغفر تلك الخطايا تمام المغفرة مجاناً. (٣) زلات إخوتنا إلينا زهيدة، بل ليست شيئاً بالنسبة إلى خطايانا إلى الرب . (٤) يجب أن نغفر لإخوتنا زلاتهم من قلوبنا. (٥) إنه إن لم نغفر لإخوتنا يغضب الرب علينا بعدل ويعاقبنا.

راجع (متّى ٦: ١٢، ١٤، ١٥ ) واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا ..  فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي. 15 وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم." و (مرقس ١١: ٢٦ ) وان لم تغفروا انتم لا يغفر ابوكم الذي في السماوات ايضا زلاتكم. و (يعقوب ٢: ١٣.) لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة، والرحمة تفتخر على الحكم.

 

أولا : التفسير الروحى/  الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية

فيما يلى تفسير انجيل متى  - مار ديونيسيوس ابن الصليب ـ من كتاب الدر الفريد في تفسير العهد الجديد
اي مثلما عاملت رفيقك هكذا سيعاملك الله . ولم يقل ابوكم ههنا لان ذاك العبد والذين على شاكلته في الحقد لا يدعي الله اباهم . وبقوله ” من قلوبكم ” اوجب الغفران قلباً وفماً . ولكي لا يتعلل احد قائلاً لا اغفر لرفيقي لانه وبخني امام الناس فنجيبه ان من وبخك جعل نفسه مذنباً امام

 
 















 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

This site was last updated 04/05/23